ج6: رسالة البيان لمفهوم بال الشيطان - سبب قول النبي عمن نام عن صلاة الليل بأن الشيطان بال في أذنه - لماذا بال الشيطان في الأذن ولم ينفخ أو ينفث أو يهمز أو ينغز - لماذا الشيطان يأتي من ناحية الأذن ليوسوس بالنوم - هل كان بول الشيطان في الأذن هو حقيقة لفعل شيطاني أم هو وصف نبوي لتفهيم فعل شيطاني - كيف يوسوس الشيطان لشخص لديه صمم في أذنه - هل الشيطان يمكن أن يوسوس في الأذن - لماذا ذكر النبي لنا أن الشيطان بال في الأذن

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

البيان لمفهوم بال الشيطان في أذن الإنسان

(ومعرفة صلاة الليل التي تركها يتسبب في تسلط الشيطان)

(الفصل السادس)

#- فهرس:

:: الفصل السادس :: عن مسائل قد تخطر ببالك عن تفسير بول الشيطان بالمعنى المجازي أي بالوسوسة وتحتاج إلى تفسير حتى يستقيم المعنى في عقلك ::

1- س13: ما هو الرأي الخاص لصاحب الرسالة (خالد أبوعوف) في سبب قول النبي عمن نام عن صلاة الليل بأن الشيطان بال في أذنه ؟

2- س14: كيف يقال أن الشيطان بال في الأذن بالوسوسة لشخص لديه صمم في أذنه ؟

3- س15: كيف يقال أن الشيطان يوسوس في الأذن وهو يوسوس في الصدر ؟

4- س16: لماذا الشيطان يأتي من ناحية الأذن ليوسوس بالنوم ؟ 

5- س17: هل يوجد دليل شرعي يدل على أن الشيطان يمكن وسوسته من خلال الأذن ؟

6- س18: هل كان بول الشيطان في الأذن هو حقيقة لفعل شيطاني أم هو وصف نبوي لتفهيم فعل شيطاني ؟

- (لماذا بال الشيطان في الأذن ولم ينفخ أو ينفث أو يهمز أو ينغز ؟)

7- س19: لماذا ذكر النبي لنا أن الشيطان بال في الأذن ؟

- (حكمة وشبهة).

************************

:: الفصل السادس ::

:: عن مسائل قد تخطر ببالك عن تفسير بول الشيطان بالمعنى المجازي أي بالوسوسة وتحتاج إلى تفسير حتى يستقيم المعنى في عقلك ::

**********************

 ..:: س13: ما هو الرأي الخاص لصاحب الرسالة (خالد أبوعوف) في سبب قول النبي عمن نام عن صلاة الليل بأن الشيطان بال في أذنه ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- قد ذكرت في الفصل السابق آراء السادة العلماء في سبب تسليط الشيطان على الأذن فبال فيها لمن نام عن الصلاة .. ولكن الذي أحسبه وأظنه (عن رأي خاص) .. في سبب قول النبي بأن الشيطان بال في أذن من نام عن الصلاة .. هو ما ساذكره لك ولكن ركز فيما سأذكره لك:
 

- أولا: لما كانت صلاة الليل يقصد بها في بعض كلام العلماء كالإمام الطحاوي ومن أتبعه على أنها صلاة العشاء .. وكان هذا الشخص قد صلى المغرب .. وكان بإمكانه البقاء لصلاة العشاء لقرب وقتها .. إلا أنه فضل النوم على البقاء يقظا لصلاة العشاء حتى لا يستمع للأذان فيكون حجة عليه أنه سمعه ولم يستجيب له .. فأتاه الشيطان ليزين له ما انعقدت عليه نفسه من الرغبة في النوم هروبا من سماع الأذان .. فبال في أذنه بتأكيد فكرة النوم حتى خضع لهذه الفكرة وذهب للنوم فعلا .. ولذلك كان يأتيه يمينا ويسار بدلالة الرواية التي ذكرت الأذنين .. فجاءت بلفظ: (بال الشيطان في أذنيه) .. والله أعلم .
 
ثانيا: وإذا كان المقصد من بول الشيطان هو حدوثه أثنام النوم حينما يستمع الإنسان للأذان فلا ينهض للصلاة .. فحينئذ أقول:
- لما كانت الأذن محل الإدراك بالسماع في عالم الظاهر .. ولما كان الأذان هو إعلان بموعد مقابلة الحق للتعبد إليه .. فكانت الأذن حينئذ هي النعمة التي أعطاها الله لك لتدرك بها هذا الحق .. ولما امتنعت عن الإستجابة لما تستقبله هذه النعمة (أي نعمة السماع بالأذن) لصوت الحق وهو الأذان .. فكأنه أصبح للشيطان حقا في الإساءة لهذه النعمة لعدم استجابتك للحق في تلك اللحظة .. فكانت محلا لاستقبال بول الشيطان أي وسوسته ليفسد عليك عزيمتك بالكسل حتى لا تقوم للصلاة .. 

#- خلاصة القول:
1- سبب قول النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل حتى أصبح .. إنما يكون ذلك للمؤمن الذي كان له إمكانية القدرة على البقاء صاحيا لأداء الصلاة .. إلا أنه فضل النوم متكاسلا عن الصلاة .. وظن أنه سينهض في أي من الليل ليصلي ما فاته .. إلا أن الشيطان يكون قد عقد عليه ثلاث عقد بعزيمة (عليك ليلا طويل فارقد) ..
 
2- أو لعله نام وانتبه للأذان في أثناء نومه إلا أنه لم ينهض وفضل النوم عن القيام للصلاة .. فبال الشيطان في أذنه بحب النوم حتى غلبه بالكسل في نفسه وأعاده للنوم ..
- وبال في أذنه .. أي أفسد في أذنه بوسوسة ترتيب عليها أنه استجداب لها .. وذلك لوجود رغبة نفسية مسبقة فيه بحب النوم على القيام للصلاة ..
- والله أعلم .
 

*************************

 

..:: س14: كيف يقال أن الشيطان بال في الأذن بالوسوسة لشخص لديه صمم في أذنه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تتسائل أخي الحبيب فتقول: لو افترضنا أن البول الشيطاني هو بالمعنى المجازي أي بالوسوسة .. فكيف يوسوس لشخص لديه صمم في أذنه ؟ .. أو كيف يصل بوسوسته من خلال الإذن لو كان الإنسان لديه صمم ؟!!
 
#- قلت لك: أنت لم تنتبه إلى أمر مهم .. وهو مفهوم الوسوسة:
- والوسوسة: هي الصوت الخفي الظاهر في النفس والمعبر عنه بالخاطر الخبيث .. وليس للوسوسة صوت مادي مدرك بالقنوات السمعية المادية .. لأن القنوات السمعية تحتاج لذبذبات صوتية يتم استقبالها في الأذن الوسطى .. ثم يتم ترجمتها بعد ذلك لحروف ومعاني يفهمها المخ ..
 
- لكن الوسوسة ليست عن أصوات مادية حتى تستقبلها الأذن المادية .. ولكن ما يحدث في الوسوسة من خلال الأذن إنما هو إلقاء همزاته فيها وتصل بصورة روحانية إلى منطقة الصدر التي يتم فيها ترجمة الوسوسة تلقائيا ويفهمها العقل ..
 
#- خلاصة القول:
- الشيطان لا يحتاج لسلامة الأذن البشرية ليرسل لها أصوات مادية مثل الأصوات المسموعة .. وإلا كان أزعج كل الناس في كل مكان في الوجود .. وحطمهم تحطيما .. وإنما له قدرة على التخاطر في النفس مع الإنسان .. وهذا التخاطر حسب (رأيي الخاص) له مصدرين في جسم الإنسان وهما الدم والأذن .. من خلالهما يتم إرسال وسوسته إلى الصدر .. وهذا يتم توضيحه في السؤال التالي إن شاء الله .
- والله أعلم .
 

*****************************

 

..:: س15: كيف يقال أن الشيطان يوسوس في الأذن وهو يوسوس في الصدر ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تتسائل أخي الحبيب فتقول: كيف يوسوس الشيطان في الأذن ومن المفترض أنه يوسوس في الصدر ؟!!
 
#- قلت لك: أنت لم تنتبه للفرق بين أدوات نقل الوسوسة للصدر .. وبين وسائل تلقين الشيطان في الصدر .. وبين محل ظهور الوسوسة .. فتأمل الآتي جيدا ..
1- طرق الوسوسة: وهي النغز والهمز والنفخ والخيال ..
2- أدوات نقل طرق الوسوسة: وهي الأدوات التي يستخدمها الشيطان في تلقين وسوسته .. وهي الدم والأذن ..
3- محل ظهور ترجمة الوسوسة: هو الصدر الذي يتم فيه ترجمة الوسوسة ..
 
#- فإذا كان أصل الوسوسة هو في الصدور .. إلا أنه لم يذكر لنا كيفية تحقيق ذلك .. إلا من خلال ما نعلمه .. ومن وسائل تحقيق ذلك هو جريان وسوسته في دم الإنسان .. فكان الدم حاملا لهذه الوسوسة حنى تصل في محيط صدره .. وقد يكون الأذن أيضا وسيلة أخرى لتبليغ الوسوسة في صدر الإنسان .. ولكن النفخ والهمز والنغز فهذه وسائل تلقين الشيطان في النفس .. والدم والأذن وسائل إدراك لهذه الوسوسة ونقلها للصدر ..
- هذا اجتهادي والله أعلم . 
 
#- خلاصة القول:
- هناك فرق .. بين طرق الوسوسة وأدوات تحقيق طرق الوسوسة ومحل تلقين الوسوسة الذي يتم فيه ترجمة هذه الوسوسة .. فانتبه.
- وبالتالي الوسوسة تحدث في الصدر .. وإنما الأذن هي مجرد أداة أو قناة ينتقل من خلالها الوسواس إلى الصدر بطريقة يعلمها الشيطان أو العالم الروحاني عموما ..
- والله أعلم .
 

*************************

 

..:: س16: لماذا الشيطان يأتي من ناحية الأذن ليوسوس بالنوم ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إذا كانت الأذن أحد وسائل الوسوسة .. ولكن لماذا اختيار هذا المكان على وجه الدقة ليفعل هذه الوسوسة بحب النوم ؟
 
- حيرني هذا الأمر وبحثت عنه طبيا .. وأحسبني عرفت السبب العلمي من وراء اختيار الأذن .. وذلك لأن بالأذن يوجد العصب السمعي المسئول عن السماع وعن التوازن ووضعيه الرأس .. وهذا العصب له فرعين .. الفرع الأول وهو الفرع القوقعي المسئول عن سماع الصوت .. والفرع الثاني وهو الفرع الدهليزي وهو المسئول عن توازن الجسم وحركة العين ووضعية الرأس .
 
- إذن العصب السمعي .. هو المسئول بفرعيه عن سماع الصوت وعن التوازن ووضعية الرأس ..
 

- ولعل هذا هو السبب في اختيار الشيطان لهذا المكان وهو الأذن .. وذلك حتى يؤثر فيه ويسبب تأثير في هذا العصب السمعي وفي الفرع المسئول عن التوازن لظهور ضعف فيه .. وربما تكون وسوسة الشيطان يظهر لها أثر في هذا العصب أثناء الوسوسة مع وجود الكسل في الإنسان مع استسلامه لهذا الكسل .. وبالتالي يظهر تأثير هذه الوسوسة وتأتي بنتيجتها في بعض الأحيان مع بعض الناس الذين يغلبهم حال الكسل والوهن النفسي .. إذ لا ينشط الشيطان غالبا بتزيين النوم إلا حين ظهور ضعف الإنسان وتكاسله .. والله أعلم .

 

********************************

 

..:: س17: هل يوجد دليل شرعي يدل على أن الشيطان يمكن حدوث وسوسته من خلال الأذن ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تتسائل أخي الحبيب فتقول: وهل يوجد دليل على ان الشيطان يمكن أن يوسوس للإنسان من خلال الأذن ..؟!!
 
- قلت لك: نعم يحدث ذلك .. ودليل الوسوسة من خلال الأذن ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال عن طريقة معرفة الكهنة بالغيب: (تِلكَ الكَلِمَةُ الحَقُّ، يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ فَيَقْذِفُهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ) صحيح مسلم
 
- وفي رواية بلفظ: (فَتَسْمَعُ الشَّياطِينُ الكَلِمَةَ، فَتَقُرُّها في أُذُنِ الكاهِنِ كما تُقَرُّ القارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ معها مِئَةَ كَذِبَةٍ) رواه البخاري معلقا .. ويشهد له حديث مسلم السابق..
 
- ولا يخفى عليك قوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء:221-223... أي أن كل أفاك اثيم من الإنس يلقي السمع لما تخبره به الشياطين من الأكاذيب لينقلوها للناس ..
 
#- خلاصة القول:
- الأحاديث السابقة تدل على إمكانية حدوث التواصل من خلال الأذن .. بين عالم الشياطين والإنسان .. والأذن ما هي إلا وسيلة استقبال لنقل الوسوسة للصدر الذي يترجمها ويفهمها العقل .. والله أعلم .
 

************************

 

..:: س18: هل كان بول الشيطان في الأذن هو حقيقة لفعل شيطاني أم هو وصف نبوي لتفهيم فعل شيطاني ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وقد تتسائل اخي الحبيب فتقول: ما سبب اختيار الشيطان للبول على وجه الخصوص في أذن الإنسان دون التفل أو النفث أو النفخ أو الهمز أو النغز ؟
 
- قلت لك: الحقيقة أن هذا ليس اختيار الشيطان .. وإنما هو قول النبي .. وقول النبي هو الذي يتم ترجمته وتفسيره .. ولذلك يقال ما المقصود من قول النبي أن الشيطان بال في أذن فلان ؟!! ولا يقال لماذا فعل الشيطان ذلك ؟! لأننا لا نرى الشيطان يفعل ذلك حتى نبحث في معرفة الحكمة من فعله ..!!
 
- ولذلك نحن لا نبحث عن سبب اختيار الشيطان لفعله .. لا .. وإنما نبحث في سبب أو حكمة قول النبي عن وصفه لفعل الشيطان بهذا الوصف .. وإلا ما كان حدث اختلاف في فهم العلماء لوصف (بال الشيطان) .. لأنه وصفا نبويا لفعل شيطاني قد يحتمل المعنى الحقيقي أو المجازي .. فانتبه لهذا الكلام جيدا.
 
- ولذلك يقال: ما سبب اختيار النبي لتوصيف فعل الشيطان بهذا الوصف ؟
- فهذا هو الصواب في السؤال .. ولذلك حينئذ يجاب عليه بأن هذا الوصيف قد يقصد به معنى مجازي أو حقيقي ..
 
#- خلاصة القول:
- نحن نتفكر في مقصد قول النبي عن أفعال الشيطان .. لأن المقصد قد يكون محتمل المعاني طالما لفظه محتمل للمعنى .. وليس نتفكر في أفعال الشيطان .. لأننا لا نرى أفعال الشيطان حتى نتفكر لماذا يفعل هذا أو ذاك .. فانتبه .
 
#- وما ضل من ضل في فهم الأحاديث الروحانية أي التي تتكلم عن العالم الروحاني .. إلا من بحث في حكمة فعل الشيطان .. وليس في مقصد قول النبي عن فعل الشيطان .. لأنه قد افتتن بفعل الشيطان حتى أعماه ذلك عن الحكمة في كلام النبي ومقصده كما يتفق مع كلام الله ..
- والله أعلم .
 

***********************

 

..:: س20: لماذا ذكر النبي لنا أن الشيطان بال في الأذن ؟ ::..

(حكمة وشبهة)

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في هذا السؤال حكمة وشبهة .. أما الحكمة فأذكرها لك أولا لتستمتع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده .. ثم أذكر لك بعض النفوس الذين يلقون شبهة على حديث (بال الشيطان في أذنه) ..
 
#- أولا: عن الحكمة النبوية من ذكر أن الشيطان بال في الأذن ..
- كان من الممكن أن لا يخبرنا النبي عن جزئية أن الشيطان بال في الأذن .. فهي من الأحوال الغيبية التي لا نعلمها ولا نشاهدها .. ولكن طالما أخبرنا بها فلابد من حكمة وراء ذلك .. وكأننا نقول لماذا أخبرنا بهذه المعلومة الغيبية عن الشيطان ؟
 
#- قال أبو العباس القرطبي (المتوفى: 656 هـ):
- وخصّ البول بالذكر إبلاغًا في التفحيش به .. وليجتمع له مع إذهاب سمعه .. استقذار ما صرف به سمعه. (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج2 حديث رقم 650 باب رقم 109) .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ومقصد الإمام القرطبي كما أفهم من كلامه .. هو أن النبي ذكر لفظ البول حتى تستقبح فعل الشيطان معك .. فتجاهده نفسيا ولا ترضى في نفسك أن بال فيك بما يوهنك ويضعفك بل ومراده من وراء ذلك الاستهزاء بك وهزيمتك نفسيا .. فإذا علمت ذلك فأنت تستقذر ما يفعله بك لأن كرامتك كمؤمن ترفض أن يتم هذا الفعل بك .. والله أعلم .
 
#- والذي أظنه عن نفسي ..
1- أن المقصد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو استفزاز الكرامة فيك واستحضار العزة الإيمانية فيك كمؤمن .. فتعلو فيك الهمة والعزيمة لدفع وسوسة الشيطان التي يعقدها عليك .. حتى تكون عزيمتك في دفع وسوسته أعلى من تأثير وسوسته عليك .. خاصة حينما تعلم أن هزيمته لك معناها أنه بال عليك .. .. فكأنه أراد أن يهين فيك آدميتك التي كرمك الله بها عليه .. والله أعلم .

2- ويفيدك حديث (بال الشيطان في أذنيه) .. في أن تعلم من وراء ذلك أن صلاة الفرض لها قيمة كبيرة عند رب العالمين .. وتكسبك مكانة عند الله .. فلا تضيعها واهتم بان تكون عزيمتك بالله هي أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته ليوفقك على أداء العبادات التي طلبها منك بل ويكسبك مزيد من فضله فيعينك على النوافل .

3- ويفيدك هذا الحديث في أن تعرف أن سبب نومك عن صلاة الفرض عن إرادة منك .. إنما أحد أسبابه بعد كسل النفس هو غلبة الشيطان عليك بتحريض كسل النفس فيك .. فتعلم أن لك عدو يترصد بك ولا قوة لك على دفعه إلا بالله .. إذ يقول تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف:200. 

4- وأتي بلفظ البول .. وشبه وسوسته بالبول .. وحال المستجيب لها كالمستجيب لبول الكلام الفاسد الذي أثر به عليه .. وكأن حال الأذن المستجيبة لهذا البول أو الوسوسة إنما هي أذن استجابت لوسوسة الشيطان ولم تستجيب لأداء حق الله .. وفي ذلك دلالة على وجود ضعف في العزيمة الإيمانية .. 
 
- ولذلك لفظ البول بالمعنى المجازي فيه قوة معنى .. وإرشاد عام لأن تنتبه من تأثير الآخر فيك بالكلام الغير صحيح حتى تخضع له دون انتباه لما يقول .. بل وتستسلم له وتخضع لكلامه مستجيبا لما ألقاه في أذنك في حين هو كلام باطل أو غير صحيح .. وهذا هو ما يقال في اللغة الغربية أن فلان بال في أذن فلان بكلام فأفسده لأنه نجح في أن يجعله يصدق الباطل والغير صحيح من المعلومات حيث استغفله بهذه المعلومات المضللة أو الغير صحيحة ليفسد حاله ..، وهذا هو حال الشيطان مع الإنسان حينما بال في أذنه بوسوسته لينام عن الصلاة فيستسلم له الإنسان دون أدنى مقاومة ..

- حقا .. حبيبي يا نبي .. صلى الله عليك وعلى آلك في كل مكان وزمان .. صلاة تدوم بدوام الحي القيوم .. آمين يارب العالمين .. 

- وسيأتي إن شاء الله مزيد من الإفادة حول هذا الحديث في آخر فصل في ختام هذه الرسالة تحت سؤال خاص حول فوائد هذا الحديث .. 

 
#- ثانيا: أصحاب الشبهة عن حديث (بال الشيطان في أذنه) ..
- فهؤلاء منتشرون كالجراد على الإنترنت .. وهم الذين يسخرون من الأحاديث .. حتى أنكروها إنكار الأعمى لضوء الشمس .. فجحدوها جحودا عجيبا حتى سخروا منها .. بل وجعلوا من أنفسهم المدافعين عن النبي ضد أهل الظلام وهم علماء المسلمين وكل من يذكر الأحاديث النبوية ..!!
 
- فقالوا مثلا عن حديث بول الشيطان والعقد الشيطانية .. أنها مجرد خرافات المشايخ التي ابتدعوها على النبي والنبي بريء منها ولم يقل بهذه الأحاديث .. وهذه الفرق يصفون أنفسهم بانهم قرآنيون أي جاحدون للحديث النبوي الصحيح ولا يؤمنون إلا بالقرآن وما يتفق وآرائهم فقط .. !! وهذه الفرقة تنقسم إلى طائفتين لهما شهرة واسعة على الإنترنت ..
 
1- الطائفة الأول: وهم الذين يجحدون الحديث النبوي جملة وتفصيلا مهما كان صحيح .. ويعتبرون الأحاديث النبوية من اختراع المشايخ وكلها ملفقة للنبي صلى الله عليه وسلم .
 
2- الطائفة الثانية: وهم أكثر ذكاء من اخوتهم السابقين .. إذ لما وجدوا نفور المسلمين من الطائفة الأولى .. فقالوا: أنهم لا ينكرون الأحاديث النبوية الصحيحة .. وإنما ينكرون الأحكام التي أتت على لسان النبي وليس لها وجود في القرآن .. ولذلك تجدهم ينقلون كلام النبي في أي شيء إلا ما فيه أحكام نبوية .. لأنه في اعتقادهم أن النبي لا حكم له إلا من القرآن فقط .. !!
 
#- وكلا الطائفتين .. يسخرون أيضا من الأحاديث التي تتكلم في الأمور الغيبية وعلامات الساعة والمعجزات النبوية وما شابه ذلك .. وطبعا يسخرون من حديث بول الشيطان والعقد الشيطانية وما شابهها مثل مبيت الشيطان على خيشوم الإنسان ووضحكة من تثاؤب الإنسان وأكل الشيطان معنا وما شابه ذلك..  
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
- لا تتبع المستهزئين بالنصوص الدينية .. والذين يقولون لك ما المقصود من معلومة كهذه لا قيمة لها .. !!
 
- لا .. فهو الذي لا قيمة له .. فلعل الشيطان بال في أذنه ليلا ونهارا حتى كان سببا في غلق مسامع قلبه كما أغلق مسامع أذنه عن سماع علم العلماء .. فملئه بالحقد والغل لكل ما يسمع عنه أنه حديث نبوي .. حتى باتت نفسه تنكره .. فهذا ليس إلا بولا من الشيطان قد باله في نفسه حتى تشربته نفسه الأمارة بالسوء وتمكن منها .. حيث أن هذا البول وجد في نفسه حقيقة سوداوية مكبوته فيه .. وهي حب الطعن في كل ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم .. أي أن هذا البول الشيطاني قد صادف هوى في نفسه فأصبح معاديا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما غلبه من بول الشيطان في نفسيته .. وهذه هي حقيقته ببساطه .

  *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .