ج23: قصة الإسراء والمعراج - كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى - ما اللغة التي قرأ بها النبي في صلاته بالأنبياء ليلة الإسراء - كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج - ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل لها وضوء.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الثالث والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الثالث والعشرون :: ج3/ مسائل وشبهات تتعلق برحلة الإسراء تم نشرها على الإنترنت تتعلق برؤية ومقابلة الأنبياء والصلاة بهم في بيت المقدس ::

1- س71: كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ؟!!  

#- أولا: من حيث احتمال ساحة المسجد الأقصى لعدد المصلين .

#- ثانيا: من حيث صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس أو المسجد الأقصى.

#- ثالثا: من حيث عدد الأنبياء البالغ مائة وأربعة وعشرون ألف نبي أو ثمانية ألف.

#- رابعا: الثابت من عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .

2- س72: ما هي اللغة التي قرأ بها النبي في صلاته بالأنبياء ليلة الإسراء ؟

3- س73: كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج ؟

4- س74: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل لها وضوء وما هيئته ؟

#- أولا: عن ماهية الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ..

#- ثانيا: عن هيئة الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى ..

#- ثالثا: هل توضأ الأنبياء حين صلاتهم ليلة الإسراء وما هيئته ؟

*******************

:: الفصل الثالث والعشرون ::

*******************

..:: س71: كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ؟!! ::..

- من الأسئلة المتداولة على الإنترنت على سبيل الإنكار والإعتراض على صلاة النبي بالأنبياء في ليلة الإسراء .. فيقول البعض: كيف يصلي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفه الأنبياء جميعهم والبالغ عددهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي وثلاث مائة رسول في حين أن ساحة المسجد الأقصى لا تحتمل ولا تزيد عن خمسة آلاف مصلي ؟!!

- بناء على ما سبق قد يخطر سؤال على بالك أخي الحبيب فتقول: كيف لم يرى هذا العدد أحد من ساكني مدينة بيت المقدس آنذاك ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: من حيث احتمال ساحة المسجد الأقصى لعدد المصلين .

- فقد جاء في كلام المعترض أن ساحة المسجد الأقصى لا تحتمل أكثر من خمسة لآف مصلي .. فإذا كان يقصد المسجد القبلي فقط .. فهذا كلام شبه صحيح ولكن هذا المسجد لم يكن موجود أصلا في زمن النبي حتى يشير إليه هذا المعترض أصلا ..!!

 

- ولكن إن كان يقصد ساحة المسجد الأقصى بأكمله أي المحيط كله .. فهذا حينئذ كذب وتضليل في المعلومات .. لأن ساحة المسجد الأقصى تسع أكثر من مائتي وخمسون ألف مصلي ..!!

 

- وبما أن الحديث النبوي قال أن النبي صلى في المسجد الأقصى .. وكان حينئذ مجرد أسوار تحيط بالمكان ... فبالتالي لا وجه لاعتراض المعترض أصلا في سؤاله .. لأن ساحة المسجد الأقصى تحتمل أكثر من مائة وأربعة وعشرون ألف مصلي بل وتحتمل ضعفهم وأكثر ..!!

 

- ولذلك لا داعي لذكر معلومات مشوهة ومكذوبة عن مساحة المسجد الأقصى وما يحتمله من عدد المصلين .. لإنكار قصة إسراء النبي للمسجد الأقصى .. مش كده ولا إيه ؟!!

 

#- ومن أخبار زماننا في ليلة سبع وعشرون من رمضان 2024 .. بتاريخ 5/إبريل/2024 .. نشر المركز الفلسطيني للإعلام على صفحته الإلكترونية خبرا تحت عنوان: "200 ألف مصلٍّ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى" ..وجاء فيه:

- أدى نحو 200 ألف مصل فلسطيني .. الخميس .. صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك .. رغم القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

- وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس .. إن "نحو 200 ألف فلسطيني أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى، رغم إجراءات الاحتلال". (انتهى النقل).

 

#- وقد نشرت قناة الجزيرة الإخبارية على موقعها الإلكتروني .. في تاريخ 12/يوليو/2013 .. تحت عنوان (أكثر من مائتي ألف يصلون الجمعة بالأقصى) .. وجاء فيه:

- زحف عشرات الآلاف من الفلسطينيين اليوم الجمعة إلى مدينة القدس المحتلة بعد سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمن هم فوق سن الأربعين من الرجال والنساء من كافة الأعمار بالوصول إليها دون تصاريح بمناسبة حلول شهر رمضان.

- وتراوحت تقديرات عدد المصلين في الجمعة الأولى من شهر رمضان بين مائتي ألف و 250 ألف مواطن.

- وترك مواطنون من سكان شمال الضفة الغربية منازلهم مع صلاة الفجر للوصول إلى المسجد الأقصى قبل موعد صلاة الجمعة. (انتهى النقل).

 

#- وكذلك نشرت الخبر جريدة القبس الكويتية الإخبارية على صفحتها الإلكترونية .. بتاريخ 8/يونيو/2018 .. تحت عنوان : (300 ألف شخص يصلون الجمعة في المسجد الأقصى) .. وجاء فيه:

- شرعت دائرة الأوقاف الإسلامية واللجان العاملة في المسجد الأقصى في مدينة القدس .. باستعدادات ضخمة لاستقبال أكثر من ثلاثمائة ألف مصل في صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى، في الوقت الذي شرعت فيه لجان الاحياء في القدس القديمة بالتحضير والاستعداد لهذه الجمعة المباركة.. (انتهى النقل).

 

@- إذن مساحة المسجد الأقصى تتسع لأكثر من مائتي ألف مصلي يستطيعون أن يقيموا الصلاة فيه بمنتهى الأريحية .. وليس كما زعم المعترض وافترض أن ساحة المسجد الأقصى لا تتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ..!!

 

#- ثانيا: من حيث صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس أو المسجد الأقصى.

1- يوجد رواية صحيحة تقول أن النبي صلى مع ثلاثة من الأنبياء وهم موسى وعيسى وإبراهيم ..

- ولم يأت في روايات صحيحة  خلاف ذلك .. وإليك دليل ما ذكرته لك:

#- جاء في (حديث صحيح) .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَقَدْ رَأَيْتُنِى فِى جَمَاعَةٍ منَ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِذَا مُوسَى قَائمٌ يُصَلى .. فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوَةُ ابْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِىُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِى نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ .. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَاَئِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا "مَالِكٌ" صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ .. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِى بِالسَّلَامِ) صحيح مسلم.

#- ورواية مسلم لها شواهد في كون الأنبياء كانوا ثلاثة فقط أو خمسة .. ولكنها شواهد ضعيفة أعرضها عليك للمعرفة وليس للإحتجاج بها :

أ- جاء في (حديث ضعيف) ... جزئية تؤكد أن الموجودين داخل المسجد كانوا هم هؤلاء الثلاثة .. وجاء فيها: (حتَّى أتَيْنا بيتَ المقدِسِ فإذا هو بنفَرٍ جلوسٍ (النفر هو عدد ما بين الثلاثة والعشرة) .. فقالوا حينَ أبصَروه مرحبًا بمُحمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ وإذا في النَّفَرِ الجلوسِ شَيخٌ فقال مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن هذا قال هذا أبوكَ إبراهيمُ ثمَّ سأَله فقال مَن هذا قال موسى ثمَّ سأَله مَن هذا قال هذا عيسى ابنُ مَرْيَمَ ثمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ فتدافَعوا حتَّى قدَّموا (أي للصلاة) مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ..) رواه الطبراني في الأوسط ..، قال الهيثمي في المجمع: مع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف.

 

ب- جاء في (حديث ضعيف) .. جزئية: (حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنَزَلَ فَرَبَطَ فَرَسَهُ إِلَى صَخْرَةٍ، فَصَلَّى مَعَ الْمَلَائِكَةِ، فَلَمَّا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ قَالُوا: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمُ النَّبِيِّينَ. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ اللَّهُ مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الْأَخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ ..

- ثُمَّ لَقُوا أَرْوَاحَ الْأَنْبِيَاءِ .. فَأَثْنَوْا عَلَى رَبِّهِمْ - تَعَالَى .

- فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، وَأَعْطَانِي مُلْكًا عَظِيمًا، وَجَعَلَنِي أُمَّةً قَانِتًا، وَاصْطَفَانِي بِرِسَالَاتِهِ، وَأَنْقَذَنِي مِنَ النَّارِ، وَجَعَلَهَا عَلَيَّ بَرْدًا وَسَلَامًا.

- ثُمَّ إِنَّ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَلَّمَنِي تَكْلِيمًا، وَاصْطَفَانِي وَأَنْزَلَ عَلَيَّ التَّوْرَاةَ، وَجَعَلَ هَلَاكَ فِرْعَوْنَ عَلَى يَدَيَّ، وَنَجَاةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ ..

- ثُمَّ إِنَّ دَاوُدَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي مُلْكًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الزَّبُورَ، وَأَلَانَ لِيَ الْحَدِيدَ، وَسَخَّرَ لِيَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ مَعِي وَالطَّيْرَ، وَآتَانِيَ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ.

- ثُمَّ إِنَّ سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لِي الرِّيَاحَ وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَسَخَّرَ لِيَ الشَّيَاطِينَ يَعْمَلُونَ مَا شِئْتُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِي وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ، وَعَلَّمَنِي مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَأَسَالَ لِي عَيْنَ الْقِطْرِ، وَأَعْطَانِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي.

- ثُمَّ إِنَّ عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَّمَنِي التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، وَجَعَلَنِي أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِهِ، وَرَفَعَنِي وَطَهَّرَنِي مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَأَعَاذَنِي وَأُمِّي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْنَا سَبِيلًا.

- وَإِنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: كُلُّكُمْ أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، وَأَنَا مُثْنٍ عَلَى رَبِّي: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَكَافَّةً لِلنَّاسِ، بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْفُرْقَانَ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَجَعَلَ أُمَّتِي خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَجَعَلَ أُمَّتِي وَسَطًا، وَجَعَلَ أُمَّتِي هُمُ الْأَوَّلُونَ وَهُمُ الْآخِرُونَ، وَشَرَحَ لِي صَدْرِي، وَوَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، وَرَفَعَ لِي ذِكْرِي، وَجَعَلَنِي فَاتِحًا وَخَاتَمًا.

- فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِهَذَا فَضَلَكُمْ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثُمَّ أُتِيَ بِآنِيَةٍ ثَلَاثَةٍ مُغَطَّاةٍ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ إِنَاءٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقِيلَ لَهُ: اشْرَبْ، ثُمَّ دُفِعَ إِلَيْهِ إِنَاءٌ آخَرُ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، ثُمَّ دُفِعَ إِلَيْهِ إِنَاءٌ آخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فَقَالَ: قَدْ رَوِيتُ، لَا أَذُوقُهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَصَبْتَ، أَمَّا إِنَّهَا سَتُحَرَّمُ عَلَى أُمَّتِكَ، وَلَوْ شَرِبْتَهَا لَمْ يَتَّبِعْكَ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا قَلِيلٌ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ .. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ...) رواه البزار واللفظ له ورواه أبو جعفر الطبري في تفسيره وأبو حاتم في تفسيره .. وقال ابن كثير عن هذه الرواية: وأبو جعفر الرازي قال فيه الحافظ أبو زرعة الرازي يهم في الحديث كثيرا .. وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم .. والظاهر أنه سيء الحفظ ..ففيما تفرد به نظر ..، وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة .. (تفسير ابن كثير ج5 ص36)..، وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره - فَتَابِعِيُّهُ مجهول. (مجمع الزوائد ج1 ص72).

 

#- هذه الرواية جاء فيها الصلاة بالملائكة وأرواح الأنبياء وهم (موسى وعيسى وإبراهيم وداود وسليمان) فقط .. ومن هذه الرواية كان البعض ظن أن المقابلة كانت مع أرواح الأنبياء .. وهي رواية ضعيفة وشاذة جدا وفيها غرائب .. وسيأتي الكلام عليها في سؤال منفرد إن شاء الله .. وبكل تأكيد لا يصح لفظة (أرواح الأنبياء) لأنها شاذة جدا ومنكرة فضلا عن أنها من قول الراوي الذي يحكي سواء كان أبو العالية أو غيره المجهول الذي لا تعرفه ..

 

#- ملحوظة: لم أذكر هذه الروايات الضعيفة للإحتجاج بها .. وإنما للمعرفة والعلم بما في الروايات بصفة عامة لتكون بصيرا .

 

2- لا يوجد رواية صحيحة تقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى بالأنبياء جميعهم في المسجد الأقصى .. وبخلاف ما سبق من روايات ضعيفة ..

أ- جاء في (حديث ضعيف جدا) .. جزئية: (ثمَّ دخلتُ بيتَ المقدسِ فجُمِعَ ليَ الأنبياءُ عليهمُ السَّلامُ .. فقدَّمني جبريلُ حتَّى أمَمتُهم .. ثمَّ صَعِدَ بي إلى السَّماءِ الدُّنيا) رواه النسائي .. والحديث منكر جدا .. وقال فيه ابن كثير: فيه غرابة ونكارة جدا (تفسير بن كثير ج5 ص9 طبعة دار الكتب العلمية).

 

ب- جاء في (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. جزئية: (فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ) رواه أحمد .. وفيه (قابوس) وهو لين الحديث .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي العموم هو حديث مختلف على تصحيحه وتضعيفه.. وحجة من قال بضعفه هو الأصح.. ومن أقوال العلماء فيه: قال ابن كثير: إسناده صحيح (تفسير ابن كثير ج5 ص25) ..، وذكره الضياء المقدسي على أنه صحيح في (الأحاديث المختارة ج9 ص551) ..، وقال الهيثمي في المجمع: وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج8 ص92) ..، وذكر السيوطي تصحيحه (في الدر المنثور ج5 ص214) ..، وقال أحمد شاكر في تحقيق مسند أحمد: إسناده صحيح (راجع تحقيقه على المسند: ج3 ص64 حديث رقم2324) ..، وقال الضياء الأعظمي في الجامع الكامل: وإسناده حسن من أجل قابوس وهو ابن أبي ظبيان مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف أو لم يأتي بالمناكير، ولفقرات حديثه هذا شواهد كثيرة. (الجامع الكامل ج14 ص450)..، وقال الألباني تعقيبا على من صحح الحديث: وهو تساهل واضح فإن قابوس - وهو ابن أبي ظبيان - فيه لين كما قال في "التقريب". (الإسراء والمعراج ص74)..، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف، قابوس مختلف فيه (مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرون ج4 ص167).

 

ج- جاء في (حديث ضعيف جدا) .. جزئية: (فلم ألبثْ إلا يسيرا حتى اجتمعَ ناسٌ كثيرٌ ، ثم أذنَ مؤذنٌ ، وأقيمتِ الصلاةُ قال : فقمنَا صفوفا ننتظرُ من يؤمُّنا . فأخذَ بيدِي جبريلُ عليهِ السلامُ ، فقدّمنِي فصليتُ بهِم ، فلما انصرفتُ قال جبريلُ : يا محمد ، أتدرِي من صلى خلفكَ ؟ قال : قلتُ : لا . قال : صلى خلفكَ كل نبيّ بعثهُ اللهُ عز وجلَ . قال : ثم أخذَ بيدي جبريلُ فصعدَ بي إلى السماءِ ..) قال ابن كثير قد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. ثم قال:هذا سياق فيه غرائب عجيبة .. وقال الشيخ الألباني: " آفته خالد بن يزيد فإنه ضعيف مع كونه فقيها وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب"" (راجع الاسراء والمعراج للألباني ص48).

 

د- جاء في (حديث ضعيف) .. جزئية: (ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ النَّبِيِّينَ من بين قائم وراكع وَسَاجِدٍ .. قَالَ: ثُمَّ أُتِيتُ بِكَأْسَيْنِ مِنْ عَسَلٍ وَلَبَنٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ، فَضَرَبَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْكَبِي وَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَأَقْبَلْنَا ..) رواه الحسن بن عرفه في جزءه .. وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: إسناد غريب .. ولم يخرجوه، فيه من الغرائب .. (تفسير ابن كثير ج5 ص28)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند انقطاع بين أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وبين أبيه .. ذكر هذه العلة الشيخ الألباني في كتابه الإسراء والمعراج.

 

هـ- جاء في (حديث ضعيف) .. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إِلَيْهِ فِيهَا، بُعِثَ لَهُ (أي أحيا له) آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَمَّهُمْ (أي صلى بهم إماما) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) رواه الطحاوي في مشكل الآثار ..

- وفي رواية بلفظ: (ثُمَّ بُعِثَ لَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .. فَأَمَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةُ ..) رواه الطبري في تفسيره والبيهقي في دلائل النبوة والطحاوي في مشكل الآثار .. قال الإمام بن كثير في تفسيره: وفي بعض ألفاظه نكارة وغرابة. (تفسير ابن كثير ج5 ص9 طبعة دار الكتب العلمية) ..، في السند يوجد إشكالية: وهي أن (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ) وهو مجهول الحال ولا يوجد له ترجمة .. فضلا عن أن (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمد القاري - وهو أبو يعقوب بن عبد الرحمن)  لم أجد في مشايخه أحدا باسم (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ) ..!! والله أعلم.

 

و- (حديث ضعيف) .. عن زِيَادُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الرُّسُلِ .. فَتُلُقُّوا بِالْفَرَحِ وَالْبِشْرِ .. وَفِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ مُصَلٍّ يُصَلِّي لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْكُمْ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ الْبِشْرَ وَالْفَرَحَ غَيْرَ صَاحِبِ الزَّاوِيَةِ .. فَقِيلَ لَهُ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَرِحَ بِكَ كَمَا فَرِحْنَا .. وَلَكِنَّهُ خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِ جَهَنَّمَ) ذكره عبد الله بن المبارك في الزهد ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (زياد بن مسلم – أبو عمر الفراء): وهو مختلف عليه بين التوثيق والتضعيف ولكن يغلب عليه كما قال ابن حجر أنه صدوق فيه لين .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 2069 – وراجع تهذيب التهذيب ترجمة رقم 702 ج3 ص385) ..، والحديث مرسلا فيه انقطاع راويان بين (صالح أبي خليل) والنبي صلى الله عليه وسلم .

 

ز- جاء في (حديث ضعيف وفيه نكارة) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُ خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ... (إلى أن قال في آخر الرواية) .. ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبُطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ .. فَنُشِرَتْ لِيَ الْأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ .. فَصَلَّيْتُ بِهِمْ .. إِلَّا هَؤُلَاءِ النَّفْرِ الثَّلَاثَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) رواه الحاكم واللفظ له ورواه الطبراني والبزار .. وقال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور، وقد اختلفت أقاويل أئمتنا فيه وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان رضي الله عنهما في ذكر المعراج ..، وقال الهيثمي في المجمع: رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح ..!! ، (قلت خالد صاحب الرسالة): تصحيح الهيثمي لرجال السند غير صحيح لأن (أبو حمزة ميمون الأعور) ضعفه أئمة العلم كالدارقطني والبخاري والنسائي وأحمد والحاكم والترمذي وأبو حاتم والساجي وغيرهم (راجع ترجمته في تهذيب الكمال ترجمة رقم 6346) .. فكيف يكون هذا السند صحيح بعد تضعيف هؤلاء الأئمة لهذا الراوي ؟!! ..، هذا بخلاف وجود نكارة في متن هذه الرواية خاصة عدم صلاة إبراهيم وموسى وعيسى وهذا مخالف لروايات الثقات ..!!

 

ح- وجاء في (حديث موضوع – أي مكذوب) .. عن أبي طاهر أحمد ابن محمد .. عن كعب الأحبار: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء قبل، قال: ثم دخل جبريل أمامه، فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء، وحشر الله له المرسلين .. ثم أقام الصلاة .. وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين .. ثم تقدم فوضع له مرقاة من ذهب، ومرقاة من فضة .. وهو المعراج) رواه بن الجوزي في فضائل القدس ص119..، ورواه أبو المعالي المشرف بن المرجى في فضائل بيت المقدس ص160 .. وكلا الطريقين فيه رواه مجاهيل مثل (محمد بن أحمد بن الخطيب الواسطي) و (عمر بن الفضل بن المهاجر بن جعشم) و(أبيه) .. فضلا عن (الوليد بن حماد بن جابر الرملي) وهو ضعيف الحديث .. و (عبد الرحمن ابن محمد ابن منصور ابن ثابت ) لا وجود له ..، وجهالة (أبو الطاهر) الذي روى عن كعب الأحبار لم يقابل كعب ولم يراه أصلا بل وليس في تلامذته شخص بهذا الإسم ..!! وكعب الأحبار لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ..!! فالرواية كلها مكذوبة على كعب الأحبار .. قبل أن تكون منقطعة بين كعب والنبي .. والله أعلم .

 

ط- وجاء في (حديث صحيح السند ولكن فيه نكارة في متنه) .. عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ: (سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ الْمَسْرَى بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .. (إلى أن قال في منتصف الرواية) .. ثُمَّ رَكِبَ الْبُرَاقَ .. فَسَارَ حَتَّى أَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَصَلَّى فِيهِ بِالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ إِمَامًا .. ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. إلى آخر المعراج) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الرواية فيها جزئية فيها نكارة لمخالفتها ما هو أصح وهو صحيح مسلم إذ ذُكر في رواية ثابت البناني أن النبي صلى ركعتين ثم تم العروج به .. دون ذكر صلاته بالأنبياء والمرسلين .. فالنكارة على صلاته بالأنبياء والمرسلين وليس دخول بيت المقدس أو الصلاة فيه ..، ولا يمكن أن يكون صلى بهم وتعرف عليهم في الأرض ثم لما صعد للسماء كان يسأل عنهم جبريل من هؤلاء ؟!!! فهذا كلام لا يعقل ..!!

- فضلا عن أنها رواية عن حفظ شريك وليس رواية عن قول النبي أي يذكرها على سبيل الحكاية .. وشريك يخطأ في حفظه .. علما بأن رواية البخاري ليس فيها هذه الجزئية (حَتَّى أَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَصَلَّى فِيهِ بِالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ إِمَامًا) ..

 

#- ثالثا: من حيث عدد الأنبياء البالغ مائة واربعة وعشرون ألف نبي أو ثمانية ألف.

- هناك أحاديث أظهرت هذا العدد وهو مائة وأربعة وعشرون ألف نبي .. وثلاث مائة وخمسة عشر رسول .. فمن ذلك:

1- روايات قيلت عن الصحابي أبي ذر الغفاري ..

أ- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: (مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا) رواه أحمد والطبراني في الكبير وأبو حاتم في تفسيره .. وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج2 ص470: (مُعَان بن رفاعة السَّلامي) : ضعيف ، و(علي بن يزيد) : ضعيف ، و (القاسم أبو عبد الرحمن) : ضعيفٌ أيضا . (انتهى النقل) ..، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف جدا ..

 

ب- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا ..

- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ: ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا.

- قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ .. قَالَ: آدَمُ .. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ .. قَالَ: نَعَمْ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قِبَلًا .

- ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ آدَمُ وَشِيثُ وَأَخْنُوخُ وَهُوَ إِدْرِيسُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وَنُوحٌ ..، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ هُودٌ وَشُعَيْبٌ وَصَالِحٌ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..

- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كِتَابًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ ؟ قَالَ: مِائَةُ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ أُنْزِلَ عَلَى شِيثٍ خَمْسُونَ صَحِيفَةً .. وَأُنْزِلَ عَلَى أَخْنُوخَ ثَلَاثُونَ صَحِيفَةً .. وَأُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشَرُ صَحَائِفَ .. وَأُنْزِلَ عَلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشَرُ صَحَائِفَ .. وَأُنْزِلَ التَّوْرَاةُ والإنجيل والزبور والقرآن ....) رواه ابن حبان وابن مَرْدُويه في تفسيره.. وضعفه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف حديث رقم 822 ..، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، قال أبو حاتم: كذاب، كما في "الجرح والتعديل" 2/142، 143، وقال الذهبي: متروك، وكذبه أبو زرعة، كما في "ميزان الاعتدال" 1/73 و4/378.. (انتهى النقل) ..، وذكره الألباني في الضعيفة بأنه ضعيف جدا .

 

ج- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟ قال: " قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ المرسلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قال: ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا) رواه الطبري في تاريخه .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند ضعيف جدا .. وفيه (أحمد بن عبد الرحمن بن وهب) وهو ضعيف الحديث ..، وفيه (الماضي بن محمد الغافقي) وهو ضعيف ..، وفيه (علي بن سليمان الشامي) وهو مجهول (والسند مكتوب فيه أبي سليمان – وهو خطأ - والصواب "علي بن سليمان") ..، وفيه (القاسم بن محمد) وهو مجهول ..

 

د- وفي (حديث ضعيف جدا فيه نكارة في سنده) .. يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً» قُلْتُ: وَمَا تَحِيَّتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «رَكْعَتَانِ» فَرَكَعْتُهُمَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «خَيْرٌ مَوْضُوعٌ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ» ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ النَّبِيُّونَ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ» قُلْتُ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ») رواه الحاكم .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وفيه (يحيى بن سعيد السعدي البصري) وروايته منكرة لهذا الحديث .. قال بن عدي في الكامل في الضعفاء في الترجمة رقم 2142 ج9 ص107: وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن مُحَمد، عَن أَبِي ذَرٍّ .. والثالث حديث بن جُرَيج وهذا أنكر الروايات.. ويحيى بن سعد هذا يعرف بهذا الحديث. (انتهى النقل) ..، وقال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام ترجمة رقم 454 ج5 ص478: قال الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ على حديثه ..، وقال ابْنُ حِبّان: لَا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد..، وقال ابن عديّ: يُعرف بهذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الطريق. (انتهى النقل) .

 

#- ملحوظة: حاول الشيخ الألباني تصحيح رواية أبي ذر الغفار بمجموع طرقها .. ولكن هذا التصحيح غير صحيح .. فالروايات كلها تالفة ولم يصح منها شيء .. والذي عليه أهل العلم أن هذه الروايات لا تصح .

 

2- روايات قيلت عن الصحابي أنس بن مالك ..

أ- في (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كَانَ فِيمَنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ كُنْتُ أَنَا) رواه أبو يعلى في مسنده .. قال محققه حسين أسد: إسناده ضعيف جدا ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا وفيه (محمد بن ثابت العبدى) وهو لين الحديث ..، وفيه (معبد بن خالد) وهو مجهول ..، وفيه (يزيد بن أبان الرقاشى) وهو ضعيف الحديث .. 

 

ب- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ، أَرْبَعَةُ آلَافٍ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ) رواه أبو يعلى في مسنده.. قال الإمام ابن كثير في تفسيره ج2 ص470: وهذا أيضاً إسناد ضعيف ؛ فيه الربذي : ضعيف ، وشيخه الرَّقَاشي : أضعف منه أيضاً. (انتهى النقل) ..، وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدا. (انتهى النقل) ..، وقال محقق مسند أبي يعلى حسن أسد: إسناده ضعيف جدا. (انتهى النقل) ..

 

ج- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (بُعِثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ثَمَانِيَةِ آلَافِ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) رواه الطبراني في الأوسط .. ، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. فيه (إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المدنى) ضعيف الحديث ..، وفيه (يزيد الرقاشي) وهو ضعيف الحديث ..

 

3- حديث صحيح عن الصحابي أبي أمامة الباهلي ..

- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: «عَشَرَةُ قُرُونٍ» . قَالَ: كَمْ كَانَ بَيْنَ نُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: «عَشَرَةُ قُرُونٍ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ») رواه الطبراني في الكبير ..

- ورواه الطبراني بنفس الإسناد في المعجم الأوسط بلفظ في آخره: («ثَلَاثُمَائةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ») ..!!

- وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد الحلبى وهو ثقة..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية أتت من طرق أخرى بدون ذكر عدد المرسلين كما رواه ابن منده في التوحيد والحاكم في مستدركه وابن حبان في الموارد .. ولكن هذه الزيادة بعدد المرسلين أتت في روايات الطبراني في الكبير والأوسط .. والسند وإن كان ظاهره صحيح .. ولكن في نفسي شيء من زيادة جزئية عدد المرسلين في متن الرواية .. فضلا عن اضطراب العدد لنفس السند .. والله أعلم .

 

#- الخلاصة في الروايات السابقة .. هو أنه لم يأت نص صحيح يقول بأن عدد الأنبياء والرسل هو مائة ألف أو حتى ألف أو خمسمائة .. وإنما لو افترضنا صحة رواية الطبراني بعدد المرسلين فيكون العدد هو ثلاثمائة وخمسة عشر أو وثلاثة عشر رسولا .. والله أعلم .

 

#- رابعا: الثابت من عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

- لا نعلم عدد الأنبياء والرسل على وجه التحديد .. إذ لا يعلمهم إلا الله لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) غافر:78 .

 

#- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):

- وهذه تسمية الأنبياء الذين نص على أسمائهم في القرآن وهم:

- آدم وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهارون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس، واليسع، وزكريا، ويحيى، وعيسى .. عليهم الصلاة والسلام .. وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين .. وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم. (تفسير ابن كثير ج2 ص469).

 

#- إذن عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن تقريبا خمسة وعشرون نبي ورسول .. على افتراض ذي الكفل أنه نبي ..

 

- ولم يذكر ابن كثير يوشع فتى موسى، ولا الخضر صاحب موسى في جملة الأنبياء .. لأنه أراد ذكر من أتى لهم اسم من الأنبياء والرسل .. ولم يذكر عُزير بالرغم من أن له اسم ولكن لأنه ليس نبي وإنما هو حبر من أحبار اليهود أي من علمائهم وكان أوحد زمنه في حفظ التوراة فكتبها ونشرها بين اليهود بعد فقد التوراة وقدسه اليهود وهو بريء من فعلهم واسمه عند اليهود (عزرا) .. والقرآن لم يذكره في جملة الأنبياء والرسل .. والله أعلم.

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن المسجد الأقصى .. مساحته تزيد لأكثر من مائتي ألف مصلي وتصل إلى ثلاثمائة ألف مصلي .. وليس كما زعم صاحب الشبهة أن المسجد الأقصى يحتمل فقط خمسة آلاف مصلي ..!!

 

2- الكلام على الروايات التي أتى فيها أن أعداد الأنبياء بالآلاف .. فهي لم يصح منها شيئا .. وبالتالي لا يقال كيف صلى النبي بهذه الآلاف الكثيرة .. لأننا لا نعرف ما عدد من صلى .. فلا مجال للسؤال حينئذ فنقول: كيف يصلي النبي بهذا العدد مائة وأربعة وعشرون ألفا في ساحة المسجد الأقصى وهو لا يتسع لهذا العدد ..؟!!

 

- لأن الثابت أن من صلى مع النبي هم موسى وعيسى وإبراهيم .. وبالتالي فإن هذا عدد لا يتم الإلتفات إليه .. حتى يتم السؤال عنه بكيف لم ينتبه لهم ساكني بيت المقدس آنذاك ..!! فضلا عن كون المسجد الاقصى حينئذ كان مثل المكان المهجور . 

 

#- انتبه أخي الحبيب: إلى أن تصحيح الشيخ الألباني لروايات عدد الأنبياء الخاصة بالمائة ألف .. إنما هو تصحيح غير صحيح ومخالف لما عليه أهل الحديث فيما وجدت في كتب أهل العلم .. فلزم التنبيه حتى لا تغتر بتصحيحه ..

 

- ولو افترضنا صحة رواية الطبراني عن عدد المرسلين .. فيكون عددهم حينئذ هو ما بين ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا أو ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا .. والله أعلم .

 

3- أما في رواية الإسراء والمعراج .. فالذي ثبت معنا هو صلاة ثلاثة من الرسل من أولي العزم مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم إبراهيم وموسى وعيسى .. وهم الأصول الثلاثة التي لهم أتباع كثر على كوكب الأرض .. ولعل المقصد من إظهار هؤلاء هو اتباع الجماعة المؤمنة المنتشرة في الأرض في ذلك الزمان وكل زمان لتكون تبعا للنبي الأمي صلى الله عليه وسلم .. وهذا رأي أجده مناسبا وموافق لما صح من الروايات بل وموافق للعقل أيضا .. لأن باقي الأنبياء والرسل لا أتباع لهم في الحياة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما المشهور ولازال مشهور هو الدين الإبراهيمي والموسوي والعيسوي .. ولذلك هؤلاء هم من حضروا وصلوا خلفه إعلانا بانتقال المنهج الديني ليكون هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- والله أعلم.

**************************

 

..:: س72: ما هي اللغة التي قرأ بها النبي في صلاته بالأنبياء ليلة الإسراء ؟ ::..

 

- من المسائل التي تجدها على الإنترنت .. والتي قد تخطر ببالك فتقول: ما هي اللغة التي قرأ بها النبي في صلاته بالأنبياء ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كان يهمك معرفة اللغة التي صلى بها النبي وكان وراءه الأنبياء .. فهذا يستدعي أن تعرف هل كانت الصلاة جهرية أم سرية ..؟!! والتي غالبا هي صلاة جهرية .. والله أعلم .

 

- ولكن هناك سؤال أسهل .. وهو ما هي اللغة التي تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء سواء في الأرض أو السماء ؟

 

- والشاهد من كلامي لك .. هو أن أوضح لك أن المسألة تتعلق بلغة الحوار عموما كيف كانت بين الأنبياء .. بغض النظر كان يوجد صلاة أم لا يوجد صلاة .. !!

 

#- والآن أجيبك على سؤالك ..

- الذي أظنه أن لغة التواصل بينهم كانت اللغة العربية .. لأن الإمام وهو النبي صلى الله عليه وسلم كان عربيا .. وأصل الرحلة كلها من أجله .. فالجميع يتكلم بلغته .. وأولهم جبريل عليه السلام .

 

- فسواء كانوا الأنبياء على الأرض أو في السماء فلغتهم كانت العربية .. لأن الرحلة كلها تكريما له صلى الله عليه وسلم ..

 

- وأكيد أنت كمؤمن ستفهم بفراستك .. أن النبي الغير عربي فيهم قد رزقه الله في ذلك الوقت فهم اللغة العربية وأنطقه بها .. فالذي أحيا الأجساد هو نفسه من يحيى اللغات في النفس أيضا ويكسبها قوة إدراك وفهم اللغة ..

 

- وإذا كان الإنسان يمكن أن يبرمج الكمبيوتر .. على فهم عدة لغات ويجعله يتكلم بها .. فما بالك بالله القدير خالق كل شيء ؟!!

 

#- خلاصة القول:

- مسألة الحوار اللغوي بين الأنبياء لا يمكن أن تكون مشكلة لأن الله هو الفاعل والمدبر والمتصرف في تهيئة النفوس لتكون كلها على لغة واحدة كما جعلهم كلهم على منهج واحد وعقيدة واحدة .

 

- وبمعنى أبسط يمكن أن تقول: أن من أحيا الأنبياء وجعلهم يقفون خلف النبي صلى الله عليه وسلم .. هو أيضا من جعلهم يفقهون ما ينطق به النبي من كلام عربي مبين ..

 

***************************

..:: س73: كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج ؟ ::..

 

- من المسائل التي تجدها على الإنترنت .. والتي قد تخطر ببالك فتقول: كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الصلاة التي تم فرضها ليلة المعراج هي الصلوات الخمس المعروفة حاليا .. ولكن كان هناك صلاة قبل المعراج كانت مفروضة على النبي صلى الله عليه وسلم .. وكانت مفروضة كذلك على المؤمنين إلا أنها كانت ركعتين صباحا ومساءا .. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من بداية الدعوة .. ودليل ذلك:

 

1- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)) المزمل:1-4.

 

- فقوله (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا): فيه دلالة على صلاته ..

 

- وسورة المزمل .. نزلت من أوائل السور القرآنية وتعتبر السورة الثالثة أو الرابعة في ترتيب نزول سور القرآن .. وغالبا نزلت بعد سورة القلم والمدثر ..

 

- والمفيد مما سبق .. هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من بداية البعثة النبوية أي من بداية إعلان ظهوره بأنه النبي الخاتم .. وأنه كان مأمورا بذلك .

 

2- عن بن عباس قال: (انْطَلَقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَائِفَةٍ مِن أصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّيَاطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فَقالوا: ما لَكُمْ؟ فَقالوا: حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ .. إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بنَخْلَةَ .. عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ .. اسْتَمَعُوا له .. فَقالوا: هذا واللَّهِ الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وقالوا: يا قَوْمَنَا: {إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنَا أحَدًا} [الجن: 2]، فأنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ} [الجن: 1] .. وإنَّما أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ) صحيح البخاري ..

 

- قوله (فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ): أي أولئك الشياطين ..

- قوله (وهو بنخلة): هو مكان بين الطائف ومكة ويبعد عن مكة بنحو ثلاثين كيلو متر تقريبا ..

- قوله (سوق عكاظ): هو مكان يتجمع فيه العرب للتجارة وكان يقام في شهر رمضان.

 

#- وفيما يتعلق بصلاة الفجر المذكورة في القصة السابقة ..

- فقال بعض العلماء أن المقصود منها هو صلاة ركعتين كان يصليهما ليلا .. وكانت هذه الصلاة نافلة وليست فرضا .. حيث قال بعض العلماء أن للنبي صلاة قبل صلاة الفرض .. وإليك توضيح ذلك:

أ- بعض العلماء قال: أنه كان يصلي بالليل ما شاء الله له أن يصلي .. وقد يكون فعل ذلك معه المسلمون حينئذ قدر استطاعتهم اتباعا له .. ويظهر ذلك من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) سورة المزمل:1-4 ..

 

ب- وبعض العلماء قالوا: كان النبي والمسلمون يصلون صلاة ركعتين صباحا ومساءا .. وأشارا في ذلك إلى قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ق 39 .. ، وإلى قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) غافر: 55.

 

ج- وما يدل على وجود الصلاة قبل فرضها .. ما جاء في الرواية حينما سأل هرقل أبا سفيان عن حال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ قُلتُ: يقولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وحْدَهُ ولَا تُشْرِكُوا به شيئًا، واتْرُكُوا ما يقولُ آبَاؤُكُمْ، ويَأْمُرُنَا بالصَّلَاةِ والزَّكَاةِ والصِّدْقِ والعَفَافِ والصِّلَةِ) صحيح البخاري.

 

#- فقوله (يأمرنا بالصلاة): فيه دلالة على أن الصلاة كانت موجودة قبل فرضها خمسة صلوات ..

 

د- وما يدل على وجود الصلاة قبل فرضها .. هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد صلي في بيت المقدس ركعتين في ليلة الإسراء .. كما جاء في الرواية: (حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ ... ) صحيح مسلم.

 

هـ - وهناك (حديث ضعيف) .. جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من بداية الوحي .. فقد جاء عن زيد بن حارثة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: في إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرِب في إسناده ومتنه كما سيأتي بيان ذلك في التخريج. قال ابن أبي حاتم في "علله" 1/ 46. قال أبي: هذا حديث كذبٌ باطل. (انتهى النقل من كلام محققي المسند من تخريج المسند (ص 29/ ج 25) ..

و- ذكر الإمام النووي رحمه الله (المتوفى: 676 هـ):

- فرض الله تعالى من قيام الليل ما ذكره في أول سورة المزمل، ثم نسخه بما في أواخرها .. ثم نسخه بإيجاب الصلوات الخمس ليلة الإسراء بمكة بعد النبوة بعشر سنين وثلاثة أشهر ليلة سبع وعشرين من رجب .. وكان - صلى الله عليه وسلم - مأمورا بالصلاة إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة ستة عشر شهرا أو سبعة عشر، ثم أمره الله تعالى باستقبال الكعبة. (روضة الطالبين ج10 ص206).

 

#- خلاصة القول:

1- أن الصلاة كانت مفروضه على النبي صلى الله عليه وسلم .. منذ بداية بعثته ولكن ركعتين صباحا ومساءا .. وكان يأمر بها أصحابه ويصلون معه .. ولا نعلم هل الأمر بالصلاة والوضوء حينئذ على سبيل الندب أم على سبيل الفرض .. الله أعلم ..

 

2- تم فرض الصلوات الخمسة على الأمة مع الوضوء .. في ليلة المعراج .

 

************************

 

..:: س74: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل كان لها وضوء وما هيئته ؟ ::..

 

- من الأسئلة التي قد تخطر ببالك فتقول: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: عن ماهية الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ..

- الإجابة على هذه الجزئية تتوقف على ما تميل إليه من رأي العلماء .. ليه ؟

1- لأن غالب ظن بعض العلماء .. أن الصلاة بالأنبياء كانت قبل الصعود للسماوات .. وبالتالي نكون الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاة ركعتين نافلة بالليل وكانت في جماعة .. كما كان يصلي منذ بداية بعثته صلى الله عليه وسلم كما سبق وشرحنا ذلك ..

 

2- ولكن من العلماء كابن كثير قال أن الصلاة بالأنبياء كانت بعد أن نزل من السماء .. ولكنه صلى ركعتين تحية المسجد حينما وصل للمسجد الأقصى ثم صعد للسماء .. وحينما نزل فقد صلى بالأنبياء وحينئذ تكون الصلاة التي صلاها إما صلاة نفل من صلوات قيام الليل أو صلاة الفجر قد أتى وقتها وقت نزوله فصلى بهم ..

 

#- وسبب هذا الرأي في أن النبي صلى بالأنبياء بعد نزوله من السماء .. لأن بعض الروايات جاء فيها أن النبي سأل جبريل عن موسى وعيسى وإبراهيم .. وبالتالي هذا السؤال لايكون له معنى لو كان صلى بهم على الأرض فعرفهم .. فكيف يسأل عنهم في السماء طالما عرفهم في الأرض ؟!!

 

3- وهناك رأي يقول بأن الصلاة كانت في السماء وليس في الأرض .. لأن مالك خازن النار أتى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم .. ومقامه سماوي وليس أرضي ..

 

#- ثانيا: عن هيئة الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى ..

1- إذا كانت نصوص الروايات لم توضح هذه الهيئة كيف كانت .. إلا أن غالب ظني هو نفس الهيئة التي نصليها الآن .. لأن هذه الهيئة هي التي استمرت من لحظة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى تم فرض الصلوات الخمسة .. إلا أنها لم تكن بها تشهد .. وإنما زاد فيما بعد في أفعال الصلاة .. والله أعلم .

 

2- وهيئة صلاة النبي من قيام وركوع وسجود .. لم تكن هكذا هيئتها في دين من قبلنا كما هي عندنا .. وإن كان القرآن يقول عن مريم: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران:43 .. فدل هذا على وجود ركوع وسجود عبادة لله في دين من قبلنا .. ولكن ليس بالضرورة أن يكون في هيئة مماثلة كالتي نصليها اليوم .. بل قد يكون الركوع في وقت والسجود في وقت .. وقد يكون المقصود بالسجود الإلتزام بالصلاة .. وبالركوع مع الراكعين هو صلاة الجماعة .. هذا على اختلاف المفسرين حول مفهوم السجود والركوع في الآية السابقة وهذا ليس موضوعنا.

 

#- ما يهمنا هنا هو أن أقول لك: أنه قد سبق وقلنا أن الله أوحى إلهم باتباع النبي الأمي والخاتم .. وطالما هو إمامهم فليفعلوا مثله ويتبعوه .. إنما جعل الإمام ليؤتم به .. وهذا من جملة الإشارات بانتقال منهجية التشريع لتكون حسب منهج النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم .. فينتقل إلى الإيمان به وبما جاء به من أحكام وعبادات ومعاملات .. ولذلك قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران:81.

 

- وقوف الأنبياء مأمومين خلف النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو إعلان بانتقال إمامة النبوة إليه وأنه النبي الخاتم الذي لا رسول ولا نبي بعده .. وعليهم تحقيق عهدهم مع الله .. كما جاء في الآية السابق ذكرها .

 

#- ثالثا: هل توضأ الأنبياء حين صلاتهم ليلة الإسراء وما هيئته ؟

1- من المعلوم أن الأنبياء كان لهم وضوء .. كما جاء في قصة جريج الراهب حينما اتهموه بأنه زنا بامرأة: (فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى .. ثُمَّ أَتَى الغُلَامَ، فَقالَ: مَن أَبُوكَ يا غُلَامُ؟ قالَ: الرَّاعِي) صحيح البخاري.. وجريج الراهب من بني إسرائيل ..

 

- إذن الوضوء كان معلوما في شرع من سبقنا .. وسواء كان مشابها لما نفعله الآن أم له هيئة أخرى .. فما يهمنا هنا أنه كان يوجد وضوء يحدث لمن أراد الصلاة إلى الله .. ولعل الأنبياء الذين صلوا مع النبي في المسجد الأقصى توضؤا بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا له .. وهذا ما لا أشك فيه عن نفسي .

 

#- ملحوظة: قيل أن الوضوء تم فرضه مع فرض الصلوات الخمسة .. ونزلت أيات الوضوء في المدينة أي بعد فرض الصلوات وذلك لتوكيدها بالرغم من فعل الوضوء قبل نزولها اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم ..

- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ من بداية بعثته ..

- جاء في (حديث حسن) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى، وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ، فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَبْكِي، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ، لَوْ قَدْ رَأَوْكَ، لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ، أَرِينِي وَضُوءًا (أي ايتيني بماء) .. فَتَوَضَّأَ .. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمِ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا، وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا، وَلَمْ يَقُمِ إلَيْه مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، فَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

 

#- خلاصة القول:

1- الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في المسجد الأقصى .. هي صلاة ركعتين .. قد يكونا من نافلة قيام الليل على اعتبار صلاته بهم قبل صعوده للسماء ..، أو هي صلاة الفجر على اعتبار أنه صلى بهم بعد نزوله من السماء وكان الوقت وقت صلاة الفجر .

 

2- هيئة الصلاة من قيام وركوع وسجود إنما هذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم منذ بداية بعثته .. وأن هذا هو ما صلاة مع الأنبياء واتبعوه فيه لأنه الإمام والنبي الخاتم وكل شيء يؤل إليه اتباعا له ..

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .