بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان
من السعالي والغول وأم الصبيان
و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟
#- فهرس:
:: الفصل الثالث والعشرون :: عن الدليل العقلي على عدم وجود شيطان له القدرة على سحر الإنسان – هل الشيطان أكرهنا بالعقد الشيطانية ::
1- س49:
ما الدليل العقلي على عدم وجود
شيطان له القدرة على سحر الإنسان إذا افترضا عدم وجود دليل شرعي يمنع وجود هذا
الشيطان الساحر للإنسان ؟
2- س50: هل يصح القول بأن الشيطان قد أكرهنا على النوم بعقده الشيطانية ولا حيلة لنا في دفعه ؟
:: الفصل الثالث والعشرون ::
:: عن الدليل العقلي على عدم وجود شيطان له القدرة على سحر الإنسان – هل الشيطان أكرهنا بالعقد الشيطانية ::
**********************
..:: س49: ما الدليل العقلي على عدم وجود شيطان له القدرة على سحر الإنسان إذا افترضا عدم وجود دليل شرعي يمنع وجود هذا الشيطان الساحر للإنسان ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد يخطر على بالك سؤال أخي الحبيب فتقول:
إذا كان لا يوجد دليل إثبات ..
فالملاحظ أنه لا يوجد دليل نفي حتى يتم إنكار وجود الشيطان الساحر .. فلماذا
الإعتراض ؟!!
- فأقول له: طالما
طلبت المسألة بأدب .. فلك حق الرد عليك بالأدب .. وأجيبك
على سؤالك من نفس سؤالك .. فأقول لك:
- أولا: على
افتراض أنه لم يوجد دليل نفي لمسألة الشيطان الساحر ..
فهل يوجد دليل إثبات لتثبته وتقر بوجوده ؟!!
- أكيد .. لا .. وكما
تعلم النفي الغيبي مقدم على الإثبات لأنه لا إثبات له إلا بوحي حق من القرآن أو نص
نبوي صحيح .. وما عدا ذلك فلا قيمة له سوى أنه يحمل محمل أضغاث أحلام .
- ثانيا: أما
عن كونك تظن أنه لا يوجد دليل نفي لمسألة الشيطان الساحر .. فأنت
مخطيء .. لأنه يوجد دليل نفي شرعي وعقلي .. وإليك تفصيل ذلك:
@- من الأدلة العقلية ..
1-
إذا كان لا يوجد دليل شرعي يقول بوجود شيطان ساحر ..
فكيف تثبت ما لا علم لنا فيه ولا معرفة به ؟!!
2- ولو
قلنا أن الشيطان يستطيع السحر للإنسان .. لكان
من باب أولى لسحر الشيطان للأنبياء والرسل ثم للأولياء والصالحين عموما .. ولكن
هذا لم يحدث .. ولكن إن
كنت تظن أنه يسحر لغير هؤلاء الصالحين .. فانت تكون حينئذ قد شهدت على نفسك أن غير
هؤلاء الصالحين على ضلال كبير جدا .. ويكون حسب زعم من يقول بقدرة الشيطان
أنه يسحر فهو حينئذ لا يسحر للصالحين أبدا وإنما للعصاة والضالين والكفرة .. في
حين هو لا يسحر للكفرة .. فقد ثبت حينئذ كرامة الكافر على المؤمن العاصي .. وهذا كلام
لا يقول به إلا من كذب على الله ورسوله ..
3- إذا كان الشياطين لهم المقدرة
على السحر الفعلي للإنسان .. فلماذا يلجأ الشيطان للإنسان ليجعل
منه ساحر ؟ ولماذا يمنح
الشيطان علم السحر للناس وهو في إمكانه استخدام السحر بنفسه ؟!!
4- ولو
كان للجن المقدرة على سحر الإنس بما يتصوره البعض .. لكان
عالم الإنس الآن في قبضة استعباد الجن وكنا خداما لهم
..!!
5- ولو قلنا أن للشيطان القدرة على
سحر الإنس .. لبطلت الرسالات السماوية كلها .. لأن
العقل سيقول : أن الرسل والكتب السماوية من تأثير الشيطان .. لأنه طالما تدخل
بالسحر في النفوس المؤمنة فما المانع من التلاعب في عقول بوجود شيء اسمه الوحي
والملائكة والتوهم بأن الكتب السماوية من إملاء الشيطان حينئذ .. والمسألة كلها
خدعة وتضليل من الشيطان .. وهذا هو ما يروج له الملحدون .. وبالتالي أنت تكون
انتهجت منهجيتهم لو ظننت أن الشيطان يسحر للإنسان أو يتصرف فيه بأي طريقة ..!!
6- وختام الكلام بالعقل ولكن من الناحية الشرعية .. خليني أقولك اللي يرضى بخرافة الشيطان الساحر ليه .. فقد خالف القرآن
في آياته .. ليه ؟
#- أولا: انتبه
لقوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ
عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ
كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا
يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ
خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
البقرة:102 ..
أ- انتبه لقوله تعالى: (الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ) .. دليل
على أنه لو كان الشياطين يستطيعون فعل السحر للإنسان ما كانوا علموا الإنسان السحر.
- إذن الشيطان لا قدرة له على فعل السحر للإنسان .. وإنما الذي يصنع السحر للإنسان هو الإنسان نفسه من خلال وسائط
يستخدمها في ذلك ويتعلمها من الشيطان .
- فمعلم السحر
هو الشيطان .. والذي يمارس السحر هو الإنسان .. وانتبه لكلام الله (يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ) ..
ب- انتبه لقوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) .. وهنا الله يؤكد لنا أن الذي يفعل السحر هو الإنسان لأخيه الإنسان
للإفساد في الأرض .. ولا علاقة للشياطين بفعل السحر مباشرة للإنسان .
- إذن نجد أن الله
قد أعطانا مثال حقيقي وواقعي .. لمعرفة صانع
السحر وهو الإنسان .. أما الشيطان فهو مجرد معلم السحر ..
#- ثانيا: انتبه لقوله تعالى في قصة سحرة فرعون: (فَلَمَّا
أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ
عَظِيمٍ) الأعراف:126.
- إذن الذي فعل السحر هم سحرة الإنس .. والذين جاءوا
بالسحر العظيم هم سحرة الإنس ..
- فأين سحرة الجن ؟!! لا وجود لهم .. ولن يكون لهم وجود بالتسليط المباشر على الإنسان بالسحر
.. لم يحدث ولن يحدث .. ليه ؟
- لأنهم في حجاب الغيب عنا .. والسحر يحتاج لاستخدام ادوات
مادية تؤثر في الطبيعة المادية البشرية ..
3- يقول
النبي صلى الله عليه وسلم عن كيد الشيطان: (الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- فالنبي صلى الله عليه وسلم أوضح بكل وضوح أن كيد
الشيطان لا يتخطى حدود الوسوسة .. ولا يرتقي بكيده ليكون ساحرا .. حتى ما يحدثه للإنسان من تخبط سواء
تخبط فكري أو تخبط جسدي أو تخبط خيالي أو استحواذ فهذا كله مرجعه إلى الوسوسة أصلا
.. ولهذا توضيح نذكره إن شاء الله في رسائل قادمة تتعلق بالمس الروحاني والوسوسة إن
شاء الله ..
#- وخلاصة القول:
1- يظهر لنا من أصول الدين عند المسلمين أنها تقول أنه ليس من قدرات
الشيطان أن يصنع السحر للإنسان .. بل هو فقط مجرد معلم للسحر وليس هو الساحر للإنسان .. بل أن الإنسان
هو الذي له القدرة على استخدام السحر في أذية إنسان آخر .
2- فإما أن تصدق القرآن .. أو تصدق غيره
..؟!!
- وإما أن تحترم عقلك .. أو تبعه في سوق العبيد لهؤلاء الرقاة يبيعون ويشترون فيه بالباطل كيفما
أرادوا .. ؟!!
- فهذا اختيارك .. وأنت عليك اتخاذ
القرار ..
3- وقد تسأل أخي الفاضل صاحب السؤال فتقول: إذا كان الجن الساحر لا يسحر بذاته ويقوم بأعمالا للإنسان فما الذي يقوله
بعض الروحانيين والمعالجين الرقاة .. من أن الجن عملك عمل وسحرلك ؟
- الإجابة ببساطة: إما كذبوا عليك عمدا .. أو
بجهل منهم نقلوا لك ما أراد الشيطان منهم أن ينقلوه إليك .. ولكن سواء هذا أو ذاك
لم يحترم عقله ولا دينه .. واحترموا ما بال به الشيطان في أذنهم ونفوسهم وزينه لهم
.. فارتضوه ونشروه بين الناس.
**************************
..:: س50: هل يصح القول بأن الشيطان قد أكرهنا على النوم بعقده الشيطانية ولا حيلة لنا في دفعه ؟ ::..
- قد
يخطر على بالك سؤال أخي الحبيب فتقول: ألا يدل وجود العقد الشيطانية عند نومنا هي
نوع من الإكراه الذي لا حيلة لنا على دفعه ؟!!
#-
قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
لا .. أنت فهمت خطأ .. الشيطان فقط يعينك على نفسك
الكسولة .. ولا يصنع فيك كسلا .. وإذا كان الشيطان معينا لنفسك الكسولة بوسوسته
ليؤكد لك كسلك حتى تستمر بالنوم .. فالله معينا لمن طلبه وقال أعني يارب .. إذ قال
تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ
الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف:200.
2-
ومن ناحية أخرى .. لا تتوهم أن
الشيطلن يسلبك الإرادة عند نومك أو عند كسلك .. لا .. فأنت واهم لو تصورت ذلك ..
لأنه لا قدرة للشيطان من نفسه على سلب إرادة أحد وإلا سقط التكليف عن الإنسان ..
وإنما أقصى ما يفعله هو أن يتمنى فيك أن لا تطيع الله ويوسوس لك بذلك وذلك شبيه
بقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ...) الحج:52.
#- خلاصة القول:
فالشيطان
لا يسلبك الإرادة وإنما يؤكد لك الكسل في نفسك الذي يظهر عليك فيقول لك: نام وارتاح ولا
داعي لانتظار الصلاة وطالما أنت نائم فلا حرج .. أو لو نمت وصحيت في منتصف النوم
لتصلي فيقول لك: لسه الليل طويل وأكمل نومك .. أو ما شابه هذا الكلام .. فهو يتمنى
فيك أن لا تقوم وتفعل كذا وكذا .. ولكن لا يسلبك الإرادة .. ليه ؟
-
لأنه لو سلبك الإرادة فقد سقط التكليف عنك
ولا ملامة ولا عتاب عليك لأنك أصبحت في حكم المجبر على فعل شيء دون إرادتك .. بل ولكان
حديث النبي الخاص بالعقد الشيطانية هو نوع من الوهم والعلم الفاسد (وحاشاه) ..
وإلا كيف نقاوم ونقوم نصلي بكامل إرادتنا ونحن لا حيلة لنا حينئذ كما جاء في الحديث
؟!!
-
فانتبه أخي الحبيب .. وكن يقظ في فهم حديث النبي صلى الله عليه
وسلم.
- والله أعلم .
سؤال بسيط للسادة أهل المدونة:
ردحذفمن خلال الحديث التالي:
(حديث حسن) .. عن عقبة بن عامر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وَعَلَيْهِ عُقَدٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي .. مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ) رواه بن حبان في صحيحه .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح..، وحسنه الألباني في صحيح الموارد وصحيح الترغيب.
#- هل تعتقد من الحديث السابق أنه يقصد بمن يحدث معه العقد هو كل مسلم أم فقط الغافل والمتكاسل ؟
================================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
حذفجواب السؤال .. والله اعلم ..
* العقد على كل مسلم .. ولكن تأثيرها على الغافل المتكاسل
* وهذا الحديث الذي في السؤال .. خاص بتوصيف من يجاهد نفسه بطرد الكسل ؛ بالرغم ان (( عليه عقد )) .. فقد أعانه الله ووفقه للوضوء والصلاة ..
* واذا قلنا ان الحديث اعلاه ليس المقصود فيه العقد على كل مسلم .. فكيف نوفق بينه وبين الحديث : ( ما من مسلم ولا مسلمة ذكر وانثى ينام الليل إلا على رأسه جرير معقود .. ) !!
هذا .. والله اعلم
وتعقيبا على ما جاء في التعليق الثاني والسؤال رقم 3- بالذات .. اذ كيف تحدث العقد وقد قرات اذكارك ؟
حذففالعقد تكليف رباني موكل لابليس ..
اومال حيختبر المؤمن اززاي !!
فبالتالي المؤمن ابن وقته .. متنبه لنيته قبل النوم .. ويقرا المطلوب منه من الاذكار ...
ولما ينام .. يعقد عليه 100 شيطان .. حيفرق معاه ايه !! ..
فآية الكرسي والاذكار اللي يقرأها قبل النوم .. حتكون حافظ عليه من تأثير عزيمة الشيطان عليه بالعقد ..
فلو صحى .. المية تكذب الغطاس .. هههههه
عنده همة .. حيقوم ويتوضا ..
عاوز يكمل نوم .. بال في اذنه الشيطان ..
هذا .. والله اعلم
ردا على سؤالك أستاذي الفاضل
ردحذف#- هل تعتقد من الحديث السابق أنه يقصد بمن يحدث معه العقد هو كل مسلم أم فقط الغافل والمتكاسل ؟
================================
حديث النبي صلى الله عليه و سلم أكد أن قيام العبد لصلاة الليل فيها مجاهدة نفس
و مجاهدة النفس تعني مخالفة هواها لما يرضي الله
فالنفس بطبيعتها تحب الخمول والكسل والنوم والأمد الطويل
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن كيد الشيطان: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ)
يأكد أن كيد الشيطان مقتصر على الوسوسة
فالشيطان يحضر من خلال النوافذ التي تفتحها النفس
لأن ما في النفس يكون مثل النار الصغيرة الموقدة التي ينبعث منها مثل دخان أول ما يلمحه الشيطان ويشتم رائحته حتى يحضر ويظل ينفخ في تلك الشعلة حتى تلتهب وتقوى أكثر فأكثر و لا يتركها إلا لو وصل لمبتغاه
وهذه النار لا تنطأ إلا بذكر الله
وهكذا الكسل و الرغبة في النوم الطويل والراحة تكون من النفس أولا فيشعر الشيطان بذلك فيحضر ليحرضها عليه
فإن ذكر العبد الله مع اول فتيل نار إنحلت العقد و أخمدت النار و بقيت بعض الشضايا التي تنطفئ بإكمال الوضوء و الصلاة
وحديث
( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح،)
هذا أول عزيمة قلبية تخمد العزيمة النفسية و تغلق منفذ الشيطان وهي أول علاج و نصيحة لمن يريد قيام الليل عليه بقرائتها
ماذا لو لم يقرأ العبد آية الكرسي ونام ؟!
هنا هل عنده نية قيام الليل أو لا؟!
فكل عمل تسبقه نية
فإن نام و عنده نية النهوض للقيام فهو عقد العزم وهذه عزيمة قلبية
وإن لم ينوي فالشيطان أصلا لن يحضر ليعقد له لأنه عقد على نفسه بنفسه بنيته هو
حسب رأيي
قيام الليل شرف المؤمن لأنه وقت نزول الله لسماء الدنيا و برهان محبة العبد لربه بتلبية ندائه وناس نيام ففيه من صدق ما لا رياء فيه لأنه لا يطلع عليه إلا الله عزل وجل وفيه هجر للفراش الدافئ و النوم المحبب للنفس
إذن هو يحتاج لمجاهدة نفسية كبيرة ومحبة قلبية ولا تكون إلا من المسلم الذي قلبه يقض
فالذي لم يعقد النية على القيام هو عقد على نفسه دون عقد الشيطان
والذي في نيته القيام هنا له صراعانا
صراع القلب والنفس مع الشيطان
عزيمة قلبية أمام عزيمة نفسية محرضها الشيطان
القلب يقول قم للقاء حبيبك والنفس تقول فلننم قليلا ثم ننهض
أول ما تقول النفس ذلك يحضر الشيطان ينفخ
والأقوى فيهم حضورا يفوز
ٱما الاستجابة لنداء الحق أو نداء الباطل
والله اعلم
والحديث الذي ذكرته أستاذ حسب فهمي والله اعلم
ردحذفوقفت عند قول النبي صلى الله عليه و سلم
(رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وعليه عقد
هنا النبي صلى الله عليه و سلم
نسب مجاهدته إلى الوضوء
لأنه قال يجاهد نفسه إلى الطهور....
لم يقل يجاهد نفسه إلى النهوض من النوم
لأنه إستفاق من النوم أصلا
و مجاهدته تكون للضوء والصلاة
فأول عقدة أصلا حلت بنهوضه
والله اعلم
تذكرت حديث النبي صلى الله كنت قد حدثتنا عنه سابقا أستاذ الفاضل
ردحذف《 ان فلانا يصلي الليل كله فإذا اصبح سرق فقال النبي : سينهاه ما تقول 》
لماذا لم يتمكن الشيطان من عقد هذا الرجل عن قيام الليل وكل الليل ايضا؟!
رغم أنه عرف بالسرقة؟!
أوليس لأنه ترك بابا مفتوحا مع الله بعزيمة قلبية منه على قيام الليل
اوليست إشارة إلى أن المعصية التي لا تكسر العبد لدرجة توقفه عن الطاعة هي دليل شعاع نور في القلب لا يستطيع الشيطان ٱطفائه؟! ولا تفلح عقده بسبب تلك العزيمة القلبية والمحبة؟!
أوليس إشارة إلى أن قيام الليل يأتي بنية العبد وعلى قدر النوايا منحت العطايا
والله اعلم
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفالله اعلم في الجواب عن الحديث النبوي اعلاه - المقصود بالعقد هو التخلص المسلم من الذنوب اذا تؤضا و خاصه اذا اتقن وضؤه.
فكلما يؤضي المسلم شياءا من الاعضاء يحط الله عنه ذنوب ذلك العضوء.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزاك الله خيرا استاذ خالد بارك الله فيك
ردحذفماشاء الله الاجابات جميلة ووافية
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم 🌿
ردحذفجزاك الله خيرا يااستاذنا🌿
الاجابه علي سؤال حضرتك والله اعلم ان العقد علي المسلم المتكاسل فقط
كلها امور تعتمد علي مجاهده النفس ماهو اخر الشيطان انه يعينك انه يوسوس ويزيد تكاسلك لان من من مصلحته انك ماتقوم تصلي ولا تجاهد نفسك بيحلي في عيونك مايكرهه الله ورسوله ويحلي الذنوب والمعاصي فالنفس محتاجه عزيمه قويه حتي تتغلب على وسوسه الشيطان وعقده ماهو لو واحد مسلم وراه ميعاد لفعل المعصية والذنوب هتلاقي الشيطان اللي بيصحيه ويعينه يقوم لفعل المعصية ....
أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردحذفشكر الله جهدك ووقتك في توضيح الأمر ودحض تلك المعتقدات الخرافية.
ولعل الله يخرجني من الخمول والكسل وتسلّط النفس وسفاهة العقل وضعف الإيمان، ويكرمني بمدد القراءة والعلم فأفهم وأعلم وأخرج من غيابات جهلي، ويصلح قلبي الغارق في ظلمات في بحرٍ لجّيٍ بعضها فوق بعض وينيره بنور؛ فلا حول ولا قوة إلا به. يا رب.
امّا بخصوص سؤالك أستاذي:
من خلال الحديث التالي:
(حديث حسن) .. عن عقبة بن عامر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وَعَلَيْهِ عُقَدٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي .. مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ) رواه بن حبان في صحيحه .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح..، وحسنه الألباني في صحيح الموارد وصحيح الترغيب.
#- هل تعتقد من الحديث السابق أنه يقصد بمن يحدث معه العقد هو كل مسلم أم فقط الغافل والمتكاسل ؟
هو لكل مسلم؛ فجوهر الأمر وسوسة لترغيب المسلم في الكسل وعدم الطاعة والمجاهدة بمعالجة نفسه. فالذي قام وجاهد لم يكن متكاسلاً أو غافلاً بل جاهد وساوس الشيطان بالكسل والنوم وقام يعالج نفسه ذاكرًا متوضئًا مصليًا. وجميلة هي البشارة في آخر الحديث "... مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ" .. يا رب اجعلني ممن يقوم من الليل يُعالج نفسه. يا رب يا رب.
#- راجع إجاباتك في الفصل السابع عشر (17) .. حينما أنت جاوبت على هذا السؤال الذي كنت ذكرته لك في التعليق الأول وكان هذا هو السؤال:
3- كيف تحدث عقد الشيطان عند نومك لو قرأت أذكارك مثل آية الكرسي حيث يكون عليك حينئذ من الله حافظ يحفظك من الشيطان ؟
كانت إجابتي حينها:
العُقد هي من باب الوسوسة المأذون بها، لذا لا صارف لها إلا الاستعاذة "الذكر" والمجاهدة "القيام والوضوء والصلاة". الحفظ من الشيطان بالأذكار قبل النوم -إن تمت على الوجه الأكمل- هو كل ما زاد عن الإذن العام بالوسواس.
ولازلت عند رأيي؛ وهو ما أكدته لي بقولك "لأن الحديث اللي ذكرته ليك .. يظهر منه أنه يقصد به أي مسلم يحدث له ذلك سواء كان مطيع أو متكاسل .. وسواء كان قاريء أذكاره أم لم يقرأ أذكاره .. وفيه كرامة كبيرة والكرامة متعلقة بمن جاهد هذه العقد وصلى ..!!"
==========================
ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
ووهبك الرحمن الفهم القلبي لكل القرآن، وتجلّى عليك العليم بكل التعليم،
وعلمنا الودود المتفضّل الجواد الكريم وفهّمنا وهدانا وزكّانا وقرّبنا إليه بك.
ووهبك حبه وحب نبيّه ﷺ، وجمعك على رسوله ﷺ دائمًا بقلبك وروحك وسرّك وسرّ سرّك في شهودٍ دائمٍ للحق بين يديه. ووهبك جوار نبيّه في جنة الشهود بالفردوس الأعلى.
وايّانا.
يا رب يا رب يا رب.
آمين آمين آمين. يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين.
==========================
اللهم صلِّ وسلّم وبارك وأكرم على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، الحبيب المحبوب، قدر عزّتك -لا إله إلا أنت- وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها، وعلى آله وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته أجمعين، كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.