بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 31 أغسطس 2024

Textual description of firstImageUrl

ج64: قصة الإسراء والمعراج - حكمة وفائدة العروج بالنبي للقاء الله إذا كان يمكن أن يوحي إليه ما يشاء وكما يريد في أي وقت - حقيقة النبي الأمي و النبي الخاتم - لماذا تجلى الله على النبي بالنور في مقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى).

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الرابع والستون)
حكمة العروح بالنبي للقاء الله في السماء  - النبي الأمي والنبي الخاتم - تجلي الله بالنور على النبي

#- فهرس:

:: الفصل الرابع والستون :: عن رحلة المعراج  - الجزء الثاني/ المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س146: هل كان الله في حاجة ليعرج بالنبي إليه ليقابله ؟  أو يقال:

- ما حكمة وفائدة العروج بالنبي للقاء الله إذا كان يمكن أن يوحي إليه ما يشاء وكما يريد في أي وقت ؟

#- أولا: قد يكون المقصد من معراج المقابلة مع الله .. هو إكرام الله لنبيه ..

#- ثانيا: قد يكون المقصد من معراج المقابلة مع الله .. هو تعريف المؤمن بمقام نبيه.

#- تذوقات وإشارات .

 

2- س147: كيف أظهر المعراج لمقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى) حقيقة مفهوم النبي الأمي والنبي الخاتم ؟

#- النبي الأمي وعلاقته بمعراج (فأوحي الله إلي ما أوحى) ..

#- النبي الخاتم وعلاقته بمعراج (فأوحي الله إلي ما أوحى) ..

#- تذوقات وإشارات .

 

3- س148: لماذا تجلى الله على النبي بالنور في مقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى) ؟

#- أولا: تأمل وافهم واستمتع بما سأذكره لك عن نورانية النبي ..

#- ثانيا: عجبا من بعض النفوس والعقول المنكرة لنورانية النبي ..

#- تذوقات وإشارات .

- "اللهم صل على سيدنا محمد النبي - الخَاتَم الأمي - مَجلى النور الإلهي .. وعلى آله وسلم".

- "اللهم صل على النبي محمد ما أحلاه المُتَجَلَّى عليه بالنور عند الله – فأوحى الله إليه ما أوحاه .. وعلى آله وسلم."

******************

:: الفصل الرابع والستون ::

*******************

 ..:: س146: هل كان الله في حاجة ليعرج بالنبي إليه ليقابله ؟ ::..

 

أو يقال : (ما حكمة وفائدة العروج بالنبي للقاء الله إذا كان يمكن أن يوحي إليه ما يشاء وكما يريد في أي وقت ؟)

 

#- قد يخطر على بال البعض سؤال فيقول: أكان الله في حاجة ليقابل النبي حتى يرفعه إليه ؟

- هذا السؤال في الأصل شبهة يستهزأ بها البعض من قصة المعراج .. ولكني فضلت أن أعرضها كسؤال يخطر على بال بعض المؤمنين بدون سخرية ولا استهزاء أي مجرد سؤال عقلي ... وبالتالي ستكون الإجابة لقلب وعقل المؤمنين المحبين .. وليس لها نصيب عند المستهزئين التحقيريين ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- السؤال في حد ذاته هو سؤال خطأ .. لأن الله لا يحتاج لأحد .. والظن باحتياج الله لنبيه ولذلك رفعه إليه هو اتهام لله بالنقص .. لأن المحتاج ناقص لأنه محتاج لغيره ليكمل له ما ينقصه .. فانتبه من الفاظ أسئلتك ..

 

- وإنما طالما أنت صادق في طرح سؤالك من أجل الفهم .. فقد يكون خانك التعبير فكان مقصودك هو: ما حكمة وفائدة المعراج بالنبي للقاء الله إذا كان يمكن أن يوحي إليه ما يشاء وكما يريد في أي وقت ؟

 

#- قبل أن أجيبك على هذا السؤال أريدك أن تستوعب المثال الآتي:

- مثلا: قد يستدعيك الملك أو رئيس الجمهورية ليكون في شرف استقبالك ليشكرك مثلا على فعل قد فعلته .. فهذا تأثيره النفسي عليك سيكون كبير جدا وستتفاخر بين الناس وتنشر صورك مع هذا الملك أوالرئيس .. بخلاف لو أرسل له الملك أو الرئيس ورقة مكتوب شكره فيها لك .. فهذا تاثيره النفسي ليس مثل المقابلة المباشرة في مكان الرئاسة الذي لا يدخله إلا أهل الخصوصية جدا .. فهناك فرق بين المقابلة الذاتية للملك أو الرئيس .. وبين أن يتم إرسال ورقة إليك .. طبعا الفارق كبير.

 

- كذلك الحال فرق بين أن يعلم النبي يقينا بوجود الله وعالم الغيب .. وبين أن يتحقق برؤية وتحقيق هذا العلم الغيبي.

 

- فإذا فهمت ما سبق .. الآن أجيبك على حكمة مقابلة الله لنبيه في المستوى السماوي .. والله الموفق ..

 

#- أولا: قد يكون المقصد من معراج المقابلة مع الله .. هو إكرام الله لنبيه ..

1- أن المقصود من هذا المعراج هو تكريم وتشريف النبي بلقاء الله .. في مقام الخصوصية بما لم يحظى به نبيا ولا رسول ولا ملك من الملائكة .. ويتلقى من الله وحيه وهو بهيئته البشرية .. ويتجلى الله عليه بنور الجمال والجلال لينعكس على النبي من جمال وجلال هذا النور في ظاهره وباطنه .. ويكون له أثر في حياته وحياة أصحابه بعد ذلك وكل محبيه .

  

2- بيان علو رتبة النبي صلى الله عليه وسلم على كل الأنبياء .. بل جميع الملائكة بما فيهم رئيسهم جبريل عليه السلام .

 

3- مكاشفة تحقيقية بما كان يؤمن به النبي من عوالم الغيب .. فيكون ارتقاء نبوي من علم اليقين إلى مكاشفة بعين اليقين وتحقيق بحق اليقين .. فبعد أن كان المسألة بالنسبة للنبي هي علم يقين بأن ما ينزل عليه إنما هو وحي من الله .. فأراد الله أن يرتقي به من علم اليقين إلى عين اليقين وحق اليقين .. ولكن ما المقصد هنا من علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ؟

 

أ- علم اليقين: هو القرآن .. وهو العلم الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ..

 

ب- وعين اليقين: هو رؤية العين لما بلغه من علم اليقين ليكاشفة ويتمتع برؤيته .. وهو عالم الغيب بكل ما سمع عنه وبلغه .. فرأى الملائكة والأنبياء والبيت المعمور وسدرة المنتهى وغير ذلك ..

 

ج- وحق اليقين: وهو أنه في بعض مشاهداته العينية جعله يتحقق من تفاصيل ما فيها فيلمسها بماديته كدخول الجنة ووالحركة فيها ومسك تربتها .. وليس فقط رؤية الجنة .. حتى لا يظن أن المسألة مثال تقريبي لما ستكون عليه الجنة .. ومثل تجلي الله عليه بنوره فلامس نوره جسمه وتحقق من ذلك ..

 

#- ثانيا: قد يكون المقصد من معراج المقابلة مع الله .. هو تعريف المؤمن بمقام نبيه.

1- كان حضور النبي صلى الله عليه وسلم لمقابلة ذي الجلال والإكرام .. إنما لتعلم وتفهم أنت كمؤمن أن الله قد تجلى على النبي من أنوار الجلال والجمال بما لم يحظى به أحد من الخلائق .. فتفهم لماذا هو سيد أهل الكمال في عالم المادة وعالم الأنوار .. ولتعلم حكمة كونه صاحب المقام المحمود عند مولاه الذي حق بدأ الشفاعة عند مالك الملك في الآخرة .. لأنه الوحيد الذي حباه مولاه بتلك الخلوة البشرية مع مالك الملك .. فأوحى إليه ما أوحى بدون واسطة في حضرة المقام الأعلى ..

 

- فهو صاحب المقام الأعلى ولا مقام فوقه ..

 

- وفرق بين من كان كلامه مع مولاه في المقام الأدنى أي على الأرض وهو موسى عليه السلام .. وبين من كلامه مع الله في المقام الأعلى أي فوق السموات وهو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ..

 

2- ثم لتفهم أن كل الأنبياء والمؤمنين يرجون من مولاهم أن تأنس أروحهم بالمعية الربانية .. أي يستشعرون بأن الله معهم وهم في حال العبودية .. ولكن المولى طلب حضور نبيه إليه ليحظى نبيه ظاهرا وباطنا - روحا وجسدا بأُنسه وكرمه في مقام التشريف والخصوصية .. وفرق بين من رجا مولاه فهو محب .. وبين من ارتقى به مولاه فهو محبوب .

 

3- ثم أراد الله لك كمؤمن متبع للنبي أن تدرك حقيقة مهمة .. وهو أن كل مؤمن اتبع النبي فأحب ربه وأخلص له ظاهرا وباطنا .. فله نصيب مما وصل إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم .. إذ مع الاتباع للنبي يتجلى الله على المؤمن بحبه .. حتى يغشي قلبه نور حب الله .. فتتبدل أوصافه ويدهشه الله بما لم يخطر بباله .. حتى يجعله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يسير عليها .. ويكن صاحب دعوة مستجابة يلهمه الله بها وفق ما يطابق قدره جل شأنه فيتحقق المراد.

 

- فيكون المؤمن صاحب بصيرة مستمدة من اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم .. لأن قلبه أصبح فيه جهاز استقبال لإلهامات الحق ببركة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- فإذا صح الإستقبال القلبي عند المؤمن .. فقد يكاشف المؤمن شيئا من عجائب الملك والملكوت .. لانعكاس بركة اتباع النبي عليه .. فيعلم المؤمن أن ما هو فيه إنما ببركة نور اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

 

#- إذن: الله يريدك أن تفهم من معراج مقام الخصوصية .. أنك كمؤمن قد ييكون ليك نصيب .. من نصيب الخليل الحبيب من معراجه .. لو أنت اتبعته حق اتباع في باطنك وظاهرك .. وأخلصت لله راضيا بما قسمه لك .. فيغير من أوصافك ويجعلك سمعه وبصره ويدهشك بعطاءه لأنه يدخلك باب الولاية الخاصة .. وتعلم أن ذلك ببركة اتباع النبي .. فلا تكن من الجاحدين وتنكر فضل من كان سببا في وصولك لذلك المقام وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- وحتى تستوعب أكثر ما سبق .. فتذكر ما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ (أي فعلك لأي عمل صالح بعد فعلك للفرائض) حتَّى أُحِبَّهُ .. فإذا أحْبَبْتُهُ .. كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به .. وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به .. ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها .. ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها .. وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ .. ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

 

#- خلاصة القول:

#- أن رحلة المعراج ليست لاحتياج الله للقاء نبيه .. وليست المسألة مسألة تنزيل الوحي إلى نبيه فكان يمكن أن يوحي به إليه دون أن يرفعه إليه .. لا .. أنت فهمت المسألة خطأ تماما .

 

- فمعراج المقابلة هو معراج تشريف وتكريم .. وإظهار علو مقام ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم على العالمين ..

 

- وحتى تفهم لماذا هو سيد ولد آدم .. إذ أنه ارتقى لمقام الكمال الذي لم ولن يرتقي إليه إنسان قبله ولا بعده .. لأنه النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم .

 

- ولو أنت لم تستوعب ما سبق .. فتعال أرفع لك مزاجك شويتين في السؤال التالي والذي بعده ..

 

***********************

..:: س147: كيف أظهر العروج لمقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى) حقيقة مفهوم النبي الأمي والنبي الخاتم ؟ ::..

 

- لا تتعجب حينما تجد سؤال مثل هذا .. لأن الغرض من مقابلة النبي هو التعريف بمقامه الشريف صلى الله عليه وسلم .. وليس مجرد الوحي إليه .. إذ أنه كان من الممكن أن يوحي إليه في الأرض .. ولكن المسألة أبعد من ذلك .. وهو التعريف بحقيقة أميته صلى الله عليه وسلم.. وحقيقة خاتميته .. أي لماذا هو النبي الأمي والنبي الخاتم ..؟!

 

-  أي لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم موصوفا بأنه النبي الأمي في القرآن .. إذ قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف:158 ..

 

- ولماذا كان هو الموصوف بقوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب:40.

 

#- باختصار أخي الحبيب ..

1- أراد الله أن يعرفك من معراج المقابلة مع النبي صلى الله عليه وسم .. حقيقة مفهوم النبي الأمي والنبي الخاتم .. في عالم الأنوار ..

 

- يعنى معراج النبي لمقابلة مولاه .. لتعرف أن هذا النبي المتجلَّى عليه بكمالات الوصال جمالا وجلالا .. إنما هو باب الوصول لمقام القرب من الله .. وبدونه فلا وصول لك لهذه المقامات النورانية .. يعني كلما دنوت واقتربت في اتباع النبي باطنا وظاهرا .. كلما تدلت عنك الحجب وكاشفت وكانت لك بصيرة خاصة.

 

- فيا سعد من يحب النبي ويجعله مرشده إلى مولاه من خلال الإلتزام بتعاليمه .. فهو صراطك المستقيم في عالم الشهادة وعالم الغيب .. إن التزمت به أكرمك الله بفضل اتباعه في حياتك وألهمك الحمد على أفضاله والصبر على بلاءه .. ولا يجعل للمؤذيات الغيبية الشيطانية سلطانا عليك .. بل ويجعل لك من البركات النورانية الملائكية إمدادا بالإلهام لك .. وذلك ببركة محبتك والتزامك بالنبي في باطنك وظاهرك قدر استطاعتك ..  

- ولا تغتر بظاهر طاعتك .. فكان من بعض السابقين في الإسلام ظاهرهم الإستقامة والخشوع والمواظبة على الصلاة .. وحقيقة وصفهم أنهم كلاب أهل النار لفساد باطنهم ..

 

- فاجتهد في تطهير باطنك (قلبك وصدرك) مع عملك ظاهرا .. حتى يستقيم حالك .. لأن الإلتزام بالنبي ليس فقط باتباع الظاهر وإنما بتطهير السرائر ..

 

2- فما ظنك بالنبي الأمي ؟!!

أ- هل تظن أن الأمي هو مجرد وصف لشخص لا يقرأ ولا يكتب ؟!!

- اعذرني لو قلت لك أنك لو تصورت ذلك فقط .. فهذا حينئذ تصور قاصر وفيه ظلم كبير للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

ب- النبي الأمي هو الذي استمد من نور جمال وجلال الله .. فكان هذا النور هو الأم أي الأصل الذي يستمد منه قلبه في حال وجوده وحال شهوده .. سواء بهيئته البشرية أو بهيئته الروحية .. لغلبة أحواله النورانية على ماديته الطينية ... لتمكن اسم الله النور منه صلى الله عليه وسلم .. فكان نور على نور .

 

ج- فإن كان ظاهرا لك مفهوم الأمي بأنه لا يقرأ ولا يكتب فهذا من حيث طبيعته .. ولكن هناك حقيقة أخرى لمفهوم الأمي من حيث نبوته ..ومعناه المتلقي من وحي السماء بلا واسطة وهو بكامل هيئته البشرية .. حتى تعلم أنه حتى وهو في هيئته البشرية هو نور .. وكأنه هيئته هذه من مادة طينية مكسوة بنور عجيب وخاص جدا .. حتى يحتمل هذا التجلي النوراني عند مستوى صريف الأقلام وما بعده .. والذي لا يحتمله جبريل عليه السلام .. بل ولم يحتمله جبل موسى فتهدم ..!!

 

د- هو النبي الأمي .. لأنه الذات المستمدة من خالق الوجود بلا وسائط في مقام الشهود - إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الحق المعبود .. الذي أدناه حتى تدلى عليه بحجاب من نور الودود .. فرأى بعين قلبه وسمع بمسامع فؤاده من وحي الله بما لم يحظى به مخلوقا في عالم الوجود .    

 

هـ- نعم .. هو النبي الأمي خليل الله في حضرة القرب والسلام .. من تغشاه نور ذي الجلال والإكرام .. فأوحى إليه ما أوحاه بما اختصه به من الفضل والإنعام ..

 

3- وما ظنك بالنبي الخاتم ؟!!

- فهو النبي الخاتم لأنه الذي ختم الله به مقامات الوجود للمخلوقات الشريفة النورانية والإنسية .. فلا مقام يعلو مقامه .. لأنه الخاتم لأبواب المقامات فلا يعلو عليه مقام نبي ولا رسول ولا صديق ولا وليا ولا مَلِكا من الملائكة .

 

- نعم هو النبي الخَاتَم الذي احتمل من الأسرار والأنوار الإلهية بما لن يحظى به غيره .. فأعلمه الله بما كان ويكون وما هو كائن ليوم القيامة بما أوحى به إليه في مقام صريف الأقلام ومقام الخصوصية مع الله ..

 

#- وسبق وذكرنا تفصيليا ما قاله الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن ذلك:

- عن عمر بن الخطاب قال: (قَامَ فِينَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقَامًا .. فأخْبَرَنَا عن بَدْءِ الخَلْقِ .. حتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ .. وأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ .. حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ) صحيح البخاري.

 

- عن عمرو بن أخطب قال: (صَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الفَجْرَ، وَصَعِدَ المِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ .. فَنَزَلَ فَصَلَّى .. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ .. فَخَطَبَنَا حتَّى حَضَرَتِ العَصْرُ .. ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى .. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ .. فَخَطَبَنَا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ .. فأخْبَرَنَا بما كانَ وَبِما هو كَائِنٌ .. فأعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) صحيح مسلم.

 

- وراجع أقوال الصحابة كلهم في مسألة حكاية النبي لهم من الغيبيات .. في الفصل السابع والخمسون .. تحت عنوان (س133: هل من المستغرب أن يعلم النبي ما هو كان وكائن ليوم القيامة ؟ ).   

 

***********************

..:: س148: لماذا تجلى الله على النبي بالنور في مقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى) ؟ ::..

 

- من الأمور التي أرادك الله أن تعرفها من خلال معراج النبي صلى الله عليه وسلم .. لمقام الخصوصية أو مقام الوحي الخاص أو مقام قاب قوسين أو المقام الأعلى ..

 

- هو أن تنتبه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تجلى الله عليه بالنور الأعظم .. فلم يحدث له إلا مزيد انتباه وإدراك لما يحدث من حوله ..

 

- وذلك حتى تفهم أن الهيئة البشرية النبوية .. لها خصوصية تجلي إلهي عليه باسم الله النور .. وإلا ما كان تمكن في البقاء منتبها بيقين حينما تجلى الله عليه بنورا عظيما عند سدرة المنتهى  .. ثم بنورا أعظم منه في مقام الخصوصية ..

 

#- ومع ذلك كان يحب النبي .. أن يدعو بطلب النور من ربه على الداوم أثناء مناجاته لربه ليلا .. لدوام النورانية فيه حتى يظل في حالة أنس دائما بمولاه .. إذ كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم راجيا: (اللهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا) صحيح مسلم. ..، وفي رواية (واجعلني نورا) صحيح مسلم .. بدلا من (وأعظم لي نورا).

 

- فتنتبه كمؤمن وتفهم .. أن هذا النبي الأمي الخاتم .. ما هو إلا نور من  الله يسير على الأرض .. قد غلب هذا النور على هيئته البشرية .. ولذلك قال تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) المائدة:15 .. وكثير من علماء التفسير على أن النور هو النبي صلى الله عليه وسلم.

 

#- أولا: تأمل وافهم واستمتع بما سأذكره لك عن نورانية النبي ..

- أن نورانية النبي إنما هي نورانية تجلي ظهرت على ظاهره وباطنه من نور الله عليه ليلة المعراج .. فاكتسبت بشريتة ظاهرا وباطنا من هذا النور ما اكتسبت .. حتى ظهرت آثار هذه النورانية في نفسه ومع أصحابه .. كيف ذلك ؟

 

1- كان من يراه من أصحابه يراه قمرا منيرا .. ولكن لا يراه هكذا إلا من يحبه .. لأن النور لا يظهر إلا لمحب له .. أما الذي يسكن في نفسه الغل والحسد للنبي صلى الله عليه وسلم كيف سيراه نورا إذا كان هو يرى النبي بعين السواد من قلبه ؟!!

 

#- ولذلك كان يصفه العلماء المحبين له بأنه نورا يمشي على الأرض .. بل ويصفه بعض العلماء بأنه نوراني .. كالإمام منصور البهوتي في كشاف الإقناع ج5 ص32 ..، والإمام بن أبي جمرة كما نقل عنه ذلك الإمام بن حجر في فتح الباري ج12 ص387 .. وغيرهما ..

 

- وحتى تستشعر هذا النور النبوي الذي انعكس عليه من نور الله في تجلي المعراج وتفهمه أخي الحبيب .. فهو كنور القمر الذي يظهر من انعكاس نور الشمس عليه .. فكذلك نور الحبيب هو من انعكاس تجلي نور الله عليه .. وبالرغم من أن القمر بذاته لا يضيء .. إلا أن الله وصفه بأنه نورا .. لأن ذاتية القمر وإن كانت جسم غير منير إلا أن انعكاس ضوء الشمس عليه أكسبه هذه النورانية التي باتت نورا للناس بالليل ..

 

- فكذلك نورانية النبي هي من تجلي نور الله عليه .. فكان لهذا النور أثر على ذاته مشاهدا .. ولذلك حينما سُئل الصحابي البراء بن عازب (أكانَ وجْهُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِثْلَ القَمَرِ) صحيح البخاري .. وما شاهد البراء بن عازب هذا النور النبوي على وجه النبي إلا لأنه كان يحب النبي بقوة في قلبه .

 

- بل وهذا النور النبوي المنعكس على ذات النبي .. كان له منه مدد وصال يمد به منه من يحبه النبي كما سأشرح ذلك بعد قليل .. إلا أن هذه النورانية النبوية لا تظهر إلا لمن يحب النبي .. لأن المحب للنبي يمحو بحبه للنبي ظلمة قلبه فينكشف له من جمال نور النبي الذي تحلى الله به عليه .. فيتيقن أنه النبي الأنور صاحب النور الأعظم .. لأنه من تجلى عليه مولاه باعلى مراتب النور في معراج (فأوحى الله إليَّ ما أوحى) ليلة المعراج .. وهذا النور لم يصل إليه مخلوق .. فهو المتجلى عليه بالنور العظيم ..

 

#- فالنبي صلى الله عليه وسلم هو نوراني الظاهر والباطن .. أي هو نوراني بنور جمال ونور جلال .. تجلى به المولى على خليله وحبيبه ومصطفاه .. ولا يرى هذا النور إلا من كان في قلبه نور حبا للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

2- أما عن جزئية ظهور أثر نورانيته على أصحابه والجمادات .. حتى تعلم أنه نورا ظاهرا كما له نورا باطنا .. فإليك دليل ذلك .. واستمتع بالحقيقة التالية .. ولا تكن من الغافلين الحاقدين الحاسدين المشحونة صدورهم غلا وحسدا للنبي صلى الله عليه وسلم:

 

أ- جاء في (حديث حسن) .. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: (كَانَتْ لَيْلَةٌ مَطَرِيَّةٌ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ بَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ فَقَالَ: يَا قَتَادَةُ إِذَا صَلَّيْتَ فَاثْبُتْ حَتَّى آمُرَكَ .. فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ .. أَتَاهُ فَأَعْطَاهُ عُرْجُونًا (عودا من عيدان النخل) فَقَالَ: خُذْ هَذَا يُضَاءَ لَكَ أَمَامَكَ عَشْرًا (أي مساحة عشرة أمتار) وَخَلْفَكَ عَشْرًا فَأَضَاءَ لَهُ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث فيه راوي مختلف عليه وهو من رجال البخاري  .. هذا الراوي هو (فُليح بن سليمان) مختلف عليه بين الضعف والتوثيق .. وهو من رجال البخاري ومسلم ويحسنه العلماء ... قال الإمام بن حجر رحمه الله:عن فليك بن سليمان: "وهو مُضَعَّف عند ابن معين والنسائي وأبي داود، ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن". (فتح الباري ج2 ص472).


ب- عن أنس بن مالك قال: (أنَّ عبَّادَ بنَ بِشرٍ وأُسيدَ بنَ حُضيرٍ خرَجا مِن عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةٍ ظلماءَ حِنْدِسٍ (أي شديدة الظلام) .. فكان مع كلِّ واحدٍ منهما عصًا .. فأضاءت عصا أحدِهما كأشدِّ شيءٍ .. فلمَّا تفرَّقا أضاءت عصا كلِّ واحدٍ منهما) صحيح البخاري.

 

- فإذا كان الصحابيان خرجا بالعصي من عند النبي .. والعصا تحولت نورا وهي جماد .. أفينكرون على النبي أن يشرق من أصابعة نورا كما نبع منها الماء .. ويفتخرون بأن الجماد أشرق منه نورا وبأنها كرامة للأولياء ويجحدون كرامة النبي الذي دعا لهما أو قد يكون هو من أعطاهما هذه العصا كما أعطاها من قبل للصحابي قتادة بن النعمان ؟!!

- فعجبا لمن يفتخر بكرامة نور الولي .. ويجحد نور النبي ..!!

 

ج- جاء في (حديث حسن) .. عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: (نَفَرَتْ دَوَابُّنَا فِي سَفَرٍ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ دُحْمُسَةٍ فَأَضَاءَتْ إِصْبَعِي حَتَّى جَمَعُوا عَلَيْهَا ظَهْرَهُمْ وَإِنَّ إِصْبَعِي لَتُنِيرُ) رواه البيهقي في الدلائل ورواه الطبراني في الكبير ومعجم الصحابة لابن قانع وغيرهم.. (قلت خالد صاحب الرسالة): قال محققو المسند عن (كثير بن زيد) كثير بن زيد صدوق حسن الحديث (راجع تخريج المسند عند حديث رقم 9119 " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ").

 

- فإذا كان هذا حال الصحابي (حمزة بن عمرو) .. قد ظهرت عليه كرامة إضاءه جزء من ذاته وهي أصابعه أضاءت نورا .. ببركة اتباعه للنبي .. فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم نفسه .. ؟!! ألا يكون ذاته منورة لو أراد الله له ذلك ؟!!

- أم أن الكرامة مباحة للولي .. ولكن محرمة ومنكرة على النبي ؟!!

- فهل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!

- أفلا تعقلون ؟!!

 

#- ثانيا: عجبا من بعض النفوس والعقول المنكرة لنورانية النبي ..

1- سيصادفك من ينكر نورانية النبي .. قد يكون لحسد في أنفسهم .. أو أبعد من ذلك .. والغريب أنهم يفتحرون بما حدث لموسى عليه السلام .. فينفعل احدهم قائلا .. أن موسى كانت من كراماته أن يده تتحول إلى من اللون الأسمر إلى اللون الأبيض .. إذ قال تعالى: (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) الأعراف:108 ..، فجزء من ذات جسم موسى وهي يده تحولت للون الأبيض في حين هو أسمر البشرة .. وفي رأى آخر عن ابن عباس أن البياض معناه |أن يده أضاءت أو أنارت .. 

 

- فإذا كان يمكن قلب ذاتية الإنسان .. لوصف آخر في هيئته بكرامة من الله .. فلماذا إنكار وصف بشرية النبي بالنورانية وهو المتجلى عليه بأنوار الكمال الإلهي ؟!!

 

- أم هو الحسد المستمر للنبي من عهد النبوة وحتى الآن .. كما قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النساء:5.

 

2- إذا كان الله يقول في المؤمن العادي: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) الأنعام:122 ..

- فما بالك بسيد المؤمنين بل سيد الناس وسيد ولد آدم في الدنيا ويوم الدين ؟!!

- ألا يكون نورا ظاهرا وباطنا يمشي على الأرض ؟!!

 

3- ومن الغريب في نفوس هؤلاء المنكرين لنورانية النبي بمدد من الله له فضلا وكرامة .. أنهم تجاهلوا تجلى الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بالنور الأعظم حينما انفرد باللقاء مع مولاه ؟!!

- أهذا إنكار للمعراج .. أم قله فهم وإدراك لمفهوم رؤية النبي لنور الله وتجليه عليه في لقاء الخصوصية ؟!! 

 

4- أخي الحبيب:

- إذا كانت الآثار المروية عن ابن عباس وغيره فيما يتعلق أن النبي لم يكن له ظل .. قد رويت بأسانيد ضعيفة ..ولكن علماء المسلمين حتى قبل مائة عام يقولون بأن النبي لم يكن له ظل لأنه نور يمشي على الأرض .. ولكن في زماننا أتى من جحد وأنكر بل واستدل بروايات أن النبي كان له ظل يظهر ..

 

- ولعل هذا الغباء المستفحل في نفوس هؤلاء القوم .. لمعاداة كل ما فيه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم .. قد عميت قلوبهم عن سبب قول العلماء بأن النبي لم يكن له ظل حتى لو بدون روايات ..

 

- إذ أن مقصدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث طبيعته البشرية له ظل لأنه جسم .. ولكن إذا رأيته بحقيقته النورانية فكيف يكون له ظل حينئذ ..؟!!

- ولا يراه بهذه الحقيقة النورانية الظاهرة من ذاته الشريفة إلا من يحب النبي بقلبه ..

 

- ولذلك ما رأى الكفار هذه النورانية النبوية .. وإنما رأوه عدوا .. وذلك بقدر ما حملت نفوسهم ناحيته من كره وحسد .. فرأوه عدو .. وأما من أحبه فقد كاشفه الله بنورانيته التي تجلى بها عليه مولاه .. فشاهد هذه النورانية وعلم أن للنبي حقيقة نورانية مستمدة من مولاه ..

 

- أما من غلبه الجحود والإنكار في زماننا بلا حجة ولا دليل .. بل والدليل واضح وظاهر .. فهذا يدل على نفسيته وما يحمله للنبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من غل وحسد وجحود .. ونعوذ بالله من الخذلان . 

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب ..

1- عليك أن تسعد بأن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد تجلى الله عليه بالنور الأعظم في مقام الخصوصية ليلة المعراج .. فاكتسب من هذا النور في ظاهره وباطنه .. وأوحى إليه ما أوحاه حتى علم من أمور الغيب ما لم نُحط به خُبرا.

 

2- ونورانية النبي لا نقصد بها أن النبي مخلوق من نور .. وإنما النبي قد أكسبه الله في ذاته نورا قد انعكس عليه ليلة المعراج من تجلى الله عليه في مقام الخصوصية .. وهذا النور يظهر منه للمحبين له فيرون النور ظاهر أمام أعينهم خاصة من وجهه الشريف .. بل وينتقل أثره على الجمادات فتضيء للمحبين له حين سيرهم في الظلمات ..

- أما المحجوبين وأعداءه وحاسديه والحاقدين عليه .. فبكل تأكيد لا يرون شيئا .. بسبب ما تحمله نفوسهم من إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم لجحودهم عمدا ما هو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

======================

@- وحين وصلت إلى ختام الكتابة هنا في هذا الفصل .. فخطر على بالي هاتين الصلاتين .. فكتبتهما:

- الأولى: "اللهم صل على سيدنا محمد النبي - الخَاتَم الأمي - مَجلى النور الإلهي .. وعلى آله وسلم".

*- معنى (مجلى النور الإلهي): أي محل تجلي النور الإلهي .. أي كان النبي محلا لاشراق النور الإلهي عليه حين أوحى له ما أوحاه .

 

- الثانية: "اللهم صل على النبي محمد ما أحلاه المُتَجَلَّى عليه بالنور عند الله فأوحى الله إليه ما أوحاه .. وعلى آله وسلم."

*- معنى (ما أحلاه): أي ما أحلى جماله وجلاله ونوره صلى الله عليه وسلم.

*- معنى (عند الله): أي عند مقام الخصوصية الذي أوحى الله إليه فيه ما أوحاه .. وهو مقام العِندية الأقرب من الله..، (والعندية: من كلمة "عِنْد" وتعني مقام القرب وليس جهة ولا مكان).

- والله أعلم.

 

***************************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 15 تعليقًا:

  1. ألله .. الله ......
    اللهم صلّ على حبيبك النور عدد الحروف والسطور صلاة تزيده نورا على نور مادامت السموات والارض ابد الدهور وسلم تسليما كثيرا

    ما اجمل ما تذوقته استاذنا الفاضل .. يجعلنا نعيد قراءة الموضوع مرة تلو مرة لن نكتفي ..ربي يكرمك بمزيد حب ونور يملأ قلبك بالسرور في كل وقت وحين .. آمين ياارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. ما شاء الله جميل يا استاذ خالد وأشهد انك محب صادق لسيدنا النبي صل الله عليه وسلم

      اسمحلي اقتبس ممن رزقك الله

      اللهم صل على النبي محمد ما أحلاه ، المتجلى عليه بالنور من مولاه ، فأوحى إلى عبده ما أوحى وعلى أله وسلم

      آمين آمين آمين يا رب العالمين

      حذف
  2. يا الله.. إيه الجمال ده ياأستاذ خالد..
    التذوقات فى هذا الفصل أكثر من رائعة ..
    متعة متعة متعة .. الله لا يحرمنا أبدا من هذه التذوقات ..
    متعك الله بالصحة والعافية وتجلى الله عليك بنور الحبيب وزادك إيمانا ويقين .. وأمدك بكل ما هو جميل .. جزاء لك عن كتاباتك عن الحبيب سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.✨✨

    ردحذف
  3. السلام عليك ياسيدي يارسول الله..
    السلام عليك ياسيدي ياحبيب الله ..
    السلام عليك ياقرة العين والفؤاد ..
    السلام عليك ياصاحب لواء الإسراء والمعراج ..
    السلام عليك ياصاحب السر وحب الوصال ..
    السلام عليك يا نبع الحنان .. ويا منبع الخير والخيرات ويا خير مبعوث للأنام..
    السلام عليك يانور الأنوار ياحبيب الرحمن ..
    السلام عليك ياخير رسل الله يامن اصطفاه الله وتجلى عليه بالعناية الرحمانية وبكرامة الحب والوصال الملكوتية.. فجعله يري من المكاشفات والمشاهدات من بديع خلق الله في الأرض والسماء وطيب قلبه وأنساه كل الآلام من عظيم ما رآه ..
    السلام عليك ياصاحب الوجه البشوش..
    السلام عليك ياأطيب خلق الله .. ياصاحب الأخلاق والخلق العظيم ..
    السلام عليك في كل وقت وحين ياحبيبي يارسول الله.

    ردحذف
  4. اللهـم صلِّ على من لا شمس في ضيائها تحاكيه ، وصلِّ على من لا قمـر في نوره يضاهيه ، وصلِّ على من لا الدنيا ولا الآخرة تساويه وسلم عليه وعلى آله وكل محبيه.💖💖

    ردحذف
  5. مهما كان حظك قليل في أي أمر من أمور الدنيا
    كن راضياً .. سيدنا عمر قال:

    "ستمضي أقداركَ على كل حال، فاجعلها تمضي وأنتَ راضٍ عنها، فَلَرُبما ثوابُ رضاكَ يُرضيك."

    ردحذف

  6. كل القلوب إلي الحبيب تميل .. ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل
    اما الــدليل إذا ذكرت محمدا ً  .. صارت دموع العارفين تسيل
    هذا رسول الله نبراس الهدى .. هذا لكل العــــالمين رســـول
    يا سيد الكونين يا عــلم الهدى .. هذا المتيم في حمــــاك نزيــل
    لو صــادفتني من لدنك عناية .. لأزور طيبة والــنخـيل جميل
    هذا رســول الله هذا المصطفى .. هذا لـــرب العــــالمين رســول
    هذا الــــذي رد العــــيون بكفه .. لما بدت فوق الـــخدود تسـيل
    هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى ..كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل
    هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل
    يــــارب إني قـد مدحـت محمداً  .. فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل
    صلى عليك الله يا عــلم الهدى .. ما حن مشتـــــاق وســار دليل

    ‎         🌹صلوا على سيدنا  النبيﷺ🌹

    ردحذف
  7. -ماظنك بالنبي الخاتم!!!
    فهو النبي الخاتم لانه به ختم الله مقامات الوجود للمخلوقات الشريفة النورانية والانسية فلامقام يعلو مقامه

    لانه الخاتم لابواب المقامات فلا يعلو عليه مقام نبي ولا رسول ولا صديق ولا ولي ولا ملك من الملائكة

    اللهم صل وسلم وبارك على من شرفته وكرمته بخاتم أعلى خصوصية المقامات سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ردحذف
  8. اللهم ارزقنا حبك وحب سيدنا محمد ❤
    واوصلنا بك وبسيدنا محمد وصلا يدوم بدوام الحي القيوم 🤲

    اللهم صل على سيدنا محمد ❤..
    صلاة تجعلنا بها من أهل الوصل والمحبة ❤..
    وترزقنا بها رؤية النبي الأمي مناما ويقظة وعلى آله وسلم ❤..

    ردحذف
  9. الله الله الله

    في اخر سطور كتبت كلام جد دقيق هو عن النور الذي أكسبه الله في ذات النبي

    هنا قمت الفهم المتجلى عليك يااستاذ خالد في فهم النورانيه المحمديه لان هنا تذبذب كثير من أهل العلم فحادو مثل معتقدات الحلول والاحلال لان حقيقه من يكتب في مثل هكذا أمر لابد أن يكون له قاعده صحيحه مئه في المئه في فهم حقيقه الشرع فهم الله الا فعلا يتخربط يصبح صعب جدا أن يفهم
    الا من اتى الله بقلب سليم 🕊️


    استاذى بينما اقراء سرحت إلى السيده مريم العذراء هل يصح أن نقول إنه كان لها منزله في حب لله فيها نصيب من نورانيه المحمديه !! ام لا هذا موضوع و ماحدث لسيده مريم العذراء أمر آخر يخصها هي بحد ذاتها فتحلى حب الله فيها بنفخت روح

    ارجو كون وفقت في طرح السؤال
    رب يزيدك نور على نور فيصبح حبر قلمك نور محمدي بحرف سرمدي بتذوق مااااااأحلاه ببركه مااوحى إلله إليه مااوحا

    يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا 🤍
    اللهم صلى. على النبي محمد ماااحلاه ـ المتجلى عليه بالنور عند الله ـ فأوحى الله إليه مااوحا - وعلى اله وسلم

    ردحذف
  10. واشرقت الأرض بنور ربها "
    اللهم اجعل لقلوبنا نصيب من إشراق نورك ، وافتح علينا أبواب رحمتك
    وعلمنا من علمك ، وارقنا فهم حكمتك ، وثبتنا على صراطك آمين

    ردحذف
  11. اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  12. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم 🌿
    الله عليك يااستاذنا من اجمل ما قرأت لو الواحد قرأ الموضوع كذا مرة مش هيشبع حبيبي يارسول الله صل الله عليه وسلم ♥️اللهم صل علي سيدنا محمد صلاة تطهر بها القلوب وتكفر بها الذنوب وتستر بها العيوب وعلي اله وسلم 🌿 صل الله عليه وسلم ♥️🥰..
    جزاك الله خيرا يااستاذنا 🌹 ربنا ينور قلبك ويتجلي عليك بالنور 🥰🤲🏻

    ردحذف
  13. جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل
    =======

    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده و رسوله وخاتم أنبيائه .. وحسبي من الحياة أملاً أن أتبع سنته .. وأدعو دعوته .. وأُبعث في لوائه ..
    وصلوات الله وسلامه على مولانا وسيدنا محمد إلى آخر الدهر.

    ================
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  14. " ما يجب أن تعرفه عن رحلة التشافي من الصدمات "

    التشافي من الصدمات لا يعني أن تلقي اللوم على من حولك
    و تبدأ في توجيه الاتهامات للوالدين أو الأسرة او المجتمع
    بل هو إدراكك بأنك أصبحت شخصا ناضجا .. مسؤولا عن اختياراته في الحياة
    التشافي لا يعني أن تشعر بأنك ضحية .. و أنك ظُلِمت
    و تمتليء بالألم و الحسرة على نفسك
    بل هو أن تتحمل مسؤولية بناء حياتك الجديدة التي تريدها
    التشافي هو ألا تظل متوقفا عند نقطة الألم
    أو أن تُعرف نفسك بحكاياتك القديمة .. و ماذا حدث لك
    بل هو المضي قُدُما
    التشافي ليس مهمة .. يجب أن تنتهي منها بسرعة
    بل هو رحلة استكشافية ممتعة
    مليئة بالسقطات و الانتصارات
    ==============
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف