ج25: قصة الإسراء والمعراج - هل المسجد الأقصى هو المسجد النبوي أو مسجد الجعرانة الذي أسرى له النبي ليلة الإسراء وليس هو المسجد الأقصا بفلسطين ؟

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الخامس والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الخامس والعشرون :: ج5/ مسائل وشبهات تتعلق برحلة الإسراء منها أن الإسراء كان إلى المسجد النبوي أو مسجد الجعرانة وليس المسجد الأقصى بفلسطين ::

1- س76: هل المسجد الأقصى هو مسجد الجِعرانة الذي أسرى إليه النبي ليلة الإسراء والمعراج ؟

#- أولا: المسجد الأقصى هو الموجود ببيت المقدس بفلسطين بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

#- ثانيا: من حيث الإستناد العلمي لثبوت أن مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصا.

#- ثالثا: من حيث التحقيق العقلي لأكذوبة أن مسجد الجِعرانة هو الذي أسرى له النبي.

2- س77: هل المسجد الأقصى هو المسجد النبوي الذي أسرى له النبي ليلة الإسراء والمعراج ؟

#- أولا: المسجد الأقصى هو الموجود ببيت المقدس بفلسطين بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

#- ثانيا: دليل أكذوبة أن مسجد المدينة المنورة هو المسجد الأقصى ..

#- ثالثا: الرد على أكذوبة أن القرآن يشير في كلامه إلى أن الإسراء كان للمسجد النبوي وهو المسجد الأقصى ..

#- رابعا: من حيث التحقيق العقلي لأكذوبة أن مسجد المدينة المنورة هو الذي أسرى له النبي ..

*******************

:: الفصل الخامس والعشرون ::

*******************

..:: س76: هل المسجد الأقصى هو مسجد الجِعرانة الذي أسرى إليه النبي ليلة الإسراء والمعراج ؟ ::..

 

- وأيضا من أغرب الأكاذيب على الإنترنت .. والتي تجدها منتشرة حول حادثة الإسراء والمعراج .. والتي ينشرها المكذبين للحديث النبوي الصحيح .. هو أن مكان المسجد الأقصى هو مسجد الجِعرانة بين مكة والطائف .. ووجوده بفلسطين هو محض خرافة ..!!

 

- وبعض النظر .. عن أنه لا يوجد أحد من علماء المسلمين قال بأن الإسراء كان إلى مسجد الجِعرانة الموجود بين مكة والطائف ويبعد عن مكة حوالي خمسة وعشرون كيلو متر .. إلا أن بعض المستهزئين على الإنترنت وقنوات اليويتوب .. يريدون أن يظهروا للعوام أن العلماء ضللوهم في قصة الإسراء والمعراج .. ومن هذا التضليل أن المسجد الأقصا ليس هو الذي بفلسطين وإنما هو بمسجد الجِعرانة ..

 

- وأساس استنادهم لهذه الأكذوبة .. هو النقل من بعض المستشرقين اليهود الذين نقلوا عن أحد كتب التراث الإسلامي التي لم تقل أن إسراء النبي كان من مسجد الجِعرانة .. ولكن هذا اليهودي قام بتزوير مفهوم النص المشار إليه ليتماشى مع هواه .. ثم أخذ عنه بعض من لم يتقي الله في دينه والمؤمنين وافترض صحة كلام هذا اليهودي الكذاب .. وسيتم توضيح كل ذلك لك بالتفصيل لتكون على علم ويقين أن أصحاب هذه الشبهات يتعمدون الكذب .. وأن المسألة لا علاقة لها بالعلم من أساسه .. وإنما لها علاقة بالكذب وإثارة وإيقاظ الفتنة.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إليك أخي الحبيب تحقيق أكذوبة أن المسجد الأقصى هو مسجد الجعرانة الذي أسرى إليه النبي ليلة الإسراء ..

 

#-أولا: المسجد الأقصى هو الموجود ببيت المقدس بفلسطين بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

1- (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ( صحيح البخاري.

 

2- (حديث صحيح) .. عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ " قَالَ: " فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ".

- قَالَ: " فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ".

- قَالَ: " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ .. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفَطْرَةَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ..

إلى آخر الرواية التي جمعت معها حديث المعراج كاملا) صحيح مسلم.

 

- قوله (بيت المقدس): يثبت لك أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس الموجود في فلسطين .. إذ لا يوجد بيت مقدس معلوم للعرب غير هذا .

 

#- ثانيا: من حيث الإستناد العلمي لثبوت أن مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصا.

- نجد أن أصحاب هذه الشبهة قد استندوا إلى المستند الآتي لثبوت هذه الأكذوبة التي ابتدعوها ..

 

- حسب ما وجدت على شبكة الإنترنت .. أن يهوديا يدعى دكتور/ موردخاي كيدار .. وهو أستاذ في جامعة باريلان الصهيونية .. تحدث في ندوة بالكنيست الإسرائيلي بعنوان "مكانة القدس في الإسلام" في تموز (يوليو) 2009 ..وقال يومها: إن القدس يهودية وعلى المسلمين أن يحملوا أحجار قبة الصخرة إلى مكة لأن المسجد الأقصى مكانه "الجعرانة" بين مكة والطائف وكان يصلي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أحيانًا.

 

- فهذا هو المستند .. الذي استند عليه أصحاب الشبهة من جماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. وهو كلام هذا الكذاب اليهودي وأشباهه .. والذي نقله من مغازي الواقدي .. والذي جاء فيه ما هو هو الآتي:

 

#- قال محمد بن عمر الواقدي رحمه الله (المتوفى: 207هـ):

- وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة .. فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة .. فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة ليلا .. فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى .. وكان مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالجعرانة- فأما هذا المسجد الأدنى .. فبناه رجل من قريش واتخذ ذلك الحائط عنده- ولم يجز رسول الله صلى الله عليه وسلم الوادي إلا محرما .. فلم يزل يلبي حتى استلم الركن. (مغازي الواقدي ج3 ص958-959)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- خليني أشرح لك إزاي كذبوا عليك بهذا الخبر الذي رواه الواقدي والذي لا دليل فيه على ما ذهبوا إليه ..

1- الذي قال بهذا الكلام وهو "محمد بن عمر الواقدي" .. وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب في مروياته .. وهذا معلوم عند عموم علماء المسلمين .

 

- ولكن هل هؤلاء الكذابين أصحاب هذه الشبهة قالوا بذلك ؟ .. لا .. لأنهم يعلمون أنهم ينقلون عن متهم بالكذب .. وحينئذ سيقال لهم: كيف تجعل حجتك نقلا عمن هو متهم بالكذب ..؟!!

 

2- وإذا ناقشنا الخبر نفسه الذي ذكره الواقدي .. لا دليل فيه على أنه مسجد الجِعرانة هو المسجد الأقصى الذي أسرى إليه النبي .. كما قال الكذابين أصحاب هذه الشبهة ومتبعي اليهودي الكذاب الذين أخذوا عنه هذا الكلام مستندا لخبر الواقدي .. ليه ليس هو المسجد الأقصى ؟

 

أ- لأن المسجد الأقصى في خبر الواقدي فهو يتكلم عنه باعتبار بعده عن مسجد آخر وصفه بالأدني .. ولا علاقة له بالمسجد الأقصى الذي أسرى إليه النبي في فلسطين .

- ولذلك الكذابين أصحاب هذه الشبهة .. لم يذكروا جملة (المسجد الأدنى) في خبر الواقدي .. لأنهم كانوا هيتفضحوا بغبائهم .. لأن المسجد الذي أشار إليه الواقدي والذي وصفه بالأدنى هو مسجد داخل حدود الحرم المكي .. أما مسجد الجعرانة فهو على حدود الحرم المكي من خارجه .. فكان الأقصى بالنسبة للمسجد الأدنى القريب منه ولكن هذا الأدنى داخل الحرم المكي .. وذلك الأقصى في البعد خارج الحرم المكي وهو الموجود بالجعرانة .. ولذلك أحرم النبي من عند مسجد الجعرانة حينما أراد العمرة لأنه خارج حدود الحرم المكي.

 

#- ومثال ما سبق في القرب والبعد:

#- كما قال تعالى في توصيف مكان المؤمنين وكفار قريش .. قبل حدوث موقعة بدر الكبرى .. فيصف الحق ذلك فيقول: (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ  ... ) الأنفال:42.

 

- العدوة: هو جانب الوادي إذ هرب أبو سفيان بعير التجارة ناحية البحر الأحمر وترك مكان بئر بدر .. ولكن بعد أن كان أخبر قريش بأنه عند بدر.

- والدنيا: تأنيث الأدنى بمعنى الأقرب من المدينة .. أي وكان بئر بدر كان أقرب لأهل المدينة.

- والقصوى: تأنيث الأقصى بمعنى الأبعد عن المدينة .. أي وكان بئر بدر يعتبر الأبعد من المدينة بالنسبة للقادم من مكة.

 

- وما يهمنا هنا هو أن نفهم .. أن توصيف الأماكن بالقرب والبعد شيء عادي يتم تقريب صورته للسامع بتمركز الشيء المتكلم عنه أقريب أم بعيد بالنسبة لشيء آخر .. فهل في الآية يقال أن العدوة القصوى هو كان مكان إسراء النبي ؟!! أكيد .. لا .. ولكن الضلالية فقط هم من ينشرون أشباه هذا الكلام .. فانتبه أخي الحبيب.     

 

ب- أصحاب الشبهة كتموا حقيقة أن الواقدي بنفسه .. يقر بأن المسجد الأقصا هو الذي في بيت المقدس كما نقل ذلك عنه تلميذه ابن سعد في طبقاته .. وهذه حقيقة أخرى كتمها الكذابين الذين نقلوا عن الواقدي هذا الخبر .. فلم يقولوا أن الواقدي يقول بأن الإسراء كان لبيت المقدس الذي هو في فلسطين .

 

#- ثالثا: من حيث التحقيق العقلي لأكذوبة أن مسجد الجِعرانة هو الذي أسرى له النبي ..

1- مسجد الجِعرانة (بكسر حرف الجيم) .. تم بناؤه في القرن الثاني الهجري .. وأول صلاة تمت فيه من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان بوادي الجِعرانة كانت بعد عودة النبي من موقعة حنين بالطائف في العام الثامن من الهجرة .

 

- فكانت أول صلاة صلاها النبي في ذلك المكان بوادي الجِعرانة .. كان في العام الثامن الهجري أي العام العشرون أو الحادي والعشرون من بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..  وهذا المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي تم بناء المسجد عنده فيما بعد في القرن الثالث الهجري ..

 

- ولكن إسراء النبي للمسجد الأقصى كان قبل الهجرة بسنتين أو ثلاثة .. يعني قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم في وادي الجِعرانة أصلا بحوالي عشرة سنوات ..!!

 

- فكيف يكون قد أسرى إليه وهو لم يكن يوجد مسجد أصلا في ذلك المكان بل ولم يكن النبي يصلي فيه قبل ذلك ؟!!

 

2- وهل كانت قريش ستتعجب من ذهابه في ليلة إلى منطقة وادي الجِعرانة والعودة منه ؟!! أكيد .. لا ..

 

3- ثم لما طلبت منه قريش أن يصف المسجد الأقصى .. فهل وصف مسجد الجِعرانة الذي لا وجود له أصلا ولا يعرفه قريش بل ولا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الإسراء ؟!!

- أكيد لم يكن مسجد الجِعرانة .. بل طلبوا وصف بيت المقدس بفلسطين ..

 

4- أضف إلى ما سبق .. أن وادي الجعرانة كانت تسكنه قبيلة من قبائل هذيل وكانوا من المشركين مثل قريش .. ولم يكن لديهم مسجد في ذلك المكان .. حتى يسري إليه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء كما قال بعض الكذابين ..!!

#- وخلاصة القول:

1- مسجد الجِعرانة .. ليس هو المسجد الأقصى الذي أسرى إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما ذكره الواقدي باعتبار أنه أقصى أي أبعد من مسجد آخر كان يشير إليه وهو داخل حرم مكة .

 

- فالأقصى والأدني باعتبار القريب والبعيد لما هو يمكن أن يتم الإحرام منه .. وكان توضيح حال مسجدين أراد الواقدي أن يوضح الفرق بين هذين المسجدين من حيث إماكنية الإحرام من أي منهما .. وأن المسجد الأقصى لهذا المسجد الأدنى الذي أشار إليه الواقدي .. هو مسجد الجِعرانة الذي يتم الإحرام منه .. لأن مسجد الجِعرانة خارج حدود الحرم المكي .

 

- إذن المسألة .. لا علاقة لها بالمسجد الأقصى الذي أسرى إليه النبي ليلة الإسراء .. وإنما له علاقة بالكذب الذي كذبه هؤلاء الكذابين .. وافتروه بالباطل اتباعا لابن اليهودية الكذاب.. انتصارا واستباحة للصهاينة لتدنيس المسجد الأقصى..

 

2- يبقى مما سبق أخي الحبيب تفهم .. أن سبب الترويج أن مسجد الجِعرانة ليكون هو مسجد إسراء النبي إليه ليلة الإسراء .. إنما هو ترويج ودعاية يهودية المنشأ .. وهو محض كذب وتضليل ممن قال بهذا الكلام .. لأنه يعلم يقينا أنه لم يكن في هذا المكان مسجد أصلا يعرفه كفار مكة ولا حتى النبي صلى الله عليه وسلم في وقت حدوث رحلة الإسراء .. وبالعقل والنص شبهتهم باطلة وكلها كذب في كذب .

 

- ولكن من الواضح أن الخيانة في العلم الديني من جماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. تحقق لهم مكاسب لا حصر لها على الإنترنت لكل من يطعن في الدين بحجة التنوير ..!!

- والله من ورائهم محيط .. 

 

*************************

 ..:: س77: هل المسجد الأقصى هو المسجد النبوي الذي أسرى له النبي ليلة الإسراء ؟ ::..

 

- وأيضا من أغرب الأكاذيب على الإنترنت .. والتي تجدها منتشرة حول حادثة الإسراء والمعراج .. والتي ينشرها جماعة المكذبين للحديث النبوي الصحيح .. هو أن مكان المسجد الأقصى هو مسجد المدينة المنورة .. ووجوده بفلسطين هو محض خرافة ..!!

 

- وبعض النظر عن أنه لا يوجد أحد من علماء المسلمين قال بأن الإسراء كان إلى مسجد المدينة المنورة .. إلا أن بعض المستهزئين على الإنترنت وقنوات اليويتوب .. يريدون أن يظهروا للعوام أن العلماء ضللوهم في قصة الإسراء والمعراج .. ومن هذا التضليل أن المسجد الأقصا ليس هو الذي بفلسطين وإنما هو بمسجد المدينة المنورة ..

 

#- وحتى يقنعوك بما قالوا فكان لهم في ذلك مسلكين:

- الأول: إن سورة الإسراء وسورة النجم من السور المكية ..، وقد فرضت الصلاة فى المدينة .. وإذا كانت فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج بالمدينة فيكون الإسراء كان تم إلى مسجد المدينة المنورة.

 

- الثاني: هو ان الإسراء المذكور في أول سورة الإسراء معناه الهجرة إلى المدينة وبناء المسجد النبوي .

 

==================

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: المسجد الأقصى هو الموجود ببيت المقدس بفلسطين بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

1- (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ( صحيح البخاري.

 

2- (حديث صحيح) .. عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ " قَالَ: " فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ") صحيح مسلم.

 

- قوله (بيت المقدس): يثبت لك أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس الموجود في فلسطين .. إذ لا يوجد بيت مقدس معلوم للعرب غير هذا .

=============

 

#- ثانيا: دليل أكذوبة أن مسجد المدينة المنورة هو المسجد الأقصى ..

 

1- الرد على المسلك الأول الذي قالوه وهو: أن سورة الإسراء وسورة النجم من السور المكية ..، وقد فرضت الصلاة فى المدينة .. وإذا كانت فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج بالمدينة فيكون الإسراء كان تم إلى مسجد المدينة المنورة.

 

#- الرد على ذلك:

أ- هذا من أغبى الأقوال التي قرأتها في حياتي .. إذ لو كان الأمر كما قالوا .. لكان إسراء النبي ومعراجه من المسجد النبوي .. فيكون أسرى من المسجد النبوي إلى المسجد النبوي .. طالما تقولون أن الصلاة فرضت بالمدينة والصلاة فرضت بليلة الإسراء .. فيكون الإسراء حينئذ من المدينة إلى المدينة ..!!

- ويكون بهذا المنطق لا يوجد إسراء أصلا لأنه لم يحدث انتقال ..!!

- فضلا عن أن هذا الكلام  يخالف النص القرآني الذي قال أنه تم الإسراء بالنبي من المسجد الحرام .

 

ب- أما عن مسألة أن سورة الإسراء والنجم مكيتان .. فهذا يثبت أن فرضية الصلاة كانت في مكة ولم تكن في المدينة يا بليد العقل ..!!

 

ج- أما عن مسألة أن فرضية الصلاة كانت بالمدينة المنورة .. فهذا ليس نوع من الغباء .. لا .. وإنما نوع من الكذب .. لأن فرضية الصلاة تمت ليلة الإسراء والمعراج في العام العاشر من البعثة النبوية وقبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنوات تقريبا أو أقل قليلا .. وهذا ثابت من التاريخ الزمني لتسلسل أحداث السيرة النبوية .

 

#- انتبه أخي الحبيب:

@- توضيح كيف بدأت الصلاة إلى أن أصبحت بهيئتها الحالية التي نصليها:

1- سبق وذكرت لك في سؤال سابق أن الصلاة كانت من بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. ركعتين بالنهار وركعتين الليل .. على سبيل الندب والإستحباب ولكنها كانت فرضا على النبي أن يفعله مثل قيام الليل .. ثم تم تخفيف فرضية قيام الليل وأصبح الأمر على سبيل المقدرة وليس على سبيل الفرض .. (علما بأنه طائفة من المؤمنين كانوا يقيمون الصلاة بالليل حبا لله مع النبي) .. ولمزيد من المعرفة يمكنك الرجوع إلى  الفصل الثالث والعشرون تحت عنوان: (س73: كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج).

 

2- وفي ليلة المعراج تم فرض الصلاة بعدد خمسة صلوات .. ولم تعد على سبيل الاستحباب .. لا .. بل على سبيل الفرض .. وسيعاقب من لا سيفعل ذلك .. ولكنها كانت ظلت ركعتين كما هي في مكة .

 

3- ولكن لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .. وذلك في العام الثالث عشر من البعثة النبوية .. تم زيادة ركعات الصلاة على العدد الموجود حاليا فزيد الظهر والعصر والعشاء ركعتين .. وظلت الصلاة بعددها ركعتين في حال المسافر ما عدا المغرب بقي كما هو لا قصر فيه .

- قالت السيدة عائشة: (فُرِضَتِ الصَّلاَةُ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلاَةُ السَّفَرِ عَلَى الأُولَى) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: قَالَتْ: (فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ .. فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ) صحيح مسلم.

- وفي رواية بلفظ: قَالَتْ: (كَانَ أَوَّلَ مَا افْتُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةُ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَمَّ اللهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَرْبَعًا فِي الْحَضَرِ، وَأَقَرَّ الصَّلَاةَ عَلَى فَرْضِهَا الْأَوَّلِ فِي السَّفَرِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

 

#- إذن أخي الحبيب مما سبق:

- يتبين لك أن الطريق الأول الذي سلكوه أصحاب الشبهات في إثبات أن المسجد النبوي هو الذي تم الإسراء إليه .. بدلالة فرضية الصلاة التي أوهموا الناس بها أنها كانت بالمدينة .. فهذا كله محض كذب بالإضافة إلى ما يحمله من غباء عميق في نفسية قائل هذا الكلام ..!!

 

===================

 

#- ثالثا: الرد على أكذوبة أن القرآن يشير في كلامه إلى أن الإسراء كان للمسجد النبوي وهو المسجد الأقصى ..

 

1- قال بعض مكذبي الحديث النبوي الصحيح: أن القرآن لم يطلق اسم مسجد على معابد اليهود والنصارى .. وإنما سماها بِيَع وصلوات كما في سورة الحج آية:40 ..!! (انتهى ملخص كلامهم) .

- وأقول:

- هذا كلام باطل من أصحاب الشبهة وفيه كذب على القرآن .. ليه ؟

- الذين نفوا وجود لفظ مسجد في القرآن إلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وجزموا بذلك يقينا .. إنما هو محض افتراء وبهتان على القرآن .. وإليك دليل بهتانهم على كلام الله ..

 

1- قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) الإسراء:4-7.

 

- فكلمة (المسجد) .. في الآية قيلت على المسجد الأقصى الذي هو بيت المقدس الذي كان يصلي فيه أنبياء بني إسرائيل ..!!

 

2- قال تعالى في قصة أصحاب الكهف: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا) الكهف:21 ..

- وقصة أصحاب الكهف .. كانت في عهد المسيحية وقبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أو أربعة قرون ..

 

- ومما سبق يظهر لنا واضحا أن كلمة المسجد ذكرها القرآن .. وقد قيلت في حق من هم يهود ومن هم نصارى .. وليس كما قال من كذب على كلام الله وقال أن القرآن لم يصف أماكن عبادات اليهود والنصارى بالمسجد ..!!

 

================

 

2- ثم قالوا مكذبي الأحاديث النبوية: المسجد الموجود اليوم في مدينة القدس والمعروف بإسم المسجد الأقصى .. لم يشرع في بنائه إلا سنة 66 بعد هجرة النبي .. أي في عصر الدولة الأموية .. و ليس في عصر الرسول و لا أحد من خلفائه الراشدين . (انتهى كلامهم) .

 

- وأقول:

- هذا كلام باطل وفيه كذب صريح على القرآن من أصحاب الشبهة .. ليه ؟

أ- لأن القرآن يثبت وجود هذا المسجد الأقصى ببيت المقدس .. من زمن بني إسرائيل من عهد موسى عليه السلام .. ويكفينا قوله تعالى الذي ذكرناه منذ قليل والذي جاء فيه (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) الإسراء:7.

 

ب- ولأن أبا ذر الغفاري قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا .. ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ) صحيح البخاري.

 

#- والمسجد الأقصا حينئذ لا يمكن أن يكون المسجد النبوي كما قال من كذب في شبهته .. لأن بناء المسجدين كان في عصر آدم عليه السلام على بعض أقوال أهل العلم ودون الدخول في تفاصيل ذلك ..

 

- إذن: تمثيلية أن الذي بني المسجد الأقصى أول مرة سنة 66 هجرية في عهد الدولة الأموية إنما هو كلام كذب .. بل وفيه تكذيب لكلام الله حينئذ المذكور في الآية السابعة من سورة الإسراء ..

 

================

 

3- ثم قالوا مكذبي الأحاديث النبوية: أن كلمة (أسرى) أتت في القرآن عند قوله (قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) هود:81 ..، وعند قوله (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي) طه:77 .. ثم ذكروا عدة آيات مثل قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) الدخان: 23.

- ثم قالوا: أن معنى (أَسْرِ بِعِبَادِي): أي أمشي بهم خفية من عدوكم .. والإسراء هو انتقال خفية من مكان الخطر إلى مكان آمن ..

- فمعنى (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) في أول الإسراء هو .. أمره أن يسري و رعاه و هو يسري، أي ينتقل خفية من عدوه إلى مكان يأمن فيه على نفسه و على دعوته، أي أن النص يخبر عن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، ولا يتكلم عن زيارة إلى فلسطين . وقد تمت هجرة الرسول خفية عن أعدائه . (انتهى كلامهم) .

 

#- وأقول:

- هذا كلام باطل وفيه كذب صريح على القرآن من أصحاب الشبهة .. ليه ؟

أ- قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. ) الإسراء:1.

- فمن الذي أسرى بالنبي ؟ بنفسه أم الله ؟ أكيد الله هو من أسرى بالنبي ..

- يبقى أصحاب الشبهة لما يقولوا أن الله أمر النبي أن يسري في قوله تعالى: (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) .. يبقى ده كلام كذب في كذب على الله .. وتم تزوير تفسير ألفاظ القرآن ليتفق مع أهوائهم .. لأن الله لم يقل (سبحان الذي أمر نبيه أن يسير من المسجد الحرام ...) .. بخلاف ما أمر به نبيه لوط وموسى فقد أمرهم الله بالسير ليلا ..!!

 

- هل انتبهت أخي الحبيب للجهل المخلوط بكذب ..؟

- وهل انتبهت كيف تم استدراجك في بداية الكلام ببعض من آيات الله ليوهمك للفكرة التي يريد أن يبرمج مخك عليها .. ولا أدري كيف ينام هؤلاء وهم يستبيحون لأنفسهم الكذب على الله وتزوير كلامه ..!!

 

ب- أما عن قولهم أن معنى (أسرى) هو انتقال خفية من عدو .. فهذا كلام كذب على اللغة العربية وعلى القرآن .. ليه ؟

- لأن الأمر بالسُّرَى معناه السير ليلا .. ولا علاقة له بعدو ولا بصديق .. فإن ظهر وجود عدو .. فيكون هذا علة وسبب السير بالليل .. وليس لأن معنى السُّرَى هو انتقال ليلا خفية من عدو ..!! بلاش جهل

- أما عن الكذب على القرآن فلأن الله قال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ..) الإسراء:1 ..

- فهل الله جل شأنه كان وراءه عدو يخيفه ولذلك أسرى بالنبي في الليل ؟!!

- بقى دا كلام إنسان مؤمن يقول به ..!!

 

================

 

4- ثم قالوا مكذبي الحديث النبوي الصحيح: و لنعد مرة أخرى إلى أول سورة الإسراء .. إنه يعلل الإسراء بقوله: (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) .. وقد أعتاد المفسرون ورواة الأخبار على تفسير ذلك بأنه: رؤية الأنبياء، و الصلاة بهم، وقد يزيد بعضهم الصعود إلى السماوات ورؤية الجنة والجحيم ..

- فبم نفسر نحن آيات الله في هذا الموضع ؟ وأي التفسيرين أولى بالقبول ؟ إننا نفسرها بنجاة الرسول من أعدائه الذين مكروا به ليقتلوه أو يسجنوه، و تأسيسه دولة بالمدينة، و إنتصاره في بدر، و عقده صلح الحديبية، ثم فتح مكة وإنتشار دعوته ... و هذه آيات حسية موضعها دنيا الناس، و كلها مترتبة على الإسراء بالرسول من مكة إلى المدينة، بينما الآيات التي يذكرها المفسرون ورواة الأخبار ليست من عالمنا الدنيوي. (انتهى النقل من كلامهم).

 

#- ملحوظة: حينما يقولون أن المفسرين يقولون ولكن نحن نفسر كذا .. فهذا لأنهم مكذبين للحديث النبوي الصحيح .. بخلاف علماء المسلمين الذين يصدقون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الموصول بسند صحيح ومتن صحيح ..

 

#- وأقول:

- ما قاله مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. من كلام سابق إنما هو باطل وفيه كذب لظاهر ألفاظ القرآن من أصحاب الشبهة .. ليه ؟

أ- الله أنزل سورة الإسراء في مكة .. وأن حدث الإسراء حصل في مكة .. والله قال (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) أي أن الله يحكي عن مسألة ماضية قد تمت .. أي حدثت في وجود النبي بمكه وليس ستحدث .. فما علاقة الهجرة والمدينة بهذه المسألة ؟!!

- وهذا رد كافي لبيان كذبهم في تفسير كلام الله .. ولكن سنكمل الردود حتى تفهم كيف يزورون في فهم النصوص بهواهم .

 

ب- وتقولون: أن النبي أسرى به إلى المسجد النبوي ..

- فأقول: وهل كان يوجد أصلا مسجد نبوي ليسري إليه النبي يا كذابين ؟!!

- فكيف يقال أنه هجرة للنبي .. والإسراء أتى بلفظ الماضي للدلالة على حدث حصل في مكة وليس أحداث ستحدث في المستقبل ؟!!

 

ج- أرادوا لك أن تفهم أن آيات الله العظيمة الباهرة التي لا يستطيعها إنسان والتي وصفها بقوله (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) .. كانت في خروج النبي من مكة ووصوله المدينة وتكوين دولة ..!!

- فهل هذه هي الآيات التي من أجلها بدأ الله بقوله (سُبْحَانَ) في بداية آية الإسراء .. للدلالة على عجيب قدرته ؟!! أي هل هجرة النبي دليل على عجيب قدرة الله ؟!!

- فما هذا الكذب على كلام الله ..!!

 

د- ثم نقول: طالما الإسراء هو خصوصية نبوية فقط .. وأنتم تزعمون أنه تم الإسراء به للمسجد النبوي بمعنى هاجر إلى المدينة .. إذن هذه الآيات قد شاركه فيها أبي بكر الصديق من لحظة هجرته إلى وصوله المدينة بل ومضى عمره مع النبي .. فأي خصوصية إسراء للنبي حينئذ ؟!!

 

هـ- وبالمناسبة أصحاب هذه الشبهة .. قد حذفوا من الآية قوله: (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) ..

- لأنه سيتم سؤالهم: وأين البركة من حول مسجد النبي حينما أسرى إليه والذي هو أصلا لم يكن موجود أصلا ؟

- هذه ملاحظة فقط أحببت أن أضيفها لك أخي الحبيب .. لتزداد بصيرة بما يفعله مكذبي الحديث النبوي الصحيح ..

 

================

 

5- ثم قالوا مكذبي الحديث النبوي الصحيح: أن معنى (السميع البصير) في آخر آية الإسراء .. أنه تعالى هو السميع لدعاء الرسول أن يحميه من كيد قومه .. و أن يوفر لدعوته موطنا آمنا في بيئته العربية .. و هو البصير بكيدهم لقتله أو سجنه .. و لذلك تم الإسراء (= الهجرة سرا) في نفس اليوم الذي قرروا فيه قتله أو سجنه . (انتهى كلامهم) .

 

#- وأقول:

- هذا كلام باطل وفيه كذب صريح على القرآن من أصحاب الشبهة .. ليه ؟

1- لأن الإسراء تم في مكة بدلالة قوله تعالى (أسرى بعبده) ولم يقل (سيسري بعبده) ..!! وسورة الإسراء مكية .. يعني القرآن نزل ليتحدث عن حدث قد حدث بالفعل .. وليس سيحدث كما سبق وأوضحنا .

 

2- ثم يؤكدون لك أن معنى الإسراء عندهم هو (الهجرة سرا) .. وهذا من الكذب العجيب على اللغة وعلى القرآن ..!! وسبق بيان ذلك ..

 

=====================

 

#- رابعا: من حيث التحقيق العقلي لأكذوبة أن مسجد المدينة المنورة هو الذي أسرى له النبي ..

1- مسجد المدينة المنورة .. تم بناؤه في العام الثالث عشر من البعثة النبوية .. أي بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات تقريبا .. وبالتالي كيف يكون تم الإسراء إليه .. وهو لم يكن موجود أصلا ؟!!

- إذن التاريخ الزمني يكذب أصحاب هذه الشبهة ..

 

2- ثم لما طلبت منه قريش أن يصف المسجد الأقصى .. فهل وصف مسجد المدينة المنورة التي لم يكن موجود أصلا ولا تعرفه قريش بل ولا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الإسراء ؟!!

- أكيد لم يكن مسجد المدينة المنورة .. بل طلبوا وصف بيت المقدس بفلسطين ..

 

3- هل يبدأ الله سورة الإسراء بالتسبيح .. وذلك لمجرد أن النبي صلى الله عليه وسلم سينتقل إلى المدينة ؟ فما الغريب في ذلك حتى ننبهر ونقول سبحان الله الذي أسرى بعبده ؟

 

4- ومن الأكاذيب لصاحب هذه الشبهة هو أنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو الذي أسرى بنفسه .. وهذا كذب صريح على كلام الله ولم يقل الله بذلك .. لأن الله قال (أسرى بعبده) .

- فتامل يا مؤمن كيف يتلاعب الكذابين بكلام الله .. ليزوروا في الحقائق.. ويزعمون أنهم أهل القرآن ويكذبون الحديث النبوي الصحيح .. فخد بالك من هذه الأقنعة المزيفة ..

 

====================

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب في أكذوبة أن المسجد النبوي هو المسجد الأقصى:

1- وقت حادثة الإسراء .. لم هناك وجود للمسجد النبوي حتى يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسرى إليه ؟!!

 

2- أن الإسراء حدث في مكة وآية الإسراء نزلت في سورة مكية .. ولفظ القرآن أتى بصيغة الماضي (أسرى) .. أي ان هذا الحدث قد حدث في مكة وانتهى والقرآن فقط يحيه لنا لنستشعر عظمة الله وكرامته وقدرته .

 

3- أن جماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح .. وهم الذين لا يعترفون بكلام النبي ويزعمون أنهم يؤمنون بالقرآن فقط .. فهؤلاء تأكلهم النار في صدورهم .. ولا يعترفون بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه المنقولة عنه .. بل ويكذبوها .. حتى حرفوا في كلام الله وزوروا في تفسير كلامه بما ليس موجود في الآيات وكل ذلك تحديا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .

 

4- هذه النفوس المكذبة للحديث النبوي الصحيح .. هم أنفسهم من يروجون أن مسجد الجعرانة هو كان إليه إسراء النبي .. وكأنهم يتلاعبون بدماغ المؤمنين ليجعلوهم يتيهون بين هذا وذاك .. حتى يجعلوهم ينسون حقيقة أن الإسراء بالنبي كان إلى المسجد الأقصى بفلسطين .. وأصبح الموضع لا يحمل إلا معنى واحد فقط وهو تحريض الصهاينة على استباحة حرمة المسجد الأقصا بفلسطين .. ولا معنى آخر سوى ذلك .. وإلا فلماذا التزوير في تفسير كلام الله بخلاف ما نطق به الله ..؟!!

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .