بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

Textual description of firstImageUrl

ج83: قصة الإسراء والمعراج - ما الذي أميل إليه في تفسير قوله تعالى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) - هل رؤية النبي لربه ليست من الآيات الكبرى حتى يقال أن النبي رأى ربه -

        بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الثالث والثمانون)
هل رؤية النبي لربه ليست من الآيات الكبرى - ما زاغ البصر وما طغى - لقد رأى من آيات ربه الكبرى

#- فهرس:

:: الفصل الثالث والثمانون :: عن رحلة المعراج – الجزء الحادي والعشرون/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س197: ما الذي أميل إليه في تفسير قوله تعالى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ؟

#- ما أراه في تفسير قوله تعالى:  (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)..

#- ما أراه في تفسير قوله تعالى: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)..

#- ما أراه في تفسير قوله تعالى (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ..

#- هل رؤية النبي لربه ليست من الآيات الكبرى حتى يقال أن النبي رأى ربه ..؟!!

2- س198: لماذا أميل في تفسير رؤية آيات سورة النجم إلى تفسير بن عباس على أن المرئي هو رؤية النبي لربه وليس جبريل ؟

*******************

:: الفصل الثالث والثمانون ::

*******************

 ..:: س197: ما الذي أميل إليه في تفسير قوله تعالى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ؟ ::..


#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم:1-18.

 

- واستكمل ما بدأته في الفصل السابق .. وذلك عن اختياري للآراء في تفسير المرئي في الرؤيتين الموجدتين في أول آيات سورة النجم .. ولكن في هذا الفصل نكمل تفسير آيات الرؤيا الجسدية البصرية للنبي التي شاهد فيها الملكوت الأعلى .. وهذه المرة نتكلم عن قوله تعالى: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ... والله ولي التوفيق ..

 

=======================

 #- سادسا: ما أراه في تفسير قوله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ..

 

#- أولا: ما أراه في تفسير قوله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)..

1- هنا انتقل الكلام القرآني لمشهد عام قد حدث في النزلة الأخرى عند سدرة المنتهى .. وهو الغشيان أي الإحاطة بالتغطية .. إذ أراد الله أن يوسع المدارك العقلية حتى نفهم أن منطقة المنتهى عند شجرة السدرة حدث عليها تجلي إلهي خاص.

 

2- وقد أبهم الله تعالى هذا الغشيان أو ما أحاط بمنطقة المنتهى وفيها شجرة السدرة .. فقال (ما يغشى) للدلالة على عظيم وجليل وجميل ما حدث في تلك اللحظة من تجلي الله على ذلك المكان .. وهو غشيان سدرة المنتهى بالنور العظيم كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. 

 

#- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (...... ثُمَّ رُفِعَتْ لِي (أي رأيت) سِدْرَةُ المُنْتَهَى (أي فذهبت إليها) فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورًا عَظِيمًا) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

 

3- ومع رؤية التدلي أو التجلي بهذا النور العظيم .. في تلك اللحظة تغيرت الأوصاف التي كان يراها النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى سواء لشجرة السدرة التي وصل لأصلها وتحولت صورة جبريل عليه السلام إذ تحولت صورته لخلقته الأصلية التي خلقه الله عليها .. وتكلمنا في الفصل السابق عن سبب تحول جبريل لخلقته الأصلية عند سدرة المنتهى.

 

- ورأى النبي كذلك مع التجلي لهذا النور العظيم .. ظهور الألوان العجيبة التي رآها النبي ولا نظير لها في عالمنا .. وظهور عوالم من نور تهبط على هذا المكان كالفراش .. ورأى رفرفا أخضر .. كما سبق وشرحنا المرائي التي رآها النبي عند وصوله لسدرة المنتهى (راجع الفصل الخمسون والحادي والخمسون والثاني والخمسون – من هذه الرسالة) ..

 

4- جاء بالفعل المضارع للغشيان من قوله (يغشى السدرة) .. للدلالة على أن التجلي بالنور حدث في زمن حضور النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ..

 

5- إذن: مشهد الغشيان أو الإحاطة بتغطية منطقة المنتهى بالنور العظيم .. يستوجب أن تفهم أن هذا مشهد جمالي وجلالي .. وهذا ظاهر بوضوح من خلال إبهام الغشيان في الآية من قوله (ما يغشى) .. إذ أن الله جل شأنه قد أبهم ما ترتب على هذا الغشيان حتى نفهم أنه حدث فيه من الجمال والجلال ما لا يتصوره العقل ولا يخطر على القلب.

 

- ملحوظة: غشيان النور العظيم هو ما يعبر عنه بعض المفسرين التجلي بالجمال والجلال (كالإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله) .. وبعض المفسرين يعبر عنه أنه تجلي بالفيوضات الربانية والأنوار القدسية (كالإمام محمد طنطاوي شيخ الأزهر رحمه الله) ..، وسواء هذا أو ذاك فكلاهما بمعنى واحد .. ولكن باختلاف ألفاظ ..

 

#- ثانيا: ما أراه في تفسير قوله تعالى: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)..

1- في كل هذه المرائي التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى .. لم تتحول عين النبي إلى خلاف ما يراه بعينه البصرية أبدا .. فلا هو زاغ ببصره يمينا أو يسارا أو خلفا .. ولا هو طغى ببصره أي ما تجاوز بصره ما رأى ولم يحركه فضوله في أن يتخطى أبعد ما تراه حدود بصره .. بل ثابتا في مقامه الذي وصل إليه مع رؤيته لهذا النور العظيم كما اتفق له من رؤية بصره المسموح له بها فقط أدبا مع مراد الله فيه.. إذ لو أراد الله له مزيد من اتساع حدود رؤية البصر لكان الله وهبه ذلك .. فعلم النبي أن هذه حدوده فالتزم بها .. 

 

2- قوله (ما زاغ): تفيد أن النبي لم يتحير مما رآه ولذلك لم يلتفت ليمينه أو يساره ولم تأخذه الدهشة بما رآه ..

 

3- قوله (ما طغى): تفيد أنه تحقق بكل ما رآه تحقيقا ليس فيه ذلل أو نقصان أو عدم إدراك .. لأن الطغيان هو تجاوز الحد المسموح به .. ولما وصفه الله بانه لم يتخطى الحد المسموح له به فهذا معناه كمال تحقيقه بما رآه .. فتأمل.

 

4- وأتى بلفظ (البصر) بالألف واللام .. وذلك لتحقيق شمولية تركيز البصر النبوي على ما رآه تحقيقا يقينيا دون أدنى التفات لهذا البصر عما رآه بأي حال من الأحوال.

 

5- وقوله (مَا زَاغَ الْبَصَرُ) .. فيه دلالة على الآتي:

أ- كمال أدب النبي صلى الله عليه وسلم في بصره في حضرة الله .. إذ لم يلتفت إلى غير ما أكرمه الله برؤيته.

 

ب- أنه ليس ما رآه النبي هو من الخدع البصرية ولا التخيلات الوهمية ولا الرؤيا المنامية ولا السياحة الروحية .. إذ ان لفظ (البصر) .. وضوحه تام في الرؤية بالعين إذ أن الرؤية العينية تكون بالإبصار والرؤية القلبية تكون ببصيرة الفؤاد .

 

ج- الرؤية البصرية في المعراج السماوي يجعلك تتأكد يقينا أن المعراج النبوي كان بالجسد والروح .. إذ أن رؤية الروح والمنام لا يقال لها رؤية بصر ..

 

#- ثالثا: ما أراه في تفسير قوله تعالى (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ..

1- ان النبي صلى الله عليه وسلم .. قد رأى من كبرى الآيات العجيبة مما كاشف الله به نبيه فجعله يرى ببصره هذه الآيات العجيبة تحقيقا بذاته ويقينيا ببصره .. في رحلة الإسراء والمعراج .. وذلك بما لم يحظى برؤيته أي نبي أو رسول غيره صلى الله عليه وسلم ..

 

2- إذا كان آيات سورة النجم .. ختمت الرؤية الثانية بقوله تعالى (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. فهناك من الآيات الكبرى ما لم تذكره سورة النجم .. ومن ذلك رؤية جبريل على هيئته الملائكية بستمائة جناح والأنوار المتساقطة على هيئة فراش من ذهب والرفرف الأخضر .. وصعود النبي إلى مستوى صريف الأقلام أثناء غشيان تجلي الله بنوره على سدرة المنتهى . إذ قلنا سابقا بجلوس النبي على الرفرف الأخضر وصعوده به إلى مستوى صريف الأقلام .. ومنه إلى مقام الخصوصية  وهناك أوحى الله إليه ما أوحى.

 

3- قوله (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. تمحو تماما فكرة الرؤية المنامية .. كما توهم البعض .. إذ لا يعقل أبدا القول أن المنامات من الآيات الكبرى .. وإلا كان ملك مصر الذي رأى الرؤيا التي فسرها له يوسف فهو حينئذ يقال عنه أنه ممن رأوا الآيات الكبرى بل وكان كافرا حينئذ ..!!

- وإذا كانت الآيات الكبرى تقال على المنامات .. فعلى هذا المنطق فلا مانع أن يقال أن نزول الوحي نفسه كان منام ..!!

- بقى ده كلام يا ناس ؟!!

 

4- إذا كان من الآيات الكبرى ما ذكرناه سابقا .. فاعلم أخي الحبيب .. أن من الآيات الكبرى أيضا هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف حقيقة مقامه عند ربه إذ أشهده مقامه في الملكوت الأعلى بما لم يحظى به نبيا ولا رسول .. فعلم حقيقة مقامه عند ربه.

 

5- إذا كان كل موجود في منطقة المنتهى عند شجرة السدرة قد تحول لحقيقته الأصلية بسبب تجلي الله بنوره العظيم .. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جذبه الله لمقام صريف الأقلام بعد ذلك .. وترقى به في عالم النور حتى وصل لذلك المقام .. فهذا يجعلنا نفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم له حقيقة نورانية قد انكشفت مع جملة الآيات الكبرى .. وهذه الحقيقة هي ما جعلته مؤهلا للصعود في جذبات هذا النور الإلهي لمقام صريف الأقلام .. وما بعده لمقام الخصوصية.

 

- وأيضا من الحقائق التي انكشفت للنبي وكانت من آيات ربه الكبرى .. أنه صاحب مقام الخصوصية منفردا .. فأوحى إليه ربه ما أوحى ..

 

#- انتبه من فضلك:

أ- لا أقول أن النبي مخلوق من نور ولا أن العالم مخلوق من نوره .. وإنما أقول له حقيقة نورانية بسبب تجلي الله عليه فظهرت على النبي نور الله فكساه به جمالا وجلالا .. فاكتسب كمالا خاصا من ربه جعله مؤهلا للصعود في مراقي هذا التجلي النوراني إلى أن وصل لمستوى صريف الأقلام وما بعده لمقام الخصوصية .. والله أعلم .

 

ب- راجع الفصل الرابع والستون تحت عنوان (س148: لماذا تجلى الله على النبي بالنور في مقام (فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى) ؟) .. تحت بند (عجبا من بعض النفوس والعقول المنكرة لنورانية النبي ..).

 

6- وقوله (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. يجعلنا نفهم أن سبب مجادلة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو رؤيته للآيات الكبرى التي لم يصدقوها .. وهي كل ما حدث في الإسراء والمعراج يقظة بذاته أي بجسده .. وليس مناما تخيليا ولا كشفا روحيا.

- ويجعلنا نفهم .. أن مجادلة الكفار إنما كانت عن واقع حدث .. وليس عن رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ لا يعترض أحد على الرؤيا المنامية .. وإنما اعتراضهم كان على الرؤية البصرية .. وهذا سبب استنكارهم .

 

7- وقوله (آيات) فيها دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى آيات متعددة وعجيبة ومبهرة وليس آية واحدة .. ولم يحظى بهذا الشرف أحد غيره من الناس.

 

8- هل رؤية النبي لربه ليست من الآيات الكبرى حتى يقال أن النبي رأى ربه ..؟!!

- بعض المفسرين يقول: أن رؤية النبي لربه ليس من الآيات الكبرى حتى يقال أن النبي رأى ربه ..!!

- وهذا كلام يكون صحيحا لو قيل أن النبي رأى الذات الأحدية بعين رأسه .. ولكن لو قيل أن الرؤية بعين القلب أي بالفؤاد .. فيكون إنكار رؤية النبي لربه كونه ليس من الآيات الكبرى هو تفسير غير مستقيم .. ليه ؟

 

- لأنه لم يقل أحد أن النبي رأى الذات الأحدية حتى تنكر رؤية النبي لربه ..!! فأقصى ما يقال هو رؤية النبي لربه بقلبه من خلال رؤية للنور ببصره فتحولت هذا النور لرؤية في قلب النبي .. وهذه رؤية مثالية حقيقية .. وليست رؤية للذات الأحدية .. فيكون ذلك من آيات ربه الكبرى .. إذ تجلى على نبيه وغشَّاه بالنور العظيم وارتقى به لمستوى صريف الأقلام ثم إلى مستوى العرش .. وكلمه ربه وأوحى إليه ما أوحى.

 

#- ومع ذلك يمكن القول أن قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) تكلمت عن بعض الآيات التي رآها النبي .. وليس بالضرورة أن يكون فيها إشارة لرؤية الله .. إذ قد ذُكر من قبل ذلك هذه الرؤية .. فتم فصل الآيات الكبرى عن رؤية الله ..

  - والله أعلم.

 

***********************

..:: س198: لماذا أميل في تفسير رؤية آيات سورة النجم إلى تفسير بن عباس على أن المرئي هو رؤية النبي لربه وليس لجبريل ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بغض النظر عن الآثار والروايات والأحاديث .. إذ قد سبق مناقشة ذلك عند تفسير الآيات .. ولكني أميل لتفسير الصحابيان أبي ذر الغفاري وابن عباس على أن النبي رأى ربه بقلبه بدلالة آيات سورة النجم .. وذلك لأسباب .. منها:

 

1- لا يوجد دليل يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه رأى جبريل بهيئته الملائكية وله ستمائة جناح على الأرض .. ولو وجدت رواية تقول بذلك فهذا معناه أنه لا فضيلة للنبي في السموات برؤيته لجبريل .. بل ولا فضيلة لتجلي الله بالنور الإلهي على منطقة المنتهى وتساوي ما يحدث فوق سبع سموات بما يحدث على الأرض وهذا محال عقلا تصوره والقلب يرفضه.

 

- أما عن رؤيته على الأرض .. فلم تكن بهيئته في السماء بل أقصى ما جآئنا أنه رآه جالسنا على كرسي بين السماء والأرض .. وفي رواية ضعيفة كان نشر جناحين من أجنحته.. وقد تكون هي هذه المرة التي كان فيها جالسا على الكرسي وإن كنت لا أظن ذلك .. والله أعلم .

 ان ريه

- أما ما قالته السيدة عائشة عن النبي أنه قال لها: (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ) رواه مسلم.

 

- فهذه رواية غير مقبولة عندي بالرفع .. لأسباب سبق وذكرتها في موضعه .. ولا لا يعقل قبول اتهام السيدة عائشة لبعض الصحابة كأبي ذر الغفاري وابن عباس بالكذب على الله .. فضلا عن أن البخاري روى رؤية جبريل بهيئته مرتين موقوفا على كلام السيدة عائشة وليس مرفوعا للنبي فجاء عن قولها: (وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ) صحيح البخاري. .. الحديث مضطرب بالرفع والوقف .. والوقف أصح .. والله أعلم.

 

2- وسبق وذكرت أنه كيف يكون المقصد من الدنو والتدلي والقرب بقاب قوسين أو أدنى هو جبريل .. وذلك من قوله (دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى) .. إذا كان أول لقاء بين النبي وجبريل في غار حراء وقد احتضن جبريل النبي ثلاث مرات ..!!

 

- فنحن حينئذ لا نتكلم عن مسافة بقرب قوسين وإنما عن تلامس مادي جسدي تخطى حدود المقابلة عن مسافة ..!!

- وبالتالي ما وجه المدح بهذه الآيات لرؤية جبريل إذا كان جبريل لم يكن منه قاب قوسين بل احتضنه ولم يكن بهيئة ملائكية إذ لم يظهر ذلك في الروايات .. فكان مجيء جبريل للنبي كما جاء للسيدة مريم بهيئة بشرية .. !!

 

3- ثم لو افترضنا أن الذي دنا فتدلى هو جبريل .. وكان قاب قوسين أو أدنى من النبي .. فما الذي يزعج الكفار من ذلك ويمارون النبي بأشد أنواع الجدل .. إذا كان النبي يخبرهم بذلك من بداية بعثته أنه يأتيه الوحي .. وأن الذي يأتيه بالوحي هو جبريل .. ومع ذلك لم تصدقه قريش ؟!!

 

- فما الذي سيضيفه قوله تعالى بقربه ودنوه من النبي وكونه قاب قوسين أو أدنى .. إذا كان النبي يخبرهم بذلك دائما .. ولم يتحركوا ساكنا .. وكانوا يتجاهلونه .. ويعتبرون النبي على أنه ممسوس من الجن أو أن الذي يأتيه هو تابعا من الجن يتلاعب بعقله ؟!!

 

- إذن: هناك شيء استفزهم بقوة وجعلهم يعترضون .. وهو رؤيته لربه .. حتى نزل القرآن يوضح ذلك .

 

4- وفي تفسير آية (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى): إنما هو تحقيقا ولما رآه سابقا حين دنا فتدلى .. ولكن هذه المرة ببصره رآه نورا وتحولت هذه الرؤية إلى قلبه ليراه .. فالمرئي بالعين نورا وبالقلب ربه .. أي ولقد رأى النبي ربه تحقيقا بقلبه من حالة يقظة في نزلة أخرى قد نزل بها الحق وذلك عند سدرة المنتهى متجليا عليها فغشيها بنوره .. فتبدلت أوصاف المكان ومن حوله كجبريل الذي تبدلت أوصافه لهيئته الملائكية .. ثم عرج الله بنبيه في هذا النور إلى مستوى صريف الأقلام ثم لمقام الخصوصية وأوحى إليه ما أوحاه .

 

5- لماذا يؤكد القرآن على رؤية النبي لجبريل في النزلة الأخرى .. إذا كان الكفار أصلا لا يؤمنون بجبريل ولا يعتقدون بوجوده طوال سنوات كان النبي يخبرهم بذلك ؟!! ..

 

- وإنما الإنكار منهم كان على تواصله بخالق الكون الواحد الأحد وأنه رسولا من عنده.

 

- إذن: فهم كانوا يعلمون بأمر الوحي وأمر جبريل بدليل تعذيبهم للمؤمنين لمن كان يؤمن بالنبي ..، ولكن هناك شيئا جديدا استفزهم وجعلهم ينفعلون عليه ويتهمونه من جديد في دعوته .. وهو أنه بلغهم أن النبي أخبرهم أنه يرى الله وكان منه قاب قوسين او ادنى .. ولذلك جن جنونهم..، ولتأييد النبي نزل الوحي بذلك داعما للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- والذي يدل على أن الكفار جن جنونهم من رؤية النبي لربه .. هو أن الله بدأ سورة الإسراء بنسبة الفعل إلى الله الذي أسرى بعبده .. فليس النبي هو من أسرى بنفسه .. وإنما ربه هو من أسرى به .. فكان الفعل كله منسوب لله من البداية ولا علاقة لجبريل بالمسألة .. والله أعلم .

 

6- أما عن الظن بأن النبي صعد فوق سبع سموات حتى سدرة المنتهى .. وذلك ليريه الله شكل جبريل عليه السلام بهيئته الملائكية .. فهذا كلام غير متوافق مع الآيات وليس له في القلب قبول .. ولا أنكر على أصحاب هذا التفسير .. وإنما أقول ما أرتضيه وأراه وهو قول بعض الصحابة أيضا.

 

7- هل نزل القرآن ليؤكد للكفار رؤية النبي لجبريل مرتين حتى ولو بهيئة ملائكية ؟!! لماذا يفعل القرآن ذلك |إذا كان جبريل ينزل طوال عشر سنوات على النبي ويتهمون النبي أن به مس من الجن أو ساحر أو ما شابه من الكذب والافتراء على النبي .؟

- عن نفسي لا أستسيغ ذلك نفسيا أو قلبيا أو عقليا .. أن ينزل قرآن ليخبر الكفار برؤية النبي لجبريل مرتين .. خاصة وبين الرؤيتين عشر سنوات تقريبا .. مرة في أول البعثة ومرة ليلة الإسراء.

 

8- لو لاحظنا أن بعد الآية الثامنة عشر من سورة النجم .. وهي قوله تعالى (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. انتقلت الآيات انتقال غريب .. وهو الحديث عن آلهة الكفار .. إذ قال تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) النجم:18-23.

 

- فالآيات اللاحقة لما رآه النبي .. يجعلني أظن أن المرئي في الآيات الأولى لسورة النجم هو رؤية النبي لربه .. فهو الذي جذبه ربه حتى دنا منه فتدلى متجليا عليه حتى رآه النبي بقلبه في أحسن صورة .. وهو الذي رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى وقت غشيان السدرة بالنور العظيم حتى جذبه في ذلك النور إلى مستوى صريف الأقلام ثم عند العرش فأوحى إليه ما أوحاه.

 

- ويشهد لذلك .. أن آيات سورة النجم انتقلت إلى الحديث عن آلهة الكفار .. وكأن الحق جل شأنه يريد القول للكفار .. إذا كان اعتراضكم على رؤية النبي لربه مناما ويقظة .. وأنه هو من أسرى به لبيت المقدس وعرج به للسموات العلا فجعلته يرى من آياتي الكبرى في الأرض والسماء .. ورآني بعين قلبه من خلال النور الذي رآه ببصره.

- فهذا هو إله محمد وربه .. فماذا عن آلهتكم التي تعبدونها .. ماذا تستطيع أن تفعل لكم .. أيستطيعون أن يرتقوا بكم إلى فوق سبع سموات ويخبرونكم ما فيها ..؟!! فإن كان لهم ذلك فأتوا بالبيان والبرهان على ذلك ؟!!

 

- ولذلك أجد الرابط بين الآيات الأولى من سورة النجم .. يتوافق مع الآيات اللاحقة والتي تكلمت عن آلهة الكفار .. ولو كان تأويل المرئي في الآيات هو جبريل .. فما هو الربط بين الآيات السابقة باللاحقة بسورة النجم ؟!! 

- والله أعلم.

 

#- وخلاصة القول ..

1- أيا ما كانت الأسباب التي دفعتني للميل إلى أن المرئي في آيات سورة النجم هو الله .. فإن هذا لا يقلل ممن قالوا بأن المرئي هو جبريل .. وهذه مسألة خلافية من عهد الصحابة وحتى يومنا هذا .. وسواء قلت بهذا الرأي أو بذاك الرأي .. فأنت لك حجتك وليس من حق أحد أن يتهمك في رأيك .. حتى وإن خالفك فيه .. طالما معك حجتك وهي قوية وليس مجرد تفسير تم استنتاجه بهواك .. دون أدلة أو بيان عقلي سليم ..!!

 

2- عندي ملاحظة أود ذكرها لك أخي الحبيب:

- أن بعض المفسرين الذين يقولون بأن المرئي هو جبريل .. إذ يقول البعض عند تفسير قوله (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. فيقال: هو رؤية جبريل عليه السلام ...!!

- فهل جبريل هو فقط يمثل آيات ربه الكبرى التي رآها النبي ..؟!!

- فهل الإسراء بالبراق والعروج للسموات ورؤية الأنبياء والبيت المعمور ودخول الجنة والوصول لسدرة المنتهى ورؤية النور الإلهي والعروج لمستوى صريف الأقلام والتلقين المباشر من الله .. كل هذه أمور ليست من الآيات الكبرى ؟!!

 

#- إذن: التفسير بأن الآيات الكبرى هي رؤية جبريل بصورته الملائكية .. هو تفسير غريب جدا .. !!

 

- فإن قيل أنه من جملة الآيات التي رآها النبي .. فهذا مفهوم ومعقول .. ولكن أن يقال أن الآيات الكبرى هي جبريل .. فهذا تفسير غير موفق ..!!

 

@- أخي الحبيب:

- بهذا الفصل أكون قد ذكرت لك ما أميل إليه من تفسير أول الآيات التي في سورة النجم حتى الآية الثامنة عشر .. وهي ما يهمنا في قصتنا .. قصة الإسراء والمعراج .. وتبقى لنا بعض المسائل البسيطة التي أذكرها إن شاء الله في الفصل القادم .. والله ولي التوفيق.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 18 تعليقًا:

  1. ما شاء الله .. وصلى الله على سيدنا محمد الحبيب الأعظم
    كساك الله من نوره استاذنا الفاضل وعلمك من علمه وأفهمك عنه واسمعك منه وبصرك بك ..آمين يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. 1-11-2011 .... 1-11-2024
      💎 13 عام من العطاء 💎 مدونة الروحانيات 💎

      المدونة مش مجرد حبر أقلام
      إنما منهج سنة وقرآن
      وقبل ما تكون إمام
      تعلمك كيف تكون انسان
      صاحبها مش بيكتب اي كلام
      عكازه الرضا واخلاص للرحمن
      رمى الكشف والاحلام
      وباتت نور ومرجع تنهل منها بأمان

      💎 شكراااا لااااا ينتهي استاذنا الانسان 💎

      حذف
  2. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وامدك بمدده يارب
    جميل شرحك للآية ما زاغ البصر وما طغى
    ومما خطر ببالي عنها من باب الإشارة والله اعلم
    وارجوا التصويب من حضرتك لو أخطأت:

    مازاغ البصر وما طغى
    مازاغ قلب محمد عن الالتفات لربه رغم كل الآيات التي رآها وما انشغل بها عن مولاه
    وما طغى : ما اصابه عجب ولا رؤية لنفسه رغم كل الأنوار التي تجلت ورآها وحتى ظهور حقيقته النوارنية بل كان ثابتا في حضرة النور الأعظم بكل انكسار وخضوع وتذلل
    وهي إشارة لإعتدال وثبوت توجه جسده و قلبه لمولاه رغم كل ما كشف له ورآه
    وهي إشارة لإستقامة ظاهره وباطنه في وقوفه بين يد مولاه ولم يلتفت ثانية لسواه
    فكان قلبا وقالبا ناظرا وخاضرا ومحبا وخاضعا لمولاه لم يفتنه او يلفته شيء سواه
    والله اعلم

    ردحذف
  3. اللهم صل على سيدنا محمد النبي .. الخاتم الأمي .. مجلى النور الإلهي ..وعلى آله وسلم.
    اللهم صل على سيدنا محمد .. كامل الذات والصفات الإنسانية ، ومحل الأنوار الربانية
    اللهم صلى على سيدنا النبي محمد ما أحلاه .. المجلى عليه بالنور عند الله
    فأوحى الله إليه ما أوحاه.. وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد ..
    ربي يزيدك نور وحبا وقربا لله وللرسول ..
    وأعزك الله بعز الدارين عز الدنيا بالإيمان والمعرفة.. وعز الآخرة باللقاء والمشاهدة .
    آمين آمين يارب العالمين.
    🌺 🌺 🌺 🌺 🌺 🌺 🌺 🌺 🌺 🌺
    اللهم صل على النبي محمد ما أحلاه المتجلى عليه بالنور عند الله فأوحى الله إليه ما أوحاه.. وعلى آله وسلم 🤲🌴🍃.

    ردحذف
  5. 🌷مما راق لي من المقال🌷:

    ✨✨إذا كان كل موجود في منطقة المنتهى عند شجرة السدرة قد تحول لحقيقته الأصلية بسبب تجلي الله بنوره العظيم.. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جذبه الله لمقام صريف الأقلام بعد ذلك .. وترقى به في عالم النور حتى وصل لذلك المقام.. فهذا يجعلنا نفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم له حقيقة نورانية قد انكشفت مع جملة الآيات الكبرى ..وهذه الحقيقة هى ما جعلته مؤهلا للصعود في جذبات هذا النور الإلهي لمقام صريف الأقلام .. وما بعده لمقام الخصوصية .
    ✨✨

    ردحذف
  6. كُلّ ما خطته يداك وتلفظتْ به شفتاك ستجده حاضرًا أمام مولاك
    ليست العبرة بكثرة العمل ولكنها بإخلاصه ونفعه
    إنّ بصمة الخير تتحدث عنك حتى وأنت تحت التراب فاعمل الخير مادامت أرجلك واقفة فوق التراب فالله تعالى يقول: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}
    حياتك كتابك فأحسِن تأليف كتابك واكتبْ اليوم ما لا تخجل أن تقرأه غدًا
    ما زال كتابك بيدك ومعك ممحاة الإستغفار لتمحو بها ذنوبك ولديك صفحات بيضاء كثيرة لتكتب فيها سطورًا مشرقة
    "رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا"..

    ردحذف
  7. "إن الإنسان لربه لكنود"

    - ما هو الكنود ؟

    - هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه..

    أحد السلف كان أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين وكان يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلقه وفضلني تفضيلاً..

    فمر به رجل فقال له مما عافاك ..!

    يعني أعمى وأبرص ومشلول فمما عافاك ؟

    فقال له ويحك يا رجل.. جعل لي لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وبدناً على البلاء صابراً ..

    فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد في كل وقت وحين يارب العالمين.

    ردحذف
  8. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل

    ردحذف
  9. ‏" لا حول ولا قوة إلا بالله"..
    ‏كنز من كنوز الجنة كما في الحديث الصحيح، وهي كلمة المهاجر عن ضعفه إلى ربه، استغاثةً واستعانةً، ونشيد القلب الذي فرغ من الأضداد والأغيار، وقطع العلائق الحاجبة، وأخذ بالأسباب غير مُعَوِّلٍ عليها، فتصرَّف بالله وحده، وعمل لله وحده، فاستقام على صراط الهدى، محفوظًا من رؤية نفسه، أو الركون إلى ضعفها والإخلاد إلى الأرض، بمن فيها وما فيها!
    ‏وكل ما كان بالله كان، وكل ما لم يكن به لا يكون، وما عملته لله مستعينًا بالله قرت به عينك، ولاحت لك ثماره العاجلة بالهداية الإلهية والهدايا والتحف الربانية، التي تصلك من ربك حفظًا ومعيةً وتأييدًا ونصرًا.
    ‏فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

    ردحذف
  10. رسالة لقلبك..

    " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ "..
    من يزفُّ دعاءه بالإخلاص واليقين ، يكفل الله له الإجابة..
    فالله ضمن إجابة المضطر مؤمناً كان أم عاصياً..
    فسِرُّ الإجابة ، أن يرى الله قلبك المعصور عصراً ..
    وظهرك المحني صبراً ، فلم تعد تطيق حملاً..
    ادعُ إلى أن يجف حلقك ..
    ادعُ دعاء المكبل بالأغلال ..
    ادعُ دعاء من شبت النار في ضلوعه ..
    فهذه علامة القبول ..
    واجعل لجرحك فمًا ينطق ، حينها يُفتح الباب المقفل..
    فآفة الدعاء أن يتمتم لسانك ومازال قلبك معلقًا بالأسباب دون رب الأسباب..
    وتضرع إلى الله وادخل لمحرابك بقول عمر بن الخطاب..
    "لا أحمل هم الإجابة .. ولكني أحمل هم الدعاء"..
    فإن فُتحت دفاتر الدعاء .. أُعطيت حبر الإجابة..
    وأرِ الله صدق الإلتجاء إليه .. كما رأى موقد قلب تلك المرأة التي أتت للجنيد تسأله أن يدعو الله ليرد لها ابناً ضاع ..
    فقال لها:
    اذهبي واصبري ..
    ثم عادت وطلبت ذات الطلب ..
    فقال:
    اذهبي واصبري..
    ثم عادت وقالت : لم يبق لي طاقة على الصبر..
    قال لها :
    إن كان الأمر كما قلتِ .. فاذهبي فقد رجع ابنك ..
    فمضت .. فوجدته..

    فقيل للجنيد :
    بما عرفت ذلك؟
    قال :
    من قول الله تعالى ( أمّن يجيب دعوة المضطر )
    فعندما يثقل حمل ظهرك ، يرفعه الله عنك..
    والسلام لقلبك

    ردحذف
  11. الحمدلله رب العالمين واسال الله ان يجعلنا من الحامدين الشاكرين له والمتبعين للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم جزاك الله عنا خيرا استاذنا تعب مقدر واجتهاد وكرم وفضل من الله عليك ورزق يأتينا على يديك لنتذوق فهما في التفسير لآيات سورة النجم القران كلام ربي كله جلال وجمال... عظمة الله سبحانه وتعالى الخالق المبدع المتصرف في ملكه المصطفي والمحب لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الاصطفاء الذي جعله يصل إلى مقام صريف الأقلام ومن بعده إلى مقام الخصوصيه بعد ان تجلى الله عليه بنورايته التي كشفت حقيقته النورانية صلوات ربي عليه في كل وقت وحين .
    فضل الله علينا كبير وحبه عظيم من حبه لعباده بعث لهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومن حب محمد صلى الله عليه وسلم لينا لم يسأل ولم يطلب من الله شيئا لنفسه بل كان يقول يارب أمتي أمتي. .ربنا يرضى عنا ويرزقنا الحسنى وزيادة ورؤيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعته ولا يجعل بيننا شقيا ولا محروما .
    لفت نظري يا استاذ ويكأن الله ساقك لكتابة هذه الرساله بعد سنين من كتابتك لصلوات القلب لنيل القرب فقد كانت فيضا من نور في كل صفحة بل في كل سطر جاء فيه ذكر نورانية النبي محمد صلى الله عليه وسلم زادك الله .تقبل الله منك وجعله سببا لنيل رضاه وعفوه ومحبته ورزقك به الحسنى وزيادة .

    ردحذف
  12. تولى الله أمر يوسف عليه السلام
    1 : فأحوج القافلة في الصحراء للماء ليُخرجه من البئر
    2 : ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه
    3 : ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من السجن
    4 : ثم أحوج مصر كلها للطعام ليصبح عزيز مصر

    إذا تولى الله أمرك هيأ لك كل أسباب السعادة ، وأنت لا تشعر فقط قل بصدق..
    { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }

    ردحذف
  13. ✍️سُئل أحد الصالحين:
    ما السرُّ في بشاشة وجهكَ واستبشاره؟
    ‏فأجاب: ‏
    أستحي أنْ أحزنَ وأمري بيد الله
    ثم قال:
    *🌹تركتُ لرحمةِ الرحمنِ نفسي*
    *فمالي دونَ رحمتهِ رجاءُ🌹*
    *‏🌹أنا الإنسانُ في ظلْمي وعجزي*
    *و أنت اللهُ تفعلُ ما تشاءُ🌹*

    #أعجبني.

    ردحذف

  14. ﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ﴾
    سنة الله تعالى في خلقه ، أن يحيط العسر بسُبُل اليسر ، ويخلق للشدة مفاتيح الفرج ، لا سيما لمَنْ أحسن الظن به ، وفوّض الأمر له ، ولم ييأس من رَوْحه ، ولم يقنط من رحمته.

    🍃🌻🌸•┈┈• ❀ 🌴 ❀ •┈┈•🌸🌻🍃

    ردحذف
  15. يوافق اليوم الجمعة 1 - نوفمبر - 2024🎇🎉🎊
    🥳🥳عيد ميلاد مدونة الروحانيات في الإسلام ال 13🥳🥳 ..
    فكل عام والمدونة منبر للعلم والعلوم لكل أهل المدونة ولكل الزائرين السالكين الطريق إلى الله والراجين عفوه ورضاه .. هذه المدونة فيها كنوز .. الكلام فيها كالنور بين السطور يدخل القلب بدون وسيط لصدق صاحب المقال ..
    فهى تحيي القلوب وتنعش الروح والفؤاد ..وترويه بحب الله والرسول .. وتبين لنا مدى بساطة الدين وأنه لا يحتاج منا إلى كل ذلك التعقيد ومدى سماحة الإسلام والمسلمين ..
    وأن الله جميل يحب عبادة المخلصين .. وأن الدين يقوم على معاملات مع العباد وعبادات مع رب الأرباب..
    وأن السير إلى الله هو سير قلوب تحتاج لصدق توجه إلى الله ..
    ففي المدونة العديد من القواعد والأسس والقيم لو إلتزم بها الإنسان يصبح حبيب الرحمن ويغير في حياته الكثير ..
    فلا تستهينوا بهذه المدونة فهي فيها كنوز ودرر كالياقوت .. وفيها معلومات تجعل القلب يرتقى في علاقته مع الله إذا إلتزم بالصدق والإخلاص والرضا مع الله ..
    فاقرءوا فيها بتمعن وبحب قدر ما تستطيعون وعيشوا الشعور والتفاصيل ..
    حتى تحققوا الغاية من العلم وتحصلوا الفهم والنور والبيان لأن العلم نور يرفع صاحبه إلى أعلى المقامات ..
    والجهل ظلام يخفض بصاحبه إلى أدنى المقامات ..
    والله ولي التوفيق 🤲🤲🌷🌷🌷
    .. وبالأخير ..
    جزاك الله عنا كل خير ياأستاذ خالد وربنا يعينك ويوفقك دائما على فعل الخير وإستكمال السير إلى الله في صحة وعافية وراحة بال إن شاء الله تعالى رب العالمين.🤲💫✨
    وكل عام وحضرتك بخير ومبارك لحضرتك عيد ميلاد المدونة 😍🥳
    🍹🍩🍡🍔🎈🎊🎉🎂🎂🎂🎂🎂
    🧁🍩🧁🍦🍨🍦🍧🍰🍩🍰🍮🍷

    ردحذف
  16. 🎈 مدونة الروحانيات فى الإسلام🎈

    مدونة ليس فيها أي كلام والسلام ..
    فيها تزكية للنفس وحب وإيمان بالله ..
    فيها نصح وإرشاد وسير إلي الله ليس فيه مال ..
    فيها علم ينير الطريق ويرفع الجهل والظلام..
    فيها إنسان يساعد الناس للوصول إلي الله..
    فيها إخلاص لله ليس فيها خداع ولا تزييف..
    فيها جهد مبذول واضح للعينان لا ينكره إنسان ..
    فيها محبة ومساعدة لله ليس فيها إستغلال..
    فيها رحمة تفوق كل الخيال ..
    فيها نصايح مثل الذهب للإنسان إذا تحلي بها يصبح ولي لله ..
    فيها إجابة لكل التساؤلات ..
    فيها إعتماد على الله وعلى الذات ليس على إنسان ..
    فيها تعليقات أشخاص محبة لله ..وتجارب مر بها الناس فيها عبر ودرس عديدة تريح البال
    فيها فرح لمن لدية أحزان ..يقرأ بتمعن يجد الكلام يدخل القلب دون إستذان..
    هى صرح عظيم لا يتخيله إنسان ..
    فيها لؤلؤ فيها مرجان ..فيها ذهب فيها ألماس لمن يفهم ويدرك هذا الكلام
    هنيئا لمن يدخل هذه المدونة ..من يدخلها يجد راحة البال والفهم والهدوء والاطمئنان ..ويجد الصعب سهل لا محال..فهى نعمة من رب العباد ..
    ما أجملها ما أروعها مدونة الروحانيات فى الإسلام ❤️
    والشكر موصول لصاحب المدونة:
    أ_خالد _أبوعوف

    ردحذف
  17. جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف