بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
البيان لمفهوم بال الشيطان في أذن الإنسان
(ومعرفة صلاة الليل التي تركها يتسبب في تسلط الشيطان)
(الفصل التاسع)
:: الفصل التاسع :: ج1/ خلاصة القول في بحث حديث (بال الشيطان في أذنه) ونتيجة
هذا البحث ::
1- س29:
ما هو الرأي الراجح عند
العلماء في المقصود من صلاة الليل التي أتى ذكرها في حديث (بال الشيطان في أذنيه) ؟
2- س30:
كيف ننظر لمفهوم بول الشيطان من وجهة نظر العلماء
وما الرأي الراجح ؟
3- س31: هل يبول
الشيطان في أذن الإنسان قبل نومه أم عند نومه أم كنتيجة بعد فواته لفرض الصلاة وهو
نائم وما الرأي الراجح ؟
4- س32: ما الحكمة من اختيار لفظ البول ومكان الأذن في حديث (بال الشيطان في أذنيه) وما الرأي الراجح ؟
************************
:: الفصل التاسع ::
:: ج1/ خلاصة القول في بحث حديث (بال الشيطان في أذنه) ونتيجة
هذا البحث ::
**********************
..:: س29: ما
هو الرأي الراجح عند العلماء في المقصود من صلاة الليل التي أتى ذكرها في حديث (بال الشيطان في أذنيه) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وصلنا أخي الحبيب لختام تحقيق
هذه الرسالة الخاصة بالحديث النبوي .. الذي جاء عن عبد الله بن مسعود: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أصْبَحَ، قالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ
.. أوْ قالَ: في أُذُنِهِ) صحيح البخاري ومسلم.
#- وأول ما
نبدأه هو الرأي الراجح في مفهوم صلاة الليل:
2- ولكن الرأي الراجح في كلام العلماء أنها كانت صلاة فرض قد نام عنها هذا الشخص عن إرادة واختيار .. سواء كان في تكاسلا في أول نومه .. أو أنه نام وتيقظ من الليل منتبها للأذان مثلا ولكنه استجاب لوسوسة الشيطان فيه بالنوم فنام ..
- واختلفوا أصحاب هذا الرأي في ماهية صلاة الليل من فروض الصلاة .. هل هي صلاة العشاء وهو الراجح عند كثير من العلماء .. أم صلاة الفجر .. وهل نام عن أحدهما حتى خرج وقتها .. أم نام عن كلاهما حتى خرج وقتهما .. الله أعلم .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- المفهوم الأول: هو أن بول الشيطان بالمعنى الحقيقي لكلمة بول .. أي أن الشيطان له بول .. وهو يبول في الأذن فعلا .. ولكن ما هي كيفية ذلك لم يذكروها ..!!
- وهذا الرأي مستغرب عقلا وشرعا .. وله نقد كبير .. وقد سبق وناقشت هذا الرأي في الفصل الثالث .. فارجع إليه .
- وأبسط ما يقال هنا: إذا كان للشيطان بولا حقيقيا فهو يفعله في عالمه .. ولكن لا علاقة لهذا بعالمنا .. فنحن لسنا مبولة الشيطان ولا مرحاضه الخاص ولا الكنيف الذي يذهب إليه ليبول فيه ..!!
2- المفهوم الثاني: هو أن بول الشيطان بالمعنى المجازي وله معاني مختلفة:
- أي مجازا عما ألقاه الشيطان من مفاسد قولية في أذن النائم من وسوسته .. مثل تزيين النوم في نفسيتة الإنسان حتى يصيبه الكسل ويمتنع عن القيام للصلاة .. أو بمعنى أوضح أن الشيطان أفسده بعُقَده معزما عليه بقوله (عليك ليل طويل فارقد) فلا يستطيع النهوض من النوم لدوام تزيين النوم له كلما أراد النهوض .. فيكون بول الشيطان هو وصف للدلالة على وسوسة الشيطان في الأذن فيكون هو نفس عزيمة العقد الشيطانية ..
- كما نقل القاضي عياض عن المُهَلِّبُ قوله: هذا على سبيل الإغماء .. بتحكم الشيطان في العقد على رأسه بالنوم الطويل..، وذكر النووي في نقله لبعض الآراء: أنه هو استعارة وإشارة إلى انقياده للشيطان وتحكمه فيه وعقده على قافية رأسه عليك ليل طويل وإذلاله له..، وقال السيوطي عن معنى (بال الشيطان في أذنه): قيل معناه أفسده يقال بال في كذا إذا أفسده ..، وقيل هو استعارة وإشارة إلى انقياد للشيطان وتحكمه فيه وعقده على قافية رأسه عليك ليل طويل.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. انتبه أخي الحبيب:
- الثاني: معنى مجازي يقصد به تمثيل انتصاره على الإنسان وسخريته منه واستخفافه به ..
- ويكون حينئذ هو مجرد خبر يظهره لنا النبي كنتيجة مترتبة على نجاح خطة العقد الشيطانية أو كوصف عالم لحال النائم عن الصلاة ..
- كما ذكر القاضي عياض نقلا عن أبي اسحاق أنه قال: قد يقال لمن استخف بالإنسان وخدعه: بال في أذنه ..، وكما نقل عن الحربى أنه قال: بال هنا معناه: ظهر عليه وسخِر منه ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. انتبه أخي الحبيب:
- فيكون فعل الشيطان هنا هو نتيجة مترتبة على نجاح مفعول العقد الشيطانية مع الإنسان .. وعلى هذا المفهوم فالنبي حينئذ يكون يخبرنا عن النتيجة المترتبة لمن يخضع ويستجيب لبول الشيطان أو وسوسته .. وليس النبي يخبرنا عن أن بول الشيطان كان له أثر في هذا الإنسان .. والله أعلم .
- الثالث: معنى مجازي بمعنى التشبيه وضرب مثال للدلالة على استيلاء الشيطان وغلبته عليه ببقاءه نائما ..
- كما قال الطحاوي: وليس ذلك على حقيقة البول منه في أذنه .. ولكن على المثل والاستعارة في المعنى ..، وكما قال الخطابي: يشبه أن يكون ذلك مثلا ضربه له .. شبهه حين غفل عن الصلاة وتثاقل بالنوم عن القيام لها ممن وقع البول في أذنه فثقل سمعه وفسد حسه لذلك ..، وكما قال القرطبي في أحد آراءه: أن الذي ينام الليل كله ولا يستيقظ عند أذان المؤذنين، ولا تذكار المذكرين .. فكأن الشيطان سدَّ أذنيه ببوله ..، وقال يحتمل أن يكون معناه: أن الشيطان استولى عليه واستهان به، حتى قد اتخذه كالكَنيف المُعَدّ لإلقاء البول فيه..، وكما قال الطيبي نقلا عن البعض: هو تمثيل، شبه تثاقل نومه وإغفاله عن الصلاة وعدم انتباهه بصوت المؤذن مع إحساس سمعه إياه- بحال من بيل في أذنه .. فيثقل سمعه ويفسد حسه ..
#- والرأي الذي أجده راجح .. في كلام العلماء وهو الذي أميل إليه أن معنى (بال الشيطان) هو بالمعنى المجازي بأي من معانيه ومقاصده .. سواء كان بمعنى الوسوسة أو بكونه تعبير مجازي عن تحقير الإنسان .. وهذا المعنى المجازي لا مشكلة تلازمه عقلا ولا شرعا .. ولا أسئلة تدور حوله ومتوافق تماما مع القرآن وصحيح النصوص النبوية ..
3- المفهوم الثالث عن (رأي خاص بصاحب الرسالة):
- كان لي رأي خاص بمسألة مفهوم (بال الشيطان) .. أن لفظ (بال) قد يكون المقصود به (خاطر) أي خاطره الشيطان في أذنه بكلام جعله ينام .. وحينئذ يكون اللفظ واضح وصريح ولا علاقة له بلفظ البول المتعارف عليه ولا يكون لنا حاجة في كونه بمعنى حقيقي أو مجازي ..
- والله أعلم .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- فمن العلماء من أشار أنه يحدث في أول نومه .. وهذا كلام يكون مقبول في حالة افتراض أن بول الشيطان يقصد به عزيمة العقد الشيطانية التي يوسوس بها في نفس النائم بجملة (عليك ليل طويل فارقد) ..
- ويكون المقصد حينئذ من كلامهم: أن الذي تتمكن منه العقد الشيطانية ويخضع لها فيكون هو الذي بال الشيطان في أذنه .. أي أن هذا الرأي كأنه ينظر إلى تمكين خضوع الشخص للعقد الشيطانية مهما حاول النهوض من نومه فهو يظل مستحبا للنوم على القيام للصلاة ..
- ولكن لا يصح هذا الرأي لو كان المنع في أول النوم كعقاب لهذا الشخص بمنعه عن سماع الأذان مثلا كما قال البعض .. لأنه لا عقاب على النائم لأنه تم رفع الحرج عنه بالنوم .. فضلا عن أن أصحاب هذا الرأي يتعارض مع حديث العقد الشيطانية .. وغير ذلك ذكرناه من نقد لهذا الرأي فارجع إليه في أسئلة الفصول السابقة.
- وأصحاب هذا الرأي اختلفوا هل البول مجازي أم حقيقي .. والمجازي هنا جعلوا من البول أنه وسوسة يطلقها في أذن الإنسان ليفسد بها عليه قيامه للصلاة .. وغالب كلام العلماء هو أن البول بمعنى مجازي .. واختلفوا في المفهوم المجازي وقد ذكرت لك كلامهم في السؤال السابق .
2- ومن العلماء من أشار أنه يحدث بعد فوات الصلاة عليه بالنوم .. ويكون هذا كنتيجة مترتبة على نجاح خطة العقد الشيطانية .. فيبول في أذن الشخص إعلانا بانتصاره عليه وتحقيرا له في نفس الوقت كما سبق وذكرنا كالذي يبول على علم دولة تحقيرا لهذه الدولة ..
- وأصحاب هذا الرأي اختلفوا هل هو بول حقيقي أم مجازي .. وكلا الرأيين يعتبران أن فعل الشيطان بعد نجاحه في تفويت صلاة الفرض على النائم .. أنه بمثابة اعلان انتصار بخداع هذا الشخص وقد يكون مصحوبا بإهانة وتحقير .. ولكن غالب كلام العلماء المجتهدين على أن وصف الشيطان بأنه بال في الأذن على أنه تعبير مجازي له دلالات مختلفة مثل خداعه أو غير ذلك مما ذكرته في السؤال السابق ..
- وهذا هو الرأي الراجح فيما وجدته من كلام العلماء المجتهدين .. وهم الذين أثبت كلامهم في الفصل الثاني من هذه الرسالة .. ولا علاقة لي بكلام الشيخ فلان ولا الشيخ علان على الإنترنت .. وينقلون دون تعقل أو مفهومية لما ينقلون ولا احترام للأئمة المجتهدين .
- ورحم الله الإمام بن بطال رحمه الله (المتوفى: 449هـ) إذ قال:
3- (عن رأي خاص بصاحب الرسالة) ..
- كنت ذكرت في الرسالة عن رأي خاص بي .. قد ظننت فيه أن مسألة البول الشيطاني تحدث قبل نوم الإنسان بالفعل .. ولها معنى مجازي بمعنى إفساد هذا الشخص بالوسوسة .. ويكون بول الشيطان في الأذن هو سببا لهذا النوم .. فحينما يجد الإنسان في حال اليقظة متكاسلا فيبدأ يبول في أذنه بوسوسته .. فيوسوس له الشيطان بأن جسده يحتاج لراحة وأنه متعب ويستحق النوم أما عن الصلاة فسيقوم يصليها ولا يقلق .. وما شابه هذا الكلام .. ويظل يحرِّضه على فعل ذلك فيغلبه بحب النوم في نفسه على حب البقاء يقظا للصلاة .. فيستجيب لهذا الوسواس ويذهب لينام .. فيكون هذا بول الشيطان في أذنه ..
- وعلى هذا الرأي تكون مسألة بول الشيطان تحدث قبل نوم الإنسان بالفعل .. وفيها يبول الشيطان بوسوسته في أذن الإنسان يمينا ويسارا كما في رواية (بال الشيطان في أذنيه) أي كلتا اذنيه وكأن الشيطان ياتيه عن يمينه ويساره ليؤثر عليه بالنوم حينما يجده متكاسلا .. مستغلا في تلك اللحظة تكاسله وعدم رغبتة في البقاء يقظا لأداء الصلاة .. فيأتيه يبول في أذنه بوسوسة تزيده من تكاسله ليذهب فعلا للنوم .. والله أعلم .
- إذا كان معنى (بال الشيطان) هو وصف مجازي .. فحينئذ يتسائل العقل فيقول: ما سبب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الوصف ؟
- والذي أظنه في سبب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم في سبب توصيف فعل الشيطان لمن نام عن صلاة الليل بأنه بال الشيطان في أذنه .. هو الآتي:
- أولا: من حيث اختيار لفظ (بال):
- وخصّ البول بالذكر: إبلاغًا في التفحيش به، وليجتمع له مع إذهاب سمعه استقذار ما صرف به سمعه.
- ويحتمل أن يكون معناه: أن الشيطان استولى عليه واستهان به، حتى قد اتخذه كالكَنيف المُعَدّ لإلقاء البول فيه. والله أعلم. (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج2 حديث رقم 650 باب رقم 109) .
- ومقصد الإمام القرطبي كما أفهم من كلامه .. هو أن النبي ذكر لفظ البول حتى تستقبح فعل الشيطان معك .. فتجاهده نفسيا ولا ترضى في نفسك أن يبول فيك بما يوهنك ويضعفك بل ومراده من وراء ذلك الاستهزاء بك وهزيمتك نفسيا .. فإذا علمت ذلك فأنت تستقذر ما يفعله بك لأن كرامتك كمؤمن ترفض أن يتم هذا الفعل بك .. والله أعلم .
2- قلت (خالد صاحب الرسالة) عن تفسير خاص بي:
- فلفظ (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) للدلالة على مدى قبح الثمار التي تظهر من هذه الشجرة .. وليس أن ثمار الشجرة هي رؤوس الشيطاطين فعلا ..!! لا .. هذا مجرد تشبيه ..
- فالمقصد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو استفزاز الكرامة فيك واستحضار العزة الإيمانية فيك كمؤمن .. فتعلو فيك الهمة والعزيمة لدفع وسوسة الشيطان التي يعقدها عليك كقوله (عليك ليل طويل فارقد) .. حتى تكون عزيمتك في دفع وسوسته أعلى من تأثير وسوسته عليك .. خاصة حينما تعلم أن هزيمته لك معناها أنه بال عليك .. فكانه أهان فيك آدميتك التي كرمك الله بها عليه .. والله أعلم .
- ثانيا: من حيث اختيار لفظ _(أذنه – أو – أذنيه):
1- وجود البول الشيطاني في الأذن هي لمنع سماع الأذان ..!!
2- وجود بول الشيطان في الأذن لأن بوله يسري في عروق الإنسان مع الدم ويسبب الكسل والنوم ..!!
- وسبق ناقشنا هذا الرأي بأنه لا يمكن أن يصح ... وأبسط شيء في ذلك أن يقال: أين هي هذه العروق الموصولة بالأذن والتي يسري من خلالها بول الشيطان في دماء الإنسان ليسبب له الكسل ؟!!
3- أن سبب اختيار الأذن كإشارة لبول الشيطان ..
- وتفسير هذا الرأي يفترض سماع الأذان فعلا ولكنه لم يستجيب للأذان .. بخلاف الرأي الأول الذي قال بمنع أذنه من السماع أصلا .. فانتبه.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) عن تصور واستنتاج خاص بي:
@- الإعتبار الأول: أن البول حدث قبل الإستغراق في النوم .. فلي رأي ذكرته وقلت فيه:
- لما كانت صلاة الليل يقصد بها في بعض كلام العلماء كالإمام الطحاوي ومن أتبعه على أنها صلاة العشاء .. وكان هذا الشخص قد صلى المغرب .. وكان بإمكانه البقاء لصلاة العشاء لقرب وقتها .. إلا أنه فضل النوم على البقاء يقظا لصلاة العشاء حتى لا يستمع للأذان فيكون حجة عليه أنه سمعه ولم يستجيب له .. فأتاه الشيطان ليزين له ما انعقدت عليه نفسه من الرغبة في النوم هروبا من سماع الأذان .. فبال في أذنه بتأكيد فكرة النوم حتى خضع لهذه الفكرة وذهب للنوم فعلا .. ولذلك كان يأتيه يمينا ويسار بدلالة الرواية التي ذكرت الأذنين .. فجاءت بلفظ: (بال الشيطان في أذنيه) .. والله أعلم .
@- الإعتبار الثاني: إذا كان المقصد من بول الشيطان هو حدوثه أثنام النوم حينما يستمع الإنسان للأذان فلا ينهض للصلاة .. فحينئذ أقول:
- أي أن الإنسان يكون قد سمع الأذان بأذنه وفاق وانتبه له .. ثم ارتضى بالنوم بدلا من القيام للصلاة بالرغم من سماعه للأذان .. فكان ذلك سببا في إظهار تسليط الشيطان على هذا الشخص بكونه بال في أذنه أي ظهر أثر فساده بعقده في نفسه حتى خضع الإنسان لهذه العقد ومنعه من القيام للصلاة ..
#- وقد وجدت من كلام الإمام الطيبي (المتوفى:743 هـ) ما يدل على ظني السابق .. إذ نقل كلاما عن أحد العلماء قال فيه: قوله: (بال الشيطان في أذنه) ((قض)): هو تمثيل، شبه تثاقل نومه وإغفاله عن الصلاة وعدم انتباهه بصوت المؤذن مع إحساس سمعه إياه- بحال من بيل في أذنه، فيثقل سمعه ويفسد حسه .. (شرح مشكاة المصابيح – الكاشف عن حقائق السنن – ج4 ص1202 حديث رقم 1221).
- وقول القاضي عياض: ((قض)) هو اختصار لاسم العالم الذي نقل عنه .. ولكني لم أعرفه من هو .. وليس هو القاضي عياض لأن هذا القول الذي نقله الطيبي هو منقول أصلا من كلام الإمام الخطابي دون جزئية (مع إحساس سمعه إياه) ..
@- والسبب العلمي: لعل السبب العلمي من وراء اختيار الشيطان للأذن ليوسوس فيها أو يبول فيها بوسوسته .. وذلك لأن بالأذن يوجد العصب السمعي المسئول عن السماع وعن التوازن ووضعيه الرأس .. وهذا العصب له فرعين .. الفرع الأول وهو الفرع القوقعي المسئول عن سماع الصوت .. والفرع الثاني وهو الفرع الدهليزي وهو المسئول عن توازن الجسم وحركة العين ووضعية الرأس .
- إذن العصب السمعي .. هو المسئول بفرعيه عن سماع الصوت وعن التوازن ووضعية الرأس ..
- ولعل هذا هو السبب في اختيار الشيطان لهذا المكان وهو الأذن .. وذلك حتى يؤثر فيه ويسبب تأثير في هذا العصب السمعي وفي الفرع المسئول عن التوازن لظهور ضعف فيه .. وربما تكون وسوسة الشيطان يظهر لها أثر في هذا العصب أثناء الوسوسة مع وجود الكسل في الإنسان مع استسلامه لهذا الكسل ..
- والله أعلم .
إصرار وعزيمة تحطم أقوى الصخور
ردحذف✍ كان هناك فلاح هندي بسيط أصيبت زوجته بمرض خطير وأراد أن ينقلها إلى المستشفي التي تبعد عن قريته بحوالي 75 كيلومتر ، ولكنه كان لا يملك أى وسائل نقل سوي بعض الوسائل البدائية جداً ، وبالطبع لم ينجح في ذلك وتوفت الزوجة في الطريق .
🕯من ذلك الحدث وهذا الرجل يفكر في هذا الطريق الكبير والجبل العملاق الذي يقف في منتصف الطريق المؤدي إلى المستشفي ويجبره على الدوران من حوله مما يزيد المسافة أضعافًا ، وكيف كان هذا الجبل سبباً في وفاة زوجته ، فقرر تحطيم هذا الجبل بمفرده وهو لا يملك سوي مطرقة وأزميل.
👈 بدأ بالفعل في تحطيم الجبل وجميع من حوله يسخرون منه ويضحكون على سذاجته ، ولكنه استمر في عمله على أى حال ، وأصبح ينقل الصخور لأيام وشهور وسنوات طويلة ، وبعد مرور 22 عاماً تمكن من فتح أقصر طريق يؤدي إلي المستشفي ، وقد قامت الحكومة الهندية بتكريمه وأنشأت أول مستشفى في قريته تحمل اسمه.
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈
العبرة :
ردحذفلا تتخلي عن هدفك وحلمك مهما كان ولا تيأس ولا تهتم كثيرا بما يقال لك بأنك لن تستطيع ..فأنت الشخص الوحيد الذي يعرف قدرات نفسه ..طالما نويت بدء الطريق أكيد أن السير فيه سيكون صعب وملئ بالصعاب والمشاق ..ولكن فى نهاية الطريق ستجد شئ جميل يجعلك تنسي كل تعب وكل مشقة مررت به ..
عندما يكون لديك هدف واضح للعينان وإصرار وعزيمة ونية للنجاح رغم انك ليس لديك الكثير من الأدوات فكر و خطط جيدا وإجتهد وستنجح بالتأكيد ..
لا تقلل من قدراتك فأنت تستطيع فعل الكثير من الأشياء إذا نويت ولكنك تجهل ذلك لأنك باختصار ليس لديك هدف ..
لا تنظر لطول الوقت وبعد المسافة ..ولكن أجعل عينك دائما على الهدف حتى تصل ..
لولا وفاة زوجه الفلاح لما فكر فى تحطيم الجبل وفتح الطريق ..فأحيانا رغم صعوبة الوضع الا انه يحمل فى طياته خير ومنفعه كبيرة وأن البلاء يكون دائما وراءه حكمة جميلة تعرفها فيما بعد ..
أختار كلماتك ..فبكلمة واحدة ممكن تكون سبب فى نجاح شخص بتشجيعة بأنه قادر ويستطيع رغم ان إمكانياته ضعيفة الا أنه يجتهد وينجح ..
وبكلمة أخري ممكن تكون سبب فى هدم حلم شخص عندما تسخر منه وتحبطه..فليس كل الناس مثل الفلاح لا يلتفت للكلام فهناك أشخاص تسمع لما يقال لها وتتأثر كثيرا وتتوقف وهذا خطأ.. الشخص هو الذي يعرف قدرات نفسه جيدا وأنه قادر ويستطيع ..فأحيانا يكون التجاهل للكلمات السلبية أفضل شئ وأمضي فى طريقك وتوكل على الله ..
فعندما يكون طفل ضعيف فى المدرسة وله أخ ممتاز في الدراسة ..تبدء الأم تقول له شوف أخوك شاطر إزاي أتعلم منه ..هى مفكرة إنها كدة بتشجعه ولا تعلم أنها بهذه الكلمة تجعله يشعر بالنقص وأنه أقل من أخوه ويغير من أخوه ..وأحيانا حينما تزهق منه تقول والله أنت مش نافع فى حاجة ..
هذا خطأ كل إنسان له قدرات تختلف عن الأخر ..تأخذه براحه تشجعه تقول له أنا نفسي أووى أشوفك دكتور هتبقي أحلى دكتور وعشان تعالج ماما ..أنت أذكى واحد وأحلي وأغلي حاجة عندى وأنا بحبك ..وأنت لو بتحبنى بجد تذاكر عشان خاطر ماما وأنا مش هسيبك يا حبيبي وهذاكر معاك ونبدء واحدة واحدة مع بعض ..عاوزاك تبقي أشطر واحد وهكذا ولا تمل وتصبر وتشجعه دائما مش تسيبه وتقول هو أصلا فاشل ..
ولك أن تتخيل بعد الكلام هذا سيتغير الطفل كثيرا ومش بعيد يطلع من الأوائل ..
فكام من عالم كان يقال له أنت غبي ومش نافع فى شئ..وأصبح فى الاخر عالم بسبب تشجيع أمه أو أستاذ له ..
العبرة ليست بكلام الناس .
كل شخص يراك بعينه قد لا يري فيك شخص شئ..وشخص أخر يري فيك كل شئ وأنك مميز جدا .
لا تجعل كلام الناس يؤثر فيك مهما كان .
#الواثقة بالله
بعض آثار رحمة الله تعالى
ردحذف♦أ/ آثار رحمة الله في خلقه :ـ
أولاً: تظهر آثار رحمة الله - عز وجل - في كل ما خلق الله
❄سواء في هذا الكون العريض وما فيه من المخلوقات العظيمة المسخرة بأمره سبحانه وما فيها من المنافع والرحمة لعباده،
❄أو ما في خلق الإنسان من الآيات الدالة على عظمته سبحانه ورحمته - عز وجل - بهذا الإنسان،
حيث خلقه في أحسن تقويم وأقام جسمه وروحه، وأعطاه العقل وقواه، وأمده وأعده ورزقه وأنعم عليه بنعمه الظاهرة والباطنة.
ولو ذهبنا نستعرض آثار رحمة الله تعالى في الآفاق وفي الأنفس لفنيت الأعمار ولم تنته من حصرها وعدها مع أنها جزء من مائة جزء من رحمته.
قال الله تعالى: { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) } [الجاثية: 13].
❄وبرحمته أطلع الشمس والقمر، وجعل الليل والنهار، وبسط الأرض وجعلها مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا للأحياء والأموات،
❄وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى،
❄ومن رحمته سخر لنا الخيل والإبل والأنعام وذللها منقادة للركوب والحمل والأكل...
❄ومن رحمته أن خلق للذكر من الحيوان أنثى من جنسه وألقى بينهما المحبة والرحمة، ليقع بينهما التواصل الذي به دوام التناسل وانتفاع الزوجين، ويمتع كل واحد منهما بصاحبه.
❄ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض لتتم مصالحهم، ولو أغنى بعضهم عن بعض لتعطلت مصالحهم، وانحل نظامهم،
❄وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والعاجز والقادر، والمراعي والمرعي، ثم أفقر الجميع إليه ثم عم الجميع برحمته"
♦تابع من آثار رحمة الله في شرعه♦
ردحذفثانيا:ـ وتتجلى رحمة الله - عز وجل - في شرعه المطهر وأحكامه التي كلها خير ورحمة للخلق:-
1. سواء ما يتعلق بهدايتهم وحفظ أديانهم،
2. أو ما يتعلق بحفظ نفوسهم وأبدانهم،
3. أو ما يتعلق بحفظ عقولهم وأفكارهم،
4. أو ما يتعلق بحفظ أعراضهم وأنسابهم وأولادهم،
5. أو ما يتعلق بحفظ أموالهم وممتلكاتهم.
✏فكل ما يتعلق بهذه الضروريات الخمس من أحكام↔️إنما جاءت رحمة بالناس بالمحافظة عليها وحمايتها من الفساد والعدوان
↩حتى يعيش الناس في أمن وسعادة قد رفع عنهم الحرج والعنت وحفظ لكل ذي حق حقه.
✏كما تظهر رحمة الله - عز وجل - في يسر الشريعة، ورفع الحرج عن العباد فيها، وشرع الرخص التي ترفع المشقة عنهم.
♦ج/من آثار رحمة الله في قدره♦
ردحذفسعة رحمة الله في صور البلاء
كما تتجلى رحمة الله - عز وجل - في المصائب والمكروهات التي يقدرها على عباده المؤمنين
فهي وإن كانت مؤذية ومكروهة إلا أن في أعطافها الرحمة والخير بالمصاب،
↩لأن الله - عز وجل - كتب على نفسه الرحمة ورحمته سبقت غضبه.
❄وقد تظهر هذه الرحمة للمصاب عيانًا ويتبين ما في المكروه من الرحمة واللطف
❄وقد لا يتبين ذلك في الدنيا ولكن يظهر آثار رحمة الله فيها في الآخرة بتكفير السيئات، وغفران الذنوب بفعل هذه المصائب.
قال الله تعالى: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) } [البقرة:216 ].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم - حتى الشوكة يشاكها - إلا كفر الله بها من خطاياه)(البخاري ومسلم).
أما ما يصاب به الكفار من المصائب والعقوبات فهي رحمة بالمؤمنين من شر الكفار وتسلطهم، وإفسادهم في الأرض، وهي عدل مع الكفار.
قال ابن القيّم:
ومن رحمته سبحانه: ابتلاء الخلق بالأوامر والنّواهي رحمة لهم وحميّة لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به.
ومن رحمته: أن نغّص عليهم الدّنيا وكدّرها؛ لئلّا يسكنوا إليها ولا يطمئنّوا إليها ويرغبوا عن النّعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إليها بسياط الابتلاء والامتحان
فمنعهم ليعطيهم،
وابتلاهم ليعافيهم،
وأماتهم ليحييهم.
ومن رحمته بهم: أن حذّرهم نفسه؛ لئلّا يغترّوا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به.