بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة
#- فهرس:
:: الفصل الرابع والسبعون :: عن رحلة المعراج - الجزء
الثاني عشر/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي
قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا
أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::
1- س176: هل النبي رأى ربه
فعلا في حياته ؟
#- أولا: القرآن لم ينفي رؤية النبي لربه ..
@- قوله تعالى: (لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) الأنعام:103.
@- قوله تعالى: (وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ) الشورى:51.
@- قوله تعالى: (قَالَ
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي) الأعراف:143.
#- ثانيا: هل قال النبي أنه رأى ربه ؟
#- ثالثا: هل قال أحد الصحابة والتابعين أن النبي رأى
ربه ؟
#- رابعا: هل أنكرت السيدة عائشة رؤية النبي لربه ؟
#- خامسا: رأي بعض العلماء في إمكانية رؤية النبي لربه ودليل ذلك.
#- سادسا: هل العقل يمنع رؤية النبي لربه فعلا في الدنيا ؟
*******************
:: الفصل الرابع والسبعون ::
*******************
..::
س176: هل النبي رأى ربه فعلا في حياته ؟ ::..
- أردت أن أبدأ هذا الفصل بهذا السؤال البسيط
.. وهو: هل رأى النبي ربه ؟
- لماذا بدأت بهذا السؤال .. قبل البدء بسؤال هل رأى النبي ربه ليلة
المعراج ؟
- لأني وجدت أن مسألة رؤية النبي لله .. هي تعتبر مسألة مستقلة لوحدها .. وقد ظهرت
بعد مسألة رؤية النبي لربه ليلة المعراج .. ومحاولة البعض جمع آيات سورة النجم مع
ليلة المعراج وهذه مسألة مستقلة ..
@- والحقيقة حسب ما
تبين لي من خلال بحثي .. فإنه يوجد ثلاث مسائل:
- الأولى: مسألة رؤية النبي لله من حيث حدوث ذلك فعلا
في حياته.. (وهذا ما نناقشه في هذا الفصل).
- الثانية: مسألة رؤية النبي لربه ليلة المعراج .. فهذه
مسألة أخرى.
- الثالثة: مسألة أن المعراج مشار إليه في سورة النجم أم
لا .. فتلك مسألة أخرى ..!!
@- وإليك تفصيل مسألة رؤية النبي لربه بغض النظر عن كونها يقظة أو منام ..
===================
#- أولا: القرآن لم ينفي رؤية النبي لربه ..
- لا يوجد أي نص في الحديث أو القرآن ينفي أو يمنع رؤية
النبي لربه .. سواء يقظة أو مناما .. وسواء بالعين أو الفؤاد.
#- أما عن بعض الآيات التي توهم بمنع
الرؤية .. فإليك تحقيق ذلك وهم بعض الآيات .. منها:
1- قوله تعالى: (لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) الأنعام:103.
2- قوله تعالى: (وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ) الشورى:51.
3- قوله تعالى: (وَلَمَّا
جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ
إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ
مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ
دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ
إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)
الأعراف:143.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا يوجد في الآيات السابقة دليل نفي أو منع لرؤية
النبي لربه .. ومع ذلك نوضح حقيقة الآيات المشار إليها ..
#- أولا: قوله
تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ)
الأنعام:103.
1- وقوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ) هو الإحاطة الكاملة بالله عن غالب علماء التفسير .. وهذا
محال لأن الله هو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء .. ولو كان الإدراك في الآية
بمعنى الرؤية كما ظن بعض العلماء .. لكان قال : "لا
تنظره الأبصار" .. فلا يمكن أن يكون الإدراك بمعنى مجرد الرؤية ..
وإنما بمعنى إحاطة إدراك برؤية الذات الإلهية الأحدية .. وهذا أصلا محال عقلا ..
وقد شرحنا ذلك الفصل السابق .
@- ورحم الله الإمام النووي (المتوفى: 676 هـ): إذ قال:
- احتجت عائشة بقوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) الأنعام:103 ..
-
وأجاب الجمهور عنه بأن الإِدراك هو الِإحاطة .. والله تعالى لا يُحاط به .. لكن يراه
المؤمنون في الدار الآخرة بغير إِحاطة .. وكذلك رآه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ليلة الِإسراء. (فتاوى
النووي ص37-39).
2- وإذا كان المعترض بهذه الآية على
رؤية النبي بالبصر لربه .. فما علاقتها لرؤية النبي لربه ببصيرته ؟!!
- فهل قال الله تعالى: "لا
تدركه البصائر" .. أكيد .. لا ..
- فكيف يصح الإستدلال بهذه الآية على نفي رؤية الله
للنبي صلى الله عليه وسلم ..؟!!
#- ثانيا: قوله
تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) الشورى:51.
- هو أيضا احتجاج في غير محله للإنكار على من يقول بأن
النبي رأى ربه .. ليه ؟
- لأنه سأقول ببساطة: هل الآية المستدل بها فيها دليل نفي على
إمكانية رؤية النبي لربه ؟
- لا .. ليس فيها دليل على نفي الرؤية للنبي
.. فكيف يصح الإستدلال بالآية حينئذ في إنكار رؤية النبي لربه ؟!!
- إذ أن مسألة الرؤية شيء والكلام الإلهي
شيء آخر .. فأنت قد ترى شخص ولا تكلمه .. كرؤيتك للناس في الشارع .. وقد تكلم شخص ولا
تراه مثل محادثات الفون .. بل وقد يخاطرك شخص دون أن تراه مثل الشيطان والملك ومن
لديهم ملكات روحانية خاصة من الإنس.
- والآية تتكلم عن طرق وحي الله تعالى إلى
أنبيائه في حال حياتهم .. ولم تتكلم عن طرق رؤية البشر لله .. فتأمل .
#- ثالثا: قوله
تعالى: (قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ
لَنْ تَرَانِي) الأعراف:143.
- والمعترض بالآية السابقة على عدم إمكانية رؤية الله
للأنبياء في الدنيا .. مقصده هو أن الله قال لموسى (لن تراني).. وبالتالي فهذا حكم عام حتى لأولوا العزم من
الأنبياء.. هكذا مختصر كلامهم.
1- قلت هذا من أغرب الغرائب لمن يستدل
بهذه الآية على منع الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن المعترض بهذه الآية يساوي بين حال موسى
مع ربه .. وحال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه ..!! وهذا باطل بكل تأكيد .. بل
ومخالف لقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ) البقرة:253.
- فالآية تتحدث عن رؤية موسى لربه .. وهي لن تحدث له في الدنيا .. والموضوع محسوم
وقد انتهى .. وهذا حكم خاص بسيدنا موسى عليه السلام .. وليس فيه تعميم منع الرؤية
على غيره .. بل خاص به فقط .. لأن موسى ظن أنه طالما الله يكلمه فهو مسموح له أن
يطلب الرؤية .. ولكن تبين له أنه غير مسموح له ذلك ..
2- ومن الغريب جدا أن تأتي بآية لها
حكم خاص بنبي وتعمِّمُه على باقي الأنبياء ؟!! ثم تزعم أن هذا دليل منع رؤية الله ...!!
- بل هذا استدلال بالحق بآية (لن تراني) على باطل وهو (منع رؤية النبي محمد لربه).. ونعوذ بالله من الجهل في كلامه وكلام نبيه
صلى الله عليه وسلم ..
3- ومن غير المتوقع أن تستدل بآية هي
نفسها حجة عليك وليس لك .. ليه ؟
- لأن سيدنا موسى طلب الرؤية وهو يعلم أنها
ممكنة وإلا كان جاهلا بالله وهذا مستحيل في حق موسى .. إلا أنه لم يكن مسموح
ومأذون له في ذلك .. فدل ذلك على أن الرؤية في حد ذاتها ممكنة حدوثها .. ولكن ليس
في حق موسى عليه السلام.
- ويؤكد ما سبق أن الله لم ينهاه عن هذا
الطلب .. بل نفى له مقام الرؤية بالنسبة له لأنه ليس مقامه هو
وإنما هو مقام النبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن الله يقول له(لن تراني) لأنه ليس
مقامك أنت .. وإنما هو مقام من يحتمل نوري .. ولا يحتمل نوري إلا خليلي وحبيبي
محمد .. ولكل نبي مقامه .
@- ورحم الله الإمام القاضي عياض (المتوفى: 476
هـ) إذ قال:
-
والحق الذي لا امتراء فيه .. أن رؤيته تعالى في الدنيا جائزة
عقلا .. وليس في العقل ما يحيلها .
- والدليل على جوازها في الدنيا .. سؤال موسى عليه السلام لها.
-
ومحال أن يجهل نبي ما يجوز على الله وما لا يجوز عليه.. بل لم يسأل إلا جائزا غير
مستحيل. (الشفا بتعريف
حقوق المصطفى ج1 ص198-199).
======================
#- ثانيا: هل قال النبي أنه رأى ربه ؟
1- جاء في (حديث صحيح) .. عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ
.. فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ .. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ
الْمَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّ لاَ أَدْرِي .. فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ
فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَعَلِمْتُ (أي في تلك اللحظة) مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ..
-
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ .. فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ .. قَالَ: فِيمَ
يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الأَعْلَى؟
-
قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالكَفَّارَاتِ، وَفِي نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى
الجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغِ الوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارِ
الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ
وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ) رواه الترمذي وقال حسن غريب .. وقد اتفق معه البخاري في تحسينه.
- وفي رواية بلفظ: (أَتَانِي
اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ،، قَالَ أَحْسَبُهُ
فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ
الأَعْلَى؟ ...
-
"إلى أن قال الحديث": وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ
بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ..
-
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ،
وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي
إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ إِفْشَاءُ السَّلاَمِ،
وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) رواه الترمذي بسند فيه انقطاع
ولكن الحديث السابق ذكره للترمذي فهو حديث موصول وقد بنفس الإسناد ويجبر ذلك
الإنقطاع .. والله أعلم .
#- والعلماء على أن هذه رؤيا منامية .. وليس رؤيا ليلة المعراج ..
#- ومعنى قولنا رؤيا مناميه: يعني مجرد صورة روحية مثالية متخيلة .. وليست
صورة حقيقية لنفس الذات الإلهية لأن الله لا تحكمه صور ولا هيئة ولا شكل .. بل ليس
كمثله شيء.. وإنما الصورة الروحية للتعريف (أي لتعريف الروح المحمدي بأنه يكلم
ربه) .. وليس للتحقيق (أي ليس لتحقيق الرؤية من الذات الإلهية نفسها) .. فانتبه.
2-
(حديث
صحيح) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ
وَتَعَالَى) رواه أحمد .. وقال أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح .. ثم قال:
"وهو في مجمع الزوائد 1:78 .. وقال: رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح".. (انتهى النقل) ..، وخالفه محققو المسند وقالوا:
صحيح موقوفا .. ثم قالوا: وإنما صححنا وقف هذا الحديث
الذي أورده المؤلف لاختلافهم في رفعه ووقفه، ولأنه ثبت عن ابن عباس من قوله من غير
طريق: (أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رأى ربه عز وجل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة)
هذا التوقيف من محققي المسند فيه نظر لأنه قد يكون الحديث مرويا موقوفا وموصولا ..
والله أعلم..
-
وفي رواية عن النبي بلفظ: (رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وجل) رواه ابن أبي عاصم في السنة (المتوفى: 287هـ) .. وقال
الشيخ الألباني رحمه الله: حديث صحيح ورجاله ثقات رجال الصحيح. (انتهى النقل).
- والرؤية في الحديث السابق يشار بها إلى: أن هذه الرؤيا حدثت ليلة المعراج يقظة ..
ولكن الخلاف هل كانت الرؤية بالعين أم بالقلب..، والبعض ظن أن هذا الحديث يشير إلى
الرؤيا المنامية التي ذكرها الترمذي في الحديث السابق ولكن هذا خطأ ..
#- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):
-
وممن أثبت الرؤية لنبينا صلى الله عليه وسلم الإمام أحمد .. فروى الخلال في كتاب السنة عن
المروزي .. قلت لأحمد: إنهم يقولون إن عائشة قالت: (من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم
على الله الفرية) ..
- فبأي شيء يدفع قولها ؟
-
قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي) .. قول النبي صلى الله عليه وسلم
أكبر من قولها. (فتح
الباري ج8 ص608).
#- قال الإمام أبو الحسن السندي (1138هـ) في شرح حديث مسند أحمد:
- قوله (رَأَيْتُ رَبِّي) في (المجمع) "أي مجمع الزوائد للهيثمي": رجاله رجال الصحيح .
- والمتبادر منه رؤية البصر يقظة .. ولذلك استدل به أحمد ورد به قول
عائشة - رضي الله عنها - حين قيل له: إنهم يقولون: إن عائشة قالت: (مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا
رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللهِ) فبأي شيء يدفع قولها ؟
- قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رَأَيْتُ رَبِّي) وقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - أكبر من قولها.
- قلت (أي الإمام السندي): ولعل من ينكر الرؤية .. يحمل هذا
الحديث على الرؤية بالفؤاد .. وعلى الرؤية في المنام .. ويؤيد الثاني ما رواه
الترمذي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي
الْمَنَامِ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ
الأَعْلَى؟ ... ) الحديث بطوله .. فيحتمل أن يكون هذا
الحديث اختصارًا منه، وكان تلك رؤية منام، كما يفيده النظر في رواية الترمذي. (شرح الإمام السند على مسند
الإمام أحمد ج3 ص481 – مختصرا في بعض كلامه).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): والذي أشار إليه الإمام السندي
من حيث أن حديث الإمام أحمد محتمل يكون في المنام .. هو قول لا يصح .. لأن الإمام
أحمد ثبت عنه أنه ذكره في المعراج .. أما الذي فيه خلاف عن الإمام أحمد هو أنه هل
قال رؤية بالعين أم بالفؤاد ؟!! فهذا هو محل الخلاف في رأي الإمام أحمد لمفهوم
الرؤية ليلة المعراج بالعين أم بالقلب .. وليس كونها منامية أم يقظة .. والله
أعلم.
3- (حديث سنده ضعيف ومتنه فيه نكارة) .. عن مَرْوَانَ بْنَ
عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ،
امْرَأَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ: (أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي
النَّوْمِ فِي صُورَةِ شَابٍّ ذِي وَفْرَةٍ، قَدَمَاهُ فِي الْخُضْرَةِ، عَلَيْهِ
نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ) رواه الدارقطني في رؤية الله .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث أشار لصحته أبي زرعة
كما أشار لذلك الدارقطني ..، ولكن الحديث لا يصح لصعف سنده ونكارة متنه .. أما ضعف
سنده لوجود (مروان بن عثمان) وقد ضعفه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات ..،
ويوجد انقطاع بين عمارة بن عامر وبين أم الطفيل لأن البخاري قال أن عمارة لم يسمع
من أم الطفيل .. وقال بن حبان: عمارة بن عامر يروي عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رأيت ربي ..." حديثا منكرا - لم يسمع
عمارة من أم الطفيل (راجع
الثقات ترجمة 4682)..، أما عن نكارة المتن فظاهر لفظه مستنكر لمن يسمعه ولا
يتصور هذا التصور في الله حتى ولو منام .. والله أعلم .
===================
#- ثالثا: هل قال أحد الصحابة والتابعين أن النبي رأى ربه ؟
1-
جاء في (أثر صحيح) .. عَنْ
يَزِيدَ بْنِ شَرِيكِ بْنِ الرِّشْكِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: (رَآهُ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يَرَهُ بِعَيْنِهِ) رواه ابن
خزيمة في التوحيد .. (قلت خالد صاحب الرسالة):
الأثر صحيح.
#- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):
- وعند مسلم من حديث أبي ذر: (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فقال: نور أنى أراه) ..، ولأحمد عنه قال: (رأيت نورا) ..، ولابن خزيمة عنه قال: (رآه بقلبه ولم يره بعينه) .. وبهذا يتبين مراد أبي ذر بذكره
النور .. أي النور حال بين رؤيته له ببصره. (فتح الباري ج8 ص608).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): الروايات التي أشار إليها الإمام بن حجر كلها
صحيحة عن أبي ذر الغفاري .. ويقصد الإمام بن حجر بكلامه السابق عن حديث أبي ذر
الغفاري الصحيح في رواياته .. والذي جاء مرة برؤية النبي لربه بالفؤاد ومرة قوله
أنه لم يرى سوى النور .. أنه من حيث العين فلم يرى سوى
النور .. ولكن من حيث القلب فقد رآه بقلبه .. وهذا فهم رائع من الإمام بن حجر رحمه
الله .. والله أعلم .
- ملحوظة: أن أبا ذر الغفاري كان ممن حضر
حادثة الإسراء والمعراج مع النبي لأنه من أوائل من أسلموا من أول البعثة النبوية
في مكة ..
2-
(أثر
صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: (رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ) رواه ابن أبي عاصم في السنة .. وقال الألباني رحمه الله: إسناده
صحيح موقوف وهو على شرط البخاري ..، والحديث أخرجه ابن خزيمة في
"التوحيد" ص 130 من طريق أخرى عن محمد بن الصباح به. (انتهى النقل).
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام ابن عباس هنا مطلق ولا يفيد
هل الرؤية بالعين أم بالفؤاد ..
3-
(أثر
صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أَتَعْجَبُونَ أَنْ
تَكُونَ الْخُلَّةُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَالْكَلامُ لِمُوسَى
عَلَيْهِ السَّلامُ وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه ابن أبي عاصم في السنة .. وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
إسناده صحيح على شرط البخاري.. (انتهى النقل).
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام ابن عباس هنا مطلق ولا يفيد
هل الرؤية بالعين أم بالفؤاد.
4-
(أثر
صحيح) .. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ({وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قَالَ: رأى ربه تبارك وتعالى) رواه ابن أبي عاصم في السنة .. وقال الشيخ الألباني: إسناده حسن
موقوف رجاله ثقات رجال الشيخين...، ثم قال رحمه الله: والحديث
أخرجه الآجري ص 491 من طريق آخر عن عبدة بن سلمان وابن خزيمة في
"التوحيد" ص 131 .. وابن حبان 38 من طريق أخرى عن محمد بن عمرو به إلا أنه لم يذكر الآية .. وهذا
اقرب إلى الصواب..، فقد ثبت تفسيرها مرفوعا عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بخلاف تفسير ابن عباس رضي الله عنه من
حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ({وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} أنا اول هذه الأمة سئل عن ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين
المرتين، رأيته منهبطا من السماء ... " الحديث أخرجه مسلم. (انتهى النقل).
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام ابن عباس هنا مطلق ولا يفيد
هل الرؤية بالعين أم بالفؤاد ..
5-
(أثر
صحيح) .. عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: ({مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى} النجم:11 ..، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} النجم:13 ..، قَالَ: رَآهُ
بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ) صحيح مسلم.
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام ابن عباس هنا فيه تقييد للرؤية بأنها كانت بالفؤاد وحدثت مرتين ..
@- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):
- ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا
مجرد حصول العلم .. لأنه صلى الله عليه وسلم كان
عالما بالله على الدوام .. بل مراد من أثبت له أنه
رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره ..
والرؤية لا يشترط لها شيء مخصوص عقلا .. ولو جرت العادة بخلقها في العين. (فتح الباري ج8 ص608).
#- وقال الإمام ابن حجر: قلت: جاءت عن بن عباس أخبار
مطلقة .. وأخرى مقيدة .. فيجب حمل مطلقها على مقيدها. (فتح الباري ج8 ص608).
- ومقصد
الإمام بن حجر: أن ما جاءت الرواية فيه عن ابن عباس بقوله أن
النبي رأى ربه .. فهذه مطلقة .. ويتم شرحها بالرواية المقيد برؤية الفؤاد كرواية
الإمام مسلم السابقة .. والله أعلم .
6- (أثر صحيح) .. عن عَبْدُ
الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ({وَمَا جَعَلْنَا
الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} الإسراء:60 ..، قَالَ: رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ)
رواه بن خزيمة في التوحيد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح ورجاله ثقات.
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام ابن عباس هنا فيه تقييد
للرؤية بأنها كانت بالعين .. وهذه
هي الرواية الوحيدة حسب ظني التي أثبتت الرؤية بالعين.
7- (أثر صحيح) عن الحسن البصري التابعي .. إذ جاء عَنِ الْمُبَارَكِ
بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: (كَانَ الْحَسَنُ يَحْلِفُ
بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ) رواه ابن خزيمة في التوحيد .. (قلت خالد صاحب
الرسالة): أثر إسناده صحيح.
#-
قلت (خالد
صاحب الرسالة): كلام التابعي الحسن البصري لم
يحدد هل الرؤية كانت بالقلب أم بالفؤاد .. ولكنه أثبت رؤية النبي لربه .. بل وحلف
بالله تأكيدا على حدوث ذلك يقينا .
8- (أثر صحيح) .. حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَ عَبَّادٌ يَعْنِي
ابْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: (سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ، عَنْ قَوْلِهِ: {مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] قَالَ: «أَتُرِيدُ أَنْ أَقُولَ لَكَ
قَدْ رَآهُ، نَعَمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ قَدْ رَآهُ حَتَّى
يَنْقَطِعَ النَّفَسُ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): عباد بن منصور وإن كان ضعيف الحديث فيما
يرويه عن عكرمه لأنه غالبا يدلس عنه إلا أنه في هذه الرواية صرح بأنه هو من سأل
عكرمه بنفسه .. فانتفت شبهة تدليسه عن عكرمه .. وصح الأثر .. والله أعلم.
9-
(أثر
ضعيف) .. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: (رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ) رواه ابن خزيمة في التوحيد .. وقال بن حجر في فتح الباري ج8 ص608:
"وروى بن خزيمة بإسناد قوي عن أنس قال: (رأى محمد ربه) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة):
كلام الإمام بن حجر فيه نظر ... لأن الإسناد ليس قوي .. ففيه (إبراهيم بن عبد
العزيز الْمُقَوِّمُ) وهو مجهول الحال ..، وفيه (عبد الرحمن بن عثمان بن أمية)
والعلماء على تضعيفه . (راجع
تهذيب التهذيب ج6 227).
10-
(أثر
ضعيف) .. مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
حُصَيْنٍ: (أَنَّ مَرْوَانَ، سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ رَأَى
مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ قَدْ رَآهُ) رواه اللالكائي في شرح أصول السنة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف .. وفيه (محمد ابن اسحاق) قد دلس
في الرواية ..، وفيه انقطاع في السند بين داود بن الحصين وبين مروان ابن الحكم
أمير المؤمنين في زمن أبي هريرة ..
11- (أثر ضعيف) .. عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: (نَظَرَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ عِكْرِمَةُ:
فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: نَظَرَ مُحَمَّدٌ إِلَى رَبِّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ؛
جَعَلَ الْكَلَامَ لِمُوسَى، وَالْخُلَّةَ لِإِبْرَاهِيمَ، وَالنَّظَرَ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه الطبراني في الأوسط .. (قلت خالد صاحب
الرسالة): الأثر ضعيف .. فيه (حفص بن عمر العدني) والعلماء على تضعيفه . (راجع تهذيب التهذيب ج2 ص410).
12-
(أثر
ضعيف) .. عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ({دَنَا
فَتَدَلَّى} .. قَالَ: هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم .. {دَنَا
فَتَدَلَّى} ربه عز وجل) رواه ابن أبي عاصم في
السنة .. وقال الشيخ الألباني: إسناده ضعيف
شريك هو ابن عبد الله القاضي ضعيف سيء الحفظ وجابر بن يزيد وهو الجعفي أضعف منه
..، ومحمد بْنُ يَحْيَى أَبُو عُمَرَ الْبَاهِلِيُّ لم أجد له ترجمة ..، ويحتمل
على بعد أن يكون هو محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله الذهلي النيسابوري
الحافظ الإمام من شيوخ البخاري. (انتهى النقل).
===================
#- رابعا: هل أنكرت السيدة عائشة رؤية النبي لربه ؟
- سنجد أن السيدة عائشة أنكرت رؤية النبي
لربه .. وهذا شيء فيه غرابة ومخالفة لما عليه
السلف والخلف .. بل ولم يذكره أحد من زوجات النبي ولا من صحابته .. بل الرأي على
الإثبات .. !!
- فما الذي قالته السيدة عائشة ..؟
- ولماذا رد العلماء كلامها ..؟
- وكيف نجمع بين قولها بالإنكار وقول
الصحابة بالإثبات ؟
- وهل أخطأت السيدة عائشة حينما أتهمت من قال بأن
النبي رأى ربه أنه شخص كذاب أو أعظم على الله الفرية أي كذب على الله ؟!!
#-
إليك تفصيل ما سبق ..
1-
جاء اجتهاد السيدة عائشة في (أثر صحيح) .. عَنْ عَامِرٍ، عَنْ
مَسْرُوقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ
مِنْ ثَلاَثٍ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ:
-
مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ .. ثُمَّ قَرَأَتْ: {لاَ تُدْرِكُهُ
الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} [الأنعام:
103]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ} [الشورى: 51].
-
وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ
كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان:
34].
-
وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ
قَرَأَتْ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}
[المائدة: 67] الآيَةَ ..، وَلَكِنَّهُ «رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي
صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ) صحيح البخاري.
#- وفي رواية بلفظ: (مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ
الْفِرْيَةَ) صحيح مسلم.
2- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وأعتقد أن رد الجمهور لاجتهاد السيدة عائشة في إنكارها
لرؤية النبي لربه في الدنيا (وليس في الآخرة) .. هو لعدة أسباب تتمثل في الآتي كما أظن:
- الأول: أن هذا عن رأيها الخاص واجتهاد
منها .. وليس نقلا عن النبي .. في حين الثابت عن النبي أنه
رأى ربه كما سبق بيانه ..
- الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء
عنه في الحديث الصحيح أنه رأى ربه .. بغض النظر عن أن الرؤية في المنام أو اليقظة
.. وبالتالي فاجتهاد السيدة عائشة لنفيها مطلقا لرؤية النبي لربه وهذا يشمل اليقظة
والمنام .. هو اجتهاد مخالف لكلام النبي وكلام الصحابة كابن عباس وأبي ذر وأنس بن
مالك .. ومن تابعهم كالتابعي الحسن البصري.
- الثالث: الإدراك في قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) .. ليس المقصد منه مجرد
الرؤية .. وإنما يقصد به الإحاطة الكاملة برؤية الله أي رؤية الذاتية الأحدية..
وهذا ما لا يقول به أي مؤمن .. وإنما رؤية النبي لربه بكيفية لا نعلمها وإنما
يعلمها من حدث له ذلك وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
- وإذا كانت الآية
تنفي البصائر .. فهي لا تنفي البصيرة .. فتأمل يا مؤمن .
@-
ورحم الله الإمام النووي (المتوفى: 676 هـ) إذ قال:
- احتجَّت عائشة بقوله تعالى: (لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) الأنعام:103 ..
-
وأجاب الجمهور عنه بأن الإِدراك هو الِإحاطة .. والله تعالى لا يُحاط به .. لكن يراه
المؤمنون في الدار الآخرة بغير إِحاطة .. وكذلك رآه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ليلة الِإسراء. (فتاوى
النووي ص37-39).
- الرابع: احتجاج السيدة عائشة بقوله
تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) الشورى:51 ..، هو أيضا احتجاج
في غير محله للإنكار على من يقول بأن النبي رأى ربه .. ليه
؟
- لأن الآية تتكلم عن مقام كيفية الوحي
للبشر .. وليس عن مقام كيفية تجلي الله
للبشر حتى يرونه .. فأبصر ..
- وقد سبق الرد كاملا .. على الآيات التي استدلت بها السيدة عائشة في
بداية هذا الفصل ..
3- أما عن طريقة الجمع بين كلام
الصحابة بالإثبات وكلام السيدة عائشة بالنفي ..
- فهو كما ذكر الإمام بن حجر العسقلاني
رحمه الله (المتوفى: 852 هـ) إذ قال:
- فيمكن الجمع بين إثبات بن عباس .. ونفي
عائشة .. بأن يحمل نفيها على رؤية البصر .. وإثباته على رؤية القلب. (فتح الباري ج8 ص608).
- وهذا الذي ذهب إليه الإمام بن حجر هو كلام محتمل
.. وهذا ما أظنه من كلام السيدة عائشة .. لأننا لو نظرنا في
إنكارها سنجدها احتجت بقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) .. وأظنها كانت تشير بذلك إلى
رؤية العين .. وليس رؤية الفؤاد الذي هو رؤية البصيرة .. والله أعلم.
4- أما عن كون السيدة عائشة أخطأت
باتهامها لمن قال بأن النبي رأى ربه بأنه كذب أو أعظم على الله الفرية ..
- فهذا ما أظنه أنه حدث خطأ منها نتيجة
غضب وانفعال .. إذ لا يعقل أن نتهم الصحابة بالكذب على الله
مثل أبا ذر الغفاري وابن عباس .. وجموع الأمه الإسلامية في كل زمان ومكان
ونستبيحهم .. ونقول لأن السيدة عائشة قالت ذلك ..!! لا .. أنت الذي تستبيح هتك عرض
العلماء مختبئا خلف كلام السيدة عائشة .. وهذا هو حالك .. فلا تختبيء خلف كلام
السيدة عائشة وتكذب أمة النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنك ستحمل وزر ما نطقت به ..
في حق علماء المسلمين من صحابة وتابعين وتابعيهم .. فانتبه.
- وحتى لو افترضنا أنها تقصد من يقول أن النبي رأى الله بعينه .. فهذا أيضا اتهام غريب منها رضي الله عنها .. لأن أصحاب هذا الرأي نقلوه عن صحابي
وهو الصحابي عبد الله ابن عباس .. وقد ذكرت روايته في رؤية الله بالعين في الآثار السابق
ذكرها بسند صحيح .. وعبد الله بن عباس هو أثبت من السيدة عائشة في العلم.
#- ورحم الله الإمام أبو بكر بن خزيمة (المتوفى:311 هـ) .. إذ
قال رحمه الله تعقيبا على كلام السيدة عائشة في لفظة (أعظم على الله الفرية):
- قال أبو بكر "أي بن خزيمة": هذه لفظة، أحسب عائشة تكلمت بها
في وقت غضب .. كانت لفظة أحسن منها يكون فيها دركا لبغيتها، كان أجمل بها.
- ليس يحسن في اللفظ: أن يقول قائل: أو قائلة .. فقد أعظم ابن عباس الفرية، وأبو ذر، وأنس بن
مالك، وجماعات من الناس الفرية على ربهم ..
- ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة
التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها.
- أكثر ما في هذا: أن عائشة رضي الله عنها، وأبا
ذر، وابن عباس رضي الله عنهما، وأنس بن مالك رضي الله عنه قد اختلفوا: هل رأى
النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟
- فقالت عائشة رضي الله عنها لم ير النبي
صلى الله عليه وسلم ربه ..
- وقال أبو ذر، وابن عباس رضي الله عنهما:
قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه، وقد أعلمت في مواضع في كتبنا أن النفي لا
يوجب علما، والإثبات هو الذي يوجب العلم.
- لم تحك عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه خبرها أنه لم ير ربه عز وجل ..، وإنما تلت قوله عز وجل: {لا تدركه الأبصار} [الأنعام: 103] وقوله: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا
وحيا} [الشورى: 51] ومن تدبر هاتين الآيتين ووفق لإدراك
الصواب، علم أنه ليس في واحدة من الآيتين ما يستحق من قال إن محمدا رأى ربه الرمي
بالفرية على الله .. كيف بأن يقول: قد أعظم الفرية على الله؟
- لأن قوله: {لا تدركه الأبصار} [الأنعام: 103] قد يحتمل
معنيين: على مذهب من يثبت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم خالقه عز وجل، قد يحتمل
بأن يكون معنى قوله: {لا تدركه الأبصار} [الأنعام: 103] على ما قال
ترجمان القرآن لمولاه عكرمة «ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا
يدركه شيء» ..
- والمعنى الثاني، أي: {لا تدركه الأبصار} [الأنعام: 103] أبصار الناس ..
لأن الأعم والأظهر من لغة العرب أن الإبصار إنما يقع على أبصار جماعة، لا أحسب
غريبا يجيء من طريق اللغة أن يقول لبصر امرئ واحد أبصار .. وإنما يقال لبصر امرئ
واحد بصر .. ولا سمعنا غريبا يقول: لعين امرئ واحد بصرين، فكيف أبصار ؟!!
- ولو قلنا: إن الأبصار ترى ربنا في الدنيا
لكنا قد قلنا الباطل والبهتان.
- فأما من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد
رأى ربه دون سائر الخلق، فلم يقل: إن الأبصار قد رأت ربها في الدنيا .. فكيف يكون
يا ذوي الحجا (أي أصحاب العقول المنتبهة) من يثبت أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد رأى ربه .. دون سائر الخلق مثبتا أن الأبصار قد رأت ربها .. فتفهموا
يا ذوي الحجا هذه النَّكتة .. تعلموا أن ابن عباس رضي الله عنهما وأبا ذر، وأنس بن
مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله .. ولا خالفوا حرفا من كتاب الله في
هذه المسألة.
- فأما ذكرها: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا
وحيا أو من وراء حجاب} [الشورى: 51] .. فلم يقل أبو ذر، وابن عباس رضي الله
عنهما، وأنس بن مالك ولا واحد منهم ولا أحد ممن يثبت رؤية النبي صلى الله عليه
وسلم خالقه عز وجل أن الله كلمه في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه .. فيلزم أن
يقال: قد خالفتهم هذه الآية.
- ومن قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد
رأى ربه، لم يخالف قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من
وراء حجاب} [الشورى: 51] .
- وإنما يكون مخالفا لهذه الآية
من يقول: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه فكلمه
الله في ذلك الوقت .. وابن عمر مع جلالته وعلمه وورعه وفقهه وموضعه من الإسلام
والعلم يلتمس علم هذه المسألة من ترجمان القرآن ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم
يرسل إليه ليسأله، هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟ علما منه بمعرفة ابن عباس
بهذه المسألة يقتبس هذا منه ..
- فقد ثبت عن ابن عباس إثباته أن النبي صلى
الله عليه وسلم قد رأى ربه، وبيقين يعلم كل عالم أن هذا من الجنس الذي لا يدرك
بالعقول، والآراء والجنان والظنون، ولا يدرك مثل هذا العلم إلا من طريق النبوة،
إما بكتاب أو بقول نبي مصطفى، ولا أظن أحدا من أهل العلم يتوهم أن ابن عباس قال: (رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه) برأي وظن .. لا .. ولا أبو ذر
.. لا .. ولا أنس بن مالك.
- نقول كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلاف عائشة رضي الله
عنها وابن عباس رضي الله عنهما في هذه المسألة: ما عائشة عندنا أعلم من ابن عباس.
- نقول: عائشة الصديقة بنت الصديق، حبيبة
حبيب الله عالمة فقيهة .. كذلك ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم النبي صلى الله
عليه وسلم .. قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم له أن يرزق الحكمة، والعلم .. وهذا
المعني من الدعاء وهو المسمى بترجمان القرآن .. ومن كان الفاروق رضي الله عنه
يسأله عن بعض معاني القرآن، فيقبل منه، وإن خالفه غيره، ممن هو أكبر سنا منه،
وأقدم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم ابن
عباس الفرية على الله .. لأنه قد أثبت شيئا نفته عائشة رضي الله عنها ..
- والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة .. وإن غلط بعض العلماء في معنى آية
من كتاب الله أو خالف سنة أو سننا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم لم تبلغ المرء
تلك السنن ..
- فكيف يجوز أن يقال: أعظم الفرية على الله من يثبت
شيئا لم ينفه كتاب ولا سنة ؟!!
- فتفهموا هذا .. لا تُغَالِطُوا. (التوحيد لابن خزيمة ج2 ص-555-559).
#- ثم قال بن خزيمة في ردا على حديث آخر
ذكر لفظ أن السيدة عائشة اتهمت من قال أن محمد رأى ربه فقد كذب: وذكر روايتان عن مجالد بن سعيد وهو ضعيف
الحديث..
- الرواية الأولى: (عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: اجْتَمَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ
وَكَعْبٌ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا بَنُو هَاشِمٍ، نَزْعُمُ أَوْ نَقُولُ:
«إِنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ مَرَّتَيْنِ» ، قَالَ: فَكَبَّرَ كَعْبٌ حَتَّى
جَاوَبَتْهُ الْجِبَالُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلَامَهُ
بَيْنَ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ فَرَآهُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَلْبِهِ، وَكَلَّمَهُ مُوسَى) .
الرواية
الثانية: (قال مجالد "بن سعيد": قال الشَّعْبِيِّ:
فأخبرني مسروق أنه قال لعائشة: (أي أمتاه هل رأى محمد ربه قط؟ قالت: إنك تقول
قولا، إنه ليقف منه شعري، قال: قلت: رويدا، قال: فقرأت عليها: {والنجم إذا هوى}
[النجم: 1] ، إلى قوله: {قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9] فقالت: أين يذهب بك؟ إنما
رأى جبريل صلى الله عليه وسلم في صورته، من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب، ومن
حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب فقد كذب، {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] إلى
آخر السورة) ..
- قال عبد الرزاق: فذكرت هذا الحديث لمعمر، فقال:
ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس.
- قال أبو بكر: لو كنت ممن أستحل الاحتجاج بخلاف
أصلي ، واحتججت بمثل مجالد
.. لاحتججت أن بني هاشم قاطبة .. قد خالفوا عائشة رضي الله عنها، في هذه المسألة.
- وأنهم جميعا .. كانوا يثبتون أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد رأى ربه .. مرتين .
- فاتفاق بني هاشم عند من يجيز الاحتجاج
بمثل "مجالد"
.. أولى من انفراد عائشة بقول لم يتابعها صحابي يعلم .. ولا
امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا من التابعات ..
- وبعد كلام قال بن خزيمة: الواجب من طريق العلم والفقه
قبول قول من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه. (التوحيد لابن خزيمة ج2 ص561
- مختصرا).
#- معنى قول بن خزيمة: (لو كنت ممن أستحل الاحتجاج بخلاف
أصلي): أي أن هذه الأحاديث ليست من أصول الإمام بن خزيمة
ليحتج بها لضعف مجالد بن سعيد وهو لا يحتج به.
- وكأنه يقول: لا استحل الاحتجاج بالحديث الذي
فيه ضعف .. ولكن طالما يحتج البعض بحديث رواه مجالد بن سعيد عن السيدة عائشة وقالت
فيه بتكذيب من قال برؤية النبي لربه .. فمن باب أولى ننظر لرواية مجالد بن سعيد
الأخرى التي قال فيها عن ابن عباس أن بني هاشم جميعا متفقين على أن النبي رأى ربه
مرتين ..
-
هذا والله أعلم بمراد الشيخ رحمه الله.
#-
وخلاصة القول أخي الحبيب:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم .. وبعض صحابته والتابعين .. قالوا
برؤية النبي لربه جل شأنه .. في اليقظة .. أما رؤية الله في المنام فلا إنكار عليه
في عموم كلام العلماء سواء للنبي أو عموم المؤمنين .. وإن كان كلام السيدة عائشة
يظهر منه الإنكار لمن يظن أن النبي رأى ربه يقظة أو مناما .
2- وإنكار السيدة عائشة لرؤية النبي .. هو إنكار في غير محله واجتهاد
خطأ منها وقد رده العلماء .. وذلك في حال كانت تقصد إنكار الرؤية على النبي في
العموم .. ولكن لو كانت تقصد إنكار الرؤية هو الرؤية البصرية للذات الإلهية
الأحدية .. فلا حرج في ذلك إذ يبقى لها اثبات الرؤية وهو في القلب أو الفؤاد ..
وبذلك يتفق مع رأى عند عموم الصحابة والتابعين وتابعيهم ..
#- ولكن يتبقى طريقة اعتراض السيدة عائشة
وإنكارها بتكذيب من يقول برؤية النبي لربه .. هي طريقة خاطئة إذ أن في ذلك
تكذيب لأكابر الصحابة وعموم علماء المسلمين فيما بعد من التابعين وغيرهم ..
- وإذا كنت نقلت لكم رد الإمام بن خزيمة
رحمه الله .. فإنما نقلته لكم .. حتى تعلموا أنه لا تقديس لأحد في دين
المسلمين ولا أحد له سلطة الخضوع والتسليم إلا الله والنبي صلى الله عليه وسلم
فيما صح عنه .. وما عدا ذلك فاحترام وتقدير وتوضيح المغالطات إن وجدت ممن أخطأ
وتكون بأدب.
=====================
#- خامسا: رأي بعض العلماء في إمكانية رؤية النبي لربه ودليل ذلك ..
1-
الإمام
الدارقطني رحمه الله (المتوفى:385 هـ):
-
اهتم بجزئية رؤية الله في كتاب منفرد .. وتكلم فيه عن إمكانية رؤية الله سواء
للمؤمنين أو للنبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك في كتابة (رؤية الله) .. وفي آخر
كتابة قد جعله للروايات التي تكلمت عن رؤية النبي لربه.
- وتجد ذلك
في كتابه تحت عنوان .. (ذكر الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه رأى ربه تبارك وتعالى في الدنيا) .. من ص 308 إلى ص 358 .
-
وممن روى عنهم الدارقطني رؤية النبي لربه في المنام - من الصحابة (معاذ بن جبل – عبد
الرحمن بن عائش – أنس بن مالك – أبي أمامة الباهلي – عمران بن حصين – عبد الله بن
عمر بن الخطاب – ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم – أبي هريرة - أم
الطُّفَيْلِ وهي امرأة أُبي بن كعب).
-
وممن روى عنهم الدارقطني رؤية النبي لربه بالقلب في اليقظة .. من الصحابة (أبا ذر الغفاري –
عبد الله بن عباس).
2-
الإمام القاضي
عياض رحمه الله (المتوفى: 476 هـ):
- ذكر القاضي عياض في الفصل الخامس .. من كتابة الشفا تحت عنوان رؤيته لربه ..
وقال: "وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه جل وعز
فاختلف السلف فيها".
@- وذكر
في هذا الفصل مجموعة من الأقوال منها ما ملخصه:
أ- أن من أنكر رؤية النبي لربه .. هو السيدة عائشة وشاركها في ذلك من
الصحابة بن مسعود وأبو هريرة وذلك في تفسير رؤية آيات سورة النجم على أن المقصد
بها رؤية النبي لجبريل وليس رؤية النبي لربه ...، وشارك في ذلك جماعة من المحدثين
والفقهاء والمتكلمين أنكر هذه الرؤية أيضا .
ب- ثم انتقل لمن أقر برؤية النبي لربه
ليلة المعراج وذكر أن من قال بذلك الصحابي كعب الأحبار وبن عباس
ووافقه جماعة منهم أبو العالية وابن اسحق وعكرمة ومحمد بن اسحق القرظي والربيع بن
أنس وعبد الرزاق الصنعاني وأحمد بن حنبل .. وغيرهم .
-
ثم قال القاضي عياض: وقال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي
الله عنه وجماعة من أصحابه: أنه رأى الله تعالى ببصره وعيني رأسه وقال: كل آية
أوتيها نبي من الأنبياء عليهم السلام فقد أوتي مثلها نبينا صلى الله عليه وسلم وخص
من بينهم بتفضيل الرؤية.
ج- ونقل القاضي عياض قول سعيد بن جبير
التابعي قوله: (لا أقول رآه ولا لم يره).
- ثم قال عياض: ووقف بعض مشايخنا في هذا وقال:
ليس عليه دليل واضح ولكنه جائز أن يكون.
د-
ثم ختم القاضي
عياض برأيه فقال:
-
قال القاضي أبو الفضل " أي القاضي عياض" وفقه الله: والحق الذي لا امتراء فيه .. أن رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عقلا
.. وليس في العقل ما يحيلها .
-
والدليل على جوازها في الدنيا .. سؤال موسى عليه السلام لها.
- ومحال أن يجهل نبي ما يجوز على الله وما لا يجوز
عليه.. بل لم يسأل إلا جائزا غير مستحيل.
- ولكن وقوعه ومشاهدته من الغيب الذي لا يعلمه إلا من
علمه الله..
-
فقال له تعالى: (لَنْ تَرَانِي) .. أي لن تطيق ولا تحتمل رؤيتي ..
ثم ضرب له مثلا مما هو أقوى من نبيه موسى وأثبت .. وهو الجبل.. وكل هذا ليس فيه ما
يحيل رؤيته في الدنيا بل فيه جوازها على الجملة.
-
وليس في الشرع دليل قاطع على استحالتها ولا امتناعها.. إذ كل موجود فرؤيته جائزة غير
مستحيلة..
- ولا حجة لمن استدل على منعها بقوله تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) .. لاختلاف التأويلات في الآية ..
وإذ ليس يقتضي قول من قال في الدنيا الاستحالة .. وقد استدل بعضهم بهذه الآية
نفسها على جواز الرؤية وعدم استحالتها على الجملة .. وقد قيل لا تدركه أبصار
الكفار .. وقيل (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) لا تحيط به وهو قول ابن عباس
.. وقد قيل لا تدركه الأبصار وإنما يدركه المبصرون .. وكل هذه التأويلات لا تقتضي
منع الرؤية ولا استحالتها .. وكذلك لا حجة لهم بقوله تعالى (لَنْ تَرَانِي) . (راجع كتاب الشفا بتعريف
حقوق المصطفى ج1 ص 375-388 – مختصرا جدا في كلام القاضي عياض مكتفيا بالإشارة
للأسماء التي ذكرها وترتيب الآراء بصورة يسهل فهمها – أما عن رأي القاضي عياض فذكرته بلفظه
كما هو).
#- ملحوظة: ذكر الإمام القاصي عياض رحمه الله بعد كلامه
السابق بعض من منع رؤية الله في الدنيا كالإمام مالك بن أنس .. وقد رد عليه في
كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى ..
- وملخص كلام القاضي عياض وغيره من علماء
المسلمين .. هو أنه لا يوجد دليل منع لرؤية الله للأنبياء والمرسلين
إن أراد الله ذلك لهم .. بخلاف باقي المؤمنين فلهم الرؤية في الآخرة فقط "وفي
الدنيا قد يحدث لهم ذلك في منامهم".
3-
قال الإمام أبي
يعلى ابن الفرَّاء الحنبلي (المتوفى: 526 هـ):
-
وله صلى الله عليه الآية العظمى التي ظهرت له في الأرض والسماء .. التي لم يشركه فيها بشر .. ولم
يبلغ الذي بلغه أحد من النُذُر .. التي إذا تدبرها ذو فهم وعقل وبصيرة علم أن الله
قد جمع له فيها شرف المنازل والرتب .. ما فضله بها على الأولين والآخرين .. وهو أنه ركب البراق .. وأتى بيت المقدس من
ليلته ..
-
ثم عرج به إلى السموات .. فسلم على الملائكة والأنبياء .. وصلى بهم ..
ودخل الجنة، ورأى النار ..
-
وافترض عليه في تلك الليلة الصلوات .. ورأى ربه .. وأدناه، وقربه، وكلمه، وشرّفه،
وشاهد الكرامات والدلالات .. حتى دنا من ربه فتدلى .. فكان قاب قوسين أو أدنى. (الإعتقاد لأبي يعلى الموصلي
ص40).
4-
قال الإمام عبد
الغني المقدسي رحمه الله (المتوفى:600 هـ):
- رؤية الرسول ربه ليلة الإسراء .. وأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه
عز وجل كما قال عز وجل: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) النجم:13-14.
-
قال الإمام أحمد في ما روينا عنه: وأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عز وجل،
فإنه مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، صحيح ... رواه قتادة عكرمة عن ابن
عباس..، ورواه الحكم بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس ..، ورواه علي بن زيد عن يوسف
بن مهران عن ابن عباس..، والحديث على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم،
والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحداً.
-
وروى عن عكرمة عن ابن عباس قال: (إن الله عز وجل اصطفى إبراهيم
بالخلة واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمدً صلى الله عليه وسلم بالرؤية) .
-
وروى عطاء عن ابن عباس قال: (رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه مرتين).
-
وروي عن أحمد ـ رحمه الله ـ أنه قيل له: (بم تجيب عن قول عائشة رضي الله
عنها: " من زعم أن محمداً قد رأى ربه عز وجل …الحديث) ؟ قال: بقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (رأيت ربي عز وجل). (الاقتصاد في الإعتقاد ص161-163).
5- قال الإمام الفخر الرازي رحمه (المتوفى:606 هـ):
- واعلم أن من ينكر جواز رؤية الله تعالى .. يلزمه أن ينكر جواز رؤية جبريل
عليه السلام .. وفيه إنكار الرسالة وهو كفر .. وفيه ما يكاد أن يكون كفرا .. وذلك
لأن من شك في رؤية الله تعالى يقول لو كان الله تعالى جائز الرؤية لكان واجب
الرؤية لأن حواسنا سليمة، والله تعالى ليس من وراء حجاب ولا هو في غاية البعد عنا
لعدم كونه في جهة ولا مكان فلو جاز أن يرى ولا نراه .. للزم القدح في المحسوسات
المشاهدات، إذ يجوز حينئذ أن يكون عندنا جبل ولا نراه ..!!
- فيقال لذلك القائل: قد صح أن جبريل عليه السلام كان
ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم وعنده غيره وهو يراه .. ولو وجب ما يجوز لرآه كل
أحد.
- فإن قيل إن هناك حجابا: نقول وجب أن يرى هناك حجابا فإن
الحجاب لا يحجب إذا كان مرئيا على مذهبهم .. ثم إن النصوص وردت أن محمدا صلى الله
عليه وسلم رأى ربه بفؤاده فجعل بصره في فؤاده أو رآه ببصره فجعل فؤاده في بصره ..
وكيف لا .. وعلى مذهب أهل السنة الرؤية بالإرادة لا بقدرة العبد .. فإذا حصل الله
تعالى العلم بالشيء من طريق البصر كان رؤية .. وإن حصله من طريق القلب كان معرفة
.. والله قادر
على أن يحصل العلم بخلق مدرك للمعلوم في البصر .. كما قدر على أن يحصله بخلق مدرك
في القلب .. والمسألة مختلف فيها بين الصحابة في الوقوع .. واختلاف الوقوع مما
ينبئ عن الاتفاق على الجواز. (مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للرازي ج28 ص242).
6-
ذكر الإمام
النووي رحمه الله (المتوفى: 676 هـ):
- ورأى صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم .. ربه سبحانه وتعالى .. ليلة
الِإسراء بعيني رأسه .. هذا هو الصحيح الذي قاله ابن عباس .. وأكثر الصحابة والعلماء رضي الله عنهم أجمعين.
-
ومنعته عائشة وطائفة من العلماء -رضي الله عنهم أجمعين- وليس للمانعين دليل
ظاهر .. وإِنما احتجت عائشة بقوله تعالى: (لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) ..
-
وأجاب الجمهور عنه بأن الإِدراك هو الِإحاطة .. والله تعالى لا يُحاط به .. لكن يراه
المؤمنون في الدار الآخرة بغير إِحاطة .. وكذلك رآه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ليلة الِإسراء. (فتاوى
النووي ص37-39).
#-
وقال الإمام محيي الدين النووي: وإذا صحت الروايات عن بن عباس في
إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن
وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة
بالظن والاجتهاد وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وبن عباس ما عائشة
عندنا بأعلم من بن عباس ثم ان بن عباس أثبت شيئا نفاه غيره والمثبت مقدم على
النافي .. هذا كلام صاحب
التحرير.
-
فالحاصل أن الراجح عند أكثر العلماء .. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه ليلة
الإسراء .. لحديث بن عباس وغيره مما تقدم وإثبات هذا لا يأخذونه إلا
بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..، هذا مما لا ينبغي أن يتشكك فيه.
-
ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولو كان معها فيه حديث لذكرته وإنما اعتمدت الاستنباط من الآيات. (شرح النووي على مسلم ج3 ص5).
#-
وقال الإمام محيي الدين النووي: عند شرحه لأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه: (في قوله تعالى "ما كذب الفؤاد ما رأى"
.. قال رأى جبريل له ستمائة جناح) هذا الذي قاله
عبد الله رضي الله عنه هو مذهبه في هذه الآية .. وذهب الجمهور من المفسرين
إلى أن المراد أنه رأى ربه سبحانه وتعالى ..
-
ثم اختلف هؤلاء .. فذهب جماعة إلى أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده
دون عينيه وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينيه. (شرح النووي على مسلم ج3 ص6).
@-
ملحوظة: صاحب
التحرير الذي يذكره النووي في شرح مسلم هو الإمام إسماعيل بن
محمد التيمي الأصبهاني وهو من أئمة السنة ولقب بقوَّام السُّنَّة .. وكتابه التحرير في شرح صحيح مسلم.
7- قال
الإمام شرف الدين الطيبي رحمه الله (المتوفى: 743هـ) .. في قوله تعالى (ما كذب الفؤاد ما رأى):
-
قال الإمام أبو الحسن الواحدي: قال المفسرون: هذا إخبار عن رؤية النبي صلى
الله عليه وسلم ربه عز وجل ليلة المعراج .. قال ابن عباس وأبو ذر وإبراهيم التيمي
رآه بقلبه .. وعلى هذا رأي بقلبه ربه رؤية صحيحة وهو أن الله تعالى جعل بصره في
فؤاده .. أو خلق لفؤاده بصرًا حتى رأي ربه رؤية صحيحة كما يرى بالعين.
-
قال "أي الواحدي": ومذهب جماعة من المفسرين أنه رأى
بعينه .. وهو قول: أنس وعكرمة والربيع، قال المبرد: إن الفؤاد رأي شيئًا فصدق فيه
.. و (ما رأي) في موضع النصب، أي ما كذب الفؤاد مرئيه.. (شرح المشكاة للطيبي ج11
ص3759).
8-
قال الإمام ابن
كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):
- فإن الله
تعالى كلم موسى وهو بطور سيناء .. وسأل الرؤية فمنعها .. وكلم
محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وهو بالملأ الأعلى حين رفع لمستوى سمع فيه
صريف الأقلام .. وحصلت له
الرؤية .. في قول طائفة كبيرة من علماء السلف والخلف.. والله أعلم. (البداية والنهاية ج6 ص309).
#-
ولكن قال الإمام
ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة النجم عند قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى):
-
وقوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) .. كقوله: (لنريك من آياتنا) طه:23 ..أي: الدالة على قدرتنا
وعظمتنا .. وبهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية تلك الليلة لم
تقع .. لأنه قال: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) ، ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك
ولقال ذلك للناس. (تفسير
بن كثير ج7 ص454).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. تعقيبا على كلام الإمام
بن كثير في تفسيره .. إذ فيه نظر:
أ-
أما عن قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)
.. فهذا بيان يقصد منه تحقيق رؤية النبي لرؤية بعض الآيات الكبرى الدالة على
قدرة الله .. والتي منها رؤية السموات السبع ورؤية سدرة المنتهى وجنة المأوى وتجلي
الله بنوره وجذبه لمكان صريف الأقلام وغير ذلك من آيات الله ما علمنا منها وما لم
نعلم .. فالآية مخصوصة بالآيات وليس برؤية الله .. فليس في الآية نفي لرؤية الله
حتى يقال: أن الرؤية لم تقع تلك الليلة ..!!
-
بل أن رؤية النبي لربه بقلبه هي من آيات الله الكبرى إذ جعله يراه بقلبه .. فلا إنكار على أن تكون رؤية القلب من آيات
الله الكبرى إذ جعله له قدرة في قلبه لرؤية الله بلا كيف .. فخلق القدرة في قلب
النبي لرؤية ربه هو من الآيات الكبرى بلا ريب .. وكذلك فإن رؤية النبي لربه بقلبه
في المنام هي من آيات الله .. إلا أن هذا كان في اليقظة وذاك في المنام .. فأبصر .
- ويمكن أن يقال كما قلت سابقا .. أنه لما كان من الآيات رؤية النبي لربه في
أحسن صورة تجلى بها عليه .. فهذا حينئذ مظاهر تجليات .. والتجليات من الآيات ..
فتأمل.
-
فضلا عن أن بعض أهل السنة .. ذهب إلى خلاف ما ذهب إليه ابن كثير ولا يخفى ذلك على
باحث أو دارس أو طالب علم .. ولذلك قال بن كثير (ذهب
من أهل السنة) أي بعضا منهم وليس هذا رأي جميع اهل السنة .. فانتبه .
ب-
أم قول الإمام ابن كثير (ولو كان رأى ربه لأخبر الناس) .. فهذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:
( رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى) رواه
أحمد بسند صحيح.
ج-
أما قول ابن كثير (ولقال به الناس) .. فقد قال به الصحابي بن عباس وأبا ذر وأنس بن
مالك .. إلا أن الرؤية قلبية وليس عينية .. وقد سبق بيان ذلك في فصل سابق وذكرنا
كلامهم .
د-
والغريب في كلام ابن كثير رحمه في قوله (ولقال به الناس) .. أنه في كتابه البداية والنهاية كما سبق
وذكرنا كلامه أنه قال: "وكلم محمدا صلى الله عليه
وسلم ليلة الإسراء وهو بالملأ الأعلى حين رفع لمستوى سمع فيه صريف الأقلام .. وحصلت له الرؤية .. في قول طائفة كبيرة من علماء
السلف والخلف.. والله أعلم". (البداية والنهاية ج6 ص309).
9- قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):
- واختلف السلف
هل رأى ربه في تلك الليلة أم لا على قولين مشهورين .. وأنكرت ذلك عائشة رضي الله عنها وطائفة .. وأثبتها بن عباس
وطائفة. (فتح الباري
ج7 ص218).
#- ثم قال بن حجر في مكان آخر من
كتابه فتح الباري:
- وقد اختلف السلف في رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم ربه ..
- فذهبت عائشة وبن مسعود إلى
إنكارها .. واختلف عن أبي ذر ..
- وذهب جماعة إلى إثباتها .. وحكى عبد الرزاق عن معمر عن
الحسن أنه حلف أن محمدا رأى ربه.
- وأخرج بن خزيمة عن عروة بن الزبير
إثباتها .. وكان يشتد عليه إذا ذكر له إنكار عائشة.
- وبه قال سائر أصحاب بن عباس .. وجزم به كعب الأحبار والزهري
وصاحبه معمر وآخرون وهو قول الأشعري وغالب أتباعه.
- ثم اختلفوا هل رآه بعينه أو بقلبه .. وعن أحمد القولين .. (فتح الباري ج8 ص608).
- وقال بن حجر: وقد رجح القرطبي في
"المُفهِم": قول الوقف في هذه المسألة وعزاه لجماعة من
المحققين وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر
متعارضة قابلة للتأويل.
- إلى أن قال بن حجر: وجنح بن خزيمة في كتاب التوحيد
إلى ترجيح الإثبات .. وأطنب في الاستدلال له بما يطول ذكره .. وحمل ما ورد عن بن
عباس على أن الرؤيا وقعت مرتين مرة بعينه ومرة بقلبه. (فتح الباري ج8 ص608).
10- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):
- اختلف: هل رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه ليلة المعراج
؟
- على قولين
مشهورين:
-
فأثبت ذلك ابن عباس وطائفة..، وأنكرته عائشة.
-
والصحيح ثبوتها. (الآية الكبرى
في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص30).
11-
قال الإمام شهاب
الدين الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ) بعد أن ذكر آراء العلماء في تفسير سورة
النجم حول مسألة رؤية النبي كانت لجبريل أم لربه .. فقال في ختام بحثه:
-
وأنا أقول برؤيته صلى الله تعالى عليه وسلم ربه سبحانه وبدنوه منه سبحانه على
الوجه اللائق. (تفسير الألوسي ج14 ص54).
@- وقد ذكر الإمام
الألوسى في تفسيره: أثر
عن علي
كرم الله تعالى وجهه .. حيث قيل له: هل رأيت الله تعالى ؟
-
فقال: ما كنت لأعبد ربا لم أره .. ثم قال: لم تره العيون بشواهد العيان ولكن رأته
القلوب بحقائق الإيمان. (تفسير
الألوسي ج3 ص73).
12- قال الإمام بن تيمية رحمه الله (المتوفى: 728هـ):
- في مسألة في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم – ربه ..
- إذ سُئل الشيخ ابن تيمية .. في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه عز
وجل، هل كانت بعين رأسه أم بقلبه ؟
#-
فكان الجواب
كالآتي .. وإليك مختصره:
- الحمد لله. أما رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه
بعين رأسه في الدنيا فهذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من
الصحابة، ولا عن أحد من الأئمة المشهورين .. لا أحمد بن حنبل ولا غيره.
- ولكن الذي ثبت عن الصحابة - كأبي ذر وابن عباس وغيرهما - والأئمة كأحمد
بن حنبل وغيره أنه يقال: رآه بفؤاده .. كما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس أنه قال:
رأى محمد ربه بفؤاده مرتين.
- وقد ثبت عن عائشة أنها قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله
الفرية
.
- ولم ترو عائشة عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - في ذلك شيئا .. ولا روى أبو بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك
شيئا.
- وأما الحديث الذي يذكره بعض الجهال أنه قال لعائشة: "لم أره"، وقال لأبي بكر: "بل
رأيته"، وأنه أجاب كل واحد على قدر عقله - فهذا كذب، ولم يرو هذا الحديث أحد
من علماء المسلمين، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعروفة.
- ثم من العلماء من جمع بين قول عائشة
وقول ابن عباس، وقال: إن عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس ذكر رؤية الفؤاد، ولا منافاة
بينهما.
- ومنهم من جعلهما قولين مختلفين.
- وأكثر أهل السنة يرجحون قول ابن عباس .. لما فيه من الإثبات، ولما روي عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - أنه قال: "رأيت ربي".
- وليس في شيء من الحديث الثابت أنه قال: رأيت ربي بعيني.
-
بل قد روى بعضهم هذه الأحاديث التي فيها رؤية العين .. كأبي بكر الخلال، ونَصَر هذا القول طائفة ..
منهم القاضي أبو يعلى.. وذكر عن
أحمد في الرؤية ثلاث روايات : رواية أنه رآه بعين رأسه، ورواية بعين قلبه، ورواية
أنه يقول: رآه، ولا يقول: بعين رأسه، ولا بعين قلبه.
- وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وجميع علماء المسلمين .. على أن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - لا
يرى الله في الدنيا .. وثبت في الصحيح عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (واعلموا أن أحدا
منكم لن يرى ربه حتى يموت).
- ولذلك اتفق الصحابة وسلف الأمة وأئمتها .. على أن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانا
كما يرى الشمس والقمر .. كما تواترت بذلك الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم
-. فمن قال: إنه لا يرى في الآخرة فهو جهمي ضال .. ومن قال: إن غير النبي - صلى
الله عليه وسلم - يراه في الدنيا بالفؤاد فهو أيضا مبتدع ضال كاذب ..والحلولية
والاتحادية يجمعون بين النفي والإثبات.
- ومن قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه بعينه
في الدنيا فهو أيضا غالط .. قائل قولا لم يقله أحد من الصحابة ولا الأئمة.
- والمنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - كله كذب موضوع باتفاق أهل العلم.
- وكذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه بعينه .. وإنما قال مرة: رآه .. ومرة قال: بفؤاده ..
وأنكر على من أنكر مطلق الرؤية .. وذكر أنه يتبع ما نقل في ذلك من الآثار، وروى
بإسناده عن أبي ذر أنه رآه بفؤاده.
-
أحاديث المعراج المعروفة .. فليس في شيء منها ذكر رؤيته البتة أصلا.
- فالواجب اتباع الآثار الثابتة في ذلك ..
وما كان عليه السلف والأئمة، وهو إثبات مطلق الرؤية، أو رؤية مقيدة
بالفؤاد.
- أما رؤيته بالعين ليلة المعراج أو غيرها
.. فقد تدبرنا عامة ما صنفه المسلمون في هذه المسألة وما
نقلوا فيها قريبا من مئة مصنف .. فلم نجد أحدا روى بإسناد ثابت - لا عن صاحب ولا
إمام - أنه رآه بعين رأسه. والله أعلم. (جامع المسائل لابن تيميه – المجموعة الأولى ص105-106).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على بعض كلام الإمام بن
تيميه رحمه الله:
أ- مما قاله الشيخ بن تيميه: "ولا عن أحد من الصحابة .. ولا عن أحد
من الأئمة المشهورين .. لا أحمد بن حنبل ولا غيره" .. وكذلك قال في مكان آخر:
"وكذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه
بعينه" .
#- تعقيب: إن كان الشيخ يقصد بالأئمة هم الأئمة الأربعة أصحاب
الفقه .. فالإمام أحمد مختلف عليه في أحد قوليه بالرؤية العينية أو القلبية . وليس
كما قال الشيخ أن رأي الإمام أحمد لم يكن فيه الرؤية بالعين .. بل وذكر في ذلك قول
القاضي أبو يعلى عما قاله في رأي الإمام أحمد بأن الرواية عنه أتت بثلاث طرق منها
الرؤية العينية ..، وكذلك قال الإمام بن حجر في فتح الباري: ثم اختلفوا هل رآه بعينه أو بقلبه .. وعن أحمد القولين .. (فتح الباري ج8 ص608)
- وإذا كان المقصد بالأئمة هم الفقهاء
الأربعة الكبار .. ما بال باقي علماء وأئمة المسلمين ؟ فعلى منطق الشيخ بن
تيمية فعلينا أن نضرب بكلامه عرض الحائط لأنه ليس من هؤلاء الأئمة الذين أشار
إليهم .. وبالتالي لماذا نأخذ برأيه أو نقرأ فتواه ؟
أليس هذا منطق غريب !!
- ومن ناحية أخرى: أقوال الأئمة ليست حجة شرعية في تقرير
معتقدات غيبية أو أحكام شرعية لا دليل عليها ..!!
- فمثلا لو كان بلغنا عن الإمام أحمد بصورة قطعية أن
النبي قد رأى ربه بالعين .. أهكذا نعتمد كلام الإمام أحمد .. لأنه إمام فقط ويجب
أن نتبعه ؟
- كيف نعقل ذلك ؟
- أم هو على مبدأ .. "هو أنت بتفهم أكتر من الإمام فلان حتى
تعترض عليه ؟"... وبالتالي اللي يقول عليه فخذه فهو الحق ؟!
- لا تعليق ..!!
ب- الحديث الذي ذكره بن تيميه: (لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ
رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ) .. فهذا حديث رواه الترمذي وقال:
هذا حديث صحيح.
ج- ومما قاله الشيخ بن تيميه:
"المنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كله كذب
موضوع باتفاق أهل العلم".
#- تعقيب: يقصد الشيخ بكلامه هو .. الأحاديث المنسوبة للنبي والتي
قيل فيها أن النبي قال أنه رأى ربه .. في صورة شاب جالس على خضرة .. أو جالس على
كرسي يحمله نسر وثور وأسد وشكل انسان .. وقد سبق وذكرنا بطلان هذه الأحاديث في
الفصل السابق الخامس والسبعون عند السؤال (س177: هل رأى النبي ربه ليلة المعراج
فوق سبع سموات عند العرش ؟ ) .. فارجع
إليه..
- ولذلك قال الشيخ بن تيميه (كله كذب باتفاق أهل العلم).
د- ومما قاله الشيخ بن تيميه: "ومن قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم -
رآه بعينه في الدنيا فهو أيضا غالط .. قائل قولا لم يقله أحد من الصحابة ولا
الأئمة."
#- تعقيب: أجد غرابة في كلام الشيخ ابن تيميه .. إذ أن أحد أقوال
أحمد بن حنبل هي الرؤية بالعين .. والأغرب أنه لم يجعل من أنكر ونفى رؤية النبي
لربه أنه غالط أي مخطيء ..!!
- واكتفى بقوله عن إنكار عائشة رؤية النبي
لربه بقوله: (ولم ترو عائشة عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيئا) .. وهذا جيد جدا .. ولكن لماذا لم
يجعل من اتبعها من العلماء في إنكار رؤية النبي لربه .. وقد أنكروا تماما رؤية
النبي لربه ؟
- يعني الذين قالوا برؤية النبي لربه بالعين
غالط أي مخطيء .. والذي قال بإنكار ونفي رؤية النبي لربه غير غالط .. ولا إيه ؟!!
- أليس هذا غريبا ..!!
- من وجهة نظري .. فإن أسلوب التغليط أو تخطئة الآخر في هذه
المسألة هو أسلوب غير جيد من الشيخ رحمه الله .. لأنه لا يصح تغليط أئمة المسلمين
في كل زمان ومكان لينتصر لرأي يميل هو إليه .. والمسألة فيها سعة ولا دليل قطعي
الدلالة فيها .. أي لا يوجد في المسألة نص قطعي الدلالة والثبوت سوى أن
النبي قال أنه رأى ربه .. وهذا أيضا محتمل اليقظة والمنام ..!!
- وراجع الفرق بين ما قاله الأئمة السابق
ذكرهم قبل ذكر كلام الشيخ بن تيميه .. حيث يذكرون الرأي والرأي الآخر بمنتهى
الموضوعية دون حكم على أحد .. مع اختيار الرأي الذي يميل إليه دون تجريح في غيره
.. لأن المسألة خلافية ولا يوجد فيها نص قطعي الدلالة ..!! والله أعلم .
13- قال الإمام عبد الله سراج الدين الحسيني رحمه
الله (المتوفى:2002 م -1422هـ):
- ولم يكن من مقاصد المعراج .. رؤية الآيات الكونية فقط لما عُرج به صلى
الله عليه وآله وسلم إلى السماوات .. ولو كان المقصد أن
يكشف له فقط عن عوالم السماوات السبع وما فيها .. لأراه تعالى إياها وهو في الأرض
.. وإنما هناك أمر عظيم لا يمكن أن يقع في الأرض وهو رؤية الله تعالى لأن عالم الأرض عالم حادث مقيد
. (محاضرات في الإسراء والمعراج ص47).
14-
الإمام الشعراوي
رحمه الله (المتوفى:1419 هـ) - في مسألة
رؤية النبي لربه ليلة المعراج:
- ومسألة
رؤية الله تعالى مسألة خلافية .. كَثُر فيها الكلام دون دَاعٍ، فرسول الله رأى نوراً،
والرؤية الحقيقية تكون في الآخرة، ويجب أنْ نقصر الكلام في هذه المسألة على ما ورد
فيها، ثم هو علم لا ينفع وجهل لا يضر.
- المهم المنهج الذي جاء به ومدى التزامنا بتطبيقه في حياتنا
العملية، وقمة هذا المنهج الصلاة التي فُرضتْ عليه مباشرة لأهميتها في حركة الحياة
وتقويم المعوج منها. (تفسير الشعراوي ج23 ص14673)
#- ثم قال الشعراوي بعد عدة صفحات:
- لا
داعيَ لأنْ نختلف حول رؤية الرسول لربه عز وجل في رحلة الإسراء والمعراج .. المهم أنه انتقل إلى مكان أعلى في التكليف،
كان يُكلف وهو في الأرض والآن يُكلف وهو في السماء، ويكفي أن الله تعالى كلمه دون
وحي، ويكفي أن يقول صلى الله عليه وسلم عن رؤيته لربه تعالى: "نور أنَّى
أراه؟"
- ولقائل أنْ يقول: لماذا جاءت الرؤية في السماء بالذات والله
قادر أنْ يتجلى على رسوله ويظهر له وهو في الأرض؟ نقول: المكان لا للمرئي ولكن
للرائي، فالرائي لا يرى إلا في هذا المكان.
- كما لو قلت لكم مثلاً ونحن في المسجد: ظهر القمر، فقال أحدكم: لكني لا أراه. أقول
له: يراه الذي بالخارج أو فوق السطح. (تفسير الشعراوي ج23 ص14675).
===================
#- سادسا: هل العقل يمنع رؤية النبي لربه فعلا في الدنيا ؟
1-
لا يوجد مانع يمنع النبي من رؤية ربه في حياته .. طالما لا نقول أن رأى الله بهيئته البشرية
العادية .. وإنما نقول أنه رآه بحالته الروحية في المنام .. وبهيئته البشرية رآه
أيضا لأن الله هو من جعله يراه من خلال تجلي خاص على النبي فجعله يراه ويسمعه ..
وعلى هذا المعتقد أهل السنة والجماعة .. ويوم القيامة يرى المؤمنين ربهم كما قال
جل شأنه: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) القيامة:22-23.
2- أما العجب كل العجب .. فهو ممن يزعمون أنهم عقلاء ويقولون بإمكانية
رؤية النبي لله في المنام بالروح .. وينكرونها إمكانية رؤية الله في حال اليقظة
..!!
-
ليه بقولك كده ؟
- لأنه ببساطة يقال: أن الذي أعطى النبي القدرة على أن يجعل روحه
ترى مولاه .. فهو أيضا من يستطيع أن يعطيه القدرة على أن يجعله يراه ببشريته ..!!
- فإن إنكارك على رؤية النبي لربه يقظة
وببشريته يجعلنا نفهم أنك تريد أن تقول: بأن الله قادر على هذا وغير قادر على فعل ذاك
.. فتكون قد سلبت من الله القدرة واتهمته بالنقص والعجز وجعلت منه مخلوقا وليس
خالقا .. وهذا في حد ذاته كفر بالله لأنه تكون قد اتهمته بالنقص عمدا لأنك لم
تجعله قديرا بل سلبته قدرته ..!! فأي عقل حينئذ هذا الذي أنت تتكلم به ؟!!
#- وعموما: نقول أن الله هو من يعطي أنبياءه ورسله
القدرة الخاصة لمنحهم عطاءات خاصة من فضله .. بل ويعطي بعض خلقه قدرات خاصة
بعطاءات خاصة لحكمة هو يعلمها .. إذ يقول جل شأنه: (إِنَّ
الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ
بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل
عمران:73-74.
- حتى أن علو مقام الأنبياء فوق بعض هو من فضل الله .. إذ يقول جل شأنه:
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ مِنْهُمْ) البقرة:253.
#- إذن: لا إنكار لقدرة الله ولا لفضل الله ولا في
اختصاص الله لأحد برحمة خاصة .. وبالتالي لا مانع من أن يرى النبي ربه بإرادة الله
له في ذلك سواء كان مناما أو يقظة .. ويكفينا قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ) يس:82.
- فإذا أراد الله لنبيه أن يراه .. فسيكون ذلك .. كأن الله يقول: كن يا نبي الله
تراني .. فسيكون .. فالمسألة بسيطة جدا .
#- فلا يخفي على عقل مؤمن مما سبق بيانه .. أن رؤية النبي لربه حينئذ لا تكون بعين
بشريته العادية التي يرى بها الموجودات فقط .. وإنما سيحدث لها تبدل أوصاف لترى ما
لم تكن تستطيع رؤيته من قبل .. وهذا يحدث لكل مؤمن يتقرب إلى الله بإخلاص تام ..
حتى يكون كما ذكر النبي عن الله في الحديث القدسي: (وما
يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ (أي
فعلك لأي عمل صالح بعد فعلك للفرائض) حتَّى
أُحِبَّهُ .. فإذا أحْبَبْتُهُ .. كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصرُ به .. ويَدَهُ
الَّتي يَبْطِشُ بها .. ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها .. وإنْ سَأَلَنِي
لَأُعْطِيَنَّهُ .. ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.
- فإذا كان هذا هو حال المؤمنين .. فما بالك بحال النبيين والمرسلين كيف تتبدل
أوصافهم .. بل وما بالك بسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
..؟!!
3- وستجد أخي الحبيب .. من يحاول جاهدا مستعينا بالطرق العقلية من
كلام طائفة المعتزلة وهم جماعة المنكرين للمعراج .. وذلك لمنع رؤية النبي لربه ..
ليس في المعراج أو في الدنيا بل وفي الآخرة أيضا .. بل ولا المؤمنين أيضا يرون
ربهم في الآخرة ..!!
- واختصارات للوقت وبعيدا عن أي مغالطات
عقلية قالوها .. فأقول لهم:
- هل الله قدير أم لا ؟
- أكيد هو قدير.
- وهل أمره كن فيكون أم لا ؟
- أكيد كن فيكون.
- وهل الذي خلق العين وجعل لها رؤية للحدود
والأبعاد والألوان .. يمكن ان يبدل صفات العين لمراده هو كما يريد أن تكون من
أوصاف أم لا ؟
- أكيد الله قادر على ذلك بكن فيكون.
#- إذن: فلماذا التخريف في الدين والتحريف في حقائقه
.. من خلال تجاهل قدرة الله القدير وتتحدث عنه وكأنه معدوم القدرة وعاجز عن
فعل ما يريد في كونه وكما يتفق وجلاله ؟!!
- نفوس غريبة .. تحكم على الله وقدرته بعقلها الناقص المحدود
.. فما أقبح نفس تحكم على الله وقدرته .. بقدرتها العقلية المحدودة جدا والقاصرة
.. !!
- فما لهم كيف يحكمون ..؟!!
#- خلاصة القول أخي الحبيب في ما سبق لهذا الفصل :
- أن بعض العلماء يرون أن النبي رأى ربه مرة
بالعين ومرة بالفؤاد .. وبعض العلماء يرون أن النبي رأى ربه بالعين .. وبعضهم
يرى أن النبي رآه بالفؤاد فقط .. وهذا كلامهم من حيث إمكانية رؤية النبي لربه في
العموم ..
- أما من حيث رؤية النبي لربه ليلة
المعراج تحديدا .. فلا يختلف كثيرا عما سبق فهناك من قال بالعين
وهناك من قال بالقلب وهناك من أنكر وهناك من توقف في الخوض في هذه المسألة ..
- ويتبقى مسألة رؤية النبي لربه ليلة المعراج التي لا
تختلف كثيرا عن أدلة رؤية النبي لربه بصفة عامة ولكن أذكر الأدلة بمزيد من التفصيل
.. مع مناقشة من قال أن بعض الصحابة أنكر أو نفى رؤية النبي لربه .. وهذا في الفصل
القادم إن شاء الله.
السادة الأفاضل أهل المدونة الكرام - وعموما السادة الزائرين:
ردحذف- من فضلك اعطيني انطباعك عن هذا الفصل وما الذي يمكن أن تكون قد استوعبته ..
- أو حتى ما يمكن أن يكون محل اعراض لك .. او تاييدا منك.
- وما الذي ترجحه في مسألة أن النبي قد رأى ربه ؟ (بغض النظر عن ليلة المعراج).
- تحياتي لكم
=========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله خير يا استاذ خالد على السؤال وكانك تقرأ ما في عقولنا هههه ، اسمحلي اجيب عن اخر نقطة فقط
حذفمن حيث الامكان العقلي بالنسبة لي ومن وجهة نظري المتواضعة لا يمكن أن يرى الرسول صل الله عليه وسلم رب العزة سبحانه ولا يمكن أن يحيط مخلوق مهما على شأنه وكان على رأس الهرم في الخلق أن يرى الخالق سبحانه لأنه لو حصل اذن العلاقة لا يمكن أن تكون بين خالق ومخلوق بل بين متشابهين
أنا اعلم جيداً أن الاقوال في هذه المسألة منقسمة على ثلاث اوجه ولكن ما يمليه على ضميري وعقلي باستحالة رؤية الذات العليا بأي شكل حتى الاحاديث عن يوم القيامة هي احاديث مرهقة للعقل ومحيرة للنفس فى فكرة تجلى الله لخلقه في اكثر من صورة .
ومن الادلة التي تؤيد الاتجاه الاول وهو بعدم الرؤية المجردة
أبي ذر قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم هَلْ رأيتَ ربَّكَ؟ قال: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ"، وفي رواية: "رأيتُ نوراً".
وعن مسروق قال: كنتُ متَّكئاً عند عائشةَ فقالت: يا أبا عائشة، ثلاثٌ مَنْ تَكلَّمَ بِواحدةٍ منهنَّ فقد أعظم على الله الفِرْية، قلتُ: ما هنَّ؟ قالت: مَن زَعَم أنَّ محمَّدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفِرية، قال: وكنت متكئا فجَلَسْتُ، فقلتُ: يا أم المؤمنين أنظِريني ولا تعجليني، ألم يقُلِ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ} [التكوير: 23]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]! فقالت: أنا أوَّل هذه الأُمَّةِ سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنَّما هو جبريل لم أرَهُ على صورته التي خُلِق عليها غَيْرَ هاتين المرَّتين، رَأَيْتُه منهبطاً من السماء سادّاً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض"، فقالت: أَوَلَمْ تسمع أنَّ الله يقول: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ}؟ [الأنعام: 103] أولم تسمع أن الله يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}؟ [الشورى: 51].
وفي رواية عند مسلم: سألتُ عائشةَ: هل رأى محمَّد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالتْ "سبحان الله! لقد قفَّ شعري لما قُلْتَ"، وساق الحديث بقصَّتِه.
وفي رواية، قال مسروق لعائشة: فأينَ قولُه: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، قالتْ: إنَّما ذاك جِبريل صلى الله عليه وسلم كان يأتيه في صورة الرجال وإنَّه أتاه في هذه المرَّة في صورته التي هي صورته، فَسَدَّ أُفُقَ السماء.
وعن أبي هريرة معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قال: رأى جبريل. رواها جميعاً مسلمٌ في صحيحه.
.. ومِمَّا يؤكّد عدمَ رُؤْيَةِ النبيّ ربَّه بعينيه ليلة الإسراء حديثُ أبي موسى؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهار وعَمَلُ النَّهارِ قبل عَمَلِ اللَّيْلِ، حجابه النور -وفي رواية أبي بكر: النَّار- لو كَشَفَهُ لأحرقتْ سُبُحاتُ وجْهِه ما انتهى إليه بصرُه من خَلْقِه".
وقد رُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ أنَّ النَّبيَّ رأى ربَّه، ولكنَّ هذه الروايات المُطْلَقَةَ رُوِيَتْ مقيَّدةً بِرُؤْيَةِ القَلْبِ؛ فقد روى مسلمٌ عنِ ابن عباس قال: "رآهُ بفُؤَادِه مرَّتَيْنِ".
فرؤية الفؤاد ممكنة جداً لأنها تجلي الحق للقلب بلا اعتبار الخلق لذلك قال الرسول صل الله عليه وسلم نور انا اراه ، فرسول الله صل الله عليه وسلم بمكانته عند الله رفع له الحجاب وراى نور من نور الذات العلية ، لكن الذات العلية تعالى الله هذا شئ فوق طاقة الخلق مهما عظم خلقهم .
والله اعلى واعلم
اللهم صلى على محمد وال محمد
حذفبسم الله الرحمن الرحيم
﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ﴾ [النجم ١١]
اما عن تعقيبي مما سبق ذكره وسؤال حظرتك عنه أن عين الحبيب ترى مالايراه غيره فمابلك باطهر عين واصدق عين عين المصطفى الأمين الذي اختصه بمقام الخصوصيه فكيف اذن حتى ارتقى إليها في سماء حيث كان موفق جدااا في الضفر بها حيث كان هنا في الارض!!
فمحمد كان خير عبد نزل الارض فمااتفت ولاظل فكانت عنيناه لاتتجهان الا حيث مولاها فمافقد أثر الهدايه فتجلى عليه الله في الارض بانواره فلما جاء اوان الاسراء والمعراج كان الجزاء الجزاء حيث دخل به واختلى اليه كان كما كان لو يتبدل لا من وراء حجاب ولابعد رفع الحجاب فقانون الارض ماخالفه هل تعتقد انه في مكانته تلك سيتغير لا ورب محمد بل مازاغ البصر
عن نفسي كمريم أقول لحظتها رب كشف له بتمام تجلي انواره عليه ( محمد ) لكن سيدنا محمد بقى في مقام الادب لم يحاول ابدااا ان يتخطى حدود بشريته
مثال
لله و الرسول المثال الاعظم والاكمل
انت لو تحب شخص تديه هاتفك من غير ماتقولو اوعى تبص على. رسائل الخاصه في محادثه اكيد الانسان ده باخلاقه نفسه مستحيل يشوف او يبص او حتى يراوده وسواس عشان يحاول يشوف
فكده الأمي الامين هو اه بيشوف الله سواء في الارض او في سماء او قبل نزول او بعد الوفاه لكن ايه هي الصوره لي بيشوف فيها مولاه
فعن نفسي كمريم بقول انه سيدنا محمد يرى ربه في الارض وفي سماء وكل وقت و حين لم يغفل لو طرف عين عن رئيته ابدااااا فهو الحبيب المحبوب المطلوب لكن بيشوفو زاي بعين محمد عليه افضل الصلاة والسلام التي لو ينظر بشر الى رب البشر بالنظره التي يرى فيها محمد رب البشر
هو ده جوابي ارجو كون وفقت فيما قلت
دي صلاه وجدتها في نفس مريم بينما اقراء رساله
اللهم صلى على سيدنا محمد الذي رئاك بكل كمال اعين بواطن الجمال ظواهر الجلال فتجليت عليه
انوار كل الانوار فستكمل عنده الجمال والجلال
فرئاك حيث ما كنت تريد له وبأي تجلي عليه كنت رئاك وعلى اله وسلم ببركه سر كلامه
ماكذب الفؤاء مارئ
مريم معطار 🤍
السؤال:
حذف- من فضلك أعطيني انطباعك عن هذا الفصل وما الذي يمكن أن تكون قد استوعبته..
- أو حتى ما يمكن أن يكون محل إعراض لك .. أو تاييدا منك.
- وما الذي ترجحه في مسألة أن النبي قد رأى ربه ؟ ( بغض النظر عن ليلة المعراج ).
* الإجابة * :
# الذي استوعبته والذي أرجحه من وجه نظري والله اعلم :
# بإختصار # ..
- لا مانع من أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه سواء يقظة أو مناما أو عن طريق البصيرة سواء رؤية عينية أو قلبية ..
- فعلى سبيل المثال - :
# فنحن في الواقع الفعلي حينما نحب إنسان لله يكون عندنا فضول لنراه نتيجة للمحبة القلبية لهذا الشخص.. وعندما نحب شخص يتولد لدينا رابطة قلبية وروحية مع هذا الشخص لدرجة أحيانا نشعر بما يشعر به.. أو من الممكن أن نراه في المنام أو في اليقظة نتيجة الحب أو بما يقدر ويأذن به الله عز وجل ..
- فعطاءات الله كثيرة ولا حصر لها ويتفضل على عباده ويميز البعض بملكات لا يعلم بها إلا الله ويقف العقل عاجزا أمامها..
# فما بالك برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حبيب الرحمن وهو صاحب الكرامات وصاحب المعجزات ولأجله يفعل الله ما يشاء ..
- ومنذ ولادة الرسول وحدثت له معجزات تدل على مدى عناية ومدى حب الله الشديد لرسوله الحبيب وتفضيله على جميع الأنبياء بجوامع الكلم..
# ومن لديه قلب وفهم سليم يدرك مدى التعلق الشديد والحب الجميل الذي تقشعر منه الأبدان بين الله عز وجل وبين رسوله الحبيب ..
فيفضله ويميزه عن غيره إكراما له لأنه حبيبه وكأنه يستثنيه من بين الجميع نظرا لحبه الشديد له ويقول له أنت غير الجميع يامحمد لأنك حبيبي ..
# والنبي رأى نور .. والله هو نور السموات والأرض .. ومن غير محمد يستحق أن يرى نور مولاه وهو رسول وحبيب الله الرحمن .. وما يدريك لعل الله منح النبي بعض التجليات وجعله يرى بعض من أنواره وتجليات الله في الكون والسماء حتى يدخل السعادة والفرحة على قلبه ويطيب خاطره لأنه رضى على أقدار الله وتبسم وأكمل السير ولم يمنعه حزن من أن يكمل طريقة إلى الله مهما لاقى من إيذاء لم يتوقف وحينما رضى كان حقا على الله أن يرضيه بما لا يتخيله عقل إنسان حتى وإن يجعله يراه..
# والمحبة الخالصة لله تجعل الإنسان في منزلة الأولياء يرى ويسمع بالله ويرى ما لا يراه الآخرون لأنه أصبح يرى ويسمع بالله .. ويرى ما لا يراه الناظرون .. ويحدث له تجلي نوراني وصفاء باطني وتحدث له جذبة لعالم الأرواح ..
# وقد يحدث مع بعض البشر المحبين لله والرسول ويكاشفوا بعض أرواح الأنبياء والملائكة وهم بشر عاديون ..
فلم نستغرب من رؤية رسول الله لربه ولمولاه وهو خير البشر وأعظم الرسل خلقا وتادبا مع الله !! ..
# فكما الناس احوال ومقامات عند الله ..
ولله فى خلقه شئون..
فكذلك الرسل والأنبياء درجات عند الله ..
والله من يقسم الأرزاق ومن يكرم عباده بما يشاء.. وهو أعلم بقلوب عباده والأعلم بالمخلصين والمتقين ..
# ورسول الله قدره عالى وعظيم عند الله القدير وخاب وخسر من لم يعرف قدره ..
أتحسب أن الذي عرج به إلى السماء والناس نيام فى ظلم الليل برحلة الإسراء والمعراج وهي معجزة من المعجزات غير قادر على أن يجعله يراه !!
- فمن يظن ذلك فهو إنسان جاهل بالتأكيد لا يدرك أن الله مالك الكون قادر يقول للشي كن فيكون ويفعل ما يريد في الوقت الذي يريد ولا يحق لأي إنسان مهما كان أن يسأل كيف يحدث ذلك لأن الله هو المتحكم الوحيد في الكون ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء.
- والله أعلم .
صراحة أستغربت من حديث السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها حينما سُئلت ..
حذفالسيدة عَائِشَة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: «لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ، فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام آية 103 وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ سورة الشورى آية 51، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا سورة لقمان آية 34، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ سورة المائدة آية 67 .
والله أعلم بمرادها وبمغزى كلامها رضى الله عنها وأرضاها وكل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ورُوي عن ابن عباس أنه رآه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب رضي الله عنهما، وكان الحسن رحمه الله يحلف على ذلك، ومن القائلين بالرؤية ابن مسعود وأحمد بن حنبل وجماعة من الصحابة، وعن ابن عباس أنه قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد ﷺ وعن عكرمة سئل ابن عباس: هل رأى محمد ﷺ ربه؟ فقال: نعم، قال النووي في شرح «صحيح مسلم»: والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات وقد راجعه ابن عمر رضي الله عنهم في هذه المسألة وراسله هل رأى محمد ﷺ ربه فأخبره أنه رآه.
، ولا يقدح في هذا حديث عائشة رضي الله عنها فإنها لم تخبر أنها سمعت النبي ﷺ يقول: لم أر ربي وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيا أَوْ مِن وَرَآء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا} (الشورى: 51)، ولقول الله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الاْبْصَرُ} (الأنعام: 103)، والصحابي إذا قال قولا وخالفه غيره منهم لم يكن قوله حجة وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن، وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة بالظن والاجتهاد، وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس، ثم إن ابن عباس أثبت شيئا نفاه غيره، والمثبت مقدم على النافي.
ونقول: وقد خالفت عائشة ابن عباس في هل كان الإسراء بالجسد أو بالروح، فقالت عائشة: والله ما فقد جسد رسول الله ﷺ ولكن صعد بروحه، وابن عباس يقول: إنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، وهذا ما ذهب إليه معظم الصحابة، أما ما يتصوره بعضهم في أن الصعود بالجسد إلى السموات مستحيل عقلا، فنقول: إن هذا الصعود بالجسم معجزة لرسول الله لا تُدرك بالعقل كجميع معجزاته وكمعجزات الرسل عليهم صلوات الله ولو كان الصعود بالروح فقط لصرح به رسول الله ولما كذبته قريش.
- والله أعلم .
أعجبني جدا كلامك هذا نجوى وهذا ما تميل له نفسي ويرضى به عقلي... والله أعلم بمدى صوابه...
حذف" من حيث الإمكان العقلي بالنسبة لي ومن وجهة نظري المتواضعة... لا يمكن أن يحيط مخلوق مهما علا شأنه وكان على رأس الهرم في الخلق أن يرى الخالق سبحانه لأنه لو حصل إذن العلاقة لا يمكن أن تكون بين خالق ومخاوف بل بين متشابهين"
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
اختي نسيمة .. وكما فهمت من تعليقك بالامس انك دخلت هنا مباشرة ولم تقرأي السلسلة .. لذلك حاولي ان تعرجي فقط للجزء 73 اي السابق لهذا الجزء .. وبإذن الله ستجدي خيرا .. تحياتي لك
حذفبسم الله الرحمن الرحيم
حذفمنذ أن بدأت رحلتي في طريق شق البحر عندي بعصى الاجتهاد والتوفيق من الله وجدتني اقف أمام خواطر أو فكر أو فهم هو الجسم العاطفي الذي اجد الان في وسائل الاتصال يسمونه الجسم المشاعري بطبع امل من القراءه ههههه عنيده حتى في قراءه افكار غيري
فهذه التسميه عندي كانت من وحي حسي أو روحي التي كنت احب أن أطلق عليها نسيم الصفا لان كنت استشعر نساءم صفاء بالي تتجلى على خاطري بتوضيحات وتسميات حاليا تعج وسائل التواصل بالحديث عن هذا الوصف لكن أين سواد الظلام في حديث كوتشات الطاقه يخلطون الحق بالباطل يزينون كلامهم بالقران وتدليس المعاني بطريقه جد جد جد ذكيه لن يتفطن لهم إلا من أتى الله بقلب سليم
إن من أعقد منظومات التي خلقها الله عز وجل هي المشاعر فعن نفسي مريم مشاعر عندي هي تجلي روح فينا ايضا هي ميزان الحق الذي لن يستطيع شخص أن يعدله الا انت لانك ربما احيان تستطيع أن تزنه بكفت العقل وتارت بكفت القلب فعلا مااعظمك رب
صفت المشاعر هي صفت خلقها الله في كل ماخلق الله سواء نعلم ومالانعلم من خلق الله
كثيرا ما نسمع احد يقول لك انا انسان ميت منذ زمن !!
فهنا اقول في قلبي اه يا مسكين انك في حال فصام عن روحك فلقد انفلقت اذن عن بعضك لذا انت شارد بلاوطن المعظله الكبرى أنهم يخلطونه بعلم النفس الذي هو بنسبه لي هدم النفس ليس له علاقه بعلم اصلا
حتى لما ترجع تقرا علم النفس الحديث تجد أن من كتبه هم فلاسفه كانو يغرقون في بحر الاكتئاب كانو يتخبطون بمس من الحزن طرحوه لها انفاس مظلله تنشر عتمتها كفيروس يخرب لنا فطرتنا السليمه التي جبلنا بها
مريم العذراء في القران هي من اقوى الامثله عندي لفهم الجسم العاطفي والأنبياء عموم لكن العذراء لأنها رمز لاضعف حالات المرء اي نعم تخيل معي إمراءه حامل على. وشك الانجاب بالالام المخاض في صحراء وحدها لاتعرف حتى كيف ستلد أو ستطلق صغيرها هي بكر ولاده البكر من أصعب مشاعر التي تتعرض لها المراه في اعز تفاصيل الحس التي كانت وقتها يكلمها هاتف من ربها هزي اليك بجذع النخل
كل امراه لما تكون في لحظتها الاخيره في ولاده الطبيعه من قوه الالم تهز بيدها على جدار المستشفى أو الارضيه أو اي سطح تلامسه كفها ههههه ياصبرك ياجدران المستشفيات لتستفرغ الالم يرتد إليها بعض من تخفيف ضغط الوجع لكن ضربات مريم على جذع النخله تساقط رطب اي حنان كان يحوي فؤادك ياسيدتي العذراء
كمريم تتجلى لي مشاهد بكثير من الصور التي تنطبع في بالي فابقى افكر بها أرى تلكم ضربات الخفيفه التي تكون مثقله بالالام الولاده
كلنا نتخبط في مخاض الالام من جراء أحمال قلوبنا صدورنا من حمل هم ماا مشكله ماا اجيال السابقه كانت تتقن وصف ماتشعر به فتجد جداتنا تتكلم بلسان القران أجل لان لهم افؤده رقيقه تخلو من رق عبوديه الكبر
هل فكرت أن تهز جذع النخله !!! هل راودتك هذه الفكره
يكلمني كثيرا من ناس يامريم عندي المشكله الفلانيه وووو فارد لهم بخاطر خير يقذف في قلبي فيكون ردهم لي برد خاطر الخير في وجهي يضربونني به ككومه كبت من صوف ملخبطه !! يردون فال الخير عوض أن يهزون على جذع النخله ( اقص.د. به المشكله التي يعانون منها )
لن يهز غيرك جذع نخلتك !!
إقراني بقلبك أو دعني بسلام
اللهم انت سلام منك سلام تباركت ياذا الجلال والاكرام 🪽
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
اللهم صلي على محمد وال محمد
مريم معطار 💟
لن يهز غيرك جذع نخلتك...!!!!!
حذفيااااالله ما هذا الجمال يا مريم...؟!!
لماذا انت مختفية؟!!
يحيا العند يا عندية!!! أنا مثلك..!!
لم أكن أعلم أنك نسيم الصفا...!!
" كلنا نتخبط في مخاض الآلام من جراء أحمال قلوبنا صدورنا من حمل هم ما...مشكلة ما...
الأجيال السابقة كانت تتقن وصف ما تشعر به فنجد جداتنا تتكلم بلسان القرآن... أجل لأن لهم أفئدة رقيقة تخلو من رق عبودية الكبر"
كن جميعا كما يقول المثل عندنا " ميمونة تعرف ربي وربي يعرف ميمونة"
فعلا يا مريم بكلامك هذا فككتي لي طلسم وأجبتني عن سؤال طالما حيرني عن أمي...
كنت أقول من أين لأمي تلك الحكمة وهي لم تجلس يوما على مدرجات جامعة ولا التحقت بمجالس ذكر مثلنا...
أمي كانت تتسلق الجبال وتعبر الوديان يلاحقها المستدمر الذي سموه زورا وبهتانا مستعمر...
نعم يا مريم أمهاتنا وجداتنا لم تتلوث أسماعهم بنظريات هدم النفس كما أسميته... أنا أسميه فوضى النفس يحتاج إلى علم الروح ليصبح علما حقا...
فصلوا أرواحنا عن نفوسنا وجعلوا لها نظريات تمجدها...
لولا المدونة التي ردت إلينا أرواحنا لضعنا...
لولا المدونة التي أحيت قلوبنا لكنا هباءا منثورا...
لولا المدونة التي زكت نفوسنا لظلت على فجورها دون تقواها...
السلام لقلبك يا مريم...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
وعليك السلام اختي رب يرزقك اضعاف ماترينه فيا ماقلته في حقي هو منك لك اليك يارب
حذف🕊️🌸🤍🪽
السادة الافاضل أهل المدونة ..
حذفتم اضافة بحث بسيط لهذا الموضوع يحتوي على كثير من آراء علماء المسلمين .. حول مسألة رؤية النبي لربه ..
- تجد ذلك تحت عنوان:
#- ثالثا: رأي بعض العلماء في إمكانية رؤية النبي لربه ودليل ذلك ..
=======================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
حذفعندما نتعمق في الاختلاف الكبير في كلا كفتي هذه المساله بالذات
أعتقد كمريم التي هي لاشيى انها عطاءات خصوصيه كل كيف سيجد إختلاف في نفسه كل كيف يرى هو ربه ونبي عليه الصلاة وآله السلام
لان المساله لابد من عقل سليم وقلب سليم ايضا كي يتم فيها الفصل بالجزم اي الراي هو الاكثر قرب للحقيقه
رب يوفقك استاذ يجعل لك في هذه الرسالة بالذات مدد غير منقطع الاثر يختصك فيها بذات انت خالد برزق لم يرزق به احد قلبك ولابعد في هذه المساله يارب
رب يحفظك ويرزقك الصواب والرشد
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده
ردحذفحاولت تلخيص بعض نقاط حسب فهمي
الله اعلم ان اخطأت فمن نفسي
المهم المحاولة هههه
---------------------
ما فهمته أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى الله عز وجل بغير احاطة لانها الرؤية الوحيد الممكنة
ومعنى قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) يقصد به هو الإحاطة الكاملة بالله وهذا محال لان الله هو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء
وإنما سنراه من غير احاطة في الجنة وهي رؤية التي رآه نبيه في دنيا
- طلب سيدنا موسى لرؤية فيه اشارة لامكانتيها لانها لو كانت مستحيلة ما طلبها
وعدم اجابة طلبه لا تنفي ولن تنفي رؤية النبي محمد صلى الله عليه و سلم لانه لكل منه مكانه ومكانته و صفاته الخاصة وقدرة تحمله
- بالنسبة للعقل
لا يوجد مانع يمنع النبي من رؤية ربه في حياته .. طالما لا نقول أنه رأى الله بهيئته البشرية العادية .. وإنما نقول أنه رآه بحالته الروحية في المنام .. وبهيئته البشرية رآه أيضا لأن الله هو من جعله يراه من خلال تجلي خاص على النبي فجعله يراه ويسمعه ..
-طالما القلب يؤمن بأن الله قدير
فلابد ان يوقن بأن من جعل روح نبيه تراه فله القدرة على جعل بشرية نبيه تراه
فهو لا يعجزه شيء
فإسم القدير يحل اشكالية الرؤية
سواء كان مناما أو يقظة .. ويكفينا قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس:82.
فكله بإرادته ومشيئته
-ولكن يجب ان نفهم أن رؤية النبي لله
لا تكون بعين بشريته العادية التي يرى بها كل شيء وانما حدث لها تبدل اوصاف حتى تدرك وتبصر ما لم تكن تراه
-وقد ورد بعض الاحاديث التي تؤكد رؤية النبي لله عز وجل مناما
ورؤيا مناميه ليست صورة حقيقية لنفس الذات الإلهية لأن الله لا تحكمه صور ولا هيئة ولا شكل .. بل ليس كمثله شيء.. وإنما الصورة الروحية للتعريف فقط
---------
هناك روايات تحدثت عن رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لله منها ما قيد الرؤية بالقلب ومنها ما قيدها منانا
وحديث الوحيد الذي اثبت رؤية العين هو
أثر صحيح) .. عن عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ({وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} الإسراء:60 ..، قَالَ: رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ) رواه بن خزيمة في التوحيد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح ورجاله ثقات
وهو ما يؤكد أن النبي صلى الله عليه و سلم رائ ربه ليلة أسري به بعينه
---------------
بالنسبة لما يميل له قلبي
أن ليلة الاسراء والمعراج كانت ليلة اللقاء والرؤية بالعين
اول رؤية الله اعلم ربما تكون بداية اول رؤية ولم تكن الوحيدة ولكنها كانت الاولى
فإن كان الله عز وجل في الجنة اختار احبابه للنظر لوجهه الكريم
فإن اولى الخلق واحقهم بتلك النظرة هو النبي صلى الله عليه و سلم
فلا يمكن ان يكون ( قاب قوسين او أدنى) دون أن يراه
ولا اظنها رؤية الوحيدة فإن رآة مرة فسيظمأ قلبه دوما للقاء ولن يحرم الحبيب حبيبه من نظر له
وما مال له قلبي ان الله تجلى على نبيه بنوره عز وجل وهو النور الذي لا احاطة له
فلا عقل يتخيله ولا قلب يرفضه
والله اعلم
-------
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بالنسبة لجزئية انكار السيدة عائشة رضي الله عنها فقد وجدت اتستغراب في نفسي ولا اظن انها تنكر رؤية النبي صلى الله عليه و سلم بالعين فلابد انه اخبرها طالما هناك حديث يثبت ذلك فلابد انه وصلها
ردحذفولكن اظن ردها كان لمن ظن ان النبي صلى الله عليه و سلم رأى ذات الله وهذا سبب انفعالها ربما كلمتهم حسب فهمهم واستعابهم فكان ردها هكذا حتى لا يتخطى عقلهم حدود الاساءة لذات الله والله اعلم
مسألة الرؤية أو عدم الرؤية غير واضحة بالقرآن المجيد.!!!!!!
ردحذفيعني
المسألة من متشابهات القرآن العزيز.
القرآن الكريم لم يحسم المسألة بالقطع سواء بالرؤية أو بعدم الرؤية.
لذالك
مفيش داعي للخلاف.
كل فكر هو حر برأيه سواء القائلين بالرؤية أو النافيين للرؤية.
عن نفسي انا من المؤيدين للرؤية
عرفنا رسول الله ❤️
ردحذفاكثر من خلال هذا الموضوع وجزاك الله خيرآ
وعرفنا قول السيدة عائشه واجتهادها ومقصدها ورضي الله عنها وجزاها عن المسلمين خيرآ
ولا غبار شرعي او عقلي علي كتابك في رؤيه النبي لمولاه او توضيحك لمقامات الأنبياء...
الموضوع اضافه نفيسة ومؤيد عقلآ وشرعآ وانتصار للحق وهدم للباطل وأصحاب الفكر الملتوي ...جزاك الله خيرا يارب
اما من خلال ترجيحي لرؤية النبي لمولاه >
ردحذفالله قدير وسيدنا النبي خليله وحبيبو ويارب يمتعنا وإياك برؤيه الحبيب المصطفى يقظآ ومناما ...امين
قبل نشركم أستاذ .. لهذا الجزء من الرسالة.. كانت عيني وقعت في أحد المواقع على هذه الرواية :
ردحذفوحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل رأيت ربك ؟
قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.
فهل صحيحة؟؟
=========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
غير صحيح يا حسن .. لوجود انقطاع في السند بين محمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس (كلاهما تابعي) .. وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..
حذف- والله أعلم .
===================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
يذهب العلامة الفراهي إلى أن مقام (الحمد) هو أرفع مقامات النبوّة، مستنبطا ذلك من أدلة متعددة
ردحذفمنها استنباطه هذا من اسم النبي (محمد) و(أحمد)، وفي أهل العلم من قال أن معنى (محمد) أي يحمده الناس، فهو بمعنى محمود،
وأن (أحمد) صيغة تفضيل، فأحمد هو الأكثر حمدًا، أي أكثر من يحمد الله،
فالنبي عليه الصلاة والسلام هو المحمود من الخلق، وهو أكثر الخلق حمدًا لربه، هذا عدا أنه هو حامل لواء الحمد يوم القيامه وصاحب المقام المحمود!
رحم الله العلامة الفراهي، وصلّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
من أبلغ العبارات وأصدقها في توضيح عمق فهم إنسان للآخر وتصديقه ؛ القولة الشهيرة لابن القيم: " إنما يصدّقك من أشرَق فيه ما أشرَق فيك"
ردحذففمن تشاركا في التجربة ونبت في قلبهما نفس الإحساس كان الفهم بينهما أكبر وأعمق وكأنهما قلب واحد.
حببتي نجوى طال غيابك يارب تكوني بألف خير ولو شفتي تعليقي طمنني عنك رجاءا ما عرفت اوصل ليكي❤️❤️
حذفجزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
ردحذفاسلوب جميل في تناول هذه المسألة .. وقد اختصرت لنا فيها ما قرأناه سابقا من مطاحنات بين الفرق .. كل متعصب لرأيه .. !!
واكثر ما اعجبني هنا .. وقوفك على احتمالية مقاصد اجتهاد أمنا عائشة رضي الله عنها .. فقد اراحني واحسست انك انصفتها على خلاف من تحامل عليها معتمدا على فهم جانب واحد من كلامها ...... والذي يدقق فيما استدلت به ؛ الآية : ( لا تدركه الأبصار ) .. لوجد ان النفي هنا فعلا لا ينفي الرؤية .. والله اعلم .
ومهما اجتهد المجتهدون .. فإن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال : " إني لست كهيئتكم " .. فله خصوصية بشرية .. خصوصية روحية .. خصوصية سمعية .. خصوصية بصرية .. خصوصية قلبية .. خصوصية فؤادية .. وخصوصية في يده وفي رجله وفي كل شيء .. وكونه قال : رأيت ربي .. فقد صدق .. اما الكيفية والهيأة التي كان عليها .. فذلك مما اختصه الله به ولم يطلعنا عليه .. شأن الحبيب مع المحبوب .♡.
وعليه .. فمن يجادل او يناقش هل الرؤية كانت بالعين ام بالفؤاد .. فقد قال صلى الله عليه وسلم : رأيت نورا .. اذن سواء بخصوصية في عينه .. او بخصوصية في قلبه .. " ما كذب الفؤاد ما رأى " .. وليس ما وعى !!
والملخص : مالا تدركه الابصار .. لا ينفي إدراك البصائر .. !! ... " تلك الرسلُ فضلنا بعضَهم على بعض "
واذا كان الله عز وجل لا يكلم البشر إلا من وراء حجاب .. فكيف يكلم من اختصه بما فوق البشر !!
فلا نقيس حاله صلى الله عليه وسلم على بشريتنا .. فعقولنا لن تدرك عظمة الحدث .. !! .. إلا ان علينا ان نعظم الله ونعظم محبوبه صلى الله عليه وسلم النبي محمد ما أحلاه .. !!
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
هذا مااستطعت استيعابه .. والله اعلم في صحته .. فإن اخطأت فمن نفسي والشيطان .. غفر الله لي ولكم
لو سمحت استاذ الفاضل .. في حديث مسروق مع أمنا عائشة رضي الله عنها .. لما قالت :
حذف- وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
ووجدت في رواية اخرى :
قالت: ومَن زعم أنه يُخبر بما يكون في غدٍ، فقد أعْظَم على الله الفِرْيةَ، والله يقول: {قل لا يعلمُ مَنْ في السماوات والأرضَ الغيبَ إلَّا الله} [النمل: 65]. [صحيح - متفق عليه ]
ونحن نعلم ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصل لمكان كتابة الاقدار وسماعها فعلم من غيب الله مالم يعلمه احد ..
فكيف نوفق بين قولها رضي الله عنها وبين قوله تعالى : { عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ فَإِنَّهُۥ یَسۡلُكُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدࣰا (٢٧) }[سُورَةُ الجِنِّ: ٢٦-٢٧]
وبين قول حذيفة بن اليمان : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك الى قيام الساعة إلا حدث به ..
وفي حديث عمرو بن أخطب : .. فأخبرنا بما كان وبما هو كائن ..
وفي حديث ابي ذر الغفاري : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتقلب في السماء نن طائر إلا ذكرنا منه علما .
فهل نقول انها لم توفق ايضا في اجتهادها هنا .. ام يمكن ان يكون لها مقصد آخر لم ادركه ؟
وجزاك الله خيرا
لما رجعت استاذنا الى ج58 .. س135 .. مستوى صريف الاقلام .. جاء في حديث صحيح : (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟ فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ .. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ .. لَوْ دَنَوْتُ مِنْ أَدْنَاهَا لَاحْتَرَقْتُ) ..
حذفإذن لا مستغرب من ردة فعل أمنا عائشة رضي الله عنها .. لما سألها التابعي مسروق : " يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ.... "
وهذا يؤكد كلامك استاذنا عن اسباب رد الجمهور اجتهاد أمنا عائشة رضي الله عنها .. والذي قد يرجع الى تأويلها الآية التي استدلت بها ( لا تدركه الأبصار ) .. الى رؤية الذات الأحدية ؛ المستحيلة عقلا - .. مما جعلها تستهجن وتنفعل .. فسيدنا جبريل عليه السلام انتفض .. من هول وعظيم شأن ما سؤل عنه !!
وايضا .. يمكن ان نستفيد من سؤال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم للملك جبريل ؛ هل رايت ربك ؟ .. بأنه لولا امكانية حصول ذلك لما سأل النبي جبريل .. إذن فليس هناك ما يمنع رؤية الله .. وكل بحسب مقامه .
وايضا .. يمكن ان نفهم من قول سيدنا جبريل : لو دنوت من أدناها لاحترقت .. ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لو تقدم لاخترق .
هذا .. والله أعلم .. ان اخطأت فمن نفسي والشيطان .. اللهم اغفر لي
لا يوجد اشكالية يا قطر ولا تعارض بين كلام السيدة عائشة رضوان الله عليها وبين النصوص وبين وما أخبرنا به سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
حذففسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم لا يعلم الغيب فعلاً ولكنه مٌعلم من الله سبحانه ما أخبر به ( "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" )
والله اعلى واعلم
#- قطر الندى ..
حذف===========
- السيدة عائشة تقصد - والله أعلم - بنفي معرفة النبي للغيب ليس من حيث كونه نبي وإنما من حيث كونه محمد .. أي هو لا يدعي معرفة الغيب لأحد من نفسه كيفما شاء ووقتما شاء .. وإنما هو يلقن من الغيب بتلقين الله له .. إذ قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن:26-27.
- حتى ما عرفه النبي من الغيب من أول الدنيا لآخرها .. فهو بتلقين الله له ويظهره بأمر الله له ..
#- ملحوظة: في رسالة الغيب والعرافين والمنجمين .. تم الإجابة على تناقض ظاهر بين نفي القرآن لمعرفة النبي للغيب وبين معرفة النبي للغيب فعلا بتعريف الله له ..
- وذلك في (:: الفصل السابع والخمسون:: تابع/ مسائل عامة ختامية عن العرافة والغيب::)
- س290: كيف الرسول لا يعلم الغيب بنص القرآن ولكن في الأحاديث جاء فيها ما يثبت معرفة الرسول للغيبيات ؟
- والله أعلم
======================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ذكرك الله بكل خير استاذنا ..
حذفتمت المراجعة وفهمت .. الله يبارك فيك
وشكراا لك نجوى على حسن مرورك
دخل رجل على أحد العلماء فوجده يشرح لطلابه صحيح البخاري ..
ردحذففقال الرجل للشيخ : الناس في الغرب وصلوا إلى القمر
وأنت تدرس في البخاري ..
فقال الشيخ :
وما العجيب في ذلك يا بُني
مخلوق وصل إلى مخلوق ونحن نريد أن نصل إلى الخالق ..
ولكن أتعلم أنك أنت المفلس الوحيد بيننا
فلا أنت وصلت إلى القمر معهم ولا قرأت البخاري معنا ..
هكذا بعض الناس بل وما أكثرهم ممن لا يعلم ولا يعمل وهمه فقط الإنتقاد والإنتقاض من الأخرين ..
نسأل الله الهداية وصلاح الحال لهم ..
اعقتد ان الذي ينكر رؤية النبي محمد صلى الله عليه و سلم لله عز وجل بالعين
ردحذفلا ينكر قدرة الله بحدوث ذلك ولا يقلل من قدر النبي صلى الله عليه و سلم
لكن العقل يريد أن يضع هذه الرؤيا في حيز يتخيله ويتقبله و هذا ما يسبب حجاب في تقبل فكرة الرؤية
وهنا الشمالية فكيف لمخلوق ان يتخيل الخالق او يضعه في حيز او شكل
ولكن لو فهم العقل ان تلك الرؤية لم تكن لذات الله وانما هي تجلي خاص من الله لنبيه باسمه النور
يعني يتوقف العقل عند هذا الفهم و يتأكد ان الله لا يحيطه شيء وانما هو المحيط بكل شئ فلا يحاول تخيل
وان ا تلك الرؤية هي تجلي خصوصية انفرد به النبي صلى الله عليه و سلم في الدنيا وسيكون لأحباب الله نصيب لهم في الاخرة
فاسم الله النور يحل هذه الاشكالية
والله اعلم
اسمحوا لي أن أدلي بدلوي فيما يخص رؤية الله يوم القيامة:
حذفجاء في كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي المغربي
الفصل الخامس : رؤيته لربه - صلى الله عليه وسلم -
" وقد رأيت لبعض السلف ، والمتأخرين ما معناه : أن رؤيته - تعالى - في الدنيا ممتنعة ، لضعف تركيب أهل الدنيا وقواهم وكونها متغيرة غرضا للآفات ، والفناء ، فلم تكن لهم قوة على الرؤية ، فإذا كان في الآخرة ، وركبوا تركيبا آخر ، ورزقوا قوى ثابتة باقية ، وأتم أنوار أبصارهم وقلوبهم قووا بها على الرؤية .
وقد رأيت نحو هذا لمالك بن أنس - رحمه الله - ، قال : لم ير في الدنيا ، لأنه باق ، ولا يرى الباقي بالفاني ، فإذا كان في الآخرة ، ورزقوا أبصارا باقية رئي الباقي بالباقي .
وهذا كلام حسن مليح ، وليس فيه دليل على الاستحالة إلا من حيث ضعف القدرة ، فإذا قوى الله - تعالى - من شاء من عباده ، وأقدره على حمل أعباء الرؤية لم تمتنع في حقه ." انتهى.
.......
إذن عندما نصل للقوة الالهية .. فلا مجال للمناقشة .. أو كيف حصل او سيحصل ذلك.
أمره بين الكاف و النون " كن فيكون "
و الله أعلم.
=====
تحياتي لكما
===================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
🦋قصة قصيرة جداً وحلوة جداً🦋
ردحذفكان هناك رجل متزوج ولديه خدم وفي يوم من الأيام خرجت الزوجة إلى الحديقة فوجدت أحد الخدم جالساً يبكي .
فقالت له : مابالك أراك حزيناً
قال لها : طردني سيدي
قالت له : لماذا ؟
قال :لقد كسرت آنية من الزجاج وأنا غافل
قالت له :تعال معي إليه
فذهبا معاً وحين وصلوا قال لخادمه لماذا عدت مجدداً .!!
قالت الزوجة :أنا أحضرته
قال لها : وما شأنك أنتي ؟
قالت : هذا ظلم وجور
فقال لها : سيعود بشرط أن تذهبي أنتي إلى أهلك
فقالت : موافقة
فقال: خذي معك أعز ماتملكين وغداً تذهبين وحين خيّم الظلام خدرته
وأخذته معها إلى أهلها وفي الصباح حين أستيقظ وجد نفسه في منزل اهلها
فقال : أين أنا و من أتى بي إلى هنا!!
فأتته زوجته وقالت:
أنا من أحضرتك إلى هنا
قال : لماذا !!
قالت :
قلت لي خذي أعز ما تملكين و أنت أعز من أملك فأبتسم وقال تعالي نرجع إلى البيت !
يخرب بيت الذكاء !
لو نسائنا كانوا أخذوا ذهبهم وعطورهم وفلتوا وأهم حاجة شاحن الموبايل.😂👌🏻
حمد لله على سلامتك ياعائشة 😘..
حذفوالحمد لله إنك وصلتي الجزائر على خير ..
ما جعلني أبتسم عندما كتب لكى Recepsionist الشاحن معايا وشايلو ليكي فى الريسبشن..
بيدل أنه شخص أمين وصراحةانبسطت من هذا الموقف ..
وعاوزة اقولك انا أول أسمع هذه الحكمة سبحان الله مع إني من مصر 🥹
" لو ما كملتش أكلك هيجري وراك يوم القيامة "
وهي حكمة غريبة بالنسبة لي..
ومنك نستفيد ياعائشة 😅
اما بالنسبة لمصر فهى حلوة فعلا ..
وأكثر شئ أحبه فيها الشعور بالأمان ..
ممكن تكوني ذاهبة لمكان ومش عارفة الطريق أووي أو مش متأكدة ..
لما توقفي حد تسأليه يدلك ويرشدك بمنتهي الطيبة والمحبة ويطمنك في نفس الوقت ..
والبساطة الشديدة الا بيعيشوا بيها اهل مصر.
وربنا يوفقك في حياتك ياعائشة.🤲🌹
سبحان الله ... هو انت ماخدتيش بالك ان إسمي بقى نسيمة مش عائشة يا اسراء؟!!
حذف😍😍😍
ماهو الي غير واثقة إلى إسراء...
هو نفسه الذي غير عائشة إلى نسيمة...
يريدنا أن نكون حقيقيون برغم وجودنا في عالم افتراضي كما اصطلح على تسميته...
وفعلا ما قلتيه يا إسراء أنا كنت طوال تواجدي هناك شاعرة بالأمان بل بالدفء ... فكنت أسير دون أن أركز أين تقودني خطايا لأني كنت مطمئنة حينما أريد الرجوع أسأل أي أحد يقابلني فيعطيك فيض من الكلام بالجزائري ( يشبعك هدرة ) ولا يطمئن حتى يتأكد أنك فهمتي عليه كل ما قاله...
🤲 الله يديم عليكم الأمان وراحة البال...
🤲 والله لا يحرمكم الرزق والنعمة كما حفظتم شوارعكم من رمي العيش فكانت دليل على حفظ نعم الله عليكم...
🤲 والله يهدي الجزائريين ليقتدوا بكم لأنه أمر فعلا مؤلم و يوجع القلب منظر الخبز مرمي والله يحفظ الي يحفظ نعمه...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله
يارب اللهم آمين يارب العالمين.. ربنا يتقبل منك يا نسيمة ..
حذفلا أخذت بالي حبيبتي ولكنها إرادة الله ومسألة تعود فقط ..
وأعذريني يا نسيمة لتأخري في الرد ..
ولكنها إرادة الله وأرى أن فيها حكمة هو وحده أعلم بها فلعله خير .
وجزاكى الله كل خير ❤️🤲
القدرة الإلهية تابثة ،فالله قادر، مقتدر ، قدير
ردحذفيحكى عن احد الصالحين واظنه الشيخ عبد القادر الجيلاني ،كان مارا بأحد ازقة بغداد مع تلاوته فاستوقفهم شخص سكران ملقى في ساقية على قاطعة الطريق فسأل الشيخ
هل الله قادر فأجاب الشيخ بلى قادر
ثم سأله ثانيا هل الله قادر فأجاب الشيخ بلى قادر
وسأله سو الا ثالثا هل الله قادر فأجاب الشيخ بلى قادر قادر قادر
وبكى في الثالثة وسجد لله فأمر تلامذته ان يغسلوه ويكرموه فتعجب منه تلامذته فاستفسروه عن الحوار الدائر بينه وبين ذاك الشخص من المقصود وراء تلك الأسئلة او المعنى وراءها، فأجاب الشيخ
السؤال الأول: كان يعني به هل الله قادر ان يتوب علي فقلت له بلى قادر
السؤال الثاني: كان يقصد به هل الله قادر ان يجعلني مكانك فقلت له بلى قادر
السؤال الثالث:كان يعني به هل الله قادر ان يجعلك مكاني فقلت له بلى قادر ولذلك بكيت من خشية ربي وطلبت منه ان يهمني مكره
العبرة من القصة هو عدم الاغترار وعدم تزكية النفس ولكن ليس هذا هو مقصودي من وراء القصة
الغرض هو ان الله قادر مقتدر وقدير ان يتجلى على نبيه يقظة ومناما بالكيفية التي يراها هو انسب لمحبوبه او اوليائه وفق مشيئته وقدرته هو وما تحتمله الخلقة البشرية "النورانية" وفق ارادته هو ب كن فيكون
تبارك الله تعالى في علاه
ردحذفحقيقة لم تترك لنا شيئا ولو صغيرا الا وذكرته جزاك المولى خير الجزاء وايدك وامدك بمدد لا تعلم مبتدأه من منتهاه.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلغ من المكانه والمقام ما لم يبلغه نبي ولا رسول فهو سيد الأنبياء وأمام المرسلين وحبيب رب العالمين وخير البشر اجمعين .هذه الدرجة العاليه والمنزلة الرفيعة التي منحها له رب العزة تشريفا له وحبا له لانه الحبيب الأقرب لم لا وهو محبوب الذات الالهيه وكوثر الفيوضات الربانيه قدر تجليه عليه بأسمائه وصفاته العليه.. فليس بمستبعد او بعيد عن ان يفضله ويختصه بالرؤيه دون سواه ده الملوك في الدنيا بيتقابلوا وبحيوا بعض وجها لوجه ومرات يتكلمون في الهاتف .طبعا ليست هناك أي وجه للمقارنة ولكن أحببت أن اضرب هذا المثل حتى اقرب الصورة فمابالك لما يكون ملك الملوك الله خالق الكونين كيف يكون تعامله مع حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي دعاه وساقه اليه فرأى من الجمال ما رأى وتجلى عليه مولاه في مقام الخصوصيه فرأى نور ربه الذي اسبغ عليه فكان مجلى النور الإلهي ونوره المبين .ومثل ما تفضلت حضرتك واستشهدت بسؤال موسى لربه عندما طلب رؤيته.فكانت تلبية الطلب على صورة تجلي على الجبل .
لا انكر إكرام الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتشريفه بالرؤيه وحاشاه ان يكذب الصادق الامين عندما ذكر انه رأى ربه ما المانع ان تكون رؤيه في اليقظة او في المنام وقد تكون الرؤيه رؤيه قلبيه ما كذب الفؤاد ما رأى راه بعين قلبه وببصيرته التي رزقها الله له فشاهد ذلك النور الإلهي الله نور السماوات والأرض.
اما حديث السيدة عائشه رضي الله عنها قد يكون هذا الإنكار جاء من باب إنكار رؤيه الذات الالهيه وهذا إنكار في محله لان الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ومحيط بكل ما في الوجود ليس له حدود فكيف ندخله في حيز الوجود العقل لا يصدق والمنطق لا يستقيم .وقد قال سبحانه عن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فكيف بالله الخالق .
نسأل الله أن يرزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم وان يرزقنا الحسنى وزيادة وهذا هو مبلغ العزة والكرامة وسعادة لا تدانيها سعادة .
اللهم صل على سيدنا محمد ..محبوب الذات الالهيه ..وكوثر الفيوضات الربانيه ..قدر تجليك عليه بأسمائك وصفاتك العليه وبقدر ما احطته به من علومك واسرارك اللدنيه...كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وعزة الالوهيه.وعلى آله وسلم
صلوات _القلب_ لنوال _القرب. للأستاذ خالد ابو عوف
لم أكن أشأ قراءة فصول رسالة " الاسراء والمعراج" إلا متسلسلة ... لكن وقد طلبتم الرأي في هذا الفصل دون غيره من أهل المدونة وأنا أحسبني واحدة منهم فوجدت أن النداء يشملني إذن...
ردحذففما علي إلا إجابة النداء...
لكن...!!!
كانت قد خطرت لي إجابة فدونتها على كشكول وقبل أن أنقلها رجعت لقراءة الفصل إلى أن وجدت أن ما كتبته قد عرضته في الموضوع وقلت قال به بعض العلماء وهو باطل...😊☺️😊
فأمسكت عن الإرسال..
لأني سبق واعلنتها سلمية ولا أريد أدبس نفسي في معارضات لا تحمد عقباها...
وقد قرأت أيضا رد لنجوى تقول فيه هذه المواضيع لا يؤخذ فيها بالرأي...
☺️😊☺️
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
أنتم تقولون: إن الله موجود. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً، ولكل خلق خالقاً، ولكل وجود موجِداً.. النسيج يدل على النسّاج، والرسم يدل على الرسّام، والنقش يدل على النقّاش، والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه.
ردحذفصدقنا وآمنا بهذا الخالق.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل.. ومن خلق الخالق.. من خلق الله الذي تحدّثوننا عنه.. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا.. ووفقاً لنفس قانون السببية.. ما رأيكم في هذا المطلب دام فضلكم؟
ونحن نقول له: سؤال فاسد.. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقاً في نفس الجملة وهذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته.. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان، ولا بقوانين الزمان والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية، فلا يجوز أن تتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه.
-
كتاب "حوار مع صديقي الملحد"
د. مصطفى محمود رحمه الله
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم 🌿
ردحذفوالله يااستاذ خالد انت كفيت ووفيت ما شاء الله ربنا يبارك فيك يا رب 🌹
بالنسبه لسؤال حضرتك قدر سيدنا محمد حبيب الله وعظمه شأنه لامانع ان سيدنا محمد رأي الله رؤيه قلبيه او يقظه او مناما وربنا يتجلي علي من يشاء ولما يشاء بالوقت الذي يشاء وسيدنا محمد شاف ربنا رؤيه قلبيه بالفؤاد ربنا لايتجلي بذاته لأحد لان الله المحيط بكل شيء ولا يحيط بالمكان واعتقد ان نفي السيده عائشه لرؤيه سيدنا محمد هو انكار لذات الالهيه فقط لان الله لاتدركه الأبصار والله اعلي واعلم
اللهم متعنا بلذه النظر إلى وجهك الكريم يالله 🤲🏻
#منقول:
ردحذفأمضى القسيس الكاثوليكي الفرنسي «شارل دوفوكو» 11 عاماً في الصحراء الكبرى بين قبائل الطوارق، مبشراً وداعياً إلى النصرانية، ومحاولاً أن يثنيهم عن دينهم،
وقدم خلال هذه السنوات معونات ومساعدات وإغاثات كثيرة، ولكنه لم يستطع أن يُقنع طارقياً واحداً بترك الإسلام!
حتى العجوز التي كانت تخدمه نظير راتب كبير، قالت له يوماً :
أنت رجل طيب يا سيد شارل، ومن الخسارة أن تموت كافراً !
والشيء بالشيء يُذكر يا صاحبي،
جاءت جماعة تبشيرية إلى إحدى قرى صعيد مصر، وألقت رحلها هناك لعامين، بنوا فيها للناس مستوصفاً ومدرسة،
واشتروا لهم الكثير من الثياب، وقدموا لهم الهدايا، وكانوا بطبيعة الحال يدسون شيئاً من السم في العسل!
ثم ارتأى القسيس الأكبر أن يجمع الناس إلى حفل كبير، عله يصطاد الناس دفعة واحدة!
اعتلى المنصة، وأراد أن يبدأ حديثه
ولكن الفلاحين بطبيعتهم البسيطة التي اعتادوا عليها
كانوا يتحدثون فيما بينهم دون إصغاء
فحاول أن يلفت انتباههم، ولكن دون جدوى
عندها قال له عمدة القرية بلغته الصعيدية الحلوة: مش كدة حضرتك!
ثم قام ،وقال لهم بأعلى صوته : صلوا على رسول الله،
فقالوا بصوت واحد : اللهمَّ َصلِّ على محمد وآل محمد
وعمَّ الصمتُ، وخيَّمَ الهدوء،
ولكن القسيس نزل عن المنصة لأنه عرف أن الكلام لن يجدي
يا صاحبي
عجيب هذا الدين والله عجيب
متى خالطت بشاشته كيان المرء، ملأته طمأنينةً في القلب، وراحةً في العقل
حتى لتجد أن الأميَّ الذي لا يعرف كيف يفك الحرف، لا يستطيع الفلاسفة كلهم أن يُزعزعوا إيمانه قيد أنملة،
بينما تجد فلاسفة ،العالم، ومنظريه، ومفكريه، تملأهـم الشكوك،
حتى أن أحدهم ليؤمن صباحاً، ويرتد مساءً،
يسيرون من غير هدى، كالأعمى الذي يتحسس طريقه، فيقع مرَّةً، ويقوم مرَّةً!
ذاك أنَّ المعرفة شيء، والإيمان شيء آخر!
فصلونا عن لغتنا لبعض الوقت... ومن المؤسف أن أقول بقيت آثار لغتهم على ألسنتنا إلى الآن... لأن الإجتثاث أمر ليس بالهين...
حذفومع كل ذلك عجزوا على إجتثاث ديننا بالرغم من بقاء بعض كنائسهم شامخة وأصبحت مزارات سياحية حتى... ناهيك عن حملاتهم التنصيرية...
بالمقابل فمساجدنا أيضا أصبحت شامخة هناك وتشهد تهافت شعوبهم على الإسلام فهم يدخلون إليه أفواجا...
لمن لا يعلم الطوارق هو الشعب الأمازيغي الذي يستوطن الصحراء الكبرى، في جنوب الجزائر...
قالت جميلة بوحيرد وهي تكرم في لبنان: اعذروني لا أتكلم العربية بل اللغة التي علمني إياها الاستعمار...كرمت في بيروت كرمز لـ
«الثورة العربية»
ونفس الشيء قالته في مصر أثناء زيارتها إياها بعد الاستقلال...
وقال نفس الشيء أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر في أول خطاب له القاه في مصر...
الله يرحمهم ويرحم كل شهداء الأمة العربية...
صلوا على الحبيب كما صلى عليه أهل صعيد مصر...فهذا الدين عجيب ووالله لأمره عجيب...
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
لقد زرع النَّبيُّ ﷺ بذرة تنمو داخل القلب، تتشعب، وتنشر، فتملأُ المرء إيماناً عجيباً، وتسليماً رهيباً، وطمأنينة ليست لأحد من سكان هذا العالم غير أتباع هذا الدين.
حذفإنك لترى الشيخ المتهالك يتكئ على عكازه ويسـيـر إلـى المسجد بتُؤدة، مسير من يعرف أنه يمشي إلى وجهته الآمنة!
ليس السير بالأقدام يا صاحبي ولكنه بالقلوب
وليس غيرنا له هذا المسير الباذخ
وإنك لترى العجوز على سجادة صلاتها، رافعةً يديها إلى السماء تلهج بالدعاء بيقين، لهج من يعرفُ أن ليس غير الله يُسأل !
وإنك لترى فاقد الحبيب بموت حار الدمع بارد القلب، يعرفُ أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، فتود لو تعزيه، فتجده جبلاً لا يحتاج إلى عزاء، إلا بالقدر الذي يأنس به النَّاسُ بِالنَّاسِ !
يا صاحبي ..
وإنك لتجد المؤمن الذي لا يكاد يجد قوت يومه، فتسأله عن حاله، فيطالعك بأبلغ عبارات الحمد، ولو لم تكن تعرفه لحسبتَ أنَّ له مال قارون، ليس غير الإيمان يجعل من الناس ناس!
يا صاحبي
من ذاق من الإيمان مَذْقةً واحدة، ما زعزعت إيمانه شكوك الدنيا كلها !
حدثني شيخ درست الفقه على يديه، عن قصة حقيقة فيها شيء من الطرفة، وكثير من اليقين
في سبعينيات القرن الماضي عاد طالب إلى قريته، قادماً من الاتحاد السوفيتي بعد سنوات طويلة من دراسة الطب، تعلَّمَ فيها كيف يعملُ جسم الإنسان بهذا الاتقان، ولكنه صار شيوعياً ملحداً ينكر أن لهذا الجسم خالقاً !
وأنه بعد قدومه بأيام خرج يتمشى في القرية، فصادف راعياً كبيراً في السن، فأخذ يُحدثه، ويسأله عن حاله.
فقال الراعي : الحمد لله.
فقال له: لا يوجد شيء اسمه الله، هذه مجرد خرافات حشوا بها عقولنا ونحن صغار
لم يجد الراعي رداً غير أن قال: الله يا رجل الله !
فقال له الطبيب: هل تستطيع أن تُثبت لي وجود الله عملياً؟
فما كان من الراعي إلا أن انهال عليه بالضرب بعصاه الغليظة،
فقال له متوجعاً والعصا تنهال عليه: «منشان الله خلص!»
فقال له الراعي: «منشان الله!»
لقد أثبتُ لكَ وجود الله عملياً !
سلام على قلبك يا صاحبي .."
......
انتهى النقل.
===================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
مالي أراك تبكي و هجران ونكران الخلق تشكي
ردحذفأوليس الله هو من إستخدمك ولقضاء حاجتهم وفقك
أرأيت مصباحا منيرا يبكي ممن يجلسون عند ضوئه فإن استوفوا حاجتهم أطفئوه وما شكروه
أرأيت شمسا مشرقة تشتكي وتنزوي بسبب من من شدة حرها او سطوعها يشتكي؟!
أرأيت شجرة مثمرة يأكل خيرها و يستظل بظلها خلعت جذورها و امسكت ثمرها إن كسر غصنها او قطفت ثمارها
ارأيت شمعة تحترق لتضيئ لمن حولها تصرخ في وجه من أشعلها او تحرقه
قد يكون نورك الذي بداخلك ما هو إلا نور لمن حولك فإن حجبت نورك عنهم حجب نوره عنك؟؟
لا تصدق من يقول لك أن سعادة في الأخذ
والحياة في العيش للنفس
أنت حي إن كنت سبب حياة غيرك
أنت سعيد إن كنت سبب سعادة غيرك
أنت نور إن كنت تنير لمن حولك
أنت ذو قيمة حين تعطي أكثر مما تأخذ
فالغني من استغنى بالله
والفقير من افتقر للناس
لا تحاول خلع جذورك من مكانها ولا حجب نورك عن من هم حولك
فالشجرة إن خلعت جذروها من تربتها ماتت وآلت للزوال
والمصباح إن ضجر ممن يستخدمونه و انفجر انتهى
والشمعة إن غادرت غرفتها المظلمة التي تنيرها
وجدت نور الشمس الذي يحجب الاحتياج لها أو صقيع الريح الذي يطفئ نورها
كن حيث اوجدك الله وابصر أن ما تظنه قيد هو حياتك وما تظنه سجنا هو حريتك وما تراه يعيقك هو ما يجعلك تستمر وما تراه يذهب سدى هو سبب منحك
على قدر ما تمنح تمنح
على قدر نواياك تكون عطاياك
انظر للخالق ولا تنتظر شيئا من المخلوق
كن كالشجرة يثمر ولا يأبه لمن أكل او كسر
كن كالشمس تشرق كل يوم ولا تأبه لمن يذم سطوعها وحرارتها او يفر منها
كن كالمصباح يضيء وقت الحاجة إليه فقط دون أن يلتفت لمن يحتاجه يضيئ بلا سؤال
كن كالشمعة تحترق لتضيئ لغيرها ثم ترحل في سلام إلى دار السلام
كن ذى أثر لتحي وتسعد
وتذكر قد يكون النور الذي بداخلك رزقك غيرك فإن حجبته حجبه عنك واستبدلك
عطر الجنة 🕊
----------
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
لتسير الحياة
ردحذفلا تُفسر كُل شيء ولا تُدقق ولا تُحلل كُل شيء
أستمع ثم أبتسم ثم تجاهل
ليسَ مِن الضروري أن تأخذ كُل شي بعين
الإعتبار !
رحم الله من تغافل لأجل
بقاء ود وستر زلة
فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُم
فنقاء القلب ليس عيبًا والتغافل ليس غباء
والتسامح ليسَ ضُعفًا
أفعل الخير وليقع حيث يقع،
فإن وقع في أهله فهم أهله،
وإن وقع في غير أهله
فأنت أهله.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ابدأ بما إلتبس عليّ من صغري .. وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(رأيت نورا )
فكان فهمي أن معناه أنه لم يرى الله وإنما رأي نورا يحجبه عن الله .. وحبيبي لرسول الله كان قلبي يرفض
تصديق أن الرسول لم يستطع رؤية ربه ولم يرى إلا نور .. وذلك لسوء علمي وغلو في قلبي
تانيا / اكمل فهمت من حضرتك
1#))أنه لا إنكار أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه مناما بهيئه لا يعلمها إلا الله ورسوله
وما لا أفهمه... أنه لماذا لم يخض أحد في كيفية رؤية النبي لربه مناما ووضع يديه بين كتفيه
لكن يزيد خوضهم وجدلهم في رؤية النبي لربه يقظة ؟!!..
فمن اختار له هيئة يراها فيها مناما .. يختار له هيئة يراها فيها يقظة تليق بجلاله سبحانه وتعالى
##2) اختلاف العلماء بين رؤية النبي بالعين أم بالقلب
اذن لا خلاف أن النبي رأى الله بقلبه وإذا رآه بقلبه فقد رآه يقينا كما تعلمنا .
سواء رؤية بالعين بإذن الله وقدرته وتجلي الله عليه .. أم بالقلب كما قال معظم العلماء.
3#) يتبقى الإشكالية الأخيرة ..وهي كيف رأى ربه ؟!
أو بصياغة أخرى .. ما هي حقيقة النور الذى رآه سيدنا محمد
هل هو هيئة نورانية تجلى الله به على نبيه لتكون هذه أعظم حقيقة يتفق عليها كلام الله وقلوب المؤمنين وهي
)الله نور السموات والأرض)
أم هو حجاب من نور كما قال سيدنا جبريل (إن بيني وبين ربي سبعين حجابا من نور)
مع أن نؤمن أنه صلى الله عليه وسلم كلم الله ليس بينه وبين الله حجاب ..
#اخيرا استاذي واعذرني أن كان في هذا الاعتراض إساءة أدب
الاستدلال (6) من أقوال الصحابة
ما علاقة قول ابن عباس رضي الله عنه( رؤيا عين أُريها النبي ليلة أسري به)
برؤية الله عز وجل ؟
فظاهر القول (أُريها) فعل مبني للمجهول أنه قد تكون هذه الرؤية من الآيات التي رآها الله
لنبيه في ليلة الاسراء .. والله أعلم
جزاكم الله خيرا استاذي وزادكم الله من فضله وعلمة وحكمته
وصب عليكم الخير صبا ..
اللهم صلي على نبينا وحبيبنا سيدنا محمد الفاتحِ لما أُغلق والخاتِمِ لما سبق، ناصرِ الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله وأصحابه...
ردحذفاللهم صلِّ على سيدنا محمد طِب القلوب ودوائها، وعافيةِ الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وعلى آله وصحبه وسلِّم...
اللهم اجعل لنا في كل الأيام فرحاً وتيسيراً وتوفيقاً ،وأزِحْ كُل هَمٍّ أثقل عاتقنا واصرفْ عنا كل سوءٍ ومكروه اللهم طوّقنا بالسلام والطمأنينة والنور،
اللهم تولّنا بعنايتك واكلأنا برعايتك واجعلنا من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ، اللهُم حققْ لنا كل الأمنيات التي أودعناها إليك ،
اللهم إني نسألك أن تصلح أمورنا كلها وتهدي قلوبنا وتكتب لنا دعواتنا وأحلامنا وتحفظ لنا أهلنا وأحبابنا وتكتبنا فيمن رضيت عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم نحن وجميع أعضاء المدونة وكل المسلمين والمسلمات
أمين يارب العالمين 🤲🤲
جمعة طيبة ومباركة على الجميع
** تسألني يا صاحبي : لِمَ يتقلَّبُ الزمانُ هكذا حتى ليبدو أن لا أمان له؟!
ردحذففأقولُ لكَ : الأيامُ جندٌ من جنودِ اللهِ يا صاحبي، يداولها بين النَّاس، ليُرِيَ خلقه أنه لا يبقى على ما هو إلا هو سبحانه!
- يا صاحبي، كان فرعون يتجبَّرُ ويقول أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ، تَجْرِي مِن تَحْتِي، فأدار الله الزمان ثم أجرى الماء من فوقه.
- يا صاحبي، كان النمرودُ يقولُ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ، فأدار الله الزَّمان ثم أرسل له بعوضةً خَرَّبت عيشه، وكان لا يهدأ إلا إذا ضربه على رأسه بالنعال، أولئك الذين كانوا يسجدون له بالأمس!
- يا صاحبي، خرج النبي ﷺ من مكة تحت جنح الظلام، بعدما أخذت من كل قبيلة رجلاً ليضربوه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه بين الناس، فأدار الله الزمان، ثم أعاد نبيه إلى مكة فاتحاً في عز الظهيرة!
- يا صاحبي، لو أنك رأيت بلال بن رباح وقد طرحه أميـة بـن خلـف علـى رمال مكة الملتهبة، لقلت أما لهذا العذاب من آخر؟!
ثم أدار الله الزمان، التقت الفئتان في بدر، وكان بلال يغرس سيفه في صدر أمية، لعلمت حكمة الله في تقليب الزمان.
== يا صاحبي، هذه . هي الأيام، يجريها من خلقها بين خلقه،
تارة صحة وتارة مرض
تارة غنى وتارة فقر
تارة فرح وتارة حزن
حتى لا يغتر قوي ولا ييأس ضعيف،
ولا يتجبر غني ولا يقنط فقير
ثم إنه يرمي الناس بسهام قدره،
فكن في كل أحوالك بجانب الرامي تَنْجُ.
# انتهى النقل
والسّلام لقلبك يا صاحبي
===================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم