بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
البيان لمفهوم بال الشيطان في أذن الإنسان
(ومعرفة صلاة الليل التي تركها يتسبب في تسلط الشيطان)
(الفصل السابع)
#- فهرس:
:: الفصل
السابع :: عن مسائل قد تخطر على ذهن البعض - واجتهاد
خاص يتعلق بمسألة (بال الشيطان في أذنه) ::
1- س20:
هل حديث (بال الشيطان في أذنية) تشير إلى تحقيق الوسوسة في الأذن ولها
إشارة في القرآن ؟
2- س21: هل صح أن يقال وصف بال الشيطان في أذنه في
المعاملات الفاسدة والمنحرفة بين الناس ؟
3- س22: هل من
الممكن أن يحدث بول الشيطان في اليقظة وليس في المنام فقط ؟
4- س23: كيف يحدث بول الشيطان مع النائم إذا كان قرأ تحصيناته بالمعوذات وآية الكرسي ؟
5- س24: هل
يوصف من بال الشيطان في أذنه لمن فاتته صلاة الليل بصفة خاصة فقط أم في أي صلاة
عموما ؟
************************
:: الفصل السابع ::
:: عن مسائل قد
تخطر على ذهن البعض - واجتهاد خاص يتعلق بمسألة (بال الشيطان في أذنه) ::
**********************
..:: س20: هل حديث (بال الشيطان في أذنية) تشير إلى تحقيق الوسوسة في الأذن ولها
إشارة في القرآن ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- جاء في بعض الروايات أن حديث
بول الشيطان أتى بلفظ: (ذاك رجل بال
الشيطان في أذنه) ومرة (في أذنيه) .. إذ جاء عن عبد
الله بن مسعود: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ
نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أصْبَحَ، قالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ .. أوْ قالَ: في
أُذُنِهِ) صحيح البخاري ومسلم.
#- فلو كان اللفظ هو (أذنه) فقد ينصرف الذهن
إلى أنه يقصد أحد أذنيه .. وقد يقصد كلاهما أيضا باعتبار عدم التحديد مثل ان تقول
"صفعة على خده" فقد يقصد على أحد خديه أوعلى كلتا خديه ..
2- ولكن احتمال أن يكون الصحيح هو (أذنيه)
وهذا الراجح لتقديم الراوي لفظ (أذنيه) في الرواية .. فحينئذ تكون هذه
الرواية تدل في ذاتها على أنه لا يمكن أن يكون يبول بولا حقيقيا وإنما هو وسوسة ..
وتفيد تحقيق الوسوسة .. إذ قد يأتيه من اليمين واليسار بوسوسته ليؤثر عليه .. وهذا مشابه لقوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ...) الأعراف:15-16.
- فيأتيه الشيطان في حال نومه
او قبل نومه ليجعله ينام عن الصلاة .. فيأتيه عن شماله فيزين له
النوم لأنه متعب وجسده يستحق الراحة .. وياتيه عن يمينه ليزين له أن رحمة الله
واسعة ولا حرج عليك في النوم .... أو ما شابه هذا الكلام .. وقد يأتيه من كلا
الجانبين ليزين ليؤكد له استحقاقه للنوم حتى يظن أن هذا هو الصواب .. وكأن وسوسته
ملأت عقله يمينا وشمالا دلالة على تمكين الوسوسة منه.. والله أعلم .
-
وهذه جزئية كان أولى بها ذكرها في مناقشة من قالوا بأن بول
الشيطان حقيقي كما في الفصل الثالث عند السؤال الثامن .. ولم انتبه لها حيئذ ..
ولذلك ألحقتها بسؤال خاص ..
3- ومن ناحية أخرى .. قد يقول بعض من ذهب إلى أن بول الشيطان حقيقي
إلى أن لفظ (أذنيه) هو للمبالغة .. وليس المقصد هو كلتا أذنيه إذ
لا يتصور ذلك .. ويكون مقصدهم من المبالغة هو تمكين بول الشيطان من الأذن .. ( ولو
كان هذا هو ظنهم كما أتصور ذلك) .. فهذا ظن تفسيري بعيد إذ لا يقال أن المضروب على
خديه هو للمبالغة ولا المطعون طعنتين هو على المبالغة وإنما على التحقيق ..!!
- والله أعلم .
#- خلاصة القول:
- لا مانع من أن يأتي الشيطان
للإنسان من كل اتجاه ليغويه .. يمين أو شمال أو أمام أو خلف .. ولكن هل أنت كإنسان
ستمنعه من كل اتجاه ياتيك منه بوسوسته .. أم ستقبلها ؟!!
- فهذا اختيارك.
*********************
..::
س21: هل صح أن يقال وصف بال الشيطان
في أذنه في المعاملات الفاسدة والمنحرفة بين الناس ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- سبق وذكرنا في كلام العلماء في السؤال
الأول والسؤال الثالث أنه لغويا يصح أن يقال أن فلان بال في أذن فلان بكلام فأفسده
بكلامه .. وإذا علمت ذلك فأقول لك:
1- لو قلت أن فلان بال الشيطان في أذنه بمعنى
أنه وسوس له (سواء شيطان من الإنس أو الجن) .. فهذا معنى صحيح
لغويا كتعبير مجازي لكل كلام فاسد وباطل ومنحرف عن الحق ينطق به أهل الباطل .. فما
ظهر من فساد في نفس الشخص المستقبل للكلام الفاسد في أذنه وصدقه فعلا وعمل به .. فهذا
يقال عنه بأنه قد بال في أذنه فلان أو شيطانه أي أفسده بوسوسته ..
- والشيطان بسبب وسوسته يسبب
ثقل في رأس الإنسان مما يترتب عليه الرغبة في النوم .. كالذي يحدثك كثيرا
حتى تصدع منه .. ولكن وسوسة الشيطان في تلك اللحظة الغرض منها هو الوسوسة بالنوم
وبث إحساس الكسل فيك حتى تظل نائما ليبعده عن صلاة الفرض ..
#- وقد يشار حينئذ إلى حقيقة
فعل الشيطان مع الإنسان .. وهي كما قال تعالى: (قَالَ
الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ
فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) إبراهيم:22.
2- ولا يمكن أن يقال أن
الشيطان يبول بولا حقيقيا في الإنسان وهو يقظ .. فهذا مستحيل قوله لأنه
مستحيل تحقيقه بل والواقع يكذب
ذلك .. وإلا كان لهذا
البول أثرا ولو أقل إدراك يظهر في النفس وهو الثقل الغريب في النفس .. في حين نجد أن الواقع يقول بخلاف ذلك في أن غير
المؤمنين في حالة نشاط وهمة وعزيمة وتطور ..
- فالذي يقول أن الشيطان يمكن أن
يبول في الإنسان بولا حقيقيا في اليقظة .. وأنه يسبب له ثقلا في النفس .. فنقول له
حينئذ: ما دليلك ولماذا لا يفعل ذلك مع غير المؤمنين ؟
أم هو متخصص تبول في أذن المؤمنين فقط ؟!! فيكون كلامك حينئذ هو مجرد بلادة عقلية
وفكرية وقلة أدب لشتمك في المؤمنين .. وما أظنك إلا بال الشيطان في أذنك بوسوسته
لتقول بمثل هذا الكلام ..!!
#- خلاصة القول:
- يصح في حال اليقظة أن يتم وصف
الكلام الفاسد الذي يتم التلفظ به بأنه بول .. سواء كان ذلك من
شيطان إنسي عاصي أو منحرف أو من شيطان جني .. فالكلام الفاسد أو الوسوسة التي تحدث
للإنسان حين حركته وسعيه في الحياة بكلام مضلل أو فاسد او منحرف أو باطل .. فيمكن
القول حينئذ بأن فلان أفسد فلانا بكلام بال به في أذنه أو أن فلان بال الشيطان في
اذنه بما أفسده وإلا ما كان فعل ما فعل من فساد في الأرض ..
- والله أعلم .
*************************
..:: س22: هل من الممكن أن يحدث بول الشيطان في
اليقظة وليس في المنام ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الظاهر لي من كلام العلماء .. أن مسألة بول الشيطان تحدث
لمن غلبه النوم ولم ينهض لصلاة الفرض حتى فاتته ودخل وقت صلاة أخرى .. ويغلب على
رأي بعض العلماء هي صلاة العشاء كما ذهب لذلك الإمام الطحاوي وتبعه جمعا من
العلماء .. وبعض العلماء أشار لكونها صلاة الفجر .. ومحتمل أن يكون كلاهما .. وسبق
وناقشنا ذلك ..
- لكني لم أنتبه في كلام من
قرأت لهم من العلماء .. باحتمالية أن يكون
هذا البول الشيطاني يحدث لمن هو يكون مترددا بين حالة النوم وحالة البقاء يقظا
للصلاة .. فيغلبه الشيطان بالنوم .. ثم يزيده من عقده عند نومه .. وهذا الإحتمال
هو ما خطر ببالي ..
- وقد خطر على بالي أخي الحبيب تصور معين أحببت أن أشاركك به بعد بحثي في
هذه المسألة .. وهو الآتي:
#- في الحديث النبوي .. الذي جاء عن عبد الله بن مسعود: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أصْبَحَ، قالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ
.. أوْ قالَ: في أُذُنِهِ) صحيح البخاري ومسلم.
1- لو تأملنا قول النبي (بال الشيطان في أذنه) .. فهذا قد يكون من
المحتمل أن يكون الشيطان حين وجده متكاسلا ومترددا بين أن ينام أو يظل يقظ حتى
يصلي الفرض .. فوسوس له حب النوم عن البقاء صاحيا ليصلي صلاة الفرض .. ففضل النوم
عن البقاء صاحيا لأداء الصلاة .. وبالتالي كان بول الشيطان هو وسوسة ظاهرة وواضحة
جدا .. والمعنى اللغوي ثابت وحقيقي حيث أن البول هو فساد .. وكما يقال أن فلان بال
في أذن فلان بكلام فأفسده بكلامه .. فكذلك يقال أن الشيطان بال في أذن فلان بحب النوم
على البقاء يقظا حتى يصلي صلاة الفرض ..
- الغرض من كلامي .. أنه محتمل أن يكون
هذا البول الشيطاني أي وسوسته بدأت من قبل نوم الشخص فعلا .. وإنما لما لاحظ عليه
الشيطان تكاسله فوسوس له بحب النوم .. ثم اكمل عليه ذلك بعقده بعد غيابه في النوم
.. وكلما حاول النهوض من النوم يستمر بوسوسته فيه .. ليظل خاضعا للنوم ..
- وأظن أن هذا ما أميل إليه بعد
بحثي في المسألة .. فيكون مسألة بول الشيطان إنما
هي تأثير بحب النوم في نفسية المؤمن عن البقاء صاحيا لأداء الصلاة .. ولذلك قال
عنه النبي (بال الشيطان في أذنيه) أي بال فيها
موسوسا له بترغيبه في حب النوم حتى غلب عليه بوسوسته واستسلم ونام تاركا صلاة
الفرض تكاسلا حتى أنه لم يأخذ بالأسباب لينهض من النوم كظبط المنبه أو طلب من أحد
أهل بيته أن يجعله ينهض للصلاة أو ما شابه ذلك ..
- أي أن البداية هي حدوث هذا
البول في أذنه .. ثم حينما ينام فعلا فهو يعقد عليه بعقده ..
والله أعلم .
2- وهناك احتمال آخر .. أن يكون مسألة البول الشيطاني
حدثت عند نومه بالفعل .. وكلما انتبه من نومه في أي وقت من الليل وتذكر أنه لم
يصلي وأراد النهوض للصلاة .. فالشيطان يبول بوسوسته في نفسه بعزيمة العقد وهي
(ارقد فإن عليك ليل طويل) .. وهذا رأي قاله
بعض العلماء .
- والله أعلم .
#- خلاصة القول:
- أظن وأحسب عن رأيي الخاص .. أن مسألة البول
الشيطاني تحدث قبل النوم بقليل عند الإنسان المتكاسل والذي ليس لديه عزيمة البقاء
يقظا لأداء الصلاة لحب النوم عنده على حب أداء الصلاة وينهض وقت ما ينهض ولذلك هو
لا يظبط منبه ولا يخبر أحد أن يجعله ينهض للصلاة .. بل ترك أمر نهوضه من نومه
للظروف وقتما يصحو سيصلي سواء فاتته الصلاة أم لم يفت وقتها ..
- فهذا هو الذي حاله يبول
الشيطان في أذنه .. والله أعلم.
**********************
..:: س23: كيف يحدث بول الشيطان مع النائم إذا كان قرأ تحصيناته بالمعوذات وآية الكرسي ؟ ::..
- هناك مشكلة ستواجهنا .. وذلك حينما
نقرأ بعض الأحاديث التي تشير بأن المؤمن الذي يقرأ آية الكرسي يكون عليه من الله
حافظ أي ملكا يحرسه .. وكذلك مثل خواتيم سورة البقرة وقراءة المعوذات وأذكار النوم
وما شابه ذلك ..
- فلو افترضنا أن المؤمن الذي
ينام عن صلاة الفرض وقد قرأ بعضا من هذه الأمور .. فكيف حينئذ يتم
التوفيق بين الأحاديث لأنه من المفترض يكون النائم في أمان الله طالما اعتصم بالله
ولا تسليط عليه من الشيطان حينئذ ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- هذا افتراض فيه نظر إذ أن المتكاسل بطبعه .. إذا كان متكاسلا
عن الصلاة .. فكيف لا يكون متكاسلا عن أذكاره ؟!!
2- ويقال أن هذا يحدث مع
المتكاسل عن أداء فرض ربه برضاه بحب النوم عن أداء الفرض .. ولا يحدث للمحافظ
على الصلاة وعنده متابعة لها ورغبة في أدائها فعلا إلا لو غلبه النوم قهرا .. فهذا
لا حرج فيه وصدقة تصدق الله بها عليه .. وسبق وأوضحنا ذلك .
3- وأميل لما أظنه من أن البول الشيطاني يحدث
قبل حالة النوم فعلا .. أي عند التكاسل الذي يسبق
النوم .. فيوسوس له بالنوم لينام .. فيكون ذلك حدث حتى ولو بدأ بقرآءة شيء من
الذكر أو الآيات كآية الكرسي .. لأنه بالفعل يكون قد خضع لوسوسة الشيطان ..
- والله أعلم .
***************************
..:: س24: هل يوصف من بال الشيطان في أذنه لمن فاتته
صلاة الليل بصفة خاصة فقط أم في أي صلاة عموما ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أظن من حديث النبي فيمن بال الشيطان في
أذنه لأنه نام عن صلاة الليل .. أنه يقصد بذلك كل من ينام عن
صلاة الفرض كما نام هذا الرجل عن صلاة الليل (العشاء أو الفجر أو كلاهما) .. فيكون
المقصد هو كل نوم عن كل صلاة ينام فيها الإنسان تكاسلا وكأنه يهرب من أداء صلاة
الفرض بصورة شرعية تحت حجة أنه نائم ولا حرج عليه .. فحينئذ هذا هو من يوصف بأنه
بال الشيطان في أذنه .. والله أعلم .
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .
أنواع تربية الله لخلقه
ردحذفتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
1️⃣:فالعامة
هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم،
وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
2️⃣:والخاصة
تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم،
ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه،
وحقيقتها:
تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
تفسير السعدي
أكثر دعاء الأنبياء باسم الرب
ردحذفذكر الله – عز وجل – في كتابه الكريم عن أنبيائه – عليهم الصلاة والسلام – وأوليائه الصالحين دعاءهم بهذا الاسم الكريم ومن ذلك:
دعاء الأبوين – عليهما السلام – بقولهما:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23].
دعاء نوح – عليه الصلاة والسلام – بقوله:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ...} [نوح: 28]
ودعاء موسى – عليه الصلاة والسلام – بقوله:
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ }[الأعراف: 151]
ودعاء يوسف عليه الصلاة والسلام:
{ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }[يوسف: 33]
وقوله: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ...} [يوسف: 101]
ودعاء زكريا عليه الصلاة والسلام:
{رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً }[آل عمران: 38
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله كثيرًا باسم (الرب)،
ويمجده ويعظمه به،
فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:
((ألا أدُلٌّك على سيد الاستغفار ؟ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك.... )). جامع الترمذي
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يأمرنا اذا اخذ احدنا مضجعه يقول :( اللهمَّ رب السموات ورب الارضين ، وربنا ورب كل شئ، وفالق الحب والنوى، ومنزل التوارة والإنجيل والقرآن...) الترمذي حسن صحيح
فما السر بأن أكثر دعاء الأنبياء باسم ( الرب )
ما سر دعاء الأنبياء باسم (الرب)
ردحذفذكر الله – عز وجل – في كتابه الكريم عن أنبيائه – عليهم الصلاة والسلام – وأوليائه الصالحين دعاءهم بهذا الاسم الكريم
فما السر في ذلك؟
إن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح ، وما في دعواتهم من هذا المعنى ،
ولابن القيم إشارات في بدائع الفوائد :
وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم
كما في سيد الإستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك"
وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب
نحو قول المؤمنين (ربنا اغفر لنا ذنوبنا ) آل عمران 147
وقول آدم (ربنا ظلمنا أنفسنا) الأعراف 23
وقول موسى
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ ُ) [سورة القصص : 16]
وسر ذلك أن الله تعالى يُسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره.
ويُثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى
وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك .
ملتقى أهل التفسير - مساعد الطيار