ج25: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - من هو الشيطان الذي يعقد العقد الشيطانية - هل يعقد الشيطان عقده على المسلم في أي حال وفي أي وقت وعند كل نوم- هل هذه العقد الشيطانية تظل طوال اليوم وتتراكم على المسلم - مسائل مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية

       بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الخامس والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الخامس والعشرون :: ج2/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

1- س55: من هو الشيطان الذي يعقد العقد عند نوم المسلم ؟

2- س56: هل يعقد الشيطان عقده على المسلم في أي حال وفي أي وقت وعند كل نوم ؟

3- س57: هل هذه العقد الشيطانية تظل طوال اليوم وتتراكم على المسلم ؟

4- س58: هل تكرار نوم المسلم بعد يقظته في الليل فهذا يجعل العقد تتجدد عليه كلما عاد للنوم ؟  

************************

:: الفصل الخامس والعشرون ::

:: ج2/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

**********************

 ..:: س55: من هو الشيطان الذي يعقد العقد عند نوم المسلم ؟ ::..

 

- لازلنا مع مسائل تتعلق بحديث العقد الشيطانية .. والذي من أحد رواياته ..

- الحديث المروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ .. يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ .. عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ .. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري.

 

#- قال القسطلاني رحمه الله (المتوفى:923 هـ):

- قوله (يعقد الشيطان) إبليس .. أو أحد أعوانه. (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ج2 ص321).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام القسطلاني:

1- ما ذكره الإمام القسطلاني .. هو رأي منقول عمن سبقه وليس رأيه الخاص .. وهذا للتنبيه ..

 

2- لا يصح القول أن المقصود من الشيطان هو إبليس كما ظن البعض .. إذ أنه لا يعقل أن يذهب إبليس لكل مسلم نائم على كوكب الأرض ليعقد عليه العقد في نفس الوقت .. وإلا جعلناه مهيما على النفوس .. وهذا باطل ولايصح نسبة هذا لإبليس وإلا كان فيه من صفات الألوهية .. !!

 

- أي يستحيل أن يكون إبليس يضرب العقد على رأس كل إنسان نائم .. وكأنه إله يعرف مواعيد نوم كل واحد .. بل وكأنه هو لا ينام أصلا ..!!

 

- أي هو مجرد شيطان من الشياطين المحيطة بكل إنسان .. ويستغل فرصة نوم الإنسان بالليل وهو متعب ويجتهد في أن يجعله يغفل عن صلوات المفروضة عليه .. حتى إذا نام عنها واستيقظ .. فيصيبه اليأس من فواتها وقد يترك صلاتها حين استيقاظه يأسا من قبولها حسب ظنه الذي أيضا أوهمه الشيطان به .

 

#- ولذلك قال الإمام العراقي رحمه الله (المتوفى: 806 هـ) في أن المراد من الشيطان في الحديث:

- الظاهر أن المراد بالشيطان هنا جنس الشيطان ولا يراد بذلك الشيطان الأكبر وهو إبليس. (طرح التثريب في شرح التقريب ج3 ص83).

 

3- ويغلب على ظني عن رأيي الخاص .. أنه قد يكون قرين الإنسان الموكل بالوسوسة له في كل أوقاته التي تسمح له بذلك .. ودليل ذلك:

 

أ- يقول تعالى: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) ق:27.

 

- والمعنى من التفسير الميسر: قال شيطانه الذي كان معه في الدنيا: ربنا ما أضللته، ولكن كان في طريق بعيد عن سبيل الهدى. (انتهى النقل).

 

ب- (حديث صحيح) .. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ) صحيح مسلم ..، وفي رواية زيد فيها: (وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) صحيح مسلم.

ج- (حديث صحيح) .. عن عروة بن الزبير قال: (أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟» فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ) صحيح مسلم.

 

#- خلاصة القول:

1- الشيطان في حديث العقد الشيطانية هو شيطان من الشياطين .. وليس إبليس لاستحالة ذلك ..

 

2- ويغلب على ظني الخاص أنه قد يكون قرين الإنسان الموكل به أو غيره .. ولو كان الأمر كذلك فهذا يكون دليل آخر على أن الشيطان لا يسحر للإنسان لأن عمل القرين هو الوسواس فقط لا غير ..

- والله أعلم .

 

*************************

 ..:: س56: هل يعقد الشيطان عقده على المسلم في أي حال وفي أي وقت وعند كل نوم ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاء في روايات الأحاديث باختلافها .. أن الشيطان يعقد العقد على المسلم في حال نومه وفي فترة الليل.. كما في رواية البخاري ومسلم: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا .. فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

 

- وفي رواية بلفظ: (عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِاللَّيْلِ حبل فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ .....) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح ..، وذكره الألباني في صحيح بن ماجه بأنه صحيح.

 

#- إذن الحديث خصص مسألة العقد .. بحال النوم في فترة الليل .. وليس عند كل نوم ..

 

- أما بعض من ألمح ظنا منه بأنه قد يكون في أي وقت للنوم على مدار اليوم قد تحدث العقد .. فهو حينئذ مخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا ما كان النبي حدد موعد حدوث هذه العقد وهي بالليل .. بل ولكان أوقف لفظ كلامه عند قوله (إذا نام) وسكت على ذلك حتى نفهم أنه يحدث في مطلق نوم كل أوقات الإنسان .. ولكن هذا لم يحدث .. بل حدده بالليل خاصة ..

- مش كده ولا إيه ؟

#- خلاصة القول:

- حديث العقد يتكلم عن حال المسلم عندما ينام بالليل وليس عند كل نوم .. ولا مزايدات على كلام النبي بما لا فائدة من وراء ذلك .. إلا بدليل من كلام النبي يثبت أن هذا يحدث في أوقات أخرى وإلا نقف عند قول النبي صلى الله عليه وسلم ..

 *************************

 ..:: س57: هل هذه العقد الشيطانية تظل طوال اليوم وتتراكم على المسلم ؟ ::..

- وقد تقول أخي الحبيب .. هل هذه العقد تستمر على الإنسان وتتراكم كل يوم وتستمر به هكذا طالما ينام عن صلاة الليل التي هي غالبا المقصد منها صلاة الفرض .. أم ماذا ؟!! إذا لو تراكمت عليه فهذا حينئذ سلطة قهر تتراكم عليه حتى يصبح عاجز عن أداء وفعل شيء وكأنه أصبح له سلطة قهر على الإنسان حينئذ ؟!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: الواضح من الحديث النبوي أن المسألة تتعلق عند بدأ نوم المسلم .. وليس بحال اليقظة في الصباح .. فالحديث يخصص هذه العقد فقط عند بداية نومه يعقدها وينشطها مع المسلم منذ بداية محاولة استيقاظه من النوم وحتى بداية دخوله الصلاة وعند دخول الصلاة واتمامها تنتهي عزيمة الشيطان عنه في محاربته لمنع عن الصلاة .. ولا علاقة باستمرار العقد في حال اليقظة في الصباح .. لأن قول النبي (وَأَصْبَحَ ثَقِيلًا كَسْلَانًا لَمْ يُصِبْ خَيْرًا) فهو بيان حال من نام عن صلاته بأنه كسلان لم يصب خيرا .. أي موصوف بالكسل وفاته أجر الصلاة والبركة التي كان سيحصل عليها لو قام للصلاة .. وسيأتي شرح ذلك في سؤال منفصل إن شاء الله ..

 

- ثانيا: أما عن مسألة أن العقد تظل تتراكم على الإنسان فهذا خطأ ولا دليل عليه .. وإنما جاء في بعض الروايات أن من لم يستيقظ ويتوضا ويصلي فهو يصبح والعقد عليه .. ومن ذلك :

#- ما جاء في رواية آخرها بلفظ: (وَإِنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ أَصْبَحَ وَعُقَدُهُ عَلَيْهِ، وَأَصْبَحَ ثَقِيلًا كَسْلَانًا لَمْ يُصِبْ خَيْرًا) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم..، وذكره الألباني في صحيح الترغيب ..

#- وجاء في حديث صحيح بلفظ: (أَصْبَحَ عَلَيْهِ عُقَدُهُ ثَقِيلًا) رواه أبو يعلى .. وقال محققه حسين سليم: رجاله رجال الصحيح ..

#- وجاء في حديث ضعيف تالف السند .. بلفظ: (فَإِنْ هُوَ لم يسْتَيْقَظَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يُصَلِّ أَصْبَحَ الْعُقَدُ كُلُّهُنَّ كَهَيْئَتِهَا وَبَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا الحديث ضعيف .. وفيه (بكر بن بكار القيسي) وهو ضعيف ..، وفيه (عطية بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف.

- والمقصد مما سبق .. هو أنه أصبح عليه (أثر العقد) وليس العقد نفسها .. لأن العقد نفسها لا مفهوم لها إلا الوسوسة في الغالب .. وأثر الوسوسة هو بقاء تأثيرها فيه بالكسل والخمول وترك الصلاة .. بالإضافة إلى أن هذه العقد لا تكن إلا في فترة الليل لمنعه من الصلاة الليلية ولا بقاء لها بعد ذلك وإلا فأين عزيمة (عليك ليل طويل) ؟!! وأين عقدة بقاءه نائما لا يستيقظ وقد استيقظ بالفعل صاحيا ؟!!

 

- علما بأن روايات مسلم والبخاري لم يأت فيها لفظ يفيد ببقاء العقد وإنما فيها لفظ يفيد حال هذا المسلم عند يقظته وهو أنه (أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) .. وسبق وتكلمت على كل هذه الروايات في السؤال رقم (38) تحت عنوان (هل الشيطان يصنع خيط من العقد على قافية رأس المسلم عند نومه ليلا ويُعزِّم عليه بعزيمة (عليك ليل طويل فارقد)) في الفصل الخامس عشر من هذه الرسالة.

- فمسألة استمرار العقد عليك في أي وقت .. بعد استيقاظة إذا لم يقم يصلي .. فهذه مسألة أتت من خلال حديث لم يصح وفيه نكارة شديدة .. وكيف أصلا يصح إذا كان المسلم لو استيقظ وقال يارب أو بسم الله فتكون قد انفكت عنه عقده بالفعل .. فكيف تظل العقد الثلاثة عليه كهيئتها حينئذ وقد انفكت عقدة ؟!!

- ومن ناحية أخرى: لا يمكن القول أن العقد تظل بهيئتها على الشخص حينما يصحو من نومه صباحا وأنها وجودها سبب جعله خبيث كسلان .. فهذا الوصف لا يصح قوله بسبب وجود العقد نفسها .. وإلا قلنا أن كل من كان عليه العقد من بداية نومه كان موصوف بهذا الوصف بأنه خبيث كسلان قبل أن يقوم يصلي .. وهذا كلام غير معقول ولا يصح حينئذ ..!!

 

- فأقصى ما يقال في ذلك هو وجود أثر متبقي لهذه العقد ولا يستمر إلا لفترة وجيزة لمنعه مما فاته من الصلوات .. وقد يكون مفهوم الكسل وخبث النفس هو تعبير مجازي عن خمول الطاعة في نفس المسلم وفواته الأجر من الله .. إذ لا يعقل أن تنشط كل البشرية في سعيها للحياة ويظل المسلم فقط وحده هو الكسلان خبيث النفس .. فضلا عن أن الواقع لا يثبت ذلك سواء للمسلم وغير المسلم إذ منهم من هو نشيط بطبعه ومنهم من هو كسلان بطبعه .. ولا علاقة للشيطان حينئذ بالمسألة من أساسه .. والله أعلم .  

   

#- خلاصة القول:

1- أن مسألة العقد الشيطانية تتعلق بدايتها عند بداية نوم المسلم .. لأن الإنسان يكون في أضعف ما يكون بسبب حالة النوم والكسل ولذلك يسهل على الشيطان التغلب عليه بوسوسته .. وتنشط هذه العقد أي عزائم الشيطان بقوله (عليك ليل طويل) عند محاولة المسلم أن يستيقظ ليقوم للصلاة خصيصا .. وتظل هذه العزائم الشيطانية مستمرة معك في مراحل الوصول للصلاة من بداية الإستيقاظ إلى الوضوء ثم الصلاة .. فأثر العقد يظهر في الليل على المسلم لمنعه عن الصلاة .. وهذا اختباره ليجاهده.

 

2- ولا تستمر العقد على المسلم بعد صحوه صباحا .. وإنما يظهر على حاله الكسل والخمول .. لفوات البركة الربانية من الأجر وراحة النفس .. وإلا كيف تكون عليه العقد كما ظن البعض إذا كانت مسألة العقد متعلقة ببداية نومه ليلا وتأثيرها مخصص بمنعه عن الصلاة الليلية ..؟!! 

 

3- فهذه العقد تنتهي بانتهاء يقظته صباحا من نومه .. ولا تمنع الإنسان عن أداء عمله وسعيه في حياته .. ولذلك تجد كثير من الناس لا يصلي أصلا ولكن في عمله يقوم نشيطان وله همة وعزيمة .. لأن هذه طاعة وفعل يحبه الله فأمده الله منه حسب نيته .. ولكن في الصلاة فهو لم يهتم بها ويجتهد في الإصرار على فعلها فحُرم من القيام لأدائها .. فأبصر .

 

**********************************

 ..:: س58: هل تكرار نوم المسلم بعد يقظته في الليل فهذا يجعل العقد تتجدد عليه كلما عاد للنوم ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- مما قد يخطر ببالك أخي الحبيب فتظن تكرار العقد على المسلم الذي يستيقظ من نومه ثم يعود لنومه .. ولكن هذه المسألة أوضحها لك بمثالين:

 

1- المثال الأول: مثلا مسلم قام من نومه ليذهب لدورة المياة ثم يعود لنومه .. ولم يذكر الله وليس في نيته الصلاة أصلا .. فهل هذا تكون انحلت عنه العقد ؟

 

- الذي أظنه .. لا .. أي لم تنحل العقد عنه لأنه لم يذكر الله ولذلك يعود لنومه مرة أخرى .. لأن المقصد بالعقد هو منع المسلم من الوصول للصلاة وليس مجرد منعه من النوم فقط .. فهذا ليس غرض الشيطان .. وإن الغرض هو فوات الصلاة عليه مع قدرة المسلم على أدائها بكامل حريته ولكنه يتكاسل بسبب خضوعه لوسوسة الشيطان .. ولذلك فالعقد أو عزيمة الشيطان لازالت موجودة فيه ..

 

2- المثال الثاني: لو قام المسلم من نومه ليصلي مثلا ركعتين لله تهجد .. فهل لو عاد لنومه يعود إليه الشيطان بعقده مرة أخرى .. ؟!!

- الذي أظنه .. لا .. أي لا تعود عليه العقد مرة أخرى .. لأن بهذه الصلاة التي تمت بعد القيام من النوم والوضوء ثم الصلاة .. فقد انفكت العقد أو عزيمة الشيطان قد انفكت عنه بما فعله وهي صلاته .. ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بتكرار هذه العقد لمن انفكت عنه .. فضلا عن أن من صلى فهو في معية الله ومن كان في معيته فعليه من الله حافظ يحفظه فلا تأثير لأي عقد عليه ..

- والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

1- لا يوجد فك للعقد لمن نام وصحى لغير الله وعاد للنوم .. ولا يوجد ربط للعقد لمن قام لله وتوجه إليه ..

2- وللتذكرة: فإن العقد لها علاقة بمسألة عبادة الصلاة الليلية فقط .. أي أن هذه العقد لا تمنع سعيك في الحياة أبدا .. فلا تنسى ذلك وقد ذكرته لك بالتفصيل في فصل سابق ..

- والله أعلم. 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .