بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان
من السعالي والغول وأم الصبيان
و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟
#- فهرس:
:: الفصل السابع عشر :: عن
تفسيرات العلماء لحديث العقد الشيطانية عند نوم المسلم بالليل ::
1- س40: ماذا قال العلماء في تفسير حديث العقد الشيطانية عند نوم المسلم بالليل والذي جاء فيه (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ) ؟
************************
:: الفصل السابع عشر ::
:: عن
تفسيرات العلماء لحديث العقد الشيطانية عند نوم المسلم بالليل ::
**********************
..:: س40: ماذا قال العلماء في تفسير حديث
العقد الشيطانية عند نوم المسلم بالليل والذي جاء فيه (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أذكرك أخي الحبيب أننا
نبحث في تفسير العقد الشيطانية والذي جاء في عدة أحاديث .. والذي منها:
أ- الحديث المروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَعْقِدُ (أي يشد ويربط أو يعزِّم) الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ (أي مؤخرة) رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو
نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ ..
يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ .. عَلَيْكَ
لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ .. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ
انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ صَلَّى
انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ
خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري.
ب- وكذلك الحديث المروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَلَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِاللَّيْلِ
.. حبل فِيهِ ثَلَاثُ
عُقَدٍ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا
قَامَ فَتَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ
انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ
أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، أَصْبَحَ كَسِلًا خَبِيثَ النَّفْسِ لَمْ
يُصِبْ خَيْرًا) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح ..،
وذكره الألباني في صحيح بن ماجه بأنه صحيح.
ج- وأتى بلفظ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا
مَسْلَمَةٍ: ذَكَرٍ وَلَا أُنْثَى يَنَامُ بِاللَّيْلِ إِلَّا عَلَى رَأْسِهِ جَرِيرٌ مَعْقُودٌ
.....) رواه أبو يعلى .. وقال محققه حسين
سليم: رجاله رجال الصحيح ..
#- من شروح وتفسيرات العلماء ..
1- قال
الإمام الطحاوي رحمه الله (المتوفى: 321 هـ):
- عقد الشيطان عند رأس من نام ثلاث عقد .. لا يريد بذلك ثلاث عقد من العقد
التي يعقد بها بنو آدم .. ولكن مثلا لها واستعارة لمعناها .. لأن العقد التي
يعقدها بنو آدم تمنع من يعقدونه بها من التصرف لما يحاول التصرف فيه .. فكان مثله
ما يكون من الشيطان للنائم الذي لا يقوم من نومه إلى ما ينبغي أن يقوم إليه النوام
من ذكر الله عز وجل، ومن الصلاة له. (راجع كلام الطحاوي في مشكل الأثار عند الحديث 4023).
2-
قال الإمام ابن
بطال رحمه الله (المتوفى: 449هـ):
-
قال المهلب: قد فسر النبى (صلى الله عليه وسلم) معنى العقد .. وهو
قوله: (عليك ليل طويل فارقد) .. كأنه يقولها إذا أراد النائم
الاستيقاظ إلى حزبه فيعتقد فى نفسه أنه بقيت من الليل بقية طويلة حتى يروم بذلك إتلاف ساعات
ليله وتفويت حزبه.
-
فإذا ذكر الله انحلت عقدة .. أى علم أنه قد مر من الليل طويل
وأنه لم يبق منه طويل .. فإذا قام وتوضأ استبان له ذلك أيضًا وانحل ما
كان عقد فى نفسه من الغرور والاستدراج .. فإذا صلى واستقبل القبلة انحلت العقدة الثالثة، لأنه لم
يصغ إلى قوله، ويئس الشيطان منه.
-
والقافية: هى مؤخرة الرأس، وفيه العقل والفهم، فعقده
فيه إثباته فى فهمه أنه بقى عليه ليل طويل.
-
(فيصبح نشيطًا طيب النفس) ، لأنه مسرور بما قدم، مستبشر
بما وعده الله من الثواب والغفران.
-
وإذا لم يصل (أصبح خبيث النفس) ، أى مهمومًا بجواز كيد الشيطان
عليه.
-
و(كسلان) بتثبيط الشيطان له عما كان اعتاده من فعل
الخير. (شرح صحيح
البخارى لابن بطال
ج3 ص135).
#- ملحوظة: الإمام المُهَلَّبُ .. هو الإمام المُهَلَّبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
أَبِي صُفْرَةَ (المتوفى:435 هـ).. أحد الذين شرحوا صحيح البخاري وأكثر من يُنقل
عنهم العلم في شرح البخاري .. وقد أكثر الإمام بن حجر في النقل عنه في فتح الباري
.
3-
قال الإمام بن
عبد البر رحمه الله (المتوفى: 463هـ) عند ذكر حديث العقد الشيطانية:
-
هذا كما قال صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم كيف يعقد الشيطان رأس ابن آدم
.. قيل إنها كعقد السحر من قول الله (النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) وهذا لا يقف على حقيقته أحد ..
-
والقافية: مؤخر الرأس وهو القذال وقافية كل شيء آخره
ومنه قيل لنبينا صلى الله عليه وسلم المقفى لأنه آخر االنبياء ومن هذا أخذت قوافي
الشعر لأنها أواخر الأبيات.
- والمعنى عندي والله أعلم: في هذا الحديث أن الشيطان ينوم
المرء ويزيده ثقلا وكسلا بسعيه وما أعطي من الوسوسة والقدرة على الإغواء والتضليل
وتزيين الباطل والعون عليه إلا عباد الله المخلصين. (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
ج19 ص45).
@- وقال الإمام بن عبد البر في كتاب آخر:
-
أما عقد الشيطان على قافية رأس بن آدم إذا رقد .. فلا يوصل إلى كيفية ذلك ..
-
وأظنه كناية عن حبس الشيطان وتثبيطه للإنسان على قيام الليل وعمل البر ..، وقيل
إنها كعقد السحر من قول الله تعالى (النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) الفلق:4. (الاستذكار ج2 ص375).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على شرح الإمام بن عبد البر السابق:
-
أظن الإمام بن عبد البر يرى أن المقصود من صلاة الليل هي صلاة النافلة .. ولو كان هذا مقصده فعلا .. فهذا رأي فيه
نظر .. ليه ؟
- لأنه كان من الممكن أن يصح كلامه أن مقصد
الحديث بصلاة الليل هي قيام الليل إذا لم يأت في آخر الحديث لفظ (وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)
لأن هذا وصف لا يقال فيمن أطاع ربه وصلى ما
عليه من فروض الصلاة .. وكذلك بنفس المنطق يكن من يصلي ركعتين بالليل دون صلاة
الفرض فيدخل في قوله (فأصبح نشيطًا طيب
النفس) .. وهذا كلام غير معقول حينئذ .. !!
- وسيأتي مزيد من المناقشة لمسألة ماهية صلاة الليل في
الحديث .. وذلك في سؤال منفرد إن شاء الله .
4- وقال الإمام أبو
العباس القرطبي رحمه الله (المتوفى: 656
هـ):
-
(قافية الرأس): مؤخره، وهذا العَقْدُ هو بكلام
الشيطان كعقد السواحر.
-
وحاصله: أنه يغرُّه ويخدعه بطول الليل حتى ينام،
فيحرم قيام الليل. (اختصار
صحيح البخاري وبيان غريبه ج1 حديث رقم600).
@- وقال الإمام أبو العباس القرطبي
في شرح صحيح مسلم:
-
وقوله: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد) .. هذا العقد الذي يعقده الشيطان كأنه من باب عقد السواحر
{النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ}؛ وذلك بأنهن يأخذن خيطًا فيعقدن عليه عقدة منه،
ويتكلَّمن عليه بالسحر، فيتأثر المسحور عند ذلك؛ إما بمرض، أو تخييل، أو تحريك
قلب، أو تحزين، أو غير ذلك، فشبَّه
فعل الشيطان بالنائم بفعل السواحر .. وذلك أن النائم كلما أراد أن يقوم
ليذكر الله أو يصلي غرّه
وخدعه؛ بأن يقول له: عليك ليل طويل فارقد، فيريه أنه لطول ما بقي عليه من
الليل ما يمكنه استيفاء راحته من النوم، وقيامه بعد ذلك لحزبه، فيصغي لذلك ويرقد،
ثم إن استيقظ ثانية فعل به ذلك، وكذلك ثالثة، فلا يستيقظ من الثالثة إلا وقد طلع
الفجر، فيفوته ما كان أراد من القيام.
-
وإنما خص العقد بثلاث: لأن أغلب ما يكون انتباه النائم
في السَّحَر .. فإن اتفق له أن يستيقظ ويرجع للنوم ثلاث مرات .. لم تنقضي النومة
الثالثة في الغالب إلا والفجر قد طلع. والله أعلم. (المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ج2 ص409).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. تعقيبا على شرح القرطبي السابق:
-
سبب تخصيص العقد بالثلاث الذي ذكره الإمام أبو العباس القرطبي .. فيه نظر .. ليه ؟
-
لأن الإنسان غالبا لا يقوم من نومه في الليل إلا نادرا .. وليس بالضرورة يقوم ثلاث مرات فقد يكون أقل
أو أكثر أو لا ينهض أصلا إلا صباحا .. فضلا عن أن العقد مرتبطة بخطوات مجاهدة
المسلم في أداء الصلاة وذلك عند ذكره عند الاستيقظ وعند الوضوء وعند الصلاة .. ولا
علاقة للعقد بعدد مرات يقظة المسلم من نومه .. والله أعلم .
5- قال
الإمام شهاب الدين التوربشتي رحمه الله (المتوفى: 661 هـ):
-
القافية: القفا .. وهو آخر الرأس .. وقفا كل شيء وقافيته آخره ..
ومنه قافية الشعر.
-
ومعنى هذا الحديث: أن الشيطان يحبب إليه النوم ويزين له الدعة
والاستراحة ويسول له كلما انتبه أنه لم يستوف حظه من المنام وأن قد بقى عليه من
الليل زلف .. فيوثقه عن القيام إلى طاعة الله ويبطئه ويعوقه بتلك التسويلات عن النهوض إليه
.
-
وإنما ذكر العقد تصويراً للمعنى المراد منه .. لأن من شان من يوثق أحداً أن
يضرب على وثاقه ثلاث عقد فيكون من الانحلال والانفلات على ثقة.
-
والذي شُد قافية رأسه بثلاث عقد .. لا يكاد يمضي لشأنه إلا بعد
انحلالها وإحدى العقد الثلاث تَفتِيرهُ بما سُول له عن القيام مما ندب إليه
والأخرى: تفتيره عن الوضوء، والثالثة: تفتيره عن الصلاة، ويؤيد هذا التأويل قوله:
(يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد).
-
وفيه (فأصبح نشيطاً طيب النفس) وذلك؛ لأنه تخلص من وثاق الشيطان
وخفف عنه أعباء الغفلة فأذهب عنه بالطهور والمسارعة إلى الطاعة كدر الجبلة ووحشة
الأخبثية ورجس الشيطان، فأصبح نشيطاً طيب النفس وإذا حيل بينه وبين هذه الفضائل
كان الأمر بخلاف ذلك. (الميسر
في شرح مصابيح السنة ج1 ص312).
6- قال القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ):
-
القافية: القفا .. وعقد الشيطان على قافيته: استعارة من تسويل
الشيطان وتحبيب النوم إليه .. وتزيين الاستراحة والدعة له .. وتثبيطه عن القيام ..
وتخييل بقاء الليل إليه كلما انتبه.
-
والتقييد بالثلاث: إما للتأكيد .. أو لأن الذي تنحل به عقدته
ثلاثة أشياء: الذكر والوضوء والصلاة .. فكأن الشيطان منعه عن كل واحد منها بعقدة
عقدها على قافيته .. ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومجال تصرفها .. وهي أطوع
القوى للشيطان وأسرعها إجابة إلى دعوته.
-
وقوله: (فأصبح نشيطا طيب النفس) فذلكة الانحلال ونتيجتها .. أي:
إن فعل هذه الأفعال وأتى بها انحلت عنه العقد .. وتخلصت عن وثاق الغفلة .. فأصبح
بنشاط وأريحية وميل إلى الطاعة .. وإن لم يفعل ذلك بقي عليها أثر تلك العقدة ..
واستمرت الغفلة على قلبه .. وكان كسلان يستثقل العبادة .. فتفوت
عنه .. أو لا يتأتى منه كما ينبغي. (تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة ج1 ص362-363).
- قوله (فذلكة الإنحلال): أي ملخص ومجمل فك العقد وما يترتب عليه ..
7- قال الإمام العراقي رحمه الله (المتوفى: 806هـ):
#-
قوله (ويضرب مكان كل عقدة) ..، لم أر من تعرض للكلام عليه
ويحتمل وجهين.
-
(أحدهما): أن معناه أنه يضرب بيده على مكان
العقد تأكيدا لها وإحكاما أو أن ذلك من تمام سحره وفي فعله ذلك خصوصية وله تأثير
يعلمه هو.
-
(ثانيهما): أن الضرب هنا كناية عن حجاب يصنعه في
ذلك الموضع يمنع وصول الحس إلى ذلك النائم حتى لا يستيقظ ومنه الحديث الآخر «فضرب
على آذانهم» قالوا فيه هو كناية عن النوم ومعناه حجب الصوت والحس أن يلجا آذانهم
فينتبهوا فكأنها قد ضرب عليها حجاب. (طرح التثريب في شرح التقريب ج3 ص84).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. تعقيبا على شرح العراقي السابق:
- يقصد بقوله حديث (فضرب على آذانهم) .. إشارة لهذا
الحديث :
- في (حديث صحيح) عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: «مَنْ
يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ لَا يَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟» فَقَالَ بِلَالٌ:
أَنَا، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ
إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا، فَبَادَرُوا فَتَوَضَّئُوا، وَأَذَّنَ
بِلَالٌ، وَصَلُّوُا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلُّوُا الْفَجْرَ) رواه أبو يعلى واللفظ له ورواه أحمد
وغيرهما .. وقال محقق مسند أبو يعلى: إسناده صحيح ..، وقال محققو مسند أحمد:
إسناده صحيح على شرط مسلم.
- وقوله (يكلؤنا): اي يحرسنا الليلة ويبقى يقظا لينبهنا حتى لا ننام عن
صلاة الفجر ..
- قوله (فضَرب على آذانهم): أي أن الله
أنامهم حتى حجب عن أسماعهم الأنتباه لأي صوت لترتاح أجسامهم.
- وقد سبق
شرح هذه القصة بتوسع كبير في (رسالة البيان في شرح مفهوم بال الشيطان في أذن الإنسان)
- الفصل الثالث - تحت عنوان (س9: هل نوم النبي
عن صلاة الفجر معناه أن الشيطان قد غلبه هو وصحابته حتى ناموا ؟).
8- قال الإمام القسطلاني رحمه الله (المتوفى: 923هـ):
-
وهل هذا العقد حقيقة فيكون من باب عقد السواحر (النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) الفلق:4 ..، وذلك بأن يأخذن خيطًا، فيعقدن
عليه منه عقدة، ويتكلمن عليه بالسحر، فيتأثر المسحور حينئذ بمرض أو تحريك قلب أو
نحوه ؟!!
-
وعلى هذا فالمعقود شيء عند قافية الرأس لا قافية الرأس نفسها.
-
وهل العقد في شعر الرأس أو غيره ؟
-
الأقرب أنه في غيره، لأنه ليس لكل أحد شعر، وفي رواية ابن ماجة على قافية رأس
أحدكم حبل فيه ثلاث عقد، ولأحمد: (إذا نام أحدكم عقد على رأسه بجرير)، وهو بفتح الجيم: الحبل.
-
وقيل: العقد مجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم بفعل الساحر
بالسحور، فلما كان الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده، كان هذا مثله من
الشيطان للنائم.
-
وقيل: معنى يضرب، يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ، ومنه قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا
عَلَى آَذَانِهِمْ) الكهف:11 .. أي: حجبنا الحس
أن يلج في آذانهم، فينتبهوا. فالمراد تثقيله في النوم وإطالته، فكأنه قد شد عليه
شداد، أو عقد عليه ثلاث عقد.
-
والتقييد بالثلاث: إما للتأكيد، وأن الذي ينحل به عقده ثلاثة:
الذكر، والوضوء، والصلاة. (راجع شرح القسطلاني على البخاري ج2 ص321).
9- قال الإمام نور الدين السندي رحمه الله (المتوفى:1138 هـ) :
-
قوله (يعقد الشيطان): كيضرب أي يشد ويربط .. وأريد
بالشيطان إبليس أو بعض جنوده، ولعله بالنظر إلى كل شخص شيطانه.
-
و(قافية الرأس): آخره كالقفا.
-
و(العقد): بضم عين وفتح قاف جمع عقدة،
ولعله أريد بها ما يكون سببًا لثقل في الرأس يثبط النائم عن
القيام ويجلب إليه النوم والكسل.
-
وتخصيص القافية: لأن الثقل فيها يمنع الإنسان من رفع الرأس عن موضعه في
حالة النوم، وهذا ظاهر.
-
وقوله (يضرب مكان كل عقد): يحتمل أن المكان مفعول به، أي
يضرب مكان كل عقدة بيده إحكامًا لها.
-
وقوله (عليك ليل طويل فارقد): حال بتقدير القول أي قائلًا هذا
الكلام بلسان الحال أو المقال.
-
ويجوز أن يكون معنى يضرب إلخ : يثبت ويقرر في مكان كل عقدة هذا الكلام بأن
يجعل كل عقدة وسيلة إلى حصول مضمون هذا الكلام في الأوهام.
-
وقوله (فاستيقظ وذكر الله): أي بأي ذكر كان لكن المأثور
أفضل.
-
وقوله (انحلت عقدة): أي فيذهب عن رأسه ثقل حصل بها.
-
وقوله (وإن صلى): أي ولو ركعتين كما يدل عليه بعض
الروايات.
-
ولعل تخصيص العقد بالثلاث .. ليمنع كل عقدة واحد من الأمور الثلاث.
أعني الذكر والوضوء والصلاة، والله تعالى أعلم. (فتح الودود في شرح سنن أبي
داود ج2 ص62-63).
#- ثانيا: التعريف ببعض كلام العلماء المتأخرين ..
1- قال الشيخ المباركفوري رحمه الله (المتوفى: 1414هـ):
-
(ثلاث عقد) .. والتقييد بالثلاث. إما للتأكيد
أو لأنه يريد أن يقطعه عن ثلاثة أشياء الذكر والوضوء والصلاة .. فكأنه منع من كل
واحدة منها بعقدة عقدها على مؤخر رأسه ..
-
وكان تخصيص القفا بذلك .. ولكونه محل الواهمة ومحل تصرفها،
وهو أطوع القوى للشيطان وأسرع إجابة لدعوته.
-
(على كل عقدة) متعلق بيضرب، وللمستملي: على
مكان عقدة، والكشمهيني: عند يلقي مكان كل عقدة.
-
وقوله: (يضرب) أي بيده على العقدة تأكيداً
وأحكاماً لها قائلاً: (عليك ليل طويل).
-
وقيل: معناه يلقي الشيطان في نفس النائم هذا القول ويسوله
واقعاً ومستولياً على كل عقدة يعقدها من ضرب الشبكة على الطائر ألقاها عليه.
-
وقيل: ومعناه يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ، ومنه قوله
تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) الكهف:11 .. أي
حجبنا الحس أن يلج في آذانهم فينتبهوا . (مرعاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج4 ص210).
#- ثم قال الشيخ المباركفوري رحمه الله:
-
(عليك ليل طويل فارقد): أي يضرب على كل عقدة قائلاً عليك
ليل طويل.
-
ومقصود الشيطان بذلك: تسويفه بالقيام والإلباس عليه.
#-
وقد اختلف في هذا العقد:
-
فقيل هو على الحقيقة .. وأنه كما يعقد الساحر من يسحره،
وأكثر من يفعله النساء تأخذ إحداهن الخيط فتعقد منه عقدة،
وتتكلم عليها بالكلمات السحرية، فيتأثر المسحور عند ذلك، ومنه قوله تعالى. (ومن شر النفاثات في العقد)
الفلق:4 ..، وعلى هذا فالمعقود شيء عند قافية الرأس لا قافية نفسها ..
-
وهل العقد في شعر الرأس أو في غيره؟
-
الأقرب الثاني إذ ليس لكل أحد شعر.
-
وقيل: هو على المجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم من
منعه من الذكر والصلاة بفعل الساحر بالمسحور بجامع المنع من التصرف، فلما كان
الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده كان هذا مثله من الشيطان للنائم الذي لا
يقوم من نومه إلى ما يحب من ذكر الله والصلاة.
-
وقيل: المراد به عقد القلب وتصميمه على الشيء كأنه يوسوس
له، بأنه بقي من الليل قطعة طويلة فيتأخر عن القيام، وانحلال العقد كناية عن علمه
بكذبه فيما وسوس به.
-
وقيل: العقد كناية عن تثبيط الشيطان وتعويقه للنائم من قيام الليل
بالقول المذكور، ومنه عقدت فلانًا عن امرأته أي منعته عنها، أو عن تثقيله عليه
النوم وإطالته، كأنه قد سد عليه سداً وعقد عليه عقداً.
-
قال البيضاوي: عقد الشيطان على قافيته استعارة عن تسويل الشيطان وتحبيبه النوم إليه والدعة
والاستراحة، يعني أن الشيطان يحبب إليه النوم ويزين له الدعة والاستراحة، ويسول
كلما انتبه أنه لم يستوف حظه من النوم، فيوثقه عن القيام إلى العبادة ويبطئه بتلك
التسويلات عن النهوض إليها. (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج4 ص210-211).
2-
قال الدكتور
موسى شاهين لاشين رحمه الله (المتوفى:1430 هـ):
-
يحرص الشيطان على الحيلولة دون أداء العبد لعبادته .. فقد أقسم على إغواء بني آدم (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم
صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا
تجد أكثرهم شاكرين) الأعراف:16-17.
-
إنه يتفنن في تزيين الكسل والخمول لمن يعتزم عبادة اللَّه، يثبط العزائم ويسوف ويستدرج
وبخاصة عند النوم ليجتمع له من إغوائه شهوة النفس وميلها إلى النوم.
-
إذا أراد المسلم أن يصلي الليل قبل أن ينام .. وسوس له وأتاه من زاوية الحق
المراد به باطل، يقول له: قيام الثلث الأخير أفضل فنم ثم قم، ويؤكد له القدرة على
القيام، ويقسم له أن ذلك سيكون، وأنه من السهل اليسير، فإذا نام أثقل أذنيه حتى لا
يسمع صوتًا موقظًا أو منبهًا، وأوثق تغميض عينيه، وعقد على عقله ثلاث عقد، ليغلق
عليه اليقظة والانتباه، فإذا ما أفلت المسلم من هذا الحصار المنيع وتقلب في فراشه، واستحضر في نفسه
الرغبة لأداء عبادته، خدعه شيطانه وقال له: نم مازال الليل طويلاً. ثم قليلاً ثم
قم .
-
فإذا ما استجاب لهذا الإغواء فنام ثم تيقظ، عاوده بالخدعة نفسها شيئًا
فشيئًا ومرة بعد مرة، يعده ويمنيه وما يعده الشيطان إلا غرورًا، حتى إذا فات وقت
الصلاة وضاعت الفرصة على المسلم وتحقق للشيطان ما أراد بال في أذن صاحبه سخرية منه
واستهزاء (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق
ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني
ولوموا أنفسكم) إبراهيم:22 ..
-
ولكن هل يترك الشيطان المسلم للنفس اللوامة؟ لتندم وتتحسر وتتألم وليأخذ من
تقصيره عظة ودرسًا وقوة لمستقبله؟ لا إنه يعود إليه يزين له ما فعل، ويخيل إليه
أنه معذور مرفوع عنه القلم ويبرر له القصور ويستخدم الحق مريدًا به باطل، يقول له:
إنما نفس النائم بيد الله فلو شاء تعالى أن يبعثه لبعثه، وينخدع المسلم بالباطل
المغلف المزين، فيعتذر بما لا يقبل، ويجادل بغير حجة (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) الكهف:54. (فتح المنعم بشرح صحيح مسلم
ج3 ص571-572).
#-
ثم قال الدكتور موسى شاهين شارحا ألفاظ الحديث:
-
(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد) قافية الرأس مؤخره، وهي إشارة
إلى المخ ومركز الإدراك والتعقل، وقافية كل شيء مؤخره، ومنه قافية القصيدة.
والخطاب في "أحدكم" للتعميم في المخاطبين ومن في معناهم، ويخص من هذا
العموم الأنبياء ومن قيل فيهم: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) الحجر:42.
- وقد اختلف في هذه العقد:
-
قال الحافظ ابن حجر: فقيل: هو على الحقيقة وأنه كما يعقد
الساحر من يسحره فيأخذ الخيط فيعقد عليه عقدًا وهو يتكلم عليه بالسحر فيتأثر
المسحور بذلك، ومنه قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} الفلق:4 .. وعلى هذا فالمعقود
شيء عند قافية الرأس، لا قافية الرأس نفسها، وهل العقد في شعر الرأس أو في غيره؟
الأقرب الثاني إذ ليس لكل أحد شعر. اهـ.
- وهذا القول أبعد ما يكون عن
القبول، فكما استبعد الحافظ الشعر لوجود من لا شعر
له كان الواجب أن يستبعد عقد شيء لا وجود له إلا في الخيال، فقول الحافظ بعد ذلك -
ويؤيده ما ورد في بعض طرقه - أن على رأس كل آدمي حبلاً. هذا الحبل لا وجود له إلا
في الخيال، فإذا تخيلنا حبلاً تخيلنا شعرًا لمن لا شعر له، فالحق أن الحمل على
الحقيقة بعيد.
- والحق أن الكلام كناية وتصوير
لوساوس الشيطان وتزيينه وتغريره بطول الوقت، وانحلال العقد كناية عن مكافحته
ودفع وساوسه، والمقصود من كون العقد ثلاثًا تقوية الإغواء فكأنه إغواء بعد إغواء.
-
(إذا نام) أي إذا نام بدون صلاة، هكذا قيده البخاري، ويرى جمهور
شراح الحديث أن القيد يخل بالمراد، والمقصود أنه يعقد على رأس من صلى ومن لم يصل
.. لكن من صلى بعد ذلك تنحل عقده بخلاف من لم يصل. كذا ذكر الحافظ ابن حجر.
-
وأرى أن القيد ضروري .. لأن الشيطان يعقد بهدف المنع من
القيام للصلاة، فإذا كان النائم قد صلى ما عليه من العشاء وما أحب من صلاة الليل
وأوتر ونام .. فلِمِ يعقد عليه الشيطان ؟
-
ثم إنه لن يصلي مادام قد صلى فكيف تنحل العقد والنص أنها تنحل بالصلاة ؟ .
-
(بكل عقدة يضرب عليك ليلاً طويلاً) رواية البخاري: "يضرب على مكان كل عقدة عليك ليل
طويل فارقد". قال الحافظ ابن حجر: يضرب أي بيده على العقد
تأكيدًا وإحكامًا لها، قائلاً: عليك ليل طويل.
- وكما استبعدنا المعنى الحقيقي في
العقد نستبعد الضرب المادي. ونرى أن الكلام كناية عن إحكام الوسوسة
وإتيانها والإيحاء للنائم بطول الوقت.
-
ورواية البخاري: "عليك ليل طويل" بالرفع، ورواية مسلم
بالنصب، فالرفع على أنه خبر مقدم ومبتدأ مؤخر وصفة لمبتدأ .. والنصب على الإغراء أي الزم
ليلاً طويلاً عليك ..
-
ومراد الشيطان من هذه العبارة: تسويفه بالقيام والإلباس عليه، إذ ربما لو
طلب منه عدم القيام كليًا لدافع المؤمن هذه المكيدة .. أما أن يستدرجه شيئًا فشيئًا
فربما أو كثيرًا ما ينخدع المؤمن. فكأنه يقول له: قم بعد قليل فمازال الليل
طويلاً. قم بعد قليل. قم بعد قليل، وبهذا الاستدراج يصل إلى ما يريد. (فتح المنعم بشرح صحيح مسلم
ج3 ص574-575).
- قوله (تسويفه): أي يقول له سوف يكون لديك وقت لتقوم تصلي ..
#- خلاصة القول
أخي الحبيب:
1-
غالب العلماء .. يميل إلى أن المسألة وسوسة وذكرها النبي في صورة تمثيلية
او تصويريه تشبيها بحال الساحر الذي يعقد العقد لإنسان ليمنعه من السعي في حياته
بصورة صحيحة ..
-
كذلك الشيطان يكن له شدة اجتهاد في تزيين النوم لك من أول ما تبدأ تنام .. ويعقد العزم متحديا لك مترصدا بك
بأنه سينتصر عليك وسيجعلك تنام ولا تقوم للصلاة ..
-
وعندما يراك تقوم يعزم عليك بأن تنام وترتاح فلازال الليل طويل فخذ راحتك في النوم
.. فإذا رآك ذهبت لتتوضأ عزم عليك بأن تتراجع
لأن جسمك سيتأثر بالماء ولا تستطيع العودة للنوم مرة أخرى وستذهب لعملك وأنت في
حالة مزاجية مش كويسة .. وإذا نجحت في هذا الموقفين حاول أن يفسد عليك صلاتك بأن
يخبرك كيف تصلي وأنت نائم هكذا يا رجل بقى دي صلاة ربنا يقبلها منك ولا الأفضل أنك
تنام وترتاح وتصحى فايق ونشيط علشان تعرف تصلي كويس ؟!!
-
وهكذا تكون وسوسته وتزيينه في النفوس ..
2-
هل قال أحد من العلماء أنه يوجد شيطان يسحر للإنسان أو الإنسان يتم سحره من شيطان ؟!!
لم يقل أحد بذلك مطلقا إلا من سفه نفسه في عصرنا وليس من
كلام السلف .. وإنما كلام العلماء هي مجرد تشبيهات .. وحتى من ظن أنها قد تكون عقد حقيقة كظن محتمل
من وجهة نظره .. فهو لم يقل أنها سحر من الشيطان وإنما شبهها بفعل السحرة .. لأن
حقيقة الأمر هو ليس بسحر .. لأن لو في عالم قال أن الشيطان يسحر للإنسان سحر حقيقي
هيكون عمل عدة أمور:
-
الأمر الأول: كذب على النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أن
الشيطان يسحر للإنسان المسلم
النائم ..!!
-
الأمر الثاني: أتهم نفسه بأنه جاهل ومخالف للقرآن .. لأن القرآن أثبت عدم قدرة
الشياطين على فعل السحر إلا من خلال وسيط من الإنس يكلفهم بذلك.
-
الأمر الثالث: أنه كذب على المؤمنين وأوهمهم بما لا وجود له
في كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وزعم قدرة للشيطان لم يقل بها
الله ورسوله .. لأن الشيطان عند نوم الإنسان لا يمنعه من التصرف كما يحاول الساحر
منع المسحور من التصرف .. بدلالة ألفاظ الحديث (فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ
اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ
صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ) .. فتأمل الألفاظ .. فأفعال الإنسان كلها
مرهونة بالشخص نفسه ولا عائق يعوقه لا عقد ولا غيره .. ولكن بشرط اتخاذ القرار ..
(استيقظ) ولا شيء يعوقه (توضأ) ولا شيء يعوقه (صلى) ولا شيء يعوقه .. وتنحل في كل
مرة عزيمة من عزائم الوسوسة التي فعلها الشيطان ليحبطك عن استمرارك للوصول إلى
طاعة الله.
#-
هل علمت لماذا لا يوجد أي عالم يمكن أن يقول أنه يوجد شيطان
يسحر للمسلم النائم ؟!! .. ولكن
قد يقال يوجد سحرة في الجن ولكن هذا في عالمهم كما يوجد أطباء في الجن ومجرمين في
الجن .. ولكن هذا باعتبار عالمهم هم وليس باعتبار تدخلهم معنا بقدراتهم ..
فافهم.
-
وإذا كان ما سبق في هذا الفصل هو كلام العلماء .. إلا أن لي رأي في فهم هذا الحديث بصورة أخرى
.. من ناحية كونه وسوسة ولكنه شرح بصورة أخرى ونصوص أخرى .. وهذا أتركه للسؤال التالي
إن شاء الله ..
#- السادة الكرام اهل المدونة:
ردحذف==================
- بعد اطلاعك على كلام العلماء على اختلاف مذاهبهم وأزمنتهم .. تفتكر بماذا يمكن ان تجيب على التالي:
1- هل النبي كان يحدث له العقد الشيطانية حينما ينام لأنه من جملة المسلمين ؟
2- لو نام شخص وصحى يصلي ثم نام مرة أخرى قبل الفجر فهل تتجدد العقد مرة أخرى ؟
3- كيف تحدث عقد الشيطان عند نومك لو قرأت أذكارك مثل آية الكرسي حيث يكون عليك حينئذ من الله حافظ يحفظك من الشيطان ؟
4- لو كان الشيطان ينفث في العقد للمسلم فلماذا لم يفعلها مع آدم وزوجته وأولاده من بداية الخلق؟!!
5- لماذا لا يعقد الشيطان العقد للمسلم ليضله من باب أولى ويجعله كافرا ؟!!
6- ولماذا الكافر قد كفر بدون عَقد من الشيطان له ؟!!
7- وهل عقد الشيطان في نفسه عقدة حينما خرج مطرودا من السماء ؟ (نعم قد عقد في نفسه عقدتين - ولكن أين تجد ذلك في كلام الله) ؟!!
تحياتي لكم
=============================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
رحم الله علماءنا وبورك في مجهودك استاذنا الفاضل وأعاننا على الفهم والاستيعاب .. آمين يارب العالمين
حذف1- هل كان النبي يحدث له العقد الشيطانية ؟
قطعا لا .. وكيف بمن ( إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) !! .. وكيف بمن ( .. أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) !! .. فهو معصوم صلى الله عليه وسلم.
2- هل لو نام شخص وصحى وصلى هل يعقد عليه مرة اخرى ؟
- لا اظن .. لان العقد يكون في النومة الاولى - التي تليها صلاة فرض او تهجد او لتضييع فرصة القيام في وقت فضيل كالاستغفار في السحر مثلا - كي يفسد عليه ويمنعه من القيام ليقطع علاقته بربه .. فإذا قام وصلى خسر الشيطان جولته
3- كيف تحدث عقد الشيطان ولو قرأت اذكارك ؟
- المفروض ان اكون قرأت اذكاري قبل النوم وبعزيمة القيام الى الصلاة .. اما العقد فهي كما جاء في الحديث الاول ( يعقد .. اذا هو نام .. ) .. ولو اخذنا بالحديث الثاني ( على قافية راس احدكم بالليل حبل فيه ثلاث عقد ) .. ومهما كان توقيت العقد قبل النوم او بعد .. فالامر يتوقف على عزيمة المؤمن قبل ان يغلبه النوم .. هل عنده النية والعزيمة على القيام ؟! .. وإلا غلبته عزيمة الشيطان .. ( طبعا بعيدا عن كونه مريض او تعبان فلو غلبه النوم فقد تصدق الله عليه بالنوم وكتب له اجر نيته او اجر فعله وهو صحيح لو كان مداوما )
4- لماذا لم يفعلها الشيطان مع آدم وزوجته واولاده من بداية الخلق ؟!
- ولماذا نفرض انه لم يفعلها .. وقد جاء في الحديث ( ما من مسلم ولا مسلمة ذكر وأنثى .. ) .. فالعقد بمعنى العهد والعزيمة على الإغواء بالوسوسة موجودة منذ ان ابى ابليس السجود لآدم .. { قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (١٦) ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ (١٧) }[سُورَةُ الأَعۡرَافِ .. .. وقد وسوس لآدم وحواء في أكل الشجرة .. وحرض ابن آدم على قتل أخيه
5- لماذا لا يعقد الشيطان للمسلم ويجعله كافرا ؟
لأن المسلم لو كفر ؛ الشيطان مش حيلاقي شغل ههههههه .. والشيطان موكل بمن هم على الصراط المستقيم بالإغواء والتزيين في النفوس ؛ اما عقيدة القلب فهو غير مكلف بالاقتراب .... لكن هذا لا يعني ان الشيطان لا يسعى ان يجعله يكفر .. بل يسعى لذلك ويدعوه وسوسة وتزيينا ثم يتبرأ منه : { كَمَثَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَـٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّی بَرِیۤءࣱ مِّنكَ إِنِّیۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ }[سُورَةُ الحَشۡرِ ...... { وَقَالَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَمَّا قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَاۤ أَنتُم بِمُصۡرِخِیَّ إِنِّی كَفَرۡتُ بِمَاۤ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ }[سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ.... وليس بعد الكفر ذنب يحاول ان يجره اليه الشيطان
6- ولماذا الكافر كفر بدون عقد من الشيطان له ؟
" ما من مولود إلا يولد على الفطرة " .. والايمان والكفر جعله الله اختياريا للانسان .. وإلا كيف سيحاسبه الله يوم القيامة على شيء أجبر عليه .. وعليه .. لو الكفر بعقد من الشيطان لكانت حجة الكافر يوم القيامة ان الشيطان اضله .. في حين يتبرأ منه ويقول : { ۞ قَالَ قَرِینُهُۥ رَبَّنَا مَاۤ أَطۡغَیۡتُهُۥ وَلَـٰكِن كَانَ فِی ضَلَـٰلِۭ بَعِیدࣲ }[سُورَةُ قٓ
7- وهل عقد الشيطان في نفسه عقدة .. ؟
{ قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (١٦) ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ (١٧) }[سُورَةُ الأَعۡرَافِ
{ قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ (٤٠) }[سُورَةُ الحِجۡرِ
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ (٨٣) }[سُورَةُ صٓ
{ لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِیبࣰا مَّفۡرُوضࣰا (١١٨) وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا (١١٩) یَعِدُهُمۡ وَیُمَنِّیهِمۡۖ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠) }[سُورَةُ النِّسَاءِ
بالنسبة للسؤال الأول .. تذكرت حديثا لأمنا عائشة رضي الله عنها حين سألته صلى الله عليه وسلم : اتنام قبل ان توتر ؟ فقال : " يا عائشة ، إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي " .. فكيف بقلب يقظ بحب الله يعقد عليه شيطان !! .. ولعل العزيمة في المؤمن تتفجر من هنا .. من الحب .. حب الحيّ القيوم .. فتجعل المؤمن كليته حيا قائما بين يدي بين يدي مولاه .. ❤️.. اللهم أيقظ قلوبنا وأحيها بحبك وحب نبيك حبا يختلط بلحمنا ودمنا ومخنا وعظمنا وعصبنا .. حباا لا يفارقنا أبدا آمين يارب العالمين ❤️
حذفهذا .. والله اعلم في كل ما سبق
اللهم علمنا ما ينفعنا ويزيدنا حبا وشوقا اليك 🤲
بسم الله الحنان المنان عليه توكلنا اليه المناب
حذف1 جوابي سارد بايه
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ﴾ [النجم ١٧]
اكيد انت استاذ تعلم جيدا معنى زاغ بمجمل معانيها المطلقه في العالمين
2 / الحديث كان واضح وصريح ومنها اجل تتجدد لدوام جهاد النفس مرابطتها في ميدان رضوان الله
4 جوابي هو الايه بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَحَفِظۡنَـٰهَا مِن كُلِّ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمٍ﴾ [الحجر ١٧]
﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ﴾ [التين ٤]
5/ بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ﴾ [الحجر ٤٢]
6/ بسم الله الرحمن الرحيم
﴿بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ﴾ [القيامة ١٤]
حط الف خط تحت انسان بدون تحديد نوع عقيدته فاذن اي انسان على وجهك ياارض عنده بصيره أن هناك الله
7/ بسم الله الرحمن الرحيم
﴿قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ [الحجر ٣٩]
بصراحة استاذ خالد في جعبتي كثيرا من الشرح لكن لاحظه انه عندما اسعى لبوح به تفلت مني الكلمات تتبعثر مني الحروف فافقد زمام الامر في صياغه الكلام من قلبي لاخطه في الواقع فاكتفيت بالاجابه بالايات تنوب عما اود ان أقول الى ان يصلح الله حالي يتوافق قلبي مع ظاهري ينعم عليا بفضله
والله أعلى واعلم
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
اللهم صلي على محمد وال محمد
سأحاول الإجابة على أسئلتك استاذي حسب ما تعلمت منك ان شاء الله:
ردحذف==================
1- هل النبي كان يحدث له العقد الشيطانية حينما ينام لأنه من جملة المسلمين ؟
طبعا لا لأنه معصوم
والله شهد له بقيام الليل في قوله قال الله تعالى في سورة المزمل: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ [المزمل: 20].
فكيف يكون عقد له شيطان ولا احد قام الليل مثله
وورد في حديث صلى الله عليه و سلم
(ما منْكم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ منَ الملائِكةِ وقرينُهُ منَ الجنِّ. قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: وإيَّايَ إلا أنَّ اللَّهَ أعانَني عليْهِ فأسلمَ)
فالحديث يثبت ان قرين النبي صلى الله عليه و سلم أسلم
والله حفظ جميع الأنبياء والرسل من الشيطان
قال{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }
2- لو نام شخص وصحى يصلي ثم نام مرة أخرى قبل الفجر فهل تتجدد العقد مرة أخرى ؟
لا طالما الشخص نام ثم إستيقظ لقيام الليل فقد فكت عقد الشيطان و غلبت عزيمة الشخص عزيمة الشيطان فطالما قام وصلى وذكر فقد يئس الشيطان منه وهو في حفظ الله
3- كيف تحدث عقد الشيطان عند نومك لو قرأت أذكارك مثل آية الكرسي حيث يكون عليك حينئذ من الله حافظ يحفظك من الشيطان ؟
طالما الشخص قرأ آية الكرسي فهو في حفظ الله ولا يقربه اي شيطان إنما تتم العقد لمن لم يصلي ولم يذكر
( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح،)
وإن كان الحديث جاء لعموم الناس لكن
الأحاديث الآخرى تنفي قدرة الشيطان على العقد لمن قرأ آية الكرسي واواخر البقرة و صلى العشاء في جماعة
عن عثمان بن عفان قال: "سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله[1]، رواه مسلم.
بما أن عقد الشيطان هي عزيمته على تثبيط المؤمن عن صلاة قيام فالأمر يخص من هو غير منضبط في صلواته ومتكاسل في أذكاره
وليس من هم ملتزمون بصلواتهم واذكارهم قبل نوم وإنما من ينام عن صلاته وذكرته وفي نفسه كسل وتأجيل كالذي يقول انام ثم أقوم للصلاة هنا نفسه فتحت باب الشيطان لثبطه اكثر ويعقد عقده
4- لو كان الشيطان ينفث في العقد للمسلم فلماذا لم يفعلها مع آدم وزوجته وأولاده من بداية الخلق؟!!
ان كنا نتحدث عن عقد التي قبل النوم
عن آدم هو من الانبياء ومحفوظ من شيطان
عن ذريته
لا نستيطع تحديد هل كان يعقد لهم او لا لان حالهم مع الله لا يعلمه إلا الله
ولكن نقول انهم إن كانوا يحافظون على أذكارهم وصلواتهم فالبتأكيد عليهم حافظ من الله والعكس صحيح
5- لماذا لا يعقد الشيطان العقد للمسلم ليضله من باب أولى ويجعله كافرا ؟!!
لأن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة وحتى يأتي بالوسوسة لتكفير وجب أن يكون في نفسية الشخص شك في دينه ورغبة في تغييره
إذن هنا النفس هي من تستخضره وليس العكس
6- ولماذا الكافر قد كفر بدون عَقد من الشيطان له ؟!!
كما قلت في جواب السابق النفس هي المسؤولة
الشيطان يأتي للتحريض فقط وهنا هو لا يحتاج لذلك طالما النفس إرتضت بالكفر فهو ارتاح ولا يحتاج للحضور لهذا الشخص
7- وهل عقد الشيطان في نفسه عقدة حينما خرج مطرودا من السماء ؟ (نعم قد عقد في نفسه عقدتين - ولكن أين تجد ذلك في كلام الله) ؟!!
عقدة الكبر ورفض أموار الله
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34))
وعقد تحدي و الإصرار على اغواء
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16))
والله اعلم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
كان الصَّحابةُ الكِرامُ يَحرِصونَ على حِفظِ سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لتَبليغِها للأُمَّةِ بعدَهم، وقد كان أبو هُرَيرةَ مِن أكثَرِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم رِوايةً مع تَأخُّرِ إسلامِه، وفي هذا الحَديثِ يَرْوي رَضيَ اللهُ عنه أنَّه اشْتَكَى لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِسيانَه لأحاديثَ كَثيرةٍ يَسمَعُها منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَبسُطَ ثِيابَه، وبعدَها غرَفَ بيَدَيه الكريمتَينِ، ولم يَذكُرِ الشَّيءَ المَغروفَ ولا مِن أيِّ شَيءٍ غَرَفَ؛ لأنَّه لم يكُنْ ذلك إلَّا إشارةً، ثمَّ أمَرَه أنْ يَضُمَّه إلى صدْرِه، ففَعَلَ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه ذلك، فما نَسِي شيئًا سَمِعَه مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكان هذا مُعجِزةً مِن مُعجِزاتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وكان ذلك سَببَ كَثرةِ رِواياتِه، كما أنَّه كان مُتصدِّيًا للفَتْوى والتَّحديثِ إلى أنْ مات، فكثُرَ مَن حَمَلَ عنه؛ فقد ذُكِر أنَّه روَى عنه ثَمانِمئةِ نفْسٍ مِن التابعينَ، ولم يقَعْ هذا لغيرِه، وقد بارَكَ اللهُ له؛ فقد بلَغَت مَرويَّاتُه أكثَرَ مِن خَمسةِ آلافِ حَديثٍ.وفي الحديثِ: بَيانُ بَعضٍ مِن مُعجِزاتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وظُهورُ بَركةِ دُعائِه، حيثُ رُفِعَ عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه النِّسيانُ.وفيه: فَضيلةُ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه.وفيه: حِفظُ العِلمِ، والمواظبةُ على طلَبِه
ردحذفعن أبي هُريرَةَ قال : قُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أسمعُ منكَ أشياءَ لا أحفَظُها ، قال : ابسُطْ رداءَكَ فبسَطتُهُ ، فحدَّثَ حديثًا كثيرًا فما نسيتُ شيئًا حدَّثَني بهِ
ردحذفالراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة | الصفحة أو الرقم : 4/208 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وأصله عند البخاري بلفظ : فما نسيت شيئا سمعته بعد
ذكر حديث أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام، ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان[2]، متفق عليه.
ردحذفسؤال :
لو سمحت يا أستاذ خالد فى هذا الحديث لماذا قال رسولنا الحبيب يعقد الشيطان على رأس أحدكم .. ولم يقل يعقد الشيطان على رؤوسكم مثلا ..
أو يعقد الشيطان على رءوس بنى آدم ..
هل فى الحالة الأولي فيها تخصيص مثلا لبعض الناس بأن الشيطان يعقد على الإنسان الكسول الذي يكون نائم على غفلة وعدم ذكر لله ففى هذه الحالة يعقد الشيطان عليه ..
أم أنها تشمل العموم بأن الشيطان يعقد على جميع الناس الصالح وغير الصالح باسثناء النبي صلي الله عليه وسلم والأنبياء طبعا ..
لأنى أشعر صراحة أن هناك فرق..
فأرجو توضيح
تمام .. فى إنتظار الرسالة إن شاء الله..
ردحذفوجزاك الله كل خير .
ردحذف1- هل النبي كان يحدث له العقد الشيطانية حينما ينام لأنه من جملة المسلمين ؟
طبعا لا لأنه معصوم وكان صلي الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه . فهو في ذكر دائم لله عز وجل
كما ان الشيطان ليس له سبيل علي عباد الله المخلصين ومن باب أول الحبيب صلي الله عليه وسلم
( الا عبادك منهم المخلصين )
2- لو نام شخص وصحى يصلي ثم نام مرة أخرى قبل الفجر فهل تتجدد العقد مرة أخرى ؟
في هذه الحالة الاجابة لا
لان الشخص غلبت عزيمتة عزيمة الشيطان وهو في حفظ الله
3- كيف تحدث عقد الشيطان عند نومك لو قرأت أذكارك مثل آية الكرسي حيث يكون عليك حينئذ من الله حافظ يحفظك من الشيطان ؟
قال صلي الله عليه وسلم
( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح،)
فهو في حفظ الله . وطالما عقد العزم علي الاستيقاظ للصلاة
فلن تنفعل عزيمة الشيطان معه
4- لو كان الشيطان ينفث في العقد للمسلم فلماذا لم يفعلها مع آدم وزوجته وأولاده من بداية الخلق؟!!
لأن كيد الشيطان كان ضعيفا وكل ما يستطيع فعله هو الوسوسه . فلو كان يسحر لسحر ذرية ادم وانتهي الامر
وبشهادة الشيطان نفسه
قال تعالي
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ – سورة ابراهيم
(22)
5- لماذا لا يعقد الشيطان العقد للمسلم ليضله من باب أولى ويجعله كافرا ؟!!
لأن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة والدعوة والتزيين
6- ولماذا الكافر قد كفر بدون عَقد من الشيطان له ؟!!
لأن نفسه ارتضت بالكفر – فلا يحتاج سحر ولا خلافه وانما اتبع دعوة الشيطان لأنه وجد نفسه ترتاح لذلك ويتحرر بها من القيود
7- وهل عقد الشيطان في نفسه عقدة حينما خرج مطرودا من السماء ؟ (نعم قد عقد في نفسه عقدتين - ولكن أين تجد ذلك في كلام الله) ؟!!
نعم
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34))
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16))
والله اعلي و اعلم
أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردحذفبخصوص أسئلتك أستاذي:
1- هل النبي كان يحدث له العقد الشيطانية حينما ينام لأنه من جملة المسلمين؟
النبي ﷺ حالة استثنائية فهو ليس مجرد أحد المسلمين بل هو "أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" وفي البشرية المثلية ليست مثلية تكافئ بل هي مثلية رجوح ".. لو وزنتَه بأمتِه لرجحَها ..". هذا فضلا عن خلاص النبي ﷺ من وساوس قرينه ".. اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلّا بخَيْرٍ". وإذا كان "المتقين" يمسهم فقط "طائف" (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) فكيف به ﷺ! إن أقصى ما يمسه ﷺ من الشياطين أجمعين مجرد "نزغ" بسيط (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ..).
2- لو نام شخص وصحى يصلي ثم نام مرة أخرى قبل الفجر فهل تتجدد العقد مرة أخرى؟
الجواب على أكثر من وجه، العُقد المذكورة مرتبطة -حسبما أظن- بصلاة الليل، فإن نام الرجل ينوي أن يحو لصلاته فقام وذكر وتوضئ وصلّى فقد قضي الأمر. وإن كان قد صلّاها المرء قبل نومه فما هو غايتها إذًا! إمّا عن كان المقصود أنه استيقظ وصلّى صلاة الليل ثم نام ينوي أن يستيقظ لصلاة الصبح فجرًا، فما العقد إلا وسوسة وتحبيب في النوم وتغيض وتكسيل عن الصحو، فإن كان قد قام لصلاة النافلة ليلاً فالمرجّح -من شخصه- أنه سيقوم لصلاة الفريضة فجرًا.
3- كيف تحدث عقد الشيطان عند نومك لو قرأت أذكارك مثل آية الكرسي حيث يكون عليك حينئذ من الله حافظ يحفظك من الشيطان؟
العُقد هي من باب الوسوسة المأذون بها، لذا لا صارف لها إلا الاستعاذة "الذكر" والمجاهدة "القيام والوضوء والصلاة". الحفظ من الشيطان بالأذكار قبل النوم -إن تمت على الوجه الأكمل- هو كل ما زاد عن الإذن العام بالوسواس.
4- لو كان الشيطان ينفث في العقد للمسلم فلماذا لم يفعلها مع آدم وزوجته وأولاده من بداية الخلق؟!!
شرعيًا، لأن عُقد النوم مجازية تحدث من الشيطان ذاته -انطلاقًا من الإذن العام بالوسواس- وهو بلا وسيط بشري، بينما ".. شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" أمر حقيقي يحدث بوسيط بشري ليُحدث الشيطان شرًا وضرًّا في عالمًا مستعينًا بهذا الوسيط؛ فإن لم تكن الشياطين تحتاج للإنسان لإحداث الضرر المادي ما اضطرت لتعليمهم السحر (.. وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ..).
وعقليًا، لو كان بإمكان الشيطان السحر للإنسان لكان سحر لسيدنا آدم وأنهى الإنسانية في مهدها. استمرار الإنسانية واستمرار الدين والإيمان خير مكذّب وناقض وداحض لهذا الظن.
5- لماذا لا يعقد الشيطان العقد للمسلم ليضله من باب أولى ويجعله كافرا؟!!
لأن العُقد محض وسواس لا أكثر. والتركيز على المسلم لأن عمل الشيطان الأولى هو (.. لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)، أمّا الكافر فعمله معه هو إبقاءه على كفره وضلاله وانغماسه فيما هو فيه.
6- ولماذا الكافر قد كفر بدون عَقد من الشيطان له؟!!
الكفر والإيمان هو اختيار حر، لذا سيكون هنالك عقاب وثواب. لو كان الكفر قهرًا -بعُقد سحريّة قاهرة- سيكون العقاب ظلما وجورًا، تعالى الله عن هذا وهو الحكم العدل.
7- وهل عقد الشيطان في نفسه عقدة حينما خرج مطرودا من السماء؟ (نعم قد عقد في نفسه عقدتين - ولكن أين تجد ذلك في كلام الله)؟!!
لو المقصود بـ "عقَد في نفسه" بالـ "النية والعزيمة" فأظن هذه الآيات (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ).
ولو المقصود -كحال العقد على الإنسان في الأحاديث جوهر الرسالة- "الوسوسة والتزيين" فأظن هذه الآيات (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
والله أعلم
========
ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
========
اللهم صلِّ على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، وعلى آله وسلّم