ج39: قصة الإسراء والمعراج - ملخص رحلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس - إشكالية رؤية موسى وعيسى وإبراهيم يصلون - وإشكالية صلاة النبي بالأنبياء.

               بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل التاسع والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل التاسع والثلاثون :: عن مسألة ختامية عن مقابلة الأنبياء والصلاة بهم  ومخلص رحلة الإسراء من مكة وحتى بيت المقدس وقبل بداية المعراج ::

1- س99: كيف نفهم حديث أبي هريرة الذي جاء فيه (فحانت الصلاة فأممتهم) طالما لم يقابل النبي الأنبياء وقت وصوله بيت المقدس ولم يصل بهم ؟

- إشكالية رؤية موسى وعيسى وإبراهيم يصلون.

- إشكالية صلاة النبي بالأنبياء.

- مع (تحقيق لرواية صحيح مسلم التي أتى بها قوله ((فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ))

 

2- س100: ما هو ملخص رحلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس وقبل المعراج ؟

#- رؤيتي الخاصة (خالد صاحب الرسالة) لرحلة الإسراء كيف كانت ..

******************

:: الفصل التاسع والثلاثون ::

*******************

..:: س99: كيف نفهم حديث أبي هريرة الذي جاء فيه (فحانت الصلاة فأممتهم) طالما لم يقابل النبي الأنبياء وقت وصوله بيت المقدس ولم يصل بهم ؟ ::..

مع (تحقيق لرواية صحيح مسلم التي أتى بها قوله ((فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ))

 

- قد يخطر ببالك سؤال مهم بعد قرائتك الفصل السابق للأحاديث الضعيفة فتقول: إذا كان لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقابل الأنبياء وقت وصوله بيت المقدس ولم يصل بهم في المسجد الأقصا عند وصوله بيت المقدس وقبل المعراج للسماء .. فكيف نفهم الحديث التالي:

 

- إذ جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبتْهَا (أي لم أكن منتبها لها وقت زيارتي) .. فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ (أي أصابني كرب أي ضيق لعجزي عن تذكر ما طلبوه مني)". قَالَ: فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيءِ إِلَّا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ ..

- وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ منَ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِذَا مُوسَى قَائمٌ يُصَلى .. فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رجَالِ شَنُوءَةَ .. وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوَةُ ابْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ .. وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِى نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ .. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ .. قَالَ قَاَئِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ .. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ) صحيح مسلم.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: بخصوص سؤالنا وهو: كيف نفهم حديث أبي هريرة الذي جاء فيه (فحانت الصلاة فأممتهم) طالما لم يقابل النبي الأنبياء وقت وصوله بيت المقدس ولم يصل بهم ؟

 

#- بداية انتبه أخي الحبيب: إلى هذه الرواية لم تذكر أن النبي قد قابل الأنبياء في بيت المقدس .. وأيضا الرواية لم تحدد مكان مقابلتهم .. إذ أنه هناك فرق بين أن صلاة النبي بالأنبياء .. وبين مقابلتهم في مكان معين.. وإليك بيان ذلك باختصار:

 

1- رواية صحيح مسلم السابق ذكرها لها عدة احتمالات خاصة بمكان مقابلة الأنبياء .. وهي تحتمل الآتي:

أ- محتمل: أن يكون النبي قابلهم في بيت المقدس عند المسجد الأقصى.

 

ب- ومحتمل: أن يكون النبي قابلهم في السماء وبالتالي يكون صلى بهم في البيت المعمور أو في مكان آخر في السماء.

 

ج- ومحتمل: أن يكون النبي قابلهم بعد رجوعه من المعراج وصلى بهم في بيت المقدس عند المسجد الأقصى وقبل ركوب البراق والرجوع به لمكة .

 

د- ومحتمل: أن يقال بأن هذه المقابلة تمت في وقت آخر بإسراء آخر بعد وقت المعراج .. وبالتالي يكون الجزء الأول من الرواية يتعلق برحلة الإسراء فعلا ..  ولكن الجزء الثاني من رواية مسلم .. وهو من أول قوله (وقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ منَ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِذَا مُوسَى قَائمٌ يُصَلى) ....... إلى قوله (هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ .. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ) ..، هذا الجزء يتعلق بإسراء آخر في وقت آخر بعد المعراج .. ولكن أحد الرواة اختلط عليه الأمر .. فجمع رواية مجادلة قريش مع النبي برواية مقابلة الأنبياء والصلاة بهم في رواية واحدة ظنا منه أن كلاهما حدث واحد وليس حدثين منفصلين .. والله أعلم.

 

هـ- وعن رأي خاص بي أظنه وهو محتمل أيضا .. أن النبي رأى موسى وإبراهيم وعيسى عليهم السلام وهم يصلون في قبورهم كما رأى موسى يصلي في قبره .. لأنه لا توجد رواية صحيحة تقول بأنه قابلهم في بيت المقدس .. وإنما كل الروايات الصحيحة المختصرة تقول أنه رآهم بأوصافهم وحالهم الصلاة .. وهذا كما رأى موسى وهو يصلي في قبره. ولأن الثابت في الصحيح أنه لما دخل المسجد الأقصى فهو صلى فيه ركعتين منفردا لوحده حسب رواية صحيح مسلم عن أنس بن مالك .. والله أعلم .

 

@- إذن: رواية صحيح مسلم عن أبي هريرة التي فيها جزئية (فحانت الصلاة فأممتهم) .. ليس فيها دلالة قاطعة على أن النبي قابل الأنبياء في بيت المقدس وصلى بهم كما تظن .. سواء قبل معراجه أو بعد معراجه .. وإنما هذا مجرد احتمال.

 

2- أما عن كيفية فهم حديث مسلم الذي جاء فيه رؤية الأنبياء يصلون وصلى بهم النبي .. فإليك بيان ذلك "حسب ظني":

- محتمل عندي أحد أمرين:

- الأول: رؤيتهم يصلون في قبورهم كما رأى موسى يصلى في قبره .. وحينئذ تكون جملة (فحانت الصلاة فأممتهم) هي زيادة شاذة في الرواية.. وسيأتي تحقيق ذلك بعد قليل.

 

- الثاني: أو رؤيتهم في السماء وأنه تعرف عليهم في السماء وكان كل نبي في مقامه السماوي يصلي منفردا .. ولما كان ينتهي من صلاته فكان النبي يسأل من هذا يا جبريل .. فكان جبريل يعرفه به .. ثم صلى النبي بالأنبياء في السماء في البيت المعمور الذي تصلي فيه الملائكة.. أو في مكان آخر.

 

#- ملحوظة هامة: تم مناقشة مسألة صلاة النبي بالأنبياء في فصول مختلفة بصورة مختلفة .. وذلك في الفصل الثالث والعشرون .. وفي الفصل الثلاثون .. فارجع لهذين الفصلين لو أردت .. خاصة عند السؤال: (س86: هل صلاة النبي ليلة الإسراء بالأنبياء كانت قبل المعراج أم بعد نزوله من المعراج أم في السماء ؟).

 

=======================

 

#- ثانيا: بحث في رواية مسلم التي جاء فيها قوله (مُوسَى قَائمٌ يُصَلى) وكذلك عيسى وإبراهيم .. حتى قال: (فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ).

-@- أضيف إليك أخي الحبيب بحث صغير .. كنت عملته عن رواية مسلم السابق ذكرها التي أتى فيها جزئية (فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ) ..، ولكن هذا لا علاقة له بسؤالنا هنا وهو رقم (س99) .. إذ قد أجبت عليه بالإحتمالات السابق ذكرها ..

 

- ولكن ما أتكلم عنه هنا هو بحث صغير عن رواية مسلم الخاصة برؤية النبي لبعض الأنبياء يصلون ثم صلى بهم إماما .. لأن في نفسي شيئا من هذه الرواية وهذا يظهره التحقيق التالي.

 

#- أولا: ما هي إشكالية رواية مسلم التي جاء فيها قوله (مُوسَى قَائمٌ يُصَلى) وكذلك عيسى وإبراهيم .. حتى قال: (فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ).

- حسب ما بحثت .. فهي الرواية الوحيدة التي وجدتها صحيحة .. وقد ذكرت رؤية النبي للأنبياء يصلون حينما رآهم .. ثم صلى بالأنبياء وكان إمامهم.

 

- ولا يوجد رواية غيرها في صحيح الأحاديث قالت بذلك .. وكل ما أتى في هذه الجزئية الخاصة بمقابلة الأنبياء والصلاة بهم في بيت المقدس لا تخلو من علة تضعفها.

#- رواية صحيح مسلم السابق ذكرها .. أجد فيها عن نفسي فيها إشكالية الصلاة بالأنبياء .. لو قيل أن الصلاة كانت ببيت المقدس قبل العروج ..

- والمشكلة تظهر .. لما تكون الرواية بنفس السند في مكان آخر ولكن دون جزئية الصلاة بالأنبياء ..!!

- ثم تتسع الإشكالية .. حينما نعلم أن السند الأعلى في الرواية عن أبي هريرة وهو سعيد بن المسيب .. ذكر الرواية ولم يذكر جزئية صلاة النبي بالأنبياء ..!!

- ثم تتسع الإشكالية بصورة أكبر .. حينما نعلم أن الصحابي وهو أبي هريرة راوي هذا الحديث .. لم يروى عنه في عموم أحاديثه لنفس الجزئية أي تنويه لمسألة صلاة النبي بالأنبياء في باقي الروايات ..!!

- ثم يتسع الأمر أكثر حينما نعلم أن البخاري لم يذكر جزئية الصلاة في روايته عن أبي هريرة .. 

 

@- فكان في نفسي شيئا من هذه الرواية .. خاصة وأنها كانت سبب إشكالية عند العلماء .. في الآتي:

 

أ- كانت سبب في خلاف بين العلماء .. لأنه طرا سؤال بسبب تلك الرواية وهو: هل صلى النبي بالأنبياء في بيت المقدس أم لم يصلي ..؟!!

- لأن في قصة الإسراء والمعراج الكاملة عند الإمام مسلم .. وهي المذكورة عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك لم يذكر فيها إلا أنه صلى ركعتين فقط ثم عرج للسماء مع جبريل .. ولم يذكر أي رؤية للأنبياء ولا صلاة مع الأنبياء ..!!

 

ب- وإشكالية أخرى هي .. أنه لو قيل أنه صلى بالأنبياء في الأرض .. فهذا لا يمكن إلا أن يكون في إسراء منفرد دون المعراج .. لأنه لا يعقل أن يكون صلى بهم في الأرض وتعرف عليهم .. ثم صعد للسماء وسأل عنهم وقال لجبريل من هؤلاء يا جبريل ؟!!

 

ج- وإشكالية أخيرة .. وهي قوله (فحانت الصلاة فأممتهم) .. أي صلاة هذه التي أتى وقتها .. وقد صلاها بالأنبياء ولم تكن للصلاة وقت معين حتى رحلة المعراج ؟!!

 

@- ونتيجة لما سبق .. أذكر عملت تحقيق صغير كتبته في عجالة تحقيقا لرواية صحيح مسلم التي نتكلم عنها التي قالت بصلاة النبي بالأنبياء .. والله ولي التوفيق.

 

#- ثانيا: بحث صغير في تحقيق رواية مسلم التي جاء فيها قوله (مُوسَى قَائمٌ يُصَلى) وكذلك عيسى وإبراهيم .. حتى قال: (فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ).

1- الرواية الأولى: بسند (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ..

- إذ جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِى فِى الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِى عَنْ مَسْرَاىَ، فَسَأَلَتْنِى عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبتْهَا (أي لم أكن منتبها لها وقت زيارتي) .. فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ (أي أصابني كرب أي ضيق لعجزي عن تذكر ما طلبوه مني)". قَالَ: فَرَفَعَهُ اللهُ لِى أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. مَا يَسْأَلُونِى عَنْ شَىءِ إِلَّا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ ..

- وَقَدْ رَأَيْتُنِى فِى جَمَاعَةٍ منَ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِذَا مُوسَى قَائمٌ يُصَلى .. فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رجَالِ شَنُوءَةَ .. وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوَةُ ابْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِىُّ .. وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِى نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ .. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ .. قَالَ قَاَئِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ .. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِى بِالسَّلَامِ) صحيح مسلم ورواه النسائي في السنن الكبرى.

 

2- الرواية الثانية: بنفس السند السابق (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ )..

- وجاء في (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَاي، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ آتِهَا، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَمَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَتَيْتُهُمْ بِهِ) رواه النسائي في السنن الكبرى .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث صحيح.

 

- انتبه هنا: إلى أن هذه الرواية بالرغم من أنها بنفس السند الذي جاء في صحيح مسلم .. إلا أن رواية النسائي لم يتم فيها ذكر أي تفاصيل تتعلق بصلاة النبي بالأنبياء ولا حتى مقابلتهم ..!! في حين في رواية مسلم السابقة ذكر تفاصيل أخرى ..!!

 

3- الرواية الثالثة: وجاءت بسند (عمر بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة) ..

وجاء في (حديث حسن للمتابعة في الحديث السابق) .. عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَضَعْتُ قَدَمَيَّ حَيْثُ تُوضَعُ أَقْدَامُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. فَعُرِضَ عَلَيَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. قَالَ: فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعُرِضَ عَلَيَّ مُوسَى، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ: فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ شَبَهًا بِصَاحِبِكُمْ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث إذا توبع، وقد تابعه عبد الله بن الفضل الهاشمي عند مسلم وغيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا التحسين من محققي المسند باعتبار أن لهذه الرواية متابعة لحديث قريب من هذا اللفظ في صحيح مسلم والمقصود بها الرواية السابقة التي قد ذكرها عند صحيح مسلم ..

 

#- ثالثا: والآن دعني أشرح لك المسألة وما أريد توضيحه لك وحاول تنتبه جيدا:

1- رواية الإمام مسلم .. التي أتت من طريق (عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ..

- هي من الروايات التي تسببت في حدوث إشكالية عند العلماء .. والتي بسببها حدث خلاف كما أفهم مما وجدته من كلام العلماء وسبق وتحقيقه في فصول سابقه .. وهذا الخلاف يظهر في جزئيتين .. بيانهما كالتالي:

أ- حدث خلاف .. فقيل هل صلى النبي بالأنبياء في بيت المقدس أم لم يصلي ..!!

 

ب- بل وترتب على هذه الرواية .. أن من قال بأنه صلى بالأنبياء .. فقد جعل هذا خاص باسراء منفرد دون المعراج .. لأنه كيف يصلى بهم في الأرض وعرفهم .. ثم صعد للسماء وسأل عن أسمائهم وقال لجبريل من هؤلاء يا جبريل ؟!! 

 

2- وإذا قمنا بتحليل الحديث السابق الذي رواه الإمام مسلم والإمام أحمد ..

- كلاهما تم روايته عن (أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ..

أ- في الرواية الأولى وهي رواية (مسلم) .. من طريق (أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) .. ذُكر فيها جزئية صلاة موسى وعيسى وإبراهيم ثم صلاة النبي بالأنبياء .. وإمامته لهم أي لهؤلاء الأنبياء الثلاثة ..

 

ب- في حين أن رواية الإمام أحمد .. من طريق (أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) .. لم يتم فيها ذكر أي شيء عن صلاة موسى أو عيسى أو إبراهيم أو صلاة النبي بالأنبياء ..!!

 

ج- وبالتالي سنجد اختلاف كبير في المتن بين الروايتين .. إذ يوجد جزئية قد اختفت تماما .. وهي جزئية الصلاة في رواية الإمام أحمد .. سواء أنه رأى كل نبي يصلي لوحده أو أنه صلى بهم جميعا .. فكلتا الجزئيتين لم يظهرا في رواية الإمام أحمد ..!!

 

د- وقبل أن يعترض البعض ويقول: أن رواية الإمام أحمد التي هي من طريق (عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ) عن أبيه وهو (أبي سلمة) عن أبي هريرة .. فيها شيء من الضعف لأن (عمر) بعض العلماء قال فيه ضعف .. فسأقول لك: كذلك بعض العلماء وثقه أيضا ..

 

3- بل وهناك ما يؤيد رواية (عمر بن أبي سلمه) السابقة .. من رواية الصحابي أبي هريرة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس .. وإليك بيان ذلك:

أ- ودعني أفاجئك بما هو أعلى سندا في الرواية عن أبي هريرة .. وهي رواية سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة .. وأن أبا هريرة لم يذكر مسألة صلاة الأنبياء في بيت المقدس ..!!

#- إذ جاء في (حديث صحيح) رواه البخاري ومسلم .. عَنِ ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي .. رَأَيْتُ مُوسَى وإذَا هو رَجُلٌ ضَرْبٌ (أي نحيف الجسم) .. رَجِلٌ (أي شعره ليس مجعد أو مسترسل بل وسط) .. كَأنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ (أي شبيهة لرجال قبيلة من اليمن يغلب عليها الطول وسمرة البشرة) .. وَرَأَيْتُ عِيسَى .. فَإِذَا هو رَجُلٌ رَبْعَةٌ (أي متوسط الطول) .. أَحْمَرُ (أي يغلب على بشرته البياض) ..، كَأنَّما خَرَجَ مِن دِيمَاسٍ (أي الحمام ويقصد به نضارة الوجه وجماله) ..، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِهِ (أي أن النبي يشبه جده إبراهيم عليه السلام) .. ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ: في أَحَدِهِما لَبَنٌ، وفي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقالَ: اشْرَبْ أَيَّهُما شِئْتَ، فأخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فقِيلَ: أَخَذْتَ الفِطْرَةَ، أَما إنَّكَ لو أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ) صحيح البخاري وصحيح مسلم ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح..

 

#- في رواية أخرى بنفس السند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة .. أتت بلفظ: (حِينَ أُسْرِيَ بِي .. لَقِيتُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا رَجُلٌ - حَسِبْتُهُ قَالَ - مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ .. قَالَ: وَلَقِيتُ عِيسَى - فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ - يَعْنِي حَمَّامًا - ..قَالَ: وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ .. قَالَ: " فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُهُ، فَقَالَ: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ - أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ - أَمَّا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ) صحيح مسلم ورواه أحمد بلفظ قريب.

 

- قوله (أتيت بإناءين): دليل على مقابلة الانبياء في بيت المقدس أو في السماء لان مشهد الضيافة لم يحدث الا قبل المعراج او في المعراج .. وليس بعد المعراج كما ظن ابن كثير وغيره .!!

 

@- ولو انتبهت الآن أخي الحبيب بعد قراءة رواية سعيد ابن المسيب:

- ستجد أمرين:

- الأول: ستجد فيها أن النبي يوصف معرفتة بالأنبياء من خلال لفظين .. وهما لفظ (رَأيت) عند البخاري .. ولفظ (لقِيت) عند مسلم .. وسواء هذا أو ذاك فلم يحدد لنا أين تم هذا اللقاء أو هذه الرؤية .

 

- الثاني: لم يتم ذكر فيها أي شيء عن صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس .. فلم يراهم يصلون .. ولم يصلي بهم .. وهذا يتفق مع رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة ..

 

#- يعني الخلاصة فيما سبق .. أن أبا هريرة .. لم يذكر مسألة صلاة النبي بالأنبياء في المسجد الأقصا .. ولم يثبت أن النبي رآهم يصلون حين دخوله المسجد الأقصى ..

 

ب- ما جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ -، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دَحْيَةُ» .. "وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ رُمْحٍ": «دَحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ») صحيح مسلم.

 

ج- وكذلك ما جاء عن ابن عباس في (حديث صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ .. وَأُرِيَ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللهُ إِيَّاهُ) صحيح مسلم.

 

- وهذا العرض والمرور على الأنبياء ما كان إلا في المعراج السماوي وليس في الأرض .. بل وصاحب ذلك رؤية مالك خازن النار وهذا يتفق أكثر أنه كان في السماء ..

- علما بأن بعض العلماء قال باحتمال أن تكون الأحاديث السابقة الخاصة بالعرض والمرور كانت مناما ولا علاقة لها بالإسراء والمعراج الجسدي .. وممن أشار لذلك:

 

#- قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله (المتوفى: 974هـ) في حديث "عرض علىّ الأنبياء، فإذا موسى عليه السّلام ضرب من الرّجال كأنّه من رجال شنوءة ...":

- ثم (عرض علىّ الأنبياء): أي في النوم، أو في ليلة المعراج، لأنه رآهم ليلته، واجتمع بهم حقيقة. (أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل ص74).

 

#- ولعل ما يؤيد مسألة المنام .. هو قول النبي بأنه رأى جبريل في صورة الصحابي "دحية بن خليفة" .. كما قالت الرواية: (وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دَحْيَةُ) صحيح مسلم...

 

د- وأخيرا في (حديث صحيح – ولكن في آخره اضطراب) .. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ .. قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا .. فَارْتَدُّوا كُفَّارًا .. فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ ..

- قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ .. هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا تَزَقَّمُوا.

- وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ .. لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ ..، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ..

- فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ؟ فَقَالَ: " أَقْمَرُ هِجَانًا - قَالَ حَسَنٌ (أحد رواة الحديث): قَالَ: رَأَيْتُهُ فَيْلَمَانِيًّا (أي عظيم الجثة) أَقْمَرَ هِجَانًا (أي شديد البياض)- إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ (أي ممسوحة ولكن موجودة بمكانها) .. كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ .. كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ ..

- وَرَأَيْتُ عِيسَى شَابًّا أَبْيَضَ .. جَعْدَ الرَّأْسِ، حَدِيدَ الْبَصَرِ، مُبَطَّنَ الْخَلْقِ (ضامر البطن) ..

- وَرَأَيْتُ مُوسَى أَسْحَمَ آدَمَ (أي أسمر اللون)، كَثِيرَ الشَّعْرِ - قَالَ حَسَنٌ (أحد رواة الحديث): الشَّعَرَةِ - شَدِيدَ الْخَلْقِ.

- وَنَظَرْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَلَا أَنْظُرُ إِلَى إِرْبٍ (أي عضوا) مِنْ آرَابِهِ (أي من أعضاء جسمه) ، إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنِّي، كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلِّمْ عَلَى "أبيك"، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) رواه رواه أبو يعلى في مسنده والطبري في تهذيب الآثار وأحمد والحارث في مسندهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرواية السابقة:

- سقط من متن رواية مسند أحمد وتهذيب الآثار للطبري .. كلمة (لا) .. عند قوله: (نَحْنُ "لا" نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ) ولذلك وضعت كلمة (لا) من رواية الإمام النسائي وأبو يعلى والحارث .. إذ جاء في الرواية - عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ نَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا، فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ) رواه النسائي في الكبرى واللفظ له ورواه أبو يعلى والحارث في مسندهما .

 

- وسقط من رواية أبي يعلى لفظ (موسى) .. إذ أتت الرواية بهذا اللفظ (وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَإِبْرَاهِيمَ).. ولكن (موسى وعيسى وإبراهيم) كانوا مثبتين عند الطبري وأحمد والحارث .

 

- وعند أحمد والحارث في مسندهما .. جاء في آخر الرواية (فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلِّمْ عَلَى "مالك"، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) .. ولكن في رواية الطبري وأبو يعلى جاءت هكذا: (فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلِّمْ عَلَى "أبيك".. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) .. وهذا الجزء فيه اضطراب ظاهر .. ولا يصح ترجيح لفظ على آخر وننسبه للنبي .. ولكن الأصح والأفضل أن يقال بنكارة هذا الجزء الأخير من الرواية لاضطرابه .. أي جزئية (وقال جبريل سلم على فلان) .. والله أعلم .

 

- وسبب الدلالة برواية بن عباس .. هو أن نقول بأن الرواية لا يظهر منها في أي مكان قابل الأنبياء .. ولم يظهر منها أنه صلى بالأنبياء.

 

#- رابعا: ونتيجة ما سبق بيانه إليك وجهة نظري:

1- هذا يجعلني بكل طمأنينة .. أن أحكم على رواية الإمام مسلم التي أتى فيها جزئية قوله (مُوسَى قَائمٌ يُصَلى) وكذلك عيسى وإبراهيم .. حتى قال: (فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ) ...، بأن جزئية الصلاة بالأنبياء لو كان المقصد منها الصلاة بهم في الأرض .. فهذه زيادة شاذة .. ليه ؟

أ- لمخالفتها لما جاء في الصحيح عن الأكثر ثقة وحجة وهو سعيد بن المسيب .. إذ أن رواية (سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة) أثبت من رواية (أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة) .

 

ب- بل ورواية (أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة) .. تخالف رواية ثابت البناني عن أنس ابن مالك عند الإمام مسلم .. والتي أتى فيها أن النبي صلى ركعتين بالمسجد الأقصى ولم يأت ذكر لمقابلته لأحد هناك ولا لصلاته بأحد .. !!

 

ج- بل وتخالف ما جاء رواية ثابت البناني عن أنس بن مالك .. والتي أتى فيها أن النبي صلى ركعتين بالمسجد ثم صعد به جبريل للسماء .. دون أن تذكر الرواية مقبلة أنبياء والصلاة بهم إماما ..

 

#- أخي الحبيب:

- كل ما سبق مناقشته في هذا السؤال .. عند اجتهاد خاص بي .. وما أبريء نفسي من الخطأ والنسيان والسهو .. فلعلي نسيت أمورا أو لم أنتبه لأمور أو أخطأت في أمور .. وفوق كل ذي علم عليم .. والله ولي التوفيق.

 

 

#- وخلاصة القول:

@- أن رواية الإمام مسلم التي جاء فيها أن النبي قد صلى بالأنبياء ليلة الإسراء .. لم تظهر أين كانت مقابلته للأنبياء ..، وأن هذه الرواية محتملة لعدة آراء وفيها إشكالية .. ولا يمكن قبولها بسهولة .. إلا لو افترضنا افتراضات ظنية كالتي ذكرتها في بداية إجابة لاسؤال هنا رقم (99) ..

 

#- ملحوظة هامة: تم مناقشة مسألة صلاة النبي بالأنبياء في فصول مختلفة بصورة مختلفة .. وذلك في الفصل الثالث والعشرون .. وفي الفصل الثلاثون .. فارجع لهذين الفصلين لو أردت .. خاصة عند السؤال: (س86: هل صلاة النبي ليلة الإسراء بالأنبياء كانت قبل المعراج أم بعد نزوله من المعراج أم في السماء ؟).

- والله أعلم.

 *************************

 ..:: س100: ما هو ملخص رحلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس وقبل المعراج ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بعد كل ما تكلمنا عنه خلال مائة سؤال .. كيف أرى (خالد صاحب الرسالة) رحلة الإسراء حتى الوصول لبيت المقدس ؟

 

#- أولا: الذي أحسبه وأظنه وقد بلغنا بخبر صحيح .. هو ما جاء في بعض الروايات التي سبق ذكرها في أول الرسالة .. وأذكر لك حديثين فقط منهما للتذكره ..

#- (حديث صحيح) ..  عن قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ، - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ – مُضْطَجِعًا .. إِذْ أَتَانِي آتٍ .. فَقَدَّ (أي فشقَّ)..، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ - فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ (التابعي الذي يروي عن أنس): وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ - فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وَفَوْقَ الحِمَارِ - أَبْيَضَ، - فَقَالَ لَهُ الجَارُودُ (التابعي الذي يروي عن أنس): هُوَ البُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ (وهي كُنية أنس بن مالك) ؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ - يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ .. فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ .. فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ....) صحيح البخاري.

 

#- (حديث صحيح) .. عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ " قَالَ: " فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ".

- قَالَ: " فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ".

- قَالَ: " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ .. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفَطْرَةَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ..

إلى آخر الرواية التي جمعت معها حديث المعراج كاملا) صحيح مسلم.

 

- واكتفي بهذين الحديثين .. وللمزيد من الروايات فارجع للفصل العاشر تحت عنوان (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟) .

 

#- ثانيا: ملخص ما سبق في الرسالة وصح من قصة الإسراء:

أ- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الخروج لساحة المسجد الحرام عند الكعبة أو الحطيم .. ثم طلب منه أن ينام على ظهره .. فأحدث له شق الصدر وقام بتزكية باطنه الشريف بمزيد من النور ليكون نورا على نور .. وذلك بماء زمزم الممزوج بنور قبضة رئيس الملائكة جبريل عليه السلام .. بما يؤهله ذلك لرحلة الإسراء والمعراج التي ستحدث معه صلى الله عليه وسلم.

 

ب- ثم ركبا البراق وانطلقا به في رحلة لم تستغرق إلا وقت قليل .. وفي أثناء السير بالبراق كوشف النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أحوال المعذبين في قبورهم "ولم يصح من مشاهد المعذبين التي وصلت إلينا إلا مشهدين فقط" .. وكان مما رآه النبي جماعة من الناس يخمشون أي يخدشون وجوههم وصدورهم وهم الذين يأكلون لحوم الناس بالغيبة ويقعون في أعراض الناس ..، وكذلك رؤية رجال تقطع شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار وهم الدعاة الذين يأمرون الناس بما لا يفعلون .. (سيأتي التعريف بمشاهد المعذبين عند السؤال 108-109-110).

#- ملحوظة: رؤية مشاهد المعذبين إنما هي رؤية مثالية .. فمحتمل يكون مجرد رؤية مشاهد كمثال لكيفية عذاب بعض المذنبين في الآخرة ليوضح النبي لأمته ما هو حال من يفعل هذا الذنب وذاك الذنب ..، أو هو رأى ما يعرض على بعض المذنبين في قبورهم مما سيتعرضون له يوم القيامة كما يعرض على آل فرعون مقعدهم من النار في قبورهم .. "وقد يكون جزء من عقاب هؤلاء المذنبين فعلا يحدث لهم في قبورهم" ..، والله أعلم.

 

ج- ثم انطلق في طريقه لبيت المقدس ووجد موسى يصلي في قبره .. ثم أكمل البراق رحلته.

 

د- حتى وصلا لبيت المقدس .. ونزل النبي من على البراق وأظهر جبريل الحلقة التي يتم فيها ربط دواب الأنبياء وكشف للنبي عنها .. ثم تفضل النبي وربط البراق بتلك الحلقة .. وكان ذلك خارج المسجد الأقصى.

 

هـ- ثم دخل النبي وجبريل للمسجد الأقصى من أحد أبوابه التي كانت موجودة آنذاك .. وصلى النبي بالداخل ركعتين بجوار ما يسمى بمحراب داود .. ثم لما انتهى من صلاته قدم إليه جبريل ضيافة من الشراب فشرب اللبن .. ثم أخذ جبريل النبي من يده وضمه وصعد به للسماء .. وبدأت قصة المعراج ..

- والله أعلم .

 

#- ثالثا: ملاحظات على ما سبق:

1- لم أذكر أنه قد يكون شاهد موسى يصلي في قبره في وقت الذهاب لبيت المقدس .. لأنه محتمل انه يكون حدث ذلك وقت رجوعه من المعراج ..

- إذ أن الروايات الصحيحة الجامعة للإسراء والمعراج .. لم تقل أنه رأي شيئا في وقت ذهابه لبيت المقدس ولا حتى في رجوعه من المعراج .. والله أعلم .

 

2- وأظن أيضا رؤية الدجال أيضا كانت وقت عودته من المعراج .. أثناء رجوعه لمكة .. وإن كان يغلب على ظني أكثر أن رؤية الدجال لم تكن ليلة الإسراء .. وإن كان ظهر ذلك من بعض الروايات .. ولكن هذه الروايات تحتاج لتحقيق متنها .. بالرغم من كون بعضها في البخاري ومسلم .. إلا أن من قال بمعلومة رؤية الدجال ليلة الإسراء هو ما جاء عن ابن عباس فقط .. ولذلك سأجعل لهذا تفصيل سأذكره إن شاء الله في فصل منفرد تحت عنوان (هل النبي رأى الدجال ليلة الإسراء ؟) .. وسيكون في الأسئلة الختامية لهذه الرسالة وله بحث خاص بإذن الله .. (ستجده في الفصل المائة والأربعون الأسئلة رقم 337 - 338).

 

3- وأظن أن ضيافة اللبن إنما كانت في السماء والأرض .. ومحتمل أن تكون في السماء فقط .. والله أعلم .. راجع الفصل الثالث والثلاثون تحت عنوان: (س90: هل شرب النبي ضيافة اللبن من جبريل في ليلة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصا أم بعد السماء السابعة أم بعد النزول من السماء ؟).

 

4- الذي يتبين لي من أن البخاري لم يذكر في صحيحه أي تفاصيل خاصة بالإسراء من أول ركوب البراق إلى بيت المقدس .. لأنه لم يثبت عنده أي تفاصيل قيلت بطريق صحيح .. ولذلك اكتفى بالإشارة فقط في بعض الروايات أن بداية الإسراء حدث قصة شق الصدر وركوب البراق ثم انتقل مباشرة للمعراج .. لأنه لم يكن يوجد تفاصيل تستحق أن يتم ذكرها إذ لم تثبت له بطريق صحيح .. بل وبعض الروايات الأخرى عن مواصفات الأنبياء الذين رآهم النبي فقد اكتفى بذكرها في أحاديث خاصة كما بلغته.

 

- وهذا يظهر مدى دقة البخاري في اختيار الأحاديث وقوة المشايخ الذين روى عنهم .. فلم يكن رحمه الله مجرد شخص يكتب أحاديث .. وإنما فقيه وله بصيرة تميز بها عن غيره في تمييز المقبول والغير مقبول .. والله أعلم . 

 

#- وبهذا يكون ختام الجزء الأول من رسالة الإسراء والمعراج .. والذي استغرق تقريبا ثلاثة أشهر .. وقد تكلمنا في هذا الجزء عن كل ما يتعلق بالإسراء من بداية نزول جبريل عليه السلام إلى النبي وطلبه للخروج عند الكعبة .. ثم ركوب البراق ثم الوصول لبيت المقدس .. وذكرنا كل ما أثير من شبهات ومسائل حول هذه الرحلة من بدايتها وحتى الوصول لبيت المقدس ..

- وتبقى لنا إن شاء الله الجزء الثاني من الرسالة وهو الكلام على المعراج من بيت المقدس إلى السماوات .. وما يحمله من مسائل وشبهات .

- ثم الجزء الثالث من الرسالة وهو العودة من السماوات إلى مكة ومواجهة كفار قريش .. وما يحمله من مسائل وشبهات ..

 

- ونبدأ بإذن الله من الفصل القادم .. رحلة المعراج بما يفتح الله به من فضله .. ويوفقني إليه .. والله ولي التوفيق ..

 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .