ج36: قصة الإسراء والمعراج - الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في قصة الإسراء - قصة ماشطة ابنة فرعون - ثواب المجاهدين بالمال - عقوبة تارك الصلاة - عقوبة الزناة - عقوبة مانع الزكاة - عقوبة خائن الأمانة - عقوبة خطباء الفتنة - رؤية وادي فيه صوت الجنة - رؤية وادي فيه صوت الجنة - معرفته بقصة ماشطة ابنة فرعون.

            بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السادس والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل السادس والثلاثون :: ج2/ عن الأحداث والمشاهد الغير صحيحة التي تتعلق بالعصاة والمذنبين والتي قد قيلت أنها حدثت في رحلة الإسراء وحتي قبل وصول النبي لبيت المقدس ::

1- س95: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في قصة الإسراء الخاصة بتعذيب المذبين والعصاة والتي قيلت أن النبي رآها قبل وصوله لبيت المقدس ؟

#- مشاهد لم تصح في إسراء النبي صلى الله عليه وسلم وقبل وصوله لبيت المقدس:

1- مشهد: ثواب المجاهدين في سبيل الله بالمال.

2- مشهد: عقوبة الذين يتغافلون عن الصلاة المفروضة.

3- مشهد: عقوبة من يمنع الصدقات والزكاة.

4- مشهد: عقوبة الرجل الزاني والمرأة الزانية.

5- مشهد: عقوبة الذين يؤذون الناس في الطريق.

6- مشهد: عقوبة خائن الأمانة.

7- مشهد: عقوبة خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون.

8- مشهد: عقوبة من يتكلم بكلام فيه كذب أو غيبة أو ما شابه ذلك .

9- مشهد: وادي فيه ريحا طيبة باردة وفيها رائحة المسك وله صوت يظهر منه دعاء هو صوت الجنة تدعو الله .

10- مشهد: وادي فيه ريحا منتنة وله صوت مسموع منكرا وله صوت يظهر منه دعاء هو صوت النار تدعو الله.

11- مشهد: رؤية آكل الربا يسبح في نهر ويُقذف بالحجارة.

12- مشهد: شم رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ومعرفة قصتها من جبريل.

#- ملاحظات على هذا الفصل .. أرجو الانتباه لها . 

******************

:: الفصل السادس والثلاثون ::

*******************

 ..:: س95: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في قصة الإسراء الخاصة بتعذيب المذبين والعصاة والتي قيلت أن النبي رآها قبل وصوله لبيت المقدس ؟ ::..

 

- نستكمل هنا باقي الأحاديث الضعيفة التي تكلمت عن قصة الإسراء .. والتي قيلت أن النبي رآها في إسراءه .. وقبل وصوله لبيت المقدس .. وهذه المشاهد هي التي جعلت بعض العلماء يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير في عالم برزخي بين الدنيا والآخرة حتى يمكنه رؤية ما رآه .. وبالتالي يكون ما رآهم من الانبياء فهو أرواحهم  .. وقد سبق وناقشنا مسألة إسراء النبي في عالم برزخي في الفصل الحادي والثلاثون .. تحت عنوان (س87: هل كان إسراء النبي للمسجد الأقصى ومقابلته للأنبياء هناك كان من خلال طريق برزخي غيبي أو عالم موازي لنا ؟) ..

 

- لكن ما يهمنا هنا هو الكلام على جزئية العقوبات التي قيل أن النبي رآها في إسراءه .. وقبل الوصول لبيت المقدس .. وسرد الروايات التي ذكرت هذه المشاهد .. وأنها لم تصح ..

 

- وكنا قد وقفنا في الفصل السابق عند البند (عاشرا) .. وهنا نبدأ من البند (الحادي عشر) لأننا نتكلم عن نفس المسافة التي حدث فيها مشاهد ..

 

#- الحادي عشر: مشاهد في طريق الإسراء قبل الوصول لبيت المقدس .. (رؤية عقوبات العصاة والمذنبين - ورؤية وادي جهنم ووادي الجنة) ..

 

#- من الروايات الضعيفة التي حوت مشاهد لم تصح في قصة الإسراء وقبل الوصول لبيت المقدس ..

1- مشهد: ثواب المجاهدين في سبيل الله بالمال.

2- مشهد: عقوبة الذين يتغافلون عن الصلاة المفروضة.

3- مشهد: عقوبة من يمنع الصدقات والزكاة.

4- مشهد: عقوبة الرجل الزاني والمرأة الزانية.

5- مشهد: عقوبة الذين يؤذون الناس في الطريق.

6- مشهد: عقوبة خائن الأمانة.

7- مشهد: عقوبة خطباء الفتنة الذين يقولون ما لا يفعلون.

8- مشهد: عقوبة من يتكلم بكلام فيه كذب أو غيبة أو ما شابه ذلك .

9- مشهد: وادي فيه ريحا طيبة باردة وفيها رائحة المسك وله صوت يظهر منه دعاء هو صوت الجنة تدعو الله .

10- مشهد: وادي فيه ريحا منتنة وله صوت مسموع منكرا وله صوت يظهر منه دعاء هو صوت النار تدعو الله.

#- وإليك هذه الرواية التي تكلمت عن هذه المشاهد ..

#- (حديث ضعيف سندا – منكر جدا متنا) .. حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ "شَكَّ من أَبُو جَعْفَرٍ": (فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1] قَالَ: جَاءُ جِبْرَائِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جَبْرَائِيلُ لِمِيكَائِيلَ: ائْتِنِي بِطَسْتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ كَيْمَا أُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَأَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، قَالَ: فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ، فَغَسَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِيكَائِيلُ بِثَلَاثِ طِسَاتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ، وَمَلَأَهُ حِلْمًا وَعِلْمًا وَإِيمَانًا وَيَقِينًا وَإِسْلَامًا، وَخَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ .. ثُمَّ أَتَاهُ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهُ مُنْتَهَى طَرَفِهِ وَأَقْصَى بَصَرِهِ قَالَ: فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ..

 

- فَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَزْرَعُونَ فِي يَوْمٍ وَيَحْصُدُونَ فِي يَوْمٍ، كُلَّمَا حَصَدُوا عَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جَبْرَائِيلُ مَا هَذَا ؟» .. قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَا أَنْفَقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَخْلُفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ..

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَتَثَاقَلُ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ، يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَيَأْكُلُونَ الضَّرِيعَ وَالزَّقُّومَ وَرَضَفَ جَهَنَّمَ وَحِجَارَتَهَا، قَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يُؤَدُّونَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ، وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ شَيْئًا، وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ نَضِيجٌ فِي قُدُورٍ، وَلَحْمٌ آخَرُ نِيءٌ قَذِرٌ خَبِيثٌ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنَ النِّيءِ، وَيَدَعُونَ النَّضِيجَ الطَّيِّبَ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَئِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ، تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ، فَيَأْتِي امْرَأَةً خَبِيثَةً فَيَبِيتُ عِنْدَهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَالْمَرْأَةُ تَقُومُ مِنْ عِنْدِ زَوْجِهَا حَلَالًا طَيِّبًا، فَتَأْتِي رَجُلًا خَبِيثًا، فَتَبِيتُ مَعَهُ حَتَّى تُصْبِحَ.

 

- قَالَ: ثُمَّ أَتَى عَلَى خَشَبَةٍ فِي الطَّرِيقِ لَا يَمُرُّ بِهَا ثَوْبٌ إِلَّا شَقَّتْهُ، وَلَا شَيْءٌ إِلَّا خَرَقَتْهُ، قَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا مَثَلُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِكَ يَقْعُدُونَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقْطَعُونَهُ. ثُمَّ قَرَأَ: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصَدُّونَ) [الأعراف: 86] الْآيَةَ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ جَمَعَ حُزْمَةَ حَطَبٍ عَظِيمَةً لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ تَكُونُ عِنْدَهُ أَمَانَاتُ النَّاسِ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَحْمِلَهَا، فَلَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا قُرِضَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، قَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» فَقَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ خُطَبَاءُ الْفِتْنَةِ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى جُحْرٍ صَغِيرٍ يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَجَعَلَ الثَّوْرُ يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ، ثُمَّ يَنْدَمُ عَلَيْهَا، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرُدَّهَا.

- ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ، فَوَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً بَارِدَةً، وَفِيهِ رِيحُ الْمِسْكِ، وَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: «يَا جَبْرَائِيلُ مَا هَذَا الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ الْبَارِدَةُ وَهَذِهِ الرَّائِحَةُ الَّتِي كَرِيحِ الْمِسْكِ، وَمَا هَذَا الصَّوْتُ؟» قَالَ: هَذَا صَوْتُ الْجَنَّةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَدْ كَثُرَتْ غُرَفِي وَإِسْتَبْرَقِي وَحَرِيرِي وَسُنْدُسِي وَعَبْقَرِيِّي وَلُؤْلُؤِي وَمَرْجَانِي وَفِضَّتِي وَذَهَبِي وَأَكْوَابِي وَصِحَافِي وَأَبَارِيقِي وَفَوَاكِهِي وَنَخْلِي وَرُمَّانِي، وَلِبَنِي وَخَمْرِي، فَآتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَالَ: لَكِ كُلُّ مُسْلِمٍ وَمَسْلَمَةٍ، وَمُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَمَنْ آمَنَ بِي وَبِرُسُلِي، وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَمْ يُشْرِكْ بِي، وَلَمْ يَتَّخِذْ مِنْ دُونِي أَنْدَادًا، وَمَنْ خَشِيَنِي فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ أَقْرَضَنِي جَزَيْتُهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ كَفَيْتُهُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَقَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، قَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ فَسَمِعَ صَوْتًا مُنْكَرًا، وَوَجَدَ رِيحًا مُنْتِنَةً، فَقَالَ: وَمَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا جِبْرَئِيلُ وَمَا هَذَا الصَّوْتُ؟ " قَالَ: هَذَا صَوْتُ جَهَنَّمَ، تَقُولُ: يَا رَبِّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَدْ كَثُرَتْ سَلَاسِلِي وَأَغْلَالِي وَسَعِيرِي وَجَحِيمِي وَضَرِيعِي وَغَسَّاقِي وَعَذَابِي وَعِقَابِي، وَقَدْ بَعُدَ قَعْرِي وَاشْتَدَّ حَرِّي، فَآتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، قَالَ: لَكَ كُلُّ مُشْرِكٍ وَمُشْرِكَةٍ، وَكَافِرٍ وَكافرةٍ، وَكُلُّ خَبِيثٍ وَخَبِيثَةٍ، وَكُلُّ جُبَارٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ، قَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ.

 

- قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنَزَلَ فَرَبَطَ فَرَسَهُ إِلَى صَخْرَةٍ.

- ثُمَّ دَخَلَ فَصَلَّى مَعَ الْمَلَائِكَةِ..، فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ. قَالُوا: يَا جِبْرَئِيلَ مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَقَالُوا: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ .. قَالُوا: حَيَّاهُ اللَّهُ مِنْ أَخٍ وَمِنْ خَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الْأَخُ وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ.

- قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ أَرْوَاحَ الْأَنْبِيَاءِ فأثنوا على ربهم ....) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره وأبو حاتم وذكره الهيثمي في زوائد البزار .. (قلت حالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذه الرواية من قبل وأنها ضعيفة ولم تصح .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟ ).

 

#- وفي (حديث ضعيف) لنفس الرواية السابقة مع تغيير بسيط في بعض الألفاظ .. عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أبي العالية أو غيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى بِفَرَسٍ، يَجْعَلُ كُلَّ خَطْوٍ مِنْهُ أَقْصَى بَصَرِهِ، فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ..

- فَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَزْرَعُونَ فِي يَوْمٍ، وَيَحْصُدُونَ فِي يَوْمٍ، كُلَّمَا حَصَدُوا عَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَا أَنْفَقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، وَلَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَثَاقَلَتْ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ، يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ الْأَنْعَامُ إِلَى الضَّرِيعِ وَالزَّقُّومِ وَرَضْفِ جَهَنَّمَ. قَالَ: مَا هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يُؤَدُّونَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ، وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ، وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.

 

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ فِي قِدْرٍ نَضِيجٌ، وَلَحْمٌ آخَرُ نِيءٌ خَبِيثٌ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ الْخَبِيثَ وَيَدَعُونَ النَّضِيجَ الطَّيِّبَ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ يَقُومُ مِنْ عِنْدِ امْرَأَتِهِ حَلَالًا، فَيَأْتِي الْمَرْأَةَ الْخَبِيثَةَ، فَيَبِيتُ مَعَهَا .... إلى آخر الرواية السابقة ....  ) رواه البزار في البحر الزخار . (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. وهو نفس حديث أبو العالية ولكن بلفظ آخر ..

 

===================

#- الثاني عشر: مشهد قيل في طريق الإسراء قبل الوصول لبيت المقدس .. (رؤية آكل الربا وأنه يُقذف بالحجارة) ..

 

#- من الروايات الضعيفة التي حوت مشاهد لم تصح في قصة الإسراء وقبل الوصول لبيت المقدس ..

 

- مشهد: رؤية آكل الربا يسبح في نهر ويُقذف بالحجارة .

 

1- في (حديث ضعيف فيه نكارة) .. عَبْدُ الْوَهَّابِ (بن عطاء الخفاف) ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (ابن أبي جميلة الأعرابي) ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (عمران بن مِلْحان العُطاردي) ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَجُلًا يَسْبَحُ فِي نَهَرٍ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ .. فَسَأَلْتُ مَا هَذَا: فَقِيلَ لِي: آكِلُ الرِّبَا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح .. وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفّاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به..، ثم قال محققو المسند في ختام تحقيق الرواية: وهو مما تفرّد به عبد الوهاب، فقد رواه أصحاب عوف عنه، فلم يذكروا أن ذلك كان في ليلة الإسراء، بل هي رؤيا رآها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه.. (راجع تخريج المسند عند الحديث رقم 20101 طبعة الرسالة) .

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): بالرغم من أن محققو المسند ذكروا أن هذا جزء من حديث الرؤيا وأن أصحاب عوف رووه بدون لفظ (ليلة الإسراء) إلا ان محققو المسند كتبوا أنه حديث صحيح ..!! فكيف يكون صحيح دون أن يشيروا لنكارة لفظ (ليلة أسري بي) ..!! لأن عبد الوهاب لا يحتمل تفرده بحديث ..، فضلا عن أن (عبد الوهاب بن عطاء الخفاف) قد قال فيه البخاري والنسائي والبزار ليس بالقوي وضعفه أحمد بن حنبل .. ووثقه يحيى بن معين بالرغم من روايته له حديث موضوع ..!! وعلى افتراض أنه صدوق يخطيء كما قال ابن حجر .. فهذه الرواية بكل تأكيد من أخطآءه ولا علاقة لها بحديث الإسراء والمعراج .

 

#- وهذا الجزء من الرواية .. قد قاله سمرة بن جندب في رؤيا منامية مطولة في صحيح البخاري دون لفظ (ليلة أسري بي) .. وهذا مما جاء فيه حديث الرؤيا .. وبداية الحدث أن النبي قال: (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا.. (إلى أن قال في الرواية) : (وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا) صحيح البخاري .

 

#- ويتبين لك أخي الحبيب مما سبق أن هذا الجزء لا علاقة له بليلة الإسراء وإنما قيل في رؤيا منامية .. فانتبه.

 

#- ملحوظة: هذا المشهد ذكرته في رحلة الإسراء لبداية اللفظ القائل بذلك (ليلة أسري بي) .. ومحتمل أن يكون في المعراج أيضا ولكن ذكرته هنا خوفا من نسيانه .. في العموم أن الرواية ضعيفة ولا يصح أصلا ذكرها في قصة الإسراء والمعراج .. وإنما تم ذكرها لمعرفة أنها ليست من أحداث ومشاهد قصة الإسراء والمعراج ..!!

 

====================

#- الثالث عشر: مشهد قيل في قصة الإسراء قبل دخول النبي لبيت المقدس .. (شم النبي ريحة طيبة كانت لماشطة ابنة فرعون) ..

 

#- من الروايات التي أظن أنها ضعيفة ويقال أنها حدثت في قصة الإسراء قبل وصول النبي لبيت المقدس ..

- مشهد: شم النبي رائحة طيبة كانت لماشطة ابنة فرعون وأولادها .. وحكاية جبريل لقصتها.

 

- ولم يظهر من الروايات .. أن هذه المشهد حدث في الإسراء الأرضي أم المعراج السماوي .. لأن قوله في الرواية (الليلة التي أسري بي) تحتمل إما وقت الإسراء أو المعراج ..!! وإن كان يغلب على الظن أن هذه القصة تم حكايتها للنبي أثناء الإسراء الأرضي وقبل الوصول لبيت المقدس ..

 

- وهذه القصة الخاصة بماشطة ابنة فرعون .. قيل عنها أنها صحيحة والبعض قال أنها ضعيفة .. وأردت أن أذكرها هنا في قسم الضعيف .. لما ستعرفه بعد قليل .. ولهذه القصة ثلاث روايات أذكرها لك مع تحقيق بسيط لكل منها .. منهم رواية لا وجود لها في كتب أهل العلم المتاحة عندي ..!!

 

#- الرواية الأولى: (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. وجاء بأربعة أوجه في ختام هذا الحديث ..

أ- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا وَجَدْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تَمْشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ، فَقَالَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ: أَبِي فَقَالَتْ: لَا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ اللهُ، قَالَتْ: وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرَ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَأُعْلِمُهُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَعْلَمَتْهُ فَدَعَا بِهَا، فَقَالَ: يَا فُلَانَةُ، أَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَخَذَ أَوْلَادُهَا يُلْقُونَ فِيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟، قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَتَدْفِنَّا جَمِيعًا، قَالَ: وَذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا فَلَمْ يَزَلْ أَوْلَادُهَا يُلْقُونَ فِي الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ابْنٍ لَهَا رَضِيعٍ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ (أي تراجعت قليلا) مِنْ أَجَلِهِ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهِ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَوْنَ) رواه الطبراني وغيره .. وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط ..، وقال محققو المسند: إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة..، وضعفه الألباني في الضعيفة .

 

#- وقوله: (فأمر ببقرة من نحاس) .. في "النهاية" لابن الأثير 1/145: قال الحافظ أبو موسى: الذي يقع لي في معناه: أنه لا يريد شيئاً مَصُوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرة واسعة، فسماها بقرة، مأخوذاً من التبقُّر: التوسع، أو كان شيئاً يَسَعُ بقرةً تامة بتوابلها، فسُميت بذلك. (نقلا من تخريج مسند أحمد طبعة الرسالة ج5 ص32).

- خد بالك قال: (فَتَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ) لكن القائل هو ابن عباس أي الكلام موقوف على قول الصحابي ..!!

ب- وفي رواية بنفس السند أتى في آخرها: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "أَرْبَعَةٌ تَكَلَّمُوا وَهُمْ صِغَارٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، وَصَبِيُّ جُرَيْجٍ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالرَّابِعُ لَا أَحْفَظُهُ) رواه ابن حبان .

 

- خد بالك قال: (الرابع لم يحفظه) لكن في الرواية السابقة قد ذكر اسمه .. والقائل هو الصحابي ابن عباس ..!!

 

ج- وفي رواية بنفس السند أتى في آخرها: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: هَذَا وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ..

 

- خد بالك قال: (تكلم أربعة) .. ولكن تم نسبة هذا القول للنبي وليس لابن عباس ..!!

 

د- وفي رواية بنفس السند أتى فيها: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَبُّكِ؟ قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن ..

 

- خد بالك قال: في تلك الرواية لم يذكر من أساسه أي كلام عن الأربعة الذين تكلموا في المهد ..!!

 

#- والراوية في الأجزاء الأربعة السابقة هي عن طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على رواية عطاء بن السائب:

- لم أتوسع في نقل الكلام عمن صحح وأضعف الرواية .. ولكني سأكتب لك المختصر المفيد ..

- أولا: من قال أن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل اختلاطه .. فهو على حق .. ولكنه لم ينتبه إلى أن بعض العلماء قال أنه سمع من عطاء أيضا بعد اختلاطه ..!!

#- قال إمام بن حجر بعد أن ذكر كلام العلماء في عطاء: قلت فيحصل لنا من مجموع كلامهم "أي العلماء" .. أن سفيان الثوري وشعبة وزهيرا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه (أي روايتهم عن عطاء بن السائب) صحيح ..، ومن عداهم يتوقف فيه ..، إلا (حماد بن سلمة) .. فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين .. مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني .. ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه .. والله أعلم. (تهذيب التهذيب ج7 ص207).

 

- ثانيا: أقول ببساطة أن هذا السند لهذه الرواية محتمل للتصحيح والتضعيف .. ولا حجة فيه لأحد بالإنكار على أحد .. لاحتمال هذا وذاك .. وسبب ذلك أن (عطاء بن السائب) فيه لين لاختلاطه في كبر عمره إذ قد اختلط حينما رحل للبصرة بسبب سوء الحفظ لضعف الذاكرة .. فكان من سمع منه قبل الإختلاط فالحديث صحيح .. والذي سمع منه بعد الإختلاط فالحديث ضعيف .. وهنا تكمن المشكلة .. ليه ؟

 

#- لأن الذي روى هذا الحديث عن (عطاء بن السائب) وهو (حماد بن سلمة) قد سمع منه قبل الإختلاط وبعد الإختلاط .. ولا يمكن بل ويستحيل تحديد متى سمع (حماد) هذا الحديث من (عطاء) ..!!

- فمن صحح الحديث .. فهو صححه لظنه أن حماد بن سلمه سمع من عطاء قبل الإختلاط ..

- ومَن أضعف الحديث أو توقف ولم يحكم عليه .. فهو لشكه في احتمال أن يكون قد سمع من عطاء بعد الإختلاط .. !!

 

- ثالثا: وعن رأيي الخاص .. فلا أميل لتصحيح هذه الرواية .. وأظن أن حماد ابن سلمة سمع هذه الرواية من (عطاء بن السائب) بعد الإختلاط .. لأن سوء الحفظ ظاهر جدا على ختام الرواية على وجه الخصوص .. والله أعلم .

 

2- الرواية الثانية: في (حديث ضعيف جدا ومتن فيه نكارة) .. جاءت الرواية بسند آخر بنفس القصة ولكن بقصة غريبة في أولها .. عن سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (شَمَمْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَائِحَةً طَيْبَةً .. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ ؟ قَالَ: هَذَا رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَتِهَا وَزَوْجِهَا ..

- قَالَ (أي جبريل): وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ .. فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ، فَيُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَضِرَ زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً، فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ الْإِسْلَامَ، وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تَعَلِّمَهُ أَحَدًا، وَكَانَ لَا يَقْرُبُ النِّسَاءَ فَطَلَّقَهَا، ثُمَّ زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً أُخْرَى، فَعَلَّمَهَا الْإِسْلَامَ .. وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تَعَلِّمَهُ أَحَدًا، فَكَتَمَتْ عَلَيْهِ إِحْدَاهُمَا، وَأَفْشَتْ عَلَيْهِ الْأُخْرَى ... فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَحْتَطِبَانِ فَرَأَيَاهُ.. فَسُئِلَا (أي عن الخضر) ..، فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا، وَأَفْشَى الْآخَرُ .. فَقَالَ: رَأَيْتُ الْخَضِرَ فَقِيلَ: وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، فَسُئِلَ فَكَتَمَ .. وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذَبَ قُتِلَ، فَقُتِلَ .. فَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْكَاتِمُ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمِشْطُ مِنْ يَدِهَا .. فَقَالَتْ: تَعِسَ فِرْعَوْنُ، فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، فَرَاوَدَهَمَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِينِهِمَا فَلَمْ يَرْجِعَا، فَقَالَ: أَنَا قَاتِلُكُمَا، فَقَالَا: إِحْسَانًا مِنْكَ إِلَيْنَا إِنَّ قَتَلْتَنَا أَنْ تَجْعَلْنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ .. فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا وَجَدْتُ رِيحًا أَطْيَبَ مِنْهَا وَقَدْ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ) رواه الطبراني في مسند الشاميين واللفظ له ورواه ابن ماجه والخرائطي في اعتلال القلوب والفسوي في المعرفة والتاريخ .. قال الأرنؤوط في تخريج سنن ابن ماجه: إسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير..، وذكره الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): بالإضافة لضعف (سعيد بن بشير) فإن رواية (سعيد بن بشير) عن قتادة .. متهم فيها برواية المناكير عن قتادة .. وهذا بلا أدنى شك من مناكيره .. فقد قال الساجي: حدث عن قتادة بمناكير ..، وقال ابن حبان: كان ردىء الحفظ ، فاحش الخطأ ، يروى عن قتادة ما لا يتابع عليه . (راجع تهذيب التهذيب ج4 ص10)..، بالإضافة إلى أن (قتادة) قد دلس في الرواية لأنه لم يسمع من مجاهد .. إذ قال أبو بكر بن أبي خيثمة قال لي يحيى بن معين: قتادة لم يسمع من أبي الأسود الديلي، ولكن من ابنه أبي حرب. وقال أيضا سمعت يحيى بن معين يقول: لم يسمع قتادة من سليمان بن يسار. وقال أيضا عن يحيى: لم يدرك قتادة سنان بن سلمة، وقال أيضا عن يحيى: قتادة لم يسمع من مجاهد شيئا (راجع تهذيب الكمال ج23 ص498) ..، وقال يحيى بن معين فيما رواه عنه إبراهيم بن الجنيد: لم يسمع من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد، ولا من سليمان بن يسار شيئا (راجع تحفة التحصيل في المراسيل ج1 ص417)..، وقال أحمد بن حنبل: قتادة لم يسمع من سليمان بن يسار ولا من مجاهد، بينه وبينهما أبو الخليل. (تحفة التحصيل في المراسيل ج1 ص417)..، وقال أبو يوسف الفسوي: ولم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ولا من الشعبي ولا من النخعي ولا من مجاهد شيئا، ولم يسمع من أبي قلابة شيئا، إنما أرسل عنهم. (راجع المعرفة التاريخ ج2 ص128).

 

@- أما عن نكارة المتن وتضاربه فنجد ذلك في الآتي:

أ- وأول الرواية يقول: أن النبي شم رائحة طيبة وأخبره جبريل أنها رائحة (الماشطة وابنتها وزوجها) وهذا معناه أنهم استشهدوا .. وفي ختام الرواية ظهر أن المقتولين فقط هما (الرجل والمرأة) ..!! فكيف ذلك ؟!!

ب- بالإضافة إلى أن هذه الرواية ذكرت زوجا لماشطة فرعون وأن لها بنتا .. ولكن الرواية الأولى لم تذكر زوجا لماشطة فرعون وذكرت أن لها ثلاثة أبناء منهم رضيع ..!!

3- الرواية الثالثة: وهي رواية مكتوبة على الإنترنت وجاء فيها:

- (لا وجود للفظ "واد") .. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: (مررت ليلة أسري بي بوادٍ فإذا فيه ريح طيبة .. فقلت: ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ...) ثم يقال رواها البزار والطبراني في الكبير والأوسط ..!!.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية بهذا اللفظ (أسرى بي بواد) وجدتها على الإنترنت .. في حين لم أجد لفظ (واد) في الرواية عند البزار والطبراني في الكبير والأوسط ولا عند أحمد ولا ابن حبان ولا الحاكم ولا أبي يعلى ولا ابن ماجه ولا الفسوي ولا الخرائطي ولا البيهقي .. وكلهم روا هذه القصة بدون هذا اللفظ (بواد) ..!!

 

- وكأن هذا اللفظ تم حشوه في الرواية .. للدلالة على أن القصة حدثت في الإسراء الأرضي وقبل الوصول لبيت المقدس .. ولم تحدث في المعراج .. ولكن هذا الحشو غالبا هو وهما من كتبه .. والله أعلم.

 

==========================

#- ملاحظات على المشاهد التي ذكرتها في هذا الفصل:

#- أولا: نلاحظ أن الروايات لم تذكر إلا مشهد واحد فقط لجزاء المحسنين وهم الذين يجاهدون بأموالهم في سبيل الله ..!!

- في حين ذكرت الرواية عشرة مشاهد لعقوبات العصاة والمذنبين .. وكأنه لا يوجد إحسان للمحسنين إلا للمجاهدين بأموالهم .. !!

- وهذا شيء يستحق الملاحظة بالرغم من ضعف الرواية .. ولكن هذا يظهر لنا أن من جمع هذه الرواية اجتمعت همته على ذكر الجانب الترهيبي فقط .. بل ولم يذكر جزاء من كفر بالله ..!! وهذا شيء غريب جدا ..

- وبالرغم من كثرة المشاهد التي قيلت في عقاب المذنبين .. فأين رحمة الله بالمحسنين وهم الأولى بذلك خاصة في زمن النبي آنذاك بسبب ما كان المؤمنين يلاقون من أذى الكفار فيصبرون .. إلا أننا لم نجد مثلا مشهد يظهر جزاء الصبر والإيمان ؟!! لا في عالم البرزخ الأرضي ولا السماوي ..!!

 

- فهل يعقل أن لا يكون النبي رأى ذلك إن كان رأى مشاهد برزخية ليلة الإسراء ؟!!  

 

- هذه فقط ملاحظة أحببت ذكرها .. ولنفس هذه الملاحظة يظهر أن هذه أحد منكرات هذه الرواية التي قيلت عن أبي العالية عن أبي هريرة ..  

 

#- ثانيا: بعض هذه المشاهد ستأتي معنا في رحلة المعراج وأيضا بسند غير صحيح .. ولكن فيها زيادات كثيرة .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى النار في رحلة المعراج .. وبالتالي سيكون خيال الرواه أوسع بكثير خاصة فيما يتعلق بالنساء على وجه الخصوص .. وكأنه لم يكن يعذب في النار إلا النساء فقط ..!! (لا تتعجب – لأن ما ستقرأه سيكون غريب وعجيب فعلا) ..!!

 

- الغرض من كلامي السابق .. أن بعض الروايات قد ذكرت العقوبات التي رآها النبي في الإسراء الأرضي .. وبعض الروايات ذكرت العقوبات التي رآها النبي في المعراج السماوي .. والغريب أن من كل هذه العقوبات لم يصح إلا مشهدين فقط ..!!

 

#- ثالثا: لم يصح من رؤية العقوبات إلا مشهدين حسب اجتهادي فيما وجدت .. وهما (الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم – وخطباء الفتنة) .. وقد تم ذكرهم في الروايات الضعيفة السابقة .. ولكن جاء ذكرهم في روايات صحيحة .. وسيتم ذكر ذلك في رحلة المعراج إن شاء الله ..

  

- والعجيب والغريب .. أن هذين المشهدين .. هما ما يحدثون في عصرنا بصورة لا يتصورها العقل من خلال برامج الميديا المرئية .. حيث يعيش بعض الناس على أعراض الناس وفضائحهم ونقلها والخوض فيها .. أما عن خطباء الفتنة فحدِّث ولا حرج وما أكثرهم في كل مجال خاصة المجال الديني والروحاني والسياسي) ..!!

 

#- وبهذا يكون ختام الكلام على المشاهد التي وجدتها حدثت في رحلة الإسراء الأرضي وقبل الوصول لبيت المقدس والتي بلغت تسعة وعشرون مشهدا .. هذا بخلاف ما ذكرناه من مشاهد غير صحيحة من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق وعددها كان ستة مشاهد فيكون مجموع المشاهد كلها الغير صحيحة التي ذكرناها حتى الآن عددها خمسة وثلاثون مشهدا .. ونكمل إن شاء الله ما حدث من مشاهد غير صحيحة قيلت في وصول النبي لبيت المقدس وما حدث هناك .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .