ج32: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - هل نوم النبي عن صلاة الفجر معناه أن الشيطان قد عقد عليه العقد هو وصحابته وبال في أذنهم الشيطان - هل ألقى الشيطان النوم على بلال الصحابي - هل يمكن للشيطان أن يلقي بالنوم على إنسان.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الثاني والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الثاني والثلاثون :: ج9/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

1- س81: هل نوم النبي عن صلاة الفجر معناه أن الشيطان قد عقد عليه العقد هو وصحابته وبال في أذنهم الشيطان ؟

2- س82: هل ألقى الشيطان النوم على بلال الصحابي وعقد له العقد حينما نام وقت أن كان في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

#- الشيطان لا يلقي النوم على أحد .

************************

:: الفصل الثاني والثلاثون ::

:: ج9/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

**********************

..:: س81: هل نوم النبي عن صلاة الفجر معناه أن الشيطان قد عقد عليه العقد هو وصحابته وبال في أذنهم الشيطان ؟ ::..

- قد يخطر على بالك قصة في السيرة النبوية .. وهذه القصة هي .. جاء عن النبي وكان في سفر مع الجيش وتأخر عنهم هو وبعض أصحابه وعرض عليه بعض أصحابه النوم قليلا وقال لهم النبي: (أخَافُ أنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ قَالَ بلَالٌ: أنَا أُوقِظُكُمْ، فَاضْطَجَعُوا، وأَسْنَدَ بلَالٌ ظَهْرَهُ إلى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ) صحيح البخاري .. ولكن الله ضرب عليهم بالنوم .. واستيقظوا على حر الشمس بعد مرور وقت صلاة الفجر وخروج وقتها .. وظن الصحابة أنهم بذلك ارتكبوا إثما ولكن قال لهم النبي: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ (أي غلبه النوم حتى فاته وقت الصلاة) فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا (أي حين يصحو)) صحيح مسلم.

- وجاء قول النبي بلفظ آخر: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا) صحيح مسلم.

- وبعد قرائتك للقصة السابقة .. قد يخاطرك في بالك وتظن أن سبب نوم النبي وصحابته هو الشيطان وقد عقد عليهم العقد وبال في أذنهم ..!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما خطر ببالك أخي الحبيب هو تفكير خاطيء ليه ؟

- أولا: الصلاة المكتوبة إذا نمت عنها عن غلبة نوم وليس متعمدا تجاهل الصلاة فلا حرج في ذلك ولا مشكلة ولا إثم عليك .. ليه ؟

- لأنك كنت ترغب في أدائها .. ولكن جسمك ضعف في وقت واحتاج إلى الراحة فنمت ولم تستطيع البقاء يقظا لاحتياج جسمك للنوم .. ولما فاتتك الصلاة بهذا الوصف فهذا معناه أن هذا النوم العميق إنما هو صدقة من الله تصدق بها عليك ليكتسب جسمك أكبر قدر من الراحة .. فهو أعلم بك .

- فنوم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته .. إنما هو صدقة من الله عليهم وليس تفريطا في صلاتهم .. وإنما ينجح تأثير العقد وما قد يكون نتيجة أن بال في الأذن الشيطان .. إذا كان المسلم قد فرط وترك صلاته عمدا .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا) صحيح مسلم.

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا) صحيح مسلم.

- وفي (حديث جيد "مقبول") .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (مَا مِنْ عَبْدٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقِيَامِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ عَنْهَا، إِلَّا كَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ .. وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ مَا نَوَى) رواه بن حبان في صحيحه .. وقال الأرنؤةط: إسناده جيد .. وقال الألباني حسن صحيح ..!!

- إذن غلبة النوم على المؤمن وعدم انتباهه للصلاة مع الرغبة في أدائها إن كان يقظا .. فلا حرج عليه بل وله أجر أدائها في وقتها .. وكان هذا النوم هو صدقة له من الله تصدق بها عليه فأبقاه نائما لعم الله بأن جسم يحتاج لراحة .

 

- ولا يوجد عقد شيطان ولا بال الشيطان .. ولا تأثير من الشيطان من أساسه لا من قريب ولا من بعيد ..  ..!!

- ويكفي قول النبي في هذه القصة قوله: (قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَنَا وَقَدْ رَدَّهَا إِلَيْنَا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

#- ثانيا: ما هي الأحاديث الذي أتت فيها هذه القصة والتي جاء في بعضها أن الشيطان قد حضرها ؟!

@- هذه القصة كما جاءت في بعض الروايات كالآتي:

- (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة قال: (عَرَّسْنَا (أي استرحنا للنوم) مع نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ برَأْسِ رَاحِلَتِهِ (أي للتحرك من هذا المكان) فإنَّ هذا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فيه الشَّيْطَانُ، قالَ: فَفَعَلْنَا) صحيح مسلم .

 

- ثم تظهر رواية أخرى في (حديث حسن) .. أنهم بعد أن تحركوا قليلا ثم وقفوا للصلاة في مكان بعيد عن المكان الذي ناموا فيه .. فيقول خادم النبي ذو مخمر: (فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ (أي سنة الفجر) قَبْلَ الصُّبْحِ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ .. ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ .. فَصَلَّى وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ فَرَّطْنَا (أي قصَّرنا في طاعة الله) ، قَالَ: " لَا .. قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَنَا وَقَدْ رَدَّهَا إِلَيْنَا، وَقَدْ صَلَّيْنَا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

 

- وفي (حديث صحيح) بلفظ عن أبي هريرة قال: (عَرَّسَ (أي استراح ونام) بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أي حين) مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ: " مَنْ يَحْفَظُ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا؟" (أي يكون منتبها لأذان الفجر) فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا .. فَنَامُوا .. فَمَا اسْتَيْقَظُوا إِلَّا بِالشَّمْسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَوَّلُوا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ " ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ أَنِمْتَ؟ " قَالَ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِأَنْفُسِكُمْ" .. ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ وَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) رواه الطحاوي في مشكل الآثار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث صحيح.

 

- وفي (حديث صحيح)  بلفظ: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ (أي غلبه النوم حتى فاته وقت الصلاة) فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا (أي حين يصحو)) صحيح مسلم.

 

- وفي (حديث صحيح) بلفظ: عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: «مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ لَا يَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟» فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا، فَبَادَرُوا فَتَوَضَّئُوا، وَأَذَّنَ بِلَالٌ، وَصَلُّوُا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلُّوُا الْفَجْرَ) رواه أبو يعلى واللفظ له ورواه أحمد وغيرهما .. وقال محقق مسند أبو يعلى: إسناده صحيح ..، وقال محققو مسند أحمد: إسناده صحيح على شرط مسلم.

- وقوله (يكلؤنا): اي يحرسنا الليلة ويبقى يقظا لينبهنا حتى لا ننام عن صلاة الفجر ..

- قوله (فضَرب على آذانهم): أي أن الله أنامهم حتى حجب عن أسماعهم الأنتباه لأي صوت لترتاح أجسامهم.

#- وبعد قرائتك لهذه القصة .. فقد يقذف الشيطان بسؤال في صدرك ليشكك في صحة الأحاديث كما يحدث مع البعض أو ليشكك في عصمة النبي كما قد يظن آخرين  .. وهذا السؤال يتعلق بجزئية قول النبي: (هذا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فيه الشَّيْطَانُ) صحيح مسلم.

 

- فتقول الآتي: كيف نقبل أو نفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تسلط عليه الشيطان فغلبه بالنوم ؟ ولماذا لم يأتي ملكا من الملائكة ليجعل النبي ينتبه مثلا من نومه ؟ ثم أين الأذكار الخاصة بالحماية من الشيطان حيث لا نجد لها أثرا في هذه القصة ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أذكر لك اجتهادي الخاص بالمسألة وعلى الله قصد السبيل ..

 

1- لم يتسلط الشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم .. وما كان للشيطان أن يتسلط على سيدنا محمد ولا على أي نبي فيقهر النبي ويغلبه  لأنه لا سلطان للشيطان على الأنبياء والرسل وعباد الله المخلصين .. وإنما قد يتسلط الشيطان على النبي فيقهره النبي لتكون العزة لله .. وهذا حدث كثيرا ..

 

- ففرق بين تسليط بغرض الاستحواذ على الإنسان فيفسد نفسيته على الكفر وهذا هو السلطان الشيطاني .. وبين التسليط بغرض الابتلاء للإنسان وهو ما يحدث مع عموم المؤمنين بداية من الوسوسة وانتهاءا بحدوث الصرع أحيانا .

 

- والشيطان لم يتسلط على النبي ليجعله ينام لأن النبي أصلا كان اتخذ قرار بالنوم هو والصحابة الموجودين حينئذ .. ولم يكن للشيطان وجود وإلا ما كان النبي نام في هذا المكان .. وكان عدد الصحابة حينئذ سبعة كما جاء ذلك في بعض الروايات ولكن الذي ظل يقظا للحراسة وليعلو بالأذان كان هو الصحابي بلال .. وذلك حتى يؤذن للفجر ولكن غلبه النوم .

 

2- الروايات لم تقل أن الشيطان كان سببا في حدوث النوم .. وإنما الروايات قالت: (قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَنَا وَقَدْ رَدَّهَا إِلَيْنَا) .. فالفاعل لمسألة النوم هو الله .. وليس الشيطان .

 

- ولذلك اعتبر النبي أن هذه حالة غفلة نوم وليست غفلة شيطان .. حتى الصحابي بلال احتج بأن الفاعل هو الله فقال: (قَالَ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِأَنْفُسِكُمْ) .. لأنه لا مجال للشيطان في المسألة لأن نفوسهم استوطنتها عزيمة القيام للصلاة .. ولكن الله أراد شيء آخر .. لتعليم جزئية في الشريعة وهي ماذا تفعل لو نمت عن صلاة الفرض وخرج وقتها .. !!

 

- ولذلك لا يقال في مثل هذا الموقف أن الشيطان بال في أذنهم فناموا .. أو حتى عقد عليهم العقد فناموا .. لا .. فهذا كلام خطأ جدا ومخالف لنصوص الأحاديث فضلا عن كونه كلام باطل لأنه لم يحدث .. لأن نفوسهم استوطنت العزيمة في القيام لصلاة الفجر .. وهذه النية كافية لحجب الشيطان أصلا فلا فلا تأثير لعقد الشيطان ولا وجود لنتيجة أنه قد بال الشيطان .. فافهم الفروق بين الإنسان مع الله لتفهم الأحاديث بصورة صحيحة ..!!

 

- وإنما تأثير الشيطان يكون .. لمن استوطنت نفسه حب النوم عن الصلاة أو كان تاركا لها .. ولا علاقة لذلك بمن كان مطيعا لله وغلبه النوم فهذه صدقة من الله تصدق بها على المؤمن ليرتاح .. فانتبه لهذا الكلام جيدا فإنه نفيس ويحل لك مشكلات ..

 

3- إذا علمت ما سبق .. فهنا تسأل: لماذا قال النبي (هذا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فيه الشَّيْطَانُ) صحيح مسلم.

- قلت لك: لما كان يغيب عن الإنسان أداء فعل المفروض عليه فهذا يجعل للشيطان مطمع في الإنسان حينئذ بأن يستولى عليه بالوسوسة بصورة قوية .. وحينما نهض النبي وصحابته وأمرهم بالخروج من هذا المكان لأنه استشعر حضورا للشيطان حين يقظتهم من النوم .. فخاف على صحابته من وسوسته .. فخرج بهم بعيدا عن هذا المكان الذي لم يعد فيه بركة .. ولو كان النبي يعلم بوجود الشيطان في هذا المكان من بداية الأمر ما كان نام فيه .. وإنما حضور الشيطان علمه النبي وقت يقظتهم وليس عند نومهم .

 

- وفي ذلك إرشاد بأن لا تعلن تحديا مع الشيطان في مكان أنت استشعرت وجود الشيطان فيه .. ويكون هذا المكان ليس مِلكا لأحد .. كالأماكن الصحراوية أو البيوت المهجورة أو الخرابات .. فابتعد وارحل دون أدنى مقاومة .. فأنت لا تأمن ما سيحدث بعد ذلك .. لأنها قد تكون منازل يسكنها أو يحضرها الشياطين .. فابتعد .. وهذا تعليم للأمة بالإنتباه لهذه الجزئية ..

 

- ولا تكن مغفلا أخي الحبيب وتظن أن النبي لا يستطيع أن يطرد شيطان ..!! بل يستطيع أن  يطرده وقبيلته ولكن ماذا ستفعل أمته من بعده وهم لا يملكون مثل قدراته النورانية ؟!! ولذلك أرشدهم للطريق الأصوب الذي فيه أمانا لهم ولا يكون فيه ضرر ولا ضرار .. لأنه ليس موقف يستوجب فيه استعلاء كرامة الإنسان على الشيطان .. فأنت قد تكون في أرضه .. فانتبه.

 

4- أما عن قولك .. لماذا لم يأتي ملكا من الملائكة ليجعل النبي ينتبه مثلا من نومه أو ليطرد الشيطان الذي غلب بلال بالنوم ؟

- فأقول لك أن حضور الشيطان وحدوث غلبة النوم على بلال إنما كان لأمرين كما يتبين لي:

- الأول: إنما أراد الله للنبي أن ينام ويرتاح وهو صحابته من طول السفر .. وذلك كصدقة من الله عليهم ليرتاحوا ولذلك لم يكن فيها ذنب وعتاب .. فهذا مثل حال من أكل ناسيا وقد غفل عن كونه صائم .. فقال له النبي: (مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ) صحيح البخاري.

- فالله يرحم عباده بطرقه الخاصة .. فافهم.

 

- وذلك يظهر بوضوح في حديث النبي الذي جاء فيه: (مَا مِنْ عَبْدٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقِيَامِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ عَنْهَا، إِلَّا كَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ .. وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ مَا نَوَى) رواه بن حبان في صحيحه .. وقال الأرنؤةط: إسناده جيد .. وقال الألباني حسن صحيح ..!!

 

- الثاني: وفي نفس الوقت حتى يترتيب من وراء هذا الموقف بيان تشريع جديد ما كنا سنعلمه إلا من خلال هذا الموقف .. وهو تشريع من تفوته الصلاة وهو نائم أو ناسي .. وهو كان فعل خير من الله في حقيقة الأمر .. فكان الظاهر لك حضور شيطان .. ولكن الحقيقة من وراء ذلك هو تشريع الرحمن .. فأبصر .

 

5- أما عن قولك .. أين مفعول وأثر ونتيجة وتحصين أذكار ما قبل النوم إذا كان الشيطان قد نجح في التأثير حتى ولو على بعض الصحابة كبلال رضي الله عنه ؟

- فأقول لك: قد تبين لك خطأ ما أنت ظننته من أن الشيطان هو الذي أصابهم بنوم .. لا .. فهذا فعل الله بدلالة كلام النبي وكلام الصحابي .. ولا علاقة للشيطان بالمسألة إلا فقط بحضوره للمكان في محاولة للوسوسة للبعض كما هو حاله مع الإنسان عموما ..

 

- إذن .. ذكر الله والتحصين بالقرآن لم تجعل للشيطان أثر فعل مع المؤمنين في أثناء تواجدهم في حضرة أو مقام ينام فيه النبي بجوارهم .. صلى الله عليه وسلم ..

 

6- ملاحظات تنتبه لها أكرمك الله :

#- الملحوظة الأولى: الشيطان قد يحضر للمؤمنين ليوسوس لهم .. ولكنهم يذكرون الله فيصرف الله عنهم شر هذه الوساوس .. إذ يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف:201.

 

#- الملحوظة الثانية: أن الذكر لا يمنع في بعض الأحوال حضور الشيطان .. وذلك للإختبار والابتلاء للمؤمن .. وليس لأن الذكر لم يمنع الشيطان .. لا .. ولكن لأن لك اختبار يجب أن تمر به في حياتك وهو من جملة قدرك وعليك ان تواجهه بالله وليس بنفسك .. ومثال ذلك كما تعرض الشيطان للنبي في صلاته .. وكما يتعرض المصلين في صلاتهم من وسوسة الشياطين .. فانتبه وكن بصير في العلم حتى لا يضللك الشيطان .

 

#- خلاصة القول:

- أن الشيطان لم يكن له تأثير بعقده على النبي ولا على المؤمنين معه .. ولم يكن سببا في حدوث النوم للنبي وصحابته .. وإنما هذا النوم كان صدقة تصدق بها الله عليهم ليرتاحوا .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة: نصف هذا السؤال وإجابته تم نقله من الفصل الثالث من أحد رسائلي وهي (رسالة البيان في مفهوم حديث بال الشيطان في أذن الإنسان .. السؤال رقم (9) تحت عنوان (هل نوم النبي عن صلاة الفجر معناه أن الشيطان قد غلبه هو وصحابته حتى ناموا ؟) ..

 

***********************

 ..:: س82: هل ألقى الشيطان النوم على بلال الصحابي وعقد له العقد حينما نام وقت أن كان في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 

#- توجد رواية بخصوص القصة السابقة التي نام فيها النبي وصحابته .. وقد جاء في هذه الرواية : (إنَّ الشَّيطانَ أَتى بِلالاً وَهوَ قَائِمٌ يُصلِّي فَأضجَعهُ، ثُمَّ لَمْ يَزلْ يُهدِّيهِ كَما يُهدَّأُ الصَّبيُّ حَتى نَامَ) .. وهذا فيه دلالة على أن الشيطان ينيم الإنسان بدليل أنه أنام الصحابي ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: بخصوص مسألة تنويم الشيطان للإنسان ..

- الشيطان لا يحدث النوم في نفس المسلم .. وإنما يزينه له .. وهناك فرق كبير بين القول بأن الشيطان يصنع فيك النوم أي يوجده .. فهذا معناه أنه يفعل بك كما تفعل المخدرات التي تغيب العقل .. أو يخلق فيك النوم وهذا مستحيل لأنه ليس بخالق .. وبين القول أن الشيطان وسوس إليك بالنوم أي حببه إلى نفسك لتنام .. كصاحبك الذي يقرأ لك قصة حتى تذهب في النوم .. فإذا علمت ما سبق .. فإليك تفصيل الرواية التي استدللت بها ..

 

1- ليس في الرواية التي أشرت إليها .. أن الشيطان ينيم الإنسان وإنما جاء فيها: (يُهدِّيهِ كَما يُهدَّأُ الصَّبيُّ حَتى نَامَ) أي يوسوس له بالنوم لينام .. أي يقوم بتزيين النوم له في نفسه مثل أن يقول له: نام وارتاح قليلا .. حتى (نام) أي هو الذي غلبه النوم وليس الشيطان أسكن النوم في نفسه أو خلقه فيه .. إذ لا قدرة للشيطان على ذلك .. وإنما ينومه بتزيين النوم في نفسه فقط ..!!

 

- وهذا التنويم من الشيطان بتزيينه للإنسان .. شيء قد أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ .. وَهُوَ فِي صَلاَتِهِ .. فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا .. وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ، فَيُنِيمُهُ) رواه النسائي في سننه واللفظ له ورواه أبو داود وأحمد .. وقال الإمام بن حجر في نتائج الأفكار ج2 ص282: حديث صحيح .. وسبق الكلام على هذا الحديث في السؤال رقم (65) من هذه الرسالة .

 

- قوله (في منامه): أي عند جلوسه على السرير استعدادا للنوم.

 

- قوله (فينومه): أي يكسله بالنوم ويزينه في نفسه لينام سريعا قبل أن يقول أذكاره .. من خلال تزيين النوم له مثل أن يقول له: أن النوم هو المهم الآن وحينما تقوم من نومك فاذكر الله على مهلك ولكن نم الآن فأنت في حاجة إلى الراحة .. وما شابه هذا الكلام .

 

2- فالشيطان لا يزرع النوم أو يوجده في أحده كأنه يقول له (بخ) فينام .. لأنه لا قدرة له على خلق النوم أو إدخال النوم في نفس إنسان ..!! وإنما يؤثر عليه بوسوسته ليجعله ينام كما يؤثر عليه بوسوسته في الصلاة ليفسدها عليه ..

 

- ولو كان له القدرة على إيجاد النوم في النفس لظلت البشرية كلها نائمة حتى الآن ..!! فانتبه.

 

#- ثانيا: بخصوص الحديث الذي أشرت إليه هو إسناده صحيح ولكن هذه الرواية بذاتها حديث ضعيف فيه انقطاع .. وفيه نكارة في الجزئية المشار إليها وهي جزئية: (إنَّ الشَّيطانَ أَتى بِلالاً وَهوَ قَائِمٌ يُصلِّي فَأضجَعهُ، ثُمَّ لَمْ يَزلْ يُهدِّيهِ كَما يُهدَّأُ الصَّبيُّ حَتى نَامَ) .. ولكن ليه الحديث ضعيف .. وليه فيه نكارة ؟

 

1- أما عن كون هذه الرواية ضعيفة .. فلأنها رواية مرسلة عن كلام التابعي وليست رواية موصولة إلى النبي .. لوجود انقطاع في السند حيث سقط الصحابي من سند الرواية بين التابعي (زيد بن أسلم) وبين (النبي) .

 

- وليس معنى أنك تجد في كتب تصحيح الروايات أن رواية الإمام مالك صحيحة فهي صحيحة لذاتها .. لا .. إنما المقصد صحيحة لغيرها .. أي الرواية صحيحة كقصة بصورة عامة لوجود هذه القصة في أحاديث أخرى موصولة صحيحة كما سأذكر لها منها رواية الإمام الطحاوي بعد قليل ..

 

2- أما عن كون هذه الجزئية في الرواية فيها نكارة .. فإليك بيان ذلك:

- جاءت القصة في هذه الرواية هكذا في (حديث ضعيف) .. عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ: (عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ. وَوَكَّلَ بِلَالًا أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلَاةِ. فَرَقَدَ بِلَالٌ وَرَقَدُوا. حَتَّى اسْتَيْقَظُوا وَقَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ، وَقَدْ فَزِعُوا. فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْكَبُوا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي، وَقَالَ: «إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ»، فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي. ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلُوا، وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا. وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ، أَوْ يُقِيمَ. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ رَأَى مِنْ فَزَعِهِمْ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا، فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا، ثُمَّ فَزِعَ إِلَيْهَا، فَلْيُصَلِّهَا، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا»، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَضْجَعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ، كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ»، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا. فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ) رواه مالك في الموطأ .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند صحيح حتى زيد بن أسلم .. ولكنه يظل حديث مرسل فيه ضعف .. وإن كان أصل القصة جاء في الصحيح .. ولكن ما جاء في الصحيح لم يأت فيه جزئية (إنَّ الشَّيطانَ أَتى بِلالاً وَهوَ قَائِمٌ يُصلِّي فَأضجَعهُ، ثُمَّ لَمْ يَزلْ يُهدِّيهِ كَما يُهدَّأُ الصَّبيُّ حَتى نَامَ) ..!!

 

#- انتبه الآن للآتي:

#- جاء في (حديث صحيح) بلفظ عن أبي هريرة قال: (عَرَّسَ (أي استراح ونام) بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أي حين) مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ: " مَنْ يَحْفَظُ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا؟" (أي يكون منتبها لأذان الفجر) فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا .. فَنَامُوا .. فَمَا اسْتَيْقَظُوا إِلَّا بِالشَّمْسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَوَّلُوا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ " ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ أَنِمْتَ؟ " قَالَ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِأَنْفُسِكُمْ" .. ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ وَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) رواه الطحاوي في مشكل الآثار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث صحيح.

 

أ- فتأمل قول النبي: (يا بلال أنمت) .. ولم يقل أنامك الشيطان يا بلال ..!!

 

ب- وتأمل رد بلال على النبي إذ قال له: (أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِأَنْفُسِكُمْ) ولم يقل له أنامني الشيطان .. ولم يقل له النبي أن الذي أنامك هو الشيطان ..!!

 

ج- بل وسياق هذا الحديث الموصول عند الطحاوي فيه تعارض مع حديث الإمام مالك .. لأن رد بلال على النبي في رواية الإمام مالك أنه وافق النبي على أن الشيطان أنامه .. وذلك مخالف لرد بلال في رواية الإمام الطحاوي بأنه أجاب النبي بأن هذا فعل الله به ..!!

 

- فالفارق كبير جدا بين رد بلال في الروايتين .!! والنكارة في المتن واضحة بين الحديث المرسل الذي رواه الإمام مالك والحديث الموصول الذي رواه الإمام الطحاوي .. ولكن أصل القصة صحيح .. ما عدا هذه جزئية تهدئة الشيطان لبلال حتى أنامه ..

 

#- خلاصة القول:

1- أن الشيطان لا ينيم أحد بخلق إحساس النوم فيه .. لأن هذا ما لا قدرة له على أن يفعله .. وإلا كان كل شيطان قرين لإنسان كان أنامه طوال اليوم ولا يفيق أبدا .. وهذا كلام لا يقول به العقلاء ولا الواقع ولم يقل به أي عالم .

 

2- والجزئية التي استدل بها البعض على أن الشيطان أتى يهدأ بلال حتى نام .. فهذه الجزئية في القصة منكرة وأتت في رواية ضعيفة .. ولم تأتي في أي رواية من روايات الصحيح الموصولة ..

- هذا بالإضافة إلى أن الرواية .. ليس فيها أن الشيطان له القدرة على إنامة إنسان بمعنى خلق إحساس النوم فيه أو إيجاده .. وإنما بتزيين النوم له فنام .. فانتبه.

- والله أعلم .

 

************************

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .