ج77: قصة الإسراء والمعراج - كيف تكون سورة النجم دليلا على المعراج إذا كانت نزلت في العام الخامس من البعثة والمعراج حدث في العام العاشر من البعثة - وما هي قصة الغرانيق العلا المكذوبة على النبي

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والسبعون)

#- فهرس:

:: الفصل السابع والسبعون :: عن رحلة المعراج - الجزء الخامس عشر/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س189: كيف تكون سورة النجم دليلا على المعراج إذا كانت نزلت في العام الخامس من البعثة والمعراج حدث في العام العاشر من البعثة ؟

#- أولا: كيف عرف العلماء أن سورة النجم نزلت في العام الخامس أو السادس من البعثة النبوية - وما هي قصة الغرانيق العلا المكذوبة على النبي ؟

#- ثانيا: مناقشة بأسلوب آخر: القول بأن سورة النجم نزلت مرة واحدة كاملة في العام الخامس من البعثة .. وأنها نزلت أولا في الترتيب برقم (23) قبل سورة الإسراء التي نزلت في الترتيب برقم (50).

#- ثالثا: اجتهاد العلماء في ترتيب نزول سور القرآن هو ليس بوحي وإنما اجتهاد منهم وفيه اختلاف بين العلماء.

#- رابعا: ترتيب أحداث سورة النجم يدل على أن المعراج حدث أولا في حين قصة الغرانيق العلا حدثت ثانيا وهذا مخالف لأحاديث المعراج والتي بذلك يظهر منها أنها غير صحيحة.

2- س190: كيف رأيت أن آيات سورة النجم تنسجم مع بعضها لو افترضنا نزولها في العام العاشر من البعثة بعد حدوث المعراج ؟

*******************

:: الفصل السابع والسبعون ::

*******************

 ..:: س189: كيف تكون سورة النجم دليلا على المعراج إذا كانت نزلت في العام الخامس من البعثة والمعراج حدث في العام العاشر من البعثة ؟ ::..

 

- قبل الخوض في دليل أن المعراج موجود في القرآن في سورة النجم .. إلا انه توجد مسألة أحب الكلام فيها .. والتي يستغلها البعض للتشكيك في قصة المعراج .. وهذه المسألة تقال بأربعة وجوه ولكن هي مسألة واحدة في النهاية .. وهذه الوجوه الأربعة هي :

1- الوجه الأول: كيف يتم ذكر سورة النجم أولا وفيها المعراج .. ثم بعدها بكذا سنة يتم ذكر الإسراء .. في حين أن الإسراء أولا ثم المعراج ؟

 

2- الوجه الثاني: كيف تكون سورة النجم دليلا على المعراج .. إذا كانت نزلت في العام الخامس من البعثة والمعراج حدث في العام العاشر من البعثة ؟

 

3- الوجه الثالث: كيف تكون سورة النجم فيها دليل على المعراج .. إذا كان ترتيب سورة النجم في تسلسل نزول القرآن (23) .. وترتيب سورة الإسراء (50) .. فكيف يتكلم عن المعراج ثم بعد كذا سنة يتكلم عن الاسراء إذا كان الإسراء حدث أولا ثم المعراج كتسلسل زمني حسب كلام العلماء ؟

- إلا لو قيل أن هذا معراج آخر .. بخلاف المعراج الذي حدث في ليلة الإسراء والمعراج .. فيكون لدينا حينئذ معراجين وليس معراج واحد .. وهذا يتطلب دليل على حدوث معراجين .. فما هذه اللخبطة ..؟!!

 

4- الوجه الرابع: ذكر المعراج أولا ثم القصة الغرانيق العلا ثانيا .. فهذا دليل أن تسلسل وترتيب أحداث حدثت في زمن النبي وبالتالي لو افترضنا حدوث المعراج فيكون في العام الخامس أو السادس من البعثة وتكون أحاديث المعراج كلها باطلة ..!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إليك تحقيق الأوجه السابق ذكرها .. والله ولي التوفيق ..

======================

#- أولا: كيف عرف العلماء أن سورة النجم نزلت في العام الخامس أو السادس من البعثة النبوية - وما هي قصة الغرانيق العلا المكذوبة على النبي ؟

 

- إذا كنت قلت: أن المشككين للمعراج كلامهم مجرد طبيخ عقلي وخالي من التحقيق العلمي .. فهذا له دليل عندي .. وأثبته لك أن هؤلاء لم يبحثوا في العلم شيئا ..

 

#- وإليك دليل الإعتراض على نزول سورة النجم في العام الخامس أو السادس من البعثة .. حتى تعلم ان ما بني على باطل فهو باطل ..

 

1- سبب قول العلماء أن سورة النجم مرجح انها نزلت العام الخامس أو السادس من البعثة .. فذلك لأن كتاب السيرة النبوية قد ذكروا .. قصة حدثت في ذلك الوقت .. وهذا ملخصها:

 

- أن المسلمين الأوائل المهاجرين للحبشة في العام الخامس من البعثة .. حينما بلغهم خبر قصة "الغرانيق العلا" المكذوبة على النبي في بعض كتب السيرة والتفاسير .. وهي قصة تقول أن النبي قرأ سورة النجم فألقى الشيطان في تلاوته عند ذكر (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) النجم:19-20 ..، فألقى الشيطان على لسان النبي قولا للقرآن وهو: (وَإِنَّهُنَّ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَهِيَ الَّتِي تُرْتَجَى) .

 

- والغرنوق هو طائر الكركي الذكر .. وشبهوا أصنامهم بالطيور لأنها وسيلة الإرتقاء بدعائهم إلى الرب ..

 

2- قصة الغرانيق العلا هي قصة مكذوبة على النبي وعلى القرآن .. وقد رواها بعض كتاب السيرة وأهل التفسير .. ولم يصح منها حديث واحد متصل للنبي على الإطلاق .. يعني لا يوجد حديث نبوي واحد صحيح في هذه المسألة قد رواه العلماء بأن النبي قال كذا .. لا .. وإنما هناك روايات مروية عن بعض التابعين وهي مجرد مراسيل لا قيمة لها .. وإن صح إسناد بعضها لمن قالها .. إلا أنها تظل على عيبها بأنها مقطوعة الإسناد أي ضعيفة ولا حجة فيها .. لأنها مجرد كلام قاله التابعي ولم يذكر لنا من أي مصدر نقل هذه القصة المكذوبة .. !!

 

3- وكيف يصح أن الشيطان أوحى للنبي على لسانه قرآنا ؟!! فلا يقول بذلك إلا من يكذب على الله ورسوله .. لأن الله يقول: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) النمل:6 .. ويقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الحجر:9 ..، وإذا كان الشيطان لا يمكن أن يتمثل بهيئة النبي في المنام .. أيعقل أن يتسلط على النبي في القرآن وهو أصلا حجاب من الشيطان حين قرائته ؟!!

 

- فالذي يصدق أن الشيطان ألقى على نبيه كلمات زائدة في القرآن .. فهو كذاب على الله ورسوله ..

 

4- أما عن الذين ذكروا هذه القصة في تفاسيرهم .. فقد ذكروها لأنها وصلتهم فأثبتوها من باب الأمانة العلمية وليس لأنهم اعتقدوها أو صدقوها .. وبعضهم ذكرها ليبطلها والبعض الآخر لم يعقب عليها .. وممن ذكرها من أهل التفسير (الطبري وابن أبى حاتم وابن المنذر والبزار وابن مردويه وغيرهم) .. وتم روايتها عن (سعيد بن جبير وبن عباس وغيرهم) .. وتبقى الحقيقة في النهاية أن هذه القصة أي قصة الغرانيق هي أصلا مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم لمخالفتها للقرآن ..

 

@- ما يهمنا هنا أن نقوله: أن قصة الغرانيق العلا مكذوبة بلا شك لمخالفتها القرآن ولبطلان صحة أي سند فيها .. والصحيح فيها مرسل من قول تابعي كسعيد بن جبير والحديث المرسل ضعيف .. وربط هذه القصة بقراءة سورة النجم مع رجوع مهاجري الحبشة لما سمعوا هذه القصة وكان ذلك في السنة الخامسة أو السادسة من البعثة .. إنما كل ذلك خرافة .. لأنه لم تحدث أصلا قصة الغرانيق العلا ..!!

 

- وبالتالي لا علاقة برجوع المهاجرين للحبشة برجوعهم لهذه القصة على افتراض أنهم رجعوا فعلا .. وإن رجعوا فلسبب آخر لا علاقة له بهذه القصة .. ولا علاقة لسورة النجم بالقصة لأنها لا وجود لها .. وبالتالي ربط الأحداث ببعضها باطل .. فما بني على باطل فهو باطل ..

 

#- إذن يظل توقيت نزول سورة النجم في العام الخامس أو السادس من البعثة مجهول نزوله .. لأن القصة التي ربط عليها العلماء موعد نزول سورة النجم هي قصة مكذوبة بنت مكذوبة .. ولا خلاف في ذلك .

 

5- من ناحية أخرى: هناك مصدر آخر ظن منه العلماء أن سورة النجم تم قرائتها في السنة الخامسة من البعثة .. وذلك من خلال أحد رواة السيرة النبوية وهو (محمد بن عمر الواقدي) وهو معروف عنه الكذب .. إذ روى عنه ابن سعد في الطبقات: "قال محمد بن عمر: فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا شعبان وشهر رمضان .. وكانت السجدة في شهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس". (الطبقات الكبرى ج1 ص161).

 

- والواقدي لا يؤخذ عنه علم حديث ولا سيرة إذ أنه متهم بالكذب من كثير من العلماء .

 

6- وأقصى ما جاء عن سورة النجم وكان صحيحا .. هو ما قال بن عباس: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَجَدَ بالنَّجْمِ .. وسَجَدَ معهُ المُسْلِمُونَ والمُشْرِكُونَ والجِنُّ والإِنْسُ) صحيح البخاري.

 

- وسبب سجود المشركين: كان بسبب أنهم لما وجدوا النبي سجد لربه .. فسجدوا لأصنامهم عنادا واستكبارا .. أو سجدوا تأليفا لقلب النبي عسى أن يسجد لآلهتهم طالما سجدوا لإله النبي .. أو سجدوا فزعا من قوة الآيات التي سمعوها خوفا من نزول عذاب بهم في تلك اللحظة (وهذا السجود خوفا وفزعا هو شيء مستبعد لأنهم لو سجدوا خوفا فهم قد آمنوا حينئذ ..!!) ..

 

- أما عن سجود الجن: فلابد من أن هذا علمه بن عباس من النبي لأن هذا يحتاج لوحي ولا يشاهد بالعين ..!!

 

#- ملحوظة: ويقصد بالمشركين والجن أي الذين حضروا قراءة النبي لسورة النجم ولا نعلم كم كان عددهم ..

ئس

- وهذه القصة التي ذكرها بن عباس.. و قال فيها أن المؤمنين والمشركين والجن قد سجدوا عند آية السجدة .. فعن رأيي الشخصي واجتهاد خاص بي أقول:

-  أنها حدثت بين العام العاشر والحادي عشر للبعثة وبعد رحلة المعراج .. وليس في العام الخامس كما قال بعض العلماء مستندا إلى روايات باطلة .. إذ لا يعقل أن يقرأ ما حدث للمعراج قبل حدوثه إلا لو قيل هذا معراج آخر وهذا يحتاج لديل آخر لإثباته ..!!

 

- أو يقال أن سورة النجم نزلت على أجزاء .. وكان النصف الثاني منها هو الذي قرأه النبي من أول (أفرأيتم اللات والعزى) ... ثم نزل بعد ذلك أول سورة النجم بعد المعراج .. والله أعلم . 

 

#- خلاصة القول على ما سبق:

1- مصدر معلومة بعض العلماء لنزول سورة النجم أنها في العام الخامس أو السادس من البعثة .. هي مصادر لا يمكن ان تصح .. بل مستحيل .. لأنها مصادر إما قصة مكذوبة على الله ورسوله وهي قصة الغرانيق العلا .. أو راوي متهم بالكذب من كثير من العلماء وتركوا حديثه وسيرته وكتبه ..!!

 

- ويظل توقيت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة النجم .. مجهول الوقت في النصوص الشرعية ..

 

2- ولكن عن رأي خاص بي أقول: أن أول سورة النجم من آياتها..  يشير لوقتها .. وهو أن أول آيات فيها تتكلم عن قصة المعراج .. فقد يكون وقت نزولها بين العام العاشر والحادي عشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة ..

- أو نزلت آياتهما المتعلقة بالإسراء والمعراج بعد حادثة الإسراء والمعراج وهي الآيات من رقم (1-18) من سورة النجم .. والله أعلم .

 

3- من يريد إثبات أن سورة النجم نزلت كاملة وقرأها النبي في العام الخامس من البعثة .. فليأت بدليل قطعي الثبوت وقطعي الدلالة على ما يزعم من أن سورة النجم كانت كاملة وقت أن نزلت .. في حين نحن لدينا دليل قطعي الثبوت وظني الدلالة (أقصد تفسيره) على أن آيات سورة النجم تشير لمعراج النبي .. والدليل هو الآيات من الآية الأولى من سورة النجم وحتى الآية رقم (18) من سورة النجم .. وإن اختلف العلماء على حقيقة هذا المعراج .. وسنذكره في فصل آت إن شاء الله .

 

- وبما سبق يكون ختام الكلام في الرد على من يزعم بأن سورة النجم نزلت في العام الخامس أو السادس من البعثة .. إذ لا دليل على هذا الكلام إلا بروايات مكذوبة على النبي وكلام من شخص متهم بالكذب .. وحديث صحيح مجهول فيه توقيت نزول سورة النجم ولا نعرف حتى إن كانت نزلت كاملة أم لا .. !!

 

- ولكن في البنود التالية اخي الحبيب .. أريد أن أكشف لك قناع الجهل التام لهؤلاء المشككين في المعراج بإنكار أن سورة النجم تكلمت عن معراج النبي .. وبغض النظر عما ذكرته سابقا وهو يكفيك .. إلا أن ما هو آتي فيه مزيد علم وبيان .. فتابع معي استكمال البنود التالية لمزيد من العلم .. والله ولي التوفيق. 

 

=====================

 

#- ثانيا: مناقشة بأسلوب آخر: القول بأن سورة النجم نزلت مرة واحدة كاملة في العام الخامس من البعثة .. وأنها نزلت أولا في الترتيب برقم (23) قبل سورة الإسراء التي نزلت في الترتيب برقم (50)..

 

@- قبل مناقشة هذه المسألة أريدك أن تعرف الآتي مما يقر به علماء المسلمين:

أ- مسألة ترتيب نزول السور على النبي .. أي معرفة ما هي السورة التي أنزلت أولا وثانيا وثالثا وهكذا .. هي مسألة اجتهادية في معرفة ما هي السورة التي أنزلت قبل الأخرى .. إلا ما صح بدليل فيه يقين قد اجتمع عليه أهل العلم ويكون من خلال معرفة سبب نزول معلوم مرتبط بحدث في السيرة معلوم وقته تحديدا.

 

ب- مسألة وقت نزول الآيات المتفرقة في داخل السور .. هي أيضا مسألة اجتهادية في تحديد توقيت زمن نزول الآيات .. يعني توقيت نزول بعض الآيات لا علم يقيني فيه على وجه التحديد متى كان توقيت نزولها .. إلا ما صح بدليل قد اجتمع عليه أهل العلم.. ويكون ذلك من خلال معرفة سبب النزول لهذه الآية.

 

- فإذا انتبهت إلى ما سبق .. فدعني أكمل لك جهل المشككين في المعراج .. حتى تزداد يقينا بجهلهم في الدين .. وأنهم يتكلمون في الدين دون تحقيق أو تحصيل علم وإنما يكتفون بما يزينه لهم الشيطان في نفوسهم.. فنقول لهم في البنود التالية .. ردا على ما ظنوه من نزول سورة النجم مرة واحدة في العام الخامس للبعثة  .. بالآتي:

 

1- ظنك بأن سورة النجم نزلت مرة واحدة كاملة .. فهذا ظن يحتاج إلى دليل قطعي الدلالة .. وهذا لن تجده .. !!

- ولكن إذا كنت منكر للعلماء الذين يثبتون قصة المعراج وتسخر منهم .. فلماذا تستدل بعلمهم ؟!!

 

2- كونك تظن أن سورة النجم نزلت قبل سورة الإسراء .. فهذا مجرد وهم لا دليل عليه .. وكلام بعض العلماء ليس حجة شرعية لتستدل به .. في حين أنت أصلا جاحد للعلماء .. !!

 

3- أما كونك تظن أن قصة الغرانيق العلا هي قصة حقيقية وحدثت فعلا .. فهل نفهم منك أنك تكذب القرآن أصلا وتتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه تلاعب به الشيطان ..!! أم كيف نفهم أشارتك لقصة الغرانيق العلا ؟!!

 

4- لا يوجد دليل واحد صحيح .. يقول بأن سورة النجم نزلت كاملة على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الخامس أو السادس من البعثة .. وإذا افترضنا حدوث نزل بعض آياتها من أول قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) النجم:19-20 .. فهذا ليس معناه أن سورة النجم نزلت كاملة من بدايتها .. بل قد يكون نزل من آياتها بعض منها .. وفي وقت آخر بعد المعراج قد اكتملت السورة كاملة .. 

- إذ أن سورة النجم منقسمة على حادثتين .. الأولى وهي المعراج السماوي النبوي .. والثانية وهي قصة محاجاة الكفار في أصنامهم التي هي اللات والعزى ومناة..

 

@- قال الإمام البيهقي رحمه الله (المتوفى: 458هـ) .. وهو يميل إلى أن آيات سورة النجم تدل على رؤية النبي لجبريل وليس لله في ليلة الإسراء .. فقال بعد كلام:

- وَيُحْتَمَلُ أن السورة (أي سورة النجم) .. نزلت في الوقت الذي هو مشهور عند اهل المغازي (أي في العام الخامس أو السادس للبعثة) .. غير هذه الآيات (أي غير آيات المعراج المذكورة في أول سورة النجم) .. ثم نزلت هذه الآيات في رؤيته (أي يقصد جبريل عليه السلام) إياه نزلة أخرى بعد الْمَسْرَى (أي بعد الإسراء) فألحقت بالسورة .. والله أعلم. (دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص370).

 

5- ليس بالضرورة أن تنزل سورة كاملة مرة واحدة .. بل قد ينزل بعضها في زمن وينزل بعضها في زمن آخر .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يقول هذه الآيات يتم وضعها مع الآيات الأخرى في سورة كذا .. فلا حرج أن ينزل منتصف سورة النجم إلى آخرها قبل بدايتها في العام السادس من البعثة .. ثم يكون نزل بعد ذلك آيات المعراج التي في بداية سورة النجم بعد المعراج في العام العاشر من البعثة .. ثم أخبر الوحي بعد ذلك ترتيب سورة النجم بأن جعل المعراج أولا وحادثة الغرانيق العلا ثانيا ..  

 

- إذن: على افتراض أن سورة النجم مكية .. ونزلت سنة ستة من البعثة النبوية .. فمن يستطيع أن يجزم بأنها نزلت كاملة متكاملة مرة واحدة ؟!! لا أحد يستطيع أن يجزم بذلك ..!!

 

@- قال المفكر الأديب محمد عزة دروزة الفلسطيني رحمه الله (المتوفى:1984) ..

-  وقد ذكر في مطلع تفسيره .. الذي فسر فيه القرآن بطريقة ترتيب نزول سور القرآن حسب اجتهاد بعض العلماء في ترتيب سورة القرآن .. إلا أنه تعقيبا على تفسيره للقرآن بمنهجية ترتيب نزول سور القرآن .. فقال رحمه الله:

 

- أن من الحق أن نقول: إنه ليس في الإمكان تعيين ترتيب صحيح لنزول السور القرآنية جميعها، كما أنه ليس هناك ترتيب يثبت بكماله على النقد أو يستند إلى أسانيد قوية ووثيقة. وزيادة على هذا فإن في القول بترتيب السور حسب نزولها شيئا من التجوّز. فهناك سور عديدة مكية ومدنية يبدو من مضامينها أن فصولها لم تنزل مرة واحدة أو متلاحقة، بل نزلت بعض فصولها أولا ثم نزلت بعض فصول سور أخرى، ثم نزلت بقية فصولها في فترات، وأن بعض فصول سور متقدمة في الترتيب قد نزلت بعد فصول سور متأخرة فيه أو بالعكس، وأن فصول هذه السور قد ألّفت بعد تمام نزول فصولها، وأن ترتيبها في النزول قد تأثر بفصلها أو فصولها الأولى، وأن بعض السور المتقدمة في الترتيب أولى أن تكون متأخرة أو بالعكس، أو بعض ما روي مدنيه من السور أولى أن يكون مكّيا أو بالعكس. (التفسير الحديث ج1 ص13).

 

@- فالظن أن سورة النجم نزلت كاملة مرة واحدة .. هو ظن بعيد عن الصواب لتحتج به على ما أنت ذهبت إليه من أن سورة النجم نزلت كاملة في العام الخامس للبعثة .. بل ويحتاج إلى دليل قطعي الدلالة والثبوت كما لا يخفى على ذي علم.

 

6- بل من المحتمل جدا .. نزول سورة النجم متفرقة لذكر كلا الحادثتين .. كحال عموم القرآن إذ يقول تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) الإسراء:106.

 

- فمثلا سورة هود هي سورة مكية: ما عدا الآيات (12-17-114) فهي مدنية.

- ومثلا سورة البقرة هي سورة مدنية: ما عدا الآية (281) فهي مكية.

- إذن ترتيب الآيات واكتمال السورة ليس بالضرورة أن يكون في وقت واحد .

 

#- علما بأنه لا يوجد نص نبوي يقول بذلك أن هذه السورة نزلت قبل كذا أو في سنة كذا .. فهذا كله اجتهاد علماء .. محتمل الصواب ومحتمل الخطأ .

 

7- ولكن الغريب والعجيب في منكري قصة المعراج .. نجدهم في أحاديث النبي عن المعراج يعترضون عليها وينكروها جحودا لها .. ولكن يصدقون ما هو قيل من كلام العلماء حول ترتيب نزول سور القرآن .. ويعتمدون كلامهم كحجة شرعية ؟!!

 

- بقى ده كلام عقلاء يا ناس ؟!! أم هو مجرد الإنتصار للرأي والمذهب والفكر الخاص بأي طريقة ؟!!

 

8- إذن: خلاصة ما سبق هو أن اعتراض المشكك في قصة المعراج .. بظنه أن سورة النجم نزلت كاملة في العام الخامس من البعثة وكأنه يقين لا ريب فيه .. فهذا كلام غير محقق علميا بل ظن منه مصحوب بجهل .. من أجل الإنتصار لما يهواه ويحلو له من جحود حادثة المعراج ..!!

- وبالتالي قد تكون سورة النجم نزلت مجزأة .. أو نزلت كاملة في العام العاشر من البعثة .. فلا داعي للقول بأن سورة النجم نزلت أولا بترتيب سابق على سورة الإسراء للدلالة على أن المعراج حدث قبل الإسراء وأن هذا خطأ .. لأن الخطأ هو ما أنت تقول به أيها المعترض .. !! 

====================

 

#- ثالثا: اجتهاد العلماء في ترتيب نزول سور القرآن هو ليس بوحي وإنما اجتهاد منهم وفيه اختلاف بين العلماء ..

 

1- حينما تجد على الإنترنت أو في بعض كتب أهل العلم ترتيب نزول للسور .. فاعلم أن هذا باعتبار اجتهاد بعض العلماء وظنهم في ذلك .. وإلا فيوجد سور كثيرة بعض آياتها نزل في مكة وبعضها نزل في المدينة .. فيضعون ترتيب السورة بناء على الغالب منها نزوله في مكة .. مع التنويه إلى أن بعض الآيات نزل بالمدينة في هذه السورة.

 

@- ولكن دعني أخبرك بأمر مهم يوضح لك المسألة:

- وهو أن سورة الإخلاص وهي سورة (قل هو الله أحد) . قد نزلت قبل سورة النجم مباشرة .. يعني يكتبون ترتيب نزولها في السور برقم (22) .. ونزول سورة النجم برقم (23) ..، أي سورة الإخلاص أولا وسورة النجم ورائها.

 

#- والآن قد تقول ما سبب ما ذكرته ؟

- السبب هو أنه لو افترضنا نزول سورة الإخلاص في المدينة .. ولما كانت سورة النجم قد نزلت بعدها في الترتيب .. فهذا معناه أن سورة النجم نزلت أيضا بالمدينة .. وبالتالي لا مشكلة في كون السورة قد جمعت حادثة الغرانيق العلا وقصة المعراج معا وكلاهما قد حدث بمكة .. أي تكون سورة النجم نزلت في وقت متأخر عن هذين الواقعتين .. هذا على افتراض من قال أن سورة الإخلاص نزلت بالمدينة ..

 

- ولكن الحق أنه لم يصح أي أثر مروي عن سبب نزول سورة الإخلاص .. سواء الأثر الذي يقول عن نزولها بمكة أو الأثر الذي يقول بنزولها في المدينة.

 

#- ولم أذكر ما سبق لأنتصر لرأي أو لفكر أو للإحتجاج بما ذكرته .. لا .. وإنما ذكرته لتفهم أن المسألة في ترتيب نزول السور لا اتفاق عليها .. ومن الممكن من خلال بحثي الصغير الذي ذكرته هنا .. أن أقول لك: محتمل نزول سورة النجم في المدينة لو افترضنا نزول سورة الإخلاص في المدينة أيضا .. !!

 

- لكن اطمئن .. فإن ما أحسبه وأظنه هو أن سورة الإخلاص نزلت بمكة .. لأنها إعلام بالتوحيد المطلق .. وهذا أنسب ببداية البعثة النبوية .. والله أعلم .

 

- وإنما ذكرت ما سبق حتى لا تظن أن اجتهاد بعض العلماء هو شيء متفق عليه .. لا .. فهذه مسألة تحتمل الصواب والخطأ .. لأن مسألة ترتيب نزول سور القرآن هي فقط مسألة ظنية اجتهادية .. لا أكثر ولا أقل ..

 

2- وكذلك ستجد خلاف في سبب نزول سورتي الفلق والناس .. فكثير من العلماء على أنهما نزلتا في مكة .. والبعض يقول أنهما نزلتا في المدينة لفك سحر النبي .. وهذا شيء مستحيل حدوثه إلا لو افترضنا تعدد نزول السور ...!! (وهذا ليس بحثا للكلام فيه هنا).

 

3- إذن: من العيب جدا أن تأتي ببعض اجتهادات للعلماء وتحتج بهذه الآراء وكأنها حجة شرعية لإسقاط حادثة المعراج .. وكأنها لم تحدث .. وأنت تعلم أن الرأي يبقى رأي وليس حجة شرعية .. !!

- أم أنت تنتقي ما يتوافق مع هواك .. ويخدم أغراضك في تشكيك المؤمنين في دينهم ؟!!

- ولا إيه حكايتك بالضبط أيها المنكر جحودا للمعراج ؟!!

 

====================

#- رابعا: ترتيب أحداث سورة النجم يدل على أن المعراج حدث أولا في حين قصة الغرانيق العلا حدثت ثانيا وهذا مخالف لأحاديث المعراج والتي بذلك يظهر منها أنها غير صحيحة ..

 

- قد ظن بعض المشككين في المعراج .. أن مخالفة ترتيب الأحداث في القرآن .. هو دليل على بطلان قصة المعراج وذلك بسبب ترتيب الأحداث في السورة .. إذ تم ذكر المعراج أولا على افتراض أنه في العام العاشر من البعثة .. ثم قصة الغرانيق العلا وهي في العام السادس أو الخامس من البعثة ..

 

1- هذا كلام باطل .. لأنه لا يوجد قصة غرانيق علا لأنها خرافة مكذوبة على النبي بل وعلى الله جل شأنه إذ جعلوا من الشيطان يتلاعب بالنبي الذي له الله حافظ ..

 

2- أما لو افترضنا أنك تقصد الجزء الثاني من سورة النجم وهو محاجاة النبي للكفار .. فمن الذي قال لك أن هذه القصة حدثت في العام الخامس للبعثة وقد سبق الكلام على ذلك ؟!!

 

3- وما المانع أن يقال .. بنزول سورة النجم كاملة في وقت بعد السنة العاشرة وحدوث المعراج السماوي .. ؟!!

 

#- خلاصة القول لكل ما سبق:

1- أنه لا يوجد دليل يقول .. بأن سورة النجم نزلت كاملة في العام الخامس من البعثة .. حتى يحق له الزعم قائلا بأنها نزلت قبلث سورة الإسراء .. أو قبل حادثة المعراج.

 

2- سورة النجم تدل من آياتها أنها تتعلق بالمعراج النبوي وهذا دليل قطعي الدلالة لا شك فيه .. وأنه يشير للمعراج .. أما من يزعم أنها نزلت في العام الخامس للبعثة فليأت بدليله القطعي الدلالة على نفي ذلك.. وإلا فالآيات ظاهرة على المعراج.

 

3- وإذا كانت الحجة في إثبات أن سورة النجم نزلت في العام الخامس من البعثة .. بدلالة قصة الغرانيق العلا .. فهنا نقول:

- بقى في مؤمن عاقل يصدق قصة الغرانيق العلا وأن النبي فعل ذلك ؟!!

- فإذا كان هذا حال النبي .. فما الفرق بينه وبين الكفار ؟!!

 

#- ملحوظة: من يريد التحقيق من أحاديث ومرويات قصة الغرانيق العلا .. فليقرأ ما كتبه الشيخ الألباني رحمه الله: في كتابه (نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق) .. فهي رسالة قصيرة ومفيدة وفيها تحقيق لكل المرويات لهذه القصة ..

 

4- ومن الغرائب في بعض كتب التفسير التراثية .. أن البعض ينقل قولا يقول أن ما جاء في سورة النجم إنما هو معراج منامي ..!!

- وهذا أجده كلام مخالف لما قال الله تعالى في الآيات .. ليه ؟

- إذ كيف يكون معراج منامي ويقول تعالى: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى) .. فهل يجادله الكفار على رؤيا منامية ؟!!

- بقى ده كلام يعقل يا ناس ؟!!

 

- ويقول تعالى: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) فهل البصر يأتي مع المنام ؟!!

- بقى بذمتك يا مؤمن دا كلام ؟!!

 

- ويقول تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. فهل الآيات الكبرى تكون في المنام ؟!!

- لا تعليق ..!!

 

- والله أعلم .

 *************************

 ..:: س190: كيف رأيت آيات سورة النجم تنسجم مع بعضها لو افترضنا نزولها في العام العاشر من البعثة بعد حدوث المعراج ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لي رؤية خاصة في هذه المسألة .. وإذا كنت ذكرت أني أظن بنزول سورة النجم في العام العاشر أو الحادي عشر من البعثة النبوية أي بعد المعراج .. وقد ذكرت لك أسباب ظني في ذلك .. فتعال معي أخي الحبيب وأذكر لك اجتهادي الخاص أو نظرتي الخاصة بسورة النجم .. وأقول لك:

 

#- مما جاء في قصة المعراج هو أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما عاد من المعراج .. أنه تكلم مع كفار قريش وأخبرهم بالحدث .. أي أخبرهم أنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد منه .. وكلمهم على شجرة الزقوم .. وهذا معناه أنه حدثهم أنه رأى مشاهد في السماء .. (وهذا الجزء من القصة سيأتي في الجزء الثالث من رسالة الإسراء والمعراج) إن شاء الله .

 

#- المهم هنا ركز معي ..

 

1- بدأت سورة النجم بآيات تشير إلى المعراج .. ثم إلى مجادلة مع الكفار في أصنامهم ..

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى .....) النجم:1-23 .

 

- ستجد أن سياق الآيات .. يتوافق مع قصة المعراج وما حدث بعد قصة المعراج .. إزاي ؟

 

- سنلاحظ : أن أول السورة يتكلم عن النجم والمشار به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نور الله إلى خلقه الذي أرسله إليهم .. ثم تطرقت السورة إلى المعراج السماوي .. فذكرت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام وهو من الآيات الكبرى التي رآها في السماء مع رؤيته لجنة المأوى وسدرة المنتهى وما رآه في عالم السموات عموما من البيت المعمور ورؤية الأنبياء والملائكة وما لا يعلمه إلا الله ..

 

2- ثم انتقلت السورة فجأة .. إلى محاجاة النبي مع الكفار وكلامه معهم وأقامة الحجة عليهم في أصنامهم هذه التي يفتخرون بها ويعبدونها .. وكأنه يرد على اتهامهم له في معراجه وانكارهم عليه .. فرد عليهم إنكارهم ورد عليهم .. بما ذكرته الآيات ..من أول (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ....) إلى آخر السورة.

 

3- وحينما وصل لآية السجود الأخيرة في سورة النجم .. فسجد لله رب العالمين .. وسجد المشركون لأصنامهم عنادا مع النبي في سجوده لربه .. وسجد الجن ممن آمن مع النبي .. وممكن كفر من الجن سجد مع الذين كفروا ..

 

@- إذن: هذه السورة بالنسبة لي هي تحقيق موثق للمعراج ولما بعد المعراج .. ولذلك ذكرت سابقا أن غالب ظني بأن هذه السورة أنزلت في العام العاشر أو الحادي عشر من البعثة النبوية.

 

- وما سبق هو محض اجتهاد مني .. فإن أصبت فهو من توفيق الله .. وإن أخطأت فحسبي أن اجتهدت وحاولت .. واستغفر الله من خطئي وما فيه غفلت .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .  

 

#- ولا تنسى أخي الحبيب .. أن سبب قول بعض العلماء أنها نزلت في العام الخامس من البعثة .. فإنما ذلك بسبب ما رآه من آثار في بعض كتب السيرة فظن منها أن السورة نزلت في العام الخامس للبعثة .. وهذا ما أراه غير صحيح ..

- وهذا هو ملخص بحثي في المسألة .. والله أعلم. 

 

@- وإذا تعرفنا في هذا الفصل على ما سبق .. من شبهات اعتراضية حول كون سورة النجم لا تتعلق بمعراج النبي .. فهذا أوان الشروع في بيان كلام علماء المسلمين حول تفسير الآيات الأولى من سورة النجم .. وعلاقة ذلك بالمعراج أو عدمه .. والله ولي التوفيق. 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .