بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة
#- فهرس:
:: الفصل التاسع والستون :: عن رحلة المعراج - الجزء السابع/ المعراج
لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات
الخمس ::
1- س163: هل تخفيف الصلوات لخمس صلوات قد حدث في مقام الخصوصية أم بعد
أن تخطى النبي موسى وهو عائدا للأرض ؟
2- س164: لماذا قالت بعض
الروايات أن الله خفف خمس صلوات وبعضها قال أن التخفيف كان عشرا وبعضها قال أن
التخفيف كان شطرا ؟
- (من شبهات المنكرين للمعراج).
#- أولا: بخصوص الروايات التي قالت أن التخفيف كان
خمسا – والروايات التي قالت أن التخفيف كان عشرا.
#-
ثانيا: عن حديث تخفيف الصلوات بأنه كان بالشطر ..
3- س165: كيف يمكن أن ينسخ الله أمرا قبل التبليغ به وهذا شيئا لا يعقل حدوثه وإلا اتهمنا الله بالبداءة ؟
#- أولا: بالعقل
يا محترم.
#- ثانيا: ما المشكلة أن ينسخ الله حكما بعد تبليغه ؟
*******************
:: الفصل التاسع والستون ::
*******************
..:: س163: هل تخفيف الصلوات لخمس صلوات قد
حدث في مقام الخصوصية أم بعد أن تخطى النبي موسى وهو عائدا للأرض ؟ ::..
-
من مسائل التي استوقفتني .. في روايات المعراج .. هو أن بعض روايات المعراج يظهر منها تضارب أو
تعارض .. لأن الروايات مرة قالت أن الموافقة على تخفيف الصلوات لخمسة تمت بين
النبي وربه .. ولكن في رواية أخرى تظهر أن الموافقة على تخفيف الصلوات لخمسة تم
بعد جاوز النبي موسى .. فهل تم إلزام النبي بالخمس صلوات في مقام الخصوصية أم في
بعد أن تخطى موسى ؟!!
#- وإليك تفصيل
ما سبق لتعي ما قلته لك:
-
الرواية الأولى: جاء في الحديث
الصحيح: (قَالَ "أي
النبي": سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى
اسْتَحْيَيْتُ .. وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ ..
-
قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ
فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) صحيح البخاري.
- فيظهر من لفظ هذا الحديث أن النبي بعد أن جاوز أي تخطى موسى
فسمع مناديا ينادي عليه والمقصد به أن الله ناداه .. ويقول له: أمضيت فريضتي وخففت
عن عبادي ..
-
ولكن يظهر من الحديث السابق أنه مناداة النبي بعد أن جاوز سيدنا موسى .. وذلك على حسب من فسر لفظ (جاوزت) بأنه لفظ بتعلق بمجاوزة بموسى
..
-
ملحوظة: هذا التفسير بأن التجاوز كان لموسى .. هو الذي سبب لي
إشكالية واستغراب في الروايات .. وليتني ما قرأته .. ولعل الله أراد من وراء ذلك
خير يظهر في حل هذا الإشكال إن شاء الله.
@-
وسبب الإشكالية هو أنه يُعقل تفسير لفظ (جاوزت) بمجاوزة موسى .. ليه ؟
أ-
لأنه لا يعقل أن يكلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ثمانية
مرات في مقام الخصوصية .. والمرة التاسعة حين ثبوت أمر الصلاة على خمسة فيخبره
بذلك النبي بعد نزوله من مقام الخصوصية وحين عودته
للأرض ؟ فكيف يمكن تصور ذلك أو يعقله عاقل ؟!!
ب-
وهذا التفسير الغريب يجعل البعض يظن أن الله رفض رجوع
النبي إليه وكأنه يقول لنبيه: لا أريدك أن تعود إلي مرة أخرى لتكلمني في شيء ..!!
ج-
بل وتفسير مجاوزة موسى وفرض الصلوات بعد مجاوزته .. هو أصلا
يعارض نص حديث صحيح مسلم معارض صريحة .. وهو ما أذكره لك الآن .. فانتبه وتابع معي
.
#- والآن ننتبه
للآتي:
- الرواية الثانية: جاء ما يثبت أن
هذا الكلام بين النبي وربه في مقام الخصوصية وليس بعد أن تخطى موسى .. إذ
جاء في الحديث: (قَالَ "أي النبي": فَلَمْ أَزَلْ
أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلَامُ حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ
هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا
كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ
تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً "، قَالَ:
" فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيفَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ) صحيح مسلم.
-
وفي رواية أخرى .. تثبت أن الحوار حدث بين النبي وربه وليس بعد
أن تخطى موسى .. إذ جاء في الحديث: (فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ
لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ:
رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي) صحيح البخاري.
-
فيظهر من الحديثين السابقين .. أن تخفيف الصلوات تم في مقام الخصوصية ..
وليس قبل أن يصل لموسى ..
- فكيف الجمع بين الحديث الأول والحديث
الثاني ..؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هذه المسألة أو الإشكالية قد استوقفتني حين مراجعة الروايات .. ولا أدري كيف مرت هذه الإشكالية على أصحاب
الشبهات والمنكرين للمعراج ..!!
-
بل والأغرب أن هذه الجزئية وهي قوله: (فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى
مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) .. لم أجد لها شروح فيما توافر عندي من مراجع
.. وأقصى ما وجدته هو شرح لأحد شراح الحديث .. وذكر أن معنى لفظ (جاوزت) أنه تجاوز
لسيدنا موسى .. أي حين تخطاه عائدا في طريقه إلى الأرض ..
#- ولكن للجواب على هذه الإشكالية ببساطة:
1-
أن
البعض فهم أن لفظ (جاوزت) يقصد به موسى عليه السلام .. وهذا خطأ .. لأن الحديث لم يقل (جاوزته)
وإنما قال (جاوزت).
2-
وهذا اللفظ (جاوزت): معناه لما تخطيت إلى القدر المسموح بطلب التخفيف فيه ..
وهو تخفيف الخمس الأخيرة بعد الأربعين ..
فسمعت من الله كذا وكذا.
3- وهذه الجملة الأخيرة وهي: (فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى
مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) قيلت على سبيل الحكاية وليست
على سبيل ترتيب أحداث القصة .. أي الراوي يستدرك ما فاته من القصة ولم يذكره سابقا
فيقول عن النبي أنه قال: فلما كان حاله التخفيف لأمته في مقام الخصوصية وجاوز إلى
الحد المسموح به للتخفيف فكلمه ربه في نفسه أن لا تسأل المزيد عما طلبت .. وقد
وجبت فريضتي عند هذا الحد وخففت عن عبادي .. ولك بكل (صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ
خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ
حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا ..... إلى آخر الرواية) ..
4-
وقد تقول متسائلا: أليس لفظ المناداة للبعيد .. فلماذا قيل (فناد مناد) في الرواية والنبي في حالة قرب
من ربه بأقرب ما يكون ؟
-
أقولك لك: أنت مخطيء مرة أخرى في الفهم .. لأن
المناداة تكون للقريب والبعيد .. هذا بالنسبة لنا كمخلوقين .. ولكن بالنسبة لرب
العالمين .. فلا يوجد قريب ولا بعيد .. فمحمد في السماء كيونس في بطن الحوت ..
فكلاهما في معية الله .. فافهم وانتبه وكن بصير .. وعلى هذا يكن فهمك لقوله تعالى:
(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) الصافات104-105.. ومثل قوله (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ
الطُّورِ الْأَيْمَنِ) مريم:52.. فليس الله ببعيد عن
خلقه .. إنما المناداة هي مناجاة خصوصية بين الرب وعبده .. والمقصد بالمناداة
للأنبياء هو طلب الإقبال للمناجاة الخاصة من خلال خصوصية جذب لهم .. وقد تكون للدلالة
على جذب الإنتباه الفوري لإيقاف أي فعل آخر مثل مناداة إبراهيم لوقف تنفيذ رؤياه
في ذبح ابنه اسماعيل.
-
وكذلك ظهر لفظ المناداة في الحديث النبوي .. ليتوقف
النبي عن طلب التخفيف إذ قد جاوز إلى الحد المسموح به وليستمع لما سيقال له ..
وهذا أظهرته الرواية الأخرى إذ جاء فيها شرح هذه المناداة: (يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ
صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ
صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ .... إلى آخر الرواية)
..
@- وإجمالا لكل ما سبق بيانه:
1-
فإن جزئية (فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ
فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) هي رواية بالمعنى العام .. واستدراك
لما سقط من الحوار ونسيه الراوي وأثبته في ختام الرواية.
-
علما بأنه قد جاءت الجزئية السابقة عن نفس الراوي وهو مالك بن أبي صعصعة بلفظ: (فَنُودِيْتُ أن قد أمضيتُ
فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عن عبادي وَجَعَلْتُ الحسنةَ بِعَشْرِ أمثالها) رواه ابن أبي عوانة في مستخرجه
بسند صحيح .
-
وفي لفظ آخر لنفس الراوي أيضا بلفظ: (فلما نَفَذْتُ نادَاني مُنَادٍ:
إنِّي قد أَنْفَذْتُ فَرِيضَتِي وخَفَّفْتُ عن عبادي) رواه أبن أبي عوانة في مستخرجه
بسند صحيح.
-
ولفظ (َنفَذْتُ) بمعنى لما نفذت برجاء التخفيف
إلى آخر ما هو مسموح لي من التخفيف وهو تخفيف الخمس صلوات الأخيرة .. فسمعت كذا
وكذا ..
2-
والقصة التفصيلية لآخر الحديث مع موسى .. فهي التي رواها مسلم في صحيحه
وقد ذكرتها لك في بداية الإجابة على هذه الإشكالية .. وهي التي جاء فيها: (قَالَ "أي النبي": فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ
رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى قَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ
صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ
يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، .... إلى آخر الحديث).
-
والله أعلم .
*************************
..:: س164: لماذا قالت بعض الروايات أن
الله خفف خمس صلوات وبعضها قال أن التخفيف كان عشرا وبعضها قال أن التخفيف كان
شطرا ؟ ::..
(من شبهات المنكرين للمعراج)
- اعلم أخي الحبيب .. يوجد اختلاف في عدد المرات
التي ذهب فيها النبي إلى الله بين موسى ومقام الخصوصية .. وذلك نتيجة العدد الذي كان يخففه الله في كل
مرة .. وانقسمت الروايات في ذلك إلى ثلاث اختلافات لوصف كيفية تم تخفيف الصلوات ..
وإليك بيان بسيط لما سبق لهذه الاختلافات:
#- الأول: كل مرة يتم تخفيف الصلوات لخمس صلوات .. فعلى هذا
يكون ذهاب النبي تسع مرات.
- إذا جاء في الحديث الصحيح: (فَنَزَلْتُ
إِلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى
أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ "، قَالَ: " فَرَجَعْتُ إِلَى
رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ...) صحيح مسلم.
#- الثاني: كل مرة يتم اسقاط أي تحفيف عشرة صلوات و المرة الأخيرة خمس .. فعلى هذا يكون ذهاب النبي خمس مرات.
- إذ جاء في الحديث الصحيح: (فَمَرَرْتُ
عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً
كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ
يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ
لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ
عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ
فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا .....) صحيح البخاري.
#- الثالث: كل مرة يتم اسقاط شطرها ثم شطرها إلا خمسة ..
فعلى هذا يكون ذهاب النبي مرتين.
- إذ جاء في رواية صحيحة عن الزهري عن أنس
بن مالك وجاء في الرواية: (مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ:
مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاةً،
قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ،
فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ: وَضَعَ
شَطْرَهَا، فقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ،
فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ
شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ
أُمَّتَكَ لَا تُطيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ
خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ) صحيح البخاري.
@- وقد استغل المشككين في روايات المعراج
ما سبق .. وصنعوا من أنفسهم مرجفين على اليوتيوب وصفحات الإنترنت .. فرحين بهذا الإختلاف
بين الروايات من وجهة نظرهم .. وكأنهم وجدوا كنزا ينكرون به أحاديث المعراج .. !!
#- وإليك
أخي الحبيب كيفية فهم هذه الروايات .. حتى تعلم ضآلة عقل وعلم وفَهم من أنكروا
واعترضوا وشككوا في أحاديث المعراج.. وأنهم جهلاء بكل يقين ..!!
#- أولا: بخصوص الروايات التي قالت أن التخفيف كان خمسا – والروايات التي قالت أن
التخفيف كان عشرا.
1- قال الإمام نور الدين الهروي القاري
رحمه الله (المتوفى: 1014هـ):
- (قال: فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب
خفف على أمتي) أي: عنهم وعدل إلى على لتضمين التهوين (فحط عني) أي: فوضع عن جهتي ولأجلي عن
أمتي (خمسا) أي: خمس صلوات .. ولعل التقدير خمسا فخمسا
.. فيوافق رواية عشرا .. والأظهر أن رواية عشرا اقتصار من رواية خمسا. (مرقاة المفاتيح ج9 ص3767).
- يقصد الإمام الهروي القاري رحمه الله ..
أن رواية العشر هي رواية مختصرة .. إذ اختصر مرات الخمس لعشر .. فبدلا من
أن يقول خمسا فخمسا .. فقال عشرا فعشرا.
- علما بأن المعتمد عند عموم علماء
المسلمين هو أن التخفيف كان خمسا فخمسا فكان العودة إلى الله لطلب
التخفيف هو تسع مرات .. والله أعلم .
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. أما عن حديث تخفيف
الصلوات بأنه كان بالشطر .. فإليك توضيح ذلك:
- الشطر: بمعنى الجزء والبعض والإنقاص .. وليس بمعنى
النصف ..
- وهذه الرواية عن الزهري عن أنس بن مالك والتي
جاء فيها لفظ: (فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ
شَطْرَهَا) هي رواية في أصلها مروية بالمعنى المختصر
.. وأبسط دليل على ذلك أن تم روايتها عند الترمذي بلفظ مختصر آخر جاء فيه من
طريق آخر عن الزهري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ
.. ثُمَّ نُقِصَتْ
حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا .. ثُمَّ نُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ .. إِنَّهُ لَا
يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ .. وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الخَمْسِ خَمْسِينَ) رواه الترمذي وغيره .. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
- إذن الرواية المنقول في جزئية تخفيف
الصلوات بشطرها .. أتت بلفظ (نقصت) من رواية أخرى
.. فتبين أن المقصود بالشطر هو التخفيف بالإنقاص دون تحديد العدد .. فهي رواية مختصرة في
ألفاظها جدا ويقصد تخفيف شطرها أي جزء منها أو بعضها أو انقاصها .. وأوضح لنا ذلك
السند الآخر عند الترمذي .. والذي هو مروى أيضا عن الزهري عن أنس بن مالك .. ولكن
من طريق آخر وجاء فيه بلفظ: (ثم نقصت) بدلا من لفظ (شطرها) ..
- علما بانه قد سبق وناقشنا رواية البخاري
التي جاء فيها: (فَرَاجَعْتُ،
فَوَضَعَ شَطْرَهَا) .. بأنها رواية مختصرة بل وغير مرتبة الأحداث .. وسبق
تحقيق الكلام على هذه الرواية بالتفصيل .. ارجع إلى الفصل الثامن والأربعون .. تحت عنوان: (س119:
هل دخل النبي الجنة أولا عند سدرة المنتهى أم
ذهب لسدرة المنتهى عند مقام الخصوصية ولقاء الله مباشرة ثم عاد إلى الجنة ؟).
#-
خلاصة القول:
- لا تسمح لجماعة المرجفين أن يسخروا من
إيمانك واعتقادك ويشككوك في معراج النبي .. فاثبت وثق في إيمانك .. واعلم أن الله من
ورائهم محيط ولن يطفئوا نور الله بأفواههم.. فاطمئن.
**************************
..:: س165: كيف يمكن أن ينسخ الله أمرا
قبل التبليغ به وهذا شيئا لا يعقل حدوثه وإلا اتهمنا الله بالبداءة ؟ ::..
- من المسائل الغريبة التي تجدها في كتب شراح
الأحاديث عند شرحهم لتخفيف الخمسين صلاة إلى خمس .. وهي مسألة تقول: هل يمكن نسخ الحكم قبل فرضه
؟ لأن معنى ذلك أن التصرف يوصف بالبداءة .. أي بدى أي ظهر لله رأى آخر خلاف ما كان
يراه أولا .. فغيره إلى الأفضل ..!!
- يعني باختصار: أن نسخ الصلوات طالما لم يتم تبليغه فكيف يتم
نسخه وهو لم يظهره الله لخلقه حتى يحكم لهم بخلافه ؟!!
- ومعنى البداءة .. يقال بدى له أي ظهر له بعد تحقيق ومراجعة
للأمر أن هناك رأي أفضل مما كان قد قال به أولا .. أي رأى رأيا ثم تبين له رأى
خلافه وأنه الأفضل فغير من رأيه للأفضل .. وهذا لا يليق إلا بحال المخلوقين وليس
الخالق جل شأنه ..
- كما في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ
لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) يوسف:35.
#- عموما هذه المسألة أخذها
المنكرين في زماننا للمعراج وأخذوا يتغنوا بها .. من باب أنهم ينتصرون لله جل شأنه ويبرئون
النبي من قوله لحديث المعراج .. وكأنهم الملاك البريء الذي هبط على الأرض فجأة
لتنوير المؤمنين عما غفلوا عنه ..!!
- وأصل هذه المسألة فرقة المعتزلة وقد
ذكروها في زمانهم من ألف عام سبق .. وأظن من تكلم فيها هو القاضي عبد الجبار رحمه
الله من فرقة المعتزلة .. ثم تبناها في زماننا المرجفين للمؤمنين في قصة المعراج
..
- وقبل الرد على ما سبق .. أريدك أن تنتبه لما سبق حتى تعلم كيف
يتلاعبون بعقول الناس ويستغلون جهلهم .. ويجعلوهم ينظرون لمنطقية العقل التي من
جانبهم فقط وفي أصلها لونا من الغباء الغير معقول أصلا في قصة المعراج .. وإنما
يستهوون الناس بكلمة أن العقل يقول كذا .. ومن وراء فعلهم وكلامهم هو الرغبة في الطعن
على الحديث النبوي الصحيح .. ويستغفلون البسطاء من ناحية أخرى بظهورهم بمظهر
الملاك البريء وأنهم ما يريدون إلا الحسنى والخير وتنوير العقول ..
- فلماذا لا ينيرون العقول بالأخلاق وحسن المعاملة ..
- إذن مما سبق: أردتك أن تنتبه وتاخد بالك وتعرف أنهم
بينقلوا من كتب العلماء بعض المسائل العلمية ويجعلوا منها شبهات لإرجاف المؤمنين
.. ويستهزؤون بعلماء المسلمين ويسخرون منهم بأقبح أنواع السخرية والإستهزاء ..
وحسبنا على ما يفعلون أن الله بهم محيط .. ويوم القيامة قريب.
- وإليك تحقيق الرد على هذه المسألة .. التي جعل بعض من يتبع منهج الإرجاف في زماننا
منها شبهة ليثبت بها أن حديث المعراج هو من اختراع العلماء ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: بالعقل يا محترم ..
1- عن مسألة أن النسخ لا يتم قبل
التبليغ .. فالبعض منكم يصفه بأنه من البداءة .. كما هو حال فرقة المعتزلة سابقا ..
فهذا كلام لا يمكن أن يقول به عاقل في قصة المعراج وإن كان قال به القاضي عبد
الجبار رحمه الله من فرقة المعتزلة سابقا .. ليه ؟
- لأنه لا يمكن تصديق ذلك في قصة المعراج .. إذ لو صدقنا ذلك لكان هذا لون من اللامعقول
لأي عاقل أن يصدقه في قصة المعراج .. ليه ؟
-
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ
صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ - فَرَجَعْتُ .. فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى) صحيح البخاري ..، وفي رواية بلفظ: (ثُمَّ فُرِضَتْ
عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً .. فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا
صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً) صحيح البخاري..، وفي
رواية بلفظ: (فُرِضَتْ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ
خَمْسُونَ صَلَاةً) صحيح مسلم.
-
إذن: يتبين لك أخي الحبيب .. أن الصلاة قد تم فرضها وتبليغها فعلا ..
والنبي صلى الله عليه وسلم أول المؤمنين الذين استقبلوا هذا التكليف الإلهي.
- فمسألة أن الله لا يصح أن ينسخ حكم قبل
تبليغه .. لا علاقة لها بقصة المعراج .. لأن الله أبلغ هذا الحكم لنبيه بنفسه ..
وعرفه به ..
2- من يقول بأن هذا الحكم تم نسخه
قبل تبليغه .. فليخبرنا أين في
المعراج قد ظهر مفهوم البداءة الذي أنت تصورت أنه حدث في قصة المعراج ؟!!
-
فإن لم يظهر لنا كيف أن الله نسخ حكم الخمسين صلاة لخمسة قبل تبليغ ذلك .. ودون أن يحذف أن نبي الله من المؤمنين الذي أبلغهم الله بذلك .. فهو حينئذ شخص كاذب .. أو هو شخص مخرف أو
مرجف من مرجفين زماننا .. ثم إذا كان مكذبا للحديث النبوي فلماذا يجادل فيه
؟!!
#- ثانيا: ما المشكلة أن ينسخ الله حكما بعد تبليغه ؟
1-
هل قال الله لنبيه: قضي الأمر فيما أخبرتك به أو لا تناقشني فيما
فرضته عليك ؟
-
لا .. لم يقل.
-
إذن: فالمسألة لم تكن قضاء مبرم .. وإنما قضاء معلق على حكمة
أرادها الله .. ولذلك من قال أن هذا يعتبر بداء .. لا .. إنما هو داء في عقله يسبب
له الخَّرف.
2-
هل الله محكوم بما ينطق به حتى لا يغيره أو يبدله أو
يمحوه ؟
- أكيد .. لا
.. لأن من يظن ذلك فهو بعيد عن مفهوم الإيمان وإلا ما كان حكم على الله بأنه
محكوم يأمر به وكأنه فقد القدرة بعدما أمر بأمر أو نهى عنه ..!!
3-
يقول تعالى: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد:39.
- فما المانع أن يمحو الله ما يشاء من حكمه
وينزله من خمسين إلى خمسه ؟!!
- كما غيَّر حكم القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام ..
-
وكما غير حكم ذبح إبراهيم لابنه إلى المنع ..
-
فهل حسب منطق هؤلاء المنكرين لتخفيف حكم الصلاة .. كان الله لا يعلم ثم لما علم غير رأيه
للأصوب ؟!!
- ما لهم كيف
يحكمون أم على القلوب أقفال ؟!! نعوذ بالله من الخذلان بعد البيان.
4- الذي ينكر تخفيف الصلوات من
خمسين لخمسه .. لماذا لم ينكر قوله تعالى: (الْآنَ
خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ) الأنفال:66 .. بل وينكر كل تدرج في أحكام
القرآن كالتدرج في تحريم الخمر ..؟!
- أم هي الرغبة في إنكار معراج النبي صلى الله عليه وسلم
؟!!
- شيء غريب ..!!
#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
1- ما أكثر المنكرين لمعراج النبي
صلى الله عليه وسلم .. ويتبعون منهجية الإرجاف ليفسدوا على المؤمنين حبهم بما
أكرم الله به نبيهم صلى الله عليه وسلم ..
2-
واعلم أخي الحبيب .. أن الله إذا أمر بشيء ثم أبدله بحكم آخر أو
خفف فيه .. فإنما جل شأنه يفعل ذلك تلطفا بالنفوس ورحمة بهم .. وليس لأنه ارتقاء بالحكم الإلهي لما
فيه كمالا له جل شأنه ..!!
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ردحذفاللهم ثبتنا
وجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
امين يارب العالمين
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف:
حذفيقول د. مصطفى محمود .. في مقاله .. أمام قبر الرسول .. من كتابه : الغد المشتعل:
....
وقفت أمام قبر الرسول الكريم مُنكس الرأس حياءً و قد هَرَبَت مِني الكلمات .. كُلّي حياء منك يا رسول الله ..
أحسنت التبليغ عن ربك وما أحسنّـــا .. وأحسنت النصح لأمتِكَ وما نصحنـــا .. وحملت كتابك بقوة وما حملنـــا .. وانتصرت للحق وما انتصرنـــا ..
واكتفى بعضنا بلحيته ، وقال هي سنَّتَك .. وقصّر البعض جلبابه ، وقال هو أمرك .. واستسهلوا السهل ، وخانوا الأهل ، واكتفوا من الدين بقشرته ، ومن الجهاد بسيرته .. وقعدوا وقعدنا معهم ..
ورَكِب أكتافنا الدون والسُوقة ورِعاع الناس وشذاذ الآفاق ، وسفحوا دماءنا واستباحوا أرضنا وشتتوا شملنا .
يا شفيع العالمين وجاه الضعفاء والمنكسرين ، إشفع لنا عند ربك لعله يتوب علينا ويرضَى .. فقد وعَدَنا ووعده الحق أننا سندخل المسجد كما دخلناه أول مرة ، وسندمر كل ما رفعت إسرائيل من بناء ، وكل ما شيَّدَت من هياكِل .. فلا توبة لنا إلا بتوبته ، ولا رضا إلا برضاه ..
ولا مدخل إلى شفاعته إلا من بابِك ، ولا قُربَى إلا من رِحابك .
ادع لنا ألا يطول علينا الليل وألا يدركنا الويل .
والسلام عليك يا محمد وصلــوات اللــّــه عليك يوم وُلِدتَ ويومَ مُت ويومَ تُبعَثُ حيّا .
والسلام على الكِرام البررة .. سادة البشر وأئمة الدنيا .. أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ .. والنجوم الزواهر من صحابتك الذين عاشوا تحت ظلال السيوف ..
وادع لنا نحن جندك في مصر الذين قلت عنّا :
أننا خير أجناد الأرض ، وأننا في رباط إلى أن تقوم الساعة ..
أن نكون عند حسن ظنِك .. وأن نكون مصداقاً لنبوءتك وآية لرسالتك .
والسلام عليك إلى يوم يقوم الأشهاد .
=========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم
{تبسيط السؤال الأول}
ردحذف# الإشكالية المتعلقة بتخفيف الصلوات في رحلة المعراج:
تدور الإشكالية حول توقيت تخفيف الصلوات إلى خمس: هل تم ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وربه في مقام الخصوصية، أم بعد أن تجاوز النبي موسى عليه السلام وهو عائد إلى الأرض؟
# الرواية الأولى:
ورد في الحديث الصحيح: "سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ... فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي" (صحيح البخاري).
يبدو من هذا الحديث أن النداء سُمع بعد أن تجاوز النبي موسى، حيث فُسر لفظ "جاوزت" على أنه تجاوز موسى عليه السلام.
# الرواية الثانية:
في رواية أخرى، يظهر أن التخفيف تم في مقام الخصوصية بين النبي وربه، فقد ورد في الحديث: "فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى... حتى قال: يا محمد، إنها خمس صلوات" (صحيح مسلم).
وهذا يشير إلى أن التخفيف تم قبل أن يعود النبي إلى موسى.
# توضيح الإشكالية:
يتبين أن لفظ "جاوزت" ليس له علاقة بتجاوز موسى، بل يعني تجاوز الحد المسموح بطلب التخفيف. والنداء الذي سمعه النبي كان بمثابة إقرار من الله بأنه قد تم فرض خمس صلوات. هذا التفسير يجعل الرواية "فلما جاوزت" مجرد استدراك من الراوي وليس ترتيبًا زمنيًا للأحداث.
# الجمع بين الروايتين:
- الرواية التي تتحدث عن "فلما جاوزت" يمكن تفسيرها على أنها استدراك من الراوي لجزء من الحوار الذي نسي ذكره في سياق القصة.
- الرواية التفصيلية التي رواها مسلم توضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنقل بين الله وموسى عدة مرات لطلب التخفيف، حتى بلغ الحد المسموح، وهو خمس صلوات.
# شرح لفظ "نادى منادٍ":
البعض قد يظن أن لفظ "نادى" يشير إلى البعد، لكن الله سبحانه وتعالى لا يوجد قريب أو بعيد بالنسبة له، فهو قريب من عباده في كل مكان، كما في قوله تعالى: "وناديناه من جانب الطور الأيمن" (مريم: 52).
فالنداء في الحديث يشير إلى مناجاة خصوصية بين الله ونبيه، لطلب إيقاف طلب التخفيف عند هذا الحد.
# خلاصة:
الإشكالية كانت ناتجة عن سوء فهم للفظ "جاوزت" الذي لا يعني تجاوز موسى، بل تجاوز الحد المسموح في طلب التخفيف. والرواية التي ذكرت "نادى منادٍ" كانت استدراكًا لما لم يذكره الراوي في وقت سابق.
**********
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ❤️
# شبهات حول اختلاف روايات المعراج حول عدد الصلوات:
حذفالسؤال: لماذا قالت بعض الروايات أن الله خفف خمس صلوات، وبعضها قال التخفيف كان عشراً، وأخرى قالت أنه كان بالشطر؟
الجواب:
- الاختلاف في الروايات يتعلق بعدد المرات التي ذهب فيها النبي بين الله وموسى عليه السلام لطلب التخفيف. وجاءت ثلاث روايات رئيسية:
1. الرواية الأولى:
كان التخفيف كل مرة بخمس صلوات. هذه الرواية تقول إن النبي عاد تسع مرات لطلب التخفيف، وفي كل مرة كان الله يخفف خمس صلوات حتى وصلت إلى خمس صلوات.
- الحديث الصحيح يؤكد: "فرجعت إلى ربي، فحط عني خمسًا..." (صحيح مسلم).
2. الرواية الثانية:
التخفيف كان عشراً في كل مرة. بناءً على هذه الرواية، النبي عاد خمس مرات فقط، وفي كل مرة تم تخفيف عشر صلوات، والمرة الأخيرة خمس.
- جاء في الحديث: "فرجعت، فوضعت عني عشراً..." (صحيح البخاري).
3. الرواية الثالثة:
التخفيف كان بالشطر، أي نصف العدد في كل مرة حتى وصلت إلى خمس.
- الرواية تقول: "راجعت، فوضع شطرها..." (صحيح البخاري).
---
# تفسير اختلاف الروايات:
- أولاً: بعض العلماء، مثل الإمام نور الدين الهروي، قال إن رواية التخفيف "عشراً" قد تكون مختصرة؛ إذ تعبر عن الخمس المتتابعة بعشر، أي بدلاً من قول "خمسًا فخمسًا" تم اختصارها إلى "عشرًا". والأرجح أن الرواية التي قالت عشراً اقتصرت في التعبير عن عدد مرات الخمس المتتابعة.
- ثانياً: بالنسبة للرواية التي تقول إن التخفيف كان بالشطر، فالمقصود بـ"الشطر" ليس بالضرورة نصف العدد بالمعنى الدقيق، بل يشير إلى التخفيف بشكل عام. وتم إثبات ذلك من خلال رواية أخرى عن الزهري التي جاءت بلفظ "ثم نقصت"، مما يدل على أن المقصود هو إنقاص عدد الصلوات تدريجياً وليس نصف العدد بالضبط.
---
# كيفية فهم هذه الاختلافات:
- يجب أن نفهم أن هذه الروايات يمكن أن تكون نقلت بشكل مختصر أو مرويّة بالمعنى. وهناك روايات أخرى، مثل تلك التي عند الترمذي، تؤكد أن التخفيف حدث بشكل تدريجي، حتى وصلت الصلوات إلى خمس في النهاية.
********************
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ❤️
# الرد على الشبهات حول تخفيف الصلوات ونسخ الأحكام في قصة المعراج:
حذف# أولاً: تعدد الروايات حول تخفيف الصلوات
عند الحديث عن تخفيف الصلوات من خمسين إلى خمس، نجد عدة روايات تشرح كيفية التخفيف، وقد يستخدم المشككون هذا التنوع في الروايات للتشكيك في صحة الأحاديث. لكن من المهم فهم السياق والاختلافات بين الروايات.
1. الرواية الأولى:
كل مرة يتم فيها التخفيف بخمس صلوات، ووفقًا لهذه الرواية ذهب النبي تسع مرات إلى ربه.
- الحديث الصحيح جاء بلفظ: "فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَقُلْتُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا..." (صحيح مسلم).
2. الرواية الثانية:
كل مرة يتم إسقاط عشر صلوات، ما عدا المرة الأخيرة التي أسقطت خمس صلوات.
- الحديث الصحيح جاء بلفظ: "فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا..." (صحيح البخاري).
3. الرواية الثالثة:
التخفيف بشطر الصلاة، ثم شطرها مرة أخرى حتى تصل إلى خمس.
- الرواية تقول: "فَوَضَعَ شَطْرَهَا..." (صحيح البخاري).
كل هذه الروايات متوافقة في الفكرة العامة وهي تخفيف الصلوات، إلا أنها قد تختلف في الصياغة أو في كيفية تسلسل الأحداث، مما يدل على تنوع الطرق التي تم بها نقل الحدث.
# ثانياً: الرد على شبهة البداءة
المشككون يزعمون أن نسخ الحكم قبل تبليغه يعني أن الله قد "بدى له" رأي آخر، وهو مفهوم البداءة الذي لا يليق بالله. ولكن هذا الفهم خاطئ من عدة نواحٍ:
1. البداءة في اللغة تعني ظهور رأي جديد بعد مراجعة، وهذا يناسب البشر، وليس الله الذي يعلم كل شيء من البداية.
2. الله لا ينسخ حكماً قبل تبليغه؛ بل النبي صلى الله عليه وسلم بلغ بالصلوات الخمسين، وعلم بذلك، ثم بدأ التخفيف بناءً على المشورة الإلهية ومراجعة النبي لموسى عليه السلام.
- الحديث الصحيح يؤكد أن النبي قد بُلغ بالصلوات الخمسين: "فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ" (صحيح البخاري).
# ثالثاً: الحكمة من النسخ والتخفيف
من يشكك في نسخ الحكم يعتبر أن هذا يدل على أن الله قد تراجع عن قراره الأول. ولكن هذا الفهم لا يستقيم مع مفهوم الألوهية:
1. النسخ رحمة وتلطف:
الله يغير الأحكام أو يخففها رحمة بالناس، وليس لأن الحكم السابق كان غير كامل.
2. قدرة الله على النسخ:
الله قادر على محو ما يشاء من أحكامه، كما في قوله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" (الرعد: 39).
- مثال على ذلك تغيير القبلة، أو منع ذبح إسماعيل عليه السلام.
# رابعاً: الرد على منكرين المعراج
1. المنكرون لمعراج النبي يتبعون منهجية الإرجاف والشك لتشويه حب المؤمنين لما أكرم الله به نبيه. وهؤلاء ينقلون بعض المسائل العلمية ويحاولون تحويلها إلى شبهات لإفساد الإيمان.
2. إنكارهم للتخفيف في حكم الصلاة ينبع من حسد وكراهية للنبي صلى الله عليه وسلم، وهم يحاولون إظهار أنفسهم كملاك منقذ، بينما في الحقيقة لا يريدون سوى الطعن في العقيدة.
****************
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ❤️
فليطمئن قلبك ❤️
ردحذفلأنه هـــو ۞ الله ۞ الرحمن ۞ الرحيم ۞ الملك ۞ القدوس ۞ السلام ۞ المؤمن ۞ المهيمن ۞ العزيز ۞ الجبار ۞ المتكبر ۞ الخالق ۞ البارئ ۞ المصور ۞ الغفار ۞ القهار ۞ الوهاب ۞ الرزاق ۞ الفتاح ۞ العليم ۞ القابض ۞ الباسط ۞ الخافض ۞ الرافع ۞ المعز ۞ المذل ۞ السميع ۞ البصير ۞ الحكم ۞ العدل اللطيف ۞ الخبير ۞ الحليم ۞ العظيم ۞ الغفور ۞ الشكور ۞ العلي ۞ الكبير ۞ الحفيظ ۞ المقيت ۞ الحسيب ۞ الجليل ۞ الكريم ۞ الرقيب ۞ المجيب ۞ الواسع ۞ الحكيم ۞ الودود ۞ المجيد ۞ الباعث ۞ الشهيد ۞ الحق ۞ الوكيل ۞ القوي ۞ المتين ۞ الولي ۞ الحميد ۞ المحصي ۞ المبدئ ۞ المعيد ۞ المحيي ۞ المميت ۞ الحي ۞ القيوم ۞ الواجد ۞ الماجد ۞ الواحد ۞ الأحد ۞ الصمد ۞ القادر ۞ المقتدر ۞ المقدم ۞ المؤخر ۞ الأول ۞ الآخر ۞ الظاهر ۞ الباطن ۞ الوالي المتعالي ۞ البر ۞ التواب ۞ المنتقم ۞ العفو ۞ الرءوف ۞ مالك ۞ الملك ۞ ذو الجلال والإكرام ۞ المقسط ۞ الجامع ۞ الغني ۞ المغني ۞ المانع ۞ الضار ۞ النافع ۞ النور ۞ الهادي ۞ البديع ۞ الباقي ۞ الوارث ۞ الرشيد ۞ الصبور
(اللهم أنت السلام ومنك السلام)
ردحذفمن أذكار أدبار الصلوات المتكررة؛ كل يوم يجري بها اللسان، ويمرها سريعا على القلب.
لكنني ذات مرة، وقد أصابني -كما يصيب الناس- قلق شديد لأمر من أمور الدنيا، ودخلت الصلاة وأنا مهموم في صلاتي، يلاحقني القلق في كل أفعالها، ويثير همي ومخاوفي، وأجد أثره حسا في صدري وجوفي .
ودعوت الله، واستغثت به، وشكوت؛ وفي خاطري أن الإجابة ستكون بزوال الأمر الذي يقلقني، أو أجد طمأنينة منه.
وسلمت من الصلاة -والله يعفو عنا-
لا أدري ما الذي عقلت منها.
وبعد الصلاة؛ كأن من استوقفني لأضغط على حروف دعاء واحد.
(اللهم أنت السلام......)
(ومنك السلام.......)
قف هنا! أعد أعد!! .....لحظة لا تذهب! .
كأن هاتفا يهتف بي،
يوقفني:
(اللهم أنت السلام
ومنك السلام)
منك يارب السلام والسلامة والأمن والسكينة والطمأنينة.....
منك وحدك. أنت من يهب لأرواحنا السلام.
منك: كل أدواء همومنا وأحزاننا وخوفنا.
منك: كل حصانة تحرس بها قلوبنا الواهنة الضعيفة.
منك: كل أمن يشد أفئدتنا المرعوبة ويربط على صدورنا الخائفة.
(السلام) كأنما كل أمن العالم اجتمع في حروف هذه الكلمة.
(منك السلام)
(كل السلام وأكمل السلام وألذه وأبرده وأصدقه وأوثقه وأحبه )
أنت -تباركت وتعاليت- من تعطي الأمان.
أنت من تسلمنا وتحمينا وتكفينا.
منك السلام والسلامة والسكينة والأمان
من بيدك كل قلوبنا وما تخاف منه قلوبنا
وأنت ربنا السلام.
السلام السلام السلام ومنك السلام ومنك السلام.
وشعرت كأنما غشينى السلام.
أحسست براحة عاجلة، كأنما انسكب ماء بارد في ضلوعي.
كأن شيئا يلاحق قلقي ومخاوفي؛
يطردها يهونها يصغرها.
الله الذي بيده مقاليد كل شيء.
يهب السلام، يعطينا في كل الظروف، في أشدها، في أصعبها، رغما عنها
(السلام....ومنك السلام)
وأيم الله! لكأنما لأول مرة عرفت معنى هذا الذكر.
منذ ذلك اليوم؛
ولهذا الذكر محبة عميقة في قلبي.
أود لو اعتنق هذا الذكر وأقبله.
في أدبار الصلوات لذة به.
إنها لحظة ميلاد لهذا الذكر؛
كما تولد الأذكار في منعطفات الحياة.
يصبح لها معنى فريد ملتحم بدم الإنسان ولحمه وشجونه وذكرياته.
اللهم أنت السلام ومنك السلام.
عبدالله القاسم
جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد ..
ردحذفربنا يعينك ويوفقك ويمددك بمدده يارب العالمين.🤲🥀🌾
✨اللهم صل على سيدنا محمد قدر عزتك لا إله إلا أنت وجلالها وقدس أسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها وعلى آله وسلم تسليما كثيرا يارب العالمين ✨
🌷 مما راق لي من المقال 🌷
ردحذفيقول تعالى :
( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) *الرعد* : (39)
- فما المانع أن يمحو الله ما يشاء من حكمه وينزله من خمسين إلى خمسة؟!!
- كما غير حكم القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام .
- وكما غير حكم ذبح إبراهيم لابنه إلى المنع ..
- فهل حسب منطق هؤلاء المنكرين لتخفيف حكم الصلاة .. كأن الله لا يعلم ثم لما علم غير رأيه للأصوب ؟!!
- مالهم كيف يحكمون أم على القلوب أقفال ؟!!
نعوذ بالله من الخذلان بعد البيان.🤲🤲
🌷 🌷 🌷 🌷 🌷 🌷 🌷 🌷 🌷 🌷
🔹يكفينا أن نكثر من الصلاة على سيدنا رسول الله ان الصلاة عليه تشفى وترقي بإذن الله وتربي من ليس له شيخ مربي
ردحذف🔹يكفينا أن نكثر من الصلاة على سيدنا رسول الله أن الصلاة عليه مقبولة من غير وضوء ولاتيمم
🔹يكفينا أن نكثر من الصلاة على سيدنا رسول الله أن الصلاة عليه سبب لغفران الذنوب وإزاحة الهموم والغموم وكشف الكروب وفك العقد وقضاء الحوائج
🔹يكفينا أن نكثر من الصلاة على سيدنا رسول الله أن الصلاة عليه مظهر من مظاهر بر الوالدين فهي سبب لذكر إسم الوالد «فلان ابن فلان يصلي عليك»
🔹يكفينا أن نكثر من الصلاة على سيدنا محمد ان الصلاة عليه أجرها يبقى ثابت يوم القيامة لايسدد منه دين ولامظلمة
🔹فضل الصلاة على سيدنا محمد وآله عظيم لايمكن حصره وعده فالانسان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قدر إستطاعته والله سبحانه وتعالى يصلي قدر ربوبيته اللهم صلِّ على سيدنا ومولانا محمد روح الحياة وحياة الروح فمن وجده فهو الموجود ومن فقده فهو المفقود وعلى آله وصحبه وسلم.
لم يخلق الإنسان وفيه الكمال كل انسان ينقصه اشياء منا من ينقصه الصحه ومنا من ينقصه المال والعلم والثقافة والكثير
ردحذفالبعض راضي والبعض الآخر ساخط قدر الله وماشاء الله كان.
لايجوز لأحد أن يعير أخاه بشئ ليس بيده ولو اخترنا لأنفسنا اخترنا الكمال وهو للله وحده سبحانه..
سأل أحد الصالحين . ما نراك تعيب أحد قال لست بكامل حتي أعيب..
========
اللهم صلى على النبي محمد الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم
"إنّ القلبَ يشمّ رائحةَ القلبِ.."
ردحذفو قال أحد الصالحين :
🍃إذا تذكرتَ شخصاً و أنت وحدك فتبسّمتَ ، أو وجدتَ سُرُوراً في قلبِك فاعلم أنّ بينَكما "محبة صادقة.."
#يقول_ابن_مسعود: "لا تسألنّ أحدًا عن ودّه إياك ، و لكن انظر ما في نفسك له ، فإنّ في نفسه مثل ذلك ، إنّ الأرواح جنودٌ مجنّدة.."
" القلوبُ لها تَعَارفٌ و تَآلفٌ و إن لم تَنطِق الألسُن.."
#العلامة_ابن_عثيمين: رحمه اللّه
[شرح رياض الصّالحين : ( ٣ / ٢٦٦ )]
مرَّ على #عبد_اللّه_بن_عباس_رجل فقال : إنَّ هذا يُحِبُّنِي فقيل : أنَّى علمتَ ذلك..؟ قال : [إنِّي أحبُّه]..🍃
📚#ابنُ_القيم مدارج السالكين
الصراع بين العقل و القلب
حذفصراع يتعب الروح
بين قلب يُريد وعقل يرفض
قلب مُتيقن وعقل يقول له أنها أوهام
وبين هذا وذاك تتوه الروح
قلب يريد التحليق بعيدًا وعقل يأسرهُ
قلب غارق في الأحلام وعقل يوقظه و الروح تستغيث
معركة الخاسر الوحيد فيها هو أنت
و إذا إنتصر العقل في هذه المعركة يتسلط القلب علي الروح فتأتيك الأحلام بأطياف يهواها القلب وعندما تستيقظ تجد العقل يضحك والقلب يبكي والروح ضائعة وما بين هذا وذاك.. تستمر الحياة 💚
أنتم يا مصريون ودودون جدا ... لا أدري ان كان هناك من وصفكم بهذا الوصف قبلي... هذا هو الانطباع الذي شكلته حولكم...أنتم تستعملون عبارات كثيرة وجميلة يشع منها الدفء ...في نفس الإنسان من أجل أن توصلوا احساس واحد بسيط...
ردحذفلا أدري لما رأيت تشابه كبير بينكم وبين سيدنا موسى حين سأله الله تعالى ما تلك بيمينك يا موسى...
فأجاب سيدنا موسى بإستفاضة حرصا منه في التواصل مدة اطول مع الله تعالى...
"قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18)
شكرا لكم حفاوة استقبالكم وحرصكم على لقائي يا غوالي...
أدام الله الود بيننا..
وجزاكم الله كل خير...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله....
هنييييئا لك يا عيوش 🥰 نحسدك هههههه
حذفلقد فرحنا بخبر لقائكم .. ربي يكرمكم .. ويعيد عليكم وعلى الجميع اللقاءات مع الاحباب مرات ومرات في خير وعافية 🙏🏼❤️
هنأكي الله بكل خير اختي قطر...
حذفحلم أصبح حقيقة...
كانت سعادة لا توصف ... شكرا زهراء واسراء لتحملكم عناء السفر والتنقل من أجلي...
جازاكم الله كل خير...
وأدام الله الود والمحبة بين الجميع...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
ويجزيكي الله كل خير يا عائش ❤
حذفوربنا يسعدك دايما في كل مكان وزمان 🌷
آمين يارب العالمين 🤲
ليطمئن قلبك ❤️
ردحذف" إياك نعبد وإياك نستعين"
✍️لولا فكرة وجود الله والاستعانة بهِ وقت المصائب،
لولا الاستغفار، لولا الهرع إليه في الصلاة والدعاء ببكاءٍ وخشوع ..
لا أعلم أين كنّا سنذهب بهذه القلوب القلقة الخائفة!
لولا دوام رحمة الله بنا، والخروج المُفاجئ بقُدرته من ضيق تفكيرنا لواسع حوله وقوّتهِ ... لهكلنا!
عندما استقر النبي في بيت أبي أيوب، جاء رجل من أحبار اليهود كان يرد إليه علم اليهودية
ردحذفوالحبر هو رئيس الكهنة، أو كبير العلماء
واسمه {{ عبدالله بن سلام }}
فهو حبر من أحبارهم، إليه يرجع علم الكتاب
ولا يتصرفون إلا برأيه
يقول عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه{{ كما جاء في البخاري }}
قال : جئت لأنظر إليه وأنا أعرف وصفه كما أعرف أبنائي، ونحن نعلم أنه بعث نبي تختم به النبوءات ورسالة السماء
يقول عبد الله: جئت إلى رسول الله
ووقفت بالباب دون أن أعرّفه بنفسي ، ونظرت إليه وهو يكلم أصحابه
فسمعته يقول {{ أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام }}
قال: فنظرت في وجهه فقلت: وربِ موسى وعيسى
ما هذا بوجه رجل كذاب !!!!
إنه هو هو
وأخذت أتفرسه حسب ما أعرف من نعته وصفاته، فأيقنت أنه هو
فدخلت وسلمت
ثم قلت : يا محمد .. أنا عبد الله بن سلام
وإني لأجد نعتك وصفاتك في كتبنا ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
ولكن يا رسول الله ، لا تعلن إسلامي على الملأ
وادع إليك كبار يهود
فإن اليهود [[ ركزوا فيما يقول .. هو منهم ]]
فإن اليهود ، أهل بهت وكذب وفجور
[[هو حبرهم، وهو أعلم الناس بهم، وهذه شهادته عليهم ]]
يقول: إن اليهود أهل بهت وكذب وفجور
فادعهم يا رسول الله، واسألهم عني، واسمع ما يقولون بي .. ثم أعلمهم بإسلامي
ثم اسمع ماذا يقولون ؟!!!
فقبل النبي مشورته،
وأمر أبا أيوب أن يُدخِل عبد الله بن سلام في حجرة داخل البيت
وأرسل صلى الله عليه وسلم يدعو أحبار يهود أن يحضروا إليه ، من قريظة وقينقاع والنضير
فلما أقبلوا وجلسوا
___________________________
قال لهم صلى الله عليه وسلم : يا معشر يهود [[ ولم يخاطبهم يوماً بأل التعريف ، لأنهم لا يستحقونها فهم نكرة وأنكر خلق الله]]
قال : يا معشر يهود ، تعلمون أنه انني نبي من أنبياء الله تختم به شرائع الله ؟؟
وإني رسول الله إلى الناس كافة ، فاتقوا الله وآمنوا، ولا تأخذكم العزة بالإثم
فقالوا : لا لست أنت المنتظر، نحن أعلم به منك
فقال لهم : أيكم عبد الله بن سلام ؟؟
[[ انظروا إلى الحكمة وكأنه لا يعرف عبد الله بن سلام ]]
أيكم عبد الله بن سلام الذي يرجع إليه القوم ؟؟
قالوا : ذاك ليس فينا [[يعني ليس معنا الآن ]]
قال : فما هو فيكم ؟؟ [[يعني ماهي منزلته عندكم ]]
قالوا : هو سيدنا وابن سيدنا
وأعلمنا وابن أعلمنا
وأشرفنا وابن أشرفنا
وإليه ترجع علومنا
قال لهم صلى الله عليه وسلم:
فإن أسلم عبد الله بن سلام وصدق أنني النبي المبعوث
فماذا تقولون ؟
قالوا : حاشاه الله أن يسلم ويؤمن بك
إنه ينتظر النبي المبعوث
قال لهم : فإن أسلم ؟
قالوا : لن يسلم
قال : فإن آمن بي ؟
قالوا : حاشاه الله أن يؤمن بك وأنت لست النبي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بملء فمه
يااا ابن سلام
فخرج من الحجرة
وقال : لبيك يا رسول الله
ثم نظر إلى يهود
وقال {{ يا معشر يهود كنت أحدثكم زمناً عن نبي لم يبعث بعد .. به يختم الله شرائعه وقد عرّفتكم وصفه وكلكم يعرفه وإني أشهد أنه هو هذا محمد رسول الله }}
_______________________
فقالوا له : أنت أكذبنا وابن أكذبنا
وأنت أسقطنا وابن أسقطنا
وأنت لا علم لك ولا شرف
ولا نسب فينا ،فلماذا نسمع قولك ؟
فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه للنبي وهو ينظر إليه .. قال :_أسمعت يا رسول الله ؟!!!!
أسمعت ماذا قالوا لك عني قبل قليل ؟؟
واسمع ماذا يقولون الآن ؟؟
[[ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فلم يسمعوا كلمة الحق، وأسلم عبد الله بن سلام وحده في هذا اليوم، وكفرت أحبار يهود المغضوب عليهم ]]
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الآمي و على اله و صحبه اجمعين
ليطمئن قلبك ❤ :
ردحذفأنا خير منه ..
كلفت قائلها الخروج من الجنة ..
فاحذر أن ترى نفسك خيرا من أحد ..
**********************************************************
أحسن إلى الناس :
حتى لو لم يعرفوا أنك أنت الذي أحسنت إليهم ..
ولا تهتم بشعورهم اتجاهك ..
فإذا لم يشكروك على احسانك فلا تتضايق ..
لأنك لم تعمل لأجلهم أصلا ..
فالمخلص هو الذي يعمل لله وحده ولا يحب ان يعرفه الناس ..
بل أهم شيء لديه أن يكون معروفا عند الله ..
ولن يفلح رجل عرفه الناس بالخير ولم يعرفه ربه بالخير ..
اللهم نسألك الاخلاص في القول والعمل 🤲
السلام عليك يا نبي الله
ردحذفالسلام عليك يا حبيب الله
السلام عليك يا أمين الله
السلام عليك يا صفوة الله
السلام عليك يا خيرة الله
السلام عليك يا شفيع المذنبين
السلام عليك يا إمام المتقين
السلام عليك يا سيدي محمد
السلام عليك يا سيدي أحمد
السلام عليك يا سيدي محمود
السلام عليك يا أبا القاسم
السلام عليك يا بشير السلام
السلام عليك يا نذير السلام
السلام عليك يا شاهد السلام
السلام عليك يا طاهر
السلام عليك يا ماحي
السلام عليك يا سيد المرسلين
السلام عليك يا أشرف خلق الله
السلام عليك يا خاتم النبيين
السلام عليك يا قائد الغر المحجلين
السلام عليك يا رسول رب العالمين
السلام عليك يا أفضل رسل الله
السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين
السلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً
السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى عباد الله الصالحين
السلام عليك وعلى أزواجك الطـاهرات أمهـات المؤمنين
وجزاك الله عنا يا سيدي يا رسول الله أفضل ما جزي الله نبيا عن قـومه ورسولا عـن أمته وأشهـد أنك يا سيدي يا رسول الله قـد بلغت الرسـالة وأديت الأمـانة ونصحـت الأمـة وأوضحت الحجة وجاهدت في الله حق جهـاده وعبدت ربك حتى أتـاك اليقـين
وصـلى الله عليك كلما ذكرك الـذاكرون وكلمـا غفـل عـن ذكـرك الـغافلون .
مرحباً_ربيع_النور
صلوا_عليه_وسلموا_تسليماً
قصة و عبرة
ردحذفيحكى أن قاضيا من قضاة الرشوة إختصم عنده رجلان، أحدهما بائع دجاج و الآخر بائع بطيخ.
فأرسل إليه بائع الدجاج بقفص من الديوك كرشوة، و أرسل بائع البطيخ بخمس بطيخات ليحكم له ...!
قرر القاضي أن يحكم لصالح بائع الدجاج بإعتبار أن ثمن القفص أكبر .. و لكن بعد أن طبخت له زوجته ديكا من القفص و أكله قال لها أئتيني ببطيخة .. فقالت له :ألن تحكم لصاحب الدجاج ؟
قال لها: لا بأس أن نتذوق شيئا من البطيخ، فشق بطيخة فوجد بداخلها ديناراً من الذهب ... و شق الأخرى فوجد بداخلها ايضا ديناراً ذهبي ...
و كلما شق بطيخة وجد ديناراً آخر من الذهب ...
هنا قرر القاضي أن يحكم لصالح بائع البطيخ.
و فور النطق بالحكم صاح بائع الدجاج غاضبا و قال : ما بال مؤذن الفجر و يقصد بالديك؟!
فقال له القاضي : اتضح لنا أنه منافق يؤذن في الناس و لا يصلي معهم، أما الآخر فإيمانه في قلبه، كلما شققنا عن قلبه وجدناه ناصعا لامعا براقا.!!