ج9: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - الغيلان سحرة الجن أو السعالي سحرة الجن هي خرافة ولم يصح ثبوتها في الحديث النبوي.

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل التاسع)

#- فهرس:

:: الفصل التاسع :: عن التوهم بأن الغيلان سحرة الجن والسعالي قد أتى ذكرها في الحديث النبوي الصحيح ::

1-  س19: هل جاء في الحديث النبوي الصحيح خبر عن أن السعالي هم سحرة الجن ؟

2- س20: هل جاء في الحديث النبوي الصحيح خبر عن وجود الغيلان سحرة الجن ؟

#- أولا: الأحاديث التي جاء فيها لفظ الغيلان وأنهم سحرة الجن.

#- ثانيا: الأحاديث التي جاء فيها لفظ الغيلان فقط دون تحديد ماذا يفعلون.

************************

:: الفصل التاسع ::

:: عن التوهم بأن الغيلان سحرة الجن والسعالي قد أتى ذكرها في الحديث النبوي الصحيح ::

**********************

 ..:: س19: هل جاء في الحديث النبوي الصحيح خبر عن أن السعالي هم سحرة الجن ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كنا تكلمنا سابقا على مسألة الغيلان والسعالي من الناحية اللغوية والتاريخية .. وتطرقنا ما يتبع هذه المسألة من خرافات مثل خرافة أم الصبيان والتابعة من الجن وغير ذلك ..

 

- ثم بعد ذلك في الفصل الثامن وهو السابق .. تكلمنا من الناحية الشرعية القرآنية عمن زعم أن الغيلان سحرة الجن موجودة في القرآن .. وناقشنا ما قالوه وأظهرنا تزوير البعض في نقل المعلومات الدينية ..

 

- ولكن تبقى لنا أن نناقش هذه الخرافة من الناحية الشرعية للأحاديث النبوية .. لأن الأحاديث النبوية هي الأكثر استغلالا للترويج لأي مفسدة يريد أن ينشرها بعض الرقاة والمعالجين مستغلين جهل عوام الناس بحقيقة هذه الأحاديث .. بل قد يكونوا هم أيضا جهلاء بحكمها .. والغرض من شرحي لكل شيء أخي الحبيب هو حتى تعلم الحق من الباطل وتعرف أن ما يتم نشره لك على الإنترنت من بعض من لا يتقي الله في المؤمنين من بعض جماعة الرقاة الذين ينشرون حَمْلة تأكيد وجود الشيطان الساحر الذي يسحر المؤمنين .. إنما هو محض تضليل وكذب في المعلومات الدينية .. فتنتبه .

 

#- ونبدأ بمناقشة الدليل الشرعي في الأحاديث النبوية والذي قيل عنه أنه يثبت أن السعالي ساحرة الجن .. وننتقل بعده لمناقشة الدليل الشرعي عن الغيلان التي قيل عنها أنهم سحرة الجن وزعموا تأكيدا أن النبي قال بذلك .. دون الرجوع لكلام العلماء .. واكتفوا بجهلهم وما يرغبون بنشره في نفوس المؤمنين لتخويفهم من الشيطان ..!!

 

- نعود فنقول:

- لفظ السعالي لم يأت ذكره في الأحاديث النبوية الصحيحة .. وإنما جاء في رواية ضعيفة .. ويقال أن العرب كانت تصف السعالي بأنها إناث الغيلان .. وسبق وذكرنا الآراء في ذلك .. ولكن ما هي هذه الرواية الوحيدة التي تكلمت عن السعالي ؟!!

 

#- قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله (المتوفى: 388 هـ):

- وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا صَفَرَ وَلا غُولَ وَلَكِنَّ السَّعَالِي) .. أخبرناه محمد بن المكي نا الصائغ نا سعيد بن منصور نا سفيان عن عمرو عن الحسن بن محمد .. رفعه. (أي جعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم).

 

#- ثم قال الإمام الخطابي بعد أن ذكر الحديث السابق:

- السعالي .. سحرة الجن .. جمع سعلاة. والمعنى أن الغول لا تستطيع أن تغول أحدا أو تضله ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل.

- ومثله حديث عمر بن الخطاب حين قال: (إِنَّ أَحَدًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَغَيَّرَ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ وَلَكِنْ لَهُمْ سَحَرَةٌ كَسَحَرَتِكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأْذَنُوا بِالصَّلاةِ).

- وقد تُشبَّهُ المرأة المنكرة الخَلْق بالسِّعْلاة .. قَالَ الشَاعر:

لقَد رأيْتُ عجبًا مُذ أَمْسَا ... عجَائِزًا مِثْلَ السَّعَالِي خَمْسَا

- وقال الأعْشى:

وشُيوخٍ صَرْعَى بشطّي أريكٍ ... ونِساءٍ كأنَّهُنَّ السعالى.. (غريب الحديث للخطابي ج1 ص463).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض كلام الإمام الخطابي:

1- الحديث الذي ذكره الإمام الخطابي .. هو حديث ضعيف ..وسبب عدم صحته أنه حديث مرسل فيه انقطاع في السند بين التابعي الثقة (الحسن بن محمد بن على بن ابي طالب) وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ لم يخبرنا الإمام الحسن عمن أخذ هذه الحديث الذي رفعه ليكون من قول النبي .. وقد يزعم البعض أنه أخذه من أبيه الإمام علي بن أبي طالب .. ولكن هذا زعم لا دليل عليه .. والظن لا يغني من الحق شيئا ولا يصحح الحديث .. !!

 

2- معنى  قوله (لهم تلبيس وتخييل): أي قدرة على الوهم وخلط الأمور وتزيينها بقلب الحقائق في عين الرآئي .. وليس قلب الحقائق فعلا فيجعل مثلا من الكرسي حمارا .. لا .. وإنما يُخيل إليك ذلك .. فالتلبيس هنا بمعنى التضليل العيني .. فيخلط الحق بالباطل .. وكذلك هو معنى التخييل.

 

3- الحديث الذي ذكره الإمام الخطابي .. هو الحديث الوحيد الذي جاء فيه ذكر لفظ (السعالي) .. وهذا الحديث متداول في كتب أهل العلم بكثرة عند الحديث على الغيلان .

 

4- هذا الحديث لم يظهر له سند إلا في زمن الإمام الخطابي .. ولم يكن (حسب ما بحثت) متداول في كتب أهل العلم قبل تاريخ ظهور الإمام الخطابي وكتابة "غريب الحديث" الذي ذكر فيه هذه الرواية ..!!  

- وإنما ظهر وانتشر في كتب العلماء أواخر القرن الرابع الهجري أو بعد القرن الرابع الهجري .. أي بعد انتشار كتاب غريب الحديث للخطابي ..!!

 

5- واعلم أخي الحبيب .. أن كلام الإمام الخطابي نقله من بعده العلماء منه بالحرف .. أي ينسخون كلامه كما هو وإن كانوا لا ينسبونه إليه .. والغريب أنه هو راوي الحديث بسنده الخاص الذي انفرد به ..!!

- فمثلا من نقل عنه .. تجد الإمام الجزري بن الأثير رحمه الله (المتوفى: 606هـ) في مادة (سَعَل) يقول: فِيهِ (لَا صَفَر وَلَا غُول وَلَكِنَّ السَّعَالِي) هي جمع سِعْلَاةٍ .. وهم سحرة الجن أي أن الغول لا تقدر أن تغول احد أو تضله، ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل. (النهاية في غريب الحديث ج2 ص369).

 

- في حين أن جملة (لا غول) هي من صحيح الحديث النبوي .. ولكن جملة (لكن السعالي) لم تصح في الحديث النبوي .. والله أعلم .

 

6- ملحوظة: يوجد خطأ مطبعي في سند الحديث الذي رواه الإمام الخطابي إذ جاء فيه .. (أخبرناه محمد بن المكي نا الصائغ) وهذا خطأ .. والصواب هو (أخبرناه محمد بن المكي الصائغ) .. فهو اسم لراوي واحد وليس لراويين .. فلزم التنوية ..، و (عمرو) هو (عمرو بن دينار) ..، و(سفيان) هو (سفيان الثوري) أو (سفيان بن عيينه) وكلاهما ثقات .. والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

- أن لفظ السعالي لم يأت ذكره في الأحاديث النبوية الصحيحة أبدا .. ومن ظن أن جملة (لا غول ولكن السعالي) أنها حديث نبوي صحيح .. فقد أخطأ ولم ينتبه .. والله أعلم .

 

- وبهذا يكون ختام الكلام .. على خرافة وجود غول السعالى المذكورة في بعض الكتب الدينية والذي انتشر بسبب الحديث الضعيف الذي لم يصح ولا يوجد غيره ولم يظهر للمسلمين إلا في القرن الرابع الهجري ..!!

 

- وأيضا ينتهى معها خرافة ساحرة الجن وأم الصبيان والتابعة من الجن والقرينة التي لا نظير لها في الوجود .. لأنه لا وجود لها أصلا ..!!

 

#- ولكن يتبقى لنا الآن معرفة النصوص الشرعية التي أتى ذكرها عن الغيلان .. والتي يزعم البعض منها أن الغول موجود ويسحر ..!!

 

***********************

 ..:: س20: هل جاء في الحديث النبوي الصحيح خبر عن وجود الغيلان سحرة الجن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كنا قد تحدثنا في الفصل السابق عن بعض الآيات القرآنية التي توهم البعض عن كونها تكلمت عن الغيلان سحرة الجن ..، وهنا إن شاء الله نبحث عن الغيلان سحرة الجن وهل جاء ذكرها في الحديث النبوي الصحيح .. أم لم يأت ذكرها .. والله ولي التوفيق.

 

#- أولا: الأحاديث التي جاء فيها لفظ الغيلان سحرة الجن ..

1- (حديث ضعيف منقطع السند) .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الغيلان؟ قال: هم سحرة الجن) رواه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند: يوجد انقطاع بين عبد الله بن عبيد بن عمير وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. فرواه عبد الله بن عبيد مرسلا .

 

- ملحوظة: في بعض الكتب مثل كتاب النوافح العطرة حديث برقم 1160 .. جاء فيه أن الراوي هو عبد الله بن عمر .. وهذا خطأ كتابي .. والصحيح هو عبد الله بن عبيد بن عمير .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة أخرى: الحديث السابق يتم اختصاره في كتب أهل العلم فيكتب هكذا أنه روي عن النبي قال: (الْغِيلاَنُ سَحَرَةُ الجِنِّ) ولكن الصواب هو أن الرواية قالت أنه تم سؤال النبي عن ذلك فأجاب أنهم سحرة الجن ..

 

2- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عن عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِرَاسَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغِيلَانِ، فَقَالَ: سَحَرَةُ الْجِنِّ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة..، (قلت خالد صاحب الرسالة): السند فيه (عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني العكبري) وفيه (أبيه) وكلاهما مجهولان .. وفيه (إبراهيم بن هراسة) وهو ضعيف متروك الحديث والبعض كذبه .

 

#- ملحوظة: تم تحريف كتابة اسم (إبراهيم بن هراسة) في كتاب (آكام المرجان) و كتاب (لقط المرجان) .. ويتم كتابة اسمه (هراثه) بالثاء بدلا من (هراسة) بالسين .. فلزم التنبيه .. 

 

#- والخلاصة أنه لا يوجد حديث صحيح قال أنه يوجد الغيلان سحرة الجن ..

 

#- ثانيا: الأحاديث التي جاء فيها لفظ الغيلان فقط دون تحديد ماذا يفعلون ..

1- في (حديث ضعيف منقطع السند) .. عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا سِرْتُمْ فِي الْخِصْبِ (أي أماكن العشب والرعي)، فَأَمْكِنُوا (أي مكنوا) الرِّكَابَ (أي الأبل) أَسْنَانَهَا (أي مما تتناوله بأسنانها من أكل المرعى) ، وَلَا تُجَاوِزُوا الْمَنَازِلَ (أي لا تتخطوا أماكن الإستراحة التى ينزلها المسافر لأجل راحته وعلف دابته) ، وَإِذَا سِرْتُمْ فِي الْجَدْبِ (في وقت لا عشب ينمو فيه ولا ينزل مطر كوقت الصيف مثلا)، فَاسْتَجِدُّوا (أي فاجتهدوا في السير بسرعة) ، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّلْجِ (أي السير أول الليل)، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ (أي تقصر المسافات)، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ (ظهرت بصوت أو تلونت بشكل) لَكُمُ الْغِيلَانُ (يقال أنهم سحرة الجن يضلون من خلال الأصوات أو الظهور بأشكال مختلفة أمام العين) ، فَبَادَرُوا (أي فأسرعوا) بِالْأَذَانِ، وَإِيَّاكُمْ (أي واحذورا بشدة) وَالصَّلَاةَ عَلَى جَوَادِّ (أي جانب) الطَّرِيقِ، وَالنُّزُولَ عَلَيْهَا (أي الإستراحة على جانب الطريق)، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ (أي مخابيء الحيات)، وَالسِّبَاعِ (أي ممر السباع)، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ (أي إياكم التبول والتبرز على جانب الطريق)، فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ (أي فإنها سبب لملاعنة الناس لكم لأنها محل انتفاع لهم بالسير عليها وأنتم تؤذونهم بذلك فيلعنوكم)) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من جابر بن عبد الله.

 

@- يعني الحديث منقطع السند وطالما منقطع السند فهو حديث ضعيف .. وسبق الكلام على هذه الرواية في الفصل الثاني تحت عنوان (س3: هل يوجد دليل شرعي على وجود سحرة في عالم الجن ؟) ..

 

#- وفي (حديث ضعيف) .. بلفظ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا كُنْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَمْكِنُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا، وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ، وَإِذَا كُنْتُمْ فِي الْجَدْبِ (أي في صحراء) فَاسْتَنْجُوا (أي اطلبوا النجاة بسرعة السير)، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلُجَّةِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، فَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ فَبَادِرُوا بِالْأَذَانِ، وَلَا تُصَلُّوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَلَا تَنْزِلُوا عَلَيْهَا فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَلَا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَوَائِجَ فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ (أي سبب ليلعنك الناس بسبب فعلك هذا)) رواه أبو يعلى .. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح .. (قلت خالد صاحب الرسالة): فعلا رجال السند هم رجال الصحيح كما ذكر الهيثمي .. ولكن يوجد علة ليست في رجال السند وإنما في اتصال السند .. لأن علة الحديث هي انقطاع السند بين الحسن البصري والصحابي جابر بن عبد الله .

 

2- وفي (حديث ضعيف منقطع السند) .. عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَغَوَّلَتِ (أي تفعلت لنا بأصوات أو صور متخيلة) لَنَا الْغُولُ .. أَوْ إِذَا رَأَيْنَا الْغُولَ .. نُنَادِي بِالأَذَانِ) رواه البزار وقال: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئا ..، وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب.

 

#- وفي (حديث ضعيف) .. بلفظ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ فَأَذِّنُوا) رواه عبد الرزاق .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند فيه انقطاع بين بن جريج وبين سعد .

 

3- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عن عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا تَغَوَّلَتِ لَكُمْ الْغُولُ فَنَادُوا بِالْأَذَانِ .. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ أَدْبَرَ، وَلَهُ حُصَاصٌ) رواه الطبراني في الأوسط والدعاء .. قال الهيثمي: فيه (عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ) وهو متروك.. وذكره الألباني في ضعيف الجامع .

 

- معنى (حُصاص): أي له سرعة في جريه .. أو بمعنى له ظراط ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): انتبه حتى لا تختلط عليك الأحاديث:

- فيوجد حديث صحيح قريب من لفظ الرواية السابقة ولم يرد فيه جزئية الغيلان .. فعن أَبِى هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدَبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ حُصَاصٌ) صحيح مسلم.

 

4- (حديث موضوع أي مكذوب) .. عَنْ عُمَر بْنِ صُبْحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ نَافِعٍ، عنِ عبد الله ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ (يقصد التعب والإرهاق والألم) وَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ إِلا سُرْعَةُ السَّيْرِ .. فَإِذَا سَافَرْتُمْ فَأَسْرِعُوا السَّيْرَ .. وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلَجَةِ (السفر في الليل) .. فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ فَإِذَا عَرَّسْتُمْ (توقفتم للإستراحة) فَلا تُعَرِّسُوا عَلَى الطَّرِيقِ .. فَإِنَّهَا مَمَرُّ (أي معبر أو ممشى) الْجِنِّ .. وَمُنْتَابُ (أي مقصد) السِّبَاعِ .. وَمَأْوَى (أي مبيت) الْحَيَّاتِ .. فَإِذَا تَغَوَّلَتْ (أي تلونت بأشكال مخيفة أو أسمعت أصوات مخيفة) لَكُمُ الْغِيلانُ فَبَادِرُوا بِالأَذَانِ، وَإذا ضَلَلْتُمُ الطَّرِيقَ فَخُذُوا يَمِينَهُ، وَإذا أَعْيَى (أي شعر بالتعب) أَحَدُكُمْ فَلْيُخِبَّ (أي فليسرع)) رواه بن عدي في الكامل في الضعفاء .. وقال بن عدي أن (عمر بن صبح) منكر الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ لا متنا ولا سندا..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفيه (عمر بن صبح) اتهمه بن حبان والأزدي واسحاق بن راهويه بالكذب .

 

#- والخلاصة أن كل الأحاديث السابقة لم يأت فيها أن الغيلان تسحر الإنسان .. بل أقصى ما ظهر منها هو حضور للغيلان يسبب له حالة مثل الهلوسة للإنسان سواء هلوسة سمعية أو بصرية .. ولكن أيضا لم يصح شيء من هذه الأحاديث حتى نحكم بوجود هذا الكائن .

 

- وإنما الذي صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قوله : (لا غول) صحيح مسلم.

 

- إلا أنه يوجد بعض القصص التي جاءت في بعض الأحاديث وجاء فيها لفظ الغول .. وهي من الأحاديث التي استدل بها البعض على وجود سحرة الجن لأن لفظ الغول أتى فيها ..!!

- وهذا ما نناقشة بالتفصيل لكل رواية في الفصل القادم إن شاء الله تعالى ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .