ج17: قصة الإسراء والمعراج - الحكمة من غسل باطن النبي بماء زمزم ليلة الإسراء - الحكمة من حشو صدر النبي بالحكمة والإيمان - هل كان شق صدر النبي ليلة الإسراء من أجل غسله وتطهيره من أي شيء مذموم وقبيح وباطل - هل كان النبي في حاجة إلى حكمة وإيمان حتى يفرغهما جبريل في صدر النبي - كيف تفهم مسألة حشو باطن النبي بالحكمة والإيمان - هل شق صدر النبي مثل قصة الفداء والصليب - كيف يُشق صدر النبي ويتم إخراج قلبه دون أن يموت.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع عشر)

#- فهرس:

:: الفصل السابع عشر:: ج4/ مسائل وشبهات تم نشرها على الإنترنت تتعلق برحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى – وإشارات ولطائف أكرمني الله بها :: 

1- س49: هل كان شق صدر النبي ليلة الإسراء من أجل غسله وتطهيره من أي شيء مذموم وقبيح وباطل ؟

#- أولا: أما عن التوهم بأن ماء زمزم كان لتطهير قلب النبي من العقائد الزائغة والأخلاق المذمومة ..

#- ثانيا: الحكمة من غسل باطن النبي بماء زمزم الذي جاء ذكره في الأحاديث ..

2- س50: هل كان النبي في حاجة إلى حكمة وإيمان حتى يفرغهما جبريل في صدر النبي ؟ (تذوقات وإشارات ومعاني لطيفة)

#- الحكمة من حشو صدر النبي بالحكمة .

#- الحكمة من حشو صدر النبي بالإيمان .

#- كيف تفهم مسألة حشو باطن النبي بالحكمة والإيمان ؟

#- لماذا أتى جبريل بصفة الإيمان والحكمة في طست من ذهب ؟

#- كيف يتم وضع الصفات في وعاء أو طست والصفات ليست أجسام ؟

#- رأيي الخاص في مسألة طست الذهب .

#- من كلام العلماء (ومسألة عن قوله "طست من ذهب").

3- س51: كيف يُشق صدر النبي ويتم إخراج قلبه دون أن يموت ؟

4- س52: هل شق صدر النبي مثل قصة الفداء والصليب عند المسيحيين ؟

5- س53: لماذا تم شق الله صدر النبي إذا كان الله يمكن أن يغير ما في باطن النبي بكن فيكون ؟

*******************

:: الفصل السابع عشر ::

*******************

 ..:: س49: هل كان شق صدر النبي ليلة الإسراء من أجل غسله وتطهيره من أي شيء مذموم وقبيح وباطل ؟ ::..

(الحكمة من غسل باطن النبي بماء زمزم) 

- من الأسئلة المتداولة على الإنترنت .. والتي أيضا قد تخطر على بال البعض فيقول ما معناه: ما الحكمة من غسل صدر النبي بماء زمزم .. إذ يغلب على العقل أن استخدام الماء إنما يكون للتطهير أو قد يرمز لطهارة باطنية من الأخلاق المذمومة أو الطباع السيئة أو العقائد الباطلة .. ولكن باطن النبي طاهر لا يحتاج لطهارة .. فضلا عن أن الماء لا يؤثر في المعنويات أي الصفات الباطنية وإلا كان شرب الماء غير من سلوك الإنسان ولكن هذا لم يحدث .. !!

 

- ومثل هذه المسائل كجزئية غسل جبريل لباطن النبي .. يستغلها بعض الجهلاء في التشكيك لإبطال حدوث قصة الإسراء .. ويبطلون الأحاديث النبوية ويزعمون أنها من صناعة الشيوخ ..!!

- حتى أنك تجد بعض المستهزئين على الإنترنت بمنتهى قلة الأدب والإنحطاط في الأسلوب والشهادة الزور على العلماء فيقول: هل كان صدر النبي ممتليء بالأوساخ ليعمل له جبريل عملية جراحية ؟!! بل هذه الاحاديث مكذوبة ولا وجود لها إلا في عقل من اخترعوها ..!! (انتهى ملخص كلامه) .

 

#- وإليك أخي الحبيب .. الحديث الذي يشير إلى جزئية شق صدر النبي ليلة الإسراء والمعراج:

- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي (أي فتحه) ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ .. ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا .. فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي .. ثُمَّ أَطْبَقَهُ .. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي .. فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .....) صحيح البخاري.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما تظنه أخي الحبيب من سؤال خطر على بالك أو سمعته على شبكة الإنترنت .. إنما هو تصور خاطيء في مسألة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء .. ليه ؟

#- أولا: لا يوجد مؤمن يقول بأن جبريل استخدم ماء زمزم لتطهير قلب النبي من العقائد الزائغة والأخلاق المذمومة والطباع الفاسدة ..

- إذا لا يتصور مؤمن أن النبي كان فيه معتقدات زائغة أو أخلاق مذمومة .. وذلك بشهادة القرآن إذ قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم:4 ..، وقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) الشورى:52-53..، وقال تعالى أن جبريل نزل بالقرآن على قلب النبي: (نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:97 .. فهل القرآن ينزل على ما فيه عقائد زائغة .. ؟!!

- أكيد .. لا ..

- إذن لا يوجد مؤمن سوى العقل وسليم القلب يقول: أن ما حدث في واقعة شق صدر النبي ليلة الإسراء والمعراج هو كان لتطهير باطن النبي من الأخلاق المذمومة أو العقائد الباطلة ..

 

#- ثانيا: عن الحكمة من غسل باطن النبي بماء زمزم الذي جاء ذكره في الأحاديث ..

1- قال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله (المتوفى: 365 هـ):

- وفي تخصيص القلب بالغسل دون غيره من البدن إشارات:

أ- منها أن القلب محل العرفان .. وهي المضغة التي بصلاحها صلاح البدن وهو محل المشاهدة .. (شرح: يقصد الإمام القشيري أن يقول أن سبب غسل القلب إنما هو لمشاهدة الحقائق الملكوتية دون أن يلتفت إليها).

ب- ولكي لا يكون لغير الحق نصيب في قلبه. (شرح: يقصد الإمام القشيري أن لا يتعلق ولا يلتفت لما يراه فينشغل به وتصبح حجابا له عن الوصول لربه).

ج- ولتنبيه الأمة على طهارة القلب. (المعراج للقشيري ص101).

2- قلت (خالد صاحب الرسالة) عن رأي خاص بي:

- غسل باطن النبي بماء زمزم فهو ليس لتزكية باطن النبي وتطهيره كما يظن البعض .. وإنما لتحصينه وتقويته وتبريكه .. وإليك تحقيق المسألة والله ولي التوفيق:

 

أ- لما كان في ماء زمزم خصوصية إمداد من الله بالبركة .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ .. إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ) صحيح مسلم .. وفي رواية جاء في آخرها: (وشفاء سقم) رواه البيهقي في السنن الكبرى بسند صحيح .. أي شرب مائها يغني عن الطعام ويشفي من السّقام ..

 

- فكان هذا الماء لباطن النبي ليجعله يحتمل عناء السفر فلا يجوع فيه .. ولا يتأذى من مخالفة قانون الأسباب الذي لا تحتمله طبيعته البشرية .. فكان الماء للمحافظة على باطن النبي من الضرر والأذى من الإسراء الأرضي السريع ..

- ومثال ذلك: كلما تسارعت بك السيارة بقوة فأنت تغلق الشبابيك خوفا من قوة ضغط الهواء الداخل إليك حتى لا تتأذى .. فما بالك شيئا مثل سرعة البراق كما هو حال الطائرة في زماننا .. لو واجهت سرعة الهواء التي ستواجهك ستختنق ولن تتحمل .. ولذلك كان هذا الماء ليتحمل مشقة الرحلة حتى لا يشعر بجوع ولا يشعر بتعب ولا يحدث له أذى في بدنه داخليا .

 

ب- وأيضا لا مانع من أن يكون حكمة غسل صدر النبي بماء زمزم بيد جبريل .. هو منع وحجب أي وسواس أو نزغ يحاول أن يخاطر به الشيطان النبي صلى الله عليه وسلم اثناء رحلته حتى لا يلتفت .. لأن الصدر هو محل إلقاء الوساوس من الشيطان .. فتم حجب هذا الباب تماما حتى لا يلتفت النبي أبدا لغير ما أراد الله لنبيه ..

 

- ولكنه انتبه .. هذا الماء لم يكن مجرد ماء زمزم فقط .. وإلا كان جبريل طلب من النبي أن يشربه .. مش كده ولا إيه ؟

- ولكن جبريل هو الذي غسل باطنه بماء زمزم .. ولذلك قالت الرواية (ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ) .. ليه ؟

 

ج- لأنه لما كان اليد الفاعلة لهذا الغسل هي يد نورانية (لأن جبريل ملاك نوراني) وأعلى الملائكة رتبة ومقاما ونورانية .. فأصبح هذا الماء المادي موصول بيد نورانية بأعلى درجة نورانية في المخلوقات العلوية .. فكان هذا الماء مصحوبا بنورانية أي يوصف بكونه ماء نوراني .. وهذا الماء النوراني هو ما كان ملامس باطن النبي .. والحكمة في ذلك حتى يكسو باطنه بنور روحاني مكتسب من ملاك يصعد للسموات حتى السماء السابعة .. فأكسبه نور روحاني في بشريته ليستطيع أن يحتمل ما سيراه من مشاهدات ومكاشفات نورانية في معراجه إلى السموات السبع .. فكانت نفس النبي كالنفس الجبرائيلية في القدرة على تحمل المعراج للسموات العلا .

 

2- فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى عند أقصى السماء السابعة .. فحدث للنبي تجلي خاص من ربه عليه بنوره جل شأنه .. فاكتسب نورا فوق نورانية الملاك جبريل التي أمده بها لحظة أن حشا باطنه بماء زمزم .. فارتقى في نورانيته عن نورانية سيدنا جبريل .. فانحجب جبريل بذلك عن مقام الخصوصية بين النبي وربه .. لأن هذا التجلي من الله بهذا النور إنما كان خاص بالنبي وليس بجبريل .. فأصاب النبي هذا النور ولم يصب جبريل .. فتقدم النبي وانحجب جبريل .. والله أعلم.

 

- وسيأتي مزيد من الكلام إن شاء الله حين الكلام على الجزء الخاص بالمعراج .. حينما نتكلم عن هذا التجلي النوراني على النبي من ربه .. والكلام عن رؤية النبي لربه .. وكلام السلف والخلف في تلك المسألة الشيقة جدا ..

 

#- خلاصة القول:

- أن حكمة غسل صدر النبي بالماء ليس لتطهيره كما يظن البعض .. فهذا خطأ كبير في الفهم .. لأن باطن النبي طاهر وكل النبي طاهر .. وإنما غسل جبريل لباطن النبي أي صدره .. فذلك ليس لتطهيره وإنما لتحصينه وتنويره وتبريكه ..

- والله أعلم .

 

*************************

 ..:: س50: هل كان النبي في حاجة إلى حكمة وإيمان حتى يفرغهما جبريل في صدر النبي ؟ ::..

(حكمة حشو صدر النبي بالإيمان والحكمة)

(ومسألة عن قوله "طست من ذهب") 

(تذوقات وإشارات ومعاني لطيفة)

- من الأسئلة المتداولة على الإنترنت .. والتي سألها البعض .. فقال: ما الحكمة من ملو أو حشو صدر النبي بالحكمة والإيمان ؟!! إذ هنا يقال: هل كان النبي في حاجة إلى حكمة وإيمان ليتم حشو صدره بالحكمة والإيمان ؟!! مستحيل ذلك .. لأنه كيف يكون كذلك وهو نبي رسول وينزل عليه القرآن ..؟!

- وما سبق عن جزئية حشو جبريل لباطن النبي بالحكمة والإيمان .. يجعل البعض يشكك في قصة الإسراء والمعراج لعدم تصوره أن باطن النبي يحتاج لحكمة وإيمان .. ويبطلون الأحاديث النبوية ويزعمون أنها من صناعة الشيوخ ..!!

 

#- وإليك الحديث الذي أشار إلى جزئية ملو صدر النبي بالحكمة والإيمان ليلة الإسراء والمعراج:

- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا .. فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ....) صحيح البخاري.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أما عن الحكمة من حشو باطن النبي بالحكمة والإيمان ..

- بعض المحبين قد يتسائل عقله فيقول: هل النبي كان في حاجة إلى حكمة أو لديه نقص إيمان حتى يحشوه جبريل بالحكمة والإيمان ..؟ 

- قلت لك: أنت لم تنتبه للحكمة من وراء فعل جبريل بحشو باطن النبي بهذين الوصفين .. ليه ؟

 

أ- لأن المقصد بحشو صدر النبي بالحكمة ..

- هو إشارة لاستيعاب حكمة الله في الملكوت الأعلى .. وكيف يدبر الله الأمر في سماواته .. فيكون النبي حكيما بمعرفة حكمة الله في العالم السماوي كما هو حكيما بمعرفة حكمة الله في العالم الأرضي .. فأراد الله له ان يجمع له من معارف الحكمة العلوية والأرضية بما لم يحظى به أحد في الوجود وذلك محبة خصوصية له صلى الله عليه وسلم ..  

- فمن كان حكيما بمعرفة حكمة الله .. كان بصيرا بحقائق الوجود ..

 

- والحكيم جل شأنه: هو المدبر لأمور الكون بأبداع عجيب لا يشوبه أو يعتريه أي نقص وصنع له قَدَرِه الخاص به لكمال علمه بكل شيء .. وهذا القَدَر محكوم بكمال قدرته جل شأنه .. 

 

- إذن: النبي صلى الله عليه وسلم .. زاده طرفا من الحكمة المصحوبة بنفخة نورانية ملائكية ليدرك من كمال جمال وجلال الله في العالم السماوي وكأنه يرى كما ترى الملائكة ويدرك بإدراكهم .. بل له مزيد عناية خاصية من الحكيم جل شأنه إذ ان تلك النفخة بالحكمة التي أودعها جبريل لا نعلم حقيقة كمالها إذ أنها عطاء موصول إلى النبي بواسطة جبريل وليس جبريل هو الذي أوجدها في النبي من نفسه .. فانتبه.

 

ب- أما عن المقصد بحشو صدر النبي بالإيمان ..

- فإذا كنت تظن أن النبي كان محتاج لإيمان لنقص إيمانه .. فأنت لم تفهم المقصد من الإيمان هنا .. فليس هو إيمان العقيدة بأنه لا إله إلا الله وأنه محمد رسول الله .. بكل تأكيد .. لا .. وإنما المقصد به شيء آخر .

 

- فالإيمان المقصود به هنا – والله أعلم - هو التصديق بما سيراه من المكاشفات الملكوتية .. فكان روح هذا الإيمان في نفس النبي من أجل القدرة على استقبال ما سيراه من مكاشفات علوية فيسهل عليه استيعاب ما سيرى ويتحقق منه دون أي اندهاش يطيح بعقله من عجائب ما سيرى .. ودون أي فتنة يمكن أن تؤثر فيه من مكاشفة ما سيراه .. إذ أن المكاشفات العلوية لو افتتن بها النبي من عجيب ما سيراه فهذا سيترتب عليه حرمانه من إكمال العروج لله ..

 

- ولذلك حكمة حشو النبي بالإيمان .. إنما هو تأهيله لاستقبال المكاشفات العلوية مصدقا لها دون التفات إليها أو فتنة بها .. لأنه سيرى ما هو عين اليقين وسيتحقق بما هو حق اليقين .. فتطلب الأمر تهيئة باطن النبي صلى الله عليه وسلم لعين اليقين وحق اليقين ..

 

ج- وقد تسائل عن كيفية حشو باطن النبي بالحكمة والإيمان ..

- فهذا من أبسط ما يعقله المؤمن .. لأنه طالما أنت تعقل أن القرآن يتنزل على قلب النبي وهو شيء معنوي أي كلام لا مادية فيه كما قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) الشعراء:193-194 ..

 

- فكذلك حشو باطن النبي بالحكمة والإيمان هي صفات معنوية لا مادية فيها .. فالذي حشا قلب النبي بالقرآن .. حشا باطنه أو قلبه بروح إيمانية وحكمة خاصة .. فما العجب حينئذ ؟!!

 

د- وقد تسائل فتقول لماذا أتى جبريل بالصفات في طست من ذهب ..

- قلت لك: سبب إتيان الحكمة والإيمان في طست من ذهب .. للإشارة لكمال تلك الصفات وأنها غير قابلة للتلف أو التغير كما هو حال الذهب .. فضلا عن أن أكمل الخلق يليق به أن يتم تقديم الأشياء إليه في أعلاها قيمة للإعلان بجليل ضيافته صلى الله عليه وسلم .. وكأنه يقال له: إذا كانت الملوك في الأرض تستخدم هذه الأواني فأنت أحق من يتم استخدامها له لأنك اكرم عندنا من كل أهل الأرض ..  

 

هـ- وقد تسأل عن كيفية افراغ صفة الحكمة والإيمان وهما من المفترض أشكال روحانية والإفراغ من صفات الأجسام ..

- قلت لك: ومن قال لك أن الصفات الروحانية ليس لها حيز تسكن فيه ؟!! أليس القلب يسكن فيه الإيمان والسكينة والرضا واليقين والحب والتوكل وغير ذلك من الصفات الروحانية ؟!! ودليل ما سبق قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) الفتح:4 .. والله أعلم.

 

و- وهنا مسألة تكلم عنها العلماء في استخدام أواني الذهب .. وكيف يتم استخدام طست من ذهب وهو محرم في الشريعة ؟

1- قال الإمام يحيى بن هُبَيْرَة الذهلي (المتوفى: 560هـ) رحمه الله:

- وكونه أيضًا استعمل الذهب في حقه مع أنه نهى عن استعمال آنية الذهب .. لأن ذلك الطست الذي جاء به جبريل ليس من ذهب الدنيا الذي تناوله التحريم .. بل هو من عطاء الله وإنعامه المستثنى فلا يتناوله تحريم . كما قال عز وجل: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) الكهف:31. (الإفصاح عن معاني الصحاح ج2 ص155).

 

2- قلت لك عن رأيي الخاص في تلك المسألة: أن طريقة استخدام آنية الذهب أو طست الذهب لم يستخدمه النبي ولم يشرب منه النبي .. فلماذا نجعلها مسألة فقهية خلافية في جواز أو عدم جواز استخدام الذهب ؟!! لأن النبي لم يشرب من الطست .. ولا هو استخدمه أصلا .. وهذا فعل الملائكة معه .. وهذه خصوصية لهم .. ولا علاقة لها بالنبي .. فهذا حينئذ فقه الملائكة فاسألوهم عنه .. مش كده ولا إيه ؟!!

- هذا رأيي والله أعلم .

 

ز- من أجمل كلام العلماء الذي قرأته:

#- قال الإمام الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1419 هـ):

- من الأمور التي وقفتْ أمام المعترضين على الإسراء والمعراج حادثة شَقِّ الصدر التي حكاها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم  .. والمتأمل فيه يجده عملاً طبيعياً لإعداد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هو مُقبِل عليه من أجواء ومواقف جديدة تختلف في طبيعتها عن الطبيعة البشرية.

- كيف ونحن نفعل مثل هذا الإعداد حينما نسافر من بلد إلى آخر .. فيقولون لك: البس ملابس كذا. وخذ حقنة كذا لتساير طبيعة هذا البلد، وتتأقلم معه، فما بالك ومحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيلتقي بالملائكة وبجبريل وهم ذوو طبيعة غير طبيعة البشر، وسيلتقي بإخوانه من الأنبياء، وهم في حال الموت، وسيكون قاب قوسيْن أو أدنى من ربه عَزَّ وَجَلَّ ؟

- إذن: لا غرابة في أنْ يحدث له تغيير ما في تكوينه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليستطيع مباشرة هذه المواقف. (تفسير الشعراوي ج13 ص8331 – 8330).

2- قال الإمام علاء الدين المعروف بالخازن رحمه الله (المتوفى: 741هـ):

#- وقوله: (أتيت بطست من ذهب) .. قد يتوهم متوهم أنه يجوز استعمال إناء الذهب لنا .. وليس الأمر كذلك:

- لأن هذا الفعل: من فعل الملائكة .. وهو مباح لهم استعمال الذهب ..

- أو يكون هذا: قد كان قبل تحريمه .

#- وقوله (ممتلئ إيمانا وحكمة فأفرغها في صدري) .. فان قلت الحكمة والإيمان معان والإفراغ صفة الأجسام .. فما معنى ذلك؟

- قلت: يحتمل أنه جعل في الطست شيء يحصل به كمال الإيمان والحكمة وزيادتهما .. فسمي إيمانا وحكمة لكونه سببا لهما وهذا من أحسن المجاز. (تفسير الخازن ج3 ص115). 

#- خلاصة القول:

1- حشو باطن النبي بالإيمان والحكمة كان له حكمة .. وهو تأهيل النبي صلى الله عليه وسلم في استقبال ما سيشاهده من مكاشفات علوية ..

 

- وتستطيع أن تقول: أن حشو صدر النبي بروح من الحكمة والإيمان بما فيه مزيد خصوصية عناية من الله .. وذلك لاستقبال القلب لمكاشفات عين اليقين وحق اليقين .

 

2- (على سبيل الإشارة) .. كذلك أحوال المؤمنين .. كلما ثبتوا في علم اليقين وهو القرآن وتحققوا به .. كلما ارتقوا به إلى منازل الكرامة والإحسان الأخرى كعين اليقين وحق اليقين ..

- والله أعلم .

 *****************

..:: س51: كيف يشق صدر النبي وإخراج قلبه دون أن يموت ؟ ::..

 

- قد تصادفك أخي الحبيب  أثناء تصفحك على الإنترنت .. شبهة من غرائب الشبهات على الإنترنت حول مسألة الإسراء والمعراج والتي تجدها من بعض المعترضين على مسألة شق صدر النبي .. فتجده يقول لك معترضا: كيف يتم شق صدر النبي وإخراج قلبه دون أن يموت ؟!! وبما أن هذا لا يعقل فالقصة غير صحيحة ..!! 

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- الإجابة على المنطق الذي يقول كيف تعقل أن يتم شق الصدر وإخراج القلب دون أن يموت النبي .. إنما يكون بنفس المنطق ونقول: كيف تعقل موت أحد دون أن يكون له أي عيب وسليم الجسم تماما ؟!! فإذا عقلت ان هذا بقدرة الله فذاك أيضا بقدرة الله ..!!

 

- فمقياس بقاء الإنسان وموته باعتبار صحة الجسم هو أصلا مقياس فاسد .. لا يقر به العقل والواقع يا من تزعم أن لك عقل ..!!

 

2- إذا أنت مؤمن بأن الله قدير .. فلماذا تنكر وتعترض على شق صدر النبي إذا كان الفاعل هو الله من خلال ملائكته الذين أعطاهم من قدرته ما فعلوه بالنبي ؟!!

 

3- والغريب أنك تنكر على الله ما ألهم الله به البشر الآن بفعله .. ألم ترى كيف يشق الطبيب بطن الإنسان وصدره ويغيرون له قلبه بقلب صناعي أو طبيعي منقول له من شخص آخر ؟!!

- فإذا كان هذا هو حال المخلوق .. وأنت تثبت له ذلك .. فما بالك بالخالق الذي خلق المخلوق الذي فعل ذلك ..؟!! أتنكر على الله قدرته في شق صدر النبي وفعل ما يشاء ؟!!

- فما أقبح عقلك وتفكيرك واتهامك لله ..!!

 

#- خلاصة القول:

- أخي الحبيب .. كل من ينكر فعل الله مع النبي .. ماذا تنتظر من الجاحد بعد إنكاره لقدرة الله إلا أن يكون كذابا ؟!!

- بمعنى أدق .. شد عليه السيفون ..

 

***********************

 

..:: س52: هل شق صدر النبي مثل قصة الفداء والصليب عند المسيحيين ؟ ::..

 

- ليس غريبا أن تجد على الإنترنت .. بعضا من أصحابنا المسيحيين يدافع عن عقيدة الفداء وصلب المسيح التي هي عقيدته .. فيقول ما معناه: أن بعض المسلمين يتعجب ويقول كيف تم قتل المسيح بهذه الطريقة المؤلمة لخلاص البشرية من خطيئة آدم ؟

- فيقال له: كما تم شق صدر نبيكم ليخلصه من العلقة السوداء التي فيه ؟ فلماذا الإعتراض ؟!! .. (انتهى ملخص كلامه) ..

 

- ولكن الغريب .. أن تجد مسلما يتبني هذا الكلام السابق ويقول لك ما معناه .. أن قصة شق الصدر مجرد خرافة .. وأن من يقول بذلك فهو يساويها بعقيدة الصلب والفداء ..!! ويظل يستهزي ويسيء لكل من يعتقد في قصة شق صدر النبي ..!!

  

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: القياس فاسد وباطل ولا يمكن للعقل أن يقول به ..  

- تعال أقولك ليه العقل يقر ببطلان وفساد هذا القياس من خلال عدة تساؤلات ..

1- هل كان شق صدر النبي تضحية لفداء البشرية وغفرانها ؟ لا ..

2- هل كان شق صدر النبي فيه قتلا له كما زعم النصارى أن اليهود قتلوا المسيح ؟ لا ..

3- هل كان شق صدر النبي فيه أي نوع من الألم حدث له ؟ لا ..

4- هل كان شق صدر النبي بفعل اليهود أو أحد من البشر ؟ لا ..

5- هل كان شق صدر النبي مرتبط أثره بأي مخلوق غير النبي ؟ لا ..

6- هل كان شق صدر النبي ليتخلص من خطاياه ؟ لا .. لأنه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

 

#- إذن: نقول لصاحبنا المسيحي صاحب هذا التصور الخاص به وبناء على ما سبق:

1- أن قياسك فاسد وباطل .. وحينما تقيس حالتين فيجب أن يكون القياس مطابق وصفا وموضوعا .. فما علاقة صلب المسيح وقتله حسب معتقدكم بشق صدر النبي .. وما وجه الشبه ؟!!

 

- فالله لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يشق صدره ليخلصه من شيء أو ليخلص أمته من شيء أو ليخلص أحد بسبب شق صدره .. وإنما عقيدة الصلب عندكم قائمة على قتل المسيح لأنه بذلك يفدي البشرية من خطيئة آدم .. فلا وجه للمقارنة بين عقيدة الصلب وشق صدر النبي ..

 

2- حتى لو قلت أن المشابهة هي لإثبات أن كلاهما استوجب حدوث الألم له للتخلص من شيء .. فلا وجه للإنكار لمسألة صلب المسيح حينئذ والقول بأن الله كان قادر لغفر الذنوب بلا صلب وفداء .. !!

 

- لأننا سنقول لك ببساطة: نحن لا نقر لك أصلا بأن المسيح قد صلب أو ضحى بنفسه للتحرير من خطيئة آدم .. وبالتالي قصتك بالنسبة إلينا لا وجود لها أصلا لأن المسيح لم يقتل بل لم يصلب من أساسه ..!!

 

- أما عن فعل الله في الوجود بالأسباب لتكون سببا لنوال الغفران .. فهذا شيء مقرر في كل دين .. فكل من يعمل صالحا وهو مؤمن فله كرامة الغفران والرحمة .. ولذلك لا يمكن  أن ننكر أفعال الله في الوجود بطريق الأسباب .. ولكننا ننكر كل قصة فداء المسيح على الصليب وأنها لم تكن أصلا من أسباب الله في الوجود لغفران الذنوب أو ما تسمونها خطيئة آدم الأولى في الجنة .. لأنه لا وجود لهذه القصة أصلا في عقيدتنا.

 

#- ثانيا: نقول للمسلم المستهزيء المسيء والجاحد لمسألة شق صدر النبي:

- بغض النظر عن اتباعك للمقياس الذي استخدمه صاحبنا المسيحي وهو مقياس باطل وفاسد .. لكن يكفيك عار أن صاحبنا المسيحي كان مؤدبا .. في حين أنت كنت مستهزيء مسيء لكل من يؤمن بقصة شق صدر النبي دون أي وجه حق بل لمجرد أنك جاحد لهذه القصة فجعلت من جحودك سببا للإستهزاء وتحقير كل من يصدق هذه القصة .. وهذا إن دل فإنما يدل على ما تحمله في نفسك من الشر للمسلمين .. إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ) صحيح البخاري ومسلم ..

 

#- خلاصة القول:

- لا علاقة لشق صدر النبي صلى الله عليه وسلم .. بمسألة الفداء والصليب في العقيدة المسيحية ..

- أما من ينتمي للمسلمين ويجحد قصة الإسراء والمعراج ويشبهها بعقيدة الصلب والفداء متبعا لهواه مستحلا الإستهزاء والتحقير لكل من يؤمن لهذه القصة .. فنسأل الله له التوبة .. فإن أبى واستكبر .. فنسأل الله أن يكفينا شر ما بطن فيه وما ظهر منه وكل من شابهه .. آمين يارب العالمين.

 

***************************

 

..:: س53: لماذا تم شق الله صدر النبي إذا كان الله يمكن أن يغير ما في باطن النبي بكن فيكون ؟ ::..

 

- من شبهات الإنترنت يقال: لماذا تم شق الله صدر النبي إذا كان الله يمكن أن يغير ما في باطن النبي بكن فيكون ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- الحقيقة أن من ينكر الأسباب والوسائط بين الله وخلقه .. فهو في الأصل لابد أن يكون جاحد بوجود الله .. لأنه لا يوجد مؤمن وينكر الوسائط والسببية بين الله وخلقه ..!! وإلا فليجيبنا على الآتي:

- لماذا نزل جبريل بالقرآن على النبي وكان يمكن أن يوحي للنبي به مباشرة .. ولماذا يرسل الله ملائكته لتأييد الأنبياء ولإبادة الكافرين المحاربين للأنبياء في زمنهم وكان من الممكن أن يبيدهم بكن فيكون .. ولماذا لم يأت للسيدة مريم بطفل من السماء بكن فيكون بدل ما حدث لها من حمل وألم وولادة .. ولماذا خلق الملائكة أصلا طالما يستطيع أن يفعل الشيء بكن فيكن ؟!! وغير ذلك كثيرا ..

 

- إذن فمنطقكم مردود عليكم .. فلو كنت مؤمن بما سبق فأنت مؤمن بقانون سببية الفعل بين الله وخلقه .. فلماذا تنكر شق صدر النبي حينئذ وأنها حدثت بأسباب من خلال ارسال جبريل وما فعله من أمور .. وإن كنت لا تؤمن بقانون سببية الفعل بين الله وخلقه .. فأنت تقول أنك كافر بالقرآن .. وطالما هذا هو حالك .. فلماذا أن معترض أصلا إذا كنت غير مؤمن بالله ولا رسوله ولا القرآن ؟!!

 

#- أما عن المعلومة المضللة حول وصف الفعل الإلهي "بكن فيكون" .. ليوهمك أن وصف "كن فيكون" هو في غمضة عين أو في لحظة .. فهذا كلام مضلل لحقيقة الفعل الإلهي "كن فيكون" .. لأن هذا الوصف قد يتعلق بزمان وقد لا يتعلق بزمان أي قد يستغرق زمانا وقد يكون في التو واللحظة .. وعموما تحقيق هذه الجزئية ستجدها بالتفصيل حين كلامنا عن البراق وما قالوه المنكرين والمعترضين على قصة الإسراء والمعراج في جزئية البراق بمنتهى الكذب في المعلومات للوصول إلى أغراضهم .. وستجد الرد عليهم في مسألة "البراق وعلاقته بالقدرة الإلهية كن فيكون" .. في الفصل الثامن عشر تحت عنوان (هل انتقال النبي بالبراق مخالف لفعل القدرة الإلهية كن فيكون ؟).

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

- الله قد يتخذ أسبابا لحكمة هو يعلمها .. وليس بالضرورة أن يتم كل شيء في التَّو واللحظة .. وإنما لنه حكيم فقد جعل لنا عالم الأسباب لنفهم ونعقل .. وليس لأن ننكر ونجحد ونستكبر ..!!

 

- وبهذا يكون ختام الكلام على مسألة شق صدر النبي ليلة الإسراء .. ويتبقى معنى شبهة تقال على مسألة شق صدر النبي بأنها لم تذكر في القرآن .. وهذه الشبهة سنذكرها مع ختام الشبهات التي قيلت عن البراق .. وستجدها في الفصل التاسع عشر تحت عنوان: (لماذا نؤمن بمسألة شق الصدر وركوب البراق ولم يأت ذكرهما في القرآن ؟!!).

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .