ج70: قصة الإسراء والمعراج - هل كان الله يصلي ويسبح نفسه في ليلة المعراج - هل النبي رأى حملة العرش ليلة المعراج بأشكال أوعال أو حيوانات نسر وثور وأسد - هل النبي حاول خلع نعليه في ليلة المعراج.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السبعون)

#- فهرس:

:: الفصل السبعون :: عن رحلة المعراج - الجزء الثامن/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س166: هل كان الله يصلي ويسبح نفسه حينما وصل النبي لمقام الخصوصية في ليلة المعراج ؟

2- س167: هل حاول النبي أن يخلع نعليه في مقام الخصوصية كما خلعهما موسى عند جبل الطور فمنعه الله وقال له: ان كان موسى طالب فأنت المطلوب ؟

3- س168: هل رأى النبي حملة العرش الثمانية في ليلة المعراج بشكل بهائم على هيئة تيوس الجبل أي ذكور الماعز وأن أقدامهم مثل أقدام الماعز ؟

#- أولا: ما هو حديث الأوعال ؟

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على هذا الحديث سندا ومتنا.

#- ثالثا: من الآثار التي قالت بأن حملة العرش على هيئة حيوانات ..

#- رابعا: من أين أتت خرافة معتقد أن حملة العرش في صورة الأوعال وأرجلهم كأرجل الماعز والبقر ؟!

#- خامسا: جعلوا من الخرافة معتقد وكفروا المسلمين إن لم يؤمنوا بتلك الخرافة.

*******************

:: الفصل السبعون ::

*******************

..:: س166: هل كان الله يصلي ويسبح نفسه حينما وصل النبي لمقام الخصوصية في ليلة المعراج ؟ ::..

 

- من المسائل التي قد تصادف في قراءة المعراج في بعض الكتب التراثية .. قصة أن النبي حينما وصل عند مقام الخصوصية بعد سدرة المنتهى .. فوجد ربه يصلي ..!!

- وحاولت البحث عن مصدر هذه المعلومة .. فوجدتها في الروايات التالية:

 

#- أولا: (حديث ضعيف) .. عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح كان يذكر في ركوعه بذكر وهو "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَقَتْ رَحْمَةُ رَبِّي غَضَبَهُ" وقال لابن جريج أنه عرف هذا الذكر من خلال الآتي: ("وَأَمَّا "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَقَتْ رَحْمَةُ رَبِّي غَضَبَهُ" .. فَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، كَانَ كُلَّمَا مَرَّ بسماء سَلَّمَتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا مَلَكٌ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَبَدَرَهُ المَلَكَ، فَبَدَأَهُ بِالسَّلاَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَدِدْتُ لَوْ أَنِّي سَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَا صَلاَتُهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي" .. فَأَتَّبِعُ ذَلِكَ) رواه عبد الرزاق في مصنفه .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف لجهالة حال من أبلغ عطاء بهذا الحديث عن النبي ..!!

#- ملحوظة: صلاة الله بقوله "سبوح قدوس رب الملائكة والروح ...": ليس المقصود منها أن الله يقف ويصلي مثلنا .. لا .. فهذا تصور خاطيء جدا ..!!

 

- وإنما القصد أن الله كان متجليا بسطوة جبروته (أي بعزيز جلاله) .. في وجوده ليذكره الذاكرين بهذا الذكر الذي يحبه الله ويكافأهم عليه .. فيسمعه أهل السماع المؤهلين وهم الملائكة في السماء ومن هو مؤهل من أهل الأرض وكان له سمع من الله يسمع به .. فيسمع الله متجليا بقوله: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ..

 

- وذلك كما يقول تعالى يوم القيامة: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) غافر:16.. فهذا مشهد جلالي يتجلى الله به على الوجود يوم القيامة ويقول تعالى ما جاء في الآية.

 

#- ولا يخفى أن الله يصلى علينا كما قال جل شأنه: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الاحزاب:43 .

 

- فصلاة الله علينا: بمعنى أن يتجلى علينا بسحائب اللطف والإحسان .. والرحمة والغفران .. ويشمل ذلك الإبتلاءات التي يمحو لنا بها الذنوب إن صبرنا ورضينا .

 

@- إذن: الله يصلي .. ولفظ الصلاة هنا بمعنى يتجلى (أي يظهر وينير) بصفاته على الوجود .. وليس بمعنى الصلاة التي هي الدعاء والتوجه إلى الغير للعبادة وطلب قضاء الحاجة .. لا .. فالله هو المعبود والذي نتوجه إليه بالعبادة وطلب قضاء الحاجة لأنه الأحد الصمد جل شأنه. 

 

- باختصار: أنت تصلي لله مخلصا له .. والله يصلي عليك منعما عليك حسب مراده وحكمته.. ويوم القيامة لك الكرامة من الكريم جل شأنه بقدر كرمه .  

 

#- ثانيا: نجد أن الإمام القسطلاني رحمه الله (المتوفى:923 هـ) .. قد ذكر بعض الروايات التي نقلها عن (أبي الحسن علي بن خلف بن غالب – المتوفى:586 هجرية) والذي نقلها عن (أبو الربيع بن سبع – المتوفى تقريبا بعد 520 هجرية) .. فكتب القسطلاني فقال:

- وذكر أبو الحسن بن غالب .. فيما تكلم فيه على أحاديث الحجب السبعين والسبعمائة والسبعين ألف حجاب - وعزاها لأبى الربيع بن سبع في شفاء الصدور – من حديث ابن عباس:

- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال بعد أن ذكر مبدأ حديث الإسراء، كما ورد في الأمهات "أي امهات الكتب التي روت حديث الإسراء": (أتاني جبريل وكان السفير بي إلى ربى .. إلى أن انتهى إلى مقام ثم وقف عند ذلك.

- (إلى أن قالت الرواية):

- ثم قلت: اللهم إنه لما لحقنى استيحاش قبل قدومي عليك سمعت مناديا ينادى بلغة تشبه لغة أبى بكر ؟

- فقال لي: قف إن ربك يصلى ، فعجبت من هاتين، هل سبقني أبو بكر إلى المقام؟

- وإن ربى لغَنِى عن أن يصلى ..

- فقال تعالى: أنا الغنى عن أن أصلى لأحد ..

- وإنما أقول: سبحاني سبحاني، سبقت رحمتي غضبى، اقرأ يا محمد: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) .. ، فصلاتي رحمة لك ولأمتك .. وأما أمر صاحبك يا محمد .. فإن أخاك موسى كان أنسه بالعصا .. فلما أردنا كلامه قلنا: (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17) قالَ هِيَ عَصايَ) ، وشغل بذكر العصا عن عظيم الهيبة.

- إلى آخر الرواية وقد سبق ذكرها) ذكرها القسطلاني في المواهب اللَّدُنِّيَّة بالمنح المحمدية ج2 ص484-485 .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الرواية السابقة المنقولة في الأصل عن (أبو الربيع بن سبع) .. هي رواية لا أسناد لها ولا تصح .. وتشبه روايات القصَّاصين .. إذ لا توجد روايات صحيحة أو ضعيفة قيلت عن ابن عباس وأتت فيها الألفاظ المذكورة في تلك الرواية ..!! وقد سبق تحقيق هذه الرواية في الفصل الثامن والخمسون تحت عنوان: (س136: هل صح في الأحاديث قول جبريل "لو أنا تقدمت لاحترقت ولو أنت تقدمت يا محمد لاخترقت" ؟).

 

#- ثالثا: نجد أن الشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي رحمه الله (المتوفى: 1044هـ) قد ذكر بعض الروايات .. منها:

- في رواية: (قال: ثم زُجَّ بي في النور فخرق بي إلى سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه حجابا .. غلظ كل حجاب خمسمائة عام .. وانقطع عني حس كل ملك، فلحقني عند ذلك استيحاش.

 

- فعند ذلك نادى مناد بلغة أبي بكر رضي الله تعالى عنه: قف إن ربك يصلي، فبينا أنا أتفكر في ذلك .. أي في وجود أبي بكر في هذا المحل وفي صلاة ربي.

- فأقول: هل سبقني أبو بكر وكيف يصلي ربي وهو غني عن أن يصلي .. كما يدل على ذلك ما يأتي .. «فإذا النداء من العلي الأعلى: أُدن (أي اقترب) يا خير البرية .. ادن يا أحمد .. ادن يا محمد .. فأدناني ربي حتى كنت كما قال عز وجل (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) النجم:8-9). (السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ج1 ص565)..، (قلت خالد صاحب الرسالة) خذه رواية منقولة بلا أي سند لها .. ولا وجود لها في الأحاديث الصحيحة .. وتشبه روايات القصَّاصِين .

 

#- ملحوظة: قوله: ".. كما يدل على ذلك ما يأتي" .. هذا من وضع المؤلف وهو الحلبي أو من نقل عنه الحلبي هذه الرواية .. والمقصد بتلك الجملة هو أن مفهوم الصلاة التي تسائل عنها النبي سيظهر شرحه ومعناه في الألفاظ التي ستقال بعد قليل وهي من أول: "ادن يا محمد" .. أي أن الصلاة هي أن الله سيتجلى على النبي بجعله يقرب إلى مقام الخصوصية ..

 

#- رابعا: وجاء في (حديث منكر باطل): (لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَغَمَسَنِي فِي النُّورِ غَمْسَةً ثُمَّ تَنَحَّى عَنِّي.

- فَقُلْتُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَحْوَجُ مَا كُنْتُ إِلَيْكَ تَدَعُنِي وَتَتَنَحَّى؟ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ مَوْقُفٌ لَا يَكُونُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ هَاهُنَا..، أَنْتَ أَنْتَ مِنَ اللَّهِ أَدْنَى مِنَ الْقَابِ إِلَى الْقَوْسِ.

- فَأَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ: إِن الرَّحْمَن عز وجل يسبح نَفسه، فَسمِعت الرَّحْمَن عز وجل يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْظَمَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) رواه الخطيب البغدادي المتوفى (المتوفى: 463هـ) في تاريخ بعداد عند الترجمة رقم 2633 .. وقال الخطيب البغدادي تعقيبا على هذه الرواية التي ذكرها: هذا حديث منكر، ورجال إسناده كلهم معروفون بالثقة إلا إبراهيم بن عيسى القنطري فإنه مجهول. (تاريخ بغداد ج6 ص146 ترجمة رقم 2633)..، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ونقل كلام الخطيب أبو بكر البغدادي السابق نقله .

#- وخلاصة القول:

- ليس صحيحا أن في ليلة المعراج عند السماء السابعة .. قال جبريل للنبي: أن الله يصلي ..!! فهذا لم يأت في أي حديث صحيح .

- والله أعلم .

 

***********************

..:: س167: هل حاول النبي أن يخلع نعليه في مقام الخصوصية كما خلعهما موسى عند جبل الطور فمنعه الله وقال له: ان كان موسى طالب فأنت المطلوب ؟ ::..

 

#- من الأمور التي يحلو للبعض أن يذكرها في ليلة الإسراء والمعراج .. فيحكي مشهد في مقام الخصوصية .. فيقول الآتي:

- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج - وأراد أن يخلع نعليه .. فنودي لماذا تخلع نعليك ؟

- فقال: إلهي علمت أن موسى لما أتاك فقد أمرته بخلع نعليه ..، فخلعت نعلي أدبا في حضرتك .. عسى أن أحظى برؤيتك .. ولا يقال لي كما قيل لأخي موسى لن تراني ..

- فنودي يا محمد: إن كان موسى أراد فأنت المراد .. وان كان موسى أحب فأنت المحبوب .. وان كان موسى طلب فأنت المطلوب .. وأنت القريب وأنت الحبيب . فسلني ما تحب فأني سميع مجيب .

- فقال الرسول الكريم: الهي لا أسالك آمنة التي ولدتني .. ولا حليمة التي أرضعتني .. ولا فاطمة ابنتي .. وإنما أسالك أمتي.

- فقيل له: يا نبي الرحمة .. ما أشفقك على هذه الأمة .. أمتك خلق ضعيف وانا رب لطيف وأنت نبي شريف. ولا يضيع الضعيف بين اللطيف والشريف .. فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك شطرين أنت تقول أمتي - أمتي .. وأنا أقول رحمتي - رحمتي".

 

- وحاولت أن أعرف مصدر هذا الحوار السابق .. أو من أين أتى به بعض الوعاظ والخطباء .. فوجدته في الرواية التالية:

 

#- جاء في (رواية مكذوبة على الصحابي ابن عباس) .. ومما جاء فيها:

 (فقال سبحانه وتعالى هل تراني بعينك ؟

- قلت: سبحانك لا تدركك الأبصار ولا تحويك الأقطار ولا يغيرك الليل والنهار وأنت الواحد القهار إلهى وسيدى ومولاي .. غشى بصرى نورك وبهاؤك وجلالك .. فلا أراك إلا بقلبي.

 

- فقال الله تعالى صفني يا محمد: فقلت سبحانك لا يصفك الواصفون ولا يحدك المارقون (أي الذي لا تمنعهم حدود كالأرواح الملائكية) .. ولا يحويك الظنون .. وأنت الله الحى القيوم.

 

- قال الله تعالى يا أحمد: عظم شأني وعز سلطاني وارفع مكاني لا إله غيرى .. أنا ملك الملوك وقاضى الحاجات .. مَن دعاني أجبته ومن قصدني أعطيته ومن توكل على كفيته ومن قام على بابي قبلته .. ومن الآفات والعاهات نجيته.

 

- يا محمد: انظر إلى الموضع الذى كلمتك فيه .. فما بيني وبينك رسل ولا ترجمان ..

- فرفعت رأسي وقلت: يا رب أين أنا.

- فقال: أنت على بساط الأنس.

- فرجعت .. وهممت أن أخلع نعلي.

- فناداني ربى سبحانه وتعالى: دس على بساطنا فقد اصطفيناك .. وأنت السيد المفضل .. فالتفت إلى يميني وإذا بسيف النقمة يقطر دما وهو معلق بساق العرش) نقلا من كتاب الإسراء والمعراج لابن عباس .. طبعة المكتبة الثقافية بيروت.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا الحوار كله مكذوب على ابن عباس وهو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. وإنما هي رواية جمعها أحد الأشخاص من هنا وهناك .. وقام بتلفيقها لابن عباس حتى يشتريها الناس .. ولا علاقة لهذه الرواية بابن عباس .. بل هو كذب صريح على ابن عباس ..!!

 

#- القول بأن النبي حاول خلع نعليه في مقام الخصوصية مع الله .. هذا كلام كذب وتم فبركته في الرواية السابقة التي لا إسناد لها ولا نعرف من كتبها .. مجهولة المصدر ..

- ولكن القصَّاصين وبعض الوعاظ اخترعوا فوق ما سبق من الرواية المكذوبة على بن عباس .. فوضعوا مزيد إضافة للحوار بين النبي وربه ليشعللوا القصة بمزيد من الأكشن والتحابيش التي تعجب الجمهور ..!!

- فلينتبه هؤلاء الوعاظ والقصَّاصين .. فهذا يسمى كذب على الله ورسوله بما لم يحدث بين الله ورسوله .. !!

- والله أعلم .

 

*******************

 ..:: س168: هل رأى النبي حملة العرش الثمانية في ليلة المعراج بشكل بهائم على هيئة تيوس الجبل أي ذكور الماعز وأن أقدامهم مثل أقدام الماعز ؟ ::..

 

- من غرائب الجهل التي قد تجد البعض يذكره في قصة المعراج على سبيل أن هذا مما رآه النبي في مقام الخصوصية ليلة المعراج .. فيذكر أن مما شاهده النبي ليلة المعراج هم الملائكة الذين يحملون العرش .. وأنهم ثمانية .. وأنهم بشكل الأوعال أي ملائكة شكلها بالكامل على شكل تيس الجبل أي ذكر الماعز .. وأقدامهم أقدام التيوس لهم أظلاف أي حوافر أقامهم مثل حوافر التيوس ..!!

 

- وهذا الوصف المذكور سابقا .. أتى في حديث مشهور يسمى بحديث الأوعال .. ولعل البعض لم يسمع به .. ولكنك ستقرأه بعد قليل ..

 

- والشاهد من الإشارة لهذا الحديث المكذوب على النبي من وجهة نظري .. هو أن البعض تراه يقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل لمقام عند عرش الرحمن ورأى ملائكة العرش الذي هم أشكالهم بشكل الأوعال .. وأخذ يذكر الحديث ..!!

 

- ولا يخفى أن المنكرين لحديث المعراج يتمسكون بمثل هذه الأحاديث ويقولون: كيف نصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال بمثل هذه الأحاديث وأنه رأى ملائكة العرش بصورة أوعال ..!!

 

#- ومن الغريب جدا .. أن البعض الآخر لمنكري حديث المعراج قد استخدم حديث الأوعال ليذكر شيء غريب .. وهو أنه لا وجود لسدرة المنتهى في السماء بدلالة حديث الأوعال .. حيث أن الحديث لم يذكر فيه شيئا عن سدرة المنتهى .. بل قال فوق سبع سموات يوجد حملة العرش .. ولم يذكر سدرة المنتهى .. لأنها شجرة على الأرض وليست في السماء !!

 

- تعالوا كده نشوف إيه الموضوع ده .. وإيه حكاية حديث الأوعال ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: ما هو حديث الأوعال ؟

1- (حديث مكذوب من وجهة نظري – وعند أهل الحديث هو ضعيف جدا) .. جاء فيه عن مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِماك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرة ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قيس، عن العباس بن عبد الْمُطَّلِبِ، قَالَ: (كُنْتُ بِالْبَطْحَاءِ (أي مكان بمكة) فِي عِصَابَةٍ (أي جماعة) فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: "مَا تُسَمَّوْنَ هَذِهِ؟ - قَالُوا: السَّحَابَ..، قَالَ: "وَالْمُزْنَ؟ " قَالُوا: وَالْمُزْنَ..، قَالَ: "والعَنَان؟ " قَالُوا: وَالْعَنَانَ "

- قَالَ أَبُو دَاوُدَ (أي راوي الحديث): وَلَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا" –  (ثم أكمل أبي داود الحديث فقال)

- قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ " قَالُوا: لَا نَدْرِي. قَالَ: "بُعد مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ، أَوِ اثْنَتَانِ، أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، ثُمَّ السماء فوقها كذلك" حتى عَدّ سبع سموات "ثُمَّ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ..

- ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أوْعَال (أي ملائكة بشكل تُيوسُ الجَبَل) ، بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ (أي لهذه الملائكة أقدامها عبارة عن حوافر مشقوقة مثل حوافر البقر والماعز) ورُكبهن .. مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ .. ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَوْقَ ذَلِكَ) رواه أبي داود واللفظ له رواه بن ماجه والبزار والآجري في الشريعة وغيرهم .. ، وقال الأرنؤوط في تخريج سنن أبي داود حديث رقم4723: إسناده ضعيف. الوليد بن أبي ثور: هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور، نسب إلى جده ضعيف، وسماك -وهو ابن حرب وإن كان صدوقاَ- كان ربما لُقِّن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرد بالرواية عن عبد الله ابن عميرة .. كما قال مسلم في "الوحدان" ص140، وعبد الله بن عميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة "الضعفاء" وقال الذهبي: لا يعرف. فهو مجهول. والأحنف بن قيس: لا يعرف له سماع من العباس. (انتهى النقل) ..، وذكر الأرنؤوط إضافة لما سبق في تخريج سنن ابن ماجه عند الحديث رقم193 .. فقال: وذكر أبو بكر بن العربي: أن الحديث متلقَّف عن أهل الكتاب ليس له أصل في الصحة.. (انتهى النقل) ..، وذكر الشيخ الألباني هذا الحديث في جملة الأحاديث الضعيفة في السلسلة الضعيفة ..

 

#- ملحوظة: كل روايات هذا الحديث تدور حول سند واحد وهو: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرة ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قيس، عن العباس بن عبد الْمُطَّلِبِ، قَالَ: ) .. على اختلاف طرق هذا السند التي روت عن (عبد الله بن عميرة).. ونذكر منها سنادين إضافيين للتعرف عليهما .. وكلاهما باطل ..

 

2- وفي (حديث مكذوب) بسند آخر بلفظ: عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: ( وذكر الحديث السابق ..) رواه ابن خزيمة في التوحيد والترمذي .. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا ليس حديث حسن بل حديث مسيء للنبي وللملائكة الكرام .. ويقال فيه ما قيل في الحديث السابق من علل ما عدا أنه ليس في سنده (الوليد بن أبي ثور) ..

 

3- وفي (حديث مكذوب) بسند آخر بلفظ: عن يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( وذكر الحديث السابق ..) رواه أحمد برقم 1770 ورواه الحاكم برقم 3428 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي وقال: وقد مر وهو صحيح. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا الحديث فيه من علل ما يكفيه لسقوطه والحكم ببطلانه .. ففيه (يحيى بن العلاء البجلي) وهو متروك الحديث ..، وفيه (عبد الله بم عميرة ) وهو مجهول الحال ..، وفيه انقطاع بين عبد الله بن عميرة والعباس بن عبد المطلب ..، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف جداً، يحيى بن العلاء- وهو الرازي البجلي- قال عمرو بن علي الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال أبو داود: ضعفوه، وسماك بن حرب- وإن كان صدوقاً- كان ربما لُقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجةً كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرد بالرواية عن عبد الله بن عميرة كما قال مسلم في "الوحدان" ص 140، وعبد الله بن عَميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي؟ لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وهو إلى ذلك معضل بإسقاط الأحنف بن قيس من الإِسناد، وبإثباته فهو منقطع، فإنه لا يعلم له سماع منه فيما قاله البخاري. (انتهى النقل).

 

#- ومن غرائب الإمام الذهبي رحمه الله .. أنه بنفسه ضعف هذا الحديث في نفس الكتاب عند الإمام الحاكم برقم 3137 وقال تعقيبا على تصحيح الحاكم: "يحيى واه" (انتهى النقل) أي تصحيح الحاكم خطأ لأن في السند "يحيى بن العلاء) وهو واه أي ساقط متروك الحديث ..!! فكيف يصحح الذهبي نفس الرواية المكررة في موضع آخر .. بل وكيف يقول أنه "قد مر وهو صحيح" .. في حين هو قد ضعفه بنفسه وذكر سبب التضعيف وهو "يحيى بن العلاء" .. !!

- شيء غريب ..

 

4- وفي (أثر موقوف باطل) .. جاء بلفظ: شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] أَمْلَاكٌ عَلَى صُورَةِ الْأَوْعَالِ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ وَرُكَبِهِمْ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً أَوْ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .. ووافقه الذهبي وقال: على شرط مسلم..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا الأثر باطل سندا ومتنا .. ولكنه يدل على اضطراب الرواية السابقة المنسوبة للنبي .. وأن أصلها هو الوقف أي قائلها هو صحابي وليس النبي .. وسواء هذا أو ذاك فكلاهما باطل .. وعبد الله بن عميرة لم يسمع العباس بن عبد المطلب ..!! فأي تصحيح هذا الذي قاله الإمام الحاكم ووافقه عليه الذهبي ؟!!

 

#- من معاني الحديث:

- معنى (أوعال): أي ملائكة على صورة الأوعال. (النهاية في غريب الحديث ج5 ص207).

 

- قوله (ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ) جمع وَعِل بفتح فكسر: تيس جبلي .. والمراد: ملائكة على صورة الأوعال (رُكَبِهِنَّ) بضم ففتح .. والأظلاف جمع ظِلف بكسر وهو: للبقر والغنم كالحافر للفرس. (حاشية السندي على مسند أحمد ج3 ص57).

 

- قلت خالد صاحب الرسالة: الأوعال جمع وَعِل بكسر العين .. وهو التيس الجبلي الذَّكر الذي يقوم بتعشير الماعز .. وكون توصيف الملائكة الكرام بهذا الشكل المهين ففيه مخالفة صريحة للقرآن .. وسيأتي بيان ذلك بعد قليل.

 

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على هذا الحديث سندا ومتنا:

1- سند الحديث لا أشك في أنه سند ملفق تم تركيبه على متن مكذوب على النبي .. دون أدنى شك في ذلك .. وأبسط شاهد على كلامي هو عدم سماع عبد الله بن عميرة من الأحنف بن قيس) كما قال الإمام البخاري.. فضلا عن اضطراب كل أسانيد هذه الرواية .. التي ذكرت بعضها فقط .. حتى أن بعضها قد روي موقوفا أي ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

 

- فتحسين الترمذي والحاكم والذهبي .. ما هو إلا إساءة في نسبة هذه الرواية للنبي ولهيئة الملائكة الكرام .. ولا يمكن أن تصح أو تحسن هذه الرواية .. وقد سبق بيان ذلك لمن لم ينتبه .. كما فات هؤلاء العلماء الأفاضل الذين قالوا بالتحسين أو التصحيح ..!!

 

2- ولكن حتى لو صح هذا السند للحديث (وهو لا يصح أصلا) .. فلا يصح متنا .. إذ كيف تصدق يا مؤمن أن الملائكة المكرمين حملة العرش الثمانية أنهم بهائم على شكل تيوس الجبل وأقدامهم كأقدام البقر أو الغنم ؟!!

- فهذا سب صريح لملائكة الله .. وكذب ظاهر على كلام الله .. إذ قال تعالى في وصف الملائكة: (عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء:26 ؟

- فهل الملائكة المكرمون يخلقهم الله بخلقة البهائم ؟!!

- وإذا كانت الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب .. أيجعل الله منهم أشكال البهائم لحملة العرش ؟!!

- إذا كان الشكل الوحيد الذي تصورت فيه الملائكة كان الإنسان كما جاء في القرآن والحديث النبوي .. فهل نسى النبي أن يخبرنا عن أن الملائكة لها أشكال بهائم ؟!!

- ما لكم كيف تحكمون ؟!!

- الله ورسوله برآء من حديث الأوعال المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .

 

3- ومن ناحية أخرى .. الحديث لم يذكر أن الأوعال هم ملائكة .. وكذلك الطير الأبابيل لم يقل الله عنهم أنهم ملائكة ..!!

- إذن: فمن أين أتى العلماء بتفسيرهم أن الأوعال هم ملائكة ؟

- أتوا به من قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) الحاقة:17.

 

- وكذلك أتوا بتفسير الأوعال من نص أثر الرواية الغير صحيحة .. والموقوفة على قول العباس بن عبد المطلب التي ذكرها الإمام الحاكم (الحديث رقم 4 السابق ذكره) .. وفي هذه الرواية يظهر أن هذا كلام العباس ولا علاقة للنبي بالمسألة ..!!

- ولكن الرواية من وجهة نظري هي باطلة ولا تصح على العباس وعلى النبي .. والله أعلم .

 

4- ومن الأحاديث الباطلة والمنحرفة التي يتم ذكرها في كتب الأحاديث ..

- (حديث ضعيف جدا ومكذوب على النبي ) .. عن جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّرِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مِرَارٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُكْنٌ الشَّامِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ فِي حَمَلَةِ الْعَرْشِ أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ: مَلَكٌ عَلَى صُورَةِ سَيِّدِ الصُّوَرِ وَهُوَ ابْنُ آدَمَ .. وَمَلَكٌ عَلَى صُورَةِ سَيِّدِ السِّبَاعِ وَهُوَ الْأَسَدُ .. وَمَلَكٌ عَلَى صُورَةِ سَيِّدِ الْأَنْعَامِ وَهُوَ الثَّوْرُ .. قَالَ: فَمَا زَالَ غَضْبَانَ مُذْ يَوْمِ الْعِجْلِ إِلَى سَاعَتِي هَذِه .. وَمَلَكٌ عَلَى صُورَةِ سَيِّدِ الطَّيْرِ وَهُوَ النَّسْرُ) رواه أبو الشيخ في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا .. وفيه (ركن الشامي) وهو متروك الحديث. قال الذهبي عنه في كتابه ميزان الاعتدال: وهَّاه ابن المبارك..، وقال يحيى: ليس بشئ..، وقال النسائي والدارقطني: متروك. (ميزان الإعتدال ترجمة 2791 ج2 ص54).

 

5- ومن الأحاديث الباطلة التي يتم ذكرها في الكتب التفاسير التراثية ..

- (حديث ضعيف جدا) .. عن ابْنُ وَهْبٍ ( وهو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي) ..، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ (وهو عبد الرحمن بن زيد): (فِي قَوْلِهِ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] . قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُهُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَمَانِيَةٌ» ..، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَقْدَامَهُمْ لَفِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَإِنَّ مَنَاكِبَهُمْ لَخَارِجَةٌ مِنَ السَّمَوَاتِ عَلَيْهَا الْعَرْشُ ..، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: الْأَرْبَعَةُ .. قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا خَلَقَهُمُ اللَّهُ قَالَ: تَدْرُونَ لِمَ خَلَقْتُكُمْ؟ قَالُوا: خَلَقْتَنَا رَبَّنَا لِمَا تَشَاءُ، قَالَ لَهُمْ: تَحْمِلُونَ عَرْشِي .. ثُمَّ قَالَ: سَلُونِي مِنَ الْقُوَّةِ مَا شِئْتُمْ أَجْعَلْهَا فِيكُمْ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: قَدْ كَانَ عَرْشُ رَبِّنَا عَلَى الْمَاءِ، فَاجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الْمَاءِ .. قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الْمَاءِ .. وَقَالَ آخَرُ: اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ السَّمَوَاتِ .. قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ السَّمَوَاتِ .. وَقَالَ آخَرُ: اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الْأَرْضِ .. قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الْأَرْضِ وَالْجِبَالِ .. وَقَالَ آخَرُ: اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الرِّيَاحِ، قَالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الرِّيَاحِ .. ثُمَّ قَالَ: احْمِلُوا، فَوَضَعُوا الْعَرْشَ عَلَى كَوَاهِلِهِمْ، فَلَمْ يَزُولُوا .. قَالَ: فَجَاءَ عِلْمٌ آخَرُ .. وَإِنَّمَا كَانَ عِلْمُهُمُ الَّذِي سَأَلُوهُ الْقُوَّةَ .. فَقَالَ لَهُمْ: قُولُوا: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .. فَقَالُوا: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .. فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ عِلْمُهُمْ، فَحَمَلُوا) رواه الطبري في تفسيره.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا وفيه انقطاع بين عبد الرحمن بن زيد وبين النبي .. و (عبد الرحمن بن زيد) هو ضعيف جدا وتركوا حديثه .. ومن كلام العلماء فيه: قال ابن حبان : كان يقلب الأخبار و هو لا يعلم ، حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل ، و إسناد الموقوف ، فاستحق الترك ..، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ، ضعيفا جدا ..، وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه ، هو رجل صناعته العبادة و التقشف ، ليس من أحلاس الحديث ..، قال الساجي: وهو منكر الحديث ..، وقال الطحاوي: حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف ..، وقال الحربي: غيره أوثق منه ..، وقال الجُوْزَجَاني: أولاد زيد ضعفاء ..، وقال الحاكم، وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة ..، وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه. (راجع تهذيب التهذيب مختصرا - ج6 ص178 ترجمة 361).

 

6- ومن الأحاديث الباطلة التي يتم ذكرها في الكتب التفاسير التراثية ..

#- (روايات لم تصح يتم ذكرها في كتب التفاسير) .. منها:  

أ- يقال: وجاء في الحديث: (إن لكلّ ملك منهم أربعة أوجه: وجه رجل، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر) رواه الثعالبي في تفسيره الكشف والبيان دون أي اسناد ..

 

ب- وقيل: (أنشد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قول أمية بن أبي الصلت:

رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد

والشمس تصبح كل آخر ليلة ... حمراء تصبح لونها يتورّد

تأبى فما تطلع لنا في رسلها ... إلّا معذّبة وإلّا تجلّد

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صدق») رواه الثعالبي في تفسيره الكشف والبيان دون أي اسناد ..

 

ج- ويقال جاء في حديث رواه العباسُ بنُ عبد المطّلب عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: (هُمْ ثَمانِيَةُ أملاكٍ على صورةِ الأوعالِ، لكلِّ ملكٍ منهُم أربعةُ أوجهٍ: وجهُ رجُلٍ، ووجهُ أسدٍ، ووجهُ ثورٍ، ووجهُ نسْرٍ، وكلُّ وجهٍ مِنْهَا يسألُ اللَّهَ الرِّزقَ لذلك الجِنْسِ) ..

 

#- ويقال: وفي الخبرِ: (أنَّ فَوْقَ السَّماءِ السَّابعةِ ثمانيةَ أوْعالٍ بينَ أظلافهِنَّ ورُكبهنَّ مثلُ ما بَيْنَ سماءٍ إلى سماءٍ، وفوقَ ظُهورهِنَّ العَرْشُ) ذكره القشيريُّ، وخرَّجهُ الترمذيُّ من حديث العباس بن عبد المُطلبِ.

 

#- ويقال: وفي حديث مرفوع: (أنَّ حَمَلَةَ العرْشِ ثَمَانيَةُ أمْلاكٍ؛ على صُوَرِ الأوعالِ، ما بين أظْلافهَا إلى رُكَبِهَا مسِيْرةُ سبعِينَ عاماً للطَّائرِ المُسْرعِ) .

 

#- ويقال: ورُوي (أنَّ أرجلهنَّ في السَّماءِ السَّابعةِ). (الروايات الأربعة في البند (ج) ذكرها الإمام ابن عادل (المتوفى: 775هـ) في تفسيره اللباب في علوم الكتاب ج19 ص328-329 ..، وذكرها القرطبي (المتوفى: 671هـ)  أيضا في تفسيره الجامع لأحكام القرآن ج18 ص266-267)

 

#- ثالثا: من الآثار التي قالت بأن حملة العرش على هيئة حيوانات ..

1- (أثر صحيح السند حتى وهب بن منبه وهو من الإسرائليات) ..  أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: (حَمَلَةُ الْعَرْشِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ، وَأَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، جَنَاحَانِ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ، وَجَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا، أَقْدَامُهُمْ فِي الثَّرَى، وَالْعَرْشُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا: قُدُّوسٌ، اللَّهُ الْقَوِيُّ مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح السند حتى وهب بن منبه ولكنه مقطوع عليه .. وهو من الإسرائليات التي يرويها وهب بن منبه عن أهل الكتاب .. ولا علاقة لما جاء في هذه الرواية بالدين الإسلامي..!!

- ملحوظة في النسخة المطبوعة: (أحمد بن محمد بن شريح) وهذا خطأ والصواب هو (بن سريح) بالسين وليس بالشين.. والله أعلم .

 

#- وجاء بلفظ آخر في (أثر ضعيف من الإسرائليات) .. عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ منبِّه، عَنْ أَبِيهِ: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ ...} الْآيَةَ. قَالَ: هُوَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ .. وُجُوهٍ. وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ .. فَأَمَّا جَنَاحَانِ فَعَلَى وَجْهِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ، وَأَمَّا جَنَاحَانِ فَيَنْتَهِضُوا بِهِمَا. لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إلَّا: قدِّسوا اللَّهَ الْقَوِيَّ الْعَلِيَّ، قد ملأت عظمته ما بين السماوات والأرض) ذكره بن حجر في المطالب العالية وقال: هذا موقوف ضعيف الإِسناد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر من الإسرائليات التي يرويها وهب بن منبه .. وفيه (عبد الله بن وهب) وهو مجهول الحال .

 

2- (أثر ضعيف جدا) .. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْجَبَائِيِّ، قَالَ: (فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَثَوْرٍ، وَأَسَدٍ، فَإِذَا حَرَّكُوا أَجْنِحَتَهُمْ فَهُوَ الْبَرْقُ) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف . وفيه (الحسين بن داود المصيصي) وهو ضعيف الحديث ..، وفيه (وهب بن سليمان) لم أجده ..، وفيه (شعيب بن الأسود الجبائي) قال عنه بن حجر في (لسان الميزان ج3 ص150) : إخباري متروك (انتهى النقل) .. ، هذا بالإضافة لانقطاع السند في معرفة هذه المعلومة الغيبية التي لا يمكن معرفتها إلا بوحي إلهي .. وكان شعيب الجبائي وهو تابعي ينقل من كتب أهل الكتاب الغرائب .. !!

 

3- (أثر ضعيف جدا) .. عن أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: (حَمَلَةُ الْعَرْشِ أَحَدُهُمْ عَلَى صُورَةِ إِنْسَانٍ وَالثَّانِي عَلَى صُورَةِ ثَوْرٍ وَالثَّالِثُ عَلَى صُورَةِ نَسْرٍ وَالرَّابِعُ عَلَى صُورَةِ أَسَدٍ) رواه ابن عبد البر في التمهيد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث معلق ضعيف .. إذ لم يذكر بن عبد البر اسناده كاملا من بدايته .. فضلا عن أن الأثر مقطوع على كلام التابعي عروة بن الزبير ..

4- (أثر باطل – سند ضعيف ومتن منكر جدا) .. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: (إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ نَعَمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَسُولَهُ أَنْ كَيْفَ رَآهُ؟ فَأَرْسَلَ: إِنَّهُ رَآهُ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، دُونَهُ فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ، يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ) رواه البيهقي في الأسماء والصفات برقم 943 .. وقال البيهقي تعقيبا على هذا الحديث: قلت فهذا حديث تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار، وقد مضى الكلام في ضعف ما يرويه إذا لم يبين سماعه فيه .. وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس رضي الله عنهما وبين الراوي عنه، وليس شيء من هذه الألفاظ في الروايات الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر باطل سندا ومتنا .. وبخلاف الانقطاع الذي أشار إليه البيهقي وضعف بن اسحاق لأنه لم يصرح بالتحديث .. إلا أن المتن نفسه فيه نكارة ولا يمكن قبوله أبدا .. إذ ان تجسيد الله في كرسي من ذهب ويحمل هذا الكرسي أربعة من الملائكة في هيئة حيوانات وهيئة واحدة بشرية .. فهذا ما لا يمكن للعقل تصوره أو قبوله في حق الله .. بل هو كلام باطل وأثر باطل لا يمكن أن يصح عن ابن عباس قوله بتجسيد الله على كرسي ووصف الملائكة بصورة لا تليق بهم وهم الملائكة الكرام .. !!

 

5- (أثر لا سند له ولا وجود له) .. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (حملت العرش أربعة .. طول كل ملك سبعون ألف عام وطول قدمه ثمانية عشر ألف عام ..

- الأول على صورة بني آدم يقول: اللهم ارحم بني آدم لا تعذبهم وادفع عنهم برد الشتاء وحر الصيف وادخلني في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.

- والثاني على صورة النسر يقول: اللهم ارحم الطيور ولا تعذبهم وادفع عنهم برد الشتاء وحر الصيف وأدخلني في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.

- الثالث على صورة الأسد يقول: اللهم ارحم السباع ولا تعذبهم وادفع عنهم برد الشتاء وحر الصيف وأدخلني في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.

- والرابع على صورة الثور يقول: اللهم ارحم البهائم ولا تعذبهم وادفع عنهم برد الشتاء وحر الصيف وأدخلني في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم) ذكره عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري (المتوفى: 894هـ) في كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس ج2 ص116..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا الأثر لا سند له ولم أجده في أي كتاب من كتب الأحاديث والآثار ..!!

 

#- رابعا: من أين أتوا بخرافة معتقد أن حملة العرش في صورة الأوعال وأرجلهم كأرجل الماعز والبقر ؟!

- أصل هذا المعتقد مأخوذ من أهل الكتاب .. وإليك الدليل من التوراة والإنجيل الذي بأيدي أهل الكتاب الآن.

1- ففي العهد القديم "التوراة" .. رؤيا حزقيال ووصفه لملائكة العرش قال: (وَمِنْ وَسْطِهَا شِبْهُ أَرْبَعَةِ حَيَوَانَاتٍ. وَهذَا مَنْظَرُهَا: لَهَا شِبْهُ إِنْسَان. 6- ٍوَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَة. 7- وَأَرْجُلُهَا أَرْجُلٌ قَائِمَةٌ، وَأَقْدَامُ أَرْجُلِهَا كَقَدَمِ رِجْلِ الْعِجْلِ، وَبَارِقَةٌ كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ. 8- وَأَيْدِي إِنْسَانٍ تَحْتَ أَجْنِحَتِهَا عَلَى جَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. وَوُجُوهُهَا وَأَجْنِحَتُهَا لِجَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. 9- وَأَجْنِحَتُهَا مُتَّصِلَةٌ الْوَاحِدُ بِأَخِيهِ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا. كُلُّ وَاحِدٍ يَسِيرُ إِلَى جِهَةِ وَجْهِهِ. 10- أَمَّا شِبْهُ وُجُوهِهَا فَوَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ لِلْيَمِينِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ ثَوْرٍ مِنَ الشِّمَالِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ نَسْرٍ لأَرْبَعَتِهَا.11- فَهذِهِ أَوْجُهُهَا.) (سفر حزقيال الاصحاح الأول 5-11).

 

2- وفي العهد الجديد "الإنجيل" .. رؤيا يوحنا اللاهوتي: (وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ: 7 وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. 8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلًا قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي») (سفر الرؤيا 6-8).

 

#- خامسا: جعلوا من الخرافة معتقد وكفَّروا المسلمين إن لم يؤمنوا بتلك الخرافة ..!!

- ستجد على بعض صفحات الإنترنت .. من يضع بوستات أو منشورات مصورة على صفحات الفيس بوك .. وينشر عقيدة حملة العرش الأوعال والتي بشكل الحيوانات .. دون أن يظهر فسادها وعدم صحتها .. ويروج بأنها من معتقدات المسلمين ويجب الإيمان بذلك .. بل ويكفر المسلمين إن لم يعتقدوا بذلك .

 

- فهذه الجماعات يتهمون من المسلمين بالكفر لمن لا يعتقد بخرافة عقيدة الملائكة الأوعال الذين صورهم الله بصورة البهائم والحيوانات (وحاشاه جل شأنه بل الكذابون على الله هم من يقولون بذلك) .. فهؤلاء حسابهم عند ربهم إن كانوا يعلمون ببطلان وكذب هذه الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا التكفير للمؤمنين بإذن الله طوق في أعناقهم يوم القيامة .. وإن شاء الله يأتون مفلسين يوم القيامة لطعنهم في المؤمنين بالباطل .. ولجعلهم المعتقدات الموروثة والخرافات المدسوسة هي عقيدة واجب اتباعها في دين الله ..

 

#- خلاصة القول في وصف حملة العرش:

1- مما سبق تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف ملائكة العرش ليلة المعراج .. بل ولا نعلم حقيقة من يحمل العرش ولا نعلم حقيقة الثمانية .. ولا يوجد روايات صحيحة عن النبي في وصف حملة العرش .. ولا تجد ما يقال من آثار الصحابة والتابعين في ذلك له وصف صحيح أيضا .. بل روايات أحسن ما فيها ضعيف بالرغم من أن أكثرها روايات تفسيرية .. إلا أنها لا دليل عليها من كلام الله ورسوله .. وأسانيدها أيضا تالفة .. حتى تجد في كتب التفاسير أن حملة العرش الآن أربعة ويوم القيامة يكونوا ثمانية .. وهذا ذكره الحسن البصري عن أبي هريرة والحسن البصري لم يقابل أبي هريرة ..!!

 

2- هذه الروايات منقولة من الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى .. والناقل لها هو وهب بن منبه لأنه كان ينقل من أهل الكتاب .. إلا أن بعض النفوس قامت بوضع أسانيد ملفقة لجعلها أحاديث نبوية .. والنبي بريء منها ..

 

3- قال تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) الحاقة:17.

- هذا مبلغ العلم من التعريف بحملة العرش .. كما ذكر القرآن .. وخلاف ذلك .. فهو كلام باطل إلا لو صح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بشكل حملة العرش .. ولا أظن أنه صح شيء ..

 

#- أما عن حديث: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) رواه أبو داود  والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة .. بأسانيد صحيحة ولكن متون مضطربة ولا يمكن قبول معتقد غيبي هذا حاله .. فمرة بلفظ (سبع مائة – ومرة بلفظ خمس مائة – ومرة بلفظ أربع مائة – ومرة بلفظ سبعين – ومرة بلفظ خمسين) ..!! فأي حديث فيهم هو الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟ وطريق الإسناد واحد والصحابي المروي عنه واحد؟!!

- فهل النبي قال: سبع مائة أم خمس مائة أم أربع مائة أم سبعين أم خمسين؟!!

 

- فكيف المؤمن يقبل معتقد غيبي من روايات فيها اضطراب مثل هذا الإضطراب الخطير .. !! وكيف يكون لي الجرأة أن أقول أن النبي قال كذا .. ولا أعلم أي قول هو الذي قاله وإلا كنت كذبت على النبي ؟!! لأن الروايات ليس فيها اختلاف ألفاظ متفقة المعنى .. وإنما تضارب فاحش في الألفاظ العددية .. !!

 

- والذي يقبل أن يقول هذه الروايات عن النبي .. فليكن في علمه أنه يجب أن يكون قد كذب في أيا منها .. لاستحالة أن يكون قد قالها كلها أو حتى اثنين منها .. !!

 

- بل من يقول هذا الحديث فيجب أن يخبر الناس بباقي الروايات التي قيلت في نفس الرواية .. وليكن أمين في نقل العلم .. وليكشف كل الروايات أمام المؤمنين ليعرفوا حقيقة ما كتب حول هذه الرواية .. وليس يختار ما تهواه نفسه ليعتقده الناس بالإكراه .. ويخفي باقي الروايات .. !! (راجع رسالة معتقدات موروثة الفصل التاسع والستون تحت عنوان: " س 300: هل أحد ملائكة عرش الرحمن من أوصافه أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام أم خمسمائة أو أربعمائة أم مائة أم سبعين أم خمسين عام؟".

 

4- أما من يتهمك في دينك بالكفر لأنك لا تؤمن بما تم الكذب به على النبي .. من حديث الأوعال وأشكال حملة العرش الحيوانية .. فهذا شأنه .. وابتعد عنه وقل له سلاما سلام .. فأنت لا تأمن من غدره بعد أن استباحك بالكفر ..؟!!

 

- والله أعلم.

****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .