ج28: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - ما هي الصلاة الليلية التي قصدها النبي في حديث العقد الشيطانية والتي بها يتم فك العقد كلها - لماذا كانت العقد الشيطانية تحدث خصيصا في وقت الليل إذا نام المسلم - لماذا خصص النبي العقد الشيطانية بالمسلم الذي يذهب للنوم ولم يجعلها مطلقة في كل الأحوال سواء يقظ أو عند نومه.

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الثامن والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الثامن والعشرون :: ج5/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

1- س67: ما هي الصلاة الليلية التي قصدها النبي في حديث العقد الشيطانية والتي بها يتم فك العقد كلها ؟

2- س68: لماذا كانت العقد الشيطانية تحدث خصيصا في وقت الليل إذا نام المسلم ؟

3- س69: لماذا خصص النبي العقد الشيطانية بالمسلم الذي يذهب للنوم ولم يجعلها مطلقة في كل الأحوال سواء يقظ أو عند نومه ؟

************************

:: الفصل الثامن والعشرون ::

:: ج5/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

**********************

..:: س67: ما هي الصلاة الليلية التي قصدها النبي في حديث العقد الشيطانية والتي بها يتم فك العقد كلها ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من المسائل المتعلقة بحديث العقد على رأس المسلم النائم .. هي مسألة القصد من صلاة الليل المذكورة في الحديث التي بها يتم حل العقد الثلاثة .. هل هي صلاة الفرض أم صلاة النافلة بالليل أم يشمل كل صلاة ليليلة أراد المسلم القيام للصلاة فيها ؟!!

 

- والقول الراجح عند العلماء هي صلاة الفرض وإن اختلفوا في تحديدها هل العشاء أم الفجر أم كلاهما .. إذ أن المقصد لو كان هو صلاة النافلة الليلية كصلاة التهجد .. فهذا سيدخلنا في عدة إشكاليات .. منها كما أظن:

 

1- من يقل أن صلاة الليل في حديث العقد هي صلاة النافلة الليلية كصلاة التهجد مثلا .. فهو بذلك يكون قد عامل صلاة النافلة كصلاة الفرض حينئذ .. وهذا لا يصح .. لأن ترك السنن أو النوافل لا يترتب عليه عقوبة أو تسليط شيطان .. وكان من الممكن أن يصح الكلام أن مقصد الحديث بصلاة الليل هي قيام الليل إذا لم يأت في آخر الحديث لفظ (وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) فهذا وصف لا يقال فيمن أطاع ربه وصلى ما عليه من فروض الصلاة وختم صلاته بصلاة العشاء ونام عليها .. وإنما هذا يقال لمن غفل عن فرض ربه ونام عنه متكاسلا عنه وليس متعمدا النوم عنه وتركه بلا صلاة ..

 

2- لو كان المقصد بصلاة الليل هي صلاة النافلة .. فهذا معناه أن من يصلي ركعتين بالليل دون صلاة الفرض فهو يدخل في قول النبي: (فأصبح نشيطًا طيب النفس) ..

- وهذا كلام غير معقول حينئذ .. !!

 

3- إذا كان حال من يصلي الفروض وينام ولا يصلي نافلة الليل .. أن يصبح خبيث النفس كسلان .. فما هو حال من لم يصلي الفروض كاملة ..؟!!

- بل وما الفرق بين المتكاسل والمتهاون عن أداء صلاة الفرض وبين من يواظب على صلاة الفرض طالما الجميع تساوى في أنه أصبح خبيث النفس كسلان .. لأنه لم يقيم الليل يصلي النافلة ..!!

 

4- وإذا كان قد جاء في فضيلة نافلة قيام الليل ثبوت الأجر لمن يفعله .. فلا نعلم حديث واحد يدل على أن ترك أي نافلة يترتب عليه تأثير الشيطان على المسلم .. ولكن هذا معلوم عمن يترك صلاة الفرض عمدا لأنه معصية لله والمعصية يزينها الشيطان للمسلم ..!!

- (حديث صحيح) .. عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ: (أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ (أي يكسر) رَأْسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ .. وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ) صحيح البخاري.

 

- فتأمل قول النبي (وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ) .. أي عامدا متعمدا ومتجاهلا أن يصليها .. يعني باللغة العامية: ولا في دماغه موضوع الصلاة ده من أساسه ..!!

 

- بل ومن يصلي الفروض له عهد بالأمان من الله وغفران الذنوب .. إذا قال صلى الله عليه وسلم: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح .

 

- وهنا نسأل .. كيف لمن هذا هو حال الله معه لو صلى الفروض فقط .. أن يصحى من النوم خبيث النفس كسلان ؟!!

- كيف نتصور ذلك ؟!! أكيد لا يصح ذلك .

 

5- جاء في (حديث صحيح) .. عن طلحة بن عبيد الله قال: (أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي ما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقالَ: فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرَائِعَ الإسْلَامِ، قالَ: والذي أكْرَمَكَ، لا أتَطَوَّعُ شيئًا، ولَا أنْقُصُ ممَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفْلَحَ إنْ صَدَقَ، أوْ دَخَلَ الجَنَّةَ إنْ صَدَقَ) صحيح البخاري.

 

- فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الإعرابي تركه للنوافل بالرغم من جهره بذلك أمام النبي  .. والنوافل منها الصلاة الليلية .. ولو كان في ترك النوافل ما يترتب عليه سوء للإنسان لكان أخبره النبي أن عليه صلاة ركعتين بالليل حتى تفك عنه عقد الشيطان ..!! ولكن هذا لم يحدث ؟!!

 

- ولم يقل النبي للأعرابي له لو تركت نافلة الله ستصبح خبيث النفس كسلان .. بل قال (أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق) ..   

 

- ومن ذلك نعرف أن حديث العقد لا علاقة له بالصلاة الليلية النافلة .. وإنما بمن نام عن الفرض .. بل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من يؤتي بالفرائض كما طلب الله منه فقد فاز بالجنة ورضا الله .

 

6- كيف نتصور أن يكون من يصلي صلاة العشاء جماعة ويكون حاله كمن قام يصلي نصف الليل .. أنه يتم عقد العقد عليه .. وإن لم يصلي النافلة بالليل بل وفاتته صلاة الفجر عن غلبة نوم .. بانه يصبح خبيث النفس كسلان ..!!

- فهذا حينئذ مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟

- جاء في فضيلة صلاة العشاء في جماعة ..

- في (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) صحيح مسلم.

- وفي (حديث صحيح) بلفظ: (مَن شَهِدَ العشاءَ في جَماعةٍ كانَ لَهُ قيامُ نِصفِ ليلَةٍ ، ومَن صلَّى العشاءَ والفَجرَ في جماعةٍ كانَ لَهُ كقيامِ ليلةٍ) رواه الترمذي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.

 

- وبالتالي كيف نعقل أن من يكن حاله مصليا العشاء ونام عليه ولم يصل نافلة الليل فهو يوصف بأنه خبيث النفس كسلان .. في حين له أجر قيام نصف ليلة ..!!

 

7- إذا كان من صلى العشاء في جماعة والفجر في جماعة .. كان كمن قام الليل كله .. وكان في ذمة الله .. فكيف يصبح الصبح خبيث كسلان النفس لأنه لم يصل النافلة ؟!!

 

- كيف يعقل ذلك يا مؤمن بالله عليك .. والمصلي للعشاء والفجر قد أخذ أجر قيام الليل كله .. بل وبات في ذمة الله بعد صلاة الفجر ..

 

#- خلاصة القول:

- كثير من العلماء وعامتهم .. قال أن المقصد بصلاة الليل هي صلاة الفرض وقد يكون مخصوص بها من فاته صلاة العشاء لأنه نام من بعد المغرب حتى فاته وقت العشاء ودخل وقت صلاة الفجر ..، بل وبعض العلماء قال هي خاصة لمنعه من القيام لصلاة الفجر .. والبعض قال هي خاصة بمن فاته العشاء والفجر معا .. والله أعلم .

 

- ومن قال أنها خاصة بقيام صلاة الليل .. لأنه يرى بوجوب صلاتها كما رأى ذلك بعض التابعين .. ولكن لم يأت بدليل واحد يشهد لرأيه بهذا الوجوب .. سوى الإستدلال بفضيلة قيام الليل .. وهذا ليس دليل على الواجب وإنما دليل على الفضيلة ..

 

#- ملحوظة: قد سبق مناقشة كل الأقوال .. وسبب اختيار آرائهم وأدلتهم في رسالة (البيان في بيان مفهوم حديث بال الشيطان في أذن الإنسان) – الفصل التاسع تحت عنوان (س29: ما هو الرأي الراجح عند العلماء في المقصود من صلاة الليل التي أتى ذكرها في حديث (بال الشيطان في أذنيه) ؟) .. وسبب مناقشة الأقوال في تلك الرسالة كان لتوضيح مفهوم صلاة الليل التي نام عنها الرجل الذي بال الشيطان في أذنه .. ونفس إشكالية إبهام معرفة صلاة الليل فيها هي نفس إشكالية إبهام معرفة صلاة الليل في حديث العقد الشيطانية .

- والله أعلم.

 

************************

..:: س68: لماذا كانت العقد الشيطانية تحدث خصيصا في وقت الليل إذا نام المسلم ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- صلاة الليل سواء كانت الفرض أو النافلة .. فيها كرامات كثيرة ليست للصلوات الأخرى .. ونذكر مثال فضيلة لكل صلاة ليلية من الفرض والنفل ..

 

- علما بأن قيام الليل هو وصف يقال لكل صلاة تم صلاتها بعد العشاء .. فليس بالضرورة أن تنام لتقوم تصلي .. بل أن سنة العشاء تعتبر من قيام الليل ..

 

- والسر في سبب محاولة منع الشيطان لك من أن تقوم بالليل لتتقرب إلى الله .. حتى يحرمك الأجر الكبير من الله .. ويحرمك المدد الذي سيعود عليك من الله من إجابة الدعاء وعلو المقام وغفران الذنوب .. وإليك بيان ذلك ..

 

1- فريضة العشاء والفجر:

#- (حديث صحيح) .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) صحيح مسلم.

 

#- وفي (حديث صحيح) بلفظ: (مَن شَهِدَ العشاءَ في جَماعةٍ كانَ لَهُ قيامُ نِصفِ ليلَةٍ ، ومَن صلَّى العشاءَ والفَجرَ في جماعةٍ كانَ لَهُ كقيامِ ليلةٍ) رواه الترمذي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.

 

2- نافلة قيام الليل:

#- يكفيك فيها قوله تعالى: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة:16-17.

 

#- وعن عَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ قَالَ: (أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ مِنْ دَعْوَةٍ أَقْرَبُ مِنْ أُخْرَى، أَوْ سَاعَةٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) رواه بن خزيمة في صحيحة .. وذكره الألباني في صحيح بن خزيمة ..

- قوله (جوف الليل): يقصد به منتصفه أو ثلثه الأخير .. والله أعلم .

 

3- وسر مناجاة الليل سواء بالصلاة أو الذكر أو الدعاء تكمن في الآتي:

 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له) صحيح البخاري.

 

#- وكذلك في حديث عقبة بن عامر الذي جاء فيه فضيلة الصلاة بالليل سواء كان المقصد من ورائها فرض أو نفل :

(حديث حسن) .. عن عقبة بن عامر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وَعَلَيْهِ عُقَدٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي .. مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ) رواه بن حبان في صحيحه .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح..، وحسنه الألباني في صحيح الموارد وصحيح الترغيب.

 

#- خلاصة القول:

1- أن قيام الليل مع الله سواء للصلاة أو للذكر أو للدعاء .. ففي ذلك كرامة كبيرة جدا .. ولها مكانة كبيرة عند الله حاصة في مسألة إجابة الدعاء وغفران الذنوب وعلو المقامات ..

 

2- ولذلك يجاهدك الشيطان بكل قوة عند نومك بالليل .. حتى لا تقوم بالليل لمناجاة الله لأنه يعلم أن في قيامك لله كرامة بعلو مقامك .. ولن يستطيع الشيطان أن يغلبك بعد ذلك .. لأن نورك سيزيد .. وهو سيمحى أثر وسواسه من النفس ..

- والله أعلم .

 

*****************************

..:: س69: لماذا خصص النبي العقد الشيطانية بالمسلم الذي يذهب للنوم ولم يجعلها مطلقة في كل الأحوال سواء يقظ أو عند نومه ؟ ::..

 

- قد تسأل فتقول لماذا النبي جعل العقد الشيطانية تحدث من الشيطان للمسلم عندما يذهب لنومه .. ولماذا مثلا لم يجعل مفهوم العقد الشيطانية بالليل سواء لمن كان يقظ أو ذهب للنوم ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الذي أظنه .. هو أن عزيمة الإنسان تكون أعلى من عزيمة الشيطان في حال يقظته لقوة نشاطة وانتباهه وإدراكه العقلي .. أما عن العقد فلا ينشط بها الشيطان إلا في حال بداية شعور الشيطان بأن الإنسان بدأ يستيقظ من نومه .. وهو يستغل تلك اللحظة لضعف الإنسان الشديد حينئذ .. فيحاول أن يقوى عليه بعزيمته أو بكيده بسبب ضعف الإنسان وغلبة النوم عليه وكسله .. وإلا فهو يوسوس له في كل الأوقات ..

 

#- خلاصة القول:

1- الشيطان يوسوس للصاحي في الليل بأن يترك الصلاة أيضا .. ولكن لا عزيمة عقد مع الإنسان اليقظ لقوة الإنسان حينئذ بنشاطة وحركته وإدراكه العقلي .. ولكنه يقوى بعزيمة العقد على المسلم عند بداية يقظته من نومه وذلك ليمنعه من الوصول إلى عبادة الله .. ويكون الإنسان في تلك اللحظة من أضعف ما يكون .. حتى يستطيع الشيطان أن يقوى عليه بوسوسته .. والله أعلم .

 

2- وهذا يلفت نظرنا لشيء .. وهو مدى ضعف كيد الشيطان مع الإنسان .. وحال الإنسان في اليقظة يكن هو الأعلى قوة وسلطة في دفع كيد الشيطان ..  وهذا لمن اعتصم بالله وكان عزيزيا بمولاه .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .