ج27: قصة الإسراء والمعراج - هل المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين - كيف يقال أن النبي انتقل للمسجد الأقصى وهو لم يكن يوجد أصلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل السابع والعشرون :: ج7/ مسائل وشبهات تتعلق برحلة الإسراء منها أن المسجد الأقصى لم يكن له وجود لأنه لم يكن يوجد أي مسجد وقت الإسراء ::

1- س80: كيف يقال أن النبي انتقل للمسجد الأقصى وهو لم يكن يوجد أصلا أي مسجد مبني في ذلك المكان الموجود الآن وقت إسراء النبي حينئذ ؟

#- أولا: وجود المسجد الأقصى وقت إسراء النبي صلى الله عليه وسلم.

#- ثانيا: مناقشة مفهوم المسجد في الشريعة الإسلامية حتى تعرف الحقيقة النفسية الخسيسة لأصحاب هذه الشبهات.

#- ثالثا: لماذا القرآن  سبق بوصف البيت الحرام والأقصى بكونهما مسجدين في حين لم يكونا لهما وصف مسجدين وقت إسراء النبي ؟!!

2- س81: هل المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين ؟

- عن رأي خاص خطر ببالي وهو أن لفظ الأقصا يجمع الأرضي والسماوي.

3- س82: ما الغرض من تشتيت المسلمين في متاهة تحديد أو وجود مكان المسجد الأقصى ؟ 

*******************

:: الفصل السابع والعشرون ::

*******************

..:: س80: كيف يقال أن النبي انتقل للمسجد الأقصى وهو لم يكن يوجد أصلا أي مسجد مبني في ذلك المكان الموجود الآن وقت إسراء النبي حينئذ ؟ ::..

 

- من المسائل التي تجدها على شبكة الإنترنت .. والتي ينشرها بقوة جماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح وذلك للتشكيك في قصة الإسراء والمعراج .. إذ قالوا ما معناه: لم يكن يوجد مسجد في بيت المقدس .. وبالتالي كيف يقال أن النبي انتقل إلى بيت المقدس ولم يكن به مسجد أصلا ؟!! وطالما لم يكن في فلسطين آنذاك مسجد أقصى فهذا معناه أن وجود المسجد الأقصى بفلسطين هو مجرد خرافة ..

 

- واعلم أخي الحبيب .. أن أصل هذه الشبهة بالظبط موجود على مواقع الملحدين .. ونقلها جماعة أعداء الحديث النبوي الصحيح أو المكذبين للحديث النبوي الصحيح .. وأخذوا هذه الشبهة من مواقع الملحدين ونشروها بين الناس .

 

- وكان غرض الملحدين من هذه الشبهة: هو أن يثبتوا أنه لم يكن يوجد أي مسمى لأي مسجد في الوقت الذي يقول فيه المسلمين بإسراء النبي .. وبالتالي فالقرآن ليس كلام الله .. لأنه لم يكن موجود ما يسمى بالمسجد الحرام ولا بالمسجد الأقصى وقت الإسراء .. فالقرآن ليس كلام الله .. !! (هذا ملخص شبهة الملحدين).

 

- ثم أتى جماعة مكذبي الحديث النبوي الصحيح وأعداؤه .. ونقلوا نفس الشبهة ولكنهم حذفوا بعض الكلام واكتفوا بقولهم: كيف ينتقل للمسجد الأقصى ولم يكن يوجد أي مسجد أقصى حينئذ ؟!!

 

- وغرض المكذبين للحديث النبوي الصحيح .. هو الإنتصار لبني صهيون ليبيحوا لهم حرمات المسلمين وتدنيس المسجد الأقصا .. وليس الغرض كما يتوهم البعض هو فقط معاداة وإنكار وجحود حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ قد أوضحنا ذلك من قبل ..، وغرض الملحدين من وراء هذه الشبهة هو أن تفهم أن كلام الله ليس كلام الله وإنما هو كلام مجرد كلام مطبوخ ولا قيمة له ..!!

- تشابهت قلوبهم مع اختلاف الغايات ..!!

- والله من ورائهم محيط .

 ================

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: وجود المسجد الأقصى وقت إسراء النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- من المهم أن تعلم أخي الحبيب .. أن المسجد الأقصى كان موجود وقت إسراء النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن أن نجد البعض مكذبين لكلام النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شأنهم وما تحمله صدورهم للنبي صلى الله عليه وسلم .. إما المؤمنين الصادقين المحبين لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فيكفيهم جدا ما ذكرنا سابقا من أحاديث نبوية وقد ثبت فيها أن النبي بنفسه قال أنه قد أسرى به الله إلى المسجد الأقصى الذي هو بيت المقدس الذي هو في فلسطين حاليا .. ومن تلك الأحاديث:

 

1- (حديث صحيح) .. عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ .. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ .. قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ .... إلى آخر الرواية التي جمعت معها حديث المعراج كاملا) صحيح مسلم.

 

2- في (حديث حسن) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَضَعْتُ قَدَمَيَّ حَيْثُ تُوضَعُ أَقْدَامُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. فَعُرِضَ عَلَيَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. قَالَ: فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ .. وَعُرِضَ عَلَيَّ مُوسَى .. فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ: فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ شَبَهًا بِصَاحِبِكُمْ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح وهذا إسناد حسن .

 

3- (حديث صحيح) .. عن سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ (أي بيت المقدس) .. بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ .. فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا .. ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ .. فَقَالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ .. وَلَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ) صحيح البخاري.

 

4- (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي (أي تم تفظيع وتشنيع علي بما عرفوا من خبر الإسراء)، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ ..

- "ثم يقول بن عباس": فَقَعَدَ (أي النبي) مُعْتَزِلًا حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ عَدُوُّ اللهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " ..

- قَالَ: مَا هُوَ؟

- قَالَ (أي النبي): " إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ " ..

- قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟

- قَالَ (أي النبي): إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ ..

- قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا (أي رجعت فأصبحت في مكة هنا بيننا في ليلة) ؟

- قَالَ (أي النبي): " نَعَمْ " ،..... إلى آخر الرواية) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

#- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ .. وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. وَبِعِيرِهِمْ ....) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح.

 

5- (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ( صحيح البخاري.

 

#- قوله (بيت المقدس) في الأحاديث.. يثبت لك أمرين:

- الأول: أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس الموجود في فلسطين .. إذ لا يوجد بيت مقدس معلوم للعرب غير هذا .

- الثاني: أن كفار مكة كانوا يعرفونه حتى طلبوا منه وصفه .. وإنكارهم له لأن السير إليه من مكة يتطلب سفر شهرا .. وهذا يؤكد يقينا أن المسجد الأقصا بفلسطين .. بل والنبي أخبرهم ببعيرهم الآتي من بيت الشام الذي رآه عند عودته وهذا البعير أي القافلة التي حدثهم عنها كانت قافلة تجارة آتية من الشام .

 

- وما سبق كاف جدا .. حتى تعرف أخي الحبيب .. أن المضلل الذي قال بأن المسجد الأقصى لم يكن موجود في زمن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم .. إنما هو كلام كذب ..

 

#- ولمزيد من الأحاديث التي تؤكد وجود المسجد الأقصى وقت إسراء النبي إليه وأنه كان في فلسطين .. فيمكنك الرجوع إلى الأسئلة رقم (75-76-77-78).

 

=====================

 #- ثانيا: مناقشة مفهوم المسجد في الشريعة الإسلامية حتى تعرف الحقيقة النفسية الخسيسة لأصحاب هذه الشبهات ..

 

1- إذا كان جماعة أعداء ومكذبي الحديث النبوي الصحيح .. قالوا أن وجود المسجد الأقصى في فلسطين خرافة لأنه لم يكن يوجد مسجد في فلسطين آنذاك .. !!

 

#- فطبيعي تكون الإجابة عليهم بنفس منطقهم فنقول:

أ- هل كان يوجد شيء اسمه المسجد الحرام .. وقت إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! ؟!! أكيد .. لم يوجد ..

- فهل ننكر وجود المسجد الحرام حينئذ لأنه لم يكن أحد يسميه بالمسجد الحرام ؟!! أكيد .. لا ..

 

- لكن الغريب فيكم .. هو تركيزكم على المسجد الأقصى فقط دون المسجد الحرام .. لأن كلهما وقت إسراء النبي لم يكن يصفهم الناس بأنهم مساجد .. لا هذا ولا ذاك ..

 

#- إذن المشكلة في نفوسكم أنتم ..!! إذ تريدون إنكار وجود وصف كلمة مسجد بفلسطين وقت إسراء النبي .. بأي طريقة من الطرق .. وهي رغبة طافحة من نفوسكم في إنكار ذلك .. وكأن عزيمة الإنتصار لجماعة بني صهيون والموالاة لهم هي ما يحرككم حينئذ .. حتى أتيتم بما لم يأت به أحد من المسلمين طوال أربعة عشر قرنا من الزمان فأنكرتم وجود المسجد الأقصى بفلسطين .. ولعلكم تفعلون ذلك لإرضاء أسيادكم من بني صهيون لتنالوا من بركاتهم الدولارية ؟!! وإلا فما فائدة ظهور هذه الفتنة منكم في ذلك الزمان حتى تنتصروا لبني صهيون علنا وجهرا ..؟!! لماذا لم تظهر هذه الأفكار قبل احتلال الصهاينة لفلسطين ؟!!

- فيا لكم نفوس موالية لبني صهيون .. بل شاهت الوجوه يا خدامين بني صهيون.

 

2- وعلشان تعرف اخي الحبيب .. أن المسجد الأقصى كان موجود فعلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وفي فلسطين بكل تأكيد .. وأصحاب هذه الشبهة يعلمون ذلك يقينا .. فاسأل هؤلاء المكذبين للحديث النبوي الصحيح أو أي مكذب من هذه النفوس المرجفة .. ماذا كانت هي قبلة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تكون المسجد الحرام ؟!!

 

- فلن يقولوا لك إلا ناحية بيت المقدس .. والذي هو بفلسطين يقينا .. لأنه كان قبلة اليهود ..!!

 

- وطالما كان النبي يصلي ناحية بيت المقدس .. فعلى هذا كان النبي يصلي ناحية مسجد له قدسيته وقد أمره الله بالتوجه إليه .. مش كده ولا إيه ؟!! وبالتالي فهو مسجد له قدسية خاصة عند الله .. وإلا ما كان الله أمره بأن يصلي إليه .. وهذا المسجد هو في فلسطين الذي هو بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصا الذي هو أسرى الله بنبيه إليه.

 

- إذن بهذه المعلومة البسيطة .. ينكشف لك أن من يصفون أنفسهم بالقرآنيين هم جماعة كذابة على القرآن أصلا لأنهم لم يحترموه ولم يثبتوه .. وإنما أثبوا فقط ما يمليه عليه شيطانهم وموالاتهم لبني صهيون لينالوا من بركاتهم الدولارية .. وهذا ما أفهمه من تضليلهم للمؤمنين في كلام الله وتزويرهم في تفسير القرآن .. انتصارا لبني صهيون .

 

3- وفي إجابة عامة على هذه الشبهة .. التي يروج لها كلا من الملحدين والقرآنيين أعداء الحديث النبوي الصحيح ومكذبيه .. فأقول أنهما قد اتفقا على أن يكون الغباء علامة لهم وشاهدا عليهم .. ليه ؟

 

- لأنه كلمة (مسجد) في الشريعة .. لا تقال لمكان محاط بأسوار وسقف وله باب مخصص للصلاة .. لا .. وإنما يقال باعتبار الأرض التي تم تخصيصها للصلاة عليها .. سواء تم وضع أسوار لها أم لم توضع ..

- ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ) صحيح البخاري.

 

- وقال صلى الله عليه وسلم: (الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ) صحيح البخاري.

 

- فالأرض محلا لأداء الصلاة والسجود عليها .. وهي التي توصف بكونها مسجدا لأنك اتخذتها محلا للسجود إلى الله وخصصتها بذلك .. طالما كانت طاهرة من أي خبائث ..

 

- ولذلك المسجد المَكي أو المسجد الحرام لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أي بناء .. بل كان مجرد ساحة فضاء يتوسطها الكعبة ولم يكن يوجد أسوار أو أبواب .. لأن المسجد يوصف به محل السجود وهو الأرض .. ولا علاقة للمباني المحيطة بأرض المسجد بالمسألة إلا كونها وسيلة حفظ للمسجد ..

 

#- وإليك أخي الحبيب هذه العلومات السريعة:

أ- أول من صنع ذلك هو عمر ابن الخطاب في العام السابع عشر الهجري .. أي بعد وفاة النبي بستة سنوات تقريبا .. ومن بعده ظلت التوسعة تزداد فيه ..

 

ب- أول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام كان مسجد قُباء ولم يكن مكتمل البناء وإنما سور محيط بمكان المُصَلَّى .. وقد بناه النبي صلى الله عليه وسلم حين هجرته للمدينة وقبل أن يدخل المدينة على أطرافها نزل بمنطقة قُباء وبني فيها مسجدا وهو الذي خطه بيده على الأرض وشارك في بناء أسواره .. ولم يكن له سقف لأن مدة بقاء النبي في قُباء لم تتجاوز ثلاثة أيام أو أقل حسب ما قيل .. ولعله ترك استكمال تركيب سقف المسجد للمسلمين القائمين في المكان ليكملوه بعد رحيله .. لضيق وقت بقاءه في قباء لرغبته في التحرك لانتظار الأنصار له في المدينة .

 

ج- ثم لما دخل المدينة بنى المسجد النبوي وشارك في بناءه أيضا وكان أول مسجد في الإسلام مكتمل البناء من حوائط وسقف من الجريد .. ثم تطورت شكل المساجد فيما بعد لتكون على هيئتها الحالية التي نراها ..  

 

====================

#- ثالثا: لماذا القرآن  سبق بوصف البيت الحرام والأقصى بكونهما مسجدين في حين لم يكونا لهما وصف مسجدين وقت إسراء النبي ؟!!

 

- اعلم أخي الحبيب .. أن الله وصف ساحة الكعبة وساحة الأقصى بكونهما مسجدا في القرآن .. بالرغم لم يتم وصفهما عند الناس في زمان النبي وحتى إسراء النبي في السنة العاشرة من البعثة بكونهما مساجد .. وفي ذلك أجد ثلاث اعتبارات من الحكمة عليك أن تعرفها كمؤمن حتى تفهم لماذا القرآن  سبق ونزل بوصف البيت الحرام والأقصى بكونهما مسجدين ..

 

أ- الحكمة الاولى: أنه تم وصف المسجد الحرام والمسجد الأقصى في القرآن .. باعتبار أصلهما أي أصل نشأتهما .. ولذلك جاء في (حديث صحيح) .. عن أبي ذر الغفاري قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا .. ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ) صحيح البخاري.

 

ب- الحكمة الثانية: أن وصفهما بالمسجد في القرآن فهذا باعتبار كونهما محلا للسجود لله .. أي يتم السجود على أرضهما عبادة لله حيث كان المسجد الحرام والمسجد الأقصى محلا لسجود الأنبياء وصلاتهم لله فيه .. وكذلك كان النبي يسجد لله فيه ويصلي .. وليس لكونهما مسجدا خاص بالمسلمين كهيئته الموجودة حاليا .. بل كونهما من مساجد الله التي اعتاد الأنبياء الصلاة فيهما .. لأن جميع الأنبياء طريقهم هو الله .. فمسجدهم واحد.

 

ج- الحكمة الثالثة: باعتبار ما سيؤول إليه أمرهما كمعجزة قرآنية غيبية .. وهو أن البيت الحرام سيكون قبلة المسلمين ويسمى بالمسجد الحرام .. وأن بيت المقدس سيكون سيؤل إرثه للمسلمين وسيكون مسجدا للمسلمين ويسمى بالمسجد الأقصى ..

- ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ، إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى ومَسْجِدِي) صحيح البخاري وغيره ..

 

#- خلاصة القول في كل ما سبق:

1- أن المسجد الأقصى .. كان موجود في القدس بفلسطين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبل زمن النبي وبعد زمن النبي وإلى يوم نزول عيسى عليه السلام ..، وذلك ثابت بآيات القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة .. ولا يهمنا من يكفر بآيات القرآن أو هذه الأحاديث النبوية الصحيحة لغل أو حقد ساكن في صدره للنبي صلى الله عليه وسلم .. فهذه مشكلته النفسية وعليه أن يجاهد نفسه ليعالجها ..

 

2- أن المسجد الأقصى والمسجد الحرام كلاهما وصفين لم يكن لهما وجود حتى زمن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما لفظ المسجد أتى من حيث كون هذين المكانين محلا للصلاة والسجود فيه لله .

 

- فجماعة المكذبين للحديث النبوي الصحيح أرادوا أن يتبعوا منهج الملحدين .. فحاولوا إيهام عوام الناس بأن مفهوم لفظ (مسجد) هو بناء مكتمل الأركان وله سقف وأبواب .. مثل مساجدنا الحالية .. ولا يخفى عليك الآن إلى أي مدى هم يكذبون بعد أن قرأت الحقائق السابقة خاصة حول مفهوم المسجد أنه مجرد أرض مخصصة للصلاة عليها .. ويُعلم عنه أنه مكان مخصص للصلاة لاحترامه ودوام طهارته .. وإنما الحوائط والسقف والأبواب فكلها أمور للحفاظ على طهارة المسجد ومن يتعبد فيه وما يكون فيه من منافع للمصلين مثل وجود سجاجيد أو كتب أو أدوات تعليمية وغير ذلك ..

 

#- إذن: كلمة مسجد لا تقال لمكان محاط بأسوار وسقف وله باب مخصص للصلاة .. لا .. وإنما يقال باعتبار الأرض التي تم تخصيصها للصلاة عليها .. سواء تم حول هذه الأرض بناء أم لم يوضع بناء .

 

3- انتبه يا مؤمن .. لأن الذي يقول أن المسجد الأقصى لم يكن موجود في زمن النبي في فلسطين .. وأن هذا مجرد خرافة .. فهو حينئذ المخرف والكذاب ويقول بهتان .. لأن ساحة الأقصى طالما كانت موجودة من عهد آدم عليه السلام إذ حدده كمكان ورفع قواعده إبراهيم كما فعل بالمسجد الحرام وقيل من رفع قواعد الأقصا هو يعقوب ..، بل وكان لازال يوجد منه بقايا وقت إسراء النبي حتى بلغه وصلى فيه بالأنبياء .. ثم كان إعادة بناءه في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان رحمه الله .

- والله أعلم.

 

******************************

 ..:: س81: هل المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين ؟ ::..

 

#- قد تسأل نفسك سؤالا حين قرائتك لقصة الإسراء والمعراج فتقول:

- جاء في الروايات الصحيحة الآتي في حديث المعراج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فأتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ، مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إلَيْهِ آخِرَ ما عليهم) صحيح البخاري .

 

#- وفي رواية بلفظ: (ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ) صحيح مسلم.

 

- وفي بداية رواية مسلم جاء فيها: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ ...) صحيح مسلم.

 

- وقد يذهب العقل بعد ما يقرأ ما سبق فيقول: ما المانع من أن يكون المسجد الأقصا هو البيت المعمور .. خاصة وأن لفظ الأقصا ينطبق عليه لأنه أبعد مكان في السموات وليس في الأرض فقط .. فيكون قد انتقل الله بالنبي من الأرض إلى أقصا السموات ليريه من آياته خلال تلك الرحلة حتى آخر سماء ؟!!

 

- فهل من الممكن أن نقول بهذا الرأي ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا الكلام بالرغم من ظاهره هو كونه معقول وقد ذكره بعض العلماء أن النبي صلى في السماء بالأنبياء .. فظن البعض أن المقصود بالأقصا حينئذ هو البيت المعمور مثلا لو افترضنا صلاة النبي بالأنبياء هناك ..

 

- ولكن حتى مع افتراض صلاة النبي بالأنبياء في السماء (وهذا رأي محتمل) .. فهذه مسألة منفصلة عن ذهاب النبي للمسجد الأقصا في بيت المقدس وصلاته فيه ..

 

- وأيضا بالرغم من تأويل الإسراء للسماء باعتبار أن لفظ الإسراء يجمع ليلة الإسراء والمعراج .. فيصح القول بأن يقال حدث في ليلة الإسراء كذا وكذا .. حتى لو تم ذكر بعد ذلك ما حدث في المعراج .. ولكن مع ذلك:

 

1- لا يصح جزما ويقينا أن نقول بأن المقصد بالمسجد الأقصا في القرآن هو يقصد به البيت المعمور في السماء فقط .. لأنه يوجد حديث عن النبي أشار إلى أن المسجد الأقصى في بيت المقدس .. وذلك بما جاء في الحديث التالي: 

- جاء في (حديث صحيح) .. عن أبي ذر الغفاري قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا .. ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ) صحيح البخاري.

 

- واضح من لفظ الحديث في سؤال الصحابي (أول مسجد وضع في الأرض) .. فالمقصد هنا المساجد الأرضية وليس السماوية .. والإجابة النبوية تتعلق بالمساجد الأرضية .. بل وآخر الحديث (ثم الأرض لك مسجدا) فيه دلالة على أن الحديث يتعلق بمساجد أرضية وليس سماوية ..

 

2- ولو كان المسجد الأقصى هو في السماء فكيف يتم شد الرحال إليه حينئذ ؟!! كما جاء في الحديث: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ ( أي السفر طلبا للعبادة والأجر المخصوص) إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى، ومَسْجِدِي هذا) صحيح البخاري.

 

- ولما كان لا يمكن للبشر شد الرحال أي السفر لمسجد في السماء السابعة .. فيكون شد الرحال حينئذ يتعلق بمسجد في إمكان أهل الأرض الذهاب إليه للعبادة ورجاء الثواب الكبير من الله .. فيكون المقصد حينئذ بالمسجد الأقصى هو الموجود في بيت المقدس بفلسطين.

 

3- لماذا جادل كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك حينما حكى لهم أنه تم الإسراء به للمسجد الأقصا أو بيت المقدس .. ثم طلبوا منه وصفه ..؟!! إيجادلونه في شيء لا يعرفون وصفه ؟!! أكيد بعضهم كان يعرف .. ولذلك طلبوا منه أن يصفه ليتبين لهم أنه صادق أم لا ..

- وذلك يدل على أن المسجد الأقصى هو مسجد أرضي وليس سماوي ..

- كما جاء في (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي (أي كشف لي) بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ (أي فأخذت أو بدأت) أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ( صحيح البخاري.

 

- وفي (حديث صحيح) .. جاء في آخره: (- قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ (أي أوصف) حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ (أي اختلط عليه) بَعْضُ النَّعْتِ " .. قَالَ: " فَجِيءَ (أي أتاه جبريل) بِالْمَسْجِدِ (أي بصورة المسجد تفصيليا) وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ (أي كأنه موجود بتفاصيله تماما) دُونَ (أي ظهرت صورته بجوار) دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ .. فَنَعَتُّهُ (أي فوصفته كما رأيته) .. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ".. قَالَ: " وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ " قَالَ: " فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ لَقَدْ أَصَابَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

4- قوله تعالى (المسجد الأقصا) في أول آية سورة الإسراء .. جاء التعريف بلفظ "المسجد" ليدل على أنه معلوم لسامعه .. ولم يشك أحد من الصحابة ولا التابعين ولا حتى كفار قريش من أنه بيت المقدس الذي هو بفلسطين حاليا ..

 

 

#- خلاصة القول:

1- القول بأن المسجد الأقصا في السماء هو رأي ذكره بعض العلماء ولكن ظاهر النصوص يشير إلى أنه مسجد أرضي في بيت المقدس .

 

2- ملحوظة: عن رأي خاص خطر ببالي وهو أن لفظ (الأقصا) يجمع الأرضي والعلوي:

- أرى أنه لا مانع أن يقال أن لفظ (الأقصا) من باب الإشارة .. قد يشير إلى أقصى مسجد في الأرض (بيت المقدس) وأقصا مسجد في السماء (البيت المعمور) .. ولعل لهذا السبب يتم كتابة لفظ الأقصى في المصحف هكذا (الأقصا) بالألف الممدودة ولم يكتب بالياء المقصورة هكذا (الأقصى) وهذا هو الأصل .. وكأن الألف فيها إشارة لرحلة الإسراء من خلال الوصول للأقصى الأرضي وهو بيت المقدس ثم الأقصى العلوي السماوي وهو البيت المعمور .. فيكون لفظ الأقصا جمع الإسراء والمعراج معا من خلال وضع الألف في لفظ (الأقصا) .. والله أعلم .   

- لكن انتبه: ما ذكرته في ذلك الخاطر هو مجرد إشارة وليس تفسير بل وإشارة جامعة للمسجد الأرضي والسماوي ولم تقتصر على المسجد السماوي فقط كما توهم البعض ..

- فالتفسير اللفظي مرتبط أصله بالمسجد الأقصى الموجود حاليا بفلسطين ومحتمل أن يشير اللفظ بسبب رسمته (الأقصا) ليجمع معه المسجد السماوي وهو البيت المعمور..

- وجملة (لنريه من آياتنا) حسب تفسير بعض العلماء مرتبطة بالمعراج الذي سيحدث من بيت المقدس .. وعلى هذا يكون بيت المقدس بوابة لمعراج السماء ..

- وسيأتي تفاصيل ذلك .. في مسائل قادمة إن شاء الله .. 

**************************

..:: س82: ما الغرض من تشتيت المسلمين في متاهة تحديد أو وجود مكان المسجد الأقصى ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- خد بالك أخي الحبيب .. إلى أن الغرض من تشتيت المسلمين بين الآراء المختلفة حول إثبات مكان المسجد الأقصى .. هو أن تقول في نهاية الأمر.. أن المسألة مختلف عليها ولا يوجد نص يحكمها .. وطالما المسألة كذلك .. فلا داعي للصراعات والأقوال المختلفة .. ولنترك المسجد الأقصى لبني صهيون يبحثوا عن هيكلهم .. وبلاش وجع دماغ .. طالما المسألة ليس فيها يقين بل كلها مجرد ظنون وشكوك ..!!

 

- وما سبق هو ما يريدونك أن تصل إليه وتقوله في نفسك .. وذلك من خلال تشتيت عقلك من خلال كثرة الآراء .. لتصل لهذه النتيجة في النهاية .. حتى إذا حدثك احد فتقول له أن المسألة خلافية في تحديد مكان المسجد الأقصى .. لأن العلماء اختلفوا في ذلك ..

- فمنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو مسجد الجِعرانة بين الطائف ومكة.

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو الوادي المقدس طوى.

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو جبل الطور.  

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو الموجود بالقدس في فلسطين.

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا في الشام ولكنه ليس هو مكانه الحالي.  

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو البيت المعمور في السماء.

- ومنهم من يقول أن المسجد الأقصا هو مكان باليمن أو بالحبشة. (وهذا كلام ذكره بعض الباحثين في التاريخ واستدل بما لا دليل فيه ولا يرتقى ليكون علم بل هو أقرب للجهل منه للعلم .. فلم أذكره – فضلا عن كونه مكذبا للحديث النبوي الشريف) .  

 

- المهم .. أن ما سبق من اختلاف في تحديد مكان المسجد الأقصى .. ليس كلام علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة .. لا .. دي خيانة في العلم الديني لأن ده كلام الكذابين اتباع بني صهيون .. لأن العلماء اجتمعوا على أن المسجد الأقصا هو بيت المقدس الذي مكانه هو في فلسطين حاليا .. لأن هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا يجرؤا أي عالم أن يكذب النبي صلى الله عليه وسلم .. فانتبه يا مسلم من الخيانة في العلم الديني.

 

#- ولا يخفى على مؤمن محب لله ورسوله أن مكان المسجد الأقصى .. معلوم بنص الحديث النبوي الصحيح وبمعرفة الصحابة الكرام بما لا يوجد أدنى شك في ذلك .. وإنما الكذابين أهل البهتان هم الذين يزورون في الحقائق في محاولة يائسة منهم لخدمة أسيادهم بني صهيون ليحققوا لهم الاستيلاء على المسجد الأقصى وكل فلسطين ..

 

#- واعلم أخي الحبيب: أن هذه الشبهات ظهرت فقط خلال الثلاثون عام الماضية وأكثرها ظهر بعد ظهور الإنترنت .. لسرعة انتشار المعلومة فيه ..

 

- إذن .. هذا تخطيط مدبر من بن صهيون وعبيدهم ممن ينشرون لهم هذه الشبهات بأسماء مسلمين حتى يوهمون المسلمين أن هذه آراء اجتهادية ولا يوجد يقين في تحديد مكان المسجد الأقصى .. فلماذا تقولون أن مكانه هو الموجود الآن بفلسطين ؟!!

 

- فيا لها من خدعة شيطانية ماكرة .. والله من ورائهم محيط ..

 

#- خلاصة القول:

- لم يختلف من علماء أهل السنة والجماعة .. على أن المسجد الأقصا هو بيت المقدس الموجود في مكانه حاليا في فلسطين ..

- وإنما أوجد هذه الإختلافات من نظن من كلامهم وشبهاتهم أنهم من أنصار بني صهيون .. ليبيحوا لبني صهيون الإسرائليين تدنيس المسجد الحرام .. وهتك حرمات وعورات المسلمين واستباحة اموالهم ودمائهم ..

- والله من ورائهم محيط.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .