بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 7 نوفمبر 2024

Textual description of firstImageUrl

ج86: قصة الإسراء والمعراج - الحكمة من فرض الصلاة في السماوات ليلة المعراج - الحكمة في كون عدد الصلوات المفروضة هو خمسة وجعلها مثنى وثلاث ورباع ومقسمة على خمسة أوقات - علاقة تشهد الصلاة برحلة المعراج - مهم جدا أن تعرف هذه المعلومات عن الصلاة من بداية البعثة النبوية وحتى فرضها في السموات - الحكمة من بقاء بيت المقدس قبلة لصلاة المسلمين بعد فرض الصلاة ولمدة سنة ونصف تقريبا بعد هجرتهم للمدينة.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السادس والثمانون)
الحكمة من فرض الصلاة في السماوات ليلة المعراج - الحكمة في عدد الصلوات هو خمسة وجعلها مثنى وثلاث ورباع ومقسمة على خمسة أوقات - علاقة التشهد بالمعراج.

#- فهرس:

:: الفصل السادس والثمانون :: عن رحلة المعراج – الجزء الرابع والعشرون/ عن المعراج لمقام الخصوصية الذي قال فيه النبي (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى) وفيه تم فرض الصلوات الخمس ::

1- س209: ما الحكمة من فرض الصلاة في السماوات ليلة المعراج عند مقام الخصوصية ؟

2- س210: ما الحكمة في كون عدد الصلوات المفروضة هو خمسة وجعلها مثنى وثلاث ورباع ومقسمة على خمسة أوقات ؟

3- س211: كيف ربط أهل المعرفة حركات الصلاة من قيام وركوع وسجود بمعراج النبي ؟

4- س212: ما علاقة تشهد الصلاة برحلة المعراج ومقام الخصوصية ؟

5- س213: ما الذي عليك أن تعرفه كمسلم عن عبادة الصلاة من بداية البعثة وحتى فرض الصلوات الخمسة في مقام الخصوصية ؟

6- س214: ما الحكمة من بقاء بيت المقدس قبلة لصلاة المسلمين بعد فرض الصلاة ولمدة سنة ونصف تقريبا بعد هجرتهم للمدينة ؟!!

#- ختام الكلام عن المعراج العاشر ..

*******************

:: الفصل السادس والثمانون ::

*******************

..:: س209: ما الحكمة من فرض الصلاة في السماوات ليلة المعراج عند مقام الخصوصية ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأمور التي تبقت معنا في مناقشتها في المعراج العاشر وهو معراج مقام الخصوصية .. هو مسالة فرض الصلوات في هذا المقام .. وحكمة فرض الصلوات في ليلة المعراج .. فأحببت أن أذكر لك من وجوه الحكمة في فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج مما قاله بعض العلماء أو ما خطر ببالي .. وبالله التوفيق.

 

1- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

- إن محمدا عليه السلام لما وصل إلى المعراج وأراد أن يرجع ..

- قال: يا رب العزة .. إن المسافر إذا أراد أن يعود إلى وطنه احتاج إلى محمولات يتحف بها أصحابه وأحبابه.

- فقيل له: إن تحفة أمتك الصلاة.

- وذلك لأنها جامعة بين المعراج الجسماني .. وبين المعراج الروحاني..

- أما الجسماني فبالأفعال ..، وأما الروحاني فبالأذكار.

- فإذا أردت أيها العبد الشروع في هذا المعراج فتطهر أولا .. لأن المقام مقام القُدُس .. فليكن ثوبك طاهرا .. وبدنك طاهرا .. لأنك بالوادي المقدس طوى. (مفاتيح الغيب ج1 ص234).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. توضيحا لبعض الألفاظ التي ذكرها الإمام الرازي.

أ- قوله (فقيل له: إن تحفة أمتك الصلاة): أي وكأنه سمع من جملة ما أوحى به إليه ربه .. أن تحفة أي الهدية القيمة جدا لأمتك مني هي الصلاة.

 

#- ملحوظة: هذه مجرد إشارة خطرت في بال العالم من باب المعرفة لما يمكن ان يكون قد حدث .. ويظن منها باحتمالية أن تكون حدثت أو صحيحة طالما لا مخالفة في هذا الخاطر .. وهذا الخاطر ليس يقين بأن هذا فعلا ما حدث .. فانتبه لمقصد كلام أهل العلم.

 

ب- المقصد من قوله (مقام القُدُس): أي مقام الصلاة بين يد الله هو مقام يستوجب الطُّهر منك لأنك تقف أمام الجليل فليكن حالك طاهرا بالماء الطهور وخالي من النجاسات التي أمرك أن لا تكون فيك وقت قيامك بين يديه ..  كالنجاسات المادية المتعلقة بالملابس أو النجاسات المعنوية مثل أن تكون فيك جنابة فعليك أن تغتسل أولا .. فليكن ثوبك طاهرا وبدنك طاهرا.

 

ج- والمقصد من قوله (لأنك بالواد المقدس طوى): فهذا على سبيل التشبيه اللطيف والإشارة الجميلة لتنتبه لعظيم قدر الصلاة .. بأن مقام الصلاة هو مقام عبادة خاصة ومناجاة مع الله فأنت تكون في وادي مسجدك أو غرفتك تناجي ربك بالوقوف في محراب المناجاة والتعبد لربك وأنت طاهرا وخالع نعليك متأدبا مع ربك .. كحال موسى لما كان في حال مناجاة مع ربه بالواد المقدس طوى.

- هذا والله أعلم بمراد الإمام الرازي.

 

2- قال الإمام ابن أبي جمرة رحمه الله (المتوفى:695 هـ) عن فرض الصلاة في مقام الخصوصية:

- فيه دليل على فضل النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعلوِّ منزلته عند ربه عزَّ وجلَّ .. إذ إنَّه فرضت عليه الصلاة في موضع لم يطأه مَلَك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل .. وقد جاء في رواية أخرى: (أنَّ جبريلَ عليه الصَّلاة والسَّلام لمَّا أَنْ وصلَ مَعَهُ إِلَى مَقَامِه الخاصِّ بهِ قالَ لَهُ: يا محمَّدُ هَذَا مَقَامِي لَا أَتَعَدَّاهُ .. هَا أَنْتَ وَرَبُّكَ .. فَزُجَّ به (أي دُفع به) عليه الصَّلاة والسَّلام في النُّورِ زَجَّةُ .. واخْتَرَقَ مِنَ الحُجُبِ مَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى .. وانْتَهَى حَيْثُ أُرِيْدَ مِنْهُ) .. وهذه مزية لم تكن لغيره مِن المخلوقين. (بهجة النفوس ص1358).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرواية التي ذكرها ابن أبي جمرة:

- هذه الرواية التي ذكرها .. هي ليست حديث .. وإنما هو ذكرها لكثرة تداولها في الكتب السابقة له .. وأغلب الظن أن مثل هذه الروايات هي مجرد حوارات تصورها البعض لما يمكن أن يكون قد حدث .. ثم ظن البعض أنها أحاديث .. والله أعلم .

 

3- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ) .. نقلا عن الإمام ابن أبي جمرة رحمه الله:

- والحكمة في تخصيص فرض الصلاة بليلة الإسراء .. أنه صلى الله عليه وسلم لما عُرج به .. رأى في تلك الليلة تعبد الملائكة .. وأن منهم القائم فلا يقعد .. والراكع فلا يسجد .. والساجد فلا يقعد .. فجمع الله له ولأمته تلك العبادات كلها في كل ركعة يصليها العبد بشرائطها من الطمأنينة والإخلاص .. أشار إلى ذلك بن أبي جمرة وقال: وفي اختصاص فرضيتها بليلة الإسراء إشارة إلى عظيم بيانها ولذلك اختص فرضها بكونه بغير واسطة بل بمراجعات تعددت على ما سبق بيانه. (فتح الباري ج7 ص216).

 

#- يقصد بقوله (بل بمراجعات تعددت): هي محاولة النبي في الرجوع إلى ربه كذا مرة رجاء التخفيف على أمته في عدد الصلوات .. بعد أن نصح موسى سيدنا النبي محمد بهذه المراجعة ..

 

4- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى:852 هـ):

- والحكمة في وقوع فرض الصلاة ليلة المعراج: أنه لما قُدِّسَ ظاهرا وباطنا حين غسل بماء زمزم بالإيمان والحكمة .. ومن شأن الصلاة أن يتقدمها الطَّهور .. ناسب ذلك أن تفرض الصلاة في تلك الحالة .. وليظهر شرفه في الملأ الأعلى ويصلي بمن سكنه من الأنبياء وبالملائكة .. وليناجي ربه .. ومن ثم كان المصلي يناجي ربه جل وعلا. (فتح الباري ج1 ص460).

 

5- قال الإمام إسماعيل حقي النازلي رحمه الله (المتوفى:1127 هـ):

أ- وإنما فرضت الصلاة ليلة المعراج: لان المعراج أفضل الأوقات واشرف الحالات وأعز المناجاة .. والصلاة بعد الايمان أفضل الطاعات .. وفي التعبد أحسن الهيآت .. ففرض أفضل العبادات في أفضل الأوقات .. وهو وصول العبد الى ربه وقربه منه .

 

ب- وأما الحكمة في فرضيتها: فلأنه صلى الله عليه وسلم لما أسرى به شاهد ملكوت السموات بأسرها وعبادات سكانها من الملائكة فاستكثرها عليه السلام غِبطة .. وطلب ذلك لأمته .. فجَمَعَ الله له في الصلوات الخمس عبادات الملائكة كلها .. لأن منهم من هو قائم ومنهم من هو راكع ومنهم من هو ساجد وحامد ومسبح الى غير ذلك .. فأعطى الله تعالى أجور عبادات اهل السموات لأمته . إذا قاموا الصلوات الخمس. (تفسير روح البيان ج1 ص35).

 

6- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

#- أولا: عن سبب فرضية الصلاة ليلة المعراج ..

أ- (لو افترضنا أن عطاء الصلاة هدية من الله لنبيه دون طلب من نبيه) ... أن الله أراد تشريف النبي في أشرف مكان بالكون كله إذ لم يطأه ملك مقرب ولا رسول نبيا .. بهدية خاصة عند حضوره كما يهدي الملوك أضيافهم بأقيم الهدايا .. فأعطاه الله الخمس صلوات من باب الإكرام والإنعام عليه .. مع مزيد فضل منه بمضاعفة الأجر لكل صلاة بقدر عشر صلوات أي أن الخمس صلوات بخمسين صلاة.

 

#- ولما كانت الصلاة عبادة خاصة ولها كرامة خاصة .. فكانت محكومة بالفرض والإلزام لتحقيق فعلها على سبيل العزيمة وليس تركها إهمالا وكسلا .. حتى إذا أقامها المؤمن كان له الأجر الموعود به .. ومن تركها كان عليه المؤاخذة على تركها لأن في ذلك إساءه من العبد لمولاه .. لأنه بذلك يكون ترك هدية ربه إليه .. فإن شاء عاقبه ربه وإن شاء عفا عنه.

 

#- وزاده إكراما .. بإعطاءه ما جاء في خواتيم سورة البقرة من قبول التوجه بطلب الغفران والرحمة والعفو .. وذلك يرشدنا إلى أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم هي أمة مرحومة برحمة خاصة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم.. بخلاف موسى الذي طلب الله من قومه أن يقتلوا أنفسهم ليغفر لهم كما اخبرنا جل شأنه: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة:54 ..، فشتان بين أمة النبي الأمي عليه الصلاة والسلام وبين أمة موسى عليه السلام.

 

ب- (لو افترضنا أن عطاء الصلاة هدية من الله لنبيه بعد رجاء من النبي لربه بان يمنحه هدية لأمته فأعطاه الصلاة) .. فلعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما وصل بين يدي ربه ورآه بقلبه وأوحى إليه ما أوحاه .. فكان من رجاء النبي عند مولاه أن يعطيه كرامة لأمته تكون لهم سببا في أن يتذوقوا شيئا مما عرفه ورآه في إسراءه ومعراجه للملكوت الأعلى .. فأكرمه الله بهذه الهدية وهي الصلاة بأن جعل فيها معراجا قلبيا وروحيا من العبد لربه فيجد العبد أنسا بربه .. في قيامه وركوعه وسجوده .. بل وأقرب ما يكون في السجود وذلك لانكسار القلب بالخضوع لمولاه .. حين الإخلاص بالتوجه القلبي إلى الله ..

 

#- وكأن الله يقول لنبيه: هذه هديتي لك ولأمتك .. وأخبرهم: أن من أراد وصالي فعليه بصلاتي .. ومن قبل هديتي تجليت عليه بعفوي ورحمتي وغفراني .. ومن أهملها كسلا فقد جانبه فضلي .. فإن شئت عاقبته وإن شئت عفوت عنه .. فالأمر أمري والحكم حكمي .. ومن تركها جحودا منكرا لها .. فقد رد علي هديتي وجحد أمري .. ومن هذا حاله فلا قبول له عندي إذ قد كفر بي.. وهو من الأخسرين أعمالا.

 

#- الفرق بين (1) و (2) .. أن رقم (1) كان فيها الهدية عطية من الله بدون طلب من النبي .. ولكن في رقم (2) فإن عطية الصلاة كانت رجاء من النبي في هدية لأمته فأعطاه الله الصلاة .. وفي كلتا الحالتين كانت الصلاة هدية من الله لأمة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ج- (وفي رأيي والله أعلم) .. أن من أسباب فرض الصلاة في مقام الخصوصية هو أمرين:

- الأول: هو إظهار علو مقام النبي صلى الله عليه وسلم .. بأنه كلم الله ورآه في مقام الخصوصية .. فكان أول نبي ورسول وآخرهم من يتلقى من الله هذا التلقي في مقام الخصوصية دون واسطة ..

 

- الثاني: ليصلي النبي بأهل الملأ الأعلى لبيان مزيد من شرف النبي صلى الله عليه وسلم ..

- إذ لما كان الفرض للصلاة تم في الملكوت الأعلى .. فجمع الله له الأنبياء والمرسلين ليصلي بهم ليعلم العالمين أنه النبي الأمي لا غيره .. وهو السيد الإمام ومن يقف وراءه تابع مأموم .. ولذلك ينزل عيسى عليه السلام تابعا للنبي مصليا بصلاته مأموما بإمامته التي أمه بها في الملكوت الأعلى مع الانبياء والمرسلين والملائكة في المسجد الأقصا السماوي وهو البيت المعمور .. ولذلك أتى رسم المصحف لكلمة الأقصا بالألف وليس بالياء .. لنعلم أن إسراء لم يتوقف فقط عند مسجد أقصى الأرض بل ارتقى لمسجد أقصا السماء وهو البيت المعمور .. إذ من الأولى أن يصلي بأهل الملكوت الأعلى في المسجد السماوي مزيدا من تكريمه صلى الله عليه وسلم.

 

- وقد جاء في أحاديث .. أنه صلى بالأنبياء والمرسلين (وصح من هذه الروايات صلاته بموسى وعيسى وإبراهيم) وفي روايات صلى بالملائكة معهم أيضا (وهي روايات فيها ضعف) .. وهذا إن حدث فلا يكون في الأرض بل الأليق أن يكون في الملكوت الاعلى.

 

- ولا مانع من تكرار ذلك عند عودته للأرض .. فيكون جمع الله له إمامة السماء والأرض .. للدلالة على أنه المنفرد بالإمامة لأنه الأمي الكامل الوصال بربه صاحب مقام الخصوصية .. فهو الواحد المنفرد في الخلق بما لم يحظى به غيره ولا ثاني له في الخلق مطلقا.. والله أعلم.

 

#- وقد وجدت في كلام الإمام أبي يعلى ابن الفرَّاء الحنبلي (المتوفى: 526 هـ) ما يؤكد كلامي السابق .. إذ قال في كتابه الإعتقاد:

- وله صلى الله عليه الآية العظمى التي ظهرت له في الأرض والسماء .. التي لم يشركه فيها بشر .. ولم يبلغ الذي بلغه أحد من النُذُر .. التي إذا تدبرها ذو فهم وعقل وبصيرة علم أن الله قد جمع له فيها شرف المنازل والرتب .. ما فضله بها على الأولين والآخرين ..  وهو أنه ركب البراق .. وأتى بيت المقدس من ليلته ..

- ثم عرج به إلى السموات .. فسلم على الملائكة والأنبياء .. وصلى بهم .. ودخل الجنة، ورأى النار ..

- وافترض عليه في تلك الليلة الصلوات .. ورأى ربه .. وأدناه، وقربه، وكلمه، وشرّفه، وشاهد الكرامات والدلالات .. حتى دنا من ربه فتدلى .. فكان قاب قوسين أو أدنى. (الإعتقاد لأبي يعلى الموصلي ص40).

 

#- وكذلك لو لاحظت في كلام الإمام بن حجر العسقلاني السابق ذكره منذ قليل .. ما يشير لمسالة صلاة النبي بالملأ الأعلى حينما تكلم عن حكمة فرض الصلاة ليلة المعراج .. إذ قال عن سبب ذلك: " وليظهر شرفه في الملأ الأعلى ويصلي بمن سكنه من الأنبياء وبالملائكة". (فتح الباري ج1 ص460).

 

#- ثانيا: عن الإشارة على فرضية الصلاة ليلة المعراج ..

- أجد أن الدلالة أو الإشارة في فرض الصلاة ليلة المعراج .. أراد الله أن نفهم أن هذه الصلاة التي منحها لنا إنما هي معراج وصال واتصال خمس مرات في اليوم .. فإذا كان لا يمكن لأحد أن يعرج بجسده لمقام الخصوصية .. فيمكن للمؤمن الوصول بقلبه للأُنس بربه والتلذذ بقربه من خلال هذه الصلاة .. وذلك لمن شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وصفا قلبه في مقام الصلاة مع ربه .

- والله أعلم.

 

**********************

 

..:: س210: ما الحكمة في كون عدد الصلوات المفروضة هو خمسة وجعلها مثنى وثلاث ورباع ومقسمة على خمسة أوقات ؟ ::..

 

#- أولا: ذكر بعض العلماء بعض الروايات عن سبب كون الصلوات عددها خمسة .. وإن كان لم يصح شيء من هذه الروايات إلا أنه أحببت أن أذكرها لك أخي الحبيب من باب الإحاطة بالمعلومة .. فمن هذه الروايات:

 

- (خبر تالف السند وباطل المتن مكذوب) .. عن الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرَ قَالَ: سَمِعْتُ بَحْرَ بْنَ الْحَكَمِ الْكَيْسَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدٍ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: (إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَا تِيبَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْفَجْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَصَارَتِ الصُّبْحَ .. وَفُدِيَ إِسْحَاقُ عِنْدَ الظُّهْرِ فَصَلَّى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعًا فَصَارَتِ الظُّهْرَ .. وَبُعِثَ عُزَيْرٌ فَقِيلَ لَهُ كَمْ لَبِثْتَ؟ فَقَالَ: يَوْمًا .. فَرَأَى الشَّمْسَ فَقَالَ: أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ .. فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَصَارَتِ الْعَصْرَ .. وَقَدْ قِيلَ غُفِرَ لِعُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ .. وَغُفِرَ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ  عِنْدَ الْمَغْرِبِ .. فَقَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .. فَجُهِدَ فَجَلَسَ فِي الثَّالِثَةِ .. فَصَارَتِ الْمَغْرِبُ ثَلَاثًا .. وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه الطحاوي في مشكل الآثار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا مجرد خبر مكذوب وملفق .. وكذبه ظاهر من متنه إذ قيل فيه أن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل .. وهذا كلام باطل وكذب ومخالف للقرآن .. والكذبة الأخرى هي أن داود تعب من العبادة فجلس حتى الثالثة ولم يكمل وحاشاه .. فضلا عن أن هيئة الصلاة في الإسلام تختلف عن هيئة الصلاة في الأمم السابقة .. ولا علاقة لها بهيئة صلاتنا من حيث العدد أو الوقت ..

- و (عبيد الله العايشي) هو من تابعي التابعين .. ولا نعلم من أين أخذ هذا الخبر الغريب .. ولعله تم تلفقه إليه من المجهولين حالهما والسابقين له .. إذ أن (القاسم بن جعفر) مجهول الحال .. و (بحر بن الحكم) مجهول الحال .. ولقبه (الكيسائي) بالهمز وليس (الكيساني) بالنون ..  كما هو مكتوب في السند .. والله أعلم ..!!

 

@- أخي الحبيب: ستجد كلام في بعض كتب التراث .. مثل ما جاء في تلك الرواية السابقة مع بعض الإختلافات .. مثل أن يقال أن الصلوات كانت متفرقة في الأمم السابقة فأمة كانت تصلي الظهر وأمة كانت تصلي العصر وأمة تصلي المغرب .. وهكذا .. فجمع الله كل ذلك لنبيه في الخمس صلوات .. وهذا كله أخبار غير صحيحة .. فلا تقبل منها أي شيء ..!!

 

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) عن بعض الحكمة في عدد الصلوات وتقسيمها واختلاف عدد ركعاتها ..

1- الحقيقة أخي الحبيب: أن حكمة كون الصلوات خمسة هو أن الله أراد ذلك .. فكانت كذلك .. وانتهت المسألة.

 

2- أما عن حكمة تقسيم الصلاة على الأوقات .. فهذا لدوام الوصال مع الله في مختلف الأوقات ..

 

3- وأما عن حكمة اختلاف أعداد ركعات الصلوات .. فلعل ذلك مأخوذ كما قال بعض العلماء أنه تشبيها بخلق بعض الملائكة إذ أن الأصل فيهم أن لهم مثنى وثلاث ورباع من الأجنحة كما قال جل شأنه: (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فاطر:1.

- فكانت الصلوات على هيئة عدد أجنحة الملائكة .. للدلالة على أن الصلاة لها معراج نوراني خاص دون سائر العبادات .. وكأن الصلاة تعرج بالعبد بأجنحة نورانية إلى رب العالمين .. كما أن الملائكة لها أجنحة تعرج بها إلى رب العالمين .. بل ولعل الله يزيد الله في الخلق ما يشاء لمن قام بالليل ..

- والله أعلم .

 

************************

 

..:: س211: كيف ربط أهل المعرفة حركات الصلاة من قيام وركوع وسجود بمعراج النبي ؟ ::..

 

- من الإشارات اللطيفة التي وجدتها في كتب العلماء ..

1- قال الإمام القشيري رحمه الله (المتوفى:465 هـ):

- سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رضي الله عنه يقول: إن نبينا عليه السلام أتى للأمة بالمعراج على التحقيق .. فإن الصلاة لنا بمنزلة المعراج .. وقد كان المعراج له عليه السلام ثلاث منازل .. من الحرم إلى المسجد الأقصى .. ثم من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى .. ثم منها إلى قاب قوسين أو أدنى .. فكذلك لنا الصلاة ثلاث منازل: القيام والركوع ثم السجود .. وهو نهاية القرب .. قال الله تعالى: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) العلق:19. (المعراج للقشيري ص80).

 

***********************

 

..:: س212: ما علاقة تشهد الصلاة برحلة المعراج ومقام الخصوصية ؟ ::..

 

- ينظر بعض العلماء إلى حقيقة التشهد في الصلاة على أنه كان حوار قدسي بين النبي وربه في ليلة المعراج .. ولهم في ذلك تذوقات أو بمعنى ادق تصورات .. أذكر لك منها الآتي:

 

1- جاء في تفسير أبي اسحاق الثعلبي رحمه الله (المتوفى: 427هـ) .. في رواية طويلة جدا قد جمعها مما بلغه من الروايات المختلفة ووضع فيها تصوره في لقاء النبي بربه وهو مشهد التشهد .. ومما ذكره وجاء فيما جمعه:

- (- فلما رأيت العرش اتضح أمر كل شيء عند العرش ..

- وقدمني - تعالى الله- إِلَى مسند (أي مواجهة) العرش .. وتدلى لي قطرة من العرش فوقعت على لساني .. فما ذاق الذائقون شيئًا قط أحلى منها .. فأنبأني الله تعالى بها نبأ الأولين والآخرين.

- وأطلق الله عز وجل لساني بعد ما كَلَّ من هيبة الرحمن ..

- فقلت: التحيات لله والصلوات والطيبات ..

- فقال الله جل ثناؤه: السلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته.

- فقلت: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

- فقال الله تعالى: يَا محمَّد، هل تعلم فيم يختصم الملأ الأعلى؟

- فقلت يَا رب: أَنْتَ أعلم بذلك وبكل شيء وأنت علام الغيوب.

- قال: اختلفوا فِي الدرجات والحسنات .. فهل تدري يَا محمَّد ما الدرجات وما الحسنات؟ قال: قلت: أَنْتَ أعلم (يَا رب) قال: الدرجات إسباغ الوضوء فِي المكروهات، والمشي على الأقدام إِلَى الجماعات وانتظار (الصلوات بعد الصلوات، و) الحسنات: قال: إفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.

- ثم قال لي: يَا محمَّد! آمن الرسول (بما أنزل إليه من ربه ؟)

- قلت: نعم، أي رب.

- قال: ومن؟

- قلت: والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله كما فرقت اليهود والنصارى.

- فقال: وماذا قالوا: (يعني: المُؤْمنين) ؟

- قلت: قالوا: سمعنا قولك وأطعنا أمرك.

- قال: صدقت .. فسل تعط.

- قال: فقلت: غفرانك ربنا وإليك المصير.

- قال: قد غفرت لك ولأمتك... سل: تعط ..

- قلت: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

- قال: قد (رفعت الخطأ والنسيان عنك) وعن أمتك وما استكرهوا عليه.

- قلت: ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، يعني اليهود.

- قال: ذلك لك ولأمتك.

- قلت: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.

- قال: قد فعلت ذلك بك وبأمتك.

- قلت: ربنا) واعف عنا من الخسف، واغفر لنا من القذف، وارحمنا من المسخ، أَنْتَ مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .. قال: قد فعلت ذلك بك وبأمتك.

- ثم قال لي: سل تعط.

- فقلت: يَا رب، إنك اتخذت إبراهيم خليلًا وكلمت موسى تكليمًا، ورفعت إدريس مكانًا عليًا، وآتيت سليمان ملكًا عظيمًا، وآتيت داود زبورا، فما لي يَا رب؟

- فقال ربي عز وجل: يَا محمَّد، اتخذتك حبيبًا كما اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمتك كما كلمت موسى تكليمًا، وأعطيتك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، وكانا من كنوز عرشي .. ولم أعطهما نبيًا قبلك .. وأرسلتك إِلَى أهل الأرض جميعًا أبيضهم وأسودهم وإنسهم وجنهم .. ولم أرسل إِلَى جماعتهم نبيًّا قبلك .. وجعلت الأرض كلها برها وبحرها طهورًا ومسجدًا لك ولأمتك .. وأطعمت أمتك الفيء (أي غنيمة الحرب بلا قتال) ولم أطعمه أمة قبلهم .. ونصرتك بالرعب على عدوك مسيرة شهر .. وأنزلت عليك سيد الكتب كلها ومهيمنًا عليها قرآنًا فرقناه .. ورفعت لك ذكرك حتَّى تذكر كما ذكرت من شرائع ديني، وأعطيتك مكان التوراة المثاني، ومكان الإنجيل المئين، ومكان الزبور الحواميم، وفضلتك بالمفصل، وشرحت لك صدرك، ووضعت عنك وزرك، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للنَّاس، وجعلتهم أمة وسطا (ليكونوا شهداء على النَّاس) وجعلتهم الأولين وهم الآخرون، فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ..

- ثم أفضى إِلَي بعدها أمورًا لم يؤذن لي أن أخبركم بها ..

- ثم فرضت علي وعلى أمتي فِي كل يوم وليلة خمسون صلاة، فلما عهد إِلَي بعهده وتركني عنده ما شاء الله .. قال لي: ارجع إِلَى قومك فبلغهم عني.

- فحملني الرفرف الأخضر الذي كنت عليه يخفضني ويرفعني حتَّى أهوى بي إِلَى سدرة المنتهى .

- فإذا أنا بجبريل عليه السلام أبصره خلفي بقلبي كما أبصره بعيني أمامي ..

- فقال لي جبريل عليه السلام: أبشر يَا محمَّد، فإنك خير خلق الله وصفوته من النبيين، حياك الله عز وجل بما لم يحي به أحدًا من خلقه لا ملكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا .. ولقد بلغك الله مكانًا لم يصل إليه أحد من أهل السماوات والأرض ....) ذكره الثعلبي في تفسيره ج6 ص64-65 ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما ذكره الإمام الثعلبي ..

أ- ما ذكره الإمام الثعلبي هو ليس حديث نبوي .. فانتبه .. وإنما هو مجموع قد جمعه من عدة روايات .. ووضع فيها من فهمه الخاص خاصة في مشهد قرب النبي من العرش وما دار من حوار .. فهذا لا وجود له في الروايات الصحيحة .. وأظنه مشهد ذوقي قد تصوره .. أو نقل هذا التصور عن غيره ..

 

ب- الجزء الخاص باختصام الملأ الأعلى .. فهذا لم يحدث في المعراج وإنما في المنام .. وجاء في رواية أن هذا الاختصام تم في ليلة الإسراء ولكن في رواية قال بتكذيبها العلماء .

- إذ جاء في (حديث باطل في بعض ألفاظه ومحكوم عليه بالوضع) .. عن أبي عبيدة بن الجراح، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما كان ليلة أسرى بي، رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ، لا أَدْرِي؟ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ ....) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وذكره عنه السيوطي في الدر المنثور .. ورواه البغدادي أيضا بنفس سند الرواية بدون لفظ (ليلة أسري بي) .. وهذا دلالة على اضطراب المتن من جماعة رواة هذا السند .. وهذا يسقط الرواية .. فضلا عن تدليس سفيان الثوري في الرواية ..!!

 

#- فضلا عن أن الإسراء كان بمكة .. وهذه القصة هي من رؤيا منام قد حدثت في المدينة وحكاها النبي لصحابته ..، وقال الإمام ابن تيميه رحمه الله: قيل: هذا الحديث كذب موضوع على هذا الوجه بلا نزاع بين أهل العلم بالحديث. (بيان تلبيس الجهمية ج7 ص318)..، ويقصد الإمام بن تيميه بقوله (على هذا الوجه) أي بإضافة لفظ (ليلة أسري بي) أما أن باقي الحديث فهو صحيح كرؤيا منامية .. ولكن بدون هذه الإضافة التي تم وضعها في الحديث بالباطل أو سهوا ممن نقل الحديث حين كتبه .. والله أعلم.

 

ج- والجزء الخاص بسؤال النبي عما أعطاه له في حين أعطى إبراهيم وإدريس وموسى وداود كذا وكذا .. ثم رد الرب عليه بانه أعطاه كذا وكذا .. فهذا كله قد اتى في رواية ضعيفة قد رواها البيهقي في الدلائل وهي رواية أبي العالية عن أبي هريرة وسبق تخريجها اكثر من مرة في هذه الرسالة وهي ضعيفة.

 

2- مما ذكره الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

- كان مما ذكره الإمام الفخر الرازي في شرحه للصلاة بصورة ذوقية .. فكان مما قاله عن سبب قولنا في تشهد الصلاة (أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله) إلى آخر التشهد:

- وكأنه قيل لك: فهذه الخيرات والبركات (أي في الصلاة) بأي وسيلة وجدتها .. وبأي طريق وصلت إليها ؟

- فقل: بقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

- فقيل لك: إن محمدا هو الذي هداك إليه.

- فأي شيء هديتك له ؟

- فقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.

- فقيل لك: إن إبراهيم هو الذي طلب من الله أن يرسل إليك مثل هذا الرسول فقال: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) البقرة:129.. فما جزاؤك له ؟

- فقل: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

- فيقال لك: فكل هذه الخيرات من محمد أو من إبراهيم أو من الله؟

- فقل: بل من الحميد المجيد إنك حميد مجيد.

- ثم إن العبد إذا ذكر الله بهذه الأثنية والمدائح .. ذكره الله تعالى في محافل الملائكة بدليل قوله عليه الصلاة والسلام حكاية عن الله عز وجل: (إذا ذكرني عبدي في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه) "حديث صحيح".

- فإذا سمع الملائكة ذلك اشتاقوا إلى هذا العبد فقال الله: «إن ملائكة السموات اشتاقوا إلى زيارتك وأحبوا القرب منك .. وقد جاءوك فابدأ بالسلام عليهم لتحصل لك فيه مرتبة السابقين .. فيقول العبد عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- فلا جرم .. أنه إذا دخل الجنة الملائكة يدخلون عليه من كل باب فيقولون: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) الرعد:24. (تفسير مفاتيح الغيب ج1 ص236).

 

3- من الآراء التفسيرية الجميلة التي قرأتها هو ما ذكره الإمام شمس الدين القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) .. إذ قال رحمه الله في تفسيره:

- قوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه). "روي عن الحسن ومجاهد والضحاك" .. أن هذه الآية كانت في قصة المعراج .. وهكذا روي في بعض الروايات عن ابن عباس.

 

- وقال بعضهم: جميع القرآن نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم .. إلا هذه الآية فإن النبي صلى الله عليه وسلم: هو الذي سمع ليلة المعراج .

 

- وقال بعضهم: لم يكن ذلك في قصة المعراج، لأن ليلة المعراج كانت بمكة وهذه السورة كلها مدنية.

 

- فأما من قال: إنها كانت ليلة المعراج قال:

- لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ في السموات في مكان مرتفع ومعه جبريل حتى جاوز سدرة المنتهى .. فقال له جبريل: إني لم أجاوز هذا الموضع ولم يؤمر بالمجاوزة أحد هذا الموضع غيرك .. فجاوز النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الموضع الذي شاء الله .

 

- فأشار إليه جبريل بأن سلم على ربك .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: التحيات لله والصلوات والطيبات .. قال الله تعالى: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .

 

- فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لأمته حظ في السلام فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ..

- فقال جبريل وأهل السموات كلهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبدهـ ورسوله.

- قال الله تعالى: (آمن الرسول) على معنى الشكر أي صدق الرسول.

- (بما أنزل إليه من ربه) فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يشارك أمته في الكرامة والفضيلة فقال: (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) يعني يقولون آمنا بجميع الرسل ولا نكفر بأحد منهم ولا نفرق بينهم كما فرقت اليهود والنصارى.

 

- فقال له ربه: كيف قبولهم بآياتي الذي أنزلتها ؟ وهو قوله: (إن تبدوا ما في أنفسكم).

- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) يعني المرجع.

 

- فقال الله تعالى عند ذلك: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) يعني طاقتها ويقال: (إلا) دون طاقتها.

- (لها ما كسبت) من الخير .. (وعليها ما اكتسبت) من الشر..

- فقال جبريل عند ذلك: سل تعطه ..

- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا) يعني إن جهلنا ..، (أو أخطأنا) يعني إن تعمدنا .. ويقال: إن عملنا بالنسيان والخطأ.

 

- فقال له جبريل: قد أعطيت ذلك .. قد رفع عن أمتك الخطأ والنسيان.

- فسل شيئا آخر فقال: (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) يعني ثقلا ..، (كما حملته على الذين من قبلنا) وهو أنه حرم عليهم الطيبات بظلمهم .. وكانوا إذا أذنبوا بالليل وجدوا ذلك مكتوبا على بابهم.

- وكانت الصلوات .. عليهم خمسين .. فخفف الله عن هذه الأمة وحط عنهم بعد ما فرض خمسين صلاة. ثم قال: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) يقول: لا تثقلنا من العمل ما لا نطيق فتعذبنا ..، ويقال: ما تشق علينا .. لأنهم لو أمروا بخمسين صلاة لكانوا يطيقون ذلك ولكنه يشق عليهم ولا يطيقون الإدامة عليه .. (واعف عنا) من ذلك كله ..، (واغفر لنا) وتجاوز عنا ..، ويقال: (واعف عنا) .. من المسخ .، (واغفر لنا) من الخسف .. (وارحمنا) من القذف .. لأن الأمم الماضية بعضهم أصابهم المسخ وبعضهم أصابهم الخسف وبعضهم القذف .

- ثم قال: (أنت مولانا) يعني ولينا وحافظنا .. (فانصرنا على القوم الكافرين) فاستجيبت دعوته. (تفسير القرطبي ج3 ص426).

 

4- قال الإمام عبد الله سراج الدين الحسيني رحمه الله (المتوفى:2002 م):

- وجاء في سنن الترمذي أن إبراهيم عليه السلام قال: (يا محمد أقريء أمتك مني السلام .. وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة .. عذبة الماء .. وأنها قيعان .. وأن غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) .

- ونحن نجيب السلام فنقول: (على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى سيدنا إبراهيم أفضل الصلاة والسلام) ..

- لأنه يجب إشراك من أوصل إلينا السلام بالسلام .. وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي بلغنا سلام إبراهيم عليه السلام ..

- ولولا أن الخليل يُحبنا .. لما أرسل لنا هذا البشارة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.  (محاضرات في الإسراء والمعراج ص65).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. عن حكمة التشهد في الصلاة ..

1- وجود التشهد في الصلاة .. هو لتعريفك وتذكيرك كمؤمن أن تَشهُّد الصلاة إنما هو جزء من حدث سماوي كان بين النبي وربه .. وكان في هذا المشهد أجاب الله ما ما طلبه منه نبيه من تخفيف الصلوات وإعطاء الغفران والعفو والرحمة لأمته لمن يستحقها لو سعى لذلك بحق .. ولذلك طلب منا النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا أن ندعو بعد التشهد وقبل التسليم .. كما قال صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ (أي يختار الخير الذي يريده) مِنَ الْمَسْأَلَةِ (أي يسأل ربه) مَا شَاءَ) صحيح مسلم.

 

- وهذا الدعاء إنما يكون بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية .. لأنه زيد على التشهد الصلاة الإبراهيمية بعد ذلك .. ثم يدعو طالبا من الله ما يحب ثم يسلم يمينا ويسارا ..، علما بأنه يوجد دعاء للنبي يقوله في ختام التشهد وكان يتعوذ فيه من عذاب القبر وعذاب جهنم .. فيمكنك أن تدعو بدعاء النبي ثم تدعو لنفسك بما تحب أو تدعو لنفسك بما تحب مباشرة .. والأول أفضل أي تجمع بين دعاء النبي ودعاء نفسك.

 

2- واعلم أخي الحبيب .. عليك بقول التشهد ببطيء وتأني كلما تيسر لك ذلك .. وحينما تصل في التشهد إلى (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) فقف ثواني وكأنك تأخذ نفسك .. فقد يرزقك الله مع صفاء قلبك بأن تسمع رد السلام عليك في قلبك من النبي وهو يرد عليك السلام .. والذي يبلغه إليك ملك من الملائكة .. إذ قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ) رواه أبي داود .. وحسنه الألباني.

- والله أعلم.  

************************

 

..:: س213: ما الذي عليك أن تعرفه كمسلم عن عبادة الصلاة من بداية البعثة وحتى فرض الصلوات الخمسة في مقام الخصوصية ؟ ::..

 

- قبل أن نغادر كلامنا عن الصلاة والمعراج العاشر وهو ختام الكلام على المعراج .. أحببت ان أذكر لك أخي الحبيب ثلاث مسائل مهمة .. وباختصار وجيز جدا .. ولكنها معلومات مفيدة حتى لا يشكك احد في دينك أو يتلاعب بك كما هو حال المنكرين للحديث النبوي الصحيح .. ومن يكيدون للدين من أمثالهم ..

 

#- وهذا ما أريدك أن تنتبه له ..

#- أولا: كان يوجد صلاة يتم القيام بها من بداية العام الأول للبعثة النبوية .. مرة صباحا ومساءا على سبيل السُّنَّة اتباعا للنبي .. وليس على سبيل الفرض "وإن كانت فرضا على النبي وكذلك قيام الليل" .. وبعض العلماء قال بل كانت الركعتين فرضا وليست سنة.

 

- ولا نعلم كيف كانت هيئة هذه الصلاة .. هل بمثل الموجودة حاليا أم ببعض من هيئتها أم بهيئة أخرى .. وكانت الصلاة بوضوء من أول البعثة .. والله أعلم.

 

- وقد تكلمنا على هذا الأمر في الفصول الأولى من هذه الرسالة .. فارجع للفصل الثالث والعشرون تحت عنوان: (س73: كيف صلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى في حين أن الصلاة فُرضت بعد ذلك في المعراج ؟) ..، وكذلك (س74: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل لها وضوء وما هيئته ؟).

 

#- ثانيا: أتى فرض الصلاة وجوبا بعدد خمس صلوات في اليوم والليلة .. حقا على المؤمن أن يؤديهن وإلا سيعاقبه الله على تركها .. وله بكل صلاة يؤديها عشر أضعافها أجرا.

 

@- وحتى هذا الوقت .. وهو وقت فرض الصلوات في العام العاشر الهجري لم يكن يوجد أذان .. وكانت القبلة باتجاه بيت المقدس .. حتى بعد وصول النبي للمدينة ومرور عام ونصف تقريبا أو عامين وتم تغيير القبلة.

 

- ويمكنك مراجعة الفصل الخامس والعشرون .. تحت عنوان: (س77: هل المسجد الأقصى هو المسجد النبوي الذي أسرى له النبي ليلة الإسراء والمعراج ؟) عند البند (ثانيا: دليل أكذوبة أن مسجد المدينة المنورة هو المسجد الأقصى .. عند العنوان الفرعي: "توضيح كيف بدأت الصلاة إلى أن أصبحت بهيئتها الحالية التي نصليها").

 

#- ثالثا: وبعد المعراج مباشرة في ظهر اليوم الذي كان بعد معراج الليل .. نزل جبريل يعلم النبي مواقيت الصلاة أي كيف يعرف يحدد وقتها .. وكان بداية التعريف من صلاة الظهر .. ولم يعرف جبريل عليه السلام النبي كيفية الصلاة .. لا .. بل أتى يعرفه أوقات الصلاة ..

 

- وقيل: أن الصلوات الخمس حين تم فرضها .. كانت في بداية الأمر ركعتين لكل صلاة ما عدا المغرب كان ثلاثة .. وبعض العلماء استدل في ذلك برواية عن السيدة عائشة قالت فيها: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاَةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (أي ما عدا المغرب)، فِي الحَضَرِ (أي في مكان الٌاقامة) وَالسَّفَرِ (أي ولم يكن يوجد صلاة القصر في السفر) ، فَأُقِرَّتْ صَلاَةُ السَّفَرِ (أي استمر قصر الصلوات على اثنين في السفر ما عدا المغرب) ، وَزِيدَ فِي صَلاَةِ الحَضَرِ (أي أصبح الظهر والعصر والعشاء أربعة ركعات بدلا من اثنين) صحيح البخاري.

 

- ثم: تم زيادة ركعات الصلوات حينما ذهب النبي إلى المدينة .. فأصبح الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات ما عدا المغرب ثلاثة والفجر اثنين ..

 

@- ولكن بعض العلماء يقول: بل كانت الصلوات كما هي عليه الآن من اول فرضها .. أي الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات والمغرب ثلاثة والصبح اثنين .. وعموما العلماء على خلاف في هذه الجزئية .. من حيث بداية فرض الصلوات وتنفيذها هل كان أربعة أم اثنين .. ؟!!

 

#- عموما يوجد خلاف بين العلماء .. في جزئية كم كان عدد ركعات الصلوات الخمس بعد رحلة المعراج .. وهذا الخلاف نتيجة اختلاف آراء الصحابة .. وليس نتيجة اضطراب أحاديث نبوية .. فانتبه.

 

@- والمهم أن الصحابة جميعا متفقين .. على ما أستقر عليه حال عدد ركعات الصلوات حين وصول النبي للمدينة فكان الظهر والعصر والعشاء أربعة والمغرب ثلاثة والصبح اثنين .. وفي السفر يتم قصر الصلاة الرباعية لتكون ركعتين .. وهو ما نحن عليه الآن.

 

#- رابعا: حينما صلى النبي بالأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج فهو كان يعرف كيفية الصلاة .. إذ أن ما فرضه الله على النبي وأمته هو عدد خمس صلوات .. وليس الصلاة بذاتها .. لأنها كانت موجودة مسبقا وكانت مفروضة على النبي خاصة.

 

#- خامسا: فرض الوضوء نزل في أواخر البعثة النبوية في المدينة ..

1- وهناك فرق بين فعل الوضوء وفرض الوضوء .. ففعل الوضوء كان يفعله النبي والمسلمين من أول البعثة .. وفرض الوضوء هو الذي نزلت به الآيات في سورة المائدة في المدينة.

 

- إذن: تأخر نزول حكم فرضية الوضوء في القرآن في المدينة .. ليس معناه أن النبي والمسلمين كانوا لا يصلون بدون وضوء .. لا .. بل كان لهم وضوء ويصلون به .. بل أن الوضوء هو عبادة موجودة عند من سبقنا من أهل الكتاب وإن كنا لا نعلم كيفيتها عندهم .. كما جاء في قصة من قصص بني إسرائيل عن جريج الراهب في محنته واتهامه بانه زنا بامرأة وأتى منها بولد .. فطلب في محاكمته أن يأتوه بماء يتوضأ به .. ثم لمس الغلام الصغير وهو رضيع فنطق وقال أنه ليس أبوه ..

 

- فالوضوء كان موجودا عند من أهل الشرائع الأخرى .. ولكن لا نعلم كيفيته.

   

2- وإذا كان الوضوء موجود فعله منذ بداية البعثة ويفعله النبي والمسلمين .. فلماذا تأخر نزول حكمه في القرآن حتى تم فرضه في آخر سنوات كانت للنبي في المدينة .. ؟!!

 

- أرى بعضا من الحكمة في هذا التأخير .. أذكرها عن رأي خاص بي .. والله أعلم بمراده .. فأقول وبالله التوفيق:

 

أ- لعل هذا التأخير كان فيه اختبار لنفوس المؤمنين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن ما أتاهم به النبي عليهم أن يأخذوه وما نهاهم عنه ينتهوا .. وإن لم ينزل فيه قرآن.. من باب أن طاعة الرسول هي في ذاتها فرض.

 

ب- وقد يكون سبب نزول فرضية الوضوء بالمدينة متأخرا .. أنه كان قبل ذلك هو سنة متبعة وليس فرضا لازما فعله لغير النبي .. فأثبته القرآن للأبد حتى لا يقول أحد أن الوضوء ليس بفرض.. ودفعا للخلاف بين المؤمنين بعد ذلك في فرضية الوضوء.

- والله أعلم .

 

@- واعلم أخي الحبيب .. أن هناك أحكاما في القرآن كالوضوء كانت فرضا أولا قبل أن ينزل فيها قرآن .. مثل صلاة الجمعة فرضت في مكة ولم يفعلها النبي لمعاداة أهل مكة له في ذلك الوقت .. ولم يخطب أول جمعة إلا عند وصوله إلى المدينة في مسجد قباء .. ودليل فرضيتها هو أن النبي أرسل لأهل المدينة إقامة صلاة الجمعة وأول من أقامها مصعب بن عمير ..

- وبالرغم من فرض صلاة الجمعة في مكة .. إلا أن سورة الجمعة مدنية وقد نزل فيها فرض إقامة صلاة الجمعة في المدينة .. بالرغم من أنها كانت مفروضة حين وجود النبي بمكة وقبل هجرته بقليل .. 

 

- وهناك أحكام في القرآن تم فرضها في مكة ولم يتم تنفيذها إلا في المدينة مثل فريضة الزكاة وخاصة زكاة الزروع .. !!

 

- إذن: عليك ان تنتبه لهذه الأمور جيدا .. وتفهم أن تقديم الله للحكم أو تأخير نزوله فإنما هو لحكمة أرادها الله ..

 - والله أعلم .

*****************

..:: س214: ما الحكمة من بقاء بيت المقدس قبلة لصلاة المسلمين بعد فرض الصلاة ولمدة سنة ونصف تقريبا بعد هجرتهم للمدينة ؟!! ::..

 

- قلنا سابقا أن النبي صلى الله عليه وسلم على غالب ظن العلماء كان يصلي إلى الكعبة .. والبعض قال كان يصلي إلى الكعبة عند أحد الأركان المواجه أيضا لبيت المقدس فكان يجمع بين القبلتين حينئذ في صلاة .. وهذه كلها ظنون علماء.

 

- ولكن بعد أن هاجر النبي للمدينة .. كان الأمر الإلهي للنبي أن يصلي ناحية بيت المقدس أو المسجد الأقصى .. واستمر على هذا الفعل لمدة سنة وستة أشهر ..

- وهنا يظهر سؤال وهو: ما الحكمة في الصلاة ناحية بيت المقدس لمدة سنة وستة أشهر قبل تحويل القبلة للمسجد الحرام ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- صلاة النبي لبيت المقدس لفترة من الزمن أثناء وجوده بالمدينة قبل تحويل القبلة .. فذلك أجد فيه شيء من الحكمة:

1- إقامة الحجة على يهود المدينة .. فلما كان النبي يصلي لقبلة بيت المقدس .. كان في ذلك دلالة على اتباع الأنبياء من قبله وأن منهجه هو منهجهم .. فلماذا يخالفه المخالفون من أصحاب هذه القبلة وهم اليهود تحديدا ؟!!

 

2- انتقال القيادة الدينية للنبي ولزوم اتباعه .. ولما كانت قبلة المسجد الأقصى أو بيت المقدس هي قبلة النبي لفترة من الزمن .. كان في ذلك دلالة على انتقال القيادة والإمامة الدينية للنبي صلى الله عليه وسلم .. ودلالة على أن المسجد الأقصى مقدسات إسلامية وليست مجرد قصة تاريخية وانتهت.

 

3- دين الأنبياء واحد وآخرهم النبي الأمي .. وليظهر للمؤمنين جميعا أن دين الأنبياء واحد وربهم واحد .. وأن خاتمهم هو النبي الذي أتبعه كل نبي ورسوله وهو إمامهم .. ومن كان هذا شأنه فعليكم اتباعه .

 

4- هي علامة كان اليهود يعرفون بها نبي آخر الزمان .. ولعل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس طوال سنة ونصف بالمدينة التي كان يسكنها بعض اليهود حينئذ .. إنما هو أن هذه علامة كان يعلمها اليهود وصفة لازمة فيه أن النبي الخاتم سيكون مصليا لبيت المقدس في فترة من حياته ..

- والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

1- بقاء صلاة المسلمين ناحية المسجد الأقصى لمدة سنة ونصف وهم في المدينة.. كما جاء في الرواية - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: (صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ) صحيح مسلم.

 

@- قال الإمام النووي رحمه الله (المتوفى: 676 هـ):

- وكان - صلى الله عليه وسلم - مأمورا بالصلاة إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة ستة عشر شهرا أو سبعة عشر .. ثم أمره الله تعالى باستقبال الكعبة. (روضة الطالبين ج10 ص206).

 

#- وهذه القِبلة إنما كان له بعضا من الحكمة والتي منها أن هذا النبي الأمي أيها اليهود دينه هو دين الأنبياء السابقين الذين تؤمنون بهم .. وهو النبي الخاتم الذي يجب اتباعه .. فاتبعوه وصدقوا أنه رسول الله إليكم .. ، بل ولعل كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس .. هي أحد علامات النبي الخاتم التي كان يعرفه بها اليهود .. إلا أنهم كتموا ذلك .. وهذا هو ما أظنه .. والله أعلم .

 

2- النبي حينما كان يصلي بمكة كان يجمع القبلتين أي يصلي في الإتجاه الذي يجعله متوجها للكعبة ولبيت المقدس .. إذ جاء عن ابن عباس قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ بِمَكَّةَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ .. وَبَعْدَ مَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَ إِلَى الْكَعْبَةِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

 #- ملحوظة : سبق وناقشنا أين كانت قبلة النبي وقت صلاته بالمسجد الأقصى .. في الفصل الثاني والثلاثون تحت عنوان (س88: أين كانت قبلة النبي وقت أن صلى في المسجد الأقصى ؟)..، وناقشنا ماهية الصلاة التي صلاها بالأنبياء وهل كان يوجد وضوء أم لا .. وذلك في الفصل الثاني والعشرون تحت عنوان: (74: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل لها وضوء وما هيئته ؟).


- فإذا علمت أخي الحبيب بما سبق .. فأكون بذلك قد أكملت المسائل المتاحة عندي فيما يتعلق بالمعراج العاشر .. والذي استغرق لوحده أربعة وعشرون فصلا للكلام فيه ما بين مسائل وتذوقات وإشارات ومواضيع مختلفة تتعلق به كرؤية النبي لربه.. وكان ذلك بداية من الفصل الثالث والستون من السؤال رقم 145 .. وحتى الفصل السادس والثمانون عند السؤال رقم 213 .. بإجمالي مسائل ثمانية وستون مسألة .. وأرجو من الله القبول .. والحمد لله رب العالمين.

 

- وبهذا ننتقل إلى جزء جديد بعد الإنتهاء من هذا المعراج الأخير .. وفي هذا الجزء أذكر بعض المسائل التي كان يجب مناقشتها في بداية معراج النبي من المسجد الأقصى .. وحتى لقاءه بموسى عليه السلام في السماء.. ومن هذه المسائل صخرة بيت المقدس الطائرة .. ووصية الملائكة بالحجامة .. واعتراض الشياطين للنبي أثناء معراجه .. ومسألة اعتراض موسى على علو النبي فوق مقامه .. وغير ذلك من مسائل .. والله ولي التوفيق.

*********************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 18 تعليقًا:

  1. اختيارات رائعة وتذوقات ممتعة .. رحم الله علماءنا وزادهم نورا .. وفتح الله عليك بالمزيد استاذنا الفاضل وانعم عليك من الحكمة ما تطمئن له النفوس وتشرق بنورها القلوب فتزداد حبا واقبالا على خالقها عزوجل .. آمين ياارب

    ردحذف
  2. جزاك الله كل خير خير عنا أستاذنا الفاضل ..
    كان آخر موضوع لقصة المعراج جد شيق خاصة معرفة سبب كل ركن في الصلوات المفروضة وكذلك تفسير الآيات الأخيرة من سورة البقرة
    رغم اني حزنت في أول وهلة أقرأ فيها جملتك انك انتهيت من قصة المعراج وهذا آخر ما تكتبه عنها أحسست وكأنني سأفارق شخص غالي عليا وفعلا معرفة إسراء ومعراج احب الخلق لنا ولربنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي اجمل ما حصل لنا في حياتنا..❤❤
    لكن بعدها فرحت لأنه حضرتك تركت لنا هدية وهي فصول هذه القصة التي سأعيد قراءتها إن شاء الله من الأول ويارب يقدرني وألخص كل فصل لحاله..
    ========
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير الصلاة*:

    الفكرة التي *تخجلني* في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ،
    ولا أنا من اختار التوقيت.
    *الخالق تعالى هو* من قدّر ذلك. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته *هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه*.

    وأنا ماذا أفعل.
    في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته،
    مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه، وكل شأنٍ ضئيل
    .الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم*) لأقف بين يديه؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية!.
    يطلبني لبضع دقائق فقط، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي.
    أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!,
    يدعوني سبحانه وتعالى (*لاجتماع مغلق*) بيني وبينه، أنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ *وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان*. أحضر بجسدي ويغيب عقلي.

    *يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها
    وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي*.
    *هو الخالق العظيم، الغني عني وعن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل*.
    ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني.
    *أنا الحاضر الغائب* ..
    *هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً*
    وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً.
    فأي بؤسٍ أكثر من هذا..؟!!

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وجعل لك وصلا لا ينقطع
    مقتطفات من الموضوع
    - أولا: عن سبب فرضية الصلاة ليلة المعراج ..
    هناك فرضيتين إما أنها عطاء رباني دون طلب من النبي صلى الله عليه و سلم أو عطاء رباني بطلب منه
    :
    🌹- أ- (لو افترضنا أن عطاء الصلاة هدية من الله لنبيه دون طلب من نبيه) ...
     أن الله أراد تشريف النبي في أشرف مكان بالكون كله لم يطأه غيره. بهدية خاصة عند حضوره كما يهدي الملوك أضيافهم بأقيم الهدايا .. فأعطاه الله الخمس صلوات مع مزيد فضل بمضاعفة الأجر
     
    🌹#- ولما كانت الصلاة عبادة خاصة ولها كرامة خاصة .. فكانت محكومة بالفرض والإلزام لتحقيق فعلها على سبيل العزيمة وليس تركها إهمالا وكسلا ..
    وتركها يكون إساءه من العبد لمولاه .. لأنه بذلك يكون ترك هدية ربه إليه .. فإن شاء عاقبه ربه وإن شاء عفا عنه.
     
    🌹#- وزاده إكراما .. بإعطاءه ما جاء في خواتيم سورة البقرة من قبول التوجه بطلب الغفران والرحمة والعفو ..

    🌹-ب- (لو افترضنا أن عطاء الصلاة هدية من الله لنبيه بعد رجاء من النبي لربه بان يمنحه هدية لأمته فأعطاه الصلاة) .. فلعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما وصل بين يدي ربه ورآه بقلبه وأوحى إليه ما أوحاه .. فكان من رجاء النبي عند مولاه أن يعطيه كرامة لأمته تكون لهم سببا في أن يتذوقوا شيئا مما عرفه ورآه في إسراءه ومعراجه للملكوت الأعلى .. فأكرمه الله بهذه الهدية وهي الصلاة بأن جعل فيها معراجا قلبيا وروحيا من العبد لربه فيجد العبد أنسا بربه ..
     
    🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
    وكأن الله يقول لنبيه: هذه هديتي لك ولأمتك .. وأخبرهم: أن من أراد وصالي فعليه بصلاتي .. ومن قبل هديتي تجليت عليه بعفوي ورحمتي وغفراني .. ومن أهملها كسلا فقد جانبه فضلي .. فإن شئت عاقبته وإن شئت عفوت عنه .. فالأمر أمري والحكم حكمي .. ومن تركها جحودا منكرا لها .. فقد رد علي هديتي وجحد أمري .. ومن هذا حاله فلا قبول له عندي إذ قد كفر بي.. وهو من الأخسرين أعمالا.
    🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
    أ/خالد أبوعوف

    ردحذف
  5. 🤍من وصايا الأستاذ خالد أبوعوف🤍:

    🌹- خليك صادق وحط المراية لنفسك بنفسك

    🌹-حط مرآة الصدق وحيبينلك الحقيقة قدامك

    🌹- لما تعتذر تعتذر بقلبك وتحسس لي قدامك انك فعلا غلطت في حقه

    🌹-اياكم والتبرير المتكرر على اخطاء و نرجع نعملها

    🌹- اوعى تبرر لان تبرير قناع القبيح قول انا اسف انا مش حعمل كده ثاني لان دي فيها حقوق الغير

    🌹- التبرير هو ستر القبيح بقناع المشيئة الالهية و حصل خير بدون تأنيب ضمير ورغبة صادقة في التغيير ودون اي اعتبار للاذى النفسي الذي يلحقه للغير .. فانت مؤذي .. لانك تسبيح الخطأ وتستخدمه في حق الاخرين

    🌹-في اورادك واحزابك خذها بعزيمة من غير مبررات إلا لو بسبب قهري فعلا ( مرض مش عارف تقوم منه ،مصيبة موت، فاجعة...،) و قول يارب ساعدني

    ردحذف
  6. جزاك الله خير جزاء علي هذا العلم النافع وجزاك علي جمعك لكل اقول العلماء وسرده ليفهم القارء خير علم لدني بارك الله فيك ياطيب جميل رزقك الله الصحه والعافيه واتم عليك نعمته شكرا استاذنا

    ردحذف
  7. جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد على كل هذا التعب وهذا الجهد المبذول ..وربنا يجعله في ميزان حسناتك يوم تلقاه ..
    ربي يبارك في عمرك ويعطيك الصحة والعافية ويمدك بمدد الخير والتوفيق يارب ..
    ويجعل هذا العمل زيادة رفعة ومقام لك عند الله ..
    وربنا يرضى عنك ويراضيك بحق أنه قدير يارب العالمين .
    * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمى وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  8. السيرة ليست رواية .. السيرة علم وحياة ❤ ﷺ ❤

    الشيخ محمد خيري

    ردحذف
  9. 《 الظن بالله و رسوله 》

    قال سيِّدنا أبوالحسن الشاذلي رضي الله عنه :
    قرأتُ ليلةً من الليالي : ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ حتى ختمتها، فقيل لي : « شر الوسواس: وسواسٌ يَدخلُ بينكَ و بين حبيبك يُنسيكَ ألطافَهُ الحسنة ويُذكِّرُكَ بأفعالكَ السَّيئة ويُقلِّلُ عندكَ ذاتَ اليمين ويُكثِرُ عندكَ ذاتَ الشِّمال ليعدِلَ بك عن حُسنِ الظَّن بالله ورسوله إلى سوء الظنِّ بالله و رسوله
    فاحذر هذا الباب فقد أُخِذَ منه كثيرٌ من الزُّهادِ والعُبَّادِ وأهلِ الجِدِّ والاجتهادِ
    و هنا يكون الدور الذي تلعبه النفس اللوامة التي تحاول أن تسيطر عليك وعليك جهادها حتى ترتقي إلى النفس الملهمة.

    ردحذف
  10. النصيحة..
    بتكون من باب المساعدة والمحبّة لتحاول تفيد شخص وتوعيه..
    بس الأهم من النصيحة والنية هو الأسلوب اللي بتنحكى فيه.
    في نصيحة من لطافتها وحلاوة كلامها بتأثر فيك بتغيّر عقلك وبتطبطب على قلبك..

    وفي نصيحة بتيجي كأنها كف.. بيوجعك شوية بس بيفوقك وبيصحيك ..
    وفي نصيحة متل السم،
    بدل ما تشفيك بتقتلك وبتعل فيك..

    لمّا تقدم نصيحة حتى لو كانت صحيحة،
    انتقي الكلام يلي يداوي ويخليها تنقبل..
    الأسلوب الحاد يخليك بدل ما تفيده تأذيه
    وبدل ما تفتح العيون بتعميها وتبكّيها...

    # منقول

    ردحذف
  11. # كيد النساء
    اقترب رجل من امرأة عند البئر فسالها :
    ما كيد النساء ؟
    فوقفت عند البئر وبدأت تبكي بصوت مرتفع حتى
    يسمعها اهل القرية,
    فسالها خائفا لماذا .. ماذا ماذا ...
    قالت حتى يأتي اهل القرية فيقتلونك لأنك تريد
    ايذائي .
    فقال لها : أنا لم اتي إلى هنا لايذائك,
    ولكني توسمت فيك الذكاء فسالتك,
    ولم تكن رغبتي في الحديث اليك لنية سيئة لكونكك
    امرأة جميلة .
    فقامت وامسكت دلو الماء وسكبته على نفسها,
    فتعجب الرجل منها .!!
    وسالها لما فعلت هذا
    وبينما هو يتكلم أتى الناس يركضون فقالت المرأة :
    هذا الرجل انقذني عندما سقطت في البئر ...
    فقام الناس يشكرونه وفرحوا به كثيراً وكافؤوه .
    فقالت المرأة : هذا درس صغير من كيد النساء,
    إذا اذيتها لن يحل عليك المساء
    واذا ارضيتها رفعتك للسماء !!!
    #منقول

    ردحذف
  12. قصة وعبرة :

    يحكى أن امرأة أرادت أن تتطلق من زوجها .. فذهبت إلى شيخ القرية كما هي عادة المرأة التى تريد الطلاق .. لعله يساعدها على مفارقة زوجها !

    ولكن شيخ القرية بعد أن سمع شكوى المرأة لم ير في حديثها ما يدعو إلى طلب الطلاق .. كل ما في الأمر أن زوجها عصبي قليلا وأنها لو قامت بتحمله.. وعدم الرد في وجهه عندما يكون غاضبا فلن يحدث بينهما مشاكل .. ثم إن لكل إنسان طبع !

    حاول الشيخ أن يثنيها عن طلب الطلاق ولكنها بقيت مصرة .. وعندما رأى عنادها .. عمد إلى الحيلة ليلقنها درسا في الحياة !
    قال لها .. حسنا ساساعدك في الحصول على الطلاق ولكن بشرط !

    أنا موافقة على شرطك يامولانا الشيخ!
    ولكنك لم تسمعيه بعد !
    أنا موافقة عليه دون أن أسمعه .. قل لي ماذا علي أن أفعل وسأفعله.. المهم أني لا أريد أن أبقى على ذمة هذا الرجل !

    حسنا .. عليك أن تحضري لي شعرة من شارب الأسد!
    جئت إليك لتطلقني لا لتقتلني يامولانا!
    كيف احضر لك شعرة من شارب الأسد ؟!

    هذا هو شرطي الوحيد .. إما أن ترجعي إلي بيتك وتعيشي مع زوجك .. وإما أن تحضري لي شعرة من شارب الأسد!

    حسنا .. أعطني بعض الوقت يامولانا.
    خذي وقتك ياابنتي.

    لم تنم تلك المرأة تلك الليلة .. بقيت حتى الصباح تقلب الأمور برأسها .. وتفكر بطريقة تجعلها تحضر للشيخ شعرة من شارب الأسد .. ثم اهتدت إلى فكرة جهنمية وقررت أن تنفذها على الفور !

    يتبع..................................................

    ردحذف
  13. ذهبت إلى السوق واشترت خروفا ثم ذهبت به إلى الغابة .. وتقدمت حيث عرين الأسد .. ربطت الخروف بشجرة .. ووقفت بعيدا تنظر !
    ولما رآها من بعيد جاء الأسد والتهم الخروف وعاد إلى عرينه .

    صبيحة اليوم التالي ذهبت إلى السوق واشترت خروفا آخر .. وتقدمت هذه المرة به مسافة أقرب إلى عرين الأسد .. وربطته ووقفت قريبا منه تنظر !
    فقام الأسد والتهم الخروف وعاد إلى عرينه لينام!

    في اليوم الثالث اشترت خروفا جديدا .. وذهبت به إلى عرين الأسد مصممة هذه المرة على انتزاع الشعرة من شاربه !

    تقدمت على بعض خطوات من عرين الأسد.. وربطت الخروف هناك .. فقام إليه الأسد والتهمه.. ثم عاد لينام فاقتربت منه وأخذت تمسح على رأسه حتى نام .. عندها مدت يدها ببطء إلى شعرة من شاربه ثم نزعتها وعادت مسرعة إلى الشيخ ..

    وقالت له .. تفضل يامولانا الشيخ ..
    ما هذا ياابنتي؟!
    هذه هي الشعرة من شارب الأسد التي وعدتني إن أحضرتها لك أن تطلقني من زوجي !

    وكيف أحضرت هذه الشعرة ؟
    أخبرته المرأة بما كان منها على مدار الأيام الثلاثة ..

    عندها قال لها الشيخ .. أليس من العار ياابنتي أن تنجحي في ترويض أسد مفترس ثم تفشلي في ترويض زوجك الإنسان !
    لو استعملتي مع زوجك الحب والهدوء والمراعاة التي استخدمتيها مع الأسد لبلوغ حاجتك لصار بين يديك أطوع مما كان الأسد !

    فخجلت المرأة من نفسها وعادت إلى البيت مصممة أن تصلح ما بينها وبين زوجها !

    ردحذف
  14. لو سمحت يااستاذ خالد ..
    بالنسبة لمقولة الإمام الفخر الرازي رحمه الله عندما قيل له إن تحفة أمتك الصلاة .
    وذلك لأنها جامعة بين المعراج الجسماني.. وبين المعراج الروحاني ..
    - أما الجسماني فبالأفعال .. ، وأما الروحاني فبالأذكار..

    عاوزة اعرف ما المقصود..
    ( أما الجسماني فبالأفعال).

    وهل يجوز أن نقول ( أما الجسماني فبالحركات ) ولا لا يجوز؟

    ردحذف
    الردود
    1. الافعال يقصد بها كل افعال الطاعة في الصلاة من من ذكر باللسان وطاعة بالجسم في القيام و الركوع والسجود ....مع عدم التفات العين والاذن لمؤثرات العالم الخارجي .. فالكل اي كل الظاهر يتحرك بالتوجه الى الله
      ===========
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم

      حذف
    2. تمام .. جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد على الرد والإيضاح..
      ربنا يبارك لينا في عمر حضرتك ولا يحرمنا من وجودك أبدا أبدا يارب🤲🙏🌷

      حذف
  15. ‏"نحنُ المؤمنون لا نعرفُ النهايات المسدودة،
    ولا الطرق المقطوعة،
    ولا الضياع الطويل،
    دائمًا تشيرُ بوصلةُ قلوبنا إلى السَّماء،
    هنالك الاتجاه الحقيقي الذي لا يُمكن الضلال عنه،
    لا نيأس ولا نحزن ولنا ﺭﺏٌ يقول :
    "هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ" ❤️
    يارب❤️

    ردحذف
  16. تذكر:
    مالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ويفعل بعبده مايشاء
    أنت ضيف في ضيافة كريم حكيم
    بين رحمته و ستره وعفوه وحكمته تتنزل عليك رحماته و يتجلى عليك بستره وعفوه ويرعاك بعينه التي لا تنام
    فأحسن الادب في حضرة الملك
    ارضى بمنحه و افرح بمنعه فكله عطاء
    فالطبيب يعطيك الدواء الذي فيه الشفاء
    وتذكر من رضي فله الرضا
    فقل الحمد لله على كل ما قضى
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف