بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 6 سبتمبر 2024

Textual description of firstImageUrl

ج67: قصة الإسراء والمعراج - لماذا اختص الله موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه - ولماذا ليس إبراهيم وهو أبيه - ولماذا حدثت المراجعة من موسى للنبي دون غيره من الأنبياء - ما الذي أفاده قول النبي (فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَسَأَلْتُهُ التَّخْفِيفَ) - كيف يكون موسى أول من لقيه النبي عند نزوله من المعراج.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والستون)
لماذا اختص الله موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه - ولماذا ليس إبراهيم وهو أبيه - ولماذا حدثت المراجعة من موسى للنبي دون غيره من الأنبياء

#- فهرس:

:: الفصل السابع والستون :: عن رحلة المعراج  - الجزء الخامس/ المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س157: ما الذي أفاده قول النبي (فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَسَأَلْتُهُ التَّخْفِيفَ) ؟

2- س158: لماذا حدثت المراجعة من موسى للنبي دون غيره من الأنبياء ؟

3- س159: لماذا اختص الله موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه بل ويطلب منه أن يعود إلى الله ليخفف الصلاة على أمته ؟ ولماذا ليس إبراهيم وهو أبيه والأقرب إليه عند نزوله من السماء ؟

#- أولا: سؤالك عن إبراهيم بكونه كان الأحق في شرف مراجعة النبي عما فرضه الله عليه بدلا من موسى.. هو سؤال غريب جدا .. ليه ؟

#- ثانيا: الحكمة من اختيار موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه .. فهذا أخبرتنا به القصة نفسها .. وأجد فيها إشارة وذوقا.

#- ثالثا: من كلام العلماء في أسباب مقابلة موسى دون غيره من الأنبياء ..

#- رابعا: من الإشارات التي ذكرها العلماء في أسباب تكرار طلب موسى من النبي لتخفيف الصلوات.

#- خامسا: البعض اعترض الإشارة المذكورة في كتب العلماء وهي أن موسى طلب من النبي مراجعة ربه ليزداد نورا مما رآه في النبي بعد لقاءه بربه .. وقال المعترض: أنه لم يثبت الرؤية للنبي إلى ربه .. فلا تصح هذه الإشارة .. !!

- كلام حلو حاول تتذوقه ..

4- س160: كيف يكون موسى هو أول من لقيه النبي عند نزوله من المعراج في حين أن أول من يقابله هو إبراهيم لأنه في السابعة وموسى في السادسة ؟

*******************

:: الفصل السابع والستون ::

*******************

..:: س157: ما الذي أفاده قول النبي (فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَسَأَلْتُهُ التَّخْفِيفَ) ؟ ::..

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- الذي أظنه من قول النبي (فرجعت إلى ربي) .. هو أن مقام الخصوصية هو مقامه الذي تمكن منه بفضل من الله .. وأصبح مستقرا له .. مسموح له الدخول إليه بإذن من ربه.

 

2- وقوله (فسألته التخفيف) .. إنما يدل على تجلي الله له بالمؤانسة الجمالية بما فيه رضاه أي بما يرضي النبي ويحبه ..

- والله أعلم .

 

@- قال الإمام  محمد الأمين الهَرَري الشافعي رحمه الله (المتوفى:1441هـ):

- (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فرجعت إلى) محل مناجاة (ربي) .. أي إلى المكان الذي ناجيت فيه ربي .. فإن الله سبحانه وتعالى جعل ذلك المكان محلًا لمناجاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يناجيه فيه .. ليجمع له بين الرفعتين الحسية والمعنوية كما جعل الطور محلًا لمناجاة موسى - عليه السلام –. (الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ج4 ص177).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): عن قول الإمام الهرري (الرفعتين الحسية والمعنوية):

- يقصد بالحسية: هو رفعه فوق السموات السبع حتى وصل لمقام الخصوصية ..

- ويقصد بالمعنوية: رفعة المكانة بتكليم الله وتخصيصه بما أوحاه إليه في ذلك المقام ..

- فكان المعراج بالنبي لمقام الخصوصية وتكرار رجوعه .. إنما هو علو مكان وعلو مكانة ..

- والله أعلم.

 ***********************

..:: س158: لماذا حدثت المراجعة من موسى للنبي دون غيره من الأنبياء ؟ ::..

 

#- قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله (المتوفى: 855هـ):

- ما الحكمة في وقوع المراجعة مع موسى، عليه السلام دون غيره من الأنبياء؟

- قلت: لأن ابتداء المراجعة كان موسى عليه الصلاة والسلام .. فلذلك وقعت معه. (عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج17 ص29-30).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- جاءت رواية بلفظ: (ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ .. فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ) صحيح البخاري.

 

ب- وجاءت رواية بلفظ: (فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ .. فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟) صحيح مسلم.

 

@- فإذا انتبهت أخبي الحبيب لما سبق .. فستفهم الآتي:

1- أن الذي أوقف النبي وسأله حين مروره عليه وسأله عما فرضه الله عليه في مقام الخصوصية .. هو موسى عليه السلام ولم يفعل ذلك أي نبي غيره ..

 

#- ولفظ المرور (فمررت على موسى) .. يدل على أن كان له مرورا على غير موسى أي على كل من كان في السموات .. ولكن من أوقفه هو موسى عليه السلام.

 

#- ولفظ (فنزلت إلى موسى) أي نزلت من مقام الخصوصية حتى مررت على موسى .. وليس بمعنى أنه نزل مخصوصا إلى موسى .. وإنما نزل مرورا ..  فانتبه ..!!

 

- فحكمة مراجعة موسى للنبي لأنه هو من سأله ... ولذلك دار الحوار بين النبي محمد وبين موسى لأنه هو من أوقفه سأله .

 

- إذن: لا وجه للإستغراب في مراجعة موسى للنبي دون غيره من الأنبياء .. لأن غيره من الأنبياء لم يسأله .. هذا ببساطة.


#- وجاء في رواية حديث حسن السند ولكن فيه غرابة في متنه تضعفه .. إذ جاء عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس بن مالك .. ومما جاء في الحديث: (فَرَجَعْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ ..، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: كَمْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً) رواه النسائي في سننه .. وقال ابن كثير عن هذه الرواية: فيها غرابة ونكارة جدا. (تفسير بن كثير ج5 ص9 طبعة دار الكتب العلمية)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن السند ولكن المتن في بعضه نكارة وغرابة .. ولكن هذا الجزء ليس فيه نكارة ولا غرابة وليس عليه معترض بل مستقيم الرواية فيه .. والله أعلم .. وسبق تحقيق هذه الرواية في الفصل الخامس والثلاثون .. تحت عنوان (س94: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء من بداية ركوب البراق وحتي قبل الوصول لبيت المقدس ؟). 

*************************

 

..:: س159: لماذا اختص الله موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه بل ويطلب منه أن يعود إلى الله ليخفف الصلاة على أمته ؟ ولماذا ليس إبراهيم وهو أبيه والأقرب إليه عند نزوله من السماء ؟ ::..

 

- من الأمور التي نلاحظها بعد أن أوحى الله لنبيه ما أوحاه .. وحين عودته أوقفه النبي موسى وسأله عما فرضه ربه عليه وعلى أمته .. وهنا البعض قد يسأل: لماذا موسى من أوقف النبي فسأله عما فرضه الله من الصلوات .. ولماذا ليس إبراهيم عليه السلام وهو أبيه وله الحق بهذا الشرف ف مراجعة النبي مع ربه .. بل وهو كان الأقرب إليه في السماء السابعة في حين موسى كان في السماء السادسة ؟!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: سؤالك عن إبراهيم بكونه كان الأحق في شرف مراجعة النبي عما فرضه الله عليه بدلا من موسى.. هو سؤال غريب جدا .. ليه ؟

1- لأنه ما علاقة كون سيدنا إبراهيم أنه أبو الأنبياء .. بكونه الأحق والأقرب أن يتكلم مع النبي ويطلب منه سؤال ربه ؟!!

- لأنه ببساطة عقلية سأقول لك: لماذا جعلت مقام الأبوة هو المقياس في هذه الأحقية .. ولم تجعل مقام التكليم مع الله مباشرة هو المقياس في هذه الأحقية ؟

 

2- وأبسط من ذلك .. من نحن لنقرر من هو الذي له الشرف والحق في ملكوت الحق ..؟!!

- فالله يختص برحمته من يشاء بما شاء حسب حكمته ووفق إرادته .

 

#- ثانيا: الحكمة من اختيار موسى ليسأل النبي عما فرضه الله عليه .. فهذا أخبرتنا به القصة نفسها .. وأجد فيها إشارة وذوقا.

- اعلم أخي الحبيب .. أن مقابلة موسى عليه السلام هو مراد الله .. ولم يكن من مراده مقابلة غيره .. وهذا سببا كافيا لنا كمؤمنين لنعتقده حتى ولو غابت عنا حكمته .. إلا لو ظهر لنا شيئا من الحكمة فنذكره .. فمن ذلك:

 

1- الله حرك موسى ليوقف النبي فيسأله عما فرضه الله عليه .. لأنه لما كان موسى أكثر أتباعا في زمنه عن غيره من الأنبياء ولم يكن هذا لغيره .. وقد جرب مسألة فرض الصلوات وتعب من بني إسرائيل في أدائها وفعلها .. ويقال أنه تم فرض صلاتين فقط عليهم واتعبوه بني إسرائيل في أدائهما .. فأشفق موسى على النبي وأمته حينما علم منه فرض الخمسين صلاة .. وهذا ما يظهر من الأحاديث إذ قال موسى للنبي: (أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ (أي اطلب منه التخفيف)) صحيح البخاري .

 

#- وفي رواية بلفظ: (وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ (أي تعاملت معهم وجربت النفوس قبلك في مسألة فرض الصلوات).. وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ (أي حاولت كثيرا تقويمهم لأداء تلك الفريضة فأتعبوني لأني وجدت منهم ضعف شديد في أدائها).. فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ) صحيح البخاري.

 

@- إشارة ذوقية: الذي أحسبه وأظنه: أن موسى ما هو إلا رحمة من الله لنبيه ظهرت في صورة موسى .. لأنه لما كان نبيه صلى الله عليه وسلم في مقام الخصوصية قد رضي بالخمسين ولم يسأله الله بالتخفيف في ذلك .. فظهرت صورة رحمة الله على يد موسى عليه السلام .. حتى يخفف عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- فكان الظاهر لنا موسى هو من أوقف النبي ليسأله .. ولكن حقيقة الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما التزم الأدب في مقامه مع الله ورضي بما قسمه له ولأمته من العبادة .. فأراد الله أن يرضي نبيه بمزيد من الرحمة والعناية لأمته محبة فيه وعناية به ليسهل تحقيق اتباع أمته له بل ورفع الحرج عنهم حتى لا يعصون الله لو وجدوا العبادة خمسون صلاة في اليوم .. فحرك الله موسى ليقابل نبيه ويسأله عما فرضه الله عليه .. ليحدث ما دار من حوار ترتب عليه تخفيف الخمسين إلى خمس ..

- فمن حيث الظاهر هو موسى عليه السلام من أوقفه .. ومن حيث الحقيقة هي أن موسى يمثل رحمة الله وشفقته بأمة النبي ومزيد عناية بنبيه ..

 

- والله حرك موسى مخصوص لأداء هذه المهمة للسبب الذي ذكرناه في أول الكلام .. من حيث أنه كان من ابتلي ببني إسرائيل في صعوبة أداء هذه الفريضة .. والله أعلم.

 

2- وهناك سبب آخر خطر ببالي .. وهو أن موسى حينما منعه الله من رؤيته في الأرض .. فأراد الله أن يجبر بخاطر موسى ويريه في السماء شيئا من نور التجلي الإلهي المباشر كيف يكون .. وذلك من خلال ما انعكس على النبي صلى الله عليه وسلم من نور الله عليه في ظاهره وباطنه .. فيرى من جمال هذا النور الإلهي ظاهرا ومنعكسا في هيئة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا .. والله أعلم .

 

@- وهناك سببا آخر ذكره الإمام بدر الدين العيني رحمه الله .. يتعلق بسبب مقابلة موسى من حيث أن كلاهما تكلم مع الله دون وساطة .. وهذا الرأي أذكره في كلام العلماء في البند التالي ..

 

#- ثالثا: من كلام العلماء في أسباب مقابلة موسى دون غيره من الأنبياء ..

1- قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله (المتوفى: 855هـ):

- فإن قلت: ما الحكمة في وقوع المراجعة مع موسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء ؟

- قلت: لأن ابتداء المراجعة كان موسى، عليه الصلاة والسلام، فلذلك وقعت معه.

- وقيل: قد قال موسى من كلامه أنه عالج بني إسرائيل على أقل من ذلك فما قبلوه وما وافقوه.

- ويستفاد منه: أن مقام الخلة مقام الرضا والتسليم .. ومقام التكليم مقام الإدلال والانبساط .. ومن ثَمَّ استبد موسى بأمر النبي صلى الله عليه وسلم .. بطلب التخفيف دون إبراهيم عليه السلام .. مع أن للنبي صلى الله عليه وسلم من الاختصاص بإبراهيم أزيد مما له من موسى .. لمقام الأبوة ورفعة المنزلة والاتباع في الملة. (عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج17 ص29-30).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): يقصد الإمام بدر الدين العيني بمقام الرضا والتسليم .. هو التسليم بما قسمه الله مهما يكن طالما قضى الله به وقدره .. ويقصد بمقام الإدلال والإنبساط هو مقام المؤانسة بالكلام بما فيه من مزيد عناية بالعبد والسماح له فيه بالكلام بخلاف من يتلقى الأوامر بالتنفيذ دون مراجعة .. وأنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مقام التكليم المباشر .. فقد فهم موسى بإمكانية العودة لمقامه عند الله ومراجعته .. ولكن إبراهيم عليه السلام ما كان ليقول له ذلك بل سيدعو له بالتوفيق .. ولكن لموسى بصيرة في ذلك المقام الذي كان يوما هو فيه .. فأعطى خبرته للنبي صلى الله عليه وسلم .. (والله أعلم).

 

2- قال الإمام بن حجر رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):

- قيل اختص موسى عليه السلام بهذا دون غيره ممن لقيه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنه:

- أول من تلقاه عند الهبوط ..

- ولأن أمته أكثر من أمة غيره ..

- ولأن كتابه أكبر الكتب المنزلة قبل القرآن تشريعا وأحكاما ..

- أو لأن أمة موسى كانوا كلفوا من الصلاة ما ثقل عليهم فخاف موسى على أمة محمد مثل ذلك وإليه الإشارة بقوله (فاني بلوت بني إسرائيل) ..

- قاله القرطبي: وأما قول من قال إنه أول من لاقاه بعد الهبوط فليس بصحيح .. لأن حديث مالك بن صعصعة أقوى من هذا .. وفيه أنه لقيه في السماء السادسة .انتهى.

- وإذا جمعنا بينهما بأنه لقيه في الصعود في السادسة وصعد موسى إلى السابعة فلقيه فيها بعد الهبوط ارتفع الإشكال وبطل الرد المذكور. والله أعلم. (فتح الباري ج13 ص487).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على كلام الإمام بن حجر ..

أ- الحديث قد أظهر سبب اختصاص موسى بلقاء النبي وطلبه من النبي مراجعه ربه .. ولا علاقة لسبب اختصاص موسى بالأقوال التي أشار إليها الإمام بن حجر .. لأن سبب اختصاص موسى هو ببساطه:  لأن موسى هو أول من سأله ..!!

- وأجمل الكلام ما قاله الإمام بدر الدين العيني رحمه الله ..

 

ب- ثم كان تكرار مراجعة موسى للنبي .. هو شفقة من موسى على النبي في توجيه أمته وعلى أمته نفسها من كثرة العبادة لو كانت خمسين ..

 

ج- أما عن مسألة كان موسى في السادسة وصعد للسابعة لمقابلة النبي .. ومثل هذا الكلام .. فلا داعي له أصلا ولا وجود له في الروايات .. لأن المقصد بجملة (أول من لاقاه) .. أي أول من لاقاه فسأله عما فرض عليه ربه .. هكذا أرى تفسير هذه الجملة ..

- وبالتالي لا وجه صحيح لما رد به الإمام بن حجر على الإمام أبو العباس القرطبي .. هذا رأيي والله أعلم .

 

#- رابعا: من الإشارات التي ذكرها العلماء في أسباب تكرار طلب موسى من النبي لتخفيف الصلوات ..

1- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (852 هـ):

- وأبدى بعض الشيوخ حكمة لاختيار موسى تكرير ترداد النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

- لما كان موسى قد سأل الرؤية فمُنِع .. وعرف أنها حصلت لمحمد صلى الله عليه وسلم قصد بتكرير رجوعه تكرير رؤيته ليرى من رأى .. كما قيل: لعلي أراهم أو أرى من رآهم. (فتح الباري ج1 ص463).

 

2- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):

- قال القرطبي: الحكمة في تخصيص موسى بمراجعته النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمر الصلوات .. لعلها لكون أمة موسى كلفت من الصلوات بما لم يكلف به غيرها من الأمم فثقلت عليهم فأشفق موسى على أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مثل ذلك، ويشير اليه قوله: (إني قد جربت الناس قبلك). (الآية الكبرى في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص30).

 

- قوله (قال القرطبي): يقصد به الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله (المتوفى:656 هـ) - شارح البخاري ومسلم .

 

3- قال الإمام  محمد الأمين الهَرَري الشافعي رحمه الله (المتوفى:1441هـ):

- والحكمة في أن موسى - عليه السلام - اختص بالمراجعة دون غيره من الأنبياء:

- أن أمته كلفت من الصلوات بما لم يكلف به غيرها فثقلت عليهم .. فرفق موسى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم لكونه طلب أن يكون منها ..

- وأيضًا .. فقد طلب موسى الرؤية فلم ينلها ومحمد نالها من غير طلب فأحب مراجعته وتردده ليزداد من نور الرؤية .. فيقتبس موسى من تلك الأنوار ليكون رائيًا ممن رأى ربه .

- وفي هذا المعنى قال ابن وفا:

والسر في قول موسى إذ يردده ... ليجتلي النور فيه حيث يشهده

يبدو سناه على وجه الرسول فيا ... لله حسن جمال كان يشهده. (الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ج4 ص178).

 

- وهذه الإشارة التي ذكرها الإمام بن حجر والهرري وغيرهما .. قد ذكرها كثير من علماء المسلمين .. استحسانا لهذا القول على سبيل الإشارة ..

 

#- خامسا: البعض اعترض الإشارة المذكورة في كتب العلماء وهي أن موسى طلب من النبي مراجعة ربه ليزداد نورا مما رآه في النبي بعد لقاءه بربه .. وقال المعترض: أنه لم يثبت الرؤية للنبي إلى ربه .. فلا تصح هذه الإشارة .. !!

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. هذا الإعتراض في غير محله وفيه نظر .. ليه ؟

1- لأنه لو لم تكن الرؤية ثبتت عند المعترض لأنه مال لأحد الرأيين في مسألة الرؤية وهي الرؤية القلبية .. فقد ثبت الرأي الآخر وهي الرؤية العينية عند غيره من السلف والخلف .. فلا اعتراض حينئذ على أصحاب هذا الرأي بهذه الإشارة ..

 

2- وسواء اتفق للنبي رؤية الله بعينه أو بقلبه .. والغالب أنه بقلبه .. ولا فرق بين هذا وذاك من وجهة نظري لأن النبي يرى بقلبه كما يرى بعينه .. !!

 

- لكن المهم هنا .. سواء كانت الرؤية بالعين أو بالقلب .. فالمسألة هنا لم يفهمها المعترض من أهل الإشارة .. لأن الإشارة هنا متعلقة بوجود النبي في مجلى النور الإلهي .. وموسى أراد أن يأنس ويتنسم بهذا النور لما رآه في وجه وقلب النبي حين عودته .. لعله ينعكس عليه من جمال هذا النور عليه ..

 

@- وسأوضح لك هذه المسألة بمثال واضح جدا لتفهم الإشارة ليستقيم الفهم في عقلك وقلبك:

- لما كان موسى آنس النور من وجه وقلب النبي بل ذاته كلها كانت محلاه بالنور .. فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لموسى في هذا المشهد كحامل المسك الذي يأنس بوجوده في حضرته لأنه يتنسم من جميل رائحته وأنواره التي تجلى الله بها عليه .. فإذا كان النبي يمدح جليس الخير ويصفه بأنه كحامل المسك .. فما بالك بمجالسة سيد الناس وجليس الرحمن في مقام الرضوان ؟!!

 

3- إذن الإشارة هنا: لا علاقة لها بالرؤية بحد ذاتها .. وإنما لها علاقة بمجالسة جليس الله في مقام الخصوصية ليتنسم من مسك أنواره التي تجلى الله بها عليه .. وأراد موسى أن يتذوق من هذا النور الذي رآه في وجه النبي وقلبه لعله يتنسم من أنوار الحبيب شيئا مما تجلى الله بها عليه ..

 

- مما سبق يتضح لك أخي الحبيب .. أن الإعتراض على الإشارة التي ذكرها العلماء في سبب مراجعة موسى للنبي .. هي إشارة باطنية لطيفة جدا .. ولا علاقة لها بما ذكره المعترض أصلا ..!! وإنما هو لم ينتبه لمقاصد أهل الإشارة فغاب عنه تذوق مقصدهم ..

 

4- وأحب أن ألفت نظرك أخي الحبيب .. بأن هذه الإشارة يشيرون بها لسبب ذوقي مستتر من وراء هذه المراجعة .. لأن السبب الظاهري هو كان الغرض من هذه المراجعة الإشفاق على النبي وأمته .. فكأن هذه المراجعة كان لها سبب ظاهري بالإشفاق على أمة النبي وعلى النبي نفسه حتى لا يتعب من توجيه أمته .. وسبب باطني في نفس موسى بالإشفاق على نفسه ليكتسب من جمال نور النبي الذي اكتسبه من مولاه ..

- والله أعلم .

*****************

..:: س160: كيف يكون موسى هو أول من لقيه النبي عند نزوله من المعراج في حين أن أول من يقابله هو إبراهيم لأنه في السابعة وموسى في السادسة ؟ ::..

 

- بعض المشككين في روايات المعراج يقول: كيف يكون موسى أول من لقيه النبي عند نزوله في حين أن أول من يقابله هو إبراهيم لأنه في السابعة وموسى في السادسة ؟ أليس هذا دليل على اضطرابات هذه الروايات وفسادها ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاءت رواية بلفظ: (ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ .. فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ) صحيح البخاري.

 

#- الآن أقل لك:

1- في أي مكان من روايات المعراج .. قد أتى فيها أن النبي أول من قابله هو موسى ؟!!

- لا يوجد رواية قالت بذلك..

- لأن أصلا أول من قابله النبي حين عودته من مقام الخصوصية .. هو جبريل عليه السلام.. فكيف يقال أن أول من لاقاه وقابله هو موسى ؟

 

2- بل الروايات قالت أن النبي مر على موسى (أي في جُملة من مر عليهم حين عودته) .. إلا أن موسى هو أول من مر عليه النبي فاستوقفه موسى وسأله عما فرضه الله عليه .. ولم يفعل ذلك أي أحد ممن مر عليه حتى مر على موسى في السماء السادسة .. ولا حتى سأله أحد ممن مر عليهم بعد السماء السادسة.

 

- وسبق وذكرنا .. أن لفظ المرور على موسى .. أتى في الحديث لتفهم أنه كان يمر عند نزوله على من قابلهم حين عروجه .. ولكن لم يستوقفه أحد سوى موسى عليه السلام ..

 

3- ولكن من قال بجملة (أول من لاقاه كان موسى عند عودته) إنما هو بعض أهل العلم في كتبهم .. ولا علاقة لروايات الحديث بذلك ..!!

- بل وأظن كان يقصد أن أول من لقيه عند عودته من مقام الخصوصية هذا باعتبار من سأل النبي عما فرضه الله عليه .. ولم يفعل ذلك سوى موسى عليه السلام .. وليس جبريل وليس إبراهيم .. فانتبه وكن بصير .

- فأولية اللقاء المقصود منها لقاء السؤال وطلب مراجعة الله .. وليس مجرد المرور بالسلام عليه .. فانتبه .

 

4- ثم وجدت البعض يشير أن أول ملاقاة مع النبي كانت موسى .. وذلك من خلال ما جاء في الحديث الصحيح: (فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً .. فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ .. حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى) صحيح البخاري ومسلم .

 

- قلت لك: لو ظننت أن الحديث السابق فيه أن أول ملاقاة كان بموسى .. فأنت لم تقرأ الرواية جيدا حتى تفهمها .. فالحديث قال (فرجعت بذلك) أي أخذت فرض الصلوات ونزلت لأعود إلى الأرض ... ثم قال الحديث (حتى أمر بموسى) أي حتى أمر في طريقي بموسى فيسألني عما فرضه الله على أمتي ..

 

- أما عن التوهم بأن لفظ الحديث معناه أن النبي فرضت عليه الصلوات ورجع بها حتى يمر على موسى ... فهذا كلام أبعد ما يكون عن العقل أو الفهم أو منطوق الحديث أصلا .. لأن النبي لم تفرض عليه الصلوات ليرسله الله بها لموسى ..!! فهذا جهل عجيب في الفهم ..!!

 

#- مما سبق أخي الحبيب:

- يتبين أن الاضطراب ليس في الروايات .. وإنما في عقل المشكك في الروايات لضعف ملكة الفهم عنده .

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 12 تعليقًا:

  1. جزى الله عنا سيدنا موسى عليه السلام ما اهله
    وجزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير ما جازى به نبيا عن امته

    وكأنه بقدر الرضا والتسليم يكن الأنس والتكليم

    جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    وبارك فيك وحواليك آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمين .. سول الملك الحق المبين ..
    اللهم اجعل في قلوبنا نورا .. وفي ألسنتنا نورا وفي اسماعنا نورا وفي أبصارنا نورا
    وعن أيماننا نورا .. وعن شمائلنا نورا .. ومن فوقنا نورا ومن تحتنا نورا .. ومن بين
    أيدينا نورا ومن خلفنا نورا .. واجعل في نفوسنا نورا .. وأعظم لنا نورا

    اللهم اجعل لنا نصيب من الاستمداد من نور النبي صلى الله عليه وسلم
    ظاهريا بحسن اتباعه وطاعته والإقتداء به
    وباطنا بدوام حضور القلب في حضرة الله وفي حضرته .. وإن يرزقنا رؤيته .
    امين

    ردحذف
    الردود
    1. # ما أجمل وأروع تلك الإشارة الذوقية تبعك ياأستاذ خالد راقت لي كثييرا..
      أن موسى ما هو إلا رحمة مهداه من الله لنبيه ظهرت في صورة موسى .. يا الله..
      لأنه لما كان نبيه صلى الله عليه وسلم في مقام الخصوصية قد رضي بالخمسين ولم يسأله الله بالتخفيف في ذلك..
      فظهرت صورة رحمة الله علي يد موسي عليه السلام.. حتى يخفف عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم.

      فمن حيث الظاهر هو موسى عليه السلام من اوقفه ومن حيث الحقيقة هي أن موسى يمثل رحمة الله وشفقته بأمة النبي ومزيد عناية بنبيه..
      سبحانك ربي ما أجملك وما أعظمك ❤️❤️

      #وحضرتك ذكرت إشارة باطنية جميلة لامست قلبي في سؤال سيدنا موسى لسيدنا رسول الله ويبين لنا أيضا مدى حب وشوق سيدنا موسى الشديد لرؤيه مولاه ❤️ ..
      وهو سبب باطني في نفس موسي بالإشفاق علي نفسه ليكتسب من جمال نور النبي الذي اكتسبه من مولاه .
      فالجمع بين الإشارة الظاهرة والباطنة أعطى تذوق جميل.

      فاللهم صل على النور الأحمدي والذات المحمدي ولا تحرمنا رؤياه في الدنيا ولا شفاعته في الآخرة يارب العالمين🤲💚💚🤲

      حذف
  3. أعجبني رد حضرتك بالنسبة لسؤال عن إبراهيم بكونه كان الأحق في شرف مراجعة النبي عما فرضه الله عليه بدلا من موسي ..
    فعلا فهذا سؤال غريب جدا كما ذكرت وجاء رد حضرتك كالأتي :
    ✨أبسط من ذلك.. من نحن لنقرر من هو الذي له الشرف والحق في ملكوت الحق..؟!!
    فالله يختص برحمته من يشاء بما شاء حسب حكمته ووفق إرادته .✨
    كلام جميل وبسيط وذو معني عميق 🌾🥀🌾

    ردحذف
  4. مر ثلاثة رجال بأمرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه،وطلبوا منها شيئ يؤكل
    فقد أنهكم الجوع وطول السفر
    فقالت :والله ماعندي شيئ لأقدمه لكم
    فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع فطلب من العجوز أن يحلبها
    فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها)
    فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور
    فطلب إناء ليحلب الشاة، وما ان قال بسم الله حتى أنملأ الضرع بالحليب
    فحلبها ودعا العجوز فشربت وشرب صحبه ثم شرب آخرهم، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم
    عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته فسأل زوجته عن مصدر اللبن فقصت له ماحدث
    فقال لها صفيه لي:
    من هنا نبدا، واسمعوا وصف امرأة عجوز تسكن الباديه
    قالت لزوجها:
    رأيت رجلا ظاهر الوضاءه
    أبلج الوجه(مشرق الوجه)
    لم تعبه نحله(نحول في الجسم)
    ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن)
    ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين)
    ولم تزر به صعله (صغر في الرأس)
    وسيم قسيم (حسن وضيئ)
    في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض)
    وفي أشفاره وطف (طول شعر العينين)
    وفي صوته صحل (بحه وحسن)
    في عنقه سطع (طول)
    وفي لحيته كثافه، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)
    إن صمت فعليه الوقار
    وإن تكلم سما وعلاه البهاء
    أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق لانزر ولاهذر (كلامه وسط لا بالقليل ولا بالكثير)
    كأن منطقه خرزات نظم ينحدر
    ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير)
    لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر
    غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثه منظرا
    وأحسنهم قدرا
    له رفقاء يحفون به، اذا قال أنصتوا لقوله
    وإن أمر تبادروا لأمره
    محشود محفود (عنده أصحاب يطيعونه)
    لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخال من الخرافه)
    هكذا كان وصف المرأة العجوز التي تربت في الباديه.......
    هذه أم معبد افضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم
    وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم
    هذا سيدي رسول الله....صل الله عليه
    وسلم.

    ردحذف
  5. ما كان لك سيأتيك رغم ضعفك ، وما لم يكن لك لن تناله بقوتك.

    في العالم أرزاق كثيرة ، أرزاق لا تقدّر قيمتها بمال  .. فارض بما قسم الله لكَ تكن أغنى الناس
    ولا تنظر لما في يد غيرك تسعد .

    محمد متولي الشعراوي رحمه الله

    ردحذف
  6. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده يارب
    كل مرة نرى حب الله لنبيه و رحمته به تتجلى في كل المواقف
    من جميل ما قرأت:
    -------------
    إشارة ذوقية: الذي أحسبه وأظنه: أن موسى ما هو إلا رحمة من الله لنبيه ظهرت في صورة موسى .. لأنه لما كان نبيه صلى الله عليه وسلم في مقام الخصوصية قد رضي بالخمسين ولم يسأله الله بالتخفيف في ذلك .. فظهرت صورة رحمة الله على يد موسى عليه السلام .. حتى يخفف عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
    أ/خالد أبوعوف

    ردحذف
  7. أجمل ما في المواضيع أن الأستاذ يعلمنا كيف نبصر رحمة الله فيما يحدث ،نبصر حبه لنبيه ومن والاه ،ونتعلم كيف نتأمل أن خلف كل شيء وكل فعل هناك رحمة إلاهية تحركه ،هناك إرادة الله ،هناك لطف الله ،هناك حب الله
    يستخدم فيها من يريد وقت ما يريد
    ولكن تبقى يد الله فوق كل شيء ومشيئته
    حتى النبي موسى عليه سلام كان رحمة لنا
    سبحان الله
    -----------------------------
    عندما كان النبي صلى الله عليه و سلم في ضيافة مولاه وتجلى عليه بنوره وأوحى إليه ما اوحاه وقربه إليه ومنه أدناه فكان قاب قوسين
    فرض على أمته ما يعلم سبحانه وتعالى أنها لن تطيق له صبرا ولما رآى من حبيبه رضاه وطاعته وخجله في مراجعة ما أمره تجلى على كليمه موسى ليكون رحمة لنا و يرشده لطلب التخفيف عنا فيخفف عنا الخمسين صلاة إلى خمس صلوات وتفضل علينا بجبر النقص فيها وتمام الأجر منه رحمة وحبا لنبيه ومن والاه
    يا الله ما أجملك ونبيك ما أحلاه
    --------------------
    اللهمّ صلّ على النبيّ محمّد ما أحلاه – المُتَجَلَّى عليه بالنور عند الله – فأوحى الله إليه ما أوحاه .. وعلى آله وسلم

    ردحذف
  8. كان الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى يُدرس في مكة المكرمة فجاء إليه بعض معارفه وكانوا في كرب عظيم وقالوا له : نُريدك أن تذهب معنا إلى المدينة المنورة وتقف في الروضة الشريفة وتدعو الله لنا أن يفرج عنا فوافق الشيخ الشعراوي وكتب إلى عميد الكلية أني قد عزمت السفر لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فاستدعاه العميد وقال له : لماذا تكتب هكذا بل أكتب لزيارة المدينة
    فقال : لو كتبت هكذا لكنت خاسرا !!
    لأن الصلاة في مكة بمائة ألف وفي المدينة بألف فكيف أترك المائة ألف واذهب الى الألف #وإنما أنا ذاهب إلى من لولاه ماكانت الألف ولا المائة ألف ولا كانت المدينة حرما .
    🌟قال له :أذهب فذهب فلما وصل الى امام المواجهة الشريفة انشأ هذه الابيات
    🌟مولاي ضيفك من كل الدنا جاؤوا
    🌟فامنن عليهم بما شاؤوا لمن شاؤوا
    🌟و فوق ما عرفوا من فضل ربهم
    🌟ما قد عرفت و كم لله آلاء
    🌟ناولهمُ من فيوض الخير خصهمُ
    🌟فأنت قاسمها و الله معطاءودعا الله تعالى ..

    فما رجع الى مكة الا وقد فرج الله عنهم كربهم بفضله ومنته .
    فيا أيها العبد إذا ضاق بك أمر أو حزن أو كرب
    فما عليك إلا أن تكثر من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . جزاه الله خير الجزاء
    🌟⭐🌟⭐💚💚🌟⭐🌟⭐
    صلوات الله عليك يا حبيبنا وشفيعنا يوم نلقاك وعلى الك وصحبك وسلم تسليما

    ردحذف
  9. فليطمئن قلبك ❤

    دائماً ‏استبدلوا كلمة  *"ياليت"*
    بَـ كلمة  *"يا رب"*

    ‏واعلمو ان الله قادر على تحقيق ما تتمنون .. فقط أحسَنوا الظن بالله وهو * سيستجيب *

    سيدبّرها الله من حيثُ لا تدري حتى وإن كان ما تتمناه شِبه مُستحيل، سيُعطيك الله وسيدهشك بعطائه ..

    ‏نعمةٌ كبيرةٌ من الله أن توقظك مواقف الحياة اليومية من غفلتك ..

    ثم تعلقك مجدداً بالله بكلمةٍ تسمعها أو كتابةٍ تقرؤها ..

    أو صديقٍ يذكرك بالله أو همّ يجعلك لاتفارق الدعاء أو خلوةٍ ترتّل فيها آيات الله ..

    ردحذف
  10. أرأيتم لو أن طفلا بعد أن كسر شيئا في البيت..
    جاء إلى والدته..
    ووقف مستكينا خاضعا ..وعيناه دامعة تنظر للأسفل...
    وقال لها: أنا مخطئ مقر بذنبي..
    وأستحق العقاب ..
    لكن أرجو أن تسامحيني...ولن أعيدها مرة أخرى...
    بربكم ...أكان قلب أمّ يعاقب هذا الطفل ..؟!
    ولله المثل الأعلى ...سبحانه وبحمده ...
    أعطى أمهات العالم ...بل وكل المخلوقات جزء من مئة جزء من رحمته ..
    أيردك وأنت عاص طرقت بابه بذل وخضوع وخشوع واستكانة؟!
    أيردك وقد نطقت بقلبك توبة نصوحا..؟!
    أيردك وهو الغفور الرحيم التواب الحليم ..؟!
    أيردك وقد وعد بمغفرة الذنب وقبول التوب وإجابة الدعاء..!

    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا...

    ردحذف
  11. إذا أحبَّ اللهُ عبدآ جعلَ له قبولآ بين أهل الأرضِ وأهل السماءِ حتى إذ رأيته ظننتَ أنَّ الأشجارَ تريدُ أن تعانقَه وأنَّ الأزهارَ لا تحبُّ أن تفارقَه
    وحتى طيورِ السماءِ تودَّ لو تتركُ السماءَ وتسكنُ الأرضَ لترافقَه
    ياربِّ اجعلْ لنا ودًّا كما جعلتْ لعبادِك الصالحين
    وأدخلنا برحمتِك في عبادِك الصالحين
    واجعلنا مقبولي الجَهيرة سليمي السَّريرة
    نمرُّ على الدُّنيا مرورَ الكرام
    ===========
    اللهم صل على سيد الأنبياء النبي الأمي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف