ج57: قصة الإسراء والمعراج - الحكمة من سماع النبي لصريف صوت أقلام القدر في ليلة المعراج - ماذا نفهم من وصول النبي لمستوى صريف الأقلام - هل من المستغرب أن يعلم النبي ما هو كائن ليوم القيامة - لماذا سمع النبي صوتا في مستوى صريف الأقلام ولم يرى فيه شيئا.

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والخمسون)

#- فهرس:

:: الفصل السابع والخمسون :: عن رحلة المعراج – مسائل عن مستوى صريف الأقلام الذي وصل إليه النبي ليلة المعراج ::

1- س131: ما الحكمة من سماع النبي لصريف صوت أقلام القدر في ليلة المعراج ؟

#- (إشارات وتذوقات ولطائف).

2- س132: ماذا نفهم من وصول النبي لمستوى صريف الأقلام ؟

3- س133: هل من المستغرب أن يعلم النبي ما هو كان وكائن ليوم القيامة ؟

4- س134: لماذا سمع النبي صوتا في مستوى صريف الأقلام ولم يرى فيه شيئا ؟

******************

:: الفصل السابع والخمسون ::

*******************

..:: س131: ما الحكمة من سماع النبي لصريف أقلام القدر في ليلة المعراج ؟ ::..

(إشارات وتذوقات ولطائف)

 

- الذي وجدت عليه علماء المسلمين ممن ذكروا هذه جزئية حكمة سماعه لصريف الأقلام .. هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سماعه بالله فليس هو سماع صوت فقط .. وإنما سماع إدراك وفهم ومعرفة ..

 

#- ومن كلام العلماء نختصره مما سبق من كلامهم مما ذكرناه في الفصل السابق مع مزيد من كلام بعض العلماء:

 

1- قال الإمام يحيى بن هُبَيْرَة الذهلي (المتوفى: 560هـ) رحمه الله:

- ومعلوم أن سمع الآدمي لا يبلغ صريف القلم إلا عن مكان قد تناهى في القرب.

- وصريفه: صريره وصوت حركته في المخطوط فيه .. ويدل أيضًا على أن الله سبحانه وتعالى أقام محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في مقام الأمانة الذي لا ينطوي فيه عنه سر حتى سمع فيه صريف الأقلام بما كان ويكون إلى يوم القيامة ..

- وهذا مقام لا يبلغه غيره - صلى الله عليه وسلم -. (الإفصاح عن معاني الصحاح ج2 ص157-158).

 

2- قال الإمام القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ):

- و(صريف الأقلام): صريرها .. وأصله: صوت البكرة عند الاستقاء.

- والمعنى: بلغت في الارتقاء إلى رتبة من العلياء اتصلت بمبادئ الكائنات .. واطلعت على تصاريف الأحوال .. وجري المقادير .. فلذلك أخبر -صلوات الله عليه- عن حوادث مستقبلة .. وأشياء مغيبة .. فانكشفت الحال على ما قال. (تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة ج3 ص394).

 

3- قال الإمام فضل الله بن حسن التُّورِبِشْتِي رحمه الله (المتوفى: 661 هـ):

- و (صريف الأقلام): عبارة عن الاطلاع على جريانها بالمقادير ..

- والمعنى: إني أقمت مقاما بلغت فيه من رفعة المحل إلى حيث اطلعت على الكوائن (أي ما هو كائن وسيحدث من غيب الله) .. وظهر لي ما يراد من أمر الله ..، وتدبيره في خلقه .. وهذا والله هو المنتهى الذي لا تقدم لأحد عليه. (الميسر في شرح مصابيح السنة ج4 ص 1276-1275 مختصرا – وما بين الأقواس شرح مني لمقصد الإمام التوربيشتي رحمه الله).

 

4- قال الإمام عبد الله سراج الدين الحسيني رحمه الله (المتوفى:2002 م):

- قوله (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) وليست هي الأحجار والجبال والوديان والجدران .. بل هي الآيات الكبرى التي لا يستطيع أحد أن يراها بقوة بصره أو يسمعها بقوة سمعه ..

- بل إن الله هو السميع البصير .. سمَّعَ سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم .. وأراه من تلك الآيات ما شاء له سبحانه .. فالأمر بقوة من الله ..، ومن هذا ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم : (ثم عُرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام): أي سماع فهم واطلاع ودراية وتلذذ. (محاضرات في الإسراء والمعراج ص57-58).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- مستوى سماع صريف الأقلام .. يرشدنا إلى أن حاسة الرؤية  لم تكن تعمل في ذلك المستوى .. لأن النبي لم يرى شيئا .. وإنما فقط سمع صوت أقلام تكتب مما يوحى إليها بكتابته.

 

- والذي أظنه كما قال بعض العلماء أن سماع النبي لصريف الأقلام القدرية .. إنما هو سماع معرفة وليس مجرد سماع صوت .. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الأصوات ويفهم من هذا الصوت ما يكتبه القدر .. ودليل ذلك أنه كان يسمع بالله ويبصر بالله .. ولذلك قال تعالى في ختام آية الإسراء (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء:1 .. فقد تجلى الحق جل شأنه بأسماءه السميع البصير على النبي ليجعله يسمع ويبصر بما لم يكن يستطيع فعله بحواسه العادية .

 

- بل وبعض العلماء قال: أن السميع البصير هو النبي صلى الله عليه وسلم وهو رأي قوي جدا وقد سبق وذكرت آراء العلماء في ذلك .

 

- وكلا الرأيان هو واحد في النهاية باعتبار أن الله تجلى على عبده فأكسبه من سمعه وبصره ما يستطيع به مشاهدة وسماع ما سيقابله في عوالم الملكوت الأعلى .

 

- إذن: طالما النبي كان يسمع بالله أي اكتسب سمعا بقدرة من الله لم يمنحها الله إلا له صلى الله عليه وسلم .. فكيف نظن أن النبي سمع فقط صوتا دون معرفة بما سمعه ؟!!

 

@- وتوضيح ذلك: أن صوت الأقلام وهي تكتب كان له فهما في عقل النبي صلى الله عليه وسلم كشفرة يتم ترجمتها مباشرة في عقله بالمقصد والمراد من وراء هذا الصوت .. وهذا أمر طبيعي حتى في سماعنا نحن البشر تلتقط الأذن الموجات الصوتية .. ومن ثم تقوم بتحويلها إلى رسائل يستطيع المخ أن يفهمها .. فلولا تركيبة الأذن وإدراك المخ لهذه الإشارات الصوتية ما كنا استطعنا أن نفهم شيئا من أصواتنا وإنما مجرد صوت كصافرة فقط ولا نفهم شيئا.

 

- ولذلك ظني هو أن النبي سمع صريف الأقلام مع فهم هذا الصريف .. كمعلومات أدركها عقله جيدا ووعاها .. لأنه يسمع بالله .. فسماعه سماع معرفة وليس سماع بلبلة ..!!

 

- ولو كان الله أراد فقط له أن يسمع صوت الأقلام وهي تكتب .. لكان أسمعه ذلك وهو في الأرض .. إذ لا حاجة في رفعه إلى السماء .. وهي رحلة كان المقصد منها التكريم وعلو قدره ومقامه .. مش كده ولا إيه يا ساده ؟!!

 

- إذ لا يعقل أن يكون صعد به فوق سبع سموات .. وفوق مراتب الملائكة والأنبياء .. ليسمع صريف احتكاك الأقلام بالأوراق ..!!

 

- فسمع مراد الله المكتوب من قضاءه وقدره من الأحداث الكونية التي تجري في الحياة كما أراد الله .. تكريما له لمعرفة أمورا من غيب الله الذي اختص به نفسه جل شأنه .. وأراد الحق سبحانه أن يميزه بما لم يحظى به نبيا ولا رسول من قبل ..

 

****************************

 

..:: س132: ما الدلالة على وصول النبي لمستوى صريف الأقلام ؟ ::..

 

#- قال العلماء على دلالة وصول النبي لمستوى صريف الأقلام ..

1- قال الإمام أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله (المتوفى: 543هـ) - في كلامه عن الإسم الأعظم:

- ليس لله تعالى اسم ولا صفة إلا وقد اطلع عليه رسوله وأعلمه بهذا .. ألم تعلموا أنه قد أطلع على ملكوت السّموات والأرض، والجنّة والنّار .. وبلغ مَوْضِعًا سمع فيه صريف الأقلام .. وعايَنَ التَّدبير والتقَّدير .. ومقامات الملائكة تحت القهر والتصريف. (المسالك في شرح موطأ مالك ج3 ص498)

 

#- يقصد بقوله (مقامات الملائكة تحت القهر والتصريف) أي عاين مقامات الملائكة وبالرغم من علو مقاماتهم فهم تحت سلطان قهر الله وتصرفه لأنه القيوم جل شانه ولا يفعلون شيئا إلا بأمره .. فهو القاهر فوق عباده وهو العزيز جل شانه.

 

2- قال الإمام القاضي عياض رحمه الله (المتوفى: 544هـ):

 - وفي علوّ منزلة نبيّنا - صلى الله عليه وسلم .. وارتفاعه فوق منازل سائر الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وبلوغه حيث بَلَغَ من ملكوت السموات .. دليلٌ على علُوّ درجته، وإبانة فضله .(إكمال المعلم بفوائد مسلم ج1 ص510).

 

3- قال الإمام بن تيميه رحمه الله (المتوفى:728هـ):

- وقد ظهر فضل نبينا على الملائكة ليلة المعراج .. لما صار بمستوى يُسمع فيه صريف الأقلام .. وعلا على مقامات الملائكة.  (فتاوى ابن تيميه ج11 ص96).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ودلالة وصول النبي لمرحلة صريف الأقلام .. هو علو منزلته ومكانته على الأنبياء والرسل والملائكة لعلو مكانته العلمية ومعرفته بمولاه وتحققه بمظاهر التجليات الربانية القيومية في الوجود (أي مكاشفة جميل وجليل فعل الله باسماءه وصفاته في عالم الملك والملكوت والجبروت) .. بما لم يحظى به أحد من قبله ولا من بعده سواء من عالم المادة (إنسان) أو عالم النار (الجن) أو عالم النور (ملائكة) .. ولذلك تم اختصاصه يوم القيامة بالسيادة وصاحب الشفاعة والمقام المحمود .

 

- وأقصد بعالم الملك: هو عالم الدنيا المادي الذي نعيشه ونتعرف على علومه ونراه باعيننا وتلمسه أيدينا.

 

- وأقصد بعالم الملكوت: هو عالم السموات النوراني المحجوب عنا وما فيه من عجيب تدبير الله.

 

- وأقصد بعالم الجبروت: هو عالم القدرة الإلهية واستيلاء القيومية على الوجود والتفرد بكن فيكن .. فهو عالم التصريف بالقدر في الوجود وهو عالم مستوى صريف الأقلام ثم عالم القلم الأعلى الذي فيه اللوح المحفوظ عند عرش الرحمن.

 

@- ملحوظة: لفظ الملكوت يأتي بمعاني .. منها الملكوت الأعلى فقط باعتبار تعدد عوالم السموات .. وقد يأتي بمعنى مجموع الملك الأعلى (السماء) والملك الأدنى (الأرض) باعتبار تعدد العوالم باعتبار عالم المادة وعالم الغيب ... وذلك حسب السياق المذكورة فيه كلمة الملكوت يتم فهم المقصود منها ..

- والله أعلم .

 

**************************

 

..:: س133: هل من المستغرب أن يعلم النبي ما هو كان وكائن ليوم القيامة ؟ ::..

 

- ليس بمستغرب أبدا .. أن يعلم النبي من أمور الغيب ما لم يعلمه أحد لأنه وصل لمكان كتابة أقدار الله وتدبيره وسمعها سماع إدراك وفهم في قلبه .. فلم يزغ القلب ولا السمع ولا البصر عن إدراك مراد الحق جل شأنه .. فرأى وسمع من تدبير الله ما رأى من غيب الله ..

 

- ويكفينا قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن:26-27 .. إذ أن الله يطلع من يشاء من رسله على غيبه وفق مشيئته جل شأنه .. وممن أشهده الله من علم غيبه كان النبي صلى الله عليه وسلم.

 

#- وهذا نشهده بقوه في كلام أكابر الصحابة الذين قالوا بذلك .. وإليك بيان ذلك:

1- ما قاله الصحابي حذيفة بن اليمان: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَقَامًا (أي يخطب فينا) .. ما تَرَكَ شيئًا يَكونُ في مَقَامِهِ ذلكَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ إلَّا حَدَّثَ به) صحيح مسلم .

 

#- وفي رواية لحذيفة بلفظ: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ فِيهِ شَيْئًا يَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ إِلَّا قَدْ ذَكَرَهُ .. حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

2- وعن عمر بن الخطاب قال: (قَامَ فِينَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقَامًا .. فأخْبَرَنَا عن بَدْءِ الخَلْقِ .. حتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ .. وأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ .. حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ) صحيح البخاري.

 

3- وعن عمرو بن أخطب قال: (صَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الفَجْرَ، وَصَعِدَ المِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ .. فَنَزَلَ فَصَلَّى .. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ .. فَخَطَبَنَا حتَّى حَضَرَتِ العَصْرُ .. ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى .. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ .. فَخَطَبَنَا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ .. فأخْبَرَنَا بما كانَ وَبِما هو كَائِنٌ .. فأعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) صحيح مسلم.

 

4- عن أبي ذر الغفاري قال: (لقد ترَكَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما يَتقَلَّبُ في السماءِ طائرٌ إلَّا ذكَّرَنا منه عِلمًا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: اسناده حسن.

 

5- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وفي يدِهِ كتابانِ .. فقالَ: أتَدرونَ ما هذانِ الكِتابانِ ؟

- فقُلنا: لا يا رسولَ اللَّهِ .. إلَّا أن تُخبِرَنا .

- فقالَ للَّذي في يدِهِ اليُمنى: هذا كتابٌ من ربِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أَهلِ الجنَّةِ وأسماء آبائِهم وقبائلِهم ثمَّ أُجمِل على آخرهم فلا يزادُ فيهم ولا ينقصُ منْهم أبدًا .

- ثمَّ قالَ للَّذي في شمالِهِ: هذا كتابٌ من ربِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أَهلِ النَّارِ وأسماء آبائِهم وقبائلهم ثمَّ أُجمِلَ على آخرهم فلا يزادُ فيهم ولا ينقصُ منْهم أبدًا.

- فقالَ أصحابُهُ: ففيمَ العملُ يا رسولَ اللَّهِ إن كانَ أمرٌ قد فُرِغَ منْهُ ؟

- فقالَ: سدِّدوا وقاربوا (أي استقيموا بفعل الخيرات والمقاربة القصد في الأمور دون غلو أو تقصير) .. فإنَّ صاحبَ الجنَّةِ يُختَمُ لَهُ بعملِ أَهلِ الجنَّةِ وإن عمِلَ أيَّ عملٍ .. وإنَّ صاحبَ النَّارِ يُختَمُ لَهُ بعملِ أَهلِ النَّارِ وإن عملَ أيَّ عملٍ .

- ثمَّ قالَ (أي مال) رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بيديْهِ فنبذَهما (أي فتركهما جانبا).

- ثمَّ قالَ: فرغَ ربُّكم منَ العبادِ .. فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

 

- قوله (فأعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا): أي أكثرنا علما بهذه الأحداث الذي ذكرها النبي هو من كان أكثرنا حفظا.

 

#- وما سبق معناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له علم بما هو كان وما هو كائن ليوم القيامة .. وذلك بما أطلعه عليه الحق جل شأنه من الغيب المكنون .. وهذا شيء متفق عليه عند أهل السنة والشيعة بأن هذه خصوصية علم غيبي للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يخالفهم في ذلك إلا من استولى الغل على قلبه واشتعلت نار الحسد والحقد على النبي صلى الله عليه وسلم .. وما أكثرهم في زماننا.

 

**************************

 

..:: س134: لماذا سمع النبي صوتا في مستوى صريف الأقلام ولم يرى فيه شيئا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لعله صلى الله عليه وسلم قد حجبت عنه الرؤيا في ذلك المكان .. لأن الله أراد له الله التركيز التام لاستيعاب ما يسمعه كله من صريف الأقلام .. وكأن ذلك المكان هو وسيلة إدراك بالسماع لمعرفة غيب ما أراده الله ويريد فعله في الوجود .. وليس بمطلوب منه رؤية شيء .. إذ المقام مقام معرفة وحكمة .. وليس مقام مشاهدة ومتعة كرؤية الجنة ..

- والله أعلم . 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .