ج11: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - ما الفرق بين الغول والشيطان - من أين عرف الشيطان خصوصية آية الكرسي - هل تعلم النبي والمؤمنين فضيلة آية الكرسي من الشيطان كما زعم أحد الكذابين على الإنترنت

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الحادي عشر)

#- فهرس:

:: الفصل الحادي عشر :: عن الفرق بين الغول والشيطان وكيف نفهم قصص الصحابة مع الشيطان التي في الفصل السابق – وكيف عرف الشيطان فضيلة آية الكرسي ::

1-  س22: ما الفرق بين الغول والشيطان إذ أن كلاهما شيطان في النهاية ؟

2- س23: ما الذي نتعلمه كمسائل روحانية من قصة الشيطان السارق لتمر الصحابي  كمسائل روحانية ؟

3- س24: هل تعلم النبي والمؤمنين فضيلة آية الكرسي من الشيطان كما زعم أحد الكذابين على الإنترنت ؟

4- س25: من أين عرف الشيطان خصوصية آية الكرسي وأنه يكون عليك من الله حافظ لو قرأتها ؟

5- س26: كيف يمكن أن نفهم قصة أبي هريرة ومعاذ بن جبل بعد التعليقات التي قيلت على قصص الصحابة مع الشيطان في الفصل السابق حتى لا نترك فينا الشك ؟

************************

:: الفصل الحادي عشر ::

:: عن الفرق بين الغول والشيطان وكيف نفهم قصص الصحابة مع الشيطان التي في الفصل السابق – وكيف عرف الشيطان فضيلة آية الكرسي ::

**********************

 ..:: س22: ما الفرق بين الغول والشيطان إذ أن كلاهما شيطان في النهاية ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد تظن أنه لا يوجد فرق بين الشيطان الغول في فهم العرب .. وبين الشيطان الجن الذي كلنا نعرفه والذي هو إبليس عليه لعنة الله وذريته .. ولذلك أنت تحيرت وقلت ما المشكل لو قيل غول أو شيطان .. فكلاهما في النهاية شيء واحد ..؟!!

 

#- وأجيبك بالآتي حتى تعرف الفرق والحق ولماذا كل هذا التحقيق في الرواية .

1- كلاهما ليس شيطان بالمعني الحقيقي .. لأن هناك شيطان الخرافة وهناك شيطان الحقيقة .. وإليك تفصيل ذلك ..

أ- ففي مفهوم العرب الغيلان غير معروف عنها أنه شياطين من الجن .. فهذ مجرد تصور آراء من بعض الكتاب .. وإنما الحقيقة هو أن الغول عند العرب هو كائن يأكل الناس من خلال تضليلهم .. وغير معلوم الملامح والوصف الشكلي .. ولكنه مفهوم عنه أنه أداة قاتلة .. فهو يفعل أفاعيل الشياطين من الغدر والقتل .. حتى وإن ظن البعض كما قلنا أنه نوعا من الجن إلا أن هذا الرأي ليس هو المتداول في كلامهم .. لأنه أصلا لم يره أحد ولم يحدث مع أحدهم قصة مع هذه الغيلان المفترسة أو المضللة .. حتى ولو قصة واحدة أتت إلينا بخبر صحيح .. سواء قبل الإسلام أو بعد الإسلام ..!!

 

ب- أما الشيطان الحقيقي فهو الكائن الروحاني الذي يوصف بالجن والذي هو محجوب عنا .. وقد يتشكل في الظهور بمظاهر غير إنسية أي يتشكل بشكل حيواني وغير سوي أيضا وتشك فيه أنه كائن غير طبيعي الملامح وتظن أنه جن أو شيطان لغرابة تكوين هيئته وقبحها ...

 

2- والغول في وصف العرب كيان أنت لا تقدر عليه بل هو يقدر عليك .. ولكن الشيطان في حال تجسيده وتصوره أمامك فأنت يمكن أن تمسكه وتقتله لأنه يكون فاقد الحول والقوة ..

 

#- فالفرق حينئذ بين شيطان الخرافة القاتل .. وشيطان الحقيقة الجني .. هو قدرة الإنسان عليه والغلبة عليه في حال ظهوره .. وبل وغلبة الإنسان على شيطان الحقيقة أيضا بصورته الروحانية بالذكر والإستعاذة بالله .. فهذا يطرده ..

 

- أما الشيطان الغول الخرافي .. فهذا له قدرات لم يصل لها الشيطاني إبليس نفسه ..!!

 

3- الغول هو الذي يظهر لك ويضللك ويقتلك .. ولكن الشيطان الجني في حال حضوره تستطيع أن تستظهره وتكشفه وتقتله.

 

4- الغول يظهر في الصحاري والأماكن البعيدة عن المدن تماما .. ولكن الشيطان قد يخاطر ويظهر بين الناس بصور حيوانية لسبب ما مثل رغبته في استطعام شيئا ما من طعامنا .. أو لحكمة أخرى مثل التخييل لمن لديهم تفعيل أو نشاط روحاني على وجه الخصوص لاستدراجهم للاستمتاع بهم ..

 

5- الغول يمكن  طرده بالأذان والذكر حين حضوره (حسب من ظنوا صحة الأحاديث المروية عن الغيلان) .. ولكن الشيطان الجني حين يتم تجسيده فلا يطرده إلا المواجهة ومصارعته ثم تركه بالعفو عنه أو قتله ..

 

- فلا تستخف بهذه الفروق .. فقد تاهت ناس كتيرة وضلت في الفهم بسبب عدم توضيح هذه الأمور لهم .. وذلك لأنهم قالوا كله شيطان ..!!

- لا يا أخي .. ليس كله شيطان .. فهناك شيطان الخرافة .. وهناك شيطان الحقيقة .. والفرق كبير بينهما ..!!

 

#- وخلاصة القول:

- هناك فرق بين شيطان الخرافة وشيطان الحقيقة .. !!

- فشيطان الخرافة: لا قدرة للإنسان عليه وله من القدرة ما لا يتصوره العقل ..

- أما شيطان الحقيقة: فهو الذي تكلم عنه الله ورسول الله .. وهو أن كيده ضعيف ويتم قهره ظاهرا وباطنا .. فظاهرا يتم قهره لو تم إمساكه ويمكن قتله أيضا .. وباطنا أي في حالته الروحانية لو اقترب بأساليبه الروحانية في الوسوسة .. فهو يتم قهره في حالته الروحانية بذكر الله والتعلق بالله والإعتصام به جل شأنه ..

- والله أعلم .

 

**************************

 ..:: س23: ما الذي نتعلمه كمسائل روحانية من قصة الشيطان السارق لتمر الصحابي ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- أن آية الكرسي وخواتم سورة البقرة تحميك وتحرسك من الشيطان وحضوره .. وأن يظل عليك من الله حافظ يحفظك من أذى الشيطان لو اقترب إليك .

 

2- أن ننتبه إلى أن الشيطان الذي يسرق هو شيطان لا يتخذ صفة حيوانية مؤذية للإنسان وإلا كان اتخذها .. وإنما هو له أساليب للتخفي بها عن الإنسان حتى لا ينتبه له الإنسان .. وإن اتخذ شكل حيواني فهو يكون كائن أليف وليس مخيف أو مؤذي .

 

3- وأيضا نتعلم أن الشيطان لا نظنه يسرق ماديات ثمينة من الإنسان كملابسه أو أمواله .. وإنما قد يسرق طعاما وعلى قدر احتياجه فقط .. وليس يسرق طعام المنزل بأكمله ..!!

 

4- أن مسألة ظهور الشيطان بسرقة طعام في منزل بهيئة حيوان قد تحدث وقد لا تحدث .. وإن حدثت فهي من نوادر الوجود .. بل ولم تتكرر بعد زمن النبي مع أي صحابي أو تابعي أو غيرهم على حد علمي .. ولعل هذا حدث في زمن النبي لنتعلم مما حدث ماذا نفعل إذا صادف وحدث معنا لأي سبب من الأسباب .

 

#- ملحوظة: توجد حيوانات تدخل المنازل في الأرياف على وجه الخصوص وتخطف شيء من الطعام الذي يتم تجهيزه .. أو تجد قط أو كلب يتبعك لو معك طعام له رائحة اللحم أو الدجاج .. وهذا ليس معناه أنه شيطان .. بل مجرد حيوان وطبيعته أنه يريد الأكل فأخذه .. ولكن من الواضح أن الطبيعة الجنية تهوى التمر على وجه الخصوص لفائدة لهم فيه .. والله أعلم .

 

5- إن ظهر لك شيء يتحرك في غرفتك وظننت وجوده بصوت مسموع للأذن وواضح للحاضرين .. فقل (بسم الله) حتى تستظهره .. ثم اقبض عليه وأنت مطمئن وغير خائف بل هو الخائف .. واطرده .. أو يكفي أن تكرر آية الكرسي وأنت موقن أن الله سيجعل بينك وبينه حجاب .

 

6- الشيطان حينما يتجسد في صورة حيوان .. لا يدخل مكان الطعام وفيه إنسان يكون متواجد .. وهذا معناه أنه لا يدخل في غرفة فيها أي إنسان ويسرق .. بل يطمئن أن تكون خالية من وجود إنسان .. لأنه يكون في منتهى الرعب من الإنسان لأنه يخشى أن يقتله الإنسان لأن الشيطان يكون في أعلى درجة ضعف يكون فيها في تلك اللحظة ويستطيع الصبي أن يقهره لأن الصبي يرى حيوان أليف فيواجهه بمنتهى القوة وقد يؤذيه لو رآه لأنه لا يخافه لأنه لا يرى شيطانا وإنما حيوانا عاديا ضعيفا ..   

 

- والله أعلم .

 

************************

 ..:: س24: هل تعلم النبي والمؤمنين فضيلة آية الكرسي من الشيطان كما زعم أحد الكذابين على الإنترنت ؟ ::..

- هناك شبهات تجدها مكتوبة على الإنترنت من البعض للتشكيك في صحة الأحاديث الصحيحة .. وقرأها البعض وتركت فيه أثر بالشك .. لأن من يكتبون هذه الشبهات هم ناس محترفة جدا .. فمن هذه الشبهات .. تجد بعضهم يكتب فيقول:

- كيف نصدق حينئذ .. أن هذه أحاديث صحيحة مثل قصة أبا هريرة مع الشيطان الذي دخل يسرقه .. ويظهر من الحديث أن النبي والمؤمنين تعلموا فضيلة آية الكرسي من الشيطان ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- قلت لك لعلك لم تعرف أخي الحبيب المعلومات التالية فانخدعت بما قرأته من هؤلاء المشككين الذين يتبعون أسلوب الإرجاف في خلط الحق بالباطل والتضليل في المعلومة .. ليه بقولك كده ؟

 

#- أولا: بخصوص أن النبي تعلم من الشيطان فضيلة آية الكرسي:

- فهذا نوع من الكذب المتعمد على الحديث المكتوب لأنه لم يأت فيه هذا بل العكس خلافه .. ليه ؟

1- لأن النبي صلى الله عليه وسلم في الأصل قد أخبر بفضيلة آية الكرسي للمسلمين وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل ..، ولذلك حينما عرف أبو هريرة من الشيطان خصوصية آية الكرسي في الحفظ من الشياطين .. فقال له النبي: («أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ كَذَلِكَ») كما رواه النسائي في السنن الكبرى بسند صحيح .. ولو جمعناها مع رواية البخاري فتكون هكذا (أوما علمت أنه كذلك - لقد صدقك وهو كذوب) ..

- فقول النبي («أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ كَذَلِكَ») فيه دلالة أنه أخبر بهذه المعلومة من قبل لبعض الصحابة في مجلس عام ولكنها لم تصل إليه ولم يسمع بها .. خاصة وأن أبو هريرة أسلم قبل وفاة النبي بثلاث سنوات .

- وهذا الرد كافي جدا لتعلم مدى كذب من نشر هذه الشبهة .. ولكن دعنا نستكمل الرد ..

 

2- قول النبي (صدقك الخبيث) فهذا معناه أن  النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بهذه المعلومة .. وإلا فكيف قال صدق الخبيث .. إذ أن التصديق على الشيء يكون عن علم به ؟!!

 

- وقول النبي (صدقك الخبيث) إنما هو إقرار بهذه المعلومة عن آية الكرسي .. وليس كما قال الكذاب صاحب الشبهة بأن النبي تعلم من الشيطان هذه المعلومة .. أو أن النبي لم يكن يعلم بها .. وأيضا ليس في الحديث أن الشيطان من صفته الصدق وإنما هو فقط صدق في معلومة قالها وغالبا سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغته عنه .. أو أدركوها حينما وجدوا لمن يقرأها حجاب ..

 

- ولتتبين المسألة .. هل حينما يعترف الكفار بأن الله هو الخالق والرازق .. فهل ننكر كلامهم لأنهم كفار أم نقرهم عليه ؟!! أكيد نقرهم عليه لأنهم قالوا الحق .. يقول تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) يونس: 31 – 33.

 

- فكذلك الشيطان حينما نطق بما فيه حق .. فقيل أنه صدق .. حتى لو كان من الأكذبين قولا في كوكب الأرض ..

 

- يبقى من فضلك أخي الحبيب .. اقرأ كويس وانتبه لألفاظ الروايات واسأل كثيرا لتتحقق .. لأن الكذابين كثيرون في زماننا خاصة على النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه ..

 

#- ثانيا: النبي صلى الله عليه وسلم قام بتعليم المؤمنين فضيلة آية الكرسي ..

1- (حديث صحيح) ..عن واثلة بن الأسقع قال: (إنَّ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جاءَهم في صُفَّةِ المُهاجرينَ (أي أن هذا مكان خاص بالمهاجرين الفقراء كانوا يجلسون فيه في المسجد). فسألَهُ إنسانٌ أيُّ آيةٍ في القرآنِ أعظمُ؟ قالَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هوَ الحىُّ القيُّومُ لاَ تأخذُهُ سنةٌ ولاَ نومٌ) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود ..

 

- فمن هذه الرواية .. يتبين أن معلومة آية الكرسي كانت مشهورة بأنها أعظم آية في القرآن عند الجماعة المهاجرين .. ولعل هذا هو سبب جهل جماعة الأنصار بها .. وهم الذين حدثت معهم قصص الشيطان .. والله أعلم.

 

2- (حديث صحيح) .. عن أبي بن كعب قال: (أَنَّ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَأَلَهُ: "أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

 

- ولعل أبي بن كعب أول من علم هذه المعلومة من الأنصار .. ولذلك لم يأخذها بمحل الغرابة لما سمعها من الشيطان في قصته التي قبض فيها على الشيطان وقت أن كان يسرق .. لأن الشيطان هو من أخبره بنفسه دون طلب من أبي بن كعب .. ولكن أبي بن كعب فقط ذهب للنبي يحكي له ما حدث بينه وبين الشيطان.  

 

3- (حديث صحيح) .. عن أبي أمامة الباهلي عن النبي قال: (مَن قَرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبَرَ كُلِّ صلاةٍ؛ لَم يَمنعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يَموتَ) رواه النسائي .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب وصحيح الجامع.

 

4- (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة قال: (إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) صحيح مسلم.

 

- وفي (حديث صحيح وسند حسن) .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ "بن مسعود"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتًا يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ) رواه البيهقي في الشعب والحاكم .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن.

- وآية الكرسي من سورة البقرة .. وإذا كانت هي أعظم آي القرآن .. فقد حوت من الفضائل والخصائص ما لا تحويه غيرها .. ومنها قطعا الحفظ من الشيطان .. ويكفي قوله (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) .. ففيها الكفاية بالحفظ للكون كله بقدرة الله .. أفلا يحفظ العبد من شيطان حقير ..؟!!

 

5- (حديث مختلف على صحته وضعفه ويغلب عليه الضعف): جاء في الحديث (سُورَةُ الْبَقَرَةِ فِيهَا آيَةٌ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ، إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ) رواه البيهقي في الشعب وعبد الرزاق في مصنفه والحاكم .. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. وقال أبو زرعة الرازي: محله الصدق إن شاء الله .. ولكن غالب العلماء جرحوه مثل البخاري والدارقطني والنسائي وغيرهم .. وقال الألباني: حديث ضعيف.

 

- ملحوظة: ذكرت هذا الحديث هنا لأننا نأخذ بفضائل الأعمال من الأحاديث الضعيفة التي لا تخالف عقيدة ولا حكم ديني .. وعلى هذا كثير من علماء المسلمين .. وما سبق يكفي .

 

6- أما عن خواتيم سورة البقرة التي قالها الشيطان لمعاذ بن جبل .. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (الْآيَتَانِ خُتِمَ بِهِمَا سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا تُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ) رواه بن حبان وغيره .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .. وذكره الألباني في صحيح الموارد .

 

7- وجاء أيضا في فضائل خواتيم البقرة .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بها المؤمنين وقد علمها من علمها وجهلها من جهلها .. فمن ذلك:

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) صحيح البخاري.

 

- ومعنى (كفتاه): أي أغنته بمدد فيه تحصينا من كل شر وسوء ومكروه وشيطان .. واغنته بمدد فيه تثبيتا للإيمان في قلبه لاعترافه وانكساره واقراره بأن الله ربه وإله والقادر على فعل كل شيء والمتصرف في كل شيء .. والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

1- االشيطان لم يُعلِّم النبي صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنين فضيلة آية الكرسي كما قال أحد الكذابين على الإنترنت .. بل كان النبي يَعلم فضلها وكرامتها .. بل وأخبر بها بعض المؤمنين .. فعلمها من علمها ومن لم يعلمها فهو لم يعلمها ..

2- وعلشان تعرف أن هذا الشخص صاحب الشبهة كذاب برتبة غبي .. أنه كان عليه أن يسأل نفسه أولا من أين أتى الشيطان بهذه المعلومة أصلا ؟!! أليس هذا الكذاب بكذاب غبي ؟!!

 

أ- ملحوظة: جمع أسئلة هذا الكذاب قد أجبت عليها بالتفصيل في رسالة الحق والنور في الفصل الرابع والخمسون .. تحت عنوان (س 169: كيف لمؤمن عاقل يصدق أحاديث صحيح البخاري وهو فيه من الخرافات ما فيه مثل خرافة الشيطان سارق أبو هريرة؟ ) .. وفيها ردود على جميع شبهاته حول حديث قصة أبو هريرة مع الشيطان .. وهم تسع شبهات .. فارجع إليها لو أردت ..

ب- وسبب اتهامي له بالكذب لأنه لم يترك عالم من المسلمين إلا وكذبه وأكل لحمه لأنه صدق هذا الحديث لأنه جاء في صحيح البخاري .. فأحببت أظهر من هو الكذاب فعلا .. ولذلك أشرت إليه بالكذاب .. فلزم التنويه.

 

*************************

..:: س25: من أين عرف الشيطان خصوصية آية الكرسي وأنه يكون عليك من الله حافظ لو قرأتها ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد تسأل أخي الحبيب سؤال على السريع قد يجول بخاطرك حينما تقرأ قصص الصحابة مع الشيطان .. فتقول كيف عرف الشيطان معلومة أن آية الكرسي يكون قارئها محفوظا بحفظ الله ..؟

 

#- أقول لك قد يكون عرفها من طرق محتملة:

- الأول: أن النبي أخبر بها بعض صحابته في درس عام كما حدث مع المهاجرين وذكرناه منذ قليل .. أو أيا من الأحاديث السابق ذكرها في فضيلة آية الكرسي .. فاستمع إلى تلك المعلومة بعضا من عالم الشياطين وتناقلوها فيما بينهم بل وتحققوا بها فوجدوها حقا .. ولذلك أخبروا بها الصحابي لعله كان يجهلها .. أو يعلم أن سورة البقرة كلها تحمي ولا يعلم أن آية الكرسي فقط تكفي ..

 

- الثاني: وقد يكونوا عرفوا المعلومة من عالم الجن أي عالمهم هم .. وذلك حين سماعهم من عالم الجن المؤمن أنهم تكلموا في ذلك أن فضيلة آية الكرسي لها أثر بالحفظ والتحصين لمن يقرأها موقنا فيها .. نظرا لأن بعض مؤمني الجن منهم قد يكون سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغها في عالمه .. فسمعها عالم الشياطين منهم فعرفوا هذه المعلومة وتحققوا بها فأصبحت حقيقة لا ريب فيها.

 

- الثالث: قد يكون وجدوا لها تأثير بالحفظ والتحصين لمن يقرأها من المؤمنين موقنا فيها .. لأن القرآن حينما يتم قرائته فيظهر له نور من حروفه وهذا النور يمنع عالم الشيطان من الإقتراب .. فيفهموا أن ما قرأه هذا الإنسان هو سببا له في حمايته منهم .. فانتشر الخبر بينهم بأن آية الكرسي عزيمة قرآنية ومدد نوراني .. محقق التحصين بكل تأكيد .

#- خلاص القول:

- أن كيفية معرفة الشيطان بخاصية في كتاب الله .. فهو ليس لأنه يوحى إليه .. وإنما لأنهم وجدوا لها أثرا عليهم حينما يقرأها المؤمن .. فأدركوا هذه الخاصية في الآية .. كمن يستخدم آيات أتى فيها لفظ الشفاء فاستشفى بها فيجد فيها شفاء .. فيخبر بها آخرين أنه وجد لها أثر في الشفاء .. وهكذا ..

 

****************************

..:: س26: كيف يمكن أن نفهم قصة أبي هريرة ومعاذ بن جبل بعد التعليقات التي قيلت على قصص الصحابة مع الشيطان في الفصل السابق حتى لا نترك فينا الشك ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في الفصل السابق ذكرت بعض النقاط التي قد تسبب لبعض الوسواس في النفس .. وتقول أن ما ذكرته من اعتراضات في قصص الغول فهو ينطبق أيضا في القصص التي لم يات فيها ذكر الغول .. ويصبح لدينا إشكالية في الروايات الصحيحة أصلا من خلال كلامي الذي ذكرته في الفصل السابق .. فمن ذلك:

===========

#- الإشكال الأول:

- قلت في كلامي: "الملاحظ في الروايات الضعيفة .. وطالما لا نتكلم عن شيطان عادي جدا قد يظهر منه تصور في عالم المادة .. وإنما نتكلم عن الغول المرعب .. وطالما معلوم أن الغول في الأحاديث التي احتج بها البعض أن طريقة طرد هذا الغول هي الأذان مثل حديث (إذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان).. فلماذا النبي لم يرشد النبي الصحابة للجهر بالأذان ويعلو بصوته لو شعر بوجود الغول حين يراقبها ويرصد وجودها .. علما بأن هذه القصص حدثت في المدينة المنورة وليس في مكة .. يعني الأذان كان موجود ومعمول به ..!!

 

- يعني النبي لم  يأمر الصحابي بأن يجهر بالأذان .. ولا بأي شيء من القرآن .. ولا بأي ذكر من الأذكار .. ليطرد الغول الشيطاني ..!!" (انتهى النقل).

 

- وهنا قد تسأل فتقول: كذلك في قصة أبو هريرة في صحيح البخاري والنسائي .. لم يرشد النبي الصحابي ليجهر بالأذان ولا بأي ذكر من الأذكار .. وبالتالي فالذي قيل على الروايات الضعيفة .. يقال على الروايات الصحيحة .. وهذا يسبب شك حتى في صحيح البخاري ..!!

 

#- قلت لك أنت لم تنتبه أخي الحبيب جيدا لكلامي:

- أولا: كنت أتحدث عن مسألة الغيلان والتي من المفترض طردها بالأذان كما زعم واستدل البعض بروايات الغول .. ولكن الإرشاد بالأذان لم يحدث .. إذن هذا ليس غول كما توهم من توهم ذلك .. ويتبين فساد هذه الروايات التي أتى فيها لفظ الغول ..

- وهذا من باب تنوير العقول لما لم تنتبه إليه.

 

- ثانيا: والحقيقة أننا نتكلم عن شيطان حقيقي تجسد في صورة مادية .. وليس عن غول خرافي لا وجود له كما قال النبي (لا غول) ..

 

- وبالتالي حينما نتكلم عنه على أساس أنه شيطان من الجن .. وحضر لعالم المادة .. فالمواجهة مع الشيطان حينئذ تكون بالمجاهدة له وليس بالذكر لأنك تعامله حسب طبيعته التي هو عليها .. فو كان حالة روحانية فتجهر بالذكر ولو حالة مادية تواجهه بنفسك وتقاتله لأنه يكون من أضعف ما تتخيل ..

 

- والشاهد من كلامي هو أن عمار بن ياسر ولا عمر قرأوا قرآن .. وإنما واجهوا هذا الكيان بمصارعته وقهروه قهرا وباليد .. وليس بسلاح .. فافهم وانتبه حتى تعلم ان تجسيد الشيطان في الواقع يجعله من أضعف ما يكون في الوجود ويسهل غلبته بسهولة.

 

- ملحوظة: لا أقول أن ذكر الله لا يؤثر في الماديات .. بل يؤثر ويكفي أن تقول (بسم الله) ويكرمك الله بها في تيسير الأمور عند كل أمر تسعى فيه بل وعند كل مرض تصاب به وهكذا .. ولكن لكل طبيعة خصوصيتها التي تتعامل بها معها .. أي لكل ظاهر أسبابه .. ولكل باطن أسبابه .. فاتبع لكل طبيعة أسبابها .

 

#- يبقى النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يعلم الصحابي أبو هريرة وسيلة الذكر أو الأذان لطرد الشيطان لأسباب .. أذكر لك منها حسب بما يدور في خاطري:

1- لأن النبي يعلم أن الشيطان في حالة مادية وإن كانت متخفية .. وحينئذ يسهل القبض عليه .. فأراد لأبي هريرة الجرأة والشجاعة في المواجهة .. مع الغيبيات .. وأنهم لا قدرة لهم عليه وإنما هو الذي له قدرة عليهم طالما اقتحموا عالم المادة..

 

- أي أن النبي أراد أن يعلم الصحابي وأمته درسا مهما .. وهو أن المواجهة مع الجن في الهيئات المتكلمة أي المتجسد ويتكلم بصوت مفهوم في عالم المادة .. إنما تكون في صالح الإنس بدون أدنى شك .. بخلاف المواجهات في عالم المادة مع الجن المتجسد في هيئة أفعى .. فالأمر يستوجب الإحتراز والتحريج عليهم حينئذ.

 

2- ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلمنا جميعا .. أن لا نصدق شيطان أبدا في وعوده مهما أقسم وحلف ولا نضعف أمام استعطافه أبدا لأنه شيطان بن كلب .. ولذلك كان النبي يقول للصحابي (سيعود) .. حتى يتعلم الجميع أن الشيطان لا عهد له ولا أمان .. بل غدار مهما بكى وأظهر ضعفه ..!!

 

#- ولذلك تجد بعض المعالجين "هداهم الله" يقولون للشيطان أسلم حتى تنجو من العذاب .. !!

- فأي حمق هذا ؟ فهل رأي هذا المعالج الشيطان وهو يتعذب حتى يقول له هذا الكلام ؟ وبأي شيء يتعذب هذا الشيطان إذا كان القرآن لا يعذب أحد ؟!! وأي إسلام هذا الذي يعرضه عليه وهو شيطان بن كلب معتدي أثيم ؟!! إنما الشيطان هو من يزين له في نفسه أنه صاحب كرامة ويستطيع أن يؤثر عليه .. وفي الحقيقة هو يستخدمه لنشر أكاذيبه .. ويعامله معاملة المغفل ..!!

 

3- ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبرنا بشيء .. أن الشيطان لا قدرة له على فعل شيء فيك كإنسان .. بالرغم من تكرار دخوله بيت الصحابي .. لأنه أضعف ما يكون .. ولذلك تلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له خذ حذرك بالليل وأنت نائم لعله يدخل عليك أحد .. لا .. لم يقل ذلك .. لأنه يعلم أن الشيطان هو الخائف والمرعوب في حال اعتداءه عليك .. وهذه هي الحقيقة المطلقة التي يجب أن يعلمها كل مؤمن. 

=================

 

#- الإشكال الثاني:

- من المسائل التي قد تصيبك بحيرة من كلامي في الفصل السابق .. هو قولي: "ومن ناحية أخرى: منذ متى والغيلان تظهر بالبيوت إذا كان معتقد العرب أنها لا تظهر إلا في الصحاري والأماكن القاحلة .. فهل ظهرت الغيلان المتوحشة فجأة فقط في زمن النبي وداخل بيوت الصحابة ؟!!

 

- يعني ربنا حجب الشياطين المَرَدَة عن سماع السماء ببركة ظهور النبي .. وسمح بدخول الغيلان المتوحشة لبيوت صحابة النبي ليسرقوا منها ؟!! بقى ده كلام ناس عاقلة يا مؤمن ؟!!" (انتهى النقل).

 

- وهنا قد تقول بعد كلامي السابق: ما يقال في اعتراضك السابق يقال على كل روايات القصة التي تكررت بنفس الأسلوب .. ويكون بالتالي هذا حجة لمن يعترض على القصة التي أتت في صحيح البخاري وغيره ويحاول الطعن فيها من خلال ذلك ..!!

 

#- قلت لك أنت لم تنتبه أخي الحبيب جيدا لكلامي:

- فكنت لازلت أتكلم عن الغيلان المتوحشة التي ارتضت بعض النفوس عدم تضعيف الأحاديث الضعيفة أصلا .. وأصرت استكبارا منها على استمرار خرافة الغول .. وعدم احترام حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال (لا غول) ..

 

- وبالتالي قلت لهم أن زعمكم بوجود الغول فهذا يخالف العقل لأنه إذا كان الله قد حجب الله الشياطين المَرَدة عن سماع السماء للغيبيات حتى لا يفسدوا على المؤمنين دينهم وقرآنهم .. أفيجعل منهم الشياطين المَرَدة في الأرض ليهلكوا المؤمنين على الأرض ويفسدوا عليهم حياتهم ؟!! بقى ده كلام ناس عاقلة ؟!!

- فهذا هو كان المقصد من كلامي.

 

- أما الشيطان فقد يتسلط على المؤمن وغير المؤمن .. ولا حيلة له سوى سرقة بعض الطعام في خفاء وسرعة حتى لا ينكشف أمره .. وهذا شيء ليس فيه ضرر كبير للإنسان وإنما هو محل استغراب اكثر منه ضرر .. إذ كيف ينقص الطعام ولا يوجد أحد في البيت سوى الصحابي بنفسه فقط ؟!!

 

- إذن ليس لنا مشكلة مع الشيطان كشيطان من الجن .. فهو موجود بوسوسته في كل الأحوال .. ولكن ما قد يحدث غريبا هو مجازفته بالتجسيد ليسرق شيئا من الطعام على قدر حاجته .. وهذه مسألة قد تحدث وقد لا تحدث .. وإن حدثت فهي من نوادر الوجود .. بل ولم تتكرر بعد زمن النبي مع أي صحابي أو تابعي أو غيرهم .. ولعل هذا حدث في زمن النبي لنتعلم مما حدث ماذا نفعل إذا حدث معنا وأنه يمكن حدوثه .

====================

#- الإشكال الثالث:

 

- وقد يسبب لك تعليقي الآتي إشكال آخر حينما قلت: " وكيف تكررت القصة مع سبعة من الصحابة وفي المدينة المنورة ولم يتم نشر الخبر بين كل صحابي وآخر أنه حدث معه ذلك ؟!! وفي كل مرة يتم نفس طريقة الهروب بتعليم آية الكرسي ..!!" (انتهى النقل).

 

- وهنا تقول: وهذا الامر أيضا يقال في قصة أبو هريرة في البخاري أنها تكررت سبعة مرات مع سبعة من الصحابة .. فيظل الاتهام قائم لمن أورد قصة أبو هريرة وهو البخاري وغيره .

 

#- قلت لك أنت لم تنتبه أخي الحبيب جيدا لكلامي:

- فكلامي عن السبعة هو اعتراضي على من صحح كل هذه الروايات .. والعقل يستغرب تكرارها بنفس الموضوع .. مع كل هذا العدد من الصحابة وفي منطقة واحدة ..!!

 

- لكن الحقيقة أن هذه القصة يظهر منها تكرارها مرتين أو ثلاثة على الأكثر .. وهي قصة أبو هريرة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب .. والقصص الصحيحة فيها اختلاف .. وإن كان بطل القصة هو الشيطان .. ولكن في قصة أبوهريرة تم استظهار الشيطان لأنه كان غير ظاهر .. ولكن في قصة معاذ كان الشيطان ظاهر أصلا ويأتي متجسدا ولذلك قال له النبي (فارصده) .. ولم يقل اقرأ عليه (بسم الله - أجب النبي) ..!!  وفي قصة أبو هريرة لم يكن يعلم أنه شيطان بل مجرد جن عادي .. ولكن في قصة معاذ كان يعلم من النبي منذ أن أخبره بالسرقة فقال له أنه شيطان يأخذه .. فالمعلومة عنده بان الشيطان هو من يفعل ذلك ..، وكذلك أخبر الشيطان معاذ ليس بآية الكرسي فقط وإنما بخواتيم سورة البقرة أيضا ..

 

- إذن هناك اختلافات بين القصتين في بعض أحداثها وإن كان السارق واحد .

 

– أما قصة أبي بن كعب فتختلف عن القصتين السابقتين بالآتي:

أ- القصة كانت ليلة واحدة .. وليست ثلاث ليال ..

ب- لم يظهر من الصحابي أنه ذهب للنبي ويشكو له .. ولم يستظهر الشيطان ليراه بل أمسكه فورا ..

ج- لم يساومه الشيطان على الهرب مقابل أن يخبره بشيء بل هو أخبره مباشرة بآية الكرسي .

د- الصحابي قد أخبر النبي بعد انتهاء الموقف .

 

#- فالمسألة مختلفة في هذه القصص الثلاث التي قد نظن حدوثهم فعلا .. ولكن سبعة قصص وفيهم قصص متشابهة بالتطابق .. فهذا ما لا يكون له قبول في العقل فضلا عن أنها قصص أتت برويات ضعيفة أو ضعيفة جدا أو مكذوبة .. فلماذا أصدقها ..؟!

=================

#- الإشكال الرابع:

- وقد يسبب لك كلامي الآتي إشكال آخر حينما قلت: "ومن عجيب تكرار هذه الروايات .. أنه يجب أن نقول: هل كان الشيطان متخصص سرقة تمر المسلمين فقط ؟!!

- فلماذا لم يذهبوا لسرقة تمر المنافقين واليهود في المدينة ولم يكونوا حينئذ في حاجة ليخبروهم بآية الكرسي ..!! مش كده ولا إيه ؟!!" (انتهى النقل).

 

#- قلت لك أنت لم تنتبه أخي الحبيب جيدا لكلامي:

- لازال كلامي عن المناقشة في مسألة الغول العظيم الخرافي الذي ينشرون قصصه بين الناس .. هذا الغول لا وجود له ليدخل بيت المسلمين ولا ليدخل بيت اليهود ولا ليدخل حتى في بيوت الشياطين ..!! لأنه مخلوق خرافي .. فكيف تثبت لكائن لا وجود له حدث لم يفعله أصلا ولا قدرة له عليه ولا يوجد إمكانية لظهوره في بيوت المدن ؟!!

 

- أما عن الشيطان فيمكن ظهوره في أي بيت .. مؤمن أو كافر .. يدرك ذلك من حدث له وقابله .. ولكن أن يأتي أحد ويخبرني بوجود مخلوق خرافي في بيوت المؤمنين يسرقهم .. ويتعامل المؤمنين مع مخلوق خرافي .. من أجل أن يتهموا الدين في النهاية بأنه دين الخرافات .. فحينئذ من يقوم بتسويق هذه الخرافات هو الشخص المخرِّف والمضلل في الدين وعليه من الله ما يستحق إن كان يعلم بضعف هذه القصص وأنها لا تصح ويصر على نشرها .. ولكن إن كان لا يعلم فله عذره .

 

#- خلاص القول:

- أرجو من الله .. أن أكون أوضحت لك أخي الحبيب كل الإشكاليات التي قد تكون خطرت ببالك .. وأرجو أن أكون دفعت عنك كل وسواس ..

 

#- وبعد هذا الفصل فقد بقي لنا في مسالة الغول والسعلاة والتابعة وما شابه ذلك .. أن ننظر في الروايات أو الآثار التي أتت عن كلام الصحابة وتكلمت عن مسألة الغول .. ثم نشرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ قال (لا غول) .. ونعرف كلام العلماء فيه إيه .. ونناقشه .. والله ولي التوفيق ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .