ج84: قصة الإسراء والمعراج - ما المقصود برؤية النبي لربه بفؤاده أو بقلبه - كيف يرى النبي ربه والنور حجاب عن رؤية الله - أين دليل وصول النبي لمقام الخصوصية في سورة النجم وأحاديث المعراج - ما دليل وصول النبي عند العرش - هل رؤية الآيات الكبرى في سورة النجم لا تدل على رؤية الله - هل شجرة سدرة المنتهى على الأرض وليست في السماء - لماذا البعض ينكر تجلي الله على النبي بنوره عند سدرة المنتهى - هل تكلمت سورة النجم عن معراج آخر خلاف ليلة الإسراء والمعراج.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الرابع والثمانون)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع والثمانون :: عن رحلة المعراج – الجزء الثاني والعشرون/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س199: أين دليل وصول النبي لمقام الخصوصية في سورة النجم وأحاديث المعراج ؟ وما دليل وصول النبي عند العرش ليلة المعراج ؟

#- أولا: الدليل من أحاديث المعراج.

#- ثانيا: أما من حيث الأدلة في سورة النجم على مقام الخصوصية.

2- س200: هل رؤية الآيات الكبرى في سورة النجم لا تدل على رؤية الله ؟

3- س201: ما المقصود برؤية النبي لربه بفؤاده أو بقلبه ؟

4- س202: كيف يرى النبي ربه والنور حجاب عن رؤية الله ؟

5- س203: لماذا البعض ينكر تجلي الله على النبي بنوره عند سدرة المنتهى ؟

6- س204: هل شجرة سدرة المنتهى على الأرض وليست في السماء ؟

7- س205: لماذا أبهم الله ما حدث مع النبي في سورة النجم ؟

8- س206: هل تكلمت سورة النجم عن معراج آخر خلاف ليلة الإسراء والمعراج ؟

*******************

:: الفصل الرابع والثمانون ::

*******************

 ..:: س199: أين دليل وصول النبي لمقام الخصوصية في سورة النجم وأحاديث المعراج ؟ وما دليل وصول النبي عند العرش ليلة المعراج ؟ ::..

 

- قد يخطر ببالك فتقول: أين نجد مقام الخصوصية في سورة النجم أو حتى أحاديث الإسراء والمعراج ؟ وما دليل أن النبي وصل عند العرش ليلة المعراج ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

هو أن وصف مقام الخصوصية هو وصف خاص بي للتفهيم بأن هذا مقام خاص بين النبي وربه .. ولكن أين نجد الدليل على مقام الخصوصية وأن النبي وصل لعرش الرحمن ؟!!

 

#- أولا: الدليل من الأحاديث ..

- حينما ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم لمستوى صريف الأقلام وأوحى الله إليه ما أوحى .. وهذا المستوى لم يكن جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم .. ونأنس في ذلك:

 

1- بما جاء في الحديث الصحيح: (قال: " فرجعت إلى ربي .. فقلت: يا رب، خفف على أمتي، فحط عني خمسا، فرجعت إلى موسى، فقلت: حط عني خمسا، قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف "، قال: " فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام حتى قال: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا، فإن عملها كتبت سيئة واحدة "، قال: " فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه) صحيح مسلم.

 

- وقوله (فرجعت إلى ربي) .. واضحة تمام الوضوح أنه كان في مكان بينه وبين ربه له فيه مناجاة خاصة .. أي أوحى إليه ما أوحى ..

 

2- وكذلك ما جاء في الحديث الصحيح: (قَالَ "أي النبي": " فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِى" .. تَغَيَّرَتْ .. فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا .. فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى .. فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ....) صحيح مسلم .

 

- فقوله (فأوحى الله إليَّ ما أوحى) .. فقوله (إليَّ) فيه دلالة خصوصية وحى للنبي مباشرة .. وليس من خلال أحد .. ولكن هذا الوحي حدث بعد الصعود لمستوى صريف الأقلام .

 

#- مع ملاحظة أن الرواية السابقة سقط منها مستوى صريف الأقلام .. أي لم تذكره هذه الرواية .. ولكن في حديث آخر صحيح أن النبي بعد سدرة المنتهى ارتقى لمستوى صريف الأقلام .. إذ جاء في الحديث الصحيح: (ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ) صحيح البخاري ومسلم.. وسبق الكلام عن مستوى صريف الأقلام .. ويمكنك الرجوع إلى الفصل السادس والخمسون تحت عنوان (س130: ما هو معراج صريف الأقلام الذي صعد إليه النبي ليلة المعراج ؟).. وكذلك الفصل السابع والخمسون.

 

@- ويمكنك أخي الحبيب التوسع أدلة مقام الخصوصية من حيث الروايات .. عند مراجعة الفصل الثالث والستون .. تحت عنوان (س145: ما هو معراج مقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ؟) .. عند البند (أولا: الدليل على وصول النبي لمقام الخصوصية ليكلمه الله بلا واسطة ..).

 

3- وكذلك أخذ النبي خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش .. وبداية أخذ النبي لعطاء خواتيم البقرة كان ليلة المعراج .. ثم انزلت عليه من كنز تحت العرش .. ونفهم من ذلك أن أخذ العطاء كان من نفس مكان تنزيل الآيات فيما بعد.

 

#- عن حذيفة بن اليمان قال .. كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (أُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط صحيح مسلم.

 

- وهذه الرواية يتم الفهم منها أن النبي وصل إلى مستوى العرش ..

 

4- وإذا كان العرش فوق الفردوس الأعلى وهو أعلى مقام في الجنة إذ جاء في الحديث: (فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ (أي أفضل درجة في) الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ) صحيح البخاري.

 

- وإذا كان النبي قد دخل الجنة .. وانتقل منها لمستوى سدرة المنتهى وحدث تجلي النور العظيم .. فهذا معناه إما أن العرش عند سدرة المنتهى أو بعد ذلك في مستوى آخر .. والله أعلم.

 

- وفي كل الأحوال هذا يثبت لك .. أن النبي صلى الله عليه وسلم وصل عند العرش بيقين بدليل أنه انتقل من الجنة لما هو فوقها... كما جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ .. إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ .. حَافَّتَاهُ (أي على جوانبه) قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ (أي جواهر من اللؤلؤ تملأ جانبه) ، قُلْتُ لِلْمَلَكِ: مَا هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ (ومعناه الكثير الخير) الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ .. قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ (أي من قعر هذا النهر) فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ..

- ثُمَّ رُفِعَتْ لِي (أي رأيت) سِدْرَةُ المُنْتَهَى (أي فذهبت إليها) فَرَأَيْتُ عِنْدَهَا نُورًا عَظِيمًا) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

 

- إذن: بعد كل ما سبق .. أنت لست في حاجة لتقول ما الدليل على أن النبي وصل للعرش ليلة المعراج .. !!

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

#- ثانيا: أما من حيث الأدلة في سورة النجم على مقام الخصوصية .. فهذا نجده في الآيات التالية:

- الأولى: عند قوله تعالى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) .. وسبق الكلام على تلك الآيات .. مع ترجيحنا للرأي القائل على أنها تتعلق برؤية النبي لربه بقلبه ومكالمته ..

 

- الثانية: عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. وأيضا سبق الكلام على هذه الآيات .. مع ترجيحنا للرأي القائل على أنها تتكلم عن رؤية النبي لربه أيضا ومكالمته ولكن يظهر ذلك من خلال قصة المعراج التي أوضحت ما أبهمته آيات سورة النجم ..

- والله أعلم .

 

***************************

 ..:: س200: هل رؤية الآيات الكبرى في سورة النجم لا تدل على رؤية الله ؟ ::..

 

- بعض المفسرين يقول بما ملخصه: أن النبي لم يرى ربه بل رأى آياته الكبرى كما قال تعالي: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .. ورؤية الآيات ليست هي رؤية الله .. فلماذا يقال أن النبي رأى ربه ؟!!

 

#- وهذا استنباط .. يذكره بعض المفسرين للدلالة على توضيح وجهة نظرهم في عدم رؤية النبي لربه .. دون اعتراض على من أثبت ذلك .. وإنما هذا يذكرونه لتأييد رأيهم الخاص وما ذهبوا إليه ..

 

- ثم أتى الجاحدين لمعراج النبي والمنكرين للحديث النبوي الصحيح من أهل زماننا .. وأخذوا قول بعض هؤلاء المفسرين .. وقالوا بكلامهم .. مع سخرية واستهزاء على وسائط الميديا بالمؤمنين الذين قالوا برؤية النبي لربهم.

 

- وسبب استهزائهم وسخريتهم .. هو أن المؤمنين الذين قالوا برؤية ربهم كيف يساوون بين رؤية الآيات ورؤية الذات الإلهية ؟!! يعني كيف يساوون بين رؤية المخلوق بالخالق ؟!! ثم يهينون المؤمنين الذين يقولون برؤية النبي لربه في آيات سورة النجم ويسخرون من عقولهم ويستهزئون من شأنهم .. في حين هم الأذكياء أصحاب البصيرة والحق لا غيرهم ..!!

 

- طيب تعالوا كده نشوف هذا الموضوع .. وليحيا من حي عن بينة وليموت الآخرين بغيظهم حقدا وحسدا على النبي صلى الله عليه وسلم (أقصد المنكرين للمعراج والمستهزئين تحقيرا للمؤمنين القائلين برؤية النبي لربهم .. ولا أقصد المفسرين أصحاب الرأي).  

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: الحمد لله أن جعل الغباء آية لهؤلاء المنكرين للمعراج لجحودهم للحديث النبوي الصحيح .. لكن ليه قلنا أن الغباء لهم آية تدل عليهم ؟

- عشان قولهم: "أن النبي لم يرى ربه ليلة المعراج" .. فهذا معناه اعترافهم بحدوث المعراج فعلا .. فكيف ينكرون وكيف يثبتون في نفس الوقت ؟!!

- فسبحان من جعل الغباء لهم آية.

- فقبل أن يستهزئوا من المؤمنين بربهم والمحبين لنبيهم .. فليستروا عوراتهم العقلية التي تدل على غباء فاضح لحالهم ..

- مش كده ولا إيه ؟!!

- وهؤلاء لا يشغلون بالنا .. وإنما أحببت توضيح حقيقة هؤلاء المستهزئين التحقيريين لعقول المؤمنين المعتقدين برؤية النبي لربهم ليلة المعراج.

 

#- ثانيا: إنكارك لرؤية النبي لربه بدلالة آيات سورة النجم فهذا شأن خاص بك وحدك تلتزم به في معتقدك الخاص وليس هو معتقد كل المسلمين .. فإذا عقلت ما سبق .. فأقول لك الآتي:

1- من الصحابة والتابعين من قال أن النبي رأى ربه بدلالة آيات سورة النجم .. ألم يقل جل شأنه (ولقد رآه نزلة أخرى) ؟!!

- فإذا كان من رأيك أن هذا يتعلق بجبريل كما قال بن مسعود والسيدة عائشة .. فمن رأي الآخرين أنه رأى ربه كما قال أبا ذر الغفاري وابن عباس .. فلا حجة لك ولا اعتراض على الرأي الآخر .. فكلا منهما مستقيم الرأي بأدلته وما يتفق وسياق الآيات .. فليس من حق الآخر أن يفرض رأيه على الآخر لقوة الأدلة عند الطرفين.

 

2- ثم من قال أن المعجزات الكبرى لم يكن فيها رؤية النبي لقدرة الله على أن يخلق في قلب النبي وعينه رؤيته جل شأنه .. فالمعجزة هنا متعلقة بذات النبي المتجلى عليها بالنور الإلهي الخاص لتهيئته بمكاشفة خاصة لرؤية ربه .. وكما لا يخفى على مؤمن أو عاقل أن رؤية الرب بالقلب من المعجزات بلا ريب .. وإلا فكيف حدثت هذه الرؤية في قلب النبي ليرى ربه ؟!! أليس هذا بمعجزة ؟!! أم أنه يحدث لكل البشر ؟!!

- فما لكم كيف تحكمون أم على القلوب أقفال ؟!!

 

#- وليس المعجزة هنا لها تعلق برؤية ذات الله .. بل لها تعلق بما رآه النبي من قدرة الله في قلبه أن جعله يراه بقلبه .. فالمعجزات رؤيتها معناها رؤية قدرة الله في الوجود وليس رؤية ذات الله في الوجود ..

- فأبصر يا مؤمن ما ذكرته لك فهو نفيس.. والحمد لله على فضله.

 

- أما عن لفظ الرؤية لمن يرغب بذكر لفظ الرؤية .. فقد تحقق في آيات سورة النجم وقد سبق الإشارة لذلك عند تفسير آيات سورة النجم أن النبي رأى ربه مرتين .. بل وقد ذكرت في سؤال مخصص عن سبب الميل لرؤية النبي لربه من خلال آيات سورة النجم .. في الفصل الثالث والثمانون .. تحت عنوان (س198: لماذا أميل في تفسير رؤية آيات سورة النجم إلى تفسير بن عباس على أن المرئي هو رؤية النبي لربه وليس جبريل ؟) .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة جدا: قد سبق الرد على هذه جزئية أن الآيات الكبرى ليست هي رؤية النبي لربه .. وذلك في سؤال فرعي عند تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم:18 ..، وذلك في الفصل الثالث والثمانون تحت عنوان (س197: ما الذي أميل إليه في تفسير قوله تعالى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ؟) .. ثم ذكرت عنوان: (هل رؤية النبي لربه ليست من الآيات الكبرى حتى يقال أن النبي رأى ربه ..؟!!).

 

************************

 ..:: س201: ما المقصود برؤية النبي لربه بفؤاده أو بقلبه ؟ ::..

 

- كنا ذكرنا أن للقلب رؤية .. وأن النبي رأى الله بقلبه .. فما المقصود بهذه الرؤية القلبية ؟

 

#- قال الإمام ابن حجر رحمه الله (المتوفى:852 هـ):

- المراد برؤية الفؤاد: رؤية القلب .. لا مجرد حصول العلم .. لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالله على الدوام.

- بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه .. أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه .. كما يخلق الرؤية بالعين لغيره .. والرؤية لا يشترط لها شيء مخصوص عقلا ولو جرت العادة خلقها في العين. (فتح الباري ج8 ص474).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لما كان الفؤاد محل استقبال المكاشفات والمشاهد الغيبية .. فقد كان عين القلب التي توجد في قلب الإنسان .. وبقدر طهارة باطن الإنسان بقدر ما يكون صدق مكاشفاته (السمعية والمرئية) أو مشاهداته (المرئية) .. ولما كان فؤاد النبي قدسي الخِلقَة أي مُطهَّر .. فضلا عما حدث له من شق صدره قبل المعراج .. فكان كل ما يستقبله فؤاد قلب النبي هو عين الحقيقة ولا شبهة فيه ولا شك ..

 

2- وبالتالي من يقول أن النبي رأى ربه بفؤاده .. فهو يقصد رؤية يقين وحق .. لأن الفؤاد أدرك الحق ولا شك في رؤية فؤاد النبي .. وإنما الرؤية هنا ليس للذات الأحدية .. وإنما رؤية الفؤاد هي مثالية .. أي يتم فيها إظهار صور رمزية كمثال يدل على حقيقة كما رأى النبي ربه في صورة مثالية في المنام في أحسن صورة وعرف أنه ربه .. ومثل ذلك كما ترى صورة نفسك في المرآة .. فالصورة التي في المرآة ليس هي أنت بذاتك .. وليست أيضا كصورة تشير إلى غيرك .. وكذلك مثلما ترى صورة القمر على سطح البحر فلا هو ذات القمر ولا هو غير صورته .. ولكنها مجرد صورة فقط .

 

- وبالتالي من يقول أن النبي رأى ربه ببصره .. فهو لا يختلف عمن يقول رآه بقلبه .. لأنه سواء هذا أو ذاك فكلاهما رؤية بالحق (أي بالله) للحق (أي لله) .. فالنبي لم يرى ربه بنفسه وإنما بربه .. أي ربه هو من أعطاه القدرة على ذلك .. والله قدير.

 

3- إلا أنه يفضل الإمتناع عن القول الرؤية بالعين .. حتى لا يختلط الأمر على من لا فهم سليم له في عقله .. ويظن أن الرؤية البصرية تتم بالعين البشرية العادية .. ولا يفهم ولا يعقل أن العين البشرية النبوية ترى بالله .. يعني حدث تعديل لهذه العين لتصبح مهيَّئة وترى ما لا يراه الآخرون.

 

4- إذن: عليك أن تفهم أخي الحبيب .. أن النبي كان لا يرى ربه بنفسه وإنما يرى بربه ..، وأن القدرة الإلهية ليست عاجزة عن تهيئة النبي ليرى ما لا يراه الآخرون .. !!

- أما من ينكر فعل القدرة الإلهية مع النبي .. فهذا قد جحد ربه وجعله كالمخلوق العاجز .. وأنكر أنه هو القدير جل شأنه .. وحسبه ما قال في رقبته يوم العرض على الله .

 

5- ومن أغرب وأعجب المنكرين للرؤية البصرية .. أنهم يثبتون الرؤية البصرية للجن كخاصية لبعض الناس .. وهذا في حد ذاته تعديل لقدرات العين لترى العالم الغيبي .. "وإن كان أصل الصورة المرئية محلها القلب – لأن الكفيف يرى العالم الغيبي أيضا" ..، فإذا كان هؤلاء يرون الجن بهيئة معدلة بقدرة إلهية .. فلماذا تمنعون القدرة الإلهية على تعديل هيئة النبي لترى ما لا يراه الآخرون ؟!!

- أفلا تعقلون أم كيف تحكمون ؟!!

  

*************************

..:: س202: كيف يرى النبي ربه والنور حجاب عن رؤية الله ؟ ::..

 

- من غرائب ما يقال أيضا .. حينما يستدل البعض بحديث صحيح جاء فيه:

#- (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ "النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ) صحيح البخاري.

 

- ثم يقال: لما كان النور حجاب عن ذات الله .. ولو رأى أحد ذات الله لأحرق نوره الذاتي أي مخلوق من مخلوقاته الذي سيصيبه هذا النور .. فقد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى الله ليلة المعراج .. لأن الحديث يتكلم عن ذات الله والتي تم التعبير عنها بالوجهة ..

- والسبحات: هي نور الهيبة والعظمة والجلال الإلهي .. 

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- كيفية رؤية النبي لربه .. إنما هي بالله رآه .. أي رأى ربه بربه وليس بنفسه .. أي رأى الحق بالحق .. فواسطة الرؤية هي بالله القدير الذي جعله يرى ما لم يراه الآخرون .. فكيف حينئذ يقال كيف رأى النبي ربه ؟!!

 

- بل وأعجب ممن يجعل من النور حجاب مانع للنبي عن رؤية ربه .. وكأن الله ليس له قدرة على سلب خصائص الإحراق للنبي حينما يخترق هذا النور أو يجعل للنبي القدرة على تهيئته للعروج في مقامات هذا النور .. أو يجعل للنبي القدرة على رؤية ربه من خلال هذا النور ؟!!!

- فكيف نغفل عن قدرة الله في التأثير على مخلوقاته كيفما شاء .. ونجعلها وكأنها فعل الله الذي لا قدرة له على تغيير أوصافه ؟!!

- كيف يعقل هذا الكلام السخيف جدا ؟!!

 

2- ثم لم يقال برؤية الذات الأحدية ليلة المعراج أو في غير ليلة المعراج .. حتى يطعن أحد في تلك الرؤية من أساسه ..!!

 

3- والحديث ليس حجة أصلا .. لمنع رؤية النبي لربه بقلبه ولا حتى بعينه إذا تجلى الله عليه بصفة أراد أن يراه بها كرؤيا المنام .. وإنما هذا الحديث الذي استدللتم به هو حجة لمنع رؤية النبي للذات الأحدية .. ونتفق معكم فيه تماما .. لأن رؤية الذات الأحدية لم يقل بذلك عموم علماء أهل السنة إلا من فهم خطأ فظن أنها رؤية الذات .. لا .. ليست رؤية ذات وإنما رؤية تجلي الله أعلم بكيفية حصولها ونظن أنها كرؤية مثالية كالتي في المنام تحدث .. وقد صاحب هذه الرؤية وحي خاص للنبي.

 

4- أيضا يقال: أن الحديث الذي استدل به البعض ليس حجة في منع رؤية النبي لربه بالعين إن أراد الله ذلك .. لأن الحديث يتكلم عن مطلق العموم الذي يحدث لو كشف الله سبحات وجهه .. ولم يتكلم عن خصوصية الفضل لبعض عباده .. فإذا كان عموم الخلق لا يصعدون بأجسادهم عروجا حتى سدرة المنتهى ومنها لمقام الخصوصية .. فهذا ليس معناه أنه كان ذلك ممتنع عن النبي صلى الله عليه وسلم.. ويكفيك قوله جل شأنه: (إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران:73-74.

 

5- أما من يقول بأن النبي قال ليلة المعراج أنه رأى نورا .. فهذا ليس معناه أنه لم يرى غيره إذ لم ينفي النبي ذلك .. فالرؤية للنور كانت بالعين والرؤية لربه كانت بالفؤاد .. كما سبق وذكرنا ذلك من قبل .. ولا داعي لتكرار ذلك.  

#- ملحوظة هامة جدا: سبق الإجابة على سؤال شبيه بهذا السؤال ولكن بأسلوب آخر وإجابة أخرى .. فارجع إلى الفصل السادس والسبعون .. تحت عنوان (س184: هل رؤية النبي لربه في مقام النور معناه أن الله محاط بهذا النور ؟)..، وكذلك تحت عنوان: (س185: كيف يرى النبي ربه في مكان نوراني والله لا يحيط به مكان).

 

************************

 ..:: س203: لماذا البعض ينكر تجلي الله على النبي بنوره عند سدرة المنتهى ؟ ::..

 

- من الأمور التي تصادفك على عالم الإنترنت .. أن تجد البعض يقول لك: أنه ينكر تجلي الله بنوره على النبي .. لأنه لم يحدث معراج أصلا ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- ليست المشكلة في وجود جاهل ينكر المعراج لتحقيق أغراض خاصة في نفسيته .. مثل جحود أي كرامة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم .. أو له هدف تشكيك المؤمنين في دينهم .. او غير ذلك ..، وإنما المشكلة تكمن عند هؤلاء في إنكار تجلي الله على نبيه بنوره عند سدرة المنتهى .. لأن هذا معناه جحود لقوله تعالى: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) النجم:16 .. وقد حدث تجلي نوراني قد غطى منطقة سدرة المنتهى .. وبالتالي فجحود هؤلاء لمسألة تجلى الله على نبيه بنوره .. إنما هو جحود للآيات القرآنية في سورة النجم .. وجحود الآيات معناه إنكارهم على الله ما قال به .. وهذا يدخلهم باب الكفر بالله .. !!

 

2- ولا أدري كيف لأحد أن ينكر تجلي الله على نبيه عند سدرة المنتهى .. وله في ذلك مثال من القرآن وهو تجلي الله على موسى عند الشجرة الموجودة عند جبل الطور .. وكلم موسى هناك.

- فالذي يتعجب ويستغرب وينكر تجلي الله على نبيه ليلة المعراج عند شجرة السماء .. لماذا لم ينكر أيضا تجلي الله على موسى عند شجرة الأرض ؟!!

 

@- فقط أحببت أن أوضح لكم ما تحمله بعض النفوس .. وكأن أناملهم تكتب وألسنتهم تنطق بما تحمله نفوسهم من جحود أي كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم حسدا من عند أنفسهم على النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

 

*********************

 ..:: س204: هل شجرة سدرة المنتهى على الأرض وليست في السماء ؟ ::..

 

- من غرائب المنكرين للمعراج النبوي .. ينكرون وجود شجرة سدرة المنتهى في السماء .. ويذكرون في ذلك كلام سخيف وملخصه أن سدرة المنتهى مكانها في الأرض وليس في السماء .. وذلك لأن جنة المأوى مكانها في الأرض وليس في السماء ؟

 

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- من المهم أن تفهم أن هؤلاء يجحدون الحديث النبوي الصحيح .. وينكرون أن يكون النبي قال بأحاديث المعراج للسماء .. وبالتالي ينكرون أن تكون جنة المأوى في السماء ..

- ولكن هنا نقول لهم:

- وهل من الآيات الكبرى .. أن يرى النبي شجرة على الأرض ؟!!

- وهل عجز الله عن جعل الجنة في السماء .. لتجعلوا منها مكانا على الأرض ؟!!

- يا لسخافة العقول ..!!

 

- أما عن كون هؤلاء جاحدون للحديث النبوي الصحيح .. الذي لا مخالفة فيه لضوابط قبوله ولا معارضة فيه للقرآن .. فهذا حينئذ يظهر حقيقة نفسيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ..

 

2- وحتى تعرف ما تحمله هؤلاء النفوس للنبي من غل وحسد .. أنهم يثبتون جنة المأوى في الأرض وعندها سدرة المنتهى .. في حين هم أنفسهم ينكرون وجود خلق الجنة الآن .. فكيف جنة المأوى موجودة الآن على الأرض وقد وصل إليها النبي .. وهي ليست مخلوقة الآن ولا وجود لها الآن في معتقدهم وهم يقرون بذلك ؟!!

 

- أليس هذا شيء غريب .. ويجعلك تفهم أن المسألة عند هؤلاء هي الرغبة فقط في جحود وإنكار حدوث معراج للنبي ؟!!

 

3- ومن بين هؤلاء المنكرين للمعراج .. من أراد أن يساووا مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمقام موسى عليه السلام .. ولذلك قالوا أن شجرة سدرة المنتهى على الأرض .. حتى يقولوا لك لا كرامة للنبي زائدة على كرامة تكليم الله لموسى.

 

- فالمسألة كلها ليست إنكار معراج للنبي .. وإنما مسألة جحود وإنكار ما حدث للنبي من كرامات أرضية وسماوية .. !!

 

- فافهم وتأمل وكن بصيرا واعرف من يلقي عليك بالشبهات في دينك .. وحقيقة نفسيته تجاه النبي صلى الله عليه وسلم..

 

#- ملحوظة: سبق وتكلمنا عن جزئية الجنة في السماء أم في الأرض .. في بعض أسئلة هذه الرسالة .. فارجع للفصل الثامن والأربعون .. تحت عنوان (س116: هل الجنة ستكون يوم القيامة في الأرض كما قال بعض العلماء وما دليلهم في ذلك ؟).  

 

***************************

 

..:: س205: لماذا أبهم الله ما حدث مع النبي في سورة النجم ؟ ::..

 

#- نجد في سورة النجم .. أن الله أبهم أو أخفى توضيح ما الذي غشي سدرة المنتهى في قوله: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) .. وأبهم كثير من ذكر آيات الله الكبرى التي رآها النبي .. وذلك لأسباب منها:

1- عظيم وجليل الأحداث .. التي حدثت ولا مثيل لها في عالمنا لنستطيع أن ندركه بعقولنا القاصرة.. فنفهم أنه حدث مع هذا الغشيان من الجمال والجلال ما لا يتصوره العقل ولا يخطر على القلب.

 

2- لأن الله طلب منا الإيمان بما يقوله ونطمئن به .. وليس البحث عن تفاصيله.

 

3- ولأن الله قد أوكل إلى النبي إظهار بعض مما رآه النبي إلى الناس فيعرفوه .. فيزداد الذين آمنوا إيمانا وتكون الحجة على من كفر وجحد وأنكر .. ويظهر حقيقة من يجحد كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن يصدقه.

- والله أعلم.

 

***********************

 

..:: س206: هل تكلمت سورة النجم عن معراج آخر خلاف ليلة الإسراء والمعراج ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قال بعض العلماء أن المعراج المذكور في سورة النجم .. هو معراج آخر خلاف معراج ليلة الإسراء والمعراج .. وهذا كلام غير موفق .. ليه ؟

1- لأنه لو كان هذا صحيحا فعلا .. لكنا وجدنا دليل على ذلك .. ولكن لا دليل يثبت ذلك.

 

2- ثم نقول: لماذا تفاجأ النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث المعراج وأندهش مما رآه .. وكأنه لأول مرة يذهب إلى هناك طالما معراج سورة النجم قبل حادثة الإسراء والمعراج ؟!!

 

#- إذن: مستبعد جدا وجود معراجين بالجسد .. ومن ظن بذلك فقد ذهب بعيدا في ظنه ولم يوفق فيه .. والله أعلم .

 

@- ملحوظة هامة: لعل سبب قول من قال بوجود معراج قبل ليلة الإسراء والمعراج لظنه أن سورة النجم نزلت في العام الخامس الهجري كما هو مذكور في بعض كتب أهل العلم .. وقد سبق تحقيق وقت نزول سورة النجم وما يدور حول هذه المسألة وذلك في الفصل السابع والسبعون .. تحت عنوان (س189: كيف تكون سورة النجم دليلا على المعراج إذا كانت نزلت في العام الخامس من البعثة والمعراج حدث في العام العاشر من البعثة ؟).

 

@- وبهذا السؤال السابق .. أكون قد انتهت من الكلام على سورة النجم وما يدور فيها من مسائل قد وقفت عليها .. وننتقل بعد ذلك لفصل فيه بعض التذوقات والإشارات السريعة التي تكلمت عن المعراج العاشر للنبي .. سواء في سورة النجم أو في الحديث .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .