بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة
:: الفصل الثامن والثمانون :: عن رحلة المعراج – ج2/ مسائل عن المعراج من بداية
الانتقال من بيت المقدس إلى السماء الأولى ::
1- س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل
كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟
#- أولا: من العلماء من فسر عروج النبي للسماء بواسطة
جبريل دون ذكر تفصيل آخر.
#- ثانيا: كثير من علماء المسلمين .. قالوا أن عروج النبي مع جبريل كان من خلال معراج
نوراني موصول من الأرض للسماء.
#- ثالثا: بعض العلماء قال أن العروج كان بالبراق.
#- رابعا: روايات قالت أن جبريل حمل النبي على جناحه وليس بالبراق .. وبعضها قال أن جبريل ضمه إليه وصعد به.
*******************
:: الفصل الثامن والثمانون ::
*******************
..:: س217: هل العروج من بيت المقدس كان
بالبراق أم بجبريل ؟ وهل
كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إليك تفصيل ما قالته الروايات وما ذكره العلماء ..
#- أولا: من العلماء من فسر عروج النبي للسماء بواسطة جبريل دون ذكر تفصيل آخر ..
ودليلهم في ذلك هو الآتي ..
- وأظن أن دليلهم في ذلك يكون من خلال الآتي:
1- (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ، يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا
بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَجَ
صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ
مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ..
ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي
فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ .. فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ،
قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ:
نَعَمْ، مَعِيَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .... إلى أن قال
في الرواية "ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ
حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ"
.....) صحيح البخاري ومسلم.
#- فالألفاظ صريحة جدا أن جبريل هو من عرج بالنبي بعد أن أمسك يده .. في قوله:
(ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ)
..، وقوله: (ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ
الثَّانِيَةَ).
2- وفي (حديث صحيح) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ
وَدُونَ الْبَغْلِ .. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ .. فَرَكِبْتُهُ
فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ
الَّتِي كَانَ يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ .. ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ
رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ
مِنْ لَبَنٍ .. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ .. فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ
قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِنَا
إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ:
جِبْرِيلُ .. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ .. فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ
إِلَيْهِ؟ فَقَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ .. فَفَتَحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ
فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ .. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ
.... إلى آخر الرواية ..) رواه ابن أبي شيبه في مصنفه طبعة مكتبة الرشد .. وكذلك رواه البزار في مسنده ..
وكذلك أبي عوانه في مستخرجه إلا أنه قال في منتصف الرواية (ثم عُرِج بنا إلى
السماء الثالثة) ... ورواه مسلم في صحيحه وقد سبق ذكر تلك الرواية وأن فيها
اختلاف في لفظ (عرج) عند مسلم .
3- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، لَعَلَّهُ قَالَ: عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ
قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ
أَبْيَضَ، يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ،
يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى
أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ
مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .....) صحيح مسلم.
- وفي لفظ مسلم بنفس السند السابق: (وَأُتِيتُ
بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ .. فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ
حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ
جِبْرِيلُ: قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ
....) صحيح البخاري.
#- قلت تعقيبا على الرواية السابقة .. أن من يجمع بين الإسراء والمعراج في ليلة
واحدة .. فيقول أن هذه الرواية اهتمت فقط بالحديث عن المعراج للإهتمام به إذ أن
الإسراء تم ذكره في القرآن .. ويكون قول الرواية: (ثم
انطلقنا) وقوله (فانطلقت مع جبريل) أي بعد
الوصول لبيت المقدس وربط البراق خارج المسجد الأقصى في الحلقة التي يربط بها
الأنبياء دوابهم حين وصولهم لهناك.
@- وقال الإمام بن حجر رحمه الله قول جيد قد ذكره عند
هذه الجزئية: "فحملت
عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا"
وفي سياقه أيضا حذف تقديره: حتى أتى بي بيت المقدس ثم
أتى بالمعراج .. كما في رواية ثابت عن أنس رفعه: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتى بي
بيت المقدس فربطته .. ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء". (فتح الباري ج13 ص481-482).
#- ملحوظة: قد سبق الكلام على جزئية صعود النبي مع جبريل
على البراق .. وأن البراق يظهر من الروايات أن للإسراء الأرضي فقط أما المعراج فهو
خاص بأهل العروج وهم الملائكة فقط وما يتعلق بوظائفهم كالصعود بالأرواح أو بما يأمرهم
به الله.
- وقد ناقشت ذلك في مسألة خاصة وذلك في الفصل
التاسع عشر .. تحت عنوان: (س58: هل ركب جبريل عليه السلام مع النبي على
ظهر البراق حتى صعدا به إلى السماوات السبع ؟) ثم تحت عنوان فرعي: (ثانيا: هل ظل جبريل والنبي
راكبين على البراق حتى صعدا للسماوات السبع ويتنقلون به ؟).
#- ثانيا: كثير من علماء المسلمين .. قالوا أن عروج النبي مع جبريل كان من خلال معراج
نوراني موصول من الأرض للسماء .. ومثاله مثل المصعد الذي يتم الصعود للأدوار
العليا في زماننا .
- أي أن البراق تم ربطه في سور بيت المقدس
.. ثم تم العروج بجبريل والنبي من خلال معراج موصول من السماء إلى الأرض من
داخل بيت المقدس أو المسجد الأقصى..
- أي أن جبريل صعد بالنبي .. وذلك من خلال معراج سماوي معلوم للملائكة ..
كما قال تعالى: (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) المعارج:3 .. وهي المصاعد التي تصعد بها الملائكة للسماوات
لتلقي أوامر ربها .. والله أعلم .
@- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):
-
الصحيح الذي تقرر من الأحاديث الصحيحة .. أن العروج كان في المعراج لا على البراق .. وتمسك بعضهم ببعض الروايات
السابقة فقال: إنه عرج عليه فبلغ السماوات السبع في سبع خطوات لأنه يضع حافره عند
منتهى طرفه. (الآية الكبرى في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص27).
#-
أظن أن مقصد الإمام السيوطي: "بمن تمسك ببعض الروايات" .. يشير إلى رواية البخاري المذكورة في الرأي
الأول والتي أتى فيها: (يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ
أَقْصَى طَرْفِهِ .. فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى
أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ ...) صحيح البخاري..
- ولكن هذه
الرواية لا تدل على أن البراق تم العروج به للسموات السبع .. فأقصى ما يقال أنه كان وسيلة للوصول إلى
السماء الأولى فقط .. على حسب بعض الآراء ..
@- قال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ) - عن
استمرار ركوب النبي على البراق حتى السماء:
-
واختلف أيضا في استمراره عليه الصلاة والسلام في عروجه إلى السماء:
-
فقيل: عرج عليه ..
-
والصحيح .. أنه نصب له
معراج فعرج عليه .. وجاء في وصفه وعظمه ما جاء.
-
ووهِمَ الحافظ ابن كثير كما قال الحلبي: القائلين ومنهم صاحب الهمزية .. أن
عروجه صلّى الله عليه وسلّم على البراق.
-
ومن الأكاذيب المشهورة: أنه صلّى الله عليه وسلّم لما أراد العروج صعد
على صخرة بيت المقدس وركب البراق فمالت الصخرة وارتفعت لتلحقه فأمسكتها الملائكة ففي
طرف منها أثر قدمه الشريف وفي الطرف الآخر أثر أصابع الملائكة عليهم السلام فهي واقفة
في الهواء قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض سبحانه
وتعالى (تفسير روح
المعاني ج8 ص11).
#- قلت خالد: وأظن أن أصحاب هذا الرأي بالصعود على المعراج
.. أتى ظنهم أن الصعود بجبريل من خلال معراج .. وذلك من خلال عدة روايات .. وإليك
بيان ذلك ..
1- جاء في (حديث صحيح) .. عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ
دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ
حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ»، قَالَ: «فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ»، قَالَ: «فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ
الْأَنْبِيَاءُ»، قَالَ " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ،
ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ،
وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ .. فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ:
مُحَمَّدٌ ....) صحيح مسلم.
- وفي مصنف ابن أبي شيبه بنفس الاسناد
السابق: (ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ .. قِيلَ:
وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ) رواه ابن أبي
شيبه في مصنفه.. وكذلك رواه البزار في مسنده .. وكذلك أبي
عوانه في مستخرجه إلا أنه قال في منتصف الرواية (ثم عُرِج بنا إلى السماء الثالثة)
...
أ- قلت خالد .. سبب الإستدلال بما سبق .. أن وسيلة العروج مبهمة
في الرواية .. إلا أن العقل يقول من وجود معراج عرج فيه النبي مع جبريل .. ليه ؟
- لأن الملائكة لا تصعد إلا في معارج كما في
القرآن .. ولما كان جبريل عليه السلام يصعد في معراج للسماء لأنه
من الملائكة .. فكان النبي صلى الله عليه وسلم قد صعد مع جبريل في معراج من تلك
المعارج ..
- وبعض العلماء يذكر التأييد بالصعود من
خلال المعراج .. برواية أبي سعيد الخدري التي سنذكرها بعد قليل وجاء فيها لفظ المعراج
صريحا .. ولكن هي رواية ضعيفة .. والله أعلم .
ب- قلت (خالد صاحب
الرسالة) – انتبه جيدا أخي الحبيب:
- في بعض طبعات صحيح مسلم .. لفظ (عُرٍج)
بضم العين وكسر الراء .. وهذا أظنه خطأ .. والصحيح هو (عَرَجَ)
بفتح العين والراء .. كما كتبه البزار وابن أبي شيبه في
مصنفه ..، لأن جبريل هو الذي كان يصعد بالنبي في كل سماء كما يظهر في بقية الرواية
فأتت الرواية بلفظ (عَرَج) بفتح العين والراء .. وقد أتى اللفظ سبعة مرات في الرواية
.. ولذلك ضبطها الإمام النووي في مختصره لصحيح مسلم ..، وكذلك في شرحه على
صحيح مسلم فقال: قوله "عَرَج" بفتح العين
والراء أي صعد. (شرح
النووي على صحيح مسلم ج2 ص212)..، وكذلك وجدتها مكتوبة في كتاب (المفهم لأبي العباس القرطبي
في شرحه على صحيح مسلم ج1 ص388) ..، وكذلك مكتوبة في كتاب (إكمال المعلم للقاضي عياض
في شرح صحيح مسلم ج1 ص494)..، وما وجدته من شرح لحديث مسلم على لفظ (عَرَجَ) إنما هو بفتح العين والراء .. وعلى هذا
العلماء الذين قاموا بشرح صحيح مسلم .. والله أعلم .
ج- لو كان اللفظ (عُرِج) بضم العين وكسر الراء .. فهذا محتمل أحد ثلاثة أمور
..
أ- إما بالبراق ..
ب- وإما من خلال معراج سماوي تم الصعود من خلاله
..
ج- أو بقدرة من الله التي قد منحها لجبريل عليه
السلام في الصعود للسموات والنزول منها .. على اعتبار أن جبريل عليه السلام هو
وسيلة العروج من الأرض وحتى السماء السابعة .. كما جاء في بعض الأحاديث ..
#-
ولكن في الإستدلال بهذه الرواية السابقة أمرين:
- الأول: أن هذه الرواية تم روايتها للفظ (عرج) مرة
بفتح العين والراء .. ومرة بضم العين وكسر الراء ..!! والعلماء الذين قاموا بتفسير
صحيح مسلم قاموا بتفسيرها على أنها (عَرَج) بفتح العين والراء ..
- الثاني: وهو أن باقي الروايات الصحيحة أشارت بمنتهى
الوضوح إلى أن الذي أخذ بيد النبي وعرج به هو جبريل عليه السلام .. وسيأتي بيان
ذلك بعد قليل ..
2- من الأحاديث التي تشير لوجود معراج قد
صعد من خلاله جبريل والنبي إلى السماء .. هو ما جاء في الرواية التالية ..
- جاء في (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي
هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري.. وجاء في الحديث: (ثُمَّ جِيءَ بالمِعْرَاجِ ..
الَّذِي تَعْرُجُ فِيهِ أرْوَاحُ بَنِي آدَمَ فإِذَا هُوَ أحْسَنُ ما رأيْتُ ألَمْ
تَرَ إلى المَيّتِ كَيْفَ يُحِدُّ بَصَرَهُ إلَيْهِ .. فَعُرِجَ بنا فِيهِ حتى
انْتَهَيْنا إلى بابِ السَّماءِ الدُّنْيا، فاسْتَفْتَحَ جَبْرَائِيلُ، فَقِيلَ
مَنْ هَذَا؟ قالَ جَبْرَائِيلُ؟ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قال: مُحَمَّدٌ، قِيلَ:
أوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قال: نَعَمْ، فَفَتَحُوا وَسَلَّمُوا عَليَّ .. وَإِذَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَحْرُسُ
السَّماءَ يُقَال لَهُ إسْماعِيلُ .. مَعَهُ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ مَعَ
كُلّ مَلَكٍ مِنْهُمْ مِئَةُ ألْفٍ، ثم قرأ (ومَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا
هُوَ) ... إلى آخر الرواية ...) رواه الطبري في
تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفيه (أبو هارون العبدي) وهو
متروك الحديث .
#- وفي رواية ضعيفة بالسند السابق بلفظ
آخر جاء فيه: (ثُمَّ
أُتِيتُ بِالْمِعْرَاجِ الَّذِي تَعْرُجُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ .. فَلَمْ يَرَ الْخَلَائِقُ أَحْسَنَ مِنَ الْمِعْرَاجِ، مَا
رَأَيْتُمُ الْمَيِّتَ حِينَ يُشَقُّ بَصَرُهُ طَامِحًا إِلَى السَّمَاءِ
فَإِنَّمَا يُشَقُّ بَصَرُهُ طَامِحًا إِلَى السَّمَاءِ عَجَبٌ بِالْمِعْرَاجِ ..)
رواه البيهقي في الدلائل .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفيه (أبو هارون العبدي) وهو
متروك الحديث .
#-
وللحديث السابق طريق آخر عن أبي سعيد الخدري .. ولكنه أشد ضعفا من سابقة بل هو حديث موضوع .. وهو كالآتي ..
-
(حديث موضوع) .. عن داود بن المحبر ثنا حماد بن سلمة عن أبي
هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم .. وجاء في الرواية:
(... ثم أُتينا بالمِعراجِ .. فإذا
أحسَنُ ما خَلَقَ اللهُ، ألم تَرَ إلى الميِّتِ إذا شُقَّ بَصَرُه، إنَّما يَتبَعُه
المِعراجُ عَجَبًا به، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج:
4]، قال: فقَعَدتُ في المِعراجِ
أنا وجِبريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .. حتى انتَهَينا إلى بابِ الحَفَظةِ
.. فإذا عليه مَلَكٌ يُقالُ له: إسماعيلُ معه سَبعون أَلْفَ مَلَكٍ، ومع كُلِّ مَلَكٍ
سَبعون أَلْفَ مَلَكٍ.... إلى آخر حديث
المعراج) رواه الحارث في مسند الذي حققه الهيثمي
.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ..
وفيه (أبي هارون العبدي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب (راجع ما قاله عنه الحافظ بن حجر في تهذيب
التهذيب ج7 ص413) ..، وفي السند يوجد (داود بن المحبر) وهو متروك الحديث ومتهم
بالكذب .. ومما ذكره ابن حجر عن (داود بن الحبر) في كتابه تقريب التهذيب ج3 ص200:
حكى الخطيب ، عن النسائى أنه قال فيه متروك . وقال الحاكم: حدث ببغداد عن جماعة من
الثقات بأحاديث موضوعة، حدثونا عن الحارث بن أبى أسامة، عنه بكتاب " العقل
"، وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ..، كذبه أحمد بن حنبل ..، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات،
ويروى عن المجاهيل المقلوبات ..، و قال الأزدى: متروك ..، وقال ابن مردويه: قال
ابن معين: المحبر وولده ضعاف ..، وقال النقاش: حدث بكتاب " العقل "،
وأكثره موضوع . (انتهى
النقل مختصرا).
3- ومن الروايات التي تشير لوجود المعراج
.. هو رواية عن كعب الأحبار ..
-
(حديث موضوع – أي
مكذوب) .. عن أبي طاهر أحمد ابن محمد .. عن كعب: (أن النبي صلى الله عليه
وسلم ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء قبل، قال: ثم
دخل جبريل أمامه، فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء، وحشر الله له المرسلين، ثم
أقام الصلاة .. وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين .. ثم تقدم فوضِع له مرقاة من ذهب،
ومرقاة من فضة .. وهو المعراج) رواه بن الجوزي في فضائل القدس ص119..،
ورواه أبو المعالي المشرف بن المرجى في فضائل بيت المقدس ص160 .. وكلا الطريقين فيه
رواه مجاهيل مثل (محمد بن أحمد بن الخطيب الواسطي) و (عمر بن الفضل بن المهاجر بن جعشم)
و(أبيه) .. فضلا عن (الوليد بن حماد بن جابر الرملي) وهو ضعيف الحديث .. و (عبد الرحمن
ابن محمد ابن منصور ابن ثابت ) لا وجود له ..، وجهالة (أبو الطاهر) الذي روى عن كعب
الأحبار لم يقابل كعب ولم يراه أصلا بل وليس في تلامذته شخص بهذا الإسم ..!! وكعب الأحبار
لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ..!! فالرواية كلها مكذوبة على كعب الأحبار
.. قبل أن تكون منقطعة بين كعب والنبي .. والله أعلم.
#- ثالثا: بعض العلماء قال أن العروج كان بالبراق ..
- وذلك بسبب بعض الروايات التي تكلمت عن المعراج فقط .. وكان
أغلبها وجود البراق في أول القصة ثم تنتقل إلى مشهد العروج للسماء .. فيتم الفهم
من ذلك أن العروج كان بالبراق .. وممن قال بذلك بعضهم قال كان العروج بالبراق حتى
السماء الأولى، ومنهم من قال حتى سدرة المنتهى ..
#- وسبب قولهم أن المعراج كان بالبراق
.. لعله من خلال الروايات التالية:
1- ولعل أوضح رواية قيلت في ذلك هي رواية الصحابي حذيفة بن اليمان التي أتى
فيها لفظ: (قَدْ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله
عَليه وسَلم بِدَابَّةٍ طَوِيلِ الظَّهْرِ مَمْدُودٍ .. هَكَذَا خَطْوُهُ مَدُّ
بَصَرِه .. فَمَا زَايَلاَ (أي فما فارقا
ونزلا عن) ظَهْرَ البُرَاقِ .. حَتَّى رَأَيَا
الجَنَّةَ وَالنَّارَ .. وَوَعْدَ الآخِرَةِ أَجْمَعَ (أي رأى جميع ذلك) .. ثُمَّ
رَجَعَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا) رواه الترمذي وقال حديث حسن
صحيح ..
#-
وفي رواية بلفظ عن حذيفة بن اليمان قال: (وَاللهِ مَا
زَايَلَا الْبُرَاقَ حَتَّى فُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَرَأَيَا
الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَوَعْدَ الْآخِرَةِ أَجْمَعَ .. ثُمَّ عَادَا عَوْدَهُمَا
عَلَى بَدْئِهِمَا) رواه أحمد والترمذي .. وقال
محققو المسند: إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وباقي رجاله ثقات رجال
الشيخين.
- فيتم الفهم من تلك الرواية .. أن النبي وجبريل عليه السلام ظلا راكبين على
ظهر البراق من بداية الإسراء وحتى صعدا للسماء ودخلا به السماء ثم عادا به إلى مكه
..!!
- ولكن رواية حذيفة بن اليمان بالرغم من صحة
سندها إلا أن رواية حذيفة نفسها فيها مشكلة .. وهي أن حذيفة بن اليمان حكاها عن ظنه
واجتهاده الخاص وليس نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد سبق وناقشنا هذه
الرواية بالتفصيل في الفصل التاسع والعشرون تحت عنوان (س84: هل صعد النبي للسماء
من بيت المقدس دون أن يصلي فيه كما قال الصحابي حذيفة بن اليمان ؟) .. فارجع إليها
.
2- جاء في (حديث صحيح) .. عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله
عنهما، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به: وجاء في الرواية:
(ثُمَّ أُتِيتُ
بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وَفَوْقَ الحِمَارِ أَبْيَضَ، - البُرَاقُ - يَضَعُ
خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ .. فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. فَانْطَلَقَ بِي
جِبْرِيلُ .. حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ
هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ....)
صحيح البخاري ... (قلت خالد صاحب الرسالة):
حذقت من المتن بعض ألفاظة التي كانت بين رواة السند لعدم أهميتها للقاريء.
- وهذه الرواية الظاهر منها: أن البراق كان وسيلة المعراج للسماء .. إذ لم
يأت فيها كلام عن الإسراء.
-
وهنا تعقيب على الرواية السابقة: أن هذه الرواية ذكرت فقط جانب المعراج دون الإسراء .. فأتت
مختصرة الأحداث .. ولكن في روايات أخرى عن أنس ابن مالك تم ذكر أنه حمله على
البراق حتى وصلا بيت المقدس الإسراء والمعراج فيها .. كرواية ثابت البناني عن أنس
ابن مالك .. في صحيح مسلم ..، وربطا البراق خارج المسجد .. وصعد جبريل بالنبي من
خلال إمساك يد النبي كما في صحيح البخاري .. وانطلقا صعودا لأعلى من بيت المقدس
ولم يأت ذكر البراق ... والله أعلم.
@-
وسبق وذكرت قول الإمام
بن حجر رحمه الله عند كلامه على جزئية: "فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى
أتى السماء الدنيا" إذ قال رحمه الله: وفي سياقه أيضا حذف تقديره: حتى
أتى بي بيت المقدس ثم أتى بالمعراج .. كما في رواية ثابت عن أنس رفعه: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتى بي
بيت المقدس فربطته .. ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء". (فتح الباري ج13 ص481-482).
@- قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي (المتوفى: 1429 هـ)
في تعقيبه على مؤلف شرح السنة في أن النبي ركب البراق حتى صعد السموات:
-
أمَّا قول المؤلف: "حمله جبريل على البراق حتى
أداره في السموات" .. فهذا فيه نظر ، إذ لم يحمله على البراق إلاَّ
حين سار إلى بيت المقدس .
-
أمَّا عند عروجه من بيت المقدس إلى السماء .. فالظاهر أنَّه كان في المعراج
.. وليس على البراق كما قال المؤلف يرحمه الله .. وبالله التوفيق . (إرشاد الساري بشرح شرح السنة للبربهاري
ص175).
@-
قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا
على رأي العروج بالبراق:
-
ما فائدة العروج بالبراق سواء من قال للسماء الأولى أو من قال حتى سدرة المنتهى .. إذا كان العروج للملائكة يكن بأنفسهم من خلال
معارج خلقها الله لهم وأعطاهم القدرة للصعود بأنفسهم دون وسائط ..؟!! وكذلك مثل صعود
الجن للسماء ومثل الطيور التي تطير للسماء بقدرة دون أي وسائط .
-
فالعروج من الأرض للسماء إنما كان بجبريل عليه السلام .. من خلال
معراج سماوي .. وبدون البراق .. والله أعلم .
#- رابعا: روايات قالت أن جبريل حمل النبي على جناحه وليس بالبراق .. وبعضها قال أن جبريل
ضمه إليه وصعد به .. ودليل ذلك هو الآتي ..
1-
(حديث
موضوع) .. عن عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ السِّمْسَارُ أَنَا
أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ الْمُعَلَّى
ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (قَالَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ
أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ ..... وبعد حديث طويل بين اليهود
والنبي للمقارنة بين فضائل الأنبياء .. وجاء في منتصف الحديث:
-
(قَالَتِ الْيَهُودُ: مُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ ..
-
قَالَ: وَلِمَ ؟
-
قَالُوا: لَأَنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ
وَأَرْبَعِ مِائَةِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعِ وَأَرْبَعِينَ كَلِمَةً وَلَمْ
يُكَلِّمْكَ بِشَيْءٍ.
-
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
-
قَالُوا: وَمَا ذَاكَ .
-
قَالَ: قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} فَحَمَلَنِي
عَلَى جَنَاحِ جِبْرِيلَ .. حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ
السَّابِعَةِ .. وَجَاوَزْتُ سِدْرَة الْمُنْتَهى عِنْدهَا جنة الْمَأْوَى ..
حَتَّى تَعَلَقْتُ بِأَسْتَارِ الْعَرْشِ .. فَنُودِيتُ مِنْ فَوْقِ الْعَرِشِ ..
يَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا .. أَرَى رَبِّي بِقَلْبِي
وَلَمْ أَرَهُ بِعَيْنِي .. فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ..
-
قَالُوا: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَكْتُوبٌ فِي
التَّوْرَاةِ ... إلى آخر الحديث الطويل) رواه اسماعيل
الأصبهاني "قوَّام السنة" في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا حديث موضوع وفيه غرائب
وعجائب في حديث يزيد على ثلاث ورقات كبيرة في مناظرة بين فضائل الأنبياء بين
اليهود والنبي ..!!
-
وفي السند (عمر بن أحمد السمسار) وهو مجهول الحال ..، وفي
السند (الحسن بن كليب) قال عنه الدارقطني والخطيب البغدادي أنه ضعيف الحديث .. (راجع لسان الميزان ترجمة
رقم 2380) ، وباقي السند مختلق ومركب .. لأن (الحسن بن كليب) ليس له تلميذ اسمه (محمد بن إبراهيم بن داود –
الأصبهاني) بل وأظن والله أعلم - أن الحسن بن كليب أظنه لم يروي له أحد من أهل
أصبهان ..، ثم أن (الحكم بن أبان) ليس من شيوخ (يزيد بن أبي حبيب المصري) و (يزيد
بن أبي حبيب) لم أجده في تلاميذ (الحكم بن أبان) ..!!
-
أما عن نكارة المتن: فهي ليست في حاجة إلى بيان لما فيها من
غرائب لم يرويها أحد من كتب الصحاح فضلا عن أن اليهود لم يظهر منهم إسلام أربعون
رجلا منهم مرة واحدة .. والله أعلم .
2-
وفي (حديث
مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. روى السدي عن محمّد بن السائب عن
باذام عن ابن عبّاس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما كانت ليلة أسري بي وأنا بمكة بين النائم واليقظان .... ثم جاء في بعض الرواية:
-
فإذا
أنا (ثمّ أخذ جبرئيل (عليه السلام) بيدي فانطلق بي
إلى الصخرة فصعد بي إليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثله حسنا وجمالا لم ينظر الناظرون إلى شيء
قط أحسن منه. ومنه تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق
بالسماء إحدى عارضيه ياقوتة حمراء والأخرى زبرجدة خضراء درجة من فضة ودرجة من ذهب
ودرجة من زمرد مكلل بالدر والياقوت ..
-
وهو المعراج الذي ينطلق منه ملك الموت لقبض الأرواح .. إذا رأيتم ميتكم يشخص بصره فتنقطع
عنه المعرفة إذا عاينه لحسنه....
-
فاحتملني جبرئيل حتّى وضعني
على جناحه ثمّ ارتفع بي إلى سماء الدنيا من ذلك المعراج، فقرع الباب فقيل:
من؟ قال: أنا جبرئيل. قال: ومن معك؟ قال: محمّد...) ذكره الثعلبي (المتوفى:427 هـ) في تفسيره
الكشف والبيان ج6 ص56.. (قلت خالد صاحب الرسالة):
الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند
كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن
السائب) وهو متهم بالكذب ..
3- وفي رواية جمعها بعض الناس ونسبها لابن
عباس بالكذب .. ولعله أخذ بعضها من تفسير الثعلبي ومما جاء في تلك
الرواية: (ثم أن
جبريل عليه السلام أتى بي إلى الصخرة .. وإذا بالمعراج قد نُصب إلى الصخرة من عنان
.. فلم أر شيئا أحسن من المعراج .. وهو مرقاة من الذهب ومرقاة من الفضة ومرقاة من الزبرجد ومرقاة من الياقوت الأحمر .. فضمني جبريل إلى صدره .. ولفني
بجناحه .. وقبَّل ما بين عيني .. وقال ارق يا محمد .. فصعدت أنا وجبريل ..
فحار نظري من مقامات المتعبدين .. وإذا بملائكة لا يحصى كثرتهم إلا الله تعالى
يسبحون الله تعالى لا يفترون .. ورأيت النجوم متعلقات كتعليق القناديل في المساجد
أصغر ما يكن منها منها أكبر من جبل عظيم .. ثم صعد بي إلى سماء الدنيا في أسرع من
طرفة عين ...... إلى آخر الرواية المكذوبة) .. من الرواية المنسوبة بالكذب لابن عباس .. والتي جمعها بعض الناس من روايات كثيرة ووضع فيها تصوراته
الخاصة .. ووضعها في كتاب تحت عنوان "الإسراء والمعراج لابن عباس".
@- قلت (خالد صاحب الرسالة): لا يوجد مشكلة في أن يكون جبريل صعد بالنبي وهو
يضمه أو يحضنه .. ولكن يقال ذلك على سبيل الظن والتخمين وليس لأن الروايات قالت
بذلك .. إذ أن ما جاء في الروايات الصحيحة هو أن جبريل أخذ بيد النبي وعرج به .. والله
أعلم بهذه التفاصيل.
#-
خلاصة القول:
1- أن وسيلة الصعود بالنبي من المسجد
الأقصى إلى السموات السبع .. كان هو جبريل عليه السلام .. وليس بالبراق .. ويكون ذلك
من خلال معراج سماوي نوراني لا تعلمه غير الملائكة ولا يدخله إلا الملائكة .. ولعل
هذا المعراج مثل الأسانسير أو المصاعد الكهربائية الموجودة في زماننا .. فأخذ
جبريل النبي للمعراج الذي سيصعدون منه للسماء وعرج بالنبي من خلال محل أو طريق العروج
للسماء .. إذ أن العروج للسماء من صفات الملائكة إذ يقول تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) المعارج:4.
2- أما مسألة ركوب البراق والصعود به
للسموات .. فهذا رأي فيه نظر .. إذ أنه لا يوجد رواية صحيحة تقول
بأن البراق كان وسيلة الانتقال من سماء لأخرى .. بل كان جبريل هو وسيلة الإنتقال من
خلال معارج سماوية .. إذ أن انتقال الملائكة يكون من خلال معارج .
#- ملحوظة هامة: قد أوضحنا سابقا الحكمة من سبب الإسراء كان
بالبراق .. والمعراج كان بجبريل عليه السلام بدلا من البراق .. فراجع الفصل الثامن
عشر تحت عنوان: (س56: لماذا انتقل
جبريل مع النبي بالبراق في الإسراء للمسجد الأقصى ؟ ولماذا صعد جبريل بالنبي
وحدهما في المعراج ولم يصعد بالبراق للسموات ؟).
- والله أعلم .
- وبهذا يكون ختام المسائل التي تم ذكرها وتتعلق ببداية المعراج .. وبعدها ننتقل إن شاء الله .. لبعض المسائل التي قيل أنها حدثت مع النبي أثناء عروجه.
وبأيٍ كان الصعود فهو بقدرة الله القوي المتين سبحانه
ردحذفجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد ..
ردحذفربنا يسعد قلبك يارب وربنا يعطيك الصحة والعافية وراحة البال ..
وربنا يكتب لحضرتك كل الخير والتوفيق فيما هو آت يارب العالمين.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
💫🥳مما راق من كلام أ/ خالد أبو عوف 🥳💫
ردحذف#- قوم اقف - ما تتكسرش - قوم اقف #-
* أوعى تفتكر عشان أنت طيب فأنت ضعيف.. لاااااااااااااااااااااااا ..
#- فالقلب الطيب قلب قوي.. قوي وقوي جداااااااااا كمان.. وإلا ماكنش من القلوب الطيبة ..
-- الأنبياء والرسل عشان تعرف إن القلوب الطيبة دي أقوى مصدر في الوجود.. حتعرف لما تبص للأنبياء والرسل وهتعرف إن القلب الطيب ده أخترق حدود الزمان والمكان ووصل عند سدرة المنتهى وتخطاها واخترق من الأنوار ما اخترق لحد ما وصل للنور الأعظم فأوحى إليه ما أوحى.. ( ده هو القلب الطيب )..
#- القلب الطيب..
هو الا يقول ياااااارب وهو راض.. حيحزن وهيعيط وهيحس بقهره إن هو مكسور بس قوته هي ربه لأن ده النور الا منور جواه..
** أوعى تفتكر إن القلب الطيب ضعيف..
** أوعى تحس بالإنهزامية..
** أوعى تحس إنك إنكسرت..
حتحزن - حتتضايق - في ناس هتخنقك-
في ناس هتجرحك - بس طول ما انت مع الله هيراضيك .. وهيأخذ بإيدك وهيرفع بيك لمراتب أهل الكمال .. **
-- العشرة المبشرين بالجنة كانوا من القلب الطيب.. الصحابة إلا وقفوا جنب النبي صلى الله عليه وسلم وخرجوا معاه في ساعة العسرة والدم بيشرح منهم وبينزل وفقراء ومساكين وممعمهش أي حاجة والتعب واخدهم في كل حاجة وخرجوا معاه في وقت الحر الشديد جدا .. وحالهم هو حالهم ..
( كانوا هما القلب الطيب ) .
* النبي يحيي إلا إتقتل غدر وخيانة كان قلب طيب - إن رب العالمين رفعه فوق أنه قوته بمزيد كرامة منه بالشهادة كمان ..
#- القلب الطيب مش ضعيف -
القلب الطيب عنده إحساس بالجمال -
- عنده إحساس بالحب -
- عنده إحساس بالرحمة -
- عنده إحساس بالرأفة -
- عنده إحساس أنه عايز يعيش إنسان - ( هو ده القلب الطيب ).
#- كمل واقف #-
- مهما ضايقوك - مهما جرحوك -
ومهما نصبوا عليك..
قول حسبي الله ونعم الوكيل ..
أنا مع الله - ومن كان مع الله فالله معه - قول يااااارب - خلى كلمة يااااارب تدخل جواك تغسل قلبك - تشيل الحزن الا فيه - عشان تفضل محافظ على قلبك طيب .
#- القلب الطيب قوي - قلب مميز عند رب العالمين - قلب فيه نور من الله عشان كدة هو طيب لانه من تجلى الطيب جل شأنه.. تجلى عليه ليطيب له ما فيه - يجعل من السماحة ما فيه - يكون أهلا ومحلا لنور الله عليه .. فيغفر له - ويعفو عنه - ويرحمه - ويزيده من مزيد إحسان من فضله..
** أوعى تخلي الشيطان يضحك عليك ويقولك أنت لازم تمشي تبقى إنسان زبالة عشان الدنيا بقت كدة - لااااااااااا.. خليك قوي بالله ..
** لأن القلب الطيب قوي بالله .. ويوم ما تتقلب تتحول ماتقولش ياااه أصل أنا الا عملت في نفسي كدة - لا أنت كنت كدة بس مجاتلكش الفرصة وكنت بتمثل إنك طيب ..
#- القلب الطيب إنسان إرتضى أنه يعيش إنسان - عشان يموت إنسان ..
#- قووووووووم اقف #-
كلام جميل جذا شكرا لنقلكي يااسراء،
حذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي و على آله وصحبه أجمعين
ياااااه ليكي وحشه حبيبتي وردة البنفسج 😘.. ووحشتنا قصصك الحلوة ❤️..
حذفربنا يسعد أيامك يارب ويطيب خاطرك ويرضى عنك ويراضيكي يارب يارب 🤲
الشكر لله حبيبتي كله بأمره وبإذنه❤️ ..
وجزاك الله كل خير 🌹
و لكي بالمثل حبيبتي ، قلبك الطيب و حبك لكل اهل المذونة و قدرتك على التعايش مع الكل تخلي الواحد يستبشر خير و يحس ان الذنيا ليسه بخير ربنا يعطيك على قد قلبك الكبير ❤😘😘
حذفتفاءل فربّك ملك السماوات والأرض وعنده خزائن كل شيء،
ردحذفتفاءل فربّك الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء،
تفاءل لأنه معك يراك ويسمعك، وهو أرحم بك من أمّك وأبيك،
تفاءل لأنه خالقك، ورازقك، ولن ينساك، ولن يغفل عنك،
تفاءل لأنّه سبحانه وعدك فقال:
🌷سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا🌷
قصة وعبرة :
ردحذفخرج التاجر يوماً من بيته فمرّ في طريقه على بستانٍ، ورأى فيه غلاماً يجلس بجوار حائطٍ يريد تناول طعامه، فإذا بكلبٍ يقتربُ منه، فأخذ الغلام يلقي إلى الكلب بلقمة من طعامه ويأكل لقمة.
أخذ التاجر ينظر إليه ويتعجّب ممّا يفعل! ثم اقترب من الغلام وسأله: أهذا الكلب كلبك؟؟
قال الغلام: لا.
قال التاجر: فلِمَ تطعمه مما تأكل، ومثلما تأكل؟
ردّ الغلام: إني أستحي أنْ يراني وأنا آكلُ ما قُسِمَ لي من طعام اليوم، وهو يطوفُ حولي جائعاً، ينظر لي!!
أُعجب التاجر بردِّ الغلام، وسأله: هل أنت حرٌّ أم عبدٌ؟؟
أجاب الغلام: بل أنا عبدٌ عند أصحاب هذا البستان.
انصرف التاجر عنه ثمّ عاد بعد قليل، وقال للغلام: أبشِر يا فتى فقد أعتَقتُكَ من سيدك لوجه الله! وقد أصبح هذا البستان مُلكاً لك.
قال الغلام بسعادة تغمر وجهه، ودونما تفكير: أُشهِدُك إذاً أنني قد جعلتُ ثمارَها لفقراء المدينة.
تعجّب التاجر منه وقال للغلام: عجباً لك! أتفعلُ هذا مع فقرك وحاجتك إليها؟
ردّ الغلام بثقة: إني لأستحي من الله تعالى أنْ يجود عليّ بشيء لم أسعَ إليه، فأبخل به على مَن يسعى لتحصيل قوت يومه ورزق عياله!
العبرة: كم من الجميل أن يكون الإنسان مرهف الأحاسيس بمن هم حوله من إنسانٍ وحيوان، ويُحسنَ لكلّ من يستحقّ الإحسانَ وخاصةً في أزمنةِ العسر والضيق وقلّة ذات اليد!
الإنسانية لا تتجزأ، فبينما نجد في الغرب مَن يُحسنُ للحيوان ويهتم به ويكرمه، وبالمقابل يهون عليه أخوه الإنسان بسبب اختلاف الدين أو العرق أو المذهب!
جزاك الله كل خير وامدك بالعلم والقوة وأعانك على ماهو خير للمسلمين بهذه المدونة
ردحذف🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟
اللهم صل على أشرف المرسلين نبينا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وسلم
عنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(أَوْصِني. قالَ:
ردحذف{لاَ تَغْضَبْ} فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: {لاَ تَغْضَبْ}.
رواه البخاريُّ .
قوله صلى الله عليه وسلم ((لا تغضب)) معناه لاتنفذ غضبك، وليس النهي راجعاً إلى نفس الغضب، لأنه من طباع البشر، ولا يمكن الإنسان دفعه.
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((إياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد في فؤاد ابن آدم، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضجع أو ليلصق بالأرض )).
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني علماً يقربني من الجنة ويبعدني من النار قال: ((لا تغضب ولك الجنة)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما يطفىء النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).
وقال أبو ذر الغفاري: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس،فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع)).
وقال عيسى عليه الصلاة والسلام ليحي بن زكريا عليه الصلاة والسلام: إني معلمك علماً نافعاً: لا تغضب. فقال: وكيف لي أن لا أغضب ؟قال إذا قيل لك ما فيك فقل: ذنب ذكرته أستغفر الله منه، وإن قيل لك ما ليس فيك فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به، وهي حسنة سيقت إليك .
وقال عمرو بن العاص: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يبعدني عن غضب الله تعالى قال: ((لا تغضب)).
وقال لقمان لأبنه: إذا أردت أن تؤاخي أخاً فأغضبه، فإن أنصفك وهو مغضب، وإلا فاحذره.
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل ورزقك معراجا روحيا ينير الروح والقلب بجاه النبي محمد صلى الله عليه و سلم
ردحذف----
مقتطف من الموضوع:
🌹- لا يوجد مشكلة في أن يكون جبريل صعد بالنبي وهو يضمه أو يحضنه .. ولكن يقال ذلك على سبيل الظن والتخمين وليس لأن الروايات قالت بذلك .. إذ أن ما جاء في الروايات الصحيحة هو أن جبريل أخذ بيد النبي وعرج به .. والله أعلم بهذه التفاصيل.
🌹- أن وسيلة الصعود بالنبي من المسجد الأقصى إلى السموات السبع .. كان هو جبريل عليه السلام .. وليس بالبراق .. ويكون ذلك من خلال معراج سماوي نوراني لا تعلمه غير الملائكة ولا يدخله إلا الملائكة .. ولعل هذا المعراج مثل الأسانسير أو المصاعد الكهربائية الموجودة في زماننا .. فأخذ جبريل النبي للمعراج الذي سيصعدون منه للسماء وعرج بالنبي من خلال محل أو طريق العروج للسماء .. إذ أن العروج للسماء من صفات الملائكة إذ يقول تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) المعارج:4.
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
{ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }
ردحذفكلمة ( الله ) وحدها كفيلة بإسكات أكبر أكاذيب الحياة...
كفيلة بهدم كل ماتظنه كبيراً في هذه الدنيا...
(( قل الله ))
قلها من أعماقك...
إزرعها في كل خلية في جسدك...
إجعلها تسري في دمك مع كل شريان...
(( قل الله ))
وليصمد قلبك إليه، ووجِّه وجهك إليه..
وألجيء ظهرك إليه، وفوِّض أمرك إليه..
(( قل الله ))
وأَسمِعها قلبك، واجعلها تتدفق في دمك...
قلها واصمُد إليه، فهو الصَّمد الذي لم يكن له كُفُواً أحد...
اللهم اقذف في قلوبنا رجاءك وانزع من قلوبنا رجاء من سواك..
اللهم أَصمِد قلوبنا إليك وحدك، واجعلنا لانطلب أحداً غيرك، ولا نسأل أحداً سواك، ولا نستغيث بغيرك
"إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا، إنكم تدعون سميعًا قريبا"..
ردحذفمعنى قربه تعالى وأنه لا يغيب أبدًا في كل وقت، معنى شريف جليل لا يحسن الإنسان الإبانة عنه بيانًا يليق به!
تذهل النفس أمامه، خوفا وطمعا!
وانظر من شئت ممن تحبهم ويحبونك، فإنهم لا بد لهم من حجبة أو غيبة، لكن الله تعالى هو الباطن الذي ليس دونه شيء، القريب بسمعه وبصره وإحاطته وعلمه، المجيب الذي لا رادَّ لفضله ولا مُمسكَ لرحمته!
وهذا فيه ما فيه من إيناس وود، ورحمة وحب، وفضل لا يتناهى، وشرف لا يُدرَك!
مع ما فيه من جلالة وعظمة تحمل الإنسان على سجود طويل فيه القرب والإجابة والنور!
يقول احدهم بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وكان معه خبز محمص،، لكن الخبز كان محروقا تماما..
ردحذففمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي
وسألني كيف كان يومي في المدرسه؟
لا أتذكر بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها..
عندما نهضت عن طاولة الطعام سمعت أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه.. ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي.. حبيبتي:
لا تكترثي بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق..
وفي وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبل والدي قبلة (تصبح على خير)
سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟
فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل:
يا بني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق
وشئ آخر،
أن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت.. الحياة مليئة بالأشياء الناقصه، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه.
علينا أن نتعلم كيف نقبل النقص في بعض الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين..
وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمه.
خبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا.. فليعذر الناس بعضهم بعضا؛ وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر؛ ولنترفع عن سفاسف الامور
النقد المُستمر يُميت لذة الشيء !
لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها !
كذلك الشخص .. إن تعرض للنقد الجارح بإستمرار يُصبح سلبي ..
إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء
فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح .. تقفل به أفواهٍ وتفتح به قلوب..
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي و على آله وصحبه أجمعين
اشرقت انوارك يا وردتي
ردحذفخبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا
حفظك الله حبيبتي حسناء، ربنا يجبر بخاطرك ز يسترك يارب ❤😘😘
حذف