ج3: رسالة التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - ما هو الغول - معنى اسم الغول في لغة العرب - أسماء الغول المختلفة عند العرب.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الثالث)

#- فهرس:

:: الفصل الثالث :: عن حقيقة مفهوم لفظ الغول في لغة العرب – والتعريف بأسماء الغول المختلفة في اللغة العربية ::

1- س5: ما هو مفهوم لفظ الغول في لغة العرب ؟

2- س6: ما هي أسماء الغول المختلفة عند العرب ؟

************************

:: الفصل الثالث ::

:: عن حقيقة مفهوم لفظ الغول في لغة العرب – والتعريف بأسماء الغول المختلفة في اللغة العربية ::

**********************

 ..:: س5: ما هو مفهوم لفظ الغول في لغة العرب ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وجدت من المهم التعريف بمفهوم الغول في اللغة وعند العرب .. حتى تعرف الخلفية كاملة عن مسألة الغيلان .. وأيضا تمهيدا فيما بعد لتفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه (لا غول) صحيح مسلم.
 
#- مفهوم الغول في اللغة ..
- ومن لطيف ما تبين لي من خلال القراءة في بعض كتب معاجم اللغة .. فتجد أنه يوجد لفظين بنفس الكتابة ولكن مع الإختلاف في التشكيل .. فيوجد لفظ (غَول) بفتح الغين .. ولفظ (غُول) بضم الغين ..
 
- ولفظ (الغُول) بضم الغين .. سنجده أيضا متفق في المعنى مع لفظ (الغَوْل) بفتح الغين .. ولكن ما لاحظته هو الفرق التالي بين اللفظين ..
 
- لاحظت أن لفظ (غَول) بفتح الغين .. يقال على الأشياء التي تدخل جسم الإنسان وتسبب فساد عقلي كالصداع والسُّكر والتوهان وما شابه ذلك مثل الكحوليات المحرمة كالخمرة أو مثل المخدرات المحرمة .. (وقد جاء هذا اللفظ مرة واحدة في القرآن عن الخمر) ..، ولكن لفظ (الغُول) بضم الغين .. لا يقال إلى عن من كانت له إرادة وعقل يستخدمة في الإفساد والتضليل بغرض إهلاك الآخر أو إفساده .. والله أعلم ..
 
#- وإليك بعض من كلام علماء اللغة ..    
1- قال الأديب العالم عمرو بن بحر المشهور بالجاحظ  (المتوفى: 255هـ):
- الغول: اسم لكلّ شيء من الجن يعرض للسّفّار، ويتلوّن في ضروب الصّور والثّياب، ذكرا كان أو أنثى. إلّا أنّ أكثر كلامهم على أنّه أنثى.
 
#- وقد قال أبو المطراب عبيد بن أيّوب العنبريّ:
وحالفت الوحوش وحالفتني ... بقرب عهودهنّ وبالبعاد
وأمسى الذّئب يرصدني مخشّا (أي في جرأة منه) ... لخفّة ضربتي ولضعف آدي (أي قوتي)
وغولا قفرة ذكر وأنثى ... كأنّ عليهما قطع البجاد (أي غطاء مخطط)
 
- فجعل في الغيلان الذّكر والأنثى.
 
#- وقد قال الشّاعر في تلوّنها (أي تخيلاتها التي تفعلها) :
فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلوّن في أثوابها الغول
 
- فالغول ما كان كذلك .. والسّعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغوّل لتفتن السّفّار..، قالوا: وإنما هذا منها على العبث، أو لعلّها أن تفزّع إنسانا جميلا فتغيّر عقله، فتداخله عند ذلك، لأنّهم لم يسلّطوا على الصّحيح العقل، ولو كان ذلك إليهم لبدؤوا بعليّ بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب وبأبي بكر وعمر في زمانهم. (الحيوان للجاحظ ج6 ص-397-398).
 
2- قال الوزير الأديب الصاحب بن عباد (المتوفى: 385هـ):
- الغَوْلُ: بُعْدُ المَفازَةِ وذلك أنَّها تَغْتالُ سَيْرَ القَوْم.
- وغالَهُ المَوْتُ: أهْلَكَه.
- والغُوْلُ: المَنِيَّةُ .. والسَّعالي .. تقول: تَغَوَّلَتْهم الغِيْلانُ والغِوَلَةُ.
- والغَوْلُ: الصُّدَاعُ. (المحيط في اللغة ج1 ص420).
 
- قلت تعقيبا: يقصد بلفظ المَنِيَّةُ أي المهالك .. وقد يشار به إلى السعالي.
 
3- قال الراغب  الأصفهانى (المتوفى: 502هـ):
- الغَوْلُ: إهلاك الشيء من حيث لا يحسّ به، يقال: غَالَ يَغُولُ غَوْلًا، واغْتَالَهُ اغْتِيَالًا .. ومنه سمّي السّعلاة غُولًا.
- قال في صفة خمر الجنّة: (لا فِيها غَوْلٌ) الصافات:47. (المفردات في غريب القرآن ص620).
 
4- قال الإمام زين الدين الرازي (المتوفى بعد 666 هـ):
- غ ول: (غَالَهُ) الشيء من باب قال و (اغْتَالَهُ) إذا أخذه من حيث لم يدر. وقوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} الصافات:47 .. أي ليس فيها (غَائِلَةُ) الصداع. لأنه قال في موضع آخر {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} الواقعة:19 ..
- وقال أبو عبيدة: (الْغَوْلُ) أن تغتال عقولهم. و (الْغُولُ) بالضم من السعالي والجمع (أَغْوَالٌ) و (غِيلَانٌ) .. وكل ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو (غُولٌ) . والغضب غول الحلم لأنه يغتاله ويذهب به يقال: أية غول (أَغْوَلُ) من الغضب. و (اغْتَالَهُ) قتله غِيلَةً. (مختار الصحاح ص231).
 
5- قال الإمام بن منظور رحمه الله (المتوفى: 711هـ):
- غول: غَالَه الشيءُ غَوْلًا واغْتَالَهُ: أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر.
- والغُول: الْمَنِيَّةُ . واغْتَالَه: قَتَله غِيلة.
- الأَصمعي وَغَيْرُهُ: قَتل فُلَانٌ فُلَانًا غِيلة أَي فِي اغْتيال وخُفْية.
- وَقِيلَ: هُوَ أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إلى مكان قد اسْتَخْفَى له فيه من يقتله .. قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ.
- وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ غَالَه يَغُوله إِذا اغْتاله، وَكُلُّ مَا أَهلك الإِنسان فَهُوَ غُول.
- وَقَالُوا: الْغَضَبُ غُول الْحِلْمِ أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله وَيَذْهَبُ بِهِ.
- وَيُقَالُ: أَيَّةُ غُول أَغْوَل مِنَ الْغَضَبِ.
- وغالتْ فُلَانًا غُول أَي هَلَكَةٌ.
- والغُول: كُلُّ شيء ذهب بالعقل.
- "قال" اللَّيْثُ: غَالَه الْمَوْتُ أَي أَهلكه.
- وتَغَوَّل الأَمرُ: تَنَاكَرَ وتَشابه.
- والغُول، بِالضَّمِّ: السِّعْلاة، والجمع أَغْوال وغِيلان.
- والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يُقَالُ: تَغَوَّلَت المرأة إذا تَلَوَّنَتْ.
- وتَغَوَّلت الغُول: تَخَيَّلَتْ وَتَلَوَّنَتْ.
- وَكُلُّ مَا اغْتَالَ الإِنسانَ فأَهلكه .. فهو غُول. وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا.
- قَالَ الأَزهري: والعرب تسمي الْحَيَّاتِ أَغْوَالًا.
- ابْنُ شُمَيْلٍ: الغول شيطان يأكل الناس ..، وقال غيره: كل ما اغتالك من جن أو شيطان أو سبُع فهو غُول.
- وفي الصحاح "للجوهري": كل ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو غول.
- وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: غَالَتِ الْخَمْرُ فُلَانًا إذا شربها فذهبت بعقله أو بصحة بدنه .. وَسُمِّيَتِ الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولًا بما توصِّله من الشر إلى الناس ..، ويقال: سُمِّيَتْ غُولًا لتلوُّنها .. وَاللَّهُ أَعلم. (لسان العرب ج11 ص503 – مختصرا).
 
6- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):
- وَالْغُولُ هي الجنُّ المتبدِّي بالليل في صورة مرعبةٍ. (البداية والنهاية ج6 ص321).
 
7- ذكر الإمام الدميري رحمه الله (المتوفى: 808هـ) بعد رواية لبعض القصص وروايات الحديث التي تكلمت عن الغول .. فقال:
- والذي ذهب إليه المحققون .. أن الغول شيء يخوف به ولا وجود له كما قال  الشاعر:
الغول والخل والعنقاء ثالثة ... أسماء أشياء لم توجد ولم تكن
 
- ولذلك سموا الغول خيتعورا .. وهو كل شيء لا يدوم على حالة واحدة ويضمحل كالسراب وكالذي ينزل من الكوى في شدة الحر كنسج العنكبوت قال الشاعر:
كلّ أنثى وإن بدا لك منها ... آية الحبّ حبّها خيتعور
 
- وقال قوم: الغول ساحرة الجن، وهي تتصور في صور شتى. وأخذوا ذلك من قول كعب بن زهير بن أبي سلمى رضي الله تعالى عنه:
فما تكون على حال تدوم بها ... كما تلوّن في أثوابها الغول
 
- وتزعم العرب .. أنه إذا انفرد الرجل في الصحراء ظهرت له في خلقة الإنسان، فلا يزال يتبعها حتى يضل عن الطريق، فتدنو منه وتتمثل له في صور مختلفة، فتهلكه روعا.
- وقالوا: إذا أرادت أن تضل إنسانا، أوقدت له نارا فيقصدها فتفعل به ذلك.
- قالوا: وخلقتها خلقة إنسان، ورجلاها رجلا حمار.
- قال القزويني: ورأى الغول جماعة من الصحابة، منهم عمر رضي الله تعالى عنه، حين سافر إلى الشام، قبل الإسلام، فضربها بالسيف. وذكر عن ثابت بن جابر الفهري أنه لقي الغول وذكر أبياته النونية في ذلك. (حياة الحيوان للدميري ج2 ص267 .. مختصرا).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض مما سبق في كلام الدميري:
- تعقيبا على بيت الشعر (الغول والخل والعنقاء) .. فالغول هو ما تكلمنا عنه .. والعنقاء هو طائر خرافي يقال له جسم كبير وعنق طويل وكأنه تنين في السماء .. والخِلِّ وهو (الصديق الوفي) وقد وضعه الشاعر مع المعتقدات التي لم تكن ولن تكون .. وهذا كلام باطل لأن الوفاء موجود في كل زمان ومكان حتى ولو ندر وجوده .. وأبسط شاهد على ذلك صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .
 
8- قال الإمام أبو البقاء الحنفي رحمه الله (المتوفى: 1094هـ):
- [الغول]: كل مَا اغتال الْإِنْسَان فَأَهْلَكَهُ فَهُوَ غول .. وَالْعرب تسمي كل داهية "غولا" ..على التهويل والتعظيم على مَا جرت بِهِ عَادَتهم فِيمَا لَا أصل لَهُ وَلَا حَقِيقَة كالعنقاء .. وَقَالَ بَعضهم: الغول نوع من الْجِنّ كَانَ يغتال النَّاس بَغْتَة بِحَيْثُ لَا يعرف لَهُ مَكَان حَتَّى يطْلب ..، ثمَّ اسْتعْمل غول الغول فِي انْتِفَاء أَمر بِحَيْثُ لَا يرى مِنْهُ أثر. (الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ص663).
 
9- ذكر الدكتور أحمد مختار رحمه الله  (المتوفى: 1424هـ):
#- غالَ يَغُول، غُلْ، غَوْلاً، فهو غائل، والمفعول مَغُول
- غالَ فلانًا: أهلكه، أصابه بشرٍّ من حيث لا يدري ..، "غالته يدُ القدر".
- غالتِ الخمرُ فلانًا: ذهبت بعقله أو بصحّة بدنه .. (لا فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ) الصافات:47.
 
#- غَوْل [مفرد]:
- مصدر غالَ  ..
- "مفازةٌ ذات غَولٍ": بعيدة .. وإن كانت في مرأى العين قريبةً.
- (طب) ما ينشأ عن الخمر من صداع وسُكر  .. (لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ) الصافات:47.
 
#- غُول [مفرد]: ج أغوال وغِيلان:
- نوع من الشَّياطين تزعم العرب أنَّه يظهر للنَّاس في الفلاة فيتلوّن لهم في صور شتّى ليضلّهم ويهلكهم .. حيوان خُرافيّ لا وجودَ له ..
- "تغوّلتهم الغيلان": أضلَّتهم
- ما شبّهتهم إلاّ بالغيلان .. يأكل كالغول: بشراهة ونهم.
- كلُّ ما أخذ الإنسانَ من حيثُ لا يدري فأهلكه ، أو ذهب بعقله.
- غول جبال الهملايا: حيوان أشعر شبيه بالإنسان يقال إنّه يعيش في أعالي جبال الهملايا. (معجم اللغة العربية المعاصرة ج2 ص1652)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) خلاصة القول فيما سبق:
1- مفهوم الغُول في اللغة .. هو وصف يقال لمن يفسد أو يضل أو يحاول اغتيال أو إهلاك إنسان بطريقة خفية لم ينتبه لها هذا الإنسان .. حتى يستدرجه بوسائل يخدعه لا ينتبه لها .. حتى إذا سقط في الخدعة فينزل به الضرر بعقله كشرب المخدرات أو بجسده رغبة في اغتياله وإهلاكه أو تعذيبه أو اغتصابه أو سرقته أو ما شابه ذلك ..
 
2- مفهوم الغول في الأسطورة العربية .. هو وصف لجنس من الشياطين فيه ذكور وفيه إناث .. ولكن حينما يتكلم فيه العرب في قصصهم فيغلب فيه الكلام على الجانب الأنثوي من عالم الشياطين .. حتى وصفوا المرأة سليطة اللسان والمزعجة بأنها سعلاة ..!!

 
- والغول عندهم في زمن الجاهلية كانت تظهر في الصحاري بفترة الليل أثناء سفر العرب من خلال الصحاري .. ولكن في زمن الإسلام بعض الغيلان جاءت ذكرها في بعض الأحاديث مع بعض الصحابة في منازلهم .

 
3- وفي تصوري الخاص .. أن سبب وصف الغول في عقيدة العرب وظهوره في حكاويهم .. فهذا باعتبار الحكايات التي كان يتم روايتها ممن يسافرون عبر الصحاري وفي الليل وما كان يصادفهم من أمور كانوا يظنوها غيلان تفعل ذلك .. طبعا لا يخفى علينا تفخيم الاحداث وتهويلها في عقلية أهل الشرق والرغبة الدائمة في تجسيم وتهويل الأحداث لجذب انتباه السامع .. إذ قد يظهر أمامهم كلب فيقولون عليه جن متحول ظهر لهم .. !!
 
- فمثلا أظن أنه كان يحدث لبعضهم أثناء السفر حوادث في ظلمة الليل ولا يبصرون ما يحدث فيها .. وقد تكون حيوانات .. ومن شدة الظلام لا يعرفون هيئة هذه الحيوانات التي قد تكون ظهرت وخطفت طفلا مثلا أو طعاما لهم أو تعرضت لعض أحد .. وفي الصباح عند البحث عنه أسباب فلا يجدوا فتبدأ الأسطورة تنتشر بأن الغول هو من خطف الطفل وقتله وأكله أو خطف الطعام أو غير ذلك ..
 
- بل  وظنوا في ذلك أن من وسائل الغول هو الإستدراج بالمكر والخديعة في ظهوره بصور يخدع بها الإنسان .. فذكروا قصص الغيلان النساء (السعلاة) التي تغوي الرجال في الصحراء وتستدرجهم من خلال التخييل في عين الرائي بأشكال معينة لجذبه إلى مكان معين حتى يتم استدراجه إليه ثم اغتياله فيه بعيد عن العيون ..
 
#- ملحوظة: العصر الجاهلي في بعض الدول العربية لازال موجود بخرافاته .. ولازالت تلك الخرافة منتشرة في بعض بلاد العرب .. ولكن يسمونه باسم ( أبو نويرة ) أو ( أبو فانوس ) .. وقد سبق وتكلمنا عن ذلك في رسالة المعتقدات الموروثة .. والله أعلم .
 
4- وهناك حقيقة أخرى .. يذكرها العرب وهو أن كل شر مؤذي من الحيوانات بصورة مرعبة وصفوه أيضا بالغيلان لأنها حيوانات تغتال الإنسان بغدر ومهلكة له .. مثل الأفاعي العرب تصفها بأنها غيلان كما ذكر ذلك الأزهري ..
 
5- وهناك مسألة يبحث عنها العلماء في منطقة جبال الهملايا وهو ظنهم بوجود الغول فعلا بصورة حقيقية .. ولكن أوصاف هذا الغول عندهم هو أنه حيوان في هيئة جسم الإنسان شبيه بالقرد إلى حد كبير مع تغيير في ملامح الوجه مع اختلاف قدمة ويده وأنه ممتليء بالشعر الكثيف كالغوريلا .. وسبب بحث العلماء في ذلك هو وجود كتابات رواها البعض وعلامات وجدوها تشير لذلك .. ولكن حتى الآن لم يظهر له أي أثر فعلا في الوجود .
- وهذا الكائن الحيواني الغريب .. نظرا لأن شكله من المفترض في ظنهم أنه مخيف فاطلقوا عليه لفظ الغول .. !!
 

****************************

 

..:: س6: ما هي أسماء الغول المختلفة عند العرب ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من شدة اهتمام العرب بالغول في حكاويهم .. فقد جعلوا للغول أسماء مختلفة .. وستلاحظ شيء عجيب وهو أنهم يربطون أسماء الغول بالمرأة الإنسية السليطة اللسان والمؤذية ..
 
#- فمن أسماء الغيلان .. أذكر لكم منها ما صادفني:
1- الهَيْعَرَة:
- الغول - والمرأة الفاجرة - والخفة والطيش. (حياة الحيوان ج2 ص532).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
- نفهم من لفظ الهيعرة أنه يقال حينئذ على من خف عقلة حتى انحرف عن فعل الصواب ولا عقل يحكمه ويرشدة للخير ولا نفس سليمة تلومه على ما يفعله .. والله أعلم.
 
2- الخَيْتَعُور:
- الذئب لأنه لا عهد له.
- وقيل: الخيتعور الغول .. والياء فيه زائدة، وفي الحديث: (ذاك أزب العقبة يقال له الخيتعور) . يريد به شيطان العقبة فجعل الخيتعور إسما له.
- وقيل: الخيتعور كل شيء يضمحل ولا يدوم على حالة واحدة ولا يكون له حقيقة كالسراب قال الشاعر:
كل أنثى وإن بدا لك منها ... آية الحب حبها خيتعور.
- وقيل: الخيتعور دويبة تكون في وجه الماء لا تثبت في موضع إلا دبت.
- وقيل: الخيتعور الذي ينزل في الهواء، أبيض كالخيط أو كنسج العنكبوت.
- وقيل: الخيتعور الدنيا الذاهبة والله أعلم. (حياة الحيوان للدميري ج1 ص431).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
أ- نفهم من لفظ الخيتعور أنه يتم وصف به من لا عهد له ولا أمان وله تدبير بالشر وحقيقته أنه مؤذي .. والله أعلم.
 
ب- لا يوجد حديث نبوي جاء فيه لفظ الخيتعور كما ذكر الدميري .. وإنما جاء لفظ (هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ) أي الشيطان القصير الذميم ويقال طوله شبرين .. وهذا للفظ جاء في رواية البيهقي والطبراني وأحمد .. وإسناد أحمد هو حسن .. كما قال محققو المسند .. (راجع تحقيق هذه الرواية في رسالة الملاك والجن والشيطان السؤال رقم69) .. والله أعلم.
 
3- العَكَنْكَعُ و الكَعَنْكَعُ والقان:
- الأَزهري: العَكَنْكَعُ الذَّكَرُ من الغيلانِ.
- وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ له الكَعَنْكَعُ.
- الْفَرَّاءُ: الشَّيْطَانُ هُوَ الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ.
- قَالَ الأَزهري: العَكَنْكَعُ الخبيث من السَّعالي. (لسان العرب ج8 ص245).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
- نفهم من هذه الألفاظ أنه يتم وصف الغول بها لأن هذه الألفاظ تدل على خلط الأمور ببضعها في خباثة للوصول إلى المراد.. والله أعلم.
 
4- السعلاة:
- أخبث الغيلان .. وكذلك السعلاء تمد وتقصر .. والجمع السعالي. واستسعلت المرأة، أي صارت سعلاة أي صارت صَخَّابَة وبذيئة. (الحيوان ج2 ص29).
- وقال السهيلي: السعلاة ما يتراءى للناس بالنهار، والغول ما يتراءى للناس بالليل.
- وقال القزويني: السعلاة نوع من المتشيطنة مغايرة للغول..، قال: وأكثر ما توجد السعلاة في الغياض وهي إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفأر. قال: وربما اصطادها الذئب بالليل فأكلها، وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركوني فإن الذئب قد أكلني، وربما تقول: من يخلصني ومعي ألف دينار يأخذها! والقوم يعرفون أنه كلام السعلاة فلا يخلصها أحد فيأكلها الذئب. (الحيوان ج2 ص32 - مختصرا).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
- نفهم من لفظ السعلاة .. هي التي تظهر بزينة فيها لفت الإنتباه مع صوت مسموع فيه فتنة لتجذب إليها الرجال..
 

5- العَكَبْكَرُ، والعَنْتَرِيسُ:
#- قال علي بن الحسن الهُنائي رحمه الله (المتوفى بعد 309 هـ):
- ويقال للذَّكَرِ من السَّعَالِي: العَكَبْكَرُ، والعَنْتَرِيسُ. (المنتخب من كلام العرب ص113).
 
#- وقال في مكان آخر من كتابه:
- والعِتْرِسُ، والعِتْرِيسُ: الشَّيْطَانُ، ويقال له: عِكَبٌّ، ومنه قولهم: مَنْ يُطِعْ عِكَبًّا يَمْشِ مُنْكَبًّا. (المنتخب من كلام العرب ص120).
 
#- وقال بن سيده المرسي رحمه الله (المتوفى:458هـ):
- والعِتْرِيسُ: الذَّكَرُ من الغيلان . وَقيل: هُوَ اسمٌ للشيطانِ. (المحكم والمحيط الأعظم ج2 ص447).  

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
- نفهم من لفظ العنتريس والعكبكر والعتريس .. أنه الداهية الجريء شديد الشر والمملوء باللحم في الجسم .. لأنه يقال ناقة عنتريس أي مملوءة باللحم شديدة الجسم .. والعتريس هو الشجاع .. والعِكب معناه الشدة في الشر والشيطنة ويقال للمارد والشيطان .. والله أعلم .
 
6- القُرْطُبُ - القُطْرُبُ:
#- قال الوزير الأديب الصاحب بن عباد (المتوفى: 385هـ):
- القُطْرُبُ: الذَّكَرُ من السَّعَالي. وقيل دُوَيْبَةٌ تسعى نهارها كله لا تستريح. (المحيط في اللغة ج2 ص14).
 
#- قال الإمام بن منظور رحمه الله (المتوفى: 711 هـ):
- قرطب: القُرْطُبُ والقُرْطُوبُ: الذَّكَرُ مِنَ السَّعالي .
- وَقِيلَ: هم صِغارُ الجِنِّ.
- وَقِيلَ: القَراطِبُ صِغارُ الكِلابِ .. واحدُهم قُرْطُبٌ. (لسان العرب ج1 ص670).
 
#- تنبيه مهم: قال محقق كتاب (لسان العرب): قوله [القرطب إلى قوله واحدهم قرطب] هذا سهو من المؤلف وتبعه شارح القاموس ولم يراجع الأُصول بل تهافت بالاستدراك الموقع في الدرك وصوابه القطرب إلخ بتقديم الطاء.
 
#- وقال الإمام بن منظور في موضع آخر من كتابه:
- والقُطْرُبُ: ذَكَرُ الغيلان..، "قال" اللَّيْثُ: القُطْرُبُ والقُطْرُوبُ الذَّكَرُ مِنَ السَّعالي.
- والقُطْرُبُ: الصغيرُ مِنَ الكِلاب. والقُطْرُبُ: اللِّصُّ الفارِهُ فِي اللُّصُوصِيَّة.
- والقُطْرُبُ: طَائِرٌ.
- والقُطْرُبُ: الذئبُ الأَمْعَط.
- والقُطْرُبُ: الجبان وإِن كَانَ عاقلا.
- والقُطْرُبُ: المصروع مِنْ لَمَمٍ أَو مِرارٍ، وجمعُها كُلُّهَا قَطارِيبُ، والله أَعلم. (لسان العرب ج1 ص683).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة)
- معنى (لمم): أي أصابه جنون أو مس روحاني.
- معنى (مِرارٍ): أي مصاب بسبب حبل ويقصد بع الوقوع في فخ من الحبال .. والله أعلم .
- ونفهم من لفظ (القطرب) .. أنه قد يكون يظهر بمظهر الكلب أو الذئب وقد يأتي فقط للسرقة .. وهو جبان إن اعترضته وشددت عليه .. والله أعلم .
 
#- خلاصة القول:
1- أن العرب من شدة إنشغالهم بهذا الكيان الغيبي والذي وصفوه بأنه الغول .. فقد وضعوا لهم أسماء تدل عليه من خلال أوصاف جميعها تدل على الخيانة والغدر والخُبث والدهاء والمكر ..
 
2- وإذا كان هذا هو وصف الغول بصفة عامة في لسان العرب .. ولكن السعالي وهن إناث الغول .. لها مساحة أكبر في الكلام عليها عند العرب حتى ذكروا اسم لأمها وجارتها ووصفوا جارتها أيضا كيف تكون ..!!
 
- أما عن الحكايات والقصص فأعتقد أنها كانت القصص الأشهر بين العرب بلا منازع .. وحديث الألسُن بينهم .. لأنها بالنسبة لهم هي الشيطانة المتلونة في أشكال مختلفة والتي تغوي الرجال المسافرين ..
 
#- ولذلك أحببت أن أفرد الكلام عن السعالي بفصل خاص بها .. خاصة وأنهم جعلوها ساحرة الجن .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .