بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 12 يونيو 2024

Textual description of firstImageUrl

ج41: قصة الإسراء والمعراج - الدليل من الحديث النبوي الصحيح على رحلة المعراج – الكلام على رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر في صحيح البخاري.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الحادي والأربعون)
الدليل من الحديث النبوي الصحيح على رحلة المعراج – الكلام على رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر

#- فهرس:

:: الفصل الحادي والأربعون :: عن رحلة المعراج – والدليل من الحديث النبوي الصحيح على رحلة المعراج – الكلام على رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر ::

1- س102: هل يوجد من الحديث النبوي الصحيح ما يشير لرحلة المعراج ؟

2- س103: ما هو حديث المعراج الذي في صحيح البخاري ومسلم واعترض على صحته كثير من أكابر العلماء ؟

3- س104: هل يمكن القول أن رواية شريك بن عبد الله قد تكلمت عن رؤيا منام أولا قبل حكاية رحلة المعراج يقظة بدلالة قوله (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ) ؟

******************

:: الفصل الحادي والأربعون ::

*******************

..:: س102: هل يوجد من الحديث النبوي الصحيح ما يشير لرحلة المعراج ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك من الأحاديث الصحيحة ما أشار لقصة الإسراء والمعراج .. وقد سبق وذكرنا ما كان يخص قصة الإسراء من الأحاديث النبوية الصحيحة .. والأن أذكر لك ما يخص قصة المعراج وأتى ذكره في الأحاديث النبوية الصحيحة .. ولكن الأحاديث الضعيفة سأذكرها في فصل منفرد .

 

1- الرواية الأولى:

#- (حديث صحيح) .. جاء في الحديث عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِىُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ " قَالَ: " فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ". قَالَ: " فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ". قَالَ: " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ .. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفَطْرَةَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ..

- فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ .. فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: جِبْرِيل . قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ . قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ.

- فَفُتِحَ لَنَا .. فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ بِى وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ .. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا .. فَإِذَا أَنَا بِابْنَىِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِى إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَةِ .. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مِنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيل. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بيُوسُفُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِى شَطْرَ الحُسْنِ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْه؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّاَ}.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْه؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لنَا، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْه؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ السَابِعَةِ .. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إِلَيْهِ .. ثُمَّ ذَهَبَ بِى إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى .. وإِذَا وَرَقُهَا كَآذانِ الفِيلَةِ .. وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلالِ ...

- قَالَ "أي النبي": " فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِى" .. تَغَيَّرَتْ .. فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا .. فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى .. فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاةٌ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ..

- فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاةً. قَالَ: ارْجِعْ إِلَى ربِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّى قَدْ بَلَوْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ ".

- قَالَ "أي النبي": " فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّى .. فَقُلْتُ: يَارَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِى .. فَحَطَّ عِنِّى خَمْسًا .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّى خَمْسًا.

- قَالَ "أي موسى": إِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِك فَارْجِعْ إِلَى رَبِّك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ ".

- قالَ "أي النبي": فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعْ بَيْنَ رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَات كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلْهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً "

- قَالَ: فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ.

- فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّى حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ) صحيح مسلم.


#- هنا ملاحظتان على رواية أنس ابن مالك:

أ- الملحوظة الأولى: هذه الرواية يظهر منها أن البيت المعمور في السماء السابعة ثم سدرة المنتهى ثم حوار فرض الصلوات ..

 

ب- الملحوظة الثانية: وهذه الرواية السابقة أتت بنفس السند واللفظ مع صحة السند .. ولكن بإضافة بسيطة وهي جزئية (فدنا فتدلى - فأوحى إلى عبده ما أوحى ...) .. وهذا في الرواية التالية: 

 

- عن حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ بما جاء في الرواية: (.. فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ..، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، فَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، قَالَ: فَدَنَا فَتَدَلَّى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. بسند صحيح.


- وجزئية (فدنا فتدلى – ...) ليست موجودة عند صحيح مسلم.


#- قلت (خالد صاحب الرسالة) – انتبه جيدا أخي الحبيب:

- في بعض طبعات صحيح مسلم .. لفظ (عُرٍج) بضم العين وكسر الراء .. وهذا أظنه خطأ .. والصحيح هو (عَرَجَ) بفتح العين والراء .. كما كتبه البزار وابن أبي شيبه في مصنفه ..، لأن جبريل هو الذي كان يصعد بالنبي في كل سماء كما يظهر في بقية الرواية فأتت الرواية بلفظ (عَرَج) بفتح العين والراء .. وقد أتى اللفظ سبعة مرات في الرواية .. ولذلك ضبطها الإمام النووي في مختصره لصحيح مسلم ..، وكذلك في شرحه على صحيح مسلم فقال: قوله "عَرَج" بفتح العين والراء أي صعد. (شرح النووي على صحيح مسلم ج2 ص212)..، وكذلك وجدتها مكتوبة في كتاب (المفهم لأبي العباس القرطبي في شرحه على صحيح مسلم ج1 ص388) ..، وكذلك مكتوبة في كتاب (إكمال المعلم للقاضي عياض في شرح صحيح مسلم ج1 ص494)..، وما وجدته من شرح لحديث مسلم على لفظ (عَرَجَ) إنما هو بفتح العين والراء .. وعلى هذا العلماء الذين قاموا بشرح صحيح مسلم .. والله أعلم .

 

2- الرواية الثانية:

#- (حديث صحيح) .. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ ... (ثم ذكر قصة شق صدر النبي وركوب البراق) ثم قال:

- فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلاَمَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ .. فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الخَالَةِ، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالاَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ .. فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ .. فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ .. فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ .. فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ .. فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّ غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ..

- ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ المُنْتَهَى .. فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ .. وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ .. قَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ المُنْتَهَى .. وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ .. وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالفُرَاتُ.

- ثُمَّ رُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ: هِيَ الفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ..

- ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ ..

- فَرَجَعْتُ .. فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ .. وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ .. فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ .. فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ .. فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ .. فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ .. فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ .. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ .. وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ .. فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ ..

- قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ .. وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ ..

- قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) صحيح البخاري.


#- ملحوظة هامة: يوجد رواية للبخاري (عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة) برقم 3207 .. وقد ذكر (همام بن يحيى) عند السماء السابعة بأن ترتيب الرؤية كان للبيت المعمور ثم سدرة المنتهى والأنهار الأربعة بخلاف الحديث السابق .. أي أن (همام بن يحيى) ذكر الحديث السابق عن قتادة ولكن بترتيب مختلف من بعد السماء السابعة .. فمرة بأن رؤية البيت المعمور كانت أولا كما في الرواية رقم 3207 .. ومرة أن رؤية البيت المعمور كانت آخرا في الرواية رقم 3887 ..

 

#- وفي رواية أخرى عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك عن مالك ابن صعصعة .. وجاء فيها أن سدرة المنتهى كانت رؤيتها أولا ثم البيت المعمور ولكن أتت فيها زياة وهي ضيافة النبي بأنائين بدلا من ثلاثة .. وهذا ما جاء في آخرها: (....ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.

- وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ.

- ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ .. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ.

- ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ .. أَحَدُهُمَا خَمْرٌ، وَالْآخَرُ لَبَنٌ .. فَعُرِضَا عَلَيَّ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ: أَصَبْتَ أَصَابَ اللهُ بِكَ أُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ .. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلَاةً .... إلى آخر الحديث) صحيح مسلم.

 

#- ولكن في رواية أخرى بنفس الأسانيد السابقة عن مالك ابن أبي صعصعة ولكن بترتيب مخالف للجزء الأخير من عند السماء السابعة ..

أ- في (حديث صحيح) .. عن سَعِيدٌ، وَهِشَامٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .. وجاء في الروايةعن النبي أنه قال: (فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنَ ابْنٍ وَنَبِيٍّ.

- فَرُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ.

- وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلاَلُ هَجَرَ وَوَرَقُهَا، كَأَنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالفُرَاتُ.

- ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً ..... إلى آخر الحديث) صحيح البخاري.

 

- في رواية البخاري السابقة لم يذكر ضيافة جبريل للنبي بالشرب من إنائين.

 

ب- وفي (حديث صحيح) .. عن سَعِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ ابن مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ .. ومما جاء في الحديث: (ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، وَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ .. قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

- وَرُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ.

- ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ وَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَحَدَّثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ.

- قَالَ: وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ: أَحَدُهُمَا خَمْرٌ، وَالْآخَرُ لَبَنٌ، فَعُرِضَا عَلَيَّ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ أَصَابَ اللهُ بِكَ أُمَّتَكَ عَلَى الْفِطْرَةِ.

- وَفُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ أَوْ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ .... إلى آخر الحديث) رواه البيهقي في دلائل النبوة ورواه ابن منده في التوحيد والإيمان ورواه أحمد في مسنده بالروايتين مرة بتقديم البيت المعمور ومرة بتأخيره برقم 17835 – 17836 .

 

#- ملحوظة على رواية مالك بن صعصعة:

أ- رواية مالك بن صعصعة السابق قد تم ذكرها عند مرة عند البخاري ومسلم .. يظهر منها أن البيت المعمور فوق السماء السابعة وبعد سدرة المنتهى ورؤية الأنهار الأربعة ..، في حين أن الرواية عن مالك ابن صعصة عند البخاري أيضا وعند البيهقي في الدلائل وابن منده في التوحيد وأحمد وغيرهم .. قد أتت بترتيب مختلف  .. والتي يظهر منها أن البيت المعمور عند نهاية السماء السابعة وقبل سدرة المنتهى ورؤية الأنهار الأربعة ..

 

ب- وجاء في رواية مسلم زيادة في مقابلة موسى عليه السلام وليست في رواية البخاري وهي: (فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، فَنُودِيَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رَبِّ، هَذَا غُلَامٌ بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي "، قَالَ: «ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ») صحيح مسلم.


2- الرواية الثالثة:

- (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ.

- ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.

- فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ: لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ .. فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا .. فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ .. عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ (أي أشخاص) .. وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ .. إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ .. وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى .. فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ .. قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ .. وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ (أي أرواح) بَنِيهِ .. فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ .. وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ .. فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ .. وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ..

- حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ .. فَقَالَ لِخَازِنِهَا (أي للملك الموكل بحراستها): افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ: فَفَتَحَ ..

- قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .. وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ (أي لم يبين مكان كل نبي في كل سماء) .. غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ..

- قَالَ أَنَسٌ - فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدْرِيسَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ .. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

 

- قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ، كَانَا يَقُولاَنِ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ (أي صوت ما تكتبه الملائكة من قدر الله)).

 

- قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ .. فَوَضَعَ شَطْرَهَا (أي نصفها) .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، قُلْتُ: وَضَعَ شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ .. فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا .. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ.

- فَرَاجَعْتُهُ (أي رجعت إلى الله) فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ .. لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ.

- فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ.

- فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي ..

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي، حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ) صحيح البخاري.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- هذه الرواية متعددة ومتداخلة الأسانيد وليست حديث واحد كما قد تتصور .. وقول الرواية أنه رأى موسى قبل عيسى .. فليس المقصد هو ترتيب الرؤية وإنما إثبات رؤية الأنبياء عموما دون الترتيب لهذه الرؤية بدلالة أنه قبلها قال لم يتبين منازلهم فلا يعرف منزلة مكان كل نبي لأن أبا ذر لا يتذكرها .. والله أعلم .

 

ب- وكذلك جزئية سماع صريف الأقلام .. هذا حديث منفرد .. ومن المفترض رؤية هذا الحدث بعد السماء السابعة وسدرة المنتهى ..

 

ج- ثم جزئية فرض الصلوات ثم دخول الجنة .. هذا حديث آخر وقد رواه البخاري معلقا أي بدون إسناد والحديث المعلق ضعيف .. وهو الجزء المشار إليه بلفظ (قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً ...) .. والله أعلم .

 

- وهذه الجزئية الخاصة بفرض الصلوات ثم دخول الجنة .. قال فيها بعض العلماء أن (ثم) ليست للترتيب .. وإنما هي بمعنى الحكاية ان هذا من جملة ما حدث في تلك الليلة ..

#- قال الإمام ابن الملقن عمر بن علي رحمه الله (المتوفى: 804هـ):

- وقوله: (ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ) فيه: ما قد يدل عَلَى أن السدرة ليست في الجنة. وقال ابن دحية: "ثم" في هذا الحديث في مواضع ليست للترتيب كما في قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) البلد: 17..، إنما هي مثل الواو للجمع والاشتراك، فهي بذلك خارجة عن أصلها. (التوضيح شرح الجامع الصحيح ج5 ص256).


 4- الرواية الرابعة ..

#- (حديث حسن) .. عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ .. فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ (أي لم ننزل عن ظهر البراق) أَنَا وَجِبْرِيلُ .. حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ .. فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ .. وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده حسن .

  

#- خلاصة القول:

1- أن الأحاديث الصحيحة أتى فيها ذكر المعراج للسماء .. ليس فيها مشكلة .. وبعضها قد اختلف في ترتيب رؤية الأنبياء لأنها في الحقيقة ليست عن ترتيب أحداث .. ولكن الصحيح مما سبق والمتفق عليه تقريبا عند العلماء هو ما جاء في رواية مالك ابن صعصعة ورواية أنس بن مالك الذي يرويها عنه ثابت البناني .. أي الرواية الأولى والثانية في ترتيب الروايات السابق ذكرها .. والرواية الجامعة للإسراء الأرضي والمعراج السماوي هي رواية ثابت البناني عن أنس بن مالك .. وهي الرواية الأولى التي ذكرتها في الروايات السابقة .

 

- وهناك مشاهد ومرائي حدثت في المعراج وأتت في أحاديث صحيحة .. ولكن هذه أذكرها في سؤال خاص بالمرائي الصحيحة التي رآها النبي ليلة المعراج .

 

***********************

 ..:: س103: ما هو حديث المعراج الذي في صحيح البخاري ومسلم واعترض على صحته كثير من أكابر العلماء ؟ ::..

 

- هناك حديث أتى في صحيح البخاري وأشار إليه الإمام مسلم في صحيحه .. ولكنه محل اعتراض من كثير من أكابر علماء المسلمين لمخالفته ما جاء في أحاديث أخرى تعتبر أقوى سندا منه .. وهذا الحديث يسميه العلماء بحديث (شريك بن عبد الله بن أبي نمر) .. وإليك بيانها:

 

#- (حديث صحيح سندا – وفيه أجزاء شاذة من متنه محل اعتراض ونكارة عند بعض العلماء) .. عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ .. أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ ..

- فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ ..

- حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى .. فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ .. وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ .. وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .. فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ .. فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ .. فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ .. ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أَطْبَقَهُ (أي أعاد صدره كما كان).

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، لاَ يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ.

- فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ: مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا النِّيلُ وَالفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ..

- ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ .. فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟، قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ..

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ .. فَقَالَتِ المَلاَئِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الأُولَى مَنْ هَذَا، قَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا.

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ .. وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الأُولَى وَالثَّانِيَةُ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ .. فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ .. فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .. فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.

- كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ، فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرَ فِي الخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ ..

- وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ .. وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلاَمِ اللَّهِ .. فَقَالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ .. ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ.

- حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى .. وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ العِزَّةِ .. فَتَدَلَّى .. حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى .. فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ: خَمْسِينَ صَلاَةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.

- ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى .. فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ.

- فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ .. فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ: أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلاَ بِهِ إِلَى الجَبَّارِ .. فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ هَذَا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ .. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى .. فَاحْتَبَسَهُ .. فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ..

- ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الخَمْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ .. فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ .. فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا ..

- فَقَالَ الجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ .. كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الكِتَابِ .. قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ ..

- فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا .. قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا ..

- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُوسَى .. قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ .. قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ) صحيح البخاري.

 

#- وجاء في رواية أخرى بلفظ زيدت فيه جزئية لم يذكرها البخاري .. وهي جزئية دخول بيت المقدس ..

- عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: (سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ الْمَسْرَى بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .. (إلى أن قال في منتصف الرواية) .. ثُمَّ رَكِبَ الْبُرَاقَ .. فَسَارَ حَتَّى أَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَصَلَّى فِيهِ بِالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ إِمَامًا .. ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. إلى آخر المعراج) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث صحيح سندا وفيه نكارة وشذوذ في بعض أجزاء من الرواية .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: هذه الرواية مجروحة عند كثير من العلماء ..

- لأن فيها أجزاء شاذة .. لمخالفتها الثقات ممن رووا عن أنس ابن مالك هذه الرواية من تلامذته ومنهم ثابت البناني وهو أوثق من شريك بن عبد الله ..

 

#- ذكر الإمام بن حجر رحمه الله (المتوفى: 795 هـ) رأي بعض العلماء في حديث شريك بن عبد الله:

- أنكره الخطابي وابن حزم وعبد الحق والقاضي عياض والنووي .. وعبارة النووي: وقع في رواية شريك - يعني: هذه - أوهام أنكرها العلماء أحدها: قوله: قبل أن يوحى إليه وهو غلط لم يوافق عليه. وأجمع العلماء أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء فكيف يكون قبل الوحي؟! . (راجع فتح الباري ج13 ص480).

 

#- ثانيا: أحببت أن أذكر هذه الرواية في سؤال خاص لتنتبه إلى أنها محل إنكار لكثير من علماء المسلمين ..

- وليس لأنها في البخاري فهي مقبولة .. لا .. لأن الحديث لا يقبل فقط من خلال صحة السند ..، وإنما أيضا شرط صحة الحديث هو خلو المتن من شذوذ أو علة فيه تمنع قبوله .. وبصحة السند والمتن معا يصح الحديث .. وبضعف أحدهما (السند أو المتن) فلا يصح الحديث ..

 

- وقد اعترض كثير من العلماء على رواية البخاري التي رواها شريك .. وردوها .. وهذا فيه دليل قاطع بالرد على الكذابين الذين يقولون بأن صحيح البخاري كلام مقدس عند العلماء .. لا .. بل من قال ذلك بذلك التقديس هو الكذاب .. إذ لم يقل عالم بأن صحيح البخاري هو كلام مقدس .. وأبسط دليل رد العلماء لرواية شريك بن عبد الله .

 

#- ثالثا: الحديث ليس لأن البخاري قد رواه في صحيحه .. فهذا يعني أنه حق .. لا ..

- وإنما يعني أنه اجتهد في إثبات رواية قد بلغته فبلغها ولم يكتمها .. أما كونها فيها صواب أو خطأ فهذا محل تحقيق العلماء .

 

 

#- رابعا: من المخالفات التي في رواية شريك عن باقي الروايات:

1- مخالفة أمكنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات .. وأن موسى في السماء السابعة .

2- جاء ذكر أن هذه الرحلة حدثت قبل أن يوحى إلى النبي أي قبل البعثة ثم بعد البعثة أيضا .. والبعض قال أن المقصد من لفظ (الوحي) هو الإلهام أي لم يتم إلهام النبي بأن هذه الرحلة ستحدث له.

3- قول شريك في الرواية تلميحا صريحا أن المعراج كان مناما كما يظهر من قوله (فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ) ..

4- مخالفته في وجود نهري النيل والفرات وذكر أنهما موجدين في السماء الأولى .. في حين أن المشهور أنهما فوق السماء السابعة عند سدرة المنتهى.

5- ذكر نهر الكوثر في السماء الدنيا والمشهور في الحديث أنه في الجنة .

 

#- ما سبق بعض الأمور التي خالف فيها شريك في روايته للمعراج من هو أوثق منه من الرواة .. ويوجد مخالفات أخرى وإنما اكتفيت بما سبق ..

 

#- أما عن جزئية أن الله هو من (دنا فتدلى) .. فلم ينفرد بها شريك بن عبد الله كما ظن البعض .. بل ذكرها ثابت البناني عن أنس بن مالك ولكن في رواية البيهقي وليس في رواية مسلم .. وسبق وذكرت ذلك في السؤال السابق .. بل وذكر هذه الجزئية عدد من الرواة بخلاف شريك بن عبد الله .. فهو لم ينفرد بها .. وسيأتي الكلام على الدنو والتدلي في فصل منفرد إن شاء الله ونذكر ما قيل في ذلك ..

 

#- خامسا: هذه الرواية هي عن حفظ (شريك بن أبي نمر) .. وليس رواية عن قول (النبي) ..

-  أي (شريك) يذكرها على سبيل الحكاية من ذاكرته مما يتذكره عما كان سمعه من أنس ابن مالك .. وشريك يخطأ في حفظه ..

- وبغض النظر عن أن شريك يخطيء في حفظه .. فالذي يخطيء فهو يخطيء في لفظ أو ينسى شيء أو يتوهم لفظ .. ولكن لا يمكن أن يخطيء في كل الأجزاء التي ذكرها في روايته .. !!

- وأيضا من الغرابة في شريك .. أن يذكر الرواية عن أنس بن مالك بما لم يأت ذكره عند باقي من تلقى سماع قصة الإسراء والمعراج عن أنس بن مالك ..!! فهذا حينئذ من حفظه الخاص مما يتذكره عن أنس ابن مالك .. وليس هو قول أنس بن مالك .. لأن سياق الرواية يستحيل أن يكون من لفظ أنس بن مالك .. لأنه مخالف لما تم روايته عن أنس بن مالك في روايات اخرى ..!!

 

#- سادسا: تعقيب على ما قاله البعض بأن المعراج كان مناما أولا بدلالة رواية شريك بن عبد الله ..

- بعض العلماء حاول أن يقول بأن رواية شريك بن عبد الله .. كانت مناما أولا أي رؤيا .. ثم حدث الإسراء والمعراج بعد ذلك يقظة .. ولكن هذا الكلام لا يمكن قبوله لأنه لو كان حدث فعلا فهذا معناه تكرار فرض الصلاة مرتين .. إذ أن رؤيا الأنبياء حق .. وطالما أخبره الله بفرضية الصلوات سواء بالمنام أو اليقظة فهذا تشريع واجب التنفيذ .. فقد انتهى الموضوع ووجبت الفريضة .. فلا يمكن تكرار المعراج بهذا الوصف لأنه ظهرت فيه فريضه ..  

- ولا مانع من حدوث معارج للنبي مختلفة من خلال اليقظة أو المنام .. ولكن ليس بهذه الكيفية التي رويت في روايات الإسراء والمعراج .. 

 

#- ولكن بالرغم مما سبق .. فلي تعقيب خاص على رواية شريك .. أذكره في السؤال التالي ..

 

*************************

 

..:: س104: هل يمكن القول أن رواية شريك بن عبد الله قد تكلمت عن رؤيا منام أولا قبل حكاية رحلة المعراج يقظة بدلالة قوله (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

 

- لي تعقيب خاص على رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر .. يتمثل في الآتي:

 

- إذ اتصور أن شريك نقل قصتين في رواية أنس بن مالك .. قصة تكلمت عن رؤية حدثت قبل الإسراء رؤية ثلاثة من الملائكة أتوه ولم يحدث شيء .. ثم تحققت رؤية هؤلاء الثلاثة مرة أخرى في ليلة أخرى (لا نعرف الفترة الزمنية بينهما) .. ولكن كانت رؤية هؤلاء الملائكة في ليلة الإسراء باليقظة جسدا وروحا .. وإليك تفصيل ما أريد أن أوضحه لك ..

 

#- فالرواية عند البخاري قالت: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ .. أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ .. فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ.

- حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى .. فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ .. وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .. فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ .. فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ ...) صحيح البخاري.

 

- وأظن أنه حدث فيها خطأ في كتابة رواية شريك عند البخاري .. أو لعله أحد ممن رووا عن شريك ..

 

#- ولعل أصل الرواية هكذا .. وانتبه للجزء المظلل بالأصفر: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ .. أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ .. فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .. فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ ..

- حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى .. فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ .. فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ) ..

 

- وهذا هو ظني الخاص .. في أصل رواية البخاري وأنه حدث خطأ في نسخ هذه الرواية في تقديم كلام وتأخيره ..

 

- ويكون معنى (قبل أن يوحى إليه) فليس بمعنى قبل نزول الوحي عليه .. لا .. وإنما بمعنى لم يخبره الوحي بهذه الزيارة أي أتت له بصورة مفاجئة .. ومحتمل يكون قبل أن يوحى إليه .. ثم أتوه في ليلة أخرى في زمن البعثة وهو وقت الإسراء .. والله أعلم .

 

- ويكون ختام الرواية: (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ) .. أي حينما عاد للحرم المكي .. نام فيه بعد الرحلة .. ثم استيقظ وبدأ يحكي قصة لكفار مكه ..

 

#- ليه قلت ظني السابق باحتمال وجود خطأ في تقديم وتأخير كلام شريك في رواية البخاري ..؟

 

1- لأن أول الرواية .. يحكي عن (ليلة أسري بالنبي) .. فهو يحكي فعلا عن ليلة الإسراء .. وبدأها بأنه حدث منام للنبي أن جاءه ثلاثة عند الكعبة .. ورؤيا الأنبياء حق .. ثم في زمن آخر في ليلة أخرى أتوه وفعلوا به حادثة شق الصدر .. ثم حدث المعراج ..

- وطالما يتكلم عن الإسراء فهو يتكلم عن إسراء جسدي وليس منامي لظاهر الآية الاولى من سورة الإسراء في قوله تعالى (بعبده) لأن العبد لفظ لا يقال إلا على من هو جسد وروح .. فضلا عن أن المنام لا كرامة فيه وتحدث للجميع .

 

2- ولأنه لا يستقيم فهمنا لرواية البخاري لو افترضنا أنها كما هي .. في حين أن أولها يقول أنه يتكلم عن ليلة أسري به .. ثم يخبرنا انها كانت مناما .. فكيف ذلك ؟!! والإسراء كان جسدا باتفاق غالب العلماء وليس نوما ..

 

- فظني حينئذ يذهب إلى أنه حدث خطأ كتابي بالتقديم والتأخير لألفاظ الرواية من بعض النساخ الذين كتبوا صحيح البخاري .. وإلا

 

3- والذي يؤكد ظني فيما سبق .. هما روايتان عن شريك أيضا بنفس رواية البخاري مع بعض المغايرة في بداية متن الرواية ولكن باقي الرواية تقريبا متشابهة:

 

أ- جاء في (حديث بسند صحيح) .. عن الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: (يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ ..

- أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ ..

- فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَّجَ عَنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ نُورٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالُوا: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا وَأَهْلًا .. يَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ .. لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعَلِّمَهُمْ .....، وفي رواية أخرى لأبي عوانه جاء في آخرها (فَاهْبِطْ بِاسْمِ الله)) رواه أبي عوانة في مستخرجه برقم412 .. ورقم 429 - طبعة الجامعة الإسلامية..، (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث صحيح سندا وفيه نكارة وشذوذ في بعض أجزاء من الرواية .

 

#- انتبه: في رواية أبي عوانة .. لم يظهر الجزء الخاص بالمنام من أساسه .. وتم سرد رحلة الإسراء مباشرة .. وهذا معناه أن أحد رواة السند فضل ذكر الرواية مباشرة دون ذكر المنام حتى لا يحدث خلط لمن يقرأها فيظن أنها منام .

 

#- وفي آخر الرواية قال: (فَاهْبِطْ بِاسْمِ الله)) ولم يقل بعدها شيئا .. ولكن في رواية البخاري زاد لفظ: (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ) .. !!

 

ب- وجاء في (حديث بسند صحيح) .. عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: (يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: " أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .. فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: هُوَ هُوَ؟ وَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ .

- حَتَّى جَاءُوا إِلَيْهِ لَيْلَةً أُخْرَى فَلَمْ يَعْلَمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ .. فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أَتَى بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ نُورٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيْمَانًا وَحِكْمَةً ...) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة حديث رقم 1243 .(قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث صحيح سندا وفيه نكارة وشذوذ في بعض أجزاء من الرواية .

 

#- انتبه: في رواية اللالكائي .. قام بفصل جزئية النوم لوحدها .. وحينما تكلم عن الإسراء الفعلي قال (حَتَّى جَاءُوا إِلَيْهِ لَيْلَةً أُخْرَى فَلَمْ يَعْلَمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ) .. أي لم يذكر جزئية النوم في اللقاء الثاني ..

 

#- ومما سبق يتبين لك .. أن ظني بوجود خطأ حدث ممن نسخ رواية صحيح البخاري .. فحدث خلط بالتقديم والتأخير في الرواية .. أو أحد رواية السند أخطأ في تقديم وتأخير ألفاظ الرواية .. ويؤكد ظني هاتين الروايتين اللتين ذكرتهما لك .. بما لا يدع مجالا للشك أو اللبس ..

 

#- أما عن مخالفة شريك في أجزاء من روايته لباقي الروايات الصحيحة .. فهي قد تكون عن سوء حفظ منه مثل ترتيب مكان الأنبياء في السموات أو مكان الأنهار .. ولعل رؤية الأنهار في السماء الأولى باعتبار أول إمداد من السماء للأرض بهذه الأنهار من السماء الأولى .. ولكن أصلهما في السماء السابعة .. أي أن هذه الأنهار تسير من السابعة وحتى السماء الأولى .. ولعل شريك قد وهم في هذه الجزئية أي أخطأ ..

 

- هذا اجتهادي الخاص في المسألة وما يطمئن له قلبي وعقلي .. والله أعلم .

 

#- وننتقل إن شاء الله في الفصل القادم .. لسرد مرائي ومشاهد المعراج التي صحت في الأحاديث النبوية .. وأيضا نذكر إن شاء الله ما اختلفوا على صحته فيه.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 16 تعليقًا:

  1. ربنا يقويك ويعينك ويمدك ويعطيك كل خير

    ردحذف
  2. حينما نجبر أنفسنا على أمور لا نستطيع فعلها ..
    فهذا يصيبنا بعجز وضيق وهم وغم اكتئاب بلا داعي ..!!!
    في حين نحن من فعلنا هذا بانفسنا ..!!
    نخنق أنفسنا بانفسنا ..!!
    أ/ خالد أبو عوف
    """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
    ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده يارب
      أبا الزهراء قد تجاوزت قدري🕊️💙
      بمدحك بيد أن لي إنتسابا🕊️💙

      فما عرف البلاغة ذو بيانٍ🕊️💙
      إذا لم يتخذك لهُ كتابا🕊️💙

      مدحت المالكين فزدت قدراً🕊️💙
      وحين مدحتكَ إجتزت السحابا🕊️💙

      سألت الله في أبناء ديني🕊️💙
      فإن كُنتَ الوسيلة لي أجابا🕊️💙

      فما للمؤمنين سواك حصنٌ🕊️💙
      إذا ما الضر مسهم ونابا.🕊️💙

      🕊️💙اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم 🕊️💙وبارك عَلَى 🕊️💙سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ 🕊️💙النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ 🕊️💙 القُرَشِيِّ الهَاشِمِيِّ 🕊️💙 الْأُبْطَحِيِّ التُّهَاميِّ الْمَكْيِّ 🕊️💙 الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ🕊️💙 الْمَبْعُوثِ رَحمَةٍ لِكُلِّ الأمَمِ🕊️💙 وَعَلَى والديه وآلِهِ وَصَحْبِهِ 🕊️💙 وَسَلِّمْ تسليما🕊️💙 فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ 🕊️💙بِعَدَدِ كُلِّ مَعْلُومٍ لَكَ🕊️💙

      حذف
  3. جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل
    *********
    نواصل ما بدأناه من كلام د.مصطفى الله يرحمه عن الحج (( ما سبق من الكلام في الجزء 39 و 40 من رسالة الاسراء و المعراج ))
    ******

    8-// الحج .. ل د. مصطفى محمود الله يرحمه ( تتمة )

    ** على قبر سيد البشر **
    الطريق نزولاً من عرفة كيوم الحشر.. خمسون ألف عربية تنطلق نازلة من عرفة إلى مزدلفة في لحظة واحدة و تخوض طوفانا من مليون حاج - هذا المد البشري يسمونه "النفرة"- يقطعون الطريق على الأقدام.
    المشاعر الدينية الفياضة تضع الناس في حالة لياقة نفسية تامة..الكل ترفعهم مشاعرهم الدينية إلى أقصى درجة من المسئولية والصبر والتحمل والتراحم والتعاون والمحبة.
    ومن جبل عرفة إلى مزدلفة حيث يصلي الناس العشاء مكان صلاة النبي في المشعر الحرام ثم ينزلون إلى منى لرمي الجمرات ثم يختمون مراسم الحج بطواف الكعبة.
    ولم يكن يشغلني بعد ختام الحج سوى شئ واحد هو زيارة قبر الرسول..ذلك الرجل الأمي الشريف البسيط الصادق الأمين، الذي قال لنا الله أنه يصلي عليه و ينزل عليه الرحمات هو وملائكته " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ " .. و أمر كل مؤمن بالصلاة عليه .." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ".
    و الحق أن صورة النبي لم تبرح خاطري منذ وضعت قدمي في مكة .. كنت أحاول أن أرسم له صورة في خيالي..أن أتخيل ابتسامته وخطوته ونبرة صوته.
    والمسافر على طول الطريق من مكة إلى المدينة يمر على معالم تاريخية شقت لها مكاناً في قلوب الناس وحفرت أسماءها في قصة ظهور الإسلام التي تعددت فصولاً.
    هذه قرية بدر حيث واقعة بدر الشهيرة..نمر عليها بعد خمس ساعات من السفر..و إلى جوارها مقبرة القليب حيث دفنت قريش المهزومة قتلاها. وهنا مكان العريش الذي بناه المسلمون للنبي ليقود منه المعركة.
    هذه بدر العظيمة..وهذه شعابها..وبطاحها ورمالها وترابها.
    وندخل المدينة فنمر بجبل أحد.
    يحكي المؤلف تاريخ بقعة أخرى..هذا التل الصغير هو "جبل الرماة" حيث أوصى النبي الرماة أن يرابطوا لحماية ظهر الجيش المهاجم.
    وهنا كانت رحى الحرب تدور بين سبعمائة من المسلمين وثلاثة آلاف من قريش.
    ونتجاوز جبل أحد لنصعد على اكمة حيث عدة تعاريش كان يصلي فيها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وتعرف الآن بمساجد الصحابة.
    ثم ننزل الوادي إلى حيث مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام ثم نبلغ قلب المدينة حيث قبر الرسول وحيث يسجى الجسد الطاهر في نفس البقعة التي مات فيها في بيته وغرفته.
    وإلى جواره أبو بكر وعمر.
    هذا إذاً محمد ونحن في غرفته ومن هذا الباب كان يأتيه جبريل.
    وفي هذا المحراب كان يصلي.
    وعلى هذه البقعة كان يسجد.
    سلام على محمد. سلام على سيد البشر يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً.
    ======
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم.
    ** يتبع **

    ردحذف
    الردود
    1. الى روح سيدنا محمد الأمي المشرب نهدي سلامنا...
      فاللهم صل وسلم وبارك على أطهر خلقك سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام...

      حذف
  4. اللَّهُمّ صلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صلاةً فِيهَا النُّور لأرواحنا، وَفِيهَا النُّور لأبصارنا، وَفِيهَا النُّور لأسماعنا، وَفِيهَا النُّور وَالْهِدَايَة لأهلنا، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

    ردحذف
  5. سبحان الله... سبحان الله...
    احيانا تأتيني رغبة في التفلسف 🤯
    فأبدأ الكتابة وانا أعلم أني لست ضليعة في هذا المجال يعني ماليش في تنميق الكلام... الي يحظر على ذهني ادلقو على طول...

    فيقع صراع بين عائشتين الأولى تقول كملي ماهو ممكن تطلعي فيلسوفة..!! والثانية تقول الزمي ما عرفتي وتوقفي...
    لكن أفضل الاستمرار رغبة في الاضافة والاستزادة...
    ماذا يحدث حتى اتوقف؟!!
    يتمسح ماكتبت وانا أنظر فقط... دون أن أفعل شيء...
    وينتهي الصراع... وتنتصر عائشة الثانية... وتخنس الأولى ولكنها تظل تتربص أملا في الحصول على فرصة أخرى...
    ووالله قد حدث هذا الأمر معي الآن فقط فأردت نقله لكم...

    فاللهم أعن عائشة الثانية وأقهر نفس عائشة الأولى...
    والله أعلم بنفسي ونفوس كل عباده
    ☆▪☆▪☆▪☆

    وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله

    ردحذف
  6. 9-// الحج .. ل د. مصطفى محمود الله يرحمه ( تتمة )

    ** الهجرة إلى بيت الله **

    قد يسأل سائل : لماذا نتكبد المشاق لنذهب إلى الله في رحلة الحج .. و لماذا هذه الهجرة المضنية .. و الله معنا في كل مكان .. بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد ، و هو القائل:
    ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ البقرة 186.
    بل إن قربه لنا هو منتهى القرب .. فما الداعي إلى سفر و ارتحال لنقف فوق عرفة ندعوه منها .. و هو القريب منا قرب الدم من أجسادنا .

    و السؤال وجيه .

    و الحقيقة أن الله قريب منا بالفعل و أقرب إلينا من الدم في أجسادنا ، و لكننا مشغولون على الدوام بغيره .
    إنه لا يقيم دوننا الحجب و لكننا نحن الذين نقيم هذه الحجب .. نفوسنا بشواغلها و همومها و أهوائها تلفنا في غلالات مكثفة من الرغبات .. و عقولنا تضرب حولنا نطاقاً من الغرور .. و كبرياؤنا يصيبنا بنوع من قصر النظر ، ثم العمى .. فلا نعود نرى أو نحس بشيء سوى نفوسنا .. و هذا هو البعد برغم القرب ..
    و الهجرة على القدمين و تكبد المشقات و النفقات هي وسيلة مادية للخلوص من هذه الشواغل و تفريغ القلب لذكر خالقه ، و لإيقاظ الحواس على حقيقة هذا القرب القريب لله .
    و من هنا كانت كلمة (( عرفة )) .. فبعد رحلة من ألوف الأميال يتيقظ القلب على (( معرفة )) .. فهو (( يتعرف )) على ربه و يكتشف قربه (( و يتعرف )) على نفسه و يكتشف بعدها ..
    و حينما يفد الحاج بجسده إلى البيت يكون عقله قد أشرق على معرفة .. و إذا عرف الإنسان ربه حق المعرفة فإنه سوف يدع الخلاف معه ، سوف يدع الذنوب ظاهرة و باطنة و سوف يكف عن منازعته في أمر قدره و قضائه لأنه اكتشف كامل عدله و حكمته ..
    و سوف يدع الخلاف بينه و بين الخلق فيكف عنهم أذاه و يحتمل أذاهم و يترفق بهم و يشفق عليهم .
    ** يتبع **

    ردحذف
    الردود
    1. 10-// الحج .. ل د. مصطفى محمود الله يرحمه ( تتمة )

      و سوف يدع الخلاف بينه و بين نفسه و يصل إلى حالة من الوحدة فيقول ما يبطن ، و يفعل ما يقول فيصبح ظاهره باطنه و قوله فعله .
      و هذا هو الانسجام مع النفس و الكون و الله ..
      و انعقاد الصلة بين الروح و خالقها .
      و بلوغ السكينة التي لا تزلزلها الجبال .
      و السعادة الروحية بالقرب .
      يصف لنا معروف الكرخي رجلاً بلغ هذه الحال فيقول :
      (( رأيت رجلا بالبادية يمشي بلا زاد .. فقلت له .. إلى أين تريد .. قال لا أدري .. قلت هل رأيت رجلاً يريد مكانا لا يدريه .. قال أنا هو .. قلت فأين تنوي .. قال مكة .. قلت تنوي مكة و لا تدري أين تذهب .. قال نعم و ذاك لأني كم مرة أردت أن أذهب إلى مكة فيردني إلى طرسوس – مدينة سورية - ، و كم مرة أردت طرسوس فيردني إلى مكة .. قلت من أين المعاش .. قال من حيث يريد .. يجوعني مرة و الطعام حاضر و يشبعني مرة و الطعام غائب )).
      و حال صاحبنا هو حال من انعقدت صلته بالله ..
      فهو لا يعرف لنفسه إرادة إلا ما يريد به خالقه و لا يتزود إلا بالتقوى و ليفعل به الله ما يشاء ..
      فهو قد علم أنه لا عبرة بالطعام .. فقد يوجد الطعام بوفرة و يوجد معه المرض الذي يصد عنه .. و قد يوجد الكفاف و يوجد الشبع .. و قد يوجد الصوم و معه الاكتفاء المشبع بصحبة الخالق و الائتناس به .
      و لا يُفهَم من هذا تواكل .. لأن الرجل يصف ما بينه و بين الله و ليس ما بينه و بين الناس .. و لو أنه وجد بين الناس شراً لقومه بالسيف .. فهذا الرجل نفسه هو المقاتل أبو ذر و أمثاله .. و هو نفسه الذي يثور على الظالم ..
      فالامتثال لله شيء غير الامتثال لعباد الله ، بل هو عكسه و نقيضه ، فخادم الله هو أول من يثور على عباد الله دون خوف ..
      و الخائف من الله لا تساوي عنده الدنيا شيئاً فهو أول من يضحي بها و بنفسه تحت ظلال السيوف في سبيل كلمة حق .. لأن الله عنده هو الحق .. و عشق الله هو الموت في سبيله .
      و هذا هو توكل الإسلام و هو غير تواكل الكسالى.

      حذف
    2. 11-// الحج .. ل د. مصطفى محمود الله يرحمه ( تتمة )

      ليس كل من يتمتم :
      (( قل هو الله أحد )) بمسلم موحد .
      و المهم ماذا تقول أعماله ..
      إذا كان يعتقد حقاً أن الله أحد لا سواه ، هو الضار النافع ،
      فلماذا يمد اليد إلى غيره و لماذا يتزلف و لماذا يتملق ،
      و لماذا يكدس المال و العقار و هو يعلم أن الله هو المالك الوحيد للأرض و ما عليها و هو الوارث للكل ؟
      و لماذا يكذب و الله سميع ؟
      و لماذا يسرق و الله بصير ؟
      و لماذا ينافق و الله حسيب ؟
      و لماذا يخون و الله رقيب ؟
      و لماذا يهرب و الله شهيد ؟
      و التوحيد أعمال و ليس تمتمة و حمحمة .
      و الشكر أعمال و ليس (( الحمد لله )) على اللسان ..
      يقول الله لآل داود: (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13.
      لأن المقصود بالشكر الأعمال الدالة على الشكر و ليس التمتمة .. اعملوا آل داود شكراً .. اعملوا ..
      و القرآن سياق متصل مستمر .. لكلمة اعملوا .. يبدأ بكلمة (( اقرأ )) للعلم ..و بعد العلم يكون العمل على مقتضى التوحيد .
      و هذا هو الدين ..
      قل : لا إله إلا الله و استقم على معناها .
      و هذه هي رحلة الهجرة إلى الله .. و الحج و الصلاة و الصيام صورتها البدنية .
      و الحج في معناه خروج .
      خروج من أسمائنا إلى أسماء الله .
      و خروج من اعتدادنا بأنفسنا إلى الاعتداد به ،
      و خروج من العبودية للأسباب ( المال و الولد و الأرض و العقار و المنصب و السلطة و النفوذ و الجاه ) إلى عبودية له وحده باعتباره مسبب الأسباب .
      و خروج من حولنا و قوتنا إلى حوله و قوته .
      و خروج من إرادتنا إلى إرادته ، و من رغبتنا إلى رغبته يقول نبينا محمد عليه الصلاة و السلام :
      (( اللهم أنت عضدي ، وأنت نصيري ، بك أحولُ وبك أصولُ ، وبك أقاتلُ ))
      (( اللهم بك أصبحت و بك أمسيت ))
      - لا يعود يرى الناقة أو القطار أو الطائرة ، و إنما الله هو الذي يحمل المسافر على أسبابه و قوانينه .. تختفي الأسباب ليظهر المسبب ، و يختفي الخلق ليظهر الخالق .
      و هكذا تكون كل خطوة بالقدم ترافقها خطوة بالقلب إلى مزيد من التوحيد .. و يكون مع طي الأبعاد طي داخلي للصفات ، فيقترب العبد بصفاته من صفات ربه ، فيكون الرحيم الكريم الحليم الودود الرءوف الصبور الشكور ما استطاع .. و هو صعود و معراج لا نهاية له .. لأن كمال الله لا نهاية له .
      ** يتبع **

      حذف
    3. 💥 "يجوعني مرة والطعام حاضر
      ويشبعني مرة والطعام غائب"

      💥 عشق الله هو الموت في سبيله...

      💥 ليس كل متمتم " قل هو الله أحد" بمسلم
      موحد... المهم ماذا تقول أعماله...

      💥 أقوال مصطفى محمود نقلها لنا حسن

      حذف
  7. دوام الحال من المحال
    كل يوم هو في شأن ..

    من بسط لقبض ومن قبض لبسط
    من يسر لعسر ومن عسر ليسر
    من جبر لكسر ومن كسر لجبر

    وهكذا تدور الحياة ..
    فقابل سيف القبض بسيف التسليم

    أليس الله بكاف عبده
    ليس لها من دون الله كاشفة

    ردحذف
  8. عصيتك ربي فأمهلتني
    وتسترني رغم أني عنيد
    لأنك ربي غفور ودود
    رحيم بكل الورى والعبيد
    أتيتك يا خالقي باكيا
    ودمع الأسى كل حين يزيد
    فقد قلت لا تقنطوا...
    وان تعف عليا هذا يوم عيد
    سأترك ربي دنب مضى
    وأقبل نحو الرضى والنعيم
    أحبك ربي وهذا رجاي
    بأنك تقبلني يا كريم 🤲🤲🤲


    ردحذف
  9. 12-// الحج .. ل د. مصطفى محمود الله يرحمه ( تتمة )

    و هكذا يقطع المهاجر إلى الله مرحلة بعد مرحلة حتى يصل إلى الميقات ، فيفنى عن نفسه و يموت عن صفاته و يصبح حاله في الظاهر و الباطن حال من يحيا بالله ، و حينئذ يحق عليه الغسل و لبس ثوب الإحرام على العرى فهذا هو ثوب الميت المولود .. و هو ثوب من قطعتين رمزا لستر العورة الظاهرة و ستر العورة الباطنة .. و الحياء هنا على وجهين حياء من الخلق و حياء من الحق .. حياء من سوء الخلق الظاهر الذي تعرفه الناس ، و حياء من العورة الباطنة التي لا يراها إلا الله .. و من هنا كانت الخرقتين الرمزيتين .
    أما النحر و الذبح فهو في حقيقته ذبح للنفس و رغباتها و شهواتها و أهوائها .. و قد افتدى الله النفس بذبح الأضحية .. فتضحي ببعض مالك رمزاً لقتل شهواتك و هوى نفسك .
    أما تقبيل الحجر الأسود فهو تزود من غائب ، فأنت تضع شفتيك حيث وضع النبي شفتيه صلوات الله و سلامه عليه .

    و الذي يسأل لماذا يكون الطواف سبعة أشواط و الرجم سبع حصوات .. نقول له و لماذا لا يكمل نمو الجنين إلا في الشهر السابع ؟ و لماذا يولد ميتاً إذا نزل قبل السابع ؟ و لماذا تكتمل النوتة الموسيقية بالدرجة السابعة فلا تكون النوتة الأعلى بعد ذلك إلا جواباً للنوتة الأولى ؟
    إنه سر في بناء الكون المادي و الروحي إنه سباعي التكوين ، و إن السبعة هي درجة الاستواء و التمام .

    و النفس البشرية بالمثل سبع درجات .. أسفلها النفس الأمارة ، ثم تليها النفس اللوامة ، ثم النفس الملهمة ، ثم النفس المطمئنة ، ثم النفس الراضية ، ثم النفس المرضية ، ثم النفس الكاملة .
    و لهذا يكون الطواف سبعة أشواط ، و الرجم سبع حصيات ، و السعي سبع مرات عن الأنفس السبع .
    و السعي بين الصفا و المروة هو رمز لتاريخ الوجود بين المحو و الإثبات .
    في البداية كان الصفا .
    كان الله و لا شيء معه .. الخواء و المحو المطلق .
    كان الأزل و ما سبق لنا في علم الله قبل أن نوجد و قبل أن يخلق الزمان .
    ثم كانت المروة .. حينما نبع الماء .. و خلق الزمان و تدفق الوجود و قامت الحياة .
    و كان فضل الله في الأبد ، كما سبق فضله من قبل في الأزل .
    و السعي بين الصفا و المروة هو شهود الفضل في الحالين .
    و هو الانتقال من الحقيقة إلى الشريعة للجمع بينهما في القلب .
    من الكلمة التي سبقت في الأزل .
    إلى التكليف القائم في الزمان .
    و السعي رمز لإجابة الأمر و التلبية .
    و الذي فيما يرمي من حصيات على إبليس .. يرمي عيوب نفسه و يرمي الدنيا .. و يرمي الأسباب ..
    و هو حينما يذبح الضحية يذبح نفسه الموافقة للشيطان .
    و حينما يحلق رأسه يحلق الكبرياء عن عقله .
    فهو يعلم أن الكنز الحقيقي الذي يستحق أن يجهد في حصيله هو كنز البراءة .. البراءة من الحول و الطول و القوة و الغرور و الكبرياء .. لا حول و لا قوة إلا بالله .. هي الكنز ..
    لا وجود حق سواه ..
    و الكل هالك ..
    فيلزم التواضع بل الفناء في الحضرة الإلهية .
    ** يتبع **

    ردحذف
    الردود
    1. ماشاء الله عليك أخي حسن
      بارك الله فيك وامدك بالعلم والبحث حتى تكون سبب في تنوير عقولنا وزغزغة قلوبنا لما قد يغيب عنها وتصبح في غفلة
      زادك ثبات عن ثبات اخي وكل عام وانت بألف خير 🌟✨

      حذف
  10. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 🤍

    ما الفرق بين أسم أحمد ومحمد ومحمود ؟ 🤔
    ولماذا ذكر #الرسولﷺ في الانجيل بأحمد وليس محمد؟
    إن الأسماء العربية أسماء لها معاني والإسلام نزل باللغة العربيه.

    وأن سيدنا عيسى عليه السلام عندما أتى على قومه بالرساله قال :
    ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسرَائِيلَ إِنِي رَسُولُ اللَهِ إِلَيكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التّوْرَاةِ وَمُبَشِرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ)
    اﻷسماء أحمد ومحمد ومحمود جميعهم يشتركون في صفة الحمد ولكن :
    أحمد : يعني أنه ليس موجوداً بعد .. وأنما سيأتى فيما بعد .. وكأن سيدنا عيسى يقول : ورسول يأتي من بعدي أحمد مني ...
    سبحان الله.. فلو قال محمد لأصبح هناك خطأ فى القرآن .. فمحمد تقال عندما يكون الشخص موجوداً بالفعل لذلك قيل محمد عندما كان سيدنا محمد موجوداً بالفعل وعندما أتى برسالته.
    وعندما تحدث القرآن عن وفاة رسول الله ﷺ قيل عنه محموداً ...
    الأعجاز القرآني ليس كمثله أعجاز...

    جزاك الله خيراً استاذنا الفاضل 🤍🌹

    ،

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف