ج34: قصة الإسراء والمعراج - ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق.

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الرابع والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع والثلاثون :: عن أحداث غير صحيحة قد قيلت أنها حدثت في رحلة الإسراء من بداية القصة وحتى ركوب البراق والإنطلاق به ::

1- س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟

#- أولا: روايات قيلت في أن سبب رحلة الإسراء هو تحقيق رغبة ودعاء النبي  وتعليمه الأذان.

#- ثانيا: روايات تكلمت عن طريقة حضور جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

#- ثالثا: روايات تكلمت عن مكان بداية نزول جبريل على النبي ليتهيأ لرحلة الإسراء.

#- رابعا: روايات تكلمت سبب تطهير قلب النبي وختمه بخاتم النبوة.

#- خامسا: روايات تكلمت عن البراق وشكله وهيئته.

أ- أن له وجه انسان.

ب- أن له جناحين في فخذيه .

ج- له يدين ورجلين يطيلا ويقصرا حسب حالة الطريق.

د- أنه طلب أن يشفع له النبي حتى يسمح له بركوبه.

هـ- أنه امتنع في البداية من ركوب النبي عليه ونفر منه واشمأز ..!!

و- مكتوب على جبينه (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

#- سادسا: روايات تكلمت عن قيادة البراق بجبريل وميكائيل أثناء الإسراء.

******************

:: الفصل الرابع والثلاثون ::

*******************

..:: س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟ ::..

 

- سبق وذكرنا أخي الحبيب .. ما صح من قصة الإسراء من بداية القصة وحتى وصول النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس .. وناقشنا ما يتعلق بها من مسائل وشبهات وأحداث .. وكنت سأنتقل لقصة المعراج والكتابة عنها .. إلا أنني وجدت من المهم في ختام الكلام على قصة الإسراء أن نذكر الروايات الضعيفة والمكذوبة المشهورة والمتداولة والمنشورة عن قصة الإسراء خاصة على الإنترنت .. والتي قيلت عن بداية قصة الإسراء وحتى ضيافة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس .. لتكون على علم بها .. حتى إذا وجدتها في كتاب أو على الإنترنت .. فأنت تعلم حينئذ أنها معلومة غير صحيحة في قصة الإسراء والمعراج .. وكنت في البداية سأكتفي بكتابة الأحداث فقط في سطور .. ولكن وجدت في نفسي أن من المهم ذكر الروايات التي قالت ذلك لتكون على علم ونور بها ..

 

- وقد حاولت قدر المستطاع أن أقوم بتقسيم الروايات بالأحداث نفسها التي تروى في القصة .. لأن القاريء يهتم بالحدث وكذلك أصحاب الشبهات يهتمون بتفاصيل الأحداث .. ولذلك حاولت التركيز على تقسيم القصة والروايات لأحداث منفردة من كل رواية أجدها تتعلق بجزئية معينة .. ثم أضع الروايات التي قالت ذلك .. حتى يسهل عليك حينما تجد حدث معين مذكور في القصة .. أو أي شبهة قيلت في القصة تتعلق بحدث معين .. فتعلم حينئذ إن كان صحيح أم غير صحيح .. وقد حاولت ترتيب الأحداث بحسب سياق القصة وهذا ما أخذ مني مجهود ووقت لجمع الروايات التي تشير لكل جزئية في القصة .. وأكيد لم أحصي الروايات وإنما اكتفيت بالمشهور منها والذي ستجده على الإنترنت أو في الكتب التي كتبت عن الإسراء والمعراج .. وقد قسمت ذكر الروايات الضعيفة والمكذوبة على عدة فصول متتابعة .. وكذلك بعد الإنتهاء من قصة المعراج إن شاء الله سيتم وضع الروايات الضعيفة والمكذوبة أيضا في فصل منفرد .. والله ولي التوفيق وعليه توكلت ..

  

#- أولا: روايات قيلت في أن سبب رحلة الإسراء هو تحقيق رغبة ودعاء النبي  وتعليمه الأذان.

 

- من الروايات الضعيفة التي قيلت في الإسراء والمعراج .. هو تحديد سبب الإسراء والمعراج .. إذ جاء في تلك الروايات الضعيفة أو المكذوبة على وجه الدقة .. أن سبب الإسراء هو:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا ربه ليكشف له عن حقائق الجنة والنار..

2- أن الله أراد للنبي أن يعلمه الأذان ..!!

 

أ- (حديث موضوع – أي مكذوب) .. مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِهِ قَالُوا: ( كَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ شهر رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ ظُهْرًا. أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَقَالا: انْطَلِقْ إِلَى مَا سَأَلْتَ اللَّهَ ... فَانْطَلَقَا بِهِ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ (أي داخل الحرم بين بئر زمزم ومقام إبراهيم) ....) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث موضوع وعلى أحسن ظن هو ضعيف جدا .. وفي السند (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ..، وفيه (عبد الله بن أبي سبرة): وهو متروك الحديث كما قال النسائي وعن أحمد أنه كان يضع الحديث وكذلك قال بن عدي .. وقال البخاري ضعيف الحديث ..

- أما عن المتن فهو باطل .. لأنه يظهر المعراج أنه تم وقت الظهر .. وأن المعراج حدث عن دعوة دعاها النبي .. وهذا غير صحيح في هذا أو ذاك .. والله أعلم .

 

ب- (حديث موضوع أي مكذوب) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: (لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَلِّمَ رَسُولَهُ الأَذَانَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا بِدَابَّةٍ يُقَالُ لَهَا : الْبُرَاقُ ، فَذَهَبَ يَرْكَبُهَا فَاسْتَصْعَبَتْ ، فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ : اسْكُنِي فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكِ عَبْدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم .. قَالَ : فَرَكِبَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحِجَابِ الَّذِي يَلِي الرَّحْمَنَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ مَلَكٌ مِنَ الْحِجَابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نبيًا إِنِّي لأَقْرَبُ الْخَلْقِ مَكَانًا وَإِنَّ هَذَا الْمَلَكُ مَا رَأَيْتُهُ مُنْذُ خُلِقْتُ قَبْلَ سَاعَتِي هَذِهِ .. فَقَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ : صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَكْبَرُ أَنَا أَكْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ الْمَلَكُ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: صَدَقَ عَبْدِي أَنَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا ، قَالَ : فَقَالَ الْمَلَكُ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ،

- قَالَ: فَقِيلَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ : صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَرْسَلْتُ مُحَمَّدًا ، قَالَ الْمَلَكُ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ ، ثُمَّ قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : فَقِيلَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَكْبَرُ أَنَا أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ: فَقِيلَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: صَدَقَ عَبْدِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا .. قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ الْمَلَكُ بِيَدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَدَّمَهُ فَأمَّ أَهْلُ السَّمَاءِ فِيهِمْ آدَمُ ، وَنُوحٌ .. وقال: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ: أَكْمَلَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّرَفَ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) رواه أبو بكر البزار في مسنده .. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن علي إلا بهذا الإسناد وزياد بن المنذر فيه شيعية ، وقد روى عنه مروان بن معاوية وغيره...، وقال الهيثمي في المجمع: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث فيه (زياد بن المنذر) .. قال ابن عبد البر : اتفقوا على أنه ضعيف الحديث منكره ، و نسبه بعضهم إلى الكذب .. وقال بن معين: كذاب عدو الله ليس يسوى فلسا .. وقال النسائي: متروك .. وقال بن حبان: كان رافضيا يضع الحديث..، هذا بخلاف أن المتن منكر جدا لأن بداية الأذن كان في المدينة وليس بمكة.

 

#- ملحوظة: الأذان ظهر في الإسلام في العام الأول من الهجرة للمدينة .. أي بعد ثلاثة عشر عاما من البعثة النبوية تقريبا .. ولم يكن في مكة أي أذان .. والله أعلم.

 

=======================

 

#- ثانيا: روايات تكلمت عن طريقة حضور جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أ- ذكرت بعض الروايات الضعيفة .. مجيء جبريل في صورة ملائكية له جناحان أخضران وعلى رأسه تاج مليء بالجواهر.

ب- وفي رواية أخرى ضعيفة .. أن جبريل نادى على النبي ..

ج- وفي رواية أخرى ضعيفة .. أتاه جبريل فهمزه في رجله أي غمزه فيها غمزة بسيطة لينهض من نومه.

 

1- جاء في (حديث موضوع أي مكذوب وملفق بالكذب لابن عباس) .. وجاء في أولها: (كنت في بيت أم هانيء بنت أبي طالب واسمها فاخته .. ليلة الإثنين ليلة السابع والعشرين من رجب سنة ثمان من البعثة وكان عند فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعمرها تسع سنين ولم تكن تزوجت بعلي رضي الله عنه لأنه تزوجها بالمدينة المنورة .. وإذا بالباب قد طرقه طارق .. فخرجت فاطمة لترى من بالباب فرأت شخصا عليه الحلى والحلل وله جناحان أخضران قد سد بهما المشرق والمغرب وعلى رأسه تاج مرصع بالدر والجوهر مكتوب على جبينه لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فقالت فاطمة: ما تريد ؟ قال : أريد محمد صلى الله عليه وسلم.. فرجعت ودخلت على رسول الله وقالت يا أبت بالباب شخص قد هالني وأفزعني ما رأيت مثله أصلا .. قال لي: أريد محمدا ..، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم - فلما رآه فإذا به جبريل عليه السلام فقال: الصلاة والسلام عليك يا حبيب الحق وسيد الخلق .. قال: فقلت يا جبريل .. أوحي نزل أم وعد حضر أم أمر حدث ؟ ..، قال: يا حبيبي قم والبس ثيابك وسكن قلبك ......إلى آخر الرواية التي تزيد عن خمسون صفحة ..!!) (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه رواية منشورة في كتاب يباع من نشر - المكتبة الثقافية بيروت لبنان "وهي النسخة المصورة والمتداولة على الإنترنت"-  تحت عنوان (الإسراء والمعراج لابن عباس) بدون أي سند لهذه الرواية المكتوبة في صورة شخص يحكيها .. والبعض يسمي هذه الرواية (بمعراج بن عباس) وهو كذب على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيها من الخرافات ما فيها .. وقد سبق وذكرنا من الخرافات في هذه الرواية البعض منها في الفصل العاشر تحت عنوان (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟) ..

2- وجاء في (حديث موضوع) .. عن عبد اللَّه بن رجاء الحمصي، عن شرحبيل بن الحكم، عن حكيم بن عمير، أبي راشد الحبراني، حدثني أبو ثابت- شيخ من قريش، كان يدعى جار الوحي، بيته عند بيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كان يوحي إليه فيه .. قال: (صليت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة العتمة، فناداه جبريل كما حدثناه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: هلمّ. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إن شئت أتيتك وإن شئت جئتني» . فقال جبريل: أنا آتيك، فجاءه جبريل فانصدع له الجدار حتى دخل فأخذ بيده فانطلق به حتى حمله على دابة كالبغلة ...) ذكره ابن حجر في الإصابه وقال: أخرج حديثه البزّار وغيره .. وقال البزّار بعد تخريجه ... وقال ابن مندة. غريب تفرد به عبد اللَّه بن رجاء الحمصي. وقال أبو نعيم: رواه أبو حاتم الرّازيّ، عن إسحاق- يعني ابن زريق عن عبد اللَّه بن رجاء. (الإصابة في تمييز الصحابة ج7 ص47)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (عبد الله بن رجاء) وهو مجهول (راجع ميزان الاعتدال ترجمة رقم4310) ..، وفي السند (شرحبيل بن الحكم) متهم في روايته وقد بريء من روايته ابن خزيمة (راجع ميزان الاعتدال ترجمة رقم 3683) ..، وفيه جهالة (شيخ قريش) الذي روى عنه أبو راشد الحراني ..

 

3- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عن عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ ابْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلّم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْحِجْرِ جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّانِيَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّالِثَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ، فَأَخَذَ بِعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ .. فَخَرَجَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ .. فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ بَيْنَ الْحِمَارِ وَالْبَغْلِ، لَهُ فِي فَخِذَيْهِ جَنَاحَانِ يَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهِ .. يَضَعُ يَدَهُ فِي مُنْتَهَى طَرَفِهِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مَعِي ...) رواه أبي جعفر الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وفي السند (عمرو بن عبيد) متروك الحديث .. فضلا عن انقطاع السند بين الحسن البصري وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

 

4- (حديث ضعيف) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ .. قَالا ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ نَائِمًا بِالْحِجْرِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ فَغَمَزَنِي بِرِجْلِهِ، وَأَتَانِي بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهُ) رواه البلاكاذي في أنساب الأشراف .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. فيه (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب ..، وفيه (موسى بن عبيد - مولى خالد بن عبد الله بن أسيد) وهو مجهول الحال .. وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير دون أن جرح أو تعديل ..) والحديث فيه انقطاع بين (موسى بن عبيد) و (محمد بن كعب) إذ ليس في تلامذة (محمد بن كعب) أحد باسم (موسى بن عبيد) .. والحديث مرسل أي فيه انقطاع آخر بين (محمد بن كعب) والنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

#- ومجمل قصة إتيان جبريل للنبي ليلة الإسراء كما نعلم من الروايات الصحيحة:

- إتيان جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء .. يغلب على الظن في هيئة بشرية .. لأنه رآه في السماء على هيئته الملائكية .. ولو كان رآه النبي قبل ذلك بهذه الهيئة لكان ذكر ذلك ..، وقد أتى جبريل للنبي في البداية من سقف غرفه نوم النبي ونفهم أنه قد طلب منه الخروج إلى الكعبة .. ثم حدث عند الكعبة قصة شق الصدر ثم الإتيان بالبراق .. والله أعلم .

 

====================

 

#- ثالثا: روايات تكلمت عن مكان بداية نزول جبريل على النبي ليتهيأ لرحلة الإسراء ..

 

- القرآن الكريم قال ان الإسراء كان من المسجد الحرام .. وهذه مسألة لا تحتمل نقاش .. وإنما الذي حدث فيه اختلاف هو بداية تنبيه النبي للاستعداد لرحلة الإسراء .. وكما سبق وقلنا في بداية هذه الرسالة .. أن هناك فرق بين الاستعداد لرحلة الإسراء .. وبين الإسراء نفسه بالبراق من المسجد الحرام للمسجد الأقصى .. وهذا ما لا ينتبه إليه الكثيرين ..

 

وأتت روايات الاسراء في توضيح بداية الاستعداد للرحلة على خمسة بدايات .. وأذكر ما لم يصح فقط في هذا الفصل ..

أ- البداية كانت من بيت أم هانيء وهي "خافتة" ابنة عم النبي وأخت علي بن أبي طالب. (أحاديث كلها باطلة ومكذوبة) .

ب- البداية من شِعب أبي طالب .. وهو وادي يقع بين جبلين .. وهذا الوادي قريب من المسجد الحرام. (حديث ضعيف جدا).

ج- البداية كانت بين المقام وزمزم .. وكانت معراجا منفردا فقط ووقت الظهر ..!! (حديث مكذوب) .

 

1- البداية كانت من بيت أم هانيء وهي "خافتة" ابنة عم النبي وأخت علي بن أبي طالب.

أ- (حديث مكذوب– ومتنه منكر جدا) .. حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فِي مَسْرَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: (مَا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ فِي بَيْتِي نَائِمٌ عِنْدِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ نَامَ وَنِمْنَا، فَلَمَّا كَانَ قُبَيْلَ الْفَجْرِ أَهَبَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ قَالَ: «يَا أُمَّ هَانِئٍ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَكُمُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ كَمَا رَأَيْتِ بِهَذَا الْوَادِي، ثُمَّ جِئْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مَعَكُمُ الْآنَ كَمَا تَرَيْنَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَفِيهِ كَانَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ) رواه الطبري في تفسيره واللفظ له وأبو يعلى في مسنده وابن سعد في الطبقات والطبراني في الكبير وابن هشام في سيرته عن ابن اسحاق مرسلا .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وجميع طرق الحديث ضعيفة جدا .. فعند الطبري يوجد في سنده (بن حميد الرازي) وهو ضعيف جدا ، وفيه (محمد بن السائب الكلبي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب ، وفيه (باذام مولى أم هانيء) ضعيف الحديث والبعض اتهمه بالكذب كابن الجوزي ..، وعند أبو يعلى في سنده (محمد بن اسماعيل الوساوسي) متهم بالوضع أي بالكذب والبعض اكتفى بتضعيفه ..، وعند الطبراني في سنده (عبد الأعلى بن أبي المساور) وهو متروك الحديث ..، وعند ابن سعد في سنده (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب .

 

#- هذا بالإضافة إلى وجود نكارة في متن الحديث .. وهي صلاة العشاء ولم تكن الصلاة قد فُرضت .. وكذلك نومه في بيت أم هانيء وهذا ما لا نعلم سببه .. ويظن البعض أنه كان نائما في منزلها بوجود وحضور كلا من عمَّيه حمزه وجعفر .. فضلا عن أن الإسراء تم من المسجد الحرام وليس من بيتها ..!!

 

ب- (أثر غير صحيح وباطل): وقال ابنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (أُسْرِيَ بهِ مِنْ بَيْتِ أُمِّ هَانِئ بنْتِ أبي طَالِبٍ أُخْتِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ ، وَالْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ) ذكره أبو بكر الحداد في تفسيره المسمى "كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل" .. (قلت خالد صاحب الرسالة): لم أجد أي سند لهذه الرواية بهذا اللفظ ..، ولكن الجزء الأخير (والحرم كله مسجد) هو الذي له سند .. وأتى بسند عن يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِينِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ثنا سُفْيَانُ "الثوري"  الرُّكَيْنِ "بن الربيع" عَنْ مُجَاهِدٍ "بن جبر" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:  (الْحَرَمُ كُلَّهُ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند فيه انقطاع لأن (الركين بن الربيع) لم يقابل مجاهد لأنه ليس من مشايخه .. ولم يظهر لي أنه من تلامذته مجاهد بن جبر .. فكيف نقل الركين الخبر عن مجاهد ؟!!  ..، ويوجد خطأ في شيخ أبو حاتم وهو (يحيى) إذ أن اسم أبيه (عبد الأعظم) وليس (عبد الله) .. فلزم التنويه.. والله أعلم .

 

ج- في (حديث موضوع أي مكذوب وملفق بالكذب لابن عباس) .. وجاء في أولها: (كنت في بيت أم هانيء بنت أبي طالب واسمها فاخته .. ليلة الإثنين ليلة السابع والعشرين من رجب سنة ثمان من البعثة وكان عند فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعمرها تسع سنين ولم تكن تزوجت بعلي رضي الله عنه لأنه تزوجها بالمدينة المنورة .. وإذا بالباب قد طرقه طارق .. فخرجت فاطمة لترى من بالباب فرأت شخصا عليه الحلى والحلل وله جناحان أخضران قد سد بهما المشرق والمغرب وعلى رأسه تاج مرصع بالدر والجوهر ..... إلى آخر الرواية التي تزيد عن خمسون صفحة ..!!) (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه رواية منشورة في كتاب يباع من نشر - المكتبة الثقافية بيروت لبنان "وهي النسخة المصورة والمتداولة على الإنترنت"-  تحت عنوان (الإسراء والمعراج لابن عباس) .. والبعض يسميه (بمعراج بن عباس) وهو كذب على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيها من الخرافات ما فيها .. !!

 

#- والغريب أن علماء التفسير غالبا تجد عندهم مقولة .. أن اسراء النبي كان من بيت أم هانيء ..!! وهذا كلام لم يصح وباطل ...!!

 

2- البداية من شِعب أبي طالب .. وهو وادي يقع بين جبلين .. وهذا الوادي قريب من المسجد الحرام.

- (حديث ضعيف جدا سندا ومنكرا جدا متنا) .. روى الواقدي عن أم هانيء وجد عمرو بن شعيب وأم سلمة وعائشة وبن عباس من خلال أسانيده .. وقال: دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. قَالُوا: (أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ. مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بيت المقدس. قال رسول الله. ص: حُمِلْتُ عَلَى دَابَّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الْحِمَارِ وَبَيْنَ الْبَغْلَةِ فِي فَخْذَيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهَا. فَلَمَّا دَنَوْتُ لأَرْكَبَهَا شَمَسَتْ (أي نفرت) فَوَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهَا ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْتَحْيِينَ يَا بُرَاقُ مِمَّا تَصْنَعِينَ؟ .....) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث باطل ويكفي أن راويه هو (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ومتهم بالوضع ..

 

3- البداية كانت بين المقام وزمزم .. وكانت معراجا منفردا فقط ووقت الظهر ..!!

- (حديث موضوع) .. مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِهِ قَالُوا: ( كَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ شهر رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ ظُهْرًا. أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَقَالا: انْطَلِقْ إِلَى مَا سَأَلْتَ اللَّهَ ... فَانْطَلَقَا بِهِ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ (أي داخل الحرم بين بئر زمزم ومقام إبراهيم) ...) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث موضوع .. وفي السند (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ..، وفيه (عبد الله بن أبي سبرة): وهو متروك الحديث كما قال النسائي وعن احمد أنه كان يضع الحديث وكذلك قال بن عدي .. وقال البخاري ضعيف الحديث ..

- أما عن المتن فهو باطل .. لأنه يظهر المعراج أنه تم وقت الظهر .. وأن المعراج حدث عن دعوة دعاها النبي .. وهذا غير صحيح في هذا أو ذاك .. والله أعلم .

ب- وفي (حديث ضعيف) .. مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الرَّمْلَةِ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَلَمَّا رَجَعَ كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ .. جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ .. فَطَارَا بِهِ ...) رواه الطبراني في الدعاء والأوسط .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وعلة السند هي "مسكين بن ميمون" قال عن ابن حجر: لا أعرفه وخبره منكر (راجع لسان الميزان ترجمة رقم7699)..، ويوجد انقطاع في السند لأن (عرومة بن رويم) لم يقابل الصحابي (عبد الرحمن بن قرط) وروايته عنه مرسلة .. ولم أجد فيمن قيل عنهم أنه روى عنهم من الصحابة (راجع تاريخ دمشق ترجمة رقم4686) .. والله أعلم. 

#- ومجمل القول فيما سبق:

- أن بداية الإسراء في الصحيح .. كانت من بيت النبي وأخرجه جبريل عند الحطيم أو عند الكعبة وحدث هناك مسألة شق الصدر ثم بداية الاسراء .. وما عدا ذلك فليس بصحيح .. والله أعلم .

#- ملحوظة: تم ذكر كل روايات الصحيح والضعيف في جزئية مكان بداية الإسراء .. في الفصل العاشر من هذه الرسالة تحت عنوان (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

========================

 

#- رابعا: روايات تكلمت سبب تطهير قلب النبي وختمه بخاتم النبوة .

 

- من الروايات الغير صحيحة التي قيلت .. رواية أتى فيها الآتي:

أ- أن تزكية باطن النبي كان لوجود غل فيه ..

ب- وبعد تزكية باطن النبي تم ختمه بخاتم النبوة ..!!

 

#- (حديث باطل - ضعيف سندا ومنكر جدا متنا) .. حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ "شَكَّ من أَبُو جَعْفَرٍ": (فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1] قَالَ: جَاءُ جِبْرَائِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جَبْرَائِيلُ لِمِيكَائِيلَ: ائْتِنِي بِطَسْتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ كَيْمَا أُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَأَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، قَالَ: فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ، فَغَسَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِيكَائِيلُ بِثَلَاثِ طِسَاتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ، وَمَلَأَهُ حِلْمًا وَعِلْمًا وَإِيمَانًا وَيَقِينًا وَإِسْلَامًا، وَخَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ أَتَاهُ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهُ مُنْتَهَى طَرَفِهِ وَأَقْصَى بَصَرِهِ قَالَ: فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ..

إلى آخر الرواية ..) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره وأبو حاتم وذكره الهيثمي في زوائد البزار .. وقال ابن كثير عن هذه الرواية: وأبو جعفر الرازي قال فيه الحافظ أبو زرعة الرازي يهم في الحديث كثيرا .. وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم .. والظاهر أنه سيء الحفظ ..ففيما تفرد به نظر ..، وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة .. وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري .. ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء. (تفسير ابن كثير ج5 ص36)..، وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره - فَتَابِعِيُّهُ مجهول. (مجمع الزوائد ج1 ص72).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من أقبح وأوقح ما جاء في هذه الرواية هو جزئية (وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ) .. ولا أدري كيف لمؤمن أن يصدق هذا الكذب .. بل وكيف لمؤمن أن ينطق به ..؟!!

 

#- فكيف يظن إنسان مؤمن هذا الظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

- إذ كيف يقال أن باطن النبي كان فيه غل وهو من قبائح الصفات النفسية لإنسان .. ولا يمكن أن تكون في باطن أي نبي .. فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد قال فيه الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم:4 ..، وقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) الشورى:52-53..، وقال تعالى أن جبريل نزل بالقرآن على قلب النبي: (نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:97 ..

- فهل صاحب الخلق العظيم .. بل والذي هو ينزل القرآن على قلبه .. أيعقل أن يكون فيه غل يا مؤمن ؟

- هل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!

 

- إذن جزئية (وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ) هي باطل وكذب ولا يصح في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن يصدق أن باطن النبي وقت الإسراء كان فيه غل .. فقد خالف القرآن وضل بعيدا .. ولا أشك أن هذه الرواية تم تركيب هذا السند لها ..!!

 

- أما عن مسألة ختم النبوة .. فالمشهور عنه أنه إما ولد به النبي أو حدث له بعد شق صدره وهو صغير .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة: هذه الرواية تسمى برواية "أبي العالية عن أبي هريرة" .. وهي من أكبر الروايات التي جمعت بين الإسراء والمعراج .. وهي رواية ضعيفة جدا .. وستأتي معنا كثير .. فلا تنساها ..

 

=====================

 

#- خامسا: الروايات التي تكلمت عن البراق وشكله وهيئته ..

 

- أتت روايات ضعيفة تكلمت عن البراق .. سواء عن حالته وقت ركوب النبي عليه .. أو عن هيئته وشكله كيف كان .. وقد سبق وتكلمت عن البراق في الفصل التاسع عشر .. تحت سؤال من رقم (57- إلى – 59) .

 

#- وملخص ما قيل عن البراق ولم يصح:

أ- أن له وجه انسان .

ب- أن له جناحين في فخذيه .

ج- له يدين ورجلين يطيلا ويقصرا حسب حالة الطريق.

د- أنه طلب أن يشفع له النبي حتى يسمح له بركوبه.

هـ- أنه امتنع في البداية من ركوب النبي عليه ونفر منه واشمأز ..!!

و- مكتوب على جبهته (لا إله إلا الله محمد رسول الله) . 

#- من هذه الروايات وليس كلها:

1- (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. روى السدي عن محمّد بن السائب عن باذان عن ابن عبّاس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما كانت ليلة أسري بي وأنا بمكة بين النائم واليقظان .... ثم جاء في بعض الرواية وصف للبراق هكذا: فإذا أنا بالبراق- دابة فوق الحمار ودون البغل- خدّه كخد الإنسان وذنبه كذنب البعير وعرفه كعرف الفرس - وقوائمه كقوائم الإبل - وأظلافه كأظلاف البقر - وصدره كأنه ياقوتة حمراء - وظهره كأنه درة بيضاء - عليه رحل من رحائل الجنة - وله جناحان في فخذيه ..... إلى آخر الرواية الطويلة جدا) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص56.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب.

 

2- في (حديث موضوع أي مكذوب وملفق بالكذب لابن عباس) .. وجاء فيه :( فإذا بالبراق قائما وجبريل يقوده وإذا هو دابة لا تشبه الدواب- فوق الحمار ودون البغل- له وجه كوجه ابن آدم .. وجسده كجسد الفرس وهو دابة خير من الدنيا وما فيها .. عرفها من اللؤلوء الرطب .. منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور .. وأذناها من الزمرد الأخضر .. وعيناها مثل كوكب دري يوقد لها شعاع كشعاع الشمس .. شهباء بلاء (أي بيضاء فيها بعض السواد) عليها جل (أي السرج الذي يجلس عليه الشخص) مرصع بالدر والجواهر .. لا يقدر على وصفها إلا الله تعالى .. نفسها كنفس ابن آدم ..) (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه رواية منشورة في كتاب يباع من نشر المكتبة الثقافية بيروت لبنان "وهي النسخة المصورة والمتداولة على الإنترنت"-  تحت عنوان (الإسراء والمعراج لابن عباس) .. والبعض يسميه (بمعراج بن عباس) وهو كذب على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيها من الخرافات ما فيها .. !! وقد سبق الكلام على بعض خرافات هذه الرواية في الفصل العاشر تحت عنوان: (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

3- وجاء في الرواية السابقة المنسوبة زورا وبهتانا لابن عباس والمسماه بمعراج ابن عباس .. أن البراق طلب من النبي حتى يركبه أن يدخله في شفاعته في الآخرة .. فجاء في الرواية:

- (قال البراق لجبريل: قل لصاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخد الأحمر والحوض والكوثر والشفاعة الكبرى في المحشر .. أن يدخلني في شفاعته حتى أمكَّنه من ظهري ويطأ على نحري فيزداد بذلك فخري .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت في شفاعتي وأنت مطيتي يوم القيامة .. فدنا مني فركبته فسار جاريا بين السماء والأرض ....) (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية بلا سند .. وهي جزء من الرواية المنسوبة لابن عباس زورا وبهتانا عليه ..، ولا يخفى على متعلم: أن هذا الحوار ملفق ومزور ولا وجود له إلا في خيال من كتبه

4- وفي (حديث مكذوب) .. مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُلامُ خَلِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْيَمَامِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا هُبَيْرَةُ بن عبد الله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بن أَبى رَبَاح عَن عبد الله ابْن عَبَّاس ..... وجاء في الرواية وصف منقول عن النبي أنه قال عنه في مناظرة مع اليهود: (فَقَدْ سَخَّرَ لِيَ الْبُرَاقُ خيرمن الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، وَهِيَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَجْهُهُ كَوَجْهِ آدَمِيٍّ حوافيره كحوافر الْخَيل وذنبها كذب الْبَقَرَةِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ سِرْجُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَرِكَابُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ مَزْمُومٌ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مِنَ الذَّهَبِ، لَهَا جَنَاحَانِ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث لا نشك في وضعه، فما أجهل واضعه وما أرك لفظه وأبرده، ولولا أني أتهم به غلام خليل فإنه عامي كذاب لقلت إن واضعه قصد شين الإسلام بهذا الحديث..، وفى إسناده (محمد بن جابر) قال عنه يحيى بن معين: ليس بشئ..، وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا من هو شر منه وما كان مثل ذلك يبلغ به الجهل إلى وضع مثل هذا، وما هو إلا من عمل غلام خليل. (الموضوعات لابن الجوزي ج1 ص288).

  

5- (حديث ضعيف جدا) .. عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: (أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ، فَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ يَسِيرُ بِهِ، فَإِذَا بَلَغَ مَكَانًا مَطَّاطِيًا طَالَتْ يَدَاهَا وَقَصُرَتْ رِجْلَاهَا حَتَّى تَسْتَوِيَ بِهِ .. وَإِذَا بَلَغَ مَكَانًا مُرْتَفِعًا قَصُرَتْ يَدَاهَا وَطَالَتْ رِجْلَاهَا حَتَّى تَسْتَوِيَ ..

....) رواه الطبراني في الأوسط ..، قال الهيثمي في المجمع: مع الإرسال .. فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف.

 

6- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عن عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ ابْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلّم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْحِجْرِ جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّانِيَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّالِثَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ، فَأَخَذَ بِعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ، فَخَرَجَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ بَيْنَ الْحِمَارِ وَالْبَغْلِ، لَهُ فِي فَخِذَيْهِ جَنَاحَانِ يَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهِ، يَضَعُ يَدَهُ فِي مُنْتَهَى طَرَفِهِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مَعِي .. لا يَفُوتَنِي وَلا أَفُوتُهُ) رواه أبي جعفر الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وفي السند (عمرو بن عبيد) متروك الحديث .. فضلا عن انقطاع السند بين الحسن البصري وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

 

7- (حديث موضوع أي مكذوب) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: (لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَلِّمَ رَسُولَهُ الأَذَانَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا بِدَابَّةٍ يُقَالُ لَهَا : الْبُرَاقُ ، فَذَهَبَ يَرْكَبُهَا .. فَاسْتَصْعَبَتْ (أي كان من الصعب ركوبها) .. فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ: اسْكُنِي فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكِ عَبْدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم .. قَالَ : فَرَكِبَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحِجَابِ الَّذِي يَلِي الرَّحْمَنَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ مَلَكٌ مِنَ الْحِجَابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نبيًا إِنِّي لأَقْرَبُ الْخَلْقِ مَكَانًا وَإِنَّ هَذَا الْمَلَكُ مَا رَأَيْتُهُ مُنْذُ خُلِقْتُ قَبْلَ سَاعَتِي هَذِهِ ..!! إلى آخر الرواية  ...) رواه أبو بكر البزار في مسنده .. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن علي إلا بهذا الإسناد وزياد بن المنذر فيه شيعية ، وقد روى عنه مروان بن معاوية وغيره...، وقال الهيثمي في المجمع: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث فيه (زياد بن المنذر) .. قال ابن عبد البر : اتفقوا على أنه ضعيف الحديث منكره ، و نسبه بعضهم إلى الكذب .. وقال بن معين: كذاب عدو الله ليس يسوى فلسا .. وقال النسائي: متروك .. وقال بن حبان: كان رافضيا يضع الحديث.

 

8- في (حديث ضعيف جدا سندا ومنكرا جدا متنا) .. روى الواقدي عن أم هانيء وجد عمرو بن شعيب وأم سلمة وعائشة وبن عباس من خلال أسانيده .. وقال: دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. قَالُوا: (حُمِلْتُ عَلَى دَابَّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الْحِمَارِ وَبَيْنَ الْبَغْلَةِ فِي فَخْذَيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهَا. فَلَمَّا دَنَوْتُ لأَرْكَبَهَا شَمَسَتْ (أي نفرت) فَوَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهَا ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْتَحْيِينَ يَا بُرَاقُ مِمَّا تَصْنَعِينَ ؟ .....) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث باطل ويكفي أن راويه هو (محمد بن عمر الواقدي) وهو متروك الحديث ومتهم بالوضع .

9- (حديث ضعيف جدا وفيه نكارة قبيحة جدا) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ خَطْوُهُ مَدَى الْبَصَرِ، فَلَمَّا دَنَا (أي اقترب) مِنْهُ .. اشْمَأَزَّ (أي نفر بشدة) .. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: اسْكُنْ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي.. (قلت خالد صاحب الرسالة): في السند (محمد بن صالح العثماني) وهو مجهول الحال ..، وفيه (أحمد بن العلاء – أبو عبد الرحمن الرقي) مجهول الحال ..، وفيه (زيد ابن أسامه) لم أجده .. فليس من مشايخ (أحمد بن العلاء) وليس من تلامذة (سفيان الثوري أو سفيان بن عيينة) ..!!، أما عن نكارة المتن فظاهرة من لفظ (اشمأز) أي نفر بشدة مع كراهة في نفسه من أن يركبه النبي .. ولا يمكن لمؤمن أن يصدق هذا القول الكذب والقبيح جدا والذي لا يمكن تصوره في أن تكون كرامة الله لنبيه هي أن يجعل البراق يشمأز من نبيه .. فما هذا الكذب على الله ورسوله ؟!! 

10- (حديث ضعيف – فيه نكارة وغرابة) .. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: (لَمَّا جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ فَكَأَنَّهَا أَمَرَّتْ ذَنَبَهَا (أي أمسكها أحد من ذيلها فأصبحت تتلوى ولا تقف هادئة) .. فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ: مه (أي توقف) يا براق .. فو الله إِنْ (أي ما) رَكِبَكَ مِثْلُهُ ..!! إلى آخر الرواية ) رواه الطبري في تفسيره والبيهقي في دلائل النبوة .. قال الإمام بن كثير في تفسيره: وفي بعض ألفاظه نكارة وغرابة. (تفسير ابن كثير ج5 ص9 طبعة دار الكتب العلمية) .

 

#- ملحوظة عن وجهة نظري:

- من سخافة القول أن يقال: أن البراق نفر واشمأز وامتنع عن أن النبي يركبه .. وهي التي أرسلها الله لتنقله تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم .. فأي كرامة للنبي حينئذ فيمن كان وصفه النفور من النبي ..!! أليس هذا توصيف كاذب لكرامة الله لنبيه ؟!! بلى هو كذلك من وجهة نظري .. وضعف هذه الأحاديث التي أشارت لذلك تؤكد معتقدي بأن هذا توصيف كاذب في حق البراق الذي هو من تكريم الله لنبيه .. والله أعلم .

 

=========================

 

#- سادسا: الروايات التي تكلمت عن قيادة البراق بجبريل وميكائيل أثناء الإسراء ..

 

- من الروايات الضعيفة .. نجد رواية تكلمت عن أن جبريل وميكائيل كلاهما كانا يمسك البراق للنبي صلى الله عليه وسلم وانطلقا به ..

 

#- (حديث ضعيف) .. مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الرَّمْلَةِ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَلَمَّا رَجَعَ كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ .. جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ .. فَطَارَا بِهِ حَتَّى بَلَغَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: سَمِعْتُ تَسْبِيحًا فِي السَّمَوَاتِ الْعُلَى مَعَ تَسْبِيحٍ كَثِيرٍ سَبَّحَتِ السَّمَوَاتُ الْعُلَى مِنْ ذِي الْمَهَابَةِ مُشْفِقَاتٍ لِذِي الْعُلُوِّ بِمَا عَلَا: "سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى") رواه الطبراني في الدعاء والأوسط .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وعلة السند هي "مسكين بن ميمون" قال عن ابن حجر: لا أعرفه وخبره منكر (راجع لسان الميزان ترجمة رقم7699)..، ويوجد انقطاع في السند لأن (عرومة بن رويم) لم يقابل الصحابي (عبد الرحمن بن قرط) وروايته عنه مرسلة .. ولم أجد فيمن قيل عنهم أنه روى عنهم من الصحابة (راجع تاريخ دمشق ترجمة رقم4686) .. والله أعلم.

 

#- ومن هذا الحديث تجد البعض يقول: أن جبريل وميكائيل أمسكا لجام البراق وطارا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء .. وهذا خطأ .. لأن هذه الرواية غير صحيحة ..

 

- ولكن ميكائيل كان مع جبريل في الحرم المكي في مسألة شق صدر النبي .. عند تزكية باطن النبي بماء زمزم وحشوه بالحكمة واليقين .. ولكن لا نعلم بعد ذلك إلا أن جبريل عليه السلام قد ركب البراق وانطلق بالنبي وهو خلفه على البراق .. حتى أسرى به .. ثم أخذ جبريل بيد النبي وعرج به إلى السماء .. ولم يتم ذكر ميكائيل في صحيح الروايات بأي دور ظهر له بعد مسألة شق صدر النبي ..

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .