ج4: رسالة التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان- حقيقة السعلاة أنثى الغول في لغة العرب وكلام العلماء - هل السعالي الغيلان تزوجوا من الإنس وأنجبوا منهن - أشهر قصص القتل التي فعلتها سعالي الغيلان بالإنسان - قصة السعلاة التي شقت بطن رجل وأكلت كبده أمام أخيه.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الرابع)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع :: عن حقيقة السعلاة أنثى الغول في لغة العرب – وخرافة زواج السعالي من الإنس والإنجاب منهن بآدميين – وبعض القصص عن السعالي في كيفية اغوائها وقتلها ::

1- س7: ما هي حقيقة السعلاة أنثى الغول في لغة العرب وكلام العلماء ؟

2- س8: هل السعالي الغيلان تزوجن من الإنس وأنجبن منهم آدميين ؟

3- س9: ما هي أشهر القصص المتداولة في كتب أهل العلم عن فعل غول السعلاة ؟

#- قصة السعلاة التي شقت بطن رجل وأكلت كبده أمام أخيه ..!!   

#- قصة الدَّباغ مع المرأة الجنِّيَّة ذات الثياب المعصفرة والقناديل المنورة.

 ************************

:: الفصل الرابع ::

:: عن حقيقة السعلاة أنثى الغول في لغة العرب – وخرافة زواج السعالي من الإنس والإنجاب منهن بآدميين – وبعض القصص عن السعالي في كيفية اغوائها وقتلها ::

**********************

 

..:: س7: ما هي حقيقة السعلاة أنثى الغول في لغة العرب وكلام العلماء ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- السعلاة مفهومها عند غالب العلماء هي أنثى الغول .. كما أفهمه من مجموع كلامهم .. وهي التي يصفها البعض بأنها ساحرة الجن .. فهي التي تتغول أي تتلون وتتشكل بأشكال مختلفة أمام عين الرائي من المسافرين .. وعند بعض العلماء هي التي تغتال الناس وتقتلهم في السفر .. وعند بعض العلماء هي تجمع بين الأمرين أي تضلل الإنسان وتقتله ..
 
- ولكن هنا سؤال يقال: هل يوجد أحد ممن وصفوا السعالي بصفة خاصة أو الغيلان بصفة عامة قد رآوهم ؟!!
- لا .. وإنما هي نقلا عن القيل والقال .. !!
 
- طيب تعالوا نشوف بعض ما قاله العلماء في كتاباتهم عن السعالي ..
 
1- قال الأديب العالم عمرو بن بحر المشهور بالجاحظ  (المتوفى: 255هـ):
- والسّعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغوّل لتفتن السّفّار..، قالوا: وإنما هذا منها على العبث، أو لعلّها أن تفزّع إنسانا جميلا فتغيّر عقله، فتداخله عند ذلك، لأنّهم لم يسلّطوا على الصّحيح العقل، ولو كان ذلك إليهم لبدؤوا بعليّ بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب وبأبي بكر وعمر في زمانهم. (الحيوان للجاحظ ج6 ص-397-398).
 
2- ذكر أبو الحسن المسعودي رحمه الله (المتوفى: 346هـ):
- وحكي أن صنفاً من السعالي يتصورون في صور النساء الحسان ويتزوجن برجال الانس .. كما حكي عن رجل يقال سعد بن جبير، أنه تزوج امرأة منهن وهو لا يعلم ما هي: فأقامت عنده وولدت عنده أولادا وكانت معه ليلة على سطح يشرف على الجبَّانَة ..، إذا بصوت في أقصى الجبانة نساء يتألمن فطربت وقالت لبعلها أما ترى نيران السعالي شأنك وبنيك استوص بهم خيراً .. فطارت فلم تعد اليه.
- ومنهم من تظفر بالرجل الخالي في الصحراء أو الخراب .. فتأخذه بيده فترقصه حتى يتحير ويسقط فتمص دمه. (أخبار الزمان ص35).
 
#- وذكر أبو الحسن المسعودي معلومة أخرى عن السعالي في كتابه مروج الذهب فقال:
- أن الله تعالى خلق الجان من نار السموم، وخلق منه زوجته .. كما خلق حواء من آدم .. وأن الجان غشيها (أي زوجته من الجن) فحملت منه .. وأنها باضت إحدى وثلاثين بيضة .. وأن بيضة من تلك البيض تفلقت عن قطربة وهي: أم القطارب، وأن القطربة على صورة الهرة .. وأن الأبالس من بيضة أخرى منهم الحارث أبو مرة، وأن مسكنهم البحور .. وأن المرَدَة من بيضة أخرى، مسكنهم الجزائر .. وأن الغيلان من بيضة أخرى، مسكنهم الخلوات والفلوات .. وأن السعالى من بيضة أخرى، سكنوا الحمامات والمزابل .. وأن الهوام من بيضة أخرى، سكنوا الهواء في صورة الحيات ذوات أجنحة يطيرون هنالك .. وأن من بيضة أخرى الدواسق .. وأن من بيضة أخرى الحماميص .. لأنا قد ذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا، وتقدم من تصنيفنا، وأتينا على ذكر ما تشعب من أنسابهم، والمشهور من أسمائهم ومساكنهم من الأرض والبحار، وأن كان ما ذكره أهل الشرع مما وصفنا ممكناً غير ممتنع ولا واجب. (مروج الذهب ومعادن الجوهر ج 2 ص 138).
 
3- قال الوزير الأديب الصاحب بن عباد رحمه الله (المتوفى: 385هـ):
- وللعَرَبِ نِيْرَانٌ كثيرة نحو: نار المُهَوِّلِ تُوْقَدُ عند التحالف .. ونار المسافر تُوقد خلف من لا يحب رجوعه .. ونار الحرتين كانت ببلاد بني عبس .. ونار السَّعالي وهي الجن .. (المحيط في اللغة ج2 ص435).
 
4- قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله (المتوفى: 388 هـ):
- وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا صَفَرَ وَلا غُولَ وَلَكِنَّ السَّعَالِي) .. أخبرناه محمد بن المكي نا الصائغ نا سعيد بن منصور نا سفيان عن عمرو عن الحسن بن محمد .. رفعه (أي جعله من كلام النبي).

#- ثم قال الإمام الخطابي بعد الحديث السابق:

#- السعالي .. سحرة الجن .. جمع سعلاة. والمعنى أن الغول لا تستطيع أن تغول أحدا أو تضله ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل.
- ومثله حديث عمر بن الخطاب حين قال: (إِنَّ أَحَدًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَغَيَّرَ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ وَلَكِنْ لَهُمْ سَحَرَةٌ كَسَحَرَتِكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأْذَنُوا بِالصَّلاةِ).
- وقد تُشبَّهُ المرأة المنكرة الخَلْق بالسِّعْلاة .. قَالَ الشَاعر:
لقَد رأيْتُ عجبًا مُذ أَمْسَا ... عجَائِزًا مِثْلَ السَّعَالِي خَمْسَا
- وقال الأعْشى:
وشُيوخٍ صَرْعَى بشطّي أريكٍ ... ونِساءٍ كأنَّهُنَّ السعالى.
 (غريب الحديث للخطابي ج1 ص463).
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض كلام الإمام الخطابي:

أ- الحديث الذي ذكره الإمام الخطابي .. هو حديث ضعيف ..وسبب عدم صحته أنه حديث مرسل فيه انقطاع في السند بين التابعي الثقة (الحسن بن محمد بن على بن ابي طالب) وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..

ب- معنى  قوله (لهم تلبيس وتخييل): أي قدرة على الوهم وخلط الأمور وتزيينها في عين الرآئي .. فالتلبيس هنا بمعنى التضليل فيخلط الحق بالباطل .. وكذلك هو معنى التخييل.

ج- واعلم أخي الحبيب .. أن كلام الإمام الخطابي نقله من بعده العلماء منه بالحرف .. أي ينسخون كلامه كما هو وإن كانوا لا ينسبونه إليه .. والغريب أنه هو راوي الحديث بسنده الخاص الذي انفرد به ..!!

- فمثلا من نقل عنه .. تجد الإمام الجزري بن الأثير رحمه الله (المتوفى: 606هـ) في مادة (سَعَل) يقول: فِيهِ (لَا صَفَر وَلَا غُول وَلَكِنَّ السَّعَالِي) هي جمع سِعْلَاةٍ .. وهم سحرة الجن أي أن الغول لا تقدر أن تغول احد أو تضله، ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل. (النهاية في غريب الحديث ج2 ص369).

#- وسيأتي مزيد من الكلام على هذا الحديث الذي رواه الإمام الخطابي في سؤال منفرد إن شاء الله .

 
5- قال الإمام زين الدين الرازي (المتوفى بعد 666 هـ):
- س ع ل: (سَعَلَ) يَسْعُلُ بِالضَّمِّ (سُعَالًا) .. و (السِّعْلَاةُ) أخبث الغيلان وكذا (السِّعْلَاءُ) يُمَدُّ وَيُقْصَرُ والجمع السَّعَالَى. (مختار الصحاح ص148).
 
6- قال الإمام بن منظور رحمه الله (المتوفى: 711هـ):
- والسَّعَلُ: الشِّيصُ الْيَابِسُ ."أي التمر الفاسد".
- والسِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ .. وقيل: هي سَاحِرَةُ الجِنِّ.
- واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خبثا وسلاطة .. يقال ذلك للمرأة الصَّخَّابة البَذِيَّة ..
- قال أَبو عَدْنَانَ: إذا كانت المراة قبيحة الوجه سيئة الخلق شُبِّهت بالسِّعْلاة.
- وَقِيلَ: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان، وَكَذَلِكَ السِّعْلا، يَمُدُّ وَيَقْصُرُ، وَالْجَمْعُ سَعَالى وسَعالٍ وسِعْلَياتٌ.
- وَقِيلَ: هِيَ الأُنثى مِنَ الغيلان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لَا صَفَرَ وَلَا هامَةَ وَلَا غُولَ وَلَكِنَّ السَّعَالى).
- هِيَ جُمَعُ سِعْلاةٍ، قِيلَ: هم سَحَرَةُ الجِنِّ، يعني أن الغول لا تقدر أن تغول أحدا وتضله .. ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل وقد ذكرها العرب في شعرها .. قال الأعشى: "ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السَّعَالي".
- وقال بعض العرب: لم يصف العرب بالسعلاة إلا العجائز والخيل. (لسان العرب ج11 ص336 - مختصرا).
 
7- قال الإمام الدميري رحمه الله (المتوفى: 808هـ):
- أخبث الغيلان .. وكذلك السعلاء تمد وتقصر .. والجمع السعالي. واستسعلت المرأة، أي صارت سعلاة أي صارت صَخَّابَة وبذيئة. (الحيوان ج2 ص29).
 
#- وفي مكان آخر من كتابه الحيوان قال:
- وقال السهيلي: السعلاة ما يتراءى للناس بالنهار، والغول ما يتراءى للناس بالليل.
- وقال القزويني: السعلاة نوع من المتشيطنة مغايرة للغول..، قال: وأكثر ما توجد السعلاة في الغياض وهي إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفأر. قال: وربما اصطادها الذئب بالليل فأكلها، وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركوني فإن الذئب قد أكلني، وربما تقول: من يخلصني ومعي ألف دينار يأخذها! والقوم يعرفون أنه كلام السعلاة فلا يخلصها أحد فيأكلها الذئب. (الحيوان ج2 ص32 - مختصرا).
 
#- وفي مكان آخر من كتابه الحيوان قال:
- وقال قوم: الغول ساحرة الجن، وهي تتصور في صور شتى. وأخذوا ذلك من قول كعب بن زهير بن أبي سلمى رضي الله تعالى عنه:
فما تكون على حال تدوم بها ... كما تلوّن في أثوابها الغول
 
- وتزعم العرب .. أنه إذا انفرد الرجل في الصحراء ظهرت له في خلقة الإنسان، فلا يزال يتبعها حتى يضل عن الطريق، فتدنو منه وتتمثل له في صور مختلفة، فتهلكه روعا.
- وقالوا: إذا أرادت أن تضل إنسانا، أوقدت له نارا فيقصدها فتفعل به ذلك.
- قالوا: وخلقتها خلقة إنسان، ورجلاها رجلا حمار. (حياة الحيوان للدميري ج2 ص267 .. مختصرا).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض كلام الدميري:
- ما قاله الإمام السهيلي رحمه الله .. مخالف لكل ما ذكره العرب من أن السعلاة تظهر بالنهار والغول بالليل .. وهذا ما لم أجده في مفهوم أحد عن السعلاة أو توصيفه لها.
 
8- وقال الجغرافي الرحالة لسراج الدين بن الوردي رحمه الله (المتوفى: 861 هـ):
- عن ذكر في حديثه عن بحر الظلمات تحت عنوان (في بحر الظلمة وهو البحر المحيط الغربي) .. ووصف بعض الجزر الموجودة فيه .. ومن هذه الجزر جزيرة قد أسماها بجزيرة السعالي .. وقال عنها:
- هي جزيرة عظيمة بها خلق كالنساء إلا أن لهم أنياباً طويلة بادية .. وعيونهم كالبرق الخاطف، ووجوههم كالأخشاب المحترقة، يتكلمون بكلام لا يفهم، ولا فرق بين الرجال والنساء عندهم إلا بالذكر والفرج، ولباسهم ورق الشجر، ويحاربون الدواب البحرية ويأكلونها. (خريدة الغرائب وفريدة الغرائب ص195).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام بن الوردي:
- الذي ذكره بن الوردي ليس من رحلاته ورؤيته ولكن عما سمعه أو نقله عن غيره .. إذ لم يصرح أنه شاهد وعاين هذه الأمور.
 
9- قال الدكتور جواد علي رحمه الله (المتوفى: 1408هـ):
- وإلى الشاعر "عبيد بن أيوب" شاعر "بني العنبر" .. يعود قسط كبير من القصص الوارد عن "الغول" و"السعلاة". فقد كان يخبر في شعره إنه يرافق الغول والسعلاة، ويبايت الذئاب والأفاعي، ويؤاكل الظباء والوحش. وقد أورد أهل الأخبار شيئًا من شعره في هذا الباب.
- وذكر بعض علماء اللغة، أن الغول الذكر من الجن، والسعلاة الأنثى. والغول ساحرة الجن، وتقول إن الغول يتراءى في الفلاة للناس فتضلهم عن الطريق.
- وأما "السعالي"، وواحدتها السعلاة، فذكر أنها سحرة الجن، وقيل: إن الغيلان جنس منها، وأن الغيلان هي إناث الشياطين، وأنها -أي السعالي- أخبث الغيلان، وأكثر وجودها في الغياض، وإنها إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفأر، وأن الذئب يأكل السعلاة.
- وذكر أن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل، وهم السعالى. وهم أقدر من الغيلان في هذا الباب. (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج12 ص304-306 - مختصرا).
 
#- وفي مكان آخر من كتابه المفصل قال:
- وللعرب نار السعالي والجن والغيلان .. ذكروا أن الغيلان توقد بالليل النيران للعبث والتخييل واضلال السابلة. وإنها ترفع للمسافر فيتبعها فتهوى به الغول. وأورد أهل الأخبار شعرا في ذلك منه شعر لـ "عبيد بن أيوب"، المعروف بـ "أبي مطراب"، وكان يزعم أنه يؤاكل الظباء والوحش ويرافق الغول والسعلاة، ويبايت الذئاب والأفاعي. (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج12 ص274).
 
8- قلت (خالد صاحب الرسالة) في سبب تسميتها سعلاة:
1- إذا كان المَسْعَلُ موضعه من الحلق الذي يصدر عنه السعال .. فلعل سبب تسميتها سعلاة لأنها تقتل ضحيتها من موضع الرقبة عند الحلق فتخنقه كما هو حال السباع كلها .. فكان لفظ السعلاة أي التي تتمكن من مسعل رقاب ضحاياها كما ذكر ذلك المسعود في كتابه آخر الزمان .. والله أعلم .
 
- أو لعلهم شبهوها بالسَّعَلُ وهو التمر الفاسد الذي شاص على الشجر والذي تشوه شكله وطعمه .. فكان هذا التشبيه من باب حقيقتها أنها قبيحة الشكل ولكنها تتلون في أشكال مختلفة ..
 
- أو لعلهم شبهوها بمرض السعال على أنها شيء خبيث يفسد جسد الإنسان مثل المرض .. والله أعلم.
 
2- السعالي والغيلان .. لم أجد أحد من عقلاء الزمان وحكمائه أو حتى أشهر الرحَّالة العرب في التاريخ .. قد ذكر أنه رآها أو صادفته بهذه الأوصاف التي تم ذكرها في الكتب .. وإنما هي مجرد قيل وقال .. أو كلام منقول عن قيل وقال أيضا..!!
 
3- الوصف السائد للسعلاة حسب ما أظنه من كلام العرب ..
أ- هي كيان شيطاني متجسد في هيئة حيوانية متغيرة الملامح .. وتظهر حسناء ولكن حقيقتها مثل الغوريلا لها شعر كثيف وأنياب طويلة وعيون صفراء حادة ولها مخالب طويلة في اليدين كمخالب السباع أو الصقور .. وتقتل الناس وتأكلهم .. وقد يكون لها قرون طويلة وذيل .. وقدميها أقدام حمار .. ولها سرعة في الخطف .. وتظهر بالصحاري الخالية من البشر وتضلل المسافرين بأصواتها وقد تتشكل بأشكال فتيات حسناوات لتستدرجهم حتى تقتلهم .. ولذلك وصفوها بالحيتمور لأنها لا تبقى على حالة ثابته ..
 
ب- وجعلوا زوجها هو العكنكع أو الكعنكع وابنها وصفوه بالقطرب .. ومن أعدائها الذئب لأنه هو من يأكلها ..
 
ج- ولها أساليب في تضليل الناس منها إشعال النار في الصحراء .. لجذب الإنتباه إليها .. أو الظهور بمظهر الفتاة الحسناء الجميلة .. أو اصدار أصوات لجذب الإنتباه والاستدراج من خلال الصوت .
 
د- والملاحظ أن السعلاة أو الغيلان جعلها العرب .. متواجده في الصحاري البعيدة عن عمار السكان ..
 
4- ومن ناحية أخرى فالسعلاة لها أسماء مختلفة وأوصاف أخرى في تراث بعض الدول .. فمن ذلك:
أ- فالبعض جعل من السعلاة عروسة البحر .. التي نصفها آدمي ونصفها سمكة كما في بعض الحكايات .. كما في تراث بعض الدول .
ب- والبعض جعل من النداهة هي الغولة .. التي تخطف الرجالة كما في التراث المصري ولازالت في الأرياف يتم تداول هذا الأمر ..
ج- والبعض جعلها هي أم الصبيان .. التي تخطف الأطفال أو تصيبهم كما في تراث بعض دول الخليج العربي.. 
د- والبعض جعلها هي أم الدويس .. التي تغوي الرجال وتخطف الاطفال كما في تراث الإمارات وبعض الدول العربية.
هـ- والبعض جعلها عيشة قنديشة .. أسطورة الرعب كما في تراث المغرب.
و- والبعض جعلها هي الطنطل .. الذي يتلون ويتشكل بأشكال مختلفة وذلك في تراث العراق.
ز- وأيضا يوجد نفس الأنثى المتشكلة بأشكال مختلفة في التراث الأوروبي .. تحت مسمى سايكوباس Succubus والتي معناها الشيطانة وهي تظهر في الاحلام للرجال في صورة امرأة جميلة وتمتص منهم الحيوانات المنوية .. فهي ليست شيطانة مؤذية وإنما شيطانة ترغب في الجنس فقط .
 
#- خلاصة القول:
1- السعلاة لها أوصاف كثيرة ذكرها البعض من حكايات القيل والقال .. ولكنها اشتركت كلها في وصف واحد فقط .. وهي أنها الغول الذي يقتل ويأكل ضحاياه أو يستمتع بضحاياه من الرجال في الجنس ثم يقتلهم .. أي هي أداة قتل في المقام الأول .. وهذه جزئية مهمة جدا أن ننتبه إليها .. أي أن الهدف الأسمى من وراء استدراج ضحاياها هو القتل سواء أكلتهم أم لم تأكلهم .. (طبعا بتكلم حسب كلام الأساطير وليس إقرار بأن هذا ما يحدث) ..
 
2- وسبب الإنتباه لجزئية أنها أداة قتل .. لأن هذا سينفعنا فيما بعد في فهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا غول) .. فانتبه .. لأن سبب كل ما ذكرته لك في هذا الفصل والفصل السابق عن مفهوم الغيلان .. حتى نتبين فيم بعد مفهوم كلام النبي من قوله (لا غول) ما المقصود منه .. فضلا عن الاستمتاع قليلا برواية بعض الأساطير والحكايات وكلام الناس حول هذه الأساطير لتكون على علم بها .. وتعلم منها الصواب من الخطأ أيضا .
  

*************************

 

..:: س8: هل السعالي الغيلان تزوجن من الإنس وأنجبن منهم آدميين ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- لا يمكن أن أترك الكلام عن السعالي الغيلان .. دون أن أذكر لكم أن بعض قصص العرب التي جاء فيها أن البعض قد تزوج من السعالي الغيلان وأنجب منهن آدميين .. !! وعاشوا معهن حياة كريمة حتى رحلت السعلاة عن عالمهم إلى حيث لا نعلم ..!!
 
#- وإليك شيئا من هذه القصص حتى تعلم إلى أي مدى تعمقت الأسطورة فيهم:
1- قال عمرو بن بحر الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ) تحت عنوان: [أولاد السعلاة]:
- وللنّاس في هذا الضّرب ضروب من الدعوى، وعلماء السوء يظهرون تجويزها وتحقيقها .. كالذي يدّعون من أولاد السّعالي من الناس .. كما ذكروا عن (عمرو بن يربوع) ، وكما يروي أبو زيد النحويّ عن السّعلاة التي أقامت في بني تميم حتى ولدت فيهم .. فلمّا رأت برقا يلمع من شقّ بلاد السّعالي، حنّت وطارت إليهم..
- ولم أعب الرواية .. وإنّما عبت الإيمان بها، والتوكيد لمعانيها..!! (الحيوان للجاحظ ج1 ص121- 122 مختصرا في كلامه).
 
#- ويحكي قصة "عمرو بن يربوع" العالم النحوي رضى الدين الإستراباذي رحمه الله (المتوفى:686 هـ):
- اشتهر في العرب أن عمرو بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم .. تزوج سعلاة .. فأقامت دهرا في بنى تميم وأولدها عمرو أولادا .. وكان عمرو إذا رأى برقا أسبل عليها الستور .. فغفل عنها يوما وقد لاح برق من ناحية بلاد السعالى .. فحنت إلى أهلها فقعدت على بكر من الإبل .. وذهبت فكان ذاك آخر عهده بها .. واشتهر أولادها من عمرو .. ببنى السعلاة. (شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٤٧١) ..
 
2- قصص أخرى مشهورة عند عرب الجاهلية بزواج سعلاة الجن من الإنس والإنجاب منهم .. فمن ذلك:
#- الدكتور جواد علي (المتوفى: (1408هـ):
- نسبت بعض الأسر والقبائل .. مثل "بني مالك"، و"بني شيصبان"، و"بني يربوع بن حنظلة" وعرفوا ببني السعلاة إلى الجن ..
- ونسب بعض الإخباريين نسب بلقيس وذي القرنين إلى الجن ..
- وذُكر أيضًا أن زوج "عمرو بن يربوع التميمي" كانت سعلاة .. أقامت مع زوجها في "بني تميم": فلما رأت برقا يلمع من شق بلاد السعالي .. حنت وطارت إليهم. (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج12 ص291).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- ما تم ذكره في كتاب المفصل إنما هو منقول من الكتب التاريخية والإخبارية القصصية وليس لأن هذه حقيقة بل مجرد قيل وقال .. أما عن نسب بلقيس وذي القرنين بأنهما من الجن فهذا من الباطل ولا دليل عليه .. وكل الروايات التي قيلت في بلقيس ملكة سبأ لم يصح منها شيئا .. ويمكنك الرجوع إلى تحقيق هذه الروايات في (رسالة الزواج والجماع والإنجاب بين الإنس والجن حقيقة أم خرافة).
 
#- خلاصة القول فيما سبق:
1- أن زواج سعلاة الجن من الإنس إنما هو توهم وخيال ولا دليل عليه إلا عند المستمتعين بالجن .. والإنجاب منهن ووجود أبناء من الإنس من رحم جنيات إنما هو كلام إنسان سفه نفسه أو بليد العقل دون أدنى شك ..
 
2- ولو كان ذلك حقا لكان أوضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. خاصة وأن بني يربوع بن حنظلة التميمي ينسب إليها جماعة من الصحابة وكذلك بني مالك .. فعلى هذا المبدأ فيكون هؤلاء الصحابة ينحدرون من نسل الغيلان السعالي .. وهذا شيء سخيف لا يقول به إلا من سفه نفسه فعلا ..!!  
 
- بل لما جاء الإسلام .. لم نسمع مثل هذه الخرافات في العرب ولم يتم تسطيرها في الكتب .. وإنما كل ما كان يتم كتابته إنما عما كان يقال في العرب قبل الإسلام .. فانتبه وكن يقظ وافهم.
 

********************************

 

..:: س9: ما هي أشهر القصص المتداولة في كتب أهل العلم عن فعل غول السعلاة بأكل الناس ؟ ::..

(قصة السعلاة التي شقت بطن رجل وأكلت كبده أمام أخيه)

(قصة الدَّباغ مع المرأة الجنِّيَّة ذات الثياب المعصفرة والقناديل المنورة)

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أذكر لكم قصتين .. الأولى قصة مشهورة ولكن غير متداولة .. الثانية وهي قصة مشهورة ولكن متداولة في كتب بعض أهل العلم ..

1- قصة الدَّباغ مع المرأة الجنِّيَّة ذات الثياب المعصفرة والقناديل المنورة .. وكرامة سورة يس.
- (قصة مكذوبة أو مختلقة) .. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الدَّبَّاغُ، عَنْ أَبِيهِ: (أَنَّهُ سَلَكَ طَرِيقًا فِيهِ غُولٌ وَقَدْ كَانَ نُهِيَ أَنْ يَسْلُكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ قَالَ: " فَسَلَكْتُهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ عَلَى سَرِيرٍ وَقَنَادِيلَ وَهِيَ تَدْعُونِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَخَذْتُ فِي قِرَاءَةِ يس فَطُفِئَتْ قَنَادِيلُهَا وَهِيَ تَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا صَنَعْتَ بِي؟ فَسَلِمْتُ مِنْهَا، قَالَ الْمُقْرِئُ: «فَلَا يُصِيبُكُمْ شَيْءٌ مِنْ خَوْفٍ أَوْ مُطَالَبَةٍ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ عَدُوٍّ إِلَّا قَرَأْتُمْ يس فَإِنَّهُ يُدْفَعُ عَنْكُمْ بِهَا) رواه أبو الشيخ في العظمة.

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- والرواية السابقة مختلقة .. ليه ؟
أ- في السند (أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى) .. مجهول .. ولم أجده في مشايخ أبو الشيخ غير في هذا الحديث بهذا الاسم .. !! ولا أظنه هو (خلف بن الفضل بن يحيى – أبو سعيد البلخي) .. إذ لو كان الحافظ الثقة المكثر من رواية الحديث .. لكان ظهر في كتب أبو الشيخ الأصبهاني .. فضلا عن أنه ليس في مشايخه شخص اسمه (محمد بن سهل المقريء) ..!!، وكذلك لا أظنه (سفيان بن يحيى بن منده – أبو سعيد) فهذا مجهول الحال فضلا عن أنه ليس في مشايخه شخص باسم (محمد بن سهل) .. !!
ب- في السند (مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِئُ) .. مجهول .. وهذا غير (محمد بن سهل الفسوي المقريء) فهذا إمام ثقة.
ج- في السند (أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الدَّبَّاغُ) وكذلك (أبيه) .. كلاهما مجهولان ولا وجود لهما في كتب أهل العلم.
- فمن تبقى في القصة لنعرفه إذا كان السند مجاهيل ؟!!
- ألا يدل ذلك على بطلانها وكذبها ؟!!
 

2- قصة السعلاة التي شقت بطن رجل وأكلت كبده أمام أخيه ..

- قصة من أشهر القصص المتداولة في كتب أهل العلم عن فعل غول السعلاة بأكل الناس - هي قصة السعلاة التي شقت بطن رجل وأكلت كبده أمام أخيه ..!! وإليك بيانها .. إذ أنها القصة الأشهر لأن من يرويها هو عالم وفقيه له مكانته العلمية ويعتبر من تابعي التابعين .. ويوجد مثلها متداول ولكن اكتفيت بنموذج حتى تنتبه لما يتم كتابته في بعض كتب أهل العلم وتكون بصيرا ..

 
- (قصة يرويها أحد تابعي التابعين - سند ضعيف ومتن منكر جدا) .. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: (قَدِمَ رَجُلانِ مِنْ أَشْجَعَ إِلَى عَرُوسٍ لَهُمَا، حَتَّى إِذَا كَانَا مِنْ نَاحِيَةِ كَذَا بِمَوْضِعٍ ذكره .. إذا امرأة قَالَتْ: مَا تُرِيدَانِ؟ قَالا: عَرُوسًا لَنَا نُجَهِّزُهَا، قَالَتْ: إِنَّ لِي بِأَمْرِهَا كُلِّهِ عِلْمًا .. فَإِذَا فَرَغْتُمَا فَمُرَّا عَلَيَّ.
- فَلَمَّا فَرَغَا مَرَّا عَلَيْهَا.
قالت: فإني متبعتكما فحملاها على أحد بعيرهما، وَجَعَلا يَتَعَاقَبَانِ الآخَرَ حَتَّى أَتَوْا كَثِيبًا مِنَ الرَّمْلِ.
فَقَالَتْ: إِنَّ لِي حَاجَةً فَأَنَاخَا بِهَا فَانْتَظَرَاهَا سَاعَةً فَأَبْطَأَتْ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا فِي أَثَرِهَا فَأَبْطَأَ.
قَالَ: فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا أَنَا بِهَا عَلَى بَطْنِهِ تَأْكُلُ كَبِدَهُ.
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَجَعْتُ فَرَكِبْتُ وَأَخَذْتُ طَرِيقًا وَأَسْرَعْتُ فَاعَتَرَضَتْ لِي.
فَقَالَتْ: لَقَدْ أَسْرَعْتَ.
قُلْتُ: رَأَيْتُكَ أَبْطَأْتِ فَارْكَبِي فرأتني أزفر.
فقالت: مالك؟ قُلْتُ: إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا سُلْطَانًا ظَالِمًا جَائِرًا.
قَالَتْ: أَفَلا أُخْبِرُكَ بِدُعَاءٍ إِنْ دَعَوْتَ بِهِ عَلَيْهِ أَهْلَكْتَهُ وَأَخَذَ لَكَ حَقَّكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: قُلِ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرْضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا أَذْرَتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، تَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ حَقَّهُ، فَخُذْ لِي حَقِّي مِنْ فُلانٍ فَإِنَّهُ ظَلَمَنِي.
قُلْتُ: فَرَدِّدِيهَا عَلَيَّ فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى إِذَا أَحْصَاهَا دَعَا بِهَا عَلَيْهَا.
قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظَلَمَتْنِي، وَأَكَلَتْ أَخِي.
قَالَ: فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السماء في سوأتها فَشَقَّتْهَا اثْنَتَيْنِ، فَوَقَعَتْ شِقَّةٌ هَهُنَا وَشِقَّةٌ هَهُنَا.
قَالَ: وَهِيَ السَّعلي تَأْكُلُ النَّاسَ .. وَأَمَّا الْغُولُ فمن الجن تبطل (أي تسحر) وتلعب بالناس .. وتضرط لا تزيد على ذلك) رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان .. ورواه أبو الشيخ في العظمة وكلاهما عن عبد الرحمن بن زيد .. وعنهما ذكره الشبلي في آكام المرجان.
 
#- وجاء في ختام رواية أبو الشيخ الأصبهاني: (وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظَلَمَتْنِي وَأَكَلَتْ أَخِي .. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَوْأَتِهَا فَشَقَّتْهَا اثْنَتَيْنِ فَوَقَعَتْ شِقَّةٌ مِنْ هَاهُنَا وَشِقَّةٌ هَاهُنَا .. هِيَ السَّعَلَا مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ يَأَكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ) ..
 
#- أولا: من حيث السند ..
1- فيه (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ) .. ضعيف الحديث .
2- فيه (جهالة الرجلين أصحاب القصة) ..!!
3- فيه (جهالة الذي حكى هذه القصة لعبد الرحمن بن زيد) ؟!!
 
#- ثانيا: من حيث المتن ..
1- منذ متى والشيطان يعلم المظلوم دعاء لينتصر به من الظالم ؟!! ثم كيف تعلمه السعلاة دعاء مثل ذلك وهي تعلم أنه ممكن أن يستخدمه ضدها وقد أكلت كبد أخيه أو صاحبه ؟!!
 
2- ثم كيف يعقل أن تتركه الجنية السعلاة يدعو عليها وهي صامته لا تفعل شيئا .. في حين هي تردد الدعاء وهو كان يردد ورائها ؟!!
 
3- أما عن مسألة الجنية السعلاة .. فهي عند العرب جنية ساحرة الجن ومن جنس الغيلان تظهر في صورة حسناء تضلل المسافرين في الصحراء وتقتلهم وتأكلهم .. وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخرافة وقال: (لا غول) صحيح مسلم.
 
#- أخي الحبيب:
- كان هذا الفصل هو خلاصة ما كتبه الناس حول السعلاة .. ولكن هناك سعلاة من نوع خاص جدا تم وصفها بأم الصبيان وأنها تسحر للأطفال وتمرضهم وتسبب لهم حالات صرع وسخونة شديدة .. ويطلق على إصابة أم الصبيان التي تصيب الأطفال أسماء عديدة .. مثل أن يقال أصاب الطفل: ريح من الجن أو مس أرضي أو تابعة من الجن ..
 
- لكن ما علاقة أم الصبيان بالسعلاة ؟ ولماذا تسحر للأطفال وتؤذيهم ؟!! ولماذا تم وصفها بأمنا الغولة ..؟!! وما هو أصل حكايتها ؟!! وهل كانت هناك مطاردة لها من الملائكة ؟ وهل كانت عاهرة الشيطان وخليلته ؟ وما علاقة آدم وذريته بالموضوع أصلا ؟!!
 
- تعال معى نشوف كده الموضوع الغريب ده علشان نعرف أصل الحكاية .. وسبب التعريف بهذا الموضوع هو لمعرفة أم الصبيان التي جعلوا منها سعلاة تسحر للأطفال بالمرض وكيف دخلت في دين المسلمين بالكذب على النبي .. وبالطبع سنتعرف على الحديث المكذوب الذي قيل عن النبي وكيف تم نسبته وتلفيقه لمولانا الحسين حفيد النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .