بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة
#- فهرس:
:: الفصل الثاني والثمانون :: عن رحلة المعراج - الجزء
العشرون/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال
فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى)
وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::
1- س196: ما الذي أتفق واختلف
فيه مع الرأي الأول والثاني في تفسير آيات الرؤية الثانية من سورة النجم ؟(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى)
@-
رابعا: ما أراه في تفسير قوله تعالى: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)) ..
أ-
لماذا كثير من المفسرين يفسرون قوله (يرى) بمعنى
(رأى) ؟
ب-
لماذا قال تعالى (على ما يرى) ولم يقل (في ما يرى) ؟
ج-
ما الفرق بين المجادلة والمِراء ؟
د-
ما المقصود بالرؤية في قوله تعالى (أفتمارونه على
ما يرى) ؟
@-
خامسا: ما أراه في تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ
الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى).
أ-
هل يصح أن يكون قوله (ولقد رآه نزلة أخرى)
خاصة برؤية النبي لربه ؟
ب-
إذا كان النبي تفسيره لآية (ولقد رآه نزلة
أخرى) أنه رأى جبريل وله ستمائة جناح .. فلماذا خالف بن عباس وأبا ذر
الغفاري وقالا أن النبي رأى ربه ؟
ج- رأي آخر في تفسير قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى) ..
د-
لماذا رأى النبي جبريل على هيئته الملائكية وله ستمائة جناح عند سدرة
المنتهى ؟ و (بمعنى آخر) لماذا تحول جبريل لهيئته
الملائكية الأصلية الكاملة عند سدرة المنتهى وليس قبل ذلك ؟
هـ-
ماذا نفهم من إخبار الله للكفار أن النبي رأى جبريل فوق سبع سموات وذلك ردا
على مجادلتهم للنبي ؟
و- لماذا قال تعالى (نزلة أخرى) ولم يقل مرة أخرى ؟
*******************
:: الفصل الثاني والثمانون ::
*******************
..:: س196: ما الذي أتفق واختلف فيه مع
الرأي الأول والثاني في تفسير آيات الرؤية الثانية من سورة النجم ؟ ::..
(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى)
#- قلت
(خالد صاحب الرسالة):
- يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى
(6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ
الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ
وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم:1-18.
- واستكمل ما بدأته في الفصل السابق .. وذلك عن اختياري للآراء في تفسير
المرئي في الرؤيتين الموجدتين في أول آيات سورة النجم .. ولكن في هذا الفصل نتكلم
عن اختياري للرؤيا الثانية .. والله ولي التوفيق ..
=======================
#- رابعا: ما أراه في تفسير قوله تعالى:
(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)) ..
- معنى (أفتمارونه):
أي أتجادلونه فيما ينطق به من الحق الذي يراه
.
-
ما أميل إليه في تفسير هذه الآية .. أنها تتكلم عن رؤية النبي لما يكاشفه الله
لنبيه سماعا وبصرا وقلبا سواء في الأرض أو في السماء مما غاب إدراكه بالحواس عن
سائر الخلق .. ولعل المقصود فقط هو رؤية جبريل وربه.
-
فهذه الآية في ظاهرها تتكلم تعقيبا عما سبق .. ولكني أراها تتكلم عن حادثة منفردة أخرى قد
ذكرها الله للتأكيد على الحدث السابق أو الرؤيا السابقة من رؤية النبي لربه يقظة
من خلال جبريل عليه السلام أو مناما في احسن صورة (لو افترضنا ذلك) .. أو رؤيته
لجبريل عليه السلام (على افتراض رأي آخر) .. والمقصد أن الرؤيا الأولى في زمن
والثانية في زمن آخر ..
-
فالأولى كانت في زمن سابق قد حدثت ولم يذكر مجادلة الكفار في الرؤيا الأولى .. ولكن في الثانية هي التي ذكر فيها مجادلة
الكفار أي تشككهم للنبي فيما يراه بالله .. وهذا معناه أن الإعتراض كان بسبب
حادثة أكبر استفزتهم بقوة ولذلك جادلوه وهي الإسراء والمعراج السماوي.
@- ولنا هنا ملاحظات في هذه الآية ..
#- أولا: لماذا كثير من المفسرين يفسرون قوله (يرى) بمعنى (رأى) ؟
1- لأن الذي يفسر الفعل المضارع
بالمعنى الماضي فهذا لأنه ربط الرؤيا الأولى بالثانية على أن الرؤيا تتعلق بجبريل
.. والذي يفسر الرؤيا الأولى والثانية على أنهما لله .. فهو أيضا فسر (يرى)
بمعنى رأى .. وذلك لأن الله قال قبل قوله (أفتمارونه) فذكر هذه الآيات (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) فستلاحظ (دنا- فتدلى – فكان – فأوحى) فكلها أفعال تتكلم
بصيغة الماضي .. ولذلك المفسرين الذين ربطوا الرؤيتان ببعضهما سواء قالوا الرؤية
لجبريل أو لله .. قد ربطوا الرؤيتان ببعض .. فجعلوا آية (أفتمارونه على ما يرى) استنكارا على الرؤية السابقة
.. وبالتالي يكون قوله (يرى) بمعنى (رأى)
أيضا.
2-
وتبريرهم في ذكر لفظ (يرى) بدلا من (رأى) .. هو استحضار الماضي بلفظ الحاضر للدلالة على
شدة تمكين النبي من هذه الرؤية وكأنه يراها الآن وقت نزول آيات سورة النجم إليهم
.. حتى لا يظن احد أنه شيئا رآه في الماضي فنسي وأخطأ فيه .. ولذلك أتى بالمضارع
للدلالة على أنه لم ينسى شيئا ولم يخطيء فيه وكأنه يراه الآن.
@- قال الإمام شهاب الدين محمود بن عبد الله
الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ) :
-
وعبَّر بالمضارع: استحضارا للصورة الماضية لما فيها من
الغرابة.
-
وفي البحر: جيء بصيغة المضارع وإن كانت الرؤية قد مضت
إشارة إلى ما يمكن حدوثه بعد.
-
وقيل: المراد (أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما
يَرى) من الصور التي يظهر بها جبريل عليه السلام
بعد ما رآه قبل وحققه .. بحيث لا يشتبه عليه بأي صورة ظهر .. فالتعبير بالمضارع
على ظاهره. (تفسير روح المعاني ج14 ص49).
#-
وقول الألوسي (وفي البحر): أي جاء في تفسير البحر المحيط
لابن حيان الأندلسي.
-
وحقيقة لا أجد مبرر لتحويل لفظ المضارع بمعنى الماضي .. ونجعل من (يرى) بمعنى (رأى) .. لأنه لا مبرر
لذلك..، والذي قد أراه مناسبا فيما سبق من الأقوال التي ذكرها الألوسي هو القول
الأخير .. وهو رؤية جبريل عليه السلام بصورة مستمرة ومتكررة
وفي أي وقت .. لأن لفظ المصارع يدل على استمرارية الفعل .
3- وهناك رأي تفسيري آخر بسيط جدا
.. وهو تفسير معنى (يرى) يقصد بها ما يراه بعينه .. والمقصد
هو ما يراه بعينه في أي وقت سواء سابقا أو حاليا أو لاحقا .. إذ الماضي كان في
وقته رؤية النبي له هو حاضر والمستقبل في وقت رؤية النبي له هو حاضر أيضا ..
-
فيكون المعنى: أتجادلون النبي على ما يراه النبي بعينه ؟!!
#-
ومثال ما سبق حينما تعاتب شخص يتدخل في حياة آخر فتقول له: لماذا تحاسب فلان على ما يفعله
في بيته أو عمله أو حياته ؟
-
فلو لاحظت أنت أتيت بلفظ المضارع وقلت (تحاسب) .. فأتيت بصيغة المضارع هنا لأنها
تشمل كل أحوال حياة الشخص المعترض عليه .. لأن زمن المضارع هو زمن موجود فيه
ويتصرف ويتحكم فيه بحال حياته..
#- إذن: كلمة (يرى) ذكرها القرآن لمتشككين
والمجادلين في رؤية النبي .. ليثبت القرآن أن رؤية النبي كانت رؤية عينية تحقيقية
يقينية يراها في كل وقت يرى فيه شيء من الغيبيات التي لا ترونها أنتم .. والتي
منها جبريل عليه السلام .. والتي منها الرؤية القلبية بالحق.
-
فإذا كان لفظ (يرى) قد ذكره جل شأنه (حسب ما أظن)
ليشمل كل أزمان النبي التي يعيشها .. فذلك لينفي التهمة عنه عما يراه
على الدوام .. وكأنه يقول أن ما يراه هو حق على الدوام في كل زمن يعيشه صلى الله
عليه وسلم ..
-
وهذا من عجيب لفظ القرآن .. إذ بلفظ واحد نفى عن النبي تهمه رؤية الباطل
وأثبت له رؤية الحق.
4-
ومن جميل التفاسير التي وجدتها في تفسير (يرى) هو ما ذكره الإمام "سهل
التُّسْتَرِي" رحمه الله (المتوفى: 283هـ) .. إذ قال في قوله تعالى: (أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى) : منا وبنا .. وما يرى منا بنا
.. أفضل مما يراه به. (تفسير
التستري ص156).
-
وهذا التفسير هو إضافة بيان لمعنى الرؤية .. وهو معنى جميل جدا وبسيط جدا أيضا .. ويقصد
بقوله (منا وبنا) أي منا كرامة له وبواسطة تجلينا عليه فيرى بالحق ويكاشف ما يراه
بالحق .. إذ أن الله هو بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ..
-
ويكون معنى الآية هو: أتجادلونه على ما يراه بعينه بالله فيكاشفه
به كرامة منه عليه ؟!!
5-
يعني باختصار .. أتى الله بلفظ (يرى)
بدلا من (رأى) لتفيد تحقيق الرؤية
العينية حقا وصدقا في كل أزمنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم انتقاله لجوار
ربه ..
#- ثانيا: لماذا قال تعالى (على ما يرى) ولم يقل (في ما يرى) ؟
-
أتى لفظ (على) في جملة (أفتمارونه
على) .. وذلك لبيان أن الكفار أرادوا الإستعلاء على النبي في مجادلتهم له فيغلبوه
.. يعني أتى بلفظ (على) ليوضح لك أن مجادلة الكفار كان الغرض منها غلبة النبي
والاستعلاء عليه بأن حجتهم أقوى من حجته.
-
وهذا اللفظ (على) يظهر لك أنه كان يوجد ضغط شديد في ذلك الوقت
على النبي لمغالبته وإسقاط دعوته من خلال التشكيك فيما يراه ويحكيه للناس .
#- ثالثا: ما الفرق بين المجادلة والمِراء ؟
أ-
المجادلة هي لإظهار رأي فيه وجه من الصواب والحق لمن
يظن ذلك وذلك شيء محمود طالما فيه حجة وبيان لمن ينطق به ولا يتهم أحد ..
ب-
أما المِراء فهي مجادلة للتشكيك وإثارة الريبة فيما ينطق به الخصم
دون النظر لكون ما ينطق به هو حق ام لا .. فالغرض هو المِراء أي الجدل للتشكيك فيه
وإثارة الفتنة حوله .
#-
رابعا: ما المقصود
بالرؤية في قوله تعالى (أفتمارونه على ما يرى) ؟
#- وعن رأيي الخاص .. أن معنى (يرى) يشمل ما يراه بعينه وفؤاده يقظة
.. أي أتجادلونه فيما يراه بعينه وفؤاده من حال يقظة .. ومن ذلك رؤيته لجبريل
ولربه .. وما شاهده في اسراءه ومعراجه .. والله أعلم .
-
ولا مانع أن يقال بأن غالب المجادلة في شأن جبريل (لو جمعنا الآراء) .. وكأن الآية تقول:
أتجادلون فيما يراه النبي ويخبركم به وخاصة جبريل عليه السلام رسول الوحي .. والله
أعلم.
-
ولا تستغرب من رأيي السابق .. لأنك قد تقول: وإلى ما يشير حينئذ قوله (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) .. إذا كان لفظ (رَآهُ) تحتمل تحديد معين مقصود به الكلام ؟!!
-
قلت لك: تابع معي آية (وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى) في البند التالي مباشرة .. والله ولي التوفيق.
====================
#- خامسا: ما أراه في تفسير قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) ..
- ولي في
تفسير ما سبق عدة مسائل .. أذكرها لك .. فتدبر ..
#-
أولا: هل
يصح أن يكون قوله (ولقد رآه نزلة أخرى) خاصة برؤية النبي لربه ؟
أ-
الحقيقة أنه يصح على رأي من قال بذلك .. وهما الصحابيان عبد الله بن عباس وأبا ذر
الغفاري .. وشاركهم أنس بن مالك دون تفسير للآيات.
-
قال بن عباس: ({مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} النجم:11
..، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} النجم:13 ..، قَالَ: رَآهُ بِفُؤَادِهِ
مَرَّتَيْنِ) صحيح مسلم .. وذكره الدارقطني في رؤية الله.
-
قال أبا ذر الغفاري: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قَالَ: رَآهُ بِقَلْبِهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه بن خزيمة في التوحيد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح.
#-
إذن: بعض الصحابة الكبار ومنهم من حضر الإسراء والمعراج لأنه
من أوائل من أسلم وهو أبا ذر الغفاري وهو أيضا ممن روى حديث المعراج .. وكلاهما
قال أن النبي رأى ربه بقلبه.
-
ولعل هذه الرؤية قد حدثت عند غشيان النور العظيم عند سدرة المنتهى ..
ولذلك قال النبي لأبا ذر رأيت نورا أي بعينه لم يرى سوى نورا .. وقال مرة أخرى أبا
ذر أن النبي رأى ربه ولكن بقلبه .. فالمنفى رؤية العين والمثبت رؤية القلب .. وسبق
وشرحنا هذه الأمور تفصيليا في فصول سابقة .
ب-
ولكن كيف يكون تفسير الآية عندهم وكيف يتم تفسير النزول حينئذ ؟
- التفسير
يكون على أن النبي قد رأى ربه في نزلة أخرى قد نزلها الحق أي تجلى جل شأنه نزولا
.. ويقصد بذلك النزول هو نزول القرب وليس نزول الذات .. كما جاء في الحديث عن
النبي إذ قال: (يَنْزِلُ
رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى
ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن
يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له ؟) صحيح البخاري.
ج- يكون تفسير آية (وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى): أي ولقد رأى النبي ربه تحقيقا بقلبه من حالة يقظة في نزلة أخرى قد نزل
بها الحق وذلك عند سدرة المنتهى متجليا عليها فغشيها بنوره .. فتبدلت أوصاف
المكان ومن حوله كجبريل الذي تبدلت أوصافه لهيئته الملائكية .. ثم عرج الله بنبيه
في هذا النور إلى مستوى صريف الأقلام ثم لمقام الخصوصية وأوحى إليه ما أوحاه .
#- ثانيا: إذا كان النبي تفسيره لآية (ولقد رآه نزلة أخرى) أنه رأى جبريل وله ستمائة
جناح .. فلماذا خالف بن عباس وأبا ذر الغفاري وقالا أن النبي رأى ربه ؟
-
لم يخالف الصحابيان عبد الله بن عباس وأبا ذر الغفاري .. ما قاله النبي ونقله عنه الصحابيان عبد الله
بن مسعود والسيدة عائشة... إنما المسألة فقط حينما نظرت إليها فقد خطر على بالي
خاطر .. قد وجدت فيه توفيق بين الآراء .. وأحسبه توفيق جيد .. والله أعلم .. وإليك
تحقيق المسألة .. فأقول لك:
1-
أن الصحابة لم يختلفوا في شيء .. فلم يختلف الصحابي بن عباس وأبا ذر مع
الصحابي بن مسعود والسيدة عائشة ..
-
وهنا ستقول: كيف ذلك إذا كان المرئي لابد أن يكون إما الله وإما جبريل .. لأن الضمير في
لفظ (رآه) تحتمل فردا معينا ؟!!
-
قلت لك: ليس بالضرورة أن يتم حمل كلمة (رآه) على فردا معينا .. بل على ما سبق ذكره
في الآيات .. فيحتمل بذلك رؤية جبريل ورب النبي .. كما فسرناه الفصل السابق أن
الآيات بعضها يشير لجبريل عليه السلام وبعضها لرؤية الله مناما ..
-
وبالتالي يكون المعنى هكذا: أتجادلونه فيما يرى بقلبه أو بعينه ؟ بل نخبركم بما هو
أعلى من ذلك .. فإن ما رآه سابقا بقلبه وبعينه من عالم الغيب وهو في عالم الأرض ..
قد رآه تحقيقا وهو فوق سبع سموات عند سدرة المنتهى وقد غشيها ما غشيها .. فرأى
جبريل على صورته الحقيقية بستمائة جناح .. ورأى ربه بقلبه حين ترقيه في مراقي
النور الذي غشي سدرة المنتهى .. حتى وصل لمعراج صريف الأقلام ومنه لمقام الخصوصية
.. فأوحيت إلى عبدي ما أوحيت ..
2- وبهذا التصور التفسيري للآيات
الذي خطر ببالي .. يكون الصحابة كل فريق قد استمع لوجه في تفسير آية (لقد رآه نزلة أخرى)
من النبي .. لأن رؤية الله لا تقال بالعقل ولا تخطر على البال ..، ولذلك يكون سمع
بن عباس وأبا ذر الغفاري من النبي أنه رأى ربه بقلبه حينما غشي سدرة المنتهى بنوره
.. ويكون سمع الصحابي بن مسعود والسيدة عائشة رؤية النبي لجبريل بهيئته الملائكية
..
-
فكلا الفريقين سمع وجه من التفسير .. فأخبر به .. ولذلك لا يوجد رواية واحدة لا صحيحة ولا
ضعيفة فيها إنكار أو نفي من النبي لرؤية ربه ليلة المعراج .. وإنما الرؤية بالقلب
وليس بالعين ولا مانع بالعين ولكن لم تصح رواية عن أي صحابي قال بذلك حتى ما قيل
عن بن عباس في الرؤية بالعين فهي لم تصح الرواية عنه.
#-
عموما .. ما سبق هو مجرد اجتهاد مني في التوفيق الآثار والروايات ومع تفسير قوله
(لقد رآه نزلة أخرى).
-
والله أعلم.
3-
ودعني أوضح لك أمرا أخي الحبيب .. وهو أن الآية السابقة وهي قوله تعالى (أفتمارونه على ما يرى) .. هي آية مبهمة للمرئي ولم
تحدد هل هو من رآه بالأفق الأعلى أم هو الذي دنا فتدلى .. ؟!!
-
ولذلك من الواضح أن اعتراض الكفار .. كان على ما رآه النبي من عوالم الغيب الكبرى
.. بدلالة ختام الرؤية بقوله تعالى (لقد رأى من آيات ربه
الكبرى) .. فهي لم تكن آية واحدة .. بل آيات بديعة من عظيم قدرة الله في
كونه وأعلاها على الإطلاق.
#- ثالثا: رأي
آخر في تفسير قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى) ..
-
رأي عليه كثير من العلماء يقول: أن الصحيح هو رؤية جبريل عليه السلام .. لوجود حديث في
ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ... كما في الحديث التالي:
-
جاء (حديث حسن) .. عَنْ زِرٍّ "بن
حبيش"، عَنْ عَبْدِ اللهِ "بن مسعود": (فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] .. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .. عَلَيْهِ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، يَنْفُضُ (أي يتساقط) مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ (أي عجائب الجواهر الملونة التي
تصيب بحيرة ودهشة وتعجب لشدة جمالها ومن ذلك): الدُّرُّ (أي اللؤلوء) وَالْيَاقُوتُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن من أجل عاصم بن
بهدلة، وبقية رجاله ثقات..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وكذلك رواه الشاشي في مسنده
برقم 662 بسند صحيح .. وجاء في آخرها لفظ: (يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ) .. ورواه ابن خزيمة في التوحيد بسند صحيح وجاء
في آخرها بلفظ: (تَنْهَالُ مِنْهَا تَهَاوِيلُ الدُّرِّ
وَالْيَاقُوتِ) .
#-
وإذا كانت آية (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) تتكلم عن جبريل .. فيكون معنى الآية - والله
أعلم- هو:
-
إذا كان حالكم أيها الكفار هو المجادلة بالباطل فيما يراه النبي بالله .. وخاصة جبريل عليه السلام رسول الوحي ..
فاعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى جبريل عليه السلام بهيئته الملائكية
في مكان آخر مرة أخرى فوق سبع سموات عند سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى.
2-
وهنا مسألتان لا أظن أحد قد تكلم فيهما .. والله أعلم .. ولكن أظن أن هذه المسائل تزيد
جمال في تفسير الآيات وتوضيحها .. وهما مسألتين خطرتا ببالي وأرجو أن أكون وفقت في
إجابتهما .. وأبدأ بأولهما:
#-
رابعا: لماذا
رأى النبي جبريل على هيئته الملائكية وله ستمائة جناح عند سدرة المنتهى ؟ و (بمعنى آخر) لماذا تحول
جبريل لهيئته الملائكية الأصلية الكاملة عند سدرة المنتهى وليس قبل ذلك ؟
#-
قبل أن أجيبك على هذا السؤال .. أريدك أن تتذكر معي الحديث التالي:
- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (...... ثُمَّ
رُفِعَتْ لِي (أي رأيت) سِدْرَةُ المُنْتَهَى (أي
فذهبت إليها) فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورًا عَظِيمًا) رواه
الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
@-
انتبه لجملة (نورا عظيما) .. والآن أجيبك على السؤال:
- سبب تحول جبريل لهيئته الملائكية الحقيقية
بكونه له ستمائة جناح عند سدرة المنتهى .. وذلك بسبب تجلي الحق جل شانه بالنور العظيم
الذي غشي هذا المكان .. إذ ان من يصيبه من نور الله تنكشف حقيقته وجوبا وتتحول
صورته لأصل ما هو عليه .. لأنه في مقام الحق وتنكشف الحقائق بيقين تام أمام نور
الله ..
- فأبصر جمال ما قلته لك فإنه نفيس.
#- علما بأن المرة الأولى التي رأى فيها النبي جبريل في الأرض .. لم يكن بستمائة جناح وإنما بهيئة ملائكية لم
يُذكر لنا وصفها إلا بكونه ناشرا جناحين من أجنحته وذلك في حديث فيه ضعف .. بخلاف
الرواية التي قالت أن جبريل كان جالسا على كرسي بين السماء والأرض ولم يأت فيها
توصيف هيئة جبريل عليه السلام ولعلها هي المرة التي كان فيها ناشرا جناحين وإن كنت
لا أظن ذلك ..
- وحتى على افتراض أن النبي رأى جبريل ببعض أجنحته
على الأرض ولكن من حيث كونه إثبات أنه ملاك .. ولم يظهر بأجنحته الستمائة التي رآها
النبي في منطقة السدرة .. ولم يكن معلقا على أجنحته الجواهر والحلية الكاملة له كالتي
رآها عليه عند سدرة المنتهى .. فتأمل وأبصر.
- والله أعلم .
-
ولذلك حينما نأتي لقوله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) .. سنفهم أن من جملة هذه الآيات التي رآها
النبي .. هو رؤية النبي لحقيقته حينما تجلى الله عليه بالنور العظيم الذي تنكشف
فيه الحقائق فأدرك من حقيقته عند ربه ما أدرك منها .. وكفى إدراكا منها أنه صاحب
مقام الخصوصية منفردا فأوحى إليه ربه ما أوحى ..
#-
خامسا: ماذا
نفهم من إخبار الله للكفار أن النبي رأى جبريل فوق سبع سموات وذلك ردا على
مجادلتهم للنبي ؟
- حينما نقرأ كلام الله في آيات سورة النجم قد نسأل فنقول: ما المقصد من معرفة الكفار بأن النبي رأى
جبريل في السموات .. إذا كان هم أصلا كافرين برؤيته على الأرض .. فما فائدة رؤية
النبي لجبريل فوق سبع سموات ؟!!
- أجيبك فأقول لك: أراد سبحانه أن يظهر لهم أن
المسألة أكبر مما يمارون النبي فيه .. أي أكبر من كونها رؤيا قلبية أو عينية بطبيعة بشرية
كعلم يقين أو عين يقين .. لا .. المسألة ارتقت لمستوى أكبر مما تحتمله عقولكم ..
إذ اكسبته من سمعي وبصري ما أكسبته حتى ارتقيت به إلى فوق سبع سموات لمستوى حق
اليقين .. إذ تكون المكاشفة فيها بالأمور على حقيقتها وتكون مصحوبة بالإدراك الحسي
المادي ..
-
فكأن الحق أراد أن يصيبهم بإحباط .. فيه تعجيزا لهم عن مماراته فيه .. لأن النبي لو كان يرى بقلبه أو بعينه وهو على
الأرض فهذا شيء قد يجادلوه فيه ويعترضون عليه .. حتى نسبوا ذلك للجن والشيطان ..،
ولكن ماذا عن عالم السموات كيف ينسبون ذلك لعالم الشيطان والجن وهو لا حدود لهم
هناك ؟ بل وكيف يجادلون النبي في ذلك ولا علم لهم بذلك ولا في ذلك خبر لهم عن
آلهتهم التي يعبدونها أنها أخبرتهم بشيء عن ذلك ؟
#-
إذن: مما سبق يتضح الغرض من إخبار الكفار برؤية النبي لجبريل في السموات .. وهذا
العرض – حسب ظني واجتهادي- هو:
-
إذا كان رب النبي وهو الله .. قد حقق نبيه من المكاشفات الغيبية بسمعيات
ومرئيات بصرية فوق سبع سموات لا علم لكم بها .. فأخبرونا عن آلهتكم اللات
والعُزى ومناة الثالثة الأخرى التي تعبدونهم من دون الله رب النبي .. فماذا
يستطيعون أن يفعلوا لكم .. أيستطيعون أن يرتقوا بكم إلى فوق سبع سموات ويخبرونكم
ما فيها ..؟!! فإن كان لهم ذلك فأتوا بالبيان والبرهان على ذلك ؟!!
-
والله أعلم.
#-
سادسا: لماذا قال تعالى (نزلة أخرى) ولم يقل مرة أخرى ؟
-
قال الإمام الطاهر بن
عاشور رحمه الله (المتوفى
: 1393هـ):
-
و (نَزْلَةً) فَعْلَةً من النزول .. فهو مصدر دال على المرة: أي في
مكان آخر من النزول الذي هو الحلول في المكان ..، ووصفها ب أخرى بالنسبة لما في
قوله: (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) النجم:8 ..، فإن التدلي نزول
بالمكان الذي بلغ إليه. (التحرير
والتنوير ج27 ص100).
- قال الإمام
محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى:1431 هـ):
-
ولم يقل "مرة" بدل "نزلة": ليفيد أن الرؤية في هذه المرة،
كانت بنزول ودنو، كالرؤية في المرة الأولى. (التفسير
الوسيط لطنطاوي ج14 ص64).
@-
قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما ذكره بعض
العلماء سابقا:
-
ما قاله العلماء فهذا باعتبار تفسيرهم للدنو والتدلي على أنه لجبريل عليه السلام .. وهو تفسير صحيح على رأيهم وما
ذهبوا إليه .. لأن هذا أحد رأيي التفسير كما سبق وشرحنا ذلك.
#- لكن لي تعقيبا على ما قاله السادة العلماء:
أ-
لو كان المراد هو مرة أخرى .. لكان قال الله تبارك وتعالى "لقد رآه مرة أخرى" .. ثم يقال لماذا ينزل جبريل عند
سدرة المنتهى من جهة علو إذا كان كلاهما في أعلى جهة علو في الخلق عند سدرة
المنتهى ؟!! وإذا كان الغرض في رؤية جبريل طائرا والنبي على الأرض هو طمأنة النبي
على أنه ملاك عظيم الشأن .. فما الغرض من رؤيته في السماء في نزوله من جهة علو إلى
النبي ؟!!
ب-
أما عن قولهم بان لفظ (الأخرى) يشير إلى آية الدنو والتدلي .. فهنا نقول لماذا لم يقل الله "ولقد تدلى عليه مرة أخرى"
؟!! إذ بذلك تكون المسألة اتضحت .. وكان الرد أنسب وأقوى لما في ذلك من مطابقة
الواقعتين ؟!!
ج-
ولفظ (الأخرى) .. لا دلالة فيها لآية (الدنو والتدلي) إلا محض الظن لمن يفسر على أن الآيات كلها تتكلم عن
جبريل .. ولكن لفظ (الأخرى) يدل على رؤية جبريل
بهيئة ملائكية مرة أخرى .. ويرتبط
تفسيرها بأصحاب كل رأي تفسيري .. فعند من يقول
بأن النبي رأى ربه في النزلة الأخرى .. فيكون كلمة (الأخرى) مرتبطة بالدنو والتدلي لأن الرأي التفسيري
عندهم يميل إلى أن الدنو والتدلي خاص بين النبي وربه ..، وممكن أن تكون مرتبطة
بقوله (فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى) أي
رأى جبريل مرة أخرى مثلما رآه المرة الأولى حينما استوى وهو بالأفق الأعلى ..
د-
ولكن أجد إشارة "وليس تفسير" في قوله تعالى (رآه نزلة أخرى) .. إذ أن لفظ نزلة يقابله عرجة .. ولعل الله جل شأنه عبر عن المرة بالنزلة
.. لنعلم أن وراء ذلك عروج لم ينتهي عند مستوى السدرة ... وهو ما عرجه النبي إلى
مستوى صريف الأقلام مع غشيان النور العظيم على سدرة المنتهى ثم الوصول لمقام
الخصوصية .. والله أعلم .
#- خلاصة القول فيما سبق:
1-
محتمل: أن يكون النبي رأى ربه .. في نزلة نزل بها الحق عليه
متجليا عند سدرة المنتهى ..
-
ومحتمل: أن يكون رأى جبريل ..
-
ومحتمل: عندي أن يكون لفظ (رآه) أي ما حكاه النبي للكفار وجادلوه
فيه سواء كان رؤيته لجبريل أو لربه عند سدرة المنتهى .. وهذا ما أرجحه .. والله
أعلم .
2-
وهذه الرؤية: كانت عن حضور جسدي للنبي فوق سبع سموات وفي حال يقظة تامة .. ويرى بعينه
رؤية يقين ..
3-
أميل في التفسير إلى أن مجادلة الكفار كانت للنبي على كل ما يراه سواء بعينه أو
بقلبه من حال اليقظة .. وأن مفهوم الرؤية في النزلة الأخرى هو ما كان
يحكيه النبي من مما رآه في عالم الأرض وهو رؤيته لجبريل ولربه .. إلا أنه رأى
جبريل بعد أن تجلى الله بنوره عند سدرة المنتهى فتحولت صورة جبريل لهيئته الأصلية
التي خلقه الله عليها .. ثم جذبه الله في ذلك النور إلى مستوى صريف الأقلام ومنه
لمقام الخصوصية وهناك رآه بقلبه .. وأوحى إليه ما أوحى ..
4-
إذا هناك اختلاف بين الصحابة في تفسير آية (ولقد رآه نزلة
أخرى) .. فهذا باعتبار اجتهاد الجميع ..
-
أما عن مسألة رفع الأحاديث للنبي من روايات بن مسعود والسيدة عائشة .. فهذه روايات فيها كلام يسهل الإعتراض عليه
.. إذ أن الحديث المرفوع لابن مسعود يمكن الطعن عليه لوجود (عاصم بن بهدلة) في
سنده والبعض رفض حديثه بالرغم من كونه سيد من سادات قرآءات القرآن إلا أنه ضعيف في
الحديث ولكن البعض قبل حديثه وحسنه .. فضلا عن اضطراب الحديث مرة مرفوعا ومرة
موقوفا وسبق وناقشنا هذه المسألة في الفصل الثامن والسبعون من هذه الرسالة تحت
عنوان: (س191: ما هي آراء الصحابة التفسيرية لبعض آيات سورة النجم عند قوله تعالى
(ثم دنا فتدلى) وقوله (ما كذب الفؤاد ما رأى) وقوله (ولقد رآه نزلة اخرى) ؟) تحت
بند : (ثالثا: ما جاء عن الصحابي عبد الله بن
مسعود.).
#-
أما عن رواية السيدة عائشة فقد سبق الكلام عليها وأن البخاري رواها موقوفة على
قولها بدون رفع للنبي .. وتكلمنا عن ذلك سابقا .. فضلا عن وجود قصة يستحيل تصديقها
في حق السيدة عائشة وأنها اتهمت صحابيان بالكذب على الله .. ولذلك فالأسلم وقف ما
تم روايته عن السيدة عائشة ..
-
وعموما مثل هذه الأحاديث لا تقبل في العقائد الغيبية بمحمل اليقين وإنما الظن..، كما أننا لم
نتكلم عن أن النبي قال أنه رأى نورا عظيما كما في حديث أنس بن مالك والذي ذكرناه
منذ قليل في هذا الفصل وقد رواه الترمذي.
@-
وإنما ذكرت فقط أخي الحبيب ما سبق حتى لا تظن خطأ في بن عباس وأبا ذر .. وحتى تعلم حينما تجد في كتاب أو تسمع من يطعن
بوقاحة وسخرية واستهزاء وتحقير لمن يأخذ برأي بن عباس وأبا ذر الغفاري .. فاعلم
أنه متعصب جاهل يخوض في عرض المؤمنين بتحقيرهم للعلو برأيه عليهم وكأنه يوحى إليه
بالتفسير .. فمثل هؤلاء ألقي بكلامه في صندق المهملات ولا يستحق أن تقرأ له أو
تسمعه .. لأنه لو كان أمينا في تحقيق العلم لكان قال ما يميل إليه مع تفويض التفسير
لله بقوله الله أعلم دون قلة أدب ولسان قبيح .. ولذلك تجد في كلام العلماء السلف
يذكرون الآراء ويتركون العلم لله ويتكلمون بلسان مليح .. وذلك دون تعصب كما يفعل
بعض أهل زماننا ممن أعماهم التعصب وحب الإنتصار للمذهب والإعجاب بالرأي وكأن الله
يوحي بالتفسير إليه هو وقبيلة ممن يستقوى بهم على تحقير من يخالفهم .. والموعد
الله ..
5-
- معنى سدرة المنتهى .. ستجد تفصيل ذلك في الفصل الثالث والأربعون من
هذه الرسالة تحت عنوان (س107: ما هي المشاهد الصحيحة التي رآها النبي ليلة المعراج
بعد السماء السابعة ؟) عند البند (معنى سدرة المنتهى).
6-
جنة المأوى .. قيل هي جنة مأوى المؤمنين في الآخرة وهذا ما
عليه غالب العلماء ويستدلون بذلك على وجود الجنة الآن وأنها مخلوقة وموجودة الآن
..، وقيل هي مأوى أرواح المؤمنين الشهداء فهي مثل جنة مؤقتة مهيأة لهم تكريما
لتضحيتهم .. والرأي الأول هو ما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أنها جنة الخُلد..
وسبق الكلام على هذه المسألة في الفصل الثامن و الأربعون من هذه الرسالة وما قبله
وما بعده .. فارجع إليها لو أحببت.
- هذا والله أعلم
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
ردحذفوبارك فيك ونفعنا بك على الدوام
وزادك من فضله .. آمين يارب العالمين
جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد..
ردحذفربنا يبارك في عمرك يارب ويعطيك الصحة والعافية والسعادة والستر وراحة البال ..
وربي يزيدك نور ويزيدك قربا ووصلا بالله وبالرسول ..
ويبعد عنك كل شر وكل سوء ويحقق لك كل ما تريد بحق أنه قدير يارب العالمين ..
وجمعة مباركة على حضرتك بكل الخير والفرح والسرور وعلى أهل بيتك آجمعين اللهم آمين يارب العالمين.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .
مما راق لي من المقال 🥳 💫
ردحذف#- سبب تحول جبريل لهيئته الملائكية الحقيقية بكونه له ستمائة جناح عند سدرة المنتهى ..👇
✨✨ وذلك بسبب تجلي الحق جل شانه بالنور العظيم الذي غشي هذا المكان ..
إذ أن من يصيبه من نور الله تنكشف حقيقته وجوبا وتتحول صورته لأصل ما هو عليه ..
لأنه في مقام الحق وتنكشف الحقائق بيقين تام أمام نور الله .. ✨✨
فأبصر جمال ما قلته لك فإنه نفيس.👏👏👏
قيل لبلال رضي الله عنه بعد أن سطع نجم الإسلام في سماء العالم :
ردحذفكيف كنت تصبر على تعذيب أمية بن خلف لك ؟
فقال : كنت أخلط حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فأصبر!
الإيمان مركب عجيب إذا تملك من القلب قلب حال الناس وإن صبر بلال فليس في الأمر عجبا كثيرا لأن بلال رجل ، والرجال أكثر صلابة في البنية الجسدية من النساء وهو قبل هذا كان عبدا وقد اعتاد العمل والمشقة..
ولكن العجب أن تصبر إمراة فرعون وهي إمراة منعمة إعتادت على العز والدلال على كل هذا العذاب..
وضعها فرعون على لوح من خشب
ودق الأوتاد في يديها ورجليها ..
فكانت كالجبل لا يئن عندما تقطع الفؤوس الصخر من خاصرته!
وكالأشجار العملاقة لا تبكي عندما تمخرها المناشير!
جسد رقيق يعذب في الأرض ..
وروح صلبة تحلق في السماء ..
وقبل أن تسلم الروح تبتسم ، كما يقول ابن كثير في تفسيره فيجن فرعون ويقول : أما زالت تبتسم ؟
لم يكن يعلم أن الله أراها البيت الذي سألته إياه في الجنة!
(إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
فكشف لها عن بيتها في الجنة !
حببتي يا اسراء
حذفالجسم مجرد وعاء للروح
قد يمرض الجسد ،قد يتألم، ..... لكن ذلك لا يقيد الروح أبدا
ليس عذاب عذاب الجسد إنما العذاب عذاب الروح
البعد عن الله سجن،الذنوب سجن ،.....
الحب حرية الروح إن أحبت مولاها هامت في هواه فلا تلتفت لسواه
أحد أحد
يعلم المحب ويرى اليد التي تؤدبه يعلم انها يد محب غيور إما ليؤدبه او ليقربه
زي ما بتقولو في مصر
ضرب الحبيب زي أكل الزبيب
اطمني ههههه
أحد أحد أحد أحد
اضحكي و اطمني
ههههههه الله يضحك عمرك ياحسناء 😘
حذفأنتي تقولي أحد أحد وأنا اقولك صمد صمد 😅
الحمد لله على كل حال حبيبتي كله خير ❤️..
وكل شئ من الله حلو وجميل ❤️ ..
ربي يسعد قلبك ويشفي ألمك ويزيل وجعك ويزيدك قربا وحبا لله ورسوله الحبيب ويجعلك دائما من المحبين المحبوبين المقربين..
وربنا يرضى عنك ويراضيكي يارب يارب يارب بحق أنه قدير يارب العالمين..
وربنا ما يحرمني منك أبدا ولا من حنانك ياعطري الجميل.🌹💌🌹
جزاك الله كل استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وجعل كل حرف كتبته نورا لك ووصلا وسرورا
ردحذف------------
🌹- سبب تحول جبريل لهيئته الملائكية الحقيقية بكونه له ستمائة جناح عند سدرة المنتهى .. وذلك بسبب تجلي الحق جل شانه بالنور العظيم الذي غشي هذا المكان .. إذ ان من يصيبه من نور الله تنكشف حقيقته وجوبا وتتحول صورته لأصل ما هو عليه .. لأنه في مقام الحق وتنكشف الحقائق بيقين تام أمام نور الله ..
🌹- حينما نأتي لقوله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) .. سنفهم أن من جملة هذه الآيات التي رآها النبي .. هو رؤية النبي لحقيقته حينما تجلى الله عليه بالنور العظيم الذي تنكشف فيه الحقائق فأدرك من حقيقته عند ربه ما أدرك منها .. وكفى إدراكا منها أنه صاحب مقام الخصوصية منفردا فأوحى إليه ربه ما أوحى
🌹-إذا كان رب النبي وهو الله .. قد حقق نبيه من المكاشفات الغيبية بسمعيات ومرئيات بصرية فوق سبع سموات لا علم لكم بها .. فأخبرونا عن آلهتكم اللات والعوة ومناة الثالثة الأخرى التي تعبدونهم من دون الله رب النبي
أ/خالد أبوعوف
رسالة لقلبك❤:
ردحذف(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)
ياصاحبي هون على قلبك
ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك
هو ليس غيره ،هو الذي أضحكك هو الذي أبكاك ، هو ،هو ليس غيره
هو الله هو الملك هو المدبر
لا تنظر لما نزل عليك بل أنظر لمن أنزل عليك
قدرك مكتوب ،إن رضيت نلت الرضا
وإن سخطت نلت السخط
فأختر ما ينجيك
بقدر رضاك يكون هداك
بقدر صبرك يكون مددك
سرك في قلبك وما تبصر
عدل بوصلة قلبك لربك تبصر هداك
افهم عن مولاك
يبتليك ليطهرك ويرقيك ويقربك ويعليك
الطبيب يعطي دواء المر من أجل الشفاء
تذكر
(هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)
الله فاعل وقدره نافذ فكن عبدا ساجد
وتذكر الله يحبك فقط قل يارب
يارب بها تنجو بها تصبر بها ترضى
يارب حبل نجاة من كل هلاك
عطر الجنة 🕊
في شدة مرضه قال: "رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
ردحذففي شدة ظلمته ووحدته قال: "لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"
في شدة حاجته وفقره قال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"
فقد تكون في تمام ألمك وحزنك ووجعك ولا تستطيع أن تطلب مباشرة من الله وتسمي حاجتك..
فما قال أيوب اشفني، وما قال يونس أخرجني، وما قال موسى أغنني وزوجني، بل مناجاة دون طلب.
وهو سبحانه عليم حكيم؛ استجاب بكرمه وحكمته.
ف أبشر بالخير وما تمنى قلبك..
ف ربك يعلم ويستجيب.
لماذا غابت أم يوسف عليه السلام عن قصته في القرآن📖
ردحذفلماذا لم يأتي ذكر أم سيدنا يوسف في سياق أحداث السورة ولا مرة ،
إلا في قوله: " ورفع أبويه على العرش " ؟؟!! وسجودها له في الرؤيا...
🔸وفي غير هذين الموضعين لا نجد لها أي ذكر ،مع أن المفروض حزنها أضعاف حزن يعقوب الذي أبيضت عيناه وفقد بصره من شدة الحزن ...
🔹الإجابة ببساطة أن أم سيدنا يوسف ماتت وهي تلد أخوه الصغير بنيامين، وبالتالي الأم التي رأها يوسف في الرؤيا هي زوجة أبيه التي ربته وأم أخوته الذين تآمروا عليه...
🔸لذلك طول الأحداث كان التركيز على يعقوب لأن مهما كانت زوجة الأب متعاطفة مع يوسف لكن قلبها يحنو أيضاً على أبناءها ولن يقارن حزنها بحزن يعقوب .
🔹هنا تجد الروعة والبلاغة والدقة القرآنية المدهشة..
📖في قوله (ورفع أبويه على العرش)
ولم يقل (ورفع والديه على العرش) ....
🔹لأن كلمة والديه ستعني أمه المباشرة من النسب،
🔸أما أبويه فتعني الأب والأم و لكن أمه التي ربته أو زوجة أبيه ،وليست بالضرورة أمه المباشرة .
🔹...كما أن إستخدام كلمة الأبوين تشير إلى الأب والأم مع تغليب جانب الأب...
🔸أما كلمة الوالدين فتشير إلى الأب والأم أيضاً لكن مع تغليب جانب الأم ، لأن الولادة صفة الأنثى...
🔹من هنا نفهم لماذا قال تعالى "وبالوالدين إحسانا "
🔸ولم يقل وبالأبوين إحسانا..
لتزكية الأم على الأب في الرعاية والإحسان والبر ...
ما أروع وأصدق بلاغة القرآن الكريم..📖
أول جملة غزل موثقة في التاريخ البشري قالها الملك "رمسيس الثاني" لزوجته نفرتاري:
ردحذف"هي التي تشرق الشمس لأجلها"
مازالت هذه الجملة محفورة في معبد ابو سمبل بمصر، واكتشفوا مؤخراً إنه متزوج عليها 54 مرة!😂
جزاكم الله خيرا استاذنا ونفعنا بكم وزاد الله نوركم
ردحذفاللهم ارزقنا الفهم وعلمنا الأدب وثبتنا على الصراط المستقيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
فتح الله عليكم سيّدنا الحبيب خالد مكانا وزمانا، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين
ردحذفيا رياح العاشقين هبّي علينا ولا تنسينا،
يا رياح العاشقين أنت النّجاة وأنت السّفينة،
خطبتُ الحضرة فقالت، لا تدخلنّ إلّا بأحمدينا
فسألت أحمد الوصال وليس لي إلّا ذلك العهد القديما
يا أحمد الرّوح جئتك وفي قلبي عشقُ آمنة الأمينة،
جئتك وفي قلبي حب لخديجة الضّمينة،
وفي قلبي حزن أكتمه ولم أبلّغه إلا لمسبّع أحمر هرم المدينة، لعينه الوسطى ترياق السّكينة، لصاحب تلك الدّائرة الخضراء العظيمة،
ضممته يا سيّدي ضمّة حبّ نبّهتني يا سيّدي بافلاسي، بفساد جلّاسي، بقلّة أنفاسي، بنار قدّاسي، بلهيب احساسي،
فهل بعد هذا يا سيّدي تراك تتركني لمصيري وشيطاني ووسواسي؟
يا أحمد بخور قلبي بثثته لسكّان تلك القرى الهجيرة، المنهوبة إرثا وعلما فلم تُبقي لهم يد الغدر حصيرة،
يا أحمدُ يا سيّد الملا، يا سيّد العلى، يا نبراس السّماء،
دعوتك بقدرك العالي وحجبت تعيين نفسي لجريرة ابتذالي،
يا من قدره سيّد المرسلين، وزكت نفسه فأخرجت أعطر الرواحين،
يعوذ بك أكبر المذنبين،
يا سيّد السّعداء، يا إمام الأنبياء، يا من لم يلحن قط في أحرف الهجاء،
يعوذ بك من له غاية إلى السّماء، من يروم أن تنتشله يد سيّد الأصفياء
يا من هو في قدس حضرة البهاء والسناء، مستعيذك يطلب العطاء،
يا من لا تدنّسه ذنوبي، وقد لا تخفى عليه عيوبي،
اسقي مني تلكم البذور عسى أن تكتب لنا حسن خاتمة الأمور
دعوتك من بطن حوت يخفيني فهو لك يبديني
يا سيّد العُلى أتُراك تتركني؟ وفي قلبي شوك أنفاسي
أتراك يا سيّدي لا تدخلني مقصورة حجبت على أغلب النّاس
أتراك يا سيّدي تتركني آلم بحرقة وسواسي فيشمت فيّ جلّاسي
يا أحمد بحقّ سكّان سدرة العرش الملئ الأعلى المبين، بحق من طوافهم نظر وأنس بصدق ويقين،
بحق من لم يضئ قنديله، بحق من لم يشفع فيه عويله، بحق خادم قد يهلكه تقصيره،
كنت أنت الوسيلة، كن أنت الدّليل، كنت أنت السّبيل،
فمالي يا أبي من بعدك حيلة، واسعف مريضا واستأذن لي مقصورة الرّحمان لتعجّل تعجيلا،
وكن في هذا وذاك وغير ذاك يا محمّد أنت الضمان والدّليل،
قالت سيدة عجوز ﻷحفادها يوماً ما :
ردحذف"أنا لم أركب قطارا طوال حياتي"
وعبرت لهم عن رغبتها في ذلك.
فقاموا علي الفور بشراء تذكرة لها كي تركب قطارا متجهاً لمدينة قريبة كي تزور صديقة لها.
استقلت السيدة العجوز القطار وجلست على أحد المقاعد ، وسريعا ما لاحظت أن غطاء المقعد ممزق ، فجمعت متعلقاتها وهي غاضبة وانتقلت إلى مقعد آخر بالقرب من مقدمة عربة القطار ..
لكنها انزعجت هناك أيضاً من طفل يبكي عبر ممر العربة ، فانتقلت هذه المرة الى مؤخرة العربة ، لكنها وجدت أن الشمس ساخنة جدا في هذا المكان ، فجمعت متعلقاتها من جديد وانتقلت الى الجانب الآخر وهي منهكة… .
وأخيرا نظرت للخارج .......
وتأملت منظر الريف الجميل ....
ولكن في تلك اللحظة نادي السائق، على اسم المدينة التي ستنزل فيها.
فجلست السيدة المسكينة لبرهة قصيرة في حيرة شديدة
ثم قالت: "لو كنت أعلم أن الرحلة قصيرة جدا هكذا ، لما كنت قضيت كل هذا الوقت أشكو وأعيب ، بل كنت جلست استمتع بالتأمل في جمال الطبيعة من أول مقعد جلست عليه".
وهكذا هي الحياة ..
فاستمتعوا بها وعيشوا بالرضى والإمتنان واحمدوا الله واشكروه على نعمه وأجمعوا الخيرات للحياة الباقيه والسفر الطويل…
استمتعوا بابنائكم باعمارهم بحركاتهم بسكناتهم.. استمتعوا بكل تفاصيل حياتكم فاليوم الذي ينتهي لن يعود .
تعلم كيف تنتصر على احداث الحياة
ردحذفأ.خالد أبوعوف - مجلس الخميس
حتمر عليك احزان كثير في الحياة
اوعي تخلي الاحداث تهزمك
وانتصر دايما عليها بإنك تكون مع الله وتقول :
- الحمد لله .. وخير ان شاء الله ..
الامور حتعدي .. وزي مافيه ليل فيه نهار
- احمد ربنا وماتستسلمش للهزيمة والحزن
- تعلم انك تفرّح نفسك بابسط الاشياء
- ماتنتظرش شيء كبير يغير حياتك
سواء الاحزان والالام النفسية والناس المؤذين كلها من اختبارات الحياة شئنا ام أبينا .. لازم نتعامل معها
تعلم تقول : الحمد لله .. وخير ان شاء الله
- ابتسم للقدر وقول : ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك
- دايما عدي الامور بابتسامة .. حتى لو بتسرق الابتسامة او تنتزعها من نفسك عشان الحزن مايكسركش
- اعمل اي حاجة تخرج فيها من اللي انت فيه وتغير المود
- اعمل اللي عليك واجتهد وسيب ربنا يدبر
- دوّر دايما على مخرج وقول يارب ساعدني
وجواك : ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك .. الحمد لله .. وخير يارب
كلام نفيس جدا لسيدي خالد...فهو دائما وأبدا يرشد إلى الصدق في العلاقة مع الله كأساس للبناء... وأنا أوافقه... !!
ردحذففأينما تولوا فثمة : الصدق الصدق يا إخوان... الصدق كفيل بأن يخرجك من الظلمات إلى النور...
☆☆☆❤️❤️☆☆☆
" الحقيقة هي من صدق في العلاقة مع الله وتوجه بقلبه بصدق إلى الله... وتقبل وأنصاع لأوامر الله وتجنب نواهيه...ولكن تقبل برضا وليس بغضاضة نفسية... فسيكون له مدد من الله لا يقهر في ظاهره وفي باطنه... ليسمع بالله ويبصر بالله ويمشي بالله ويبطش بالله... ويحب في الله ويبغض في الله... فيكون حاله كله مشغول بالله فتصبح جوارحه وبواطنه تقول:
الله الله الله الله...
مالي سواك ولا أرجو غيرك...
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) الفاتحة
☆❤️☆❤️☆
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...