بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان
من السعالي والغول وأم الصبيان
و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟
#- فهرس:
:: الفصل السابع والعشرون :: ج4/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::
1- س62: ما هو معنى قول النبي
في الحديث لمن فاتته صلاة الليل (أصبح خبيث النفس
كسلان) ؟
2- س63: هل يوجد تعارض بين حديث العقد الشيطانية وحديث (لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ:
خَبُثَتْ نَفْسِي) ؟
- حديث: (لا يَقُولَنَّ
أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي .. ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي).
3- س64: هل كل مسلم ينام عن الصلاة الليلية يوصف بكونه خبيث النفس
كسلان ؟
4- س65: هل كل مسلم كسلان يكون بسبب العقد الشيطانية ؟
5- س66: ما هو علاج دفع الكسل عنك وأنت على السرير ؟
************************
:: الفصل السابع والعشرون ::
:: ج4/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::
**********************
..:: س62: ما هو معنى قول النبي في الحديث لمن فاتته صلاة الليل (أصبح خبيث النفس كسلان) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- جاء في الحديث: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا
هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ .. يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ .. عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ
فَارْقُدْ .. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ
فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ..
فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا
أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري.
- أنقل لكم بعض من كلام العلماء .. في تفسير مفهوم (أصبح
خبيث النفس كسلان) ..
1-
قال الإمام ابن
بطال رحمه الله (المتوفى: 449هـ):
-
والقافية: هى مؤخرة الرأس، وفيه العقل والفهم، فعقده
فيه إثباته فى فهمه أنه بقى عليه ليل طويل.
-
(فيصبح نشيطًا طيب النفس) ، لأنه مسرور بما قدم، مستبشر
بما وعده الله من الثواب والغفران.
-
وإذا لم يصل (أصبح خبيث النفس) ، أى مهمومًا بجواز كيد الشيطان
عليه.
-
و(كسلان) بتثبيط الشيطان له عما كان اعتاده من فعل
الخير. (شرح صحيح
البخارى لابن بطال
ج3 ص135).
2- قال القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ):
-
القافية: القفا .. وعقد الشيطان على قافيته: استعارة من تسويل
الشيطان وتحبيب النوم إليه .. وتزيين الاستراحة والدعة له .. وتثبيطه عن القيام ..
وتخييل بقاء الليل إليه كلما انتبه.
-
والتقييد بالثلاث: إما للتأكيد .. أو لأن الذي تنحل به عقدته
ثلاثة أشياء: الذكر والوضوء والصلاة .. فكأن الشيطان منعه عن كل واحد منها بعقدة
عقدها على قافيته .. ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومجال تصرفها .. وهي أطوع
القوى للشيطان وأسرعها إجابة إلى دعوته.
-
وقوله: (فأصبح نشيطا طيب النفس) فذلكة الانحلال ونتيجتها .. أي:
إن فعل هذه الأفعال وأتى بها انحلت عنه العقد .. وتخلصت عن وثاق الغفلة .. فأصبح
بنشاط وأريحية وميل إلى الطاعة .. وإن لم يفعل ذلك بقي عليها أثر تلك العقدة ..
واستمرت الغفلة على قلبه .. وكان كسلان يستثقل العبادة ..
فتفوت عنه .. أو لا يتأتى منه كما ينبغي. (تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة ج1 ص362-363).
- قوله (فذلكة الإنحلال): أي ملخص ومجمل فك العقد وما يترتب عليه ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- باقي الآراء يمكنك أن ترجع لها في السؤال رقم (40)
عندما تكلمنا على شرح العلماء لفهم العقد الشيطانية .. ونقلت من بعض كلامهم مفهوم
(أصبح خبيث النفس كسلان) ...
@-
ولي رأي خاص في فهم هذه الجزئية من الحديث النبوي .. وهي جزئية (أَصْبَحَ
خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) .. وفي رواية بلفظ (وَأَصْبَحَ ثَقِيلًا كَسْلَانًا لَمْ يُصِبْ خَيْرًا) ..
1- والذي أراه في معنى ما سبق .. هو أن الذي يقوم من نومه وقد فاتته الصلاة
الليلية (بغض النظر عن كونها فرض أو نفل) .. فهو يكون
خبيث النفس أي ثقيل النفس .. ووصف الثقل بالخبث لأن الثقل من مقبوحات الطبع في
الإنسان .. أو لأنه قد أتاه وسيلة استيقاظ ففضل النوم على الاستيقاظ فكانت نفسه
الأمارة بالسوء هي السبب في استجابة عزيمة الشيطان حتى ينام .. فكان هذا من خبث
النفس .. والله أعلم .
-
والكسل هو صفة لازمة مع خبث النفس لأنه هو ثقل النفس .. ويقصد به ضعف للهمة في
النفس لأداء طاعة الله .. وليس المقصود بها ضعف الهمة في
سعيك في الحياة .. فمسألة العقد كما قلنا تتعلق بحال مخصوص لعبادة لله وليس بحال
دنيوي عام .
2- أما عن قوله (لَمْ يُصِبْ خَيْرًا) فهذا واضح من لفظه .. إذ أن المقصود هو فوات الأجر
الكبير الذي كان سيكتب له لو كان قام لله يصلي مفضلا طاعة ربه على راحته الشخصية
..
3- وعكس ما سبق لمن قام يصلي لله فهو الذي
يكون (فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ) أو كما في رواية أخرى بلفظ: (فَيُصْبِحُ
نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا) .. والنشاط يقصد به
الهمة في طاعة الله .. وطيب النفس وصف لحاله الباطني لخضوع النفس واستجابتها لطاعة
الله .. والله أعلم.
#-
خلاصة القول:
- أن من يفقد القدرة على القيام للصلاة
لله مع استطاعته لفعل ذلك وقد تيسر له ذلك بأي وسيلة من الوسائل .. ففضل النوم .. فهو الذي يصبح خبيث النفس
كسلان .. أما من غلبه النوم ولم يحظى بأي فرصة ليقوم للصلاة أثناء الليل .. فلا
يدخل في كونه خبيث النفس كسلان لأن النوم غلبه ولم ينتبه إلا في وقت الصباح ..
فصلاته حينئذ وقتها هو وقت صحيانه لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ
يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا)
صحيح مسلم.
- فالنوم هنا عن الصلاة (سواء كانت عادة أو حسب ظروفك) .. لا حرج في نومك عنها لأن النوم سلب إرادة ولا حساب حينئذ
.. ولا سبب وراءه يجعل وجود أثر للعقد الشيطانية .. لأن علة تفعيل العقد وتنشيطها
لم تحدث وهو حدوث استيقاظ المسلم أثناء نومه ولو انتبه مثلا لسماع الأذان ثم غلبه
الشيطان بالنوم فنام .. والله أعلم .
************************
..:: س63: هل يوجد تعارض بين حديث العقد
الشيطانية وحديث (لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي) ؟ ::..
- من الأحاديث التي قد تظن أن فيها تعارض هو حديث قول
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ:
خَبُثَتْ نَفْسِي .. ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي) صحيح
البخاري..، وبين حديث العقد الذي جاء فيه: (خَبِيثَ
النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري.
- فتقول بعد ما سبق: في الحديث الأول نهى عن القول بأن تقول على
نفسك بأنها خبثت .. وفي الحديث الثاني نجد
النبي قال وصف (خبيث النفس) .. فكيف نحل هذا الإشكال
؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: في الحديث الأول فالنهي لازال
قائم كما هو .. فلا يصح لأحد أن يصف نفسه بالخبث .. لأن وصف النفس
بالخُبث هو وصف للنفس الشيطانية ولا يصح لمؤمن أن يصف نفسه بهذا الوصف وإن لم يقصد
أنه شيطان ويقصد أنها امتلأت بالأخبثين مثلا نظرا لوجود إمساك مثلا .. ولكن النبي اختار
لفظ آخر وهو اللقس بمعنى الثقل والغثيان نتيجة سوء الهضم .. وكلا اللفظين (الخبث
واللقس) قريب المعني .. ولكن الغرض هو منع التلفظ بما فيه تشبيه بوصف شيطاني ..
#- قال الإمام جمال الدين الكجراتي رحمه الله
(المتوفى: 986هـ) في سبب قول العرب للفظ (خبثت نفسي):
- كانوا يقولونه إذا فسد
مزاجها وحصل فيهم غثيان أو سوء هضم، فنهوا عنه كراهة أن يضيف المؤمن إلى نفسه
الخباثة التي هي صفة الشيطان. (مجمع الأنوار ج4 ص498) ..
#- ومما ذكره الإمام بن الأثير (المتوفى:606
هـ) في كتاب النهاية ج2 ص5 .. في معنى (خبثت نفسي): أي ثقلت وغثت . (انتهى النقل) ..
- ويقصد بقوله (غثت):
أي أصابها غثيان ورغبة في القيء بسبب امتلاء المعدة نتيجة سوء الهضم .
- وقال بن الأثير في نفس الكتاب ج4 ص263 في
معنى (لقست نفسي): أي غَثَت: واللَّقْس:
الْغَثَيَان. (انتهى النقل) ..
#- ثانيا: أما عن وصف النبي لمن نام عن
صلاته بالليل بأنه يصبح خبيث النفس .. فهذا وصف لحقيقة حال يحدث للمسلم لو ترك
الصلاة بالليل عامدا .. وليس هو من يتهم نفسه ويقول خبثت نفسي ..!!
- ويقصد النبي بقوله (خبيث النفس كسلان) ..أي ثقيل النفس وقد أصابه الكسل .. كما
في روايات أخرى وقد شرحت وذكرت سبب وصف الخبث بالثقل في السؤال السابق .
- بل وقد سبق ونقلنا عن بعض العلماء منذ سطور
أن معنى الخبث هو الثقل والغثيان ..، وأظن سبب قول هذا الخبث لوجود الأخبثين
(البول والبراز) في البطن .. وكلاهما يسبب هذا الثقل عند سوء الهضم وقلة التصريف
أو مع وجود إمساك شديد .
- فلا يوجد تعارض بين الحديثين .. وإنما يوجد عدم انتباه للفرق بين الروايات ..
والله أعلم .
@- بل وجدت رواية (حسنة) .. جاء في آخرها بلفظ: (فإن لم يفعل يعني لم يذكر الله، ولم يتوضأ ولم يصل أصبح لقس
النفس كسلان) رواه الطحاوي في مشكل الآثار وقال: إسناد محمود .. حديث
رقم 346 ج1 ص321.
- فحينئذ لا مشكلة أصلا ولا حتى تعارض
ظاهري بين الحديثين .. لتوحيد الألفاظ في الروايتين وهي (لقس النفس)
..
#-
خلاصة القول:
- لا يوجد تعارض بين حديث (لا يَقُولَنَّ
أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي) .. وبين
حديث (أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ).
******************************
..:: س64: هل كل مسلم ينام عن الصلاة الليلية يوصف بكونه خبيث النفس كسلان ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: في حال كان المسلم أتى عليه تنبيه
بالإستيقاظ ولم يستيقظ.
- إذا كان جاء في الحديث لفظ (استيقظ) الذي يدل على حدوث
تنبيه للنائم سواء من نفسه أو من غيره .. ولكنه فضل النوم .. فهذا الذي قد يصبح
خبيث النفس كسلان أي ثقيل النفس فيه كسل شديد .. ولكن هذا على افتراض أنه لم يكن
فيه مرض يضعفه أو تعب يمنعه من القدرة على النهوض بسهولة ويسر ..
#- ثانيا: في حال كان المسلم لم يأتيه تنبيه
بالإستيقاظ وأخذه النوم.
- وإذا نام المسلم مستغرقا في نومه ولم
ياتيه أي تنبيه ليستيقظ .. فلا سبيل لتأثير العقد الشيطانية عليه .. وإلا ما كان
النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع الحرج من عليه .. إذ قال: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ،
إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ
الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ (أي
غلبه النوم حتى فاته وقت الصلاة) فَلْيُصَلِّهَا حِينَ
يَنْتَبِهُ لَهَا (أي حين يصحو)) صحيح مسلم.
#- خلاصة القول:
-
وصف خبيث النفس كسلان .. هو نفسه ثقيل النفس فيه كسل شديد .. وهذا وصف قد يصيب من
انتبه من الليل وكانت له فرصة للصلاة ولكنه قرر النوم وكان في حال صحة وليس به مرض
أو علة كانت تمنعه في ذلك الوقت ..
- والله أعلم
.
*************************
..:: س65: هل كل مسلم كسلان يكون بسبب العقد
الشيطانية ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
لعلك نسيت أخي الحبيب .. أن مسألة العقد الشيطانية ترتبط بحال المسلم ومخصوص
بحالة معينة وهي منعه من الصلاة الليلية .. مهما كان المقصود بهذه الصلاة .. سواء
صلاة فرض أو نفل .
-
والكسل بصفة عامة له علاقة بطبيعة الإنسان .. فمن منا لا يصيبه الكسل على فترات من حياته
.. لأن النفس تكون متعبة أو لديها فراغ زائد أو غير ذلك أو قد يحدث الكسل لسبب عضوي
أو نفسي .. وهذا الكسل يحدث في العموم هو طبيعة إنسانية وتحدث لجميع الناس .. فلا
علاقة حينئذ للشيطان بهذه المسألة إلا تزيين الكسل لك .. حتى تستجيب لما تطلبه
النفس .
-
فإذا علمت ما سبق .. فالذي أفهمه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه
يوجد نوعان من الكسل يصيب الإنسان ..
1-
كسل نفسي يؤثر على همَّته ونشاطه ..
2- كسل شيطاني يؤثر على همته ونشاطه
..
@- وإليك تفصيل ما سبق ودليله:
#- أولا: كسل النفس الذي يؤثر على نشاط الإنسان..
1-
عن أنس بن مالك قال: (دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ المَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بيْنَ سَارِيَتَيْنِ،
فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي .. فَإِذَا كَسِلَتْ، أَوْ فَتَرَتْ
أَمْسَكَتْ به، فَقالَ: حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا
كَسِلَ، أَوْ فَتَرَ قَعَدَ .. "وفي حَديثِ زُهَيْرٍ: فَلْيَقْعُدْ")
صحيح مسلم.
-
قوله (كسلت أو فترت): أي تثاقلت عليها النفس بالكسل وشعرت بالنوم
.. أو ضعفت قواها ..
-
قوله (في حديث زهير): أي في رواية أخرى عن طريق زهير وهو أحد رواة
السند .. بدلا من لفظ (قعد) ذكرها بلفظ (فليقعد).
2-
(حديث
صحيح) .. عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
يَتَعَوَّذُ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ
الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ الهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ) متفق
عليه.
- قوله (الكسل): تثاقل النفس عن فعل شيء بالرغم من القدرة على فعلها لو
نشط .. مثل الكسل عن أداء الطاعات أو الواجبات الحياتية كسعي العمل طلبا للرزق ..
أو ما شابه ذلك ..
- قوله (الجُبن): ضعف القلب والهروب من جهاد الأعداء أو مواجهة الباطل
بصفة عامة.
- قوله (الهَرَم): من كبر السن الذي يصاب فيه الإنسان بضعف القوى العقلية
والجسدية ..
- قوله (البخل): هو منع المال عند توافره وتيسيره .
2-
كسل شيطاني يؤثر على همته ونشاطه ..
1- (حديث صحيح) .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خصلتان، أو
خلتان لا يحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنةَ، هما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما
قليلٌ، يسبِّحً في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشْرًا، ويحمَدَ عشْرًا ، ويكبِّرُ عشْرًا،
فذلك خمسون ومائةٌ باللسانِ، وألفٌ وخمسمائةٍ في الميزانِ، ويكبِّرُ أربعًا
وثلاثين إذا أخذ مضجعَه ، ويحمَدُ ثلاثًا وثلاثين ، ويسبِّحُ ثلاثًا وثلاثين ،
فذلك مائةٌ باللسانِ ، وألفٌ في الميزانِ . فلقد رأيتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يعقِدُها بيدِه ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ، كيف هما يسيرٌ ومن يعملُ بهما
قليلٌ؟ قال: يأتي أحدَكم –
يعني الشيطانَ – في منامِه فيُنَوِّمُه قبل أن يقولَه ، ويأتيه في صلاتِه
فيُذَكِّرَه حاجةً قبلَ أن يقولَه) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في
صحيح أبي داود.
-
قوله (في منامه):
أي عند جلوسه
على السرير استعدادا للنوم.
-
قوله (فينومه): أي يكسله بالنوم ويزينه في نفسه لينام سريعا قبل أن يقول أذكاره .. من
خلال تزيين النوم له مثل أن يقول له: أن النوم هو المهم الآن وحينما تقوم من نومك
فاذكر الله على مهلك ولكن نم الآن فأنت في حاجة إلى الراحة .. وما شابه هذا الكلام
.
2- (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ
عُقْدَةٍ مَكَانَهَا
(أي في مكان القافية - قائلا): "عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ"، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ
فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،
فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ
النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ) صحيح البخاري.
#- خلاصة القول:
1-
خد بالك .. بين الكسل الذي يحدث نتيجة تكسيل الشيطان .. وبين الكسل الذي يحدث من تكسيل
النفس نتيجة طبع أو ضعف أو طلب للراحة والنوم بسبب فراغ حياته أو لسبب عضوي كخمول
الغدة أو سبب نفسي كحزن أو هم أو غم أو ضيق وبالتالي لا يكون لديه نشاط ولا همَّة
ولا رغبة في فعل شيء ..
#-
وما يهمنا هنا هو شيء واحد .. هو أن تنتبه إلى أن حديث العقد يتكلم عن كسل مترتب على
ترك فوات صلاة كان سيترتب عليها أجر كبير لك .
2-
ليس كل كسل هو يتعلق بالشيطان .. بل له أسباب أخرى .. ولذلك قد تنام نتيجة إرهاق جسدي
أو نفسي ولا علاقة للشيطان بالمسألة لا من قريب ولا من بعيد ..
- والله أعلم .
*********************
..:: س66: ما هو علاج دفع الكسل عنك وأنت
على السرير؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
عن الأسود قال: (سألتُ عائشة -رضي الله عنها-: "كيف صلاة
النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالليل؟ قالت: كان ينام أوّله،
ويقوم آخره، فيصلّي ثمَّ يرجع إِلى فراشه، فإِذا أذّن المؤذّن وثب، فإِن كانت به حاجة اغتسل
وإلاَّ توضّأ) صحيح البخاري.
-
تأمل لفظ (وثب) .. أي نهض بقوة .. في غير تراخي .. وكأنه دفع
جسمه بقوة لينهض ليمنع الكسل .. وهذا والله أحسن شيء لمن يسمع الأذان أو يستيقظ من
الليل وكان في نيته القيام للصلاة .. هو أن يدفع نفسه بقوة من على السرير لينشط ..
#- خلاصة القول:
- دفع الكسل عن
النفس عند النوم يكون بتحريك الجسد بقوة حركة .. لإبطال كسل النفس وحتى تنشط
وتستجيب معك ..
#- السادة الأفاضل:
ردحذف1- ما هو السؤال الذي تبحث عن إجابته في حديث العقد الشيطانية ؟
2- وإذا لم يكن سؤال فلي سؤال لك :
- إذا لم تكن هناك عقد من الشيطان للإنسان بالسحر .. فهل هناك عقد من الإنسان للإنسان بالسحر ؟!!
- لو قلت: نعم .. هات دليل لا يحتمل إلا تفسير واحد فقط .. ودليل يقيني متواتر وليس ظني (يعني لا تستدل بحديث سحر النبي) ..
- ولو قلت: لا .. فما الذي يمنع حدوث تلك العقد ؟
تحياتي لكم
==========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ردا على سؤالك أستاذي الفاضل
ردحذفإذا لم تكن هناك عقد من الشيطان للإنسان بالسحر .. فهل هناك عقد من الإنسان للإنسان بالسحر ؟!!
نعم هناك عقد من الإنسان للإنسان بالسحر
الدليل قاطع من كتاب الله عز وجل في قوله تعالى:
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ)
فقد أكد الله عز وجل أن الشيطان يعلم الإنسان السحر لسحر إنسان آخر
وفي قصة موسى وسحرة فرعون أيضا قال تعالى
(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)
فالسحر كان من سحرة فرعون لسحر أعين الناس ليخيل لهم ولم يكن من الشياطين
والله اعلم
دليل على وجود عقد سحرية يفعلها الانسان
حذف(ومن شر النفاثات في العقد ...) والله أعلى وعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفجزاك الله خيراً وبارك الله فيك استاذنا
جواب السؤال هوا.. نعم هناك عقد من الانسان للانسان... بدليل
قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛:
من عقد عقدة ثم نفث فيها.. فقد سحر، ومن سحر فقد اشرك.. ومن تعلق شيئا وكل اليه
والله اعلم
اللهم صلِّ على سيدنا محمد قدر عزتك لا إله إلاّ أنت وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها وعلى آله وسلم
وكذالك قول الله تعالى:
ردحذفمن شر النفاثات في العقد..... لم يقل الله من شر الشيطان الذي ينفث في العقد
وانما قصد الانسان والنفاثات.. اي يعقدن عقد في خيوط وينفثن عليها.. وهذا من فعل انسان
وصفة النفوس واعتبرت صفت التأنيث للنفس الامارة بالسوء..
الاتي يعقدن عقد وينفثن عليها.... من شر النفاثات في العقد.. والله اعلم
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
ردحذفووفقنا جميعا الى احب الاعمال اليه وأرضاها عنده واحمدها عاقبة لديه في خير وعافية .. آمين يارب العالمين
في سورة الفلق في قوله تعالى ((وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) فالإنسان يقوم بالنفث في العقد السحرية بعد أن يقوم بعقدها والله اعلم
ردحذفطيب
ردحذفاللعبة قوية = والضرب من تحت الحزام
قوات حزب الشيطان = شغالين بقوة بموضوع الطاقة والأسقاط النجمي = ومحدش وائف أُصادهم.
يوجد ناس ترد عليهم = بارك الله فيهم
لكن
مجد عاوز رد من المدونة = مستقبلا بإذن الله القادر
تحياتي لك وللجميع
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم 🌿
ردحذفللإجابة على سؤال حضرتك نعم يوجد عقد من الانسن للانسن والدليل.. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه»
وكذلك في سورة الفلق ...وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ..
والله أعلي واعلم
أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردحذفشكر الله جهدك ووقتك وشرحك وتفصيلك.
وأسألك أن تدعو الله لي.
امّا بخصوص أسئلتك أستاذي:
1- ما هو السؤال الذي تبحث عن إجابته في حديث العقد الشيطانية ؟
*أشارك أختنا "قطر الندى" في أسئلتها، وأضيف عليها:
*أذا كانت "العُقد" هي نوع من الوسواس، لمَ تم تخصيصها بلفظ "عُقد" هل لأنها متتابعة متصلة معقودة ببعضها البعض؟
*وهل لو استيقظ المرء وذكر وتوضأ وصلى نافلة التهجد ثم نام "فيصلّي ثمَّ يرجع إِلى فراشه" كما الحديث، لكنه هنا "فإِذا أذّن المؤذّن" (للفريضة) وجد نفسه جنبًا والطقس بارد فتكاسل ونام. هل انحلت عقده بأول مرة -في النافلة- أم لازالت لأنه لم يقم ليعالج نفسه بالطهور ويصلي الفريضة؟
*وعلمنا أن بعد الاستيقاظ الوثب والوضوء. ما السبيل إلى دفع النفس إلى الاغتسال في طقس بارد أو شديد البرودة؟
*وهل الذكر والوضوء والصلاة يحدثوا النشاط والإفاقة بعد النوم -مهما قل-؟
*وإذا تُركت الصلاة وأصبح المرء خبيث النفس كسلان. كيف يدفع عنه هذا؟
*وهل هنالك شيء يمنع حدوث العُقد بالأساس؟
*هل من لا ينام بالليل وينام بالنهار لا يناله شيء من "العُقد" أو ما يشبهها من الوساوس المُحببة للنوم عن القيام للصلاة؟
ولا تحضرني أسئلة أخرى حاليًا؛ لكون عقلي بأدنى درجات تركيزه ويطلب النوم.
2- إذا لم تكن هناك عقد من الشيطان للإنسان بالسحر .. فهل هناك عقد من الإنسان للإنسان بالسحر ؟!!
- لو قلت: نعم .. هات دليل لا يحتمل إلا تفسير واحد فقط .. ودليل يقيني متواتر وليس ظني (يعني لا تستدل بحديث سحر النبي) ..
- ولو قلت: لا .. فما الذي يمنع حدوث تلك العقد ؟
لا تحضرني إجابة لكن سأحاول..
لو المقصود عقد سحر .. فالآية (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) كافية وهنالك الأحاديث التي ورد فيها لفظ "فقد سَحَرَ، ومَن سَحَرَ فقد أشرَكَ" لكن أقواها "حسن" والبقية ضعيفة. ومن الأحاديث التي ورد فيها " عَقَدَ لك عُقَدًا في بِئْرِ" أسناده صحيح لذا هو أقوى من الأول وبالتالي ليس المقصود بالسؤال.
لكن لو المقصود الوسواس والتنويم، فبعيدًا عن النص هنالك أمر واقعي: فشريك(ة) الفراش قد تفعل نفس الأمر بالتكسيل عن القيام للصلاة والدفع إلى النوم.
والله أعلم.
==========================
ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
ووهبك الرحمن الفهم القلبي لكل القرآن، وتجلّى عليك العليم بكل التعليم،
وعلمنا الودود المتفضّل الجواد الكريم وفهّمنا وهدانا وزكّانا وقرّبنا إليه بك.
ووهبك حبه وحب نبيّه ﷺ، وجمعك على رسوله ﷺ دائمًا بقلبك وروحك وسرّك وسرّ سرّك في شهودٍ دائمٍ للحق بين يديه. ووهبك جوار نبيّه في جنة الشهود بالفردوس الأعلى.
وايّانا.
يا رب يا رب يا رب.
آمين آمين آمين. يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين.
==========================
اللهم صلِّ وسلّم وبارك وأكرم على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، الحبيب المحبوب، قدر عزّتك -لا إله إلا أنت- وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها، وعلى آله وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته أجمعين، كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.