ج87: قصة الإسراء والمعراج - لماذا لم يعرج النبي مباشرة من المسجد الحرام بدلا من العروج من بيت المقدس - هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس - عشرون خرافة عن صخرة بيت المقدس.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والثمانون)

#- فهرس:

:: الفصل السابع والثمانون :: عن رحلة المعراج – ج1/ مسائل عن المعراج من بداية الانتقال من بيت المقدس إلى السماء الأولى ::

1- س215: لماذا لم يعرج النبي مباشرة من المسجد الحرام بدلا من العروج من بيت المقدس ؟ وما الإشارة في ذلك ؟

#- أولا: حكمة الذهاب لبيت المقدس قبل العروج من بيت المقدس.

#- ثانيا: حكمة العروج من بيت المقدس للسماء ؟

#- ثالثا: بعض المنكرين للمعراج قال: كيف يصح العروج من بيت المقدس وهذا يكون فيه اعوجاج ومشقة للنبي .. ولو كان حدث لكان الأولى أن يحدث من المسجد الحرام لأنه ارتقاء عمودي للسماء مباشرة.

#- رابعا: عن رأي خاص بي في حكمة المعراج من بيت المقدس.

#- خامسا: الإشارة في العروج من بيت المقدس أو المسجد الأقصى.

 

2- س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟

#- (عشرون خرافة عن صخرة بيت المقدس)..

#- أولا: ما هي بعض الأحاديث والآثار التي قيلت عن صخرة بيت المقدس وعلاقتها بالمعراج وما جاء في فضلها ؟

#- ثانيا: ما هي جميع الخرافات التي قيلت حول صخرة بيت المقدس ؟

#- ثالثا: هل عرج النبي من فوق الصخرة الموجودة في بيت المقدس ؟

#- رابعا: هل قدم النبي أو قدم الله هي المحفورة على صخرة بيت المقدس ؟

*******************

:: الفصل السابع والثمانون ::

*******************

 ..:: س215: لماذا لم يعرج النبي مباشرة من المسجد الحرام بدلا من العروج من بيت المقدس ؟ وما الإشارة في ذلك ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: حكمة الذهاب لبيت المقدس قبل العروج من بيت المقدس ..

- قال الإمام ابن أبي جمرة رحمه الله (المتوفى:695 هـ):

- لو عُرِجَ به عليه الصلاة والسلام مِن مكة .. لكان الكفار ينكرون ما يدَّعيه .. ولا يَجِد بما يَستدِل عليهم ويَلحق بسبب ذلك لمن ضَعُف إيمانُه الشكُّ ..

- فلمَّا أن أُسرِي  به عليه الصَّلاة والسَّلام لذلك الموضع .. وسأله الأعداء المنكرون عن جزئيات فيه كانوا يعلمونها .. وهو عليه الصَّلاة والسَّلام لم يدخله قطُّ حتَّى يعلم الجزئيات التي  فيه .. ثمَّ أخبرهم عليه الصَّلاة والسَّلام في الحال بكل ما سألوا عنه .. فكان ذلك أكبرَ آية على تصديقه عليه الصَّلاة والسَّلام فيما ادَّعاه ..

- بخلاف أن لو كان الإسراء به عليه الصَّلاة والسَّلام مِن موضعه الذي كان فيه .. لأنَّ البشر ليس لهم معرفة بالعالم العلوي .. حتَّى يعلموا ما فيه فيسألوا عنه. (بهجة النفوس ص1360).

 

@- يقصد بقوله (وهو عليه الصَّلاة والسَّلام لم يدخله قطُّ حتَّى يعلم الجزئيات التي  فيه) : أي هو لم يدخله من قبل ولم يسافر لبيت المقدس وهم يعلمون ذلك يقينا .. وبالتالي لن يستطيع إجابتهم فيما سيسألونه عنه .. ولكن كانت المفاجأة أنه أجابهم في الحال.

#- ثانيا: حكمة العروج من بيت المقدس للسماء ؟

- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ):

- قد روى كعب الأحبار: أن باب السماء الذي يقال له مصعد الملائكة يقابل بيت المقدس ..

- فأخذ منه بعض العلماء: أن الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس قبل العروج ليحصل العروج مستويا من غير تعويج .. وفيه نظر .. لورود أن في كل سماء بيتا معمورا .. وأن الذي في السماء الدنيا حيال الكعبة .. وكان المناسب أن يصعد من مكة ليصل إلى البيت المعمور بغير تعويج لأنه صعد من سماء إلى سماء إلى البيت المعمور .. (فتح الباري ج9 ص197).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الرأي المنسوب لكعب الأحبار:

أ- الرأي المنسوب لكعب الأحبار لا دليل عليه .. بل ويفتح باب من الأسئلة لا إجابات عليها .. فيقال: وهل المسجد الحرام ليس فيه أماكن لعروج الملائكة ؟!! ثم سؤال آخر وهو: وهل كل هبوط وصعود للملائكة يكون من خلال المسجد الأقصى ؟!!

 

#- ومثل هذه الأسئلة تبطل الرأي المروي عن كعب الأحبار .. هذا لو افترضنا أن هذا فعلا رأي كعب الأحبار ..!! إذ لم أجد السند الذي ينسب هذا الرأي لكعب الأحبار .. بل أن غالب الروايات عن كعب الأحبار في فضائل بيت المقدس لا تخلو من الضعف أو الكذب على كعب الأحبار ..!!

 

- وكعب الأحبار وهو من التابعين الصالحين .. وكان كعب الأحبار عالما من علماء اليهود .. وقد أسلم في زمن خلافة أبي بكر الصديق وقيل في زمن خلافة عمر بن الخطاب .. وقد نسبت إليه أقوال كثيرة تتعلق بالمعتقدات الإسرائيلية .. وكثير منها بأسانيد تالفة وقصص غير معقولة .. وكأن كان هناك من يقوم بتلفيق هذه المرويات وينسبها لكعب الأحبار رحمه الله .. والله أعلم .

 

ب- أما عن مسألة أنه لو صعد من المسجد الحرام سيكون في ذلك تعويج أو اعوجاج في السير ..!!

- فهذا من أسخف الكلام الذي قرأته .. فضلا عن أنه لا توجد رواية صحيحة منسوبة للتابعي كعب الأحبار .. تثبت أنه قال بذلك .. وحتى لو وجدت رواية صحيحة فما علاقتنا بهذا القول أصلا في ديننا وهو لا دليل عليه ؟!! ولكن ليه قلت كلام سخيف ؟

 

- لأن الظن بأن الوصول لبيت المقدس هو من أجل العروج من هناك لعدم وجود معارج سماوية .. غير في بيت المقدس فهذا يحتاج دليل ولا دليل على ذلك .. فضلا عن وجود شبهة اتهام لله بالعجز عن أن يجعل للنبي معراج خاص يصعد من خلاله من كثرة معارجه التي خلقها في الكون .. !!

- بقى ده كلام عقلاء يا عقلاء  ؟!!

 

ج- وإذا كان من قال أن النبي وصل لبيت المقدس ليصعد للسماء .. فنقول لهم: ومن أي مكان في السماء نزل إلى الأرض ؟!!

- فإن قالوا: الله أعلم ..

- قلنا لهم: ولماذا لم تقولوا الله أعلم حينما قررتم أن المعراج للسماء من بيت المقدس وليس لديكم حديث نبوي صحيح يقول بذلك ولا آية من كلام الله تشير لذلك ؟!!

- فأي منطق عقلي أو ديني تتكلمون به حينئذ ؟!!

 

#- ثالثا: بعض المنكرين للمعراج قال: كيف يصح العروج من بيت المقدس وهذا يكون فيه اعوجاج ومشقة للنبي ولو كان حدث لكان الأولى أن يحدث من المسجد الحرام لأنه ارتقاء عمودي للسماء مباشرة ..

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بعض من يظن نفسه الحكمة والعقل .. أخذ مسألة الصعود من بيت المقدس وجعل منها تعريج أي فيها انحراف .. وإنما الصح كان العروج من المسجد الحرام ولذلك لا يصح العروج من بيت المقدس .. بل الأفضل هو ذلك لأن العروج من المسجد الحرام لأنه الأعلى مكانا وشرفا والأقرب للسماء.. وهذا كلام العقلاء وغيره ليس بذلك ..!!

 

#- وأقول له ببساطة:

1- من أنت لتقرر ما هو الأفضل والأنسب في حق النبي إذا كان الله أراد له ذلك ؟!! أترى أفضل مما يراه الله لتقرر ما هو الأفضل تعديلا على فعل الله ومراده ؟!!

- فيا لك من بليد العقل وسقيم القلب ..!

 

2- وإذا كان المسجد الحرام هو الأفضل .. فلماذا أسرى الله به إلى المسجد الأقصى الأقل فضلا منه ؟!! فهل ذهب به ليريه آثار بيت المقدس كسياحة دينية .. ؟!!

- فيا لك من سخيف العقل ..!!

 

3- إذا كنت تظن نفسك من العقلاء وأهل الحكمة بشبهتك التي ذكرتها .. فما هو حينئذ كلام من غلبه البلادة والغباء ؟!!

- ليه قلت لك كده ؟!

أ- لأنه يقال لك: هل كنت مع النبي في رحلته لتعرف أن المعراج من بيت المقدس يعتبر فيه تعويج وانحراف .. أو تدرك ما هو معووج أو غير معووج .. حتى تزعم أن الأولى العروج من المسجد الحرام وكأنه لديك خريطة سماوية غيبية كشفية لخط سير رحلة الإسراء والمعراج ؟!!

- أكيد ..لا .. لم تكن مع النبي وليس لديك خريطة السماء والأرض وليس لديك كشف نبوي لتحكم بذلك على فعل الله بالنبي .. وتحكم عليه بأن فيه اعوجاج .. بل عقلك هو الذي فيه اعوجاج .. !!

  

ب- هل أنت مهندس عليما بطرق السموات والأرض .. حتى تحكم بما حكمت به من أن العروج من بيت المقدس يكن في اعوجاج ؟!!

- أكيد ..لا .. فأنت أجهل البشر بعد أن قلت ما قلت .. من أن العروج من بيت المقدس فيه اعوجاج ..!!

- فإذا كان هذا التخريف الذي قلت به تصفه بأنه كلام عقلاء .. فما هو كلام الحمقى والأغبياء ؟!!

 

#- رابعا: عن رأي خاص بي في حكمة المعراج من بيت المقدس:

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- أن الله أراد ذلك .. إذ لم يتبين لنا لماذا تم العروج من هذا المكان على وجه الخصوص .. سوى أننا نفهم كمؤمنين أن هذه إرادة الله ومشيئته ..

 

2- وقد يقال أن سبب العروج من هناك هو لأن الإسراء كان إلى هناك أولا .. ثم فتح الله لنبيه وجبريل وهما في باب المقدس معراجا أي تم فتح طريقا للسماء من هناك .. فتم الصعود منه إلى السماء .. ولا كلام بعد ذلك .. إذ لا يعقل أن يتم العودة للمسجد الحرام للصعود من هناك ..!!

- فما أكثر معارج الله .. إذ يقول جل شأنه (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) المعارج:3 .. وهي المصاعد التي تصعد بها الملائكة للسماوات لتلقي أوامر ربها .. ولم يقل أحد أن المعارج تختص بمكان دون مكان على الأرض .. فإذا أذن الله للملائكة بالعروج فهم يعرجون وإذا سمح لهم بالنزول فهم ينزلون .. دون احتياج لتحديد مكان في السماء للنزول منه أو تحديد مكان في الأرض للصعود منه .. والله أعلم .

 

3- ملحوظة هامة جدا:

- بعض الناس تضع آراء متعددة في سبب العروج من بيت المقدس .. وهذا خطأ .. لأن الأراء المتعددة إنما قد قيلت في سبب إسراء النبي لبيت المقدس ..

- ولكن السؤال الخاص بسبب معراج النبي من بيت المقدس .. فلم أجد في كلام العلماء حكمة قيلت في ذلك سوى الرأي المنسوب لكعب الأحبار ..

- فانتبه للفرق بين حكمة الذهاب لبيت المقدس .. وبين حكمة المعراج من بيت المقدس .. فكلاهما سؤالين مختلفين .

 

#- خامسا: الإشارة في العروج من بيت المقدس أو المسجد الأقصى ..

@- من سلك طريق الله بالله .. جذبة بمعراج المحبة ليذيقه لذة القرب من مولاه..

 

أ- أي من كان حاله دوما .. أنه طالبا المعونة من الله في كل أحواله ظاهرا وباطنا متوكلا على ربه ومتبعا لنبيه حقا .. فحينئذ يصل لسلامة في قلبه وكأنه وقف حينئذ في بيته المقدس الخاص به ..

ب- ولما كان هذا هو حاله فيكون حينئذ على موعد مع جذبة ربانية خاصة .. فيتم إكرامه وضيافته من ضيافة النبي صلى الله عليه وسلم .. ويشرب من لبن الوصال حتى إذا ارتوى منه وثبت في باطنة ..

 

ج- فتبدأ تشتعل فيه كرامة تجليات الله عليه بالمحبة .. فتتبدل أوصافه الإنسانية بأوصاف ربانية .. فيكون له من سمع الله وبصره ويده ورجله وكله ظاهرا وباطنا حتى يكون مهيئا بذلك للإرتقاء في معارج جمال الله حتى يدهشه الله من ملكوت عطاءه كخصوصية عطاء ومزيد تكريم وضيافة ..

- حتى قد يمنحه من معرفة ما تم تدوينه في اللوح المحفوظ إلهاما من الحق له بالحق حتى يؤنسه الحق بشيء من لطائف محبته له ..

 

د- ثم يجعله دليلا مرشدا لعباده بالحق إلى الحق في عالم الأرض ليكمل مراد الله فيه .. حتى يأتي وعد الله .. ويطلبه الحق بنداء الحق لمعراجه الأخير: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر:27-30 ..

- والله أعلم .

 

#- خلاصة القول:

1- أن المعراج من بيت المقدس كان حكمته لأن مراد الله ذلك .. وأنه لما كان لله معارج كثيرة لا يعلمها إلا الله .. وكان في بيت المقدس أحد هذه المعارج .. بدلالة معراج النبي من هناك .. فكان الصعود من هناك إلى السماء أولى من العودة إلى المسجد الحرام للصعود أو للعروج من هناك ..

- وهذا رأيي والله أعلم .

 

2- وعلى سبيل الإشارة يقال: من سلك طريق الله بالله .. جَذَبَه بمعراج المحبة ليذيقه لذة القرب من مولاه.

- والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة:

- لمعرفة المزيد من الحكمة من ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام للمسجد الأقصى .. وحكمة صلاته بالأنبياء هنا .. فاذهب للمسائل التالية.

 - س23: لماذا ذهب النبي إلى المسجد الأقصى أولا ولم يعرج مباشرة من المسجد الحرام طالما الغرض هو المعراج ؟.

- س21: ما الإشارة من ذهاب النبي إلى المسجد الأقصى وصلاته بالأنبياء هناك ؟.

 

***********************

..:: س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟ ::..

(عشرون خرافة عن صخرة بيت المقدس)

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كنا عرفنا أن الإسراء والمعراج تم في ليلة واحدة .. وذلك حسب عموم علماء المسلمين .. إلا أن هناك جزئية ستجدها موجودة في بعض الكتب وعلى الإنترنت وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم تم العروج به من فوق صخرة بيت المقدس.

 

- وهي صخرة طبيعية غير معلقة في الهواء كما يظن البعض .. وهي تقع في قلب المسجد بالضبط وفوق أعلى نقطة فيه .. وتتراوح أبعادها بين 13 و18 متراً .. وارتفاعها حوالي مترين .. وقد بنى الأمويون مصلى قبة الصخرة الذهبية فوق الصخرة الأثرية..

- وهذا أفضل ملخص وجدته في توصيف هذه الصخرة ..، ويمكنك مشاهدتها عبر الإنترنت وفيديوهات اليوتيوب .

 

#- وقد ذكرت بعض كتب أهل العلم ممن كتبوا عن قصة المعراج .. أن النبي حينما أتى وقت العروج من بيت المقدس للسماء .. فإن جبريل أمسك بالنبي ووقفا على صخرة بيت المقدس ثم ظهر معراج أي مثل سلم نازلا من السماء إلى هذه الصخرة فصعدا عليه للسماء الأولى .. فكانت الصخرة هي نقطة الإنطلاق إلى السماء ... وإليك تفصيل قصة صخرة بيت المقدس وعلاقتها بالمعراج .. وهي بين الخرافة والاحاديث المكذوبة والضعيفة ..

================

 

#- أولا: ما هي بعض الأحاديث والآثار التي قيلت عن صخرة بيت المقدس وعلاقتها بالمعراج وما جاء في فضلها ؟

 

1- جاء في (حيث موضوع – أي مكذوب) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَنَا الْعَبَّاس بن أَحْمد بن عبد الله ثَنَا عبد الله بْنُ عُمَيْرَةَ الْمَقْدِسِيُّ ثَنَا بَكْرُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ .. قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَرَّ بِي جِبْرِيلُ إِلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .. فَقَالَ: انْزِلْ صَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَهُنَا قَبْرَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .. ثُمَّ مَرَّ بِي بِبَيْتِ لَحْمٍ فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَهُنَا وُلِدَ أَخُوكَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .. ثُمَّ أَتَى بِي الصَّخْرَةَ .. فَقَالَ مِنْ هَهُنَا عَرَجَ رَبُّكَ إِلَى السَّمَاءِ .. فَأَلْهَمَنِي اللَّهُ أَنْ قُلْتُ: نَحْنُ بِمَوْضِعٍ عَرَجَ مِنْهُ رَبِّي إِلَى السَّمَاءِ فَصَلَّيْتُ بِالنَّبِيينَ ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاء) رواه بن الجوزي في فضائل القدس .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث مكذوب على النبي وعلى الله بمتن فاسد جدا .. وفي السند (محمد ابن احمد الواسطي) مجهول ..، وفيه شيخه (عيسى بن عبيد الله الوراق) مجهول ..، وفيه شيخه (أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله الرازي) مجهول ..، وفيه شيخه (العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام المزني) متروك الحديث كذاب ..، وفيه شيخه (عبد الله بن عميرة المقدسي) مجهول .. ، وفيه شيخه (بكر بن زياد الباهلي) قال عنه بن حبان أنه دجال يضع الحديث على الثقات ..، وهذا المسمى (بكر بن زياد الباهلي) هو من اخترع سند الحديث للمشايخ من بعده من أول عبد الله بن المبارك وحتى النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

 

2- وفي (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. روى السدي عن محمّد بن السائب عن باذان عن ابن عبّاس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما كانت ليلة أسري بي وأنا بمكة بين النائم واليقظان .... ثم جاء في بعض الرواية:

- ثمّ أخذ جبرئيل (عليه السلام) بيدي فانطلق بي إلى الصخرة فصعد بي إليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثله حسنا وجمالا .. لم ينظر الناظرون إلى شيء قط أحسن منه .. ومنه تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق بالسماء .. إحدى عارضيه ياقوتة حمراء والأخرى زبرجدة خضراء درجة من فضة ودرجة من ذهب ودرجة من زمرد مكلل بالدر والياقوت وهو المعراج الذي ينطلق منه ملك الموت لقبض الأرواح ...، فاحتملني جبرئيل حتّى وضعني على جناحه ثمّ ارتفع بي إلى سماء الدنيا من ذلك المعراج) رواه الثعالبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص59-60.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية التي ذكرها أبي اسحاق الثعلبي مجموعة من عدة روايات وقد جمعها من عدة روايات مروية عن بن عباس .. وهذا الجزء الذي ذكره عن الصخرة والعروج من عليها لا وجود له في أي رواية صحيحة .. وأصل سند الحديث الذي نقل عنه مثل هذه الرواية لا يصح أصلا .. لأن فيه كذابان .. أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب ..!!

 

3- (حديث مكذوب) .. إذ جاء في رواية منسوبة بالكذب للصحابي بن عباس: (ثم أن جبريل عليه السلام أتى بي إلى الصخرة .. وإذا بالمعراج قد نُصب إلى الصخرة من عنان (أي تم نصب المعراج من أعلى السماء نزل حتى وصل الصخرة) .. فلم أر شيئا أحسن من المعراج .. وهو مرقاة من الذهب ومرقاة من الفضة  ومرقاة من الزبرجد  ومرقاة من الياقوت الأحمر .. فضمني جبريل إلى صدره .. ولفني بجناحه .. وقبَّل ما بين عيني .. وقال ارق يا محمد .. فصعدت أنا وجبريل .. فحار نظري من مقامات المتعبدين .. وإذا بملائكة لا يحصى كثرتهم إلا الله تعالى يسبحون الله تعالى لا يفترون .. ورأيت النجوم متعلقات كتعليق القناديل في المساجد أصغر ما يكن منها منها أكبر من جبل عظيم .. ثم صعد بي إلى سماء الدنيا في أسرع من طرفة عين ...... إلى آخر الرواية المكذوبة) .. من الرواية المنسوبة بالكذب لابن عباس من كتاب الإسراء والمعراج لابن عباس .. وأظن أن صاحب هذا الكتاب أخذ هذا الجزء مما رواه الثعلبي في تفسيره واضاف إليه ظنونه الخاصة .. والله أعلم .

 

4- وفي (حديث ضعيف) .. أتت قصة خرق جبريل بأصبعه في الصخر من طريق آخر وكلام النبي للحور العين عند الصخرة .. فعن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، حَمَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهَا يَنْتَهِي خُفُّهَا حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهَا، فَلَمَّا بَلَغَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَبَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى إِلَى الْحَجَرِ الَّذِي ثَمَّةَ (أي هناك) ، فَغَمَزَهُ (أي نَقَرَه) جِبْرِيلُ بِأُصْبُعِهِ فَثَقَبَهُ .. ثُمَّ رَبَطَهَا .. ثُمَّ صَعِدَ فَلَمَّا اسْتَوَيَا فِي صَرْحَةِ (أي ساحة) الْمَسْجِدِ قَالَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ سَأَلْتَ رَبَّكَ أَنْ يُرِيَكَ الْحُورَ الْعِينَ؟ فَقَالَ «نَعَمْ» فَقَالَ فَانْطَلِقْ إِلَى أُولَئِكَ النِّسْوَةِ .. فَسَلِّمْ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ جُلُوسٌ عَنْ يَسَارِ الصَّخْرَةِ .. قَالَ:

«فَأَتَيْتُهُنَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِنَّ فَرَدَدْنَ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَنَّ؟ فَقُلْنَ: نَحْنُ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ نِسَاءُ قَوْمٍ أَبْرَارٍ نُقُّوا (أي نسوة فيهن صفاء) فَلَمْ يَدْرَنُوا (ولذلك لا يعرفون العصيان) .. وَأَقَامُوا (أي في بيتهم المخصص لهم) فَلَمْ يَظْعَنُوا (فلا يخرجوا من محل إقامتهم)، وَخُلِّدُوا (أي كتب لهم الخلود) فَلَمْ يَمُوتُوا .. قَالَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى اجْتَمَعَ نَاسٌ كَثِيرٌ .. ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ..... إلى آخر الرواية) قال ابن كثير قد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. ثم قال: هذا سياق فيه غرائب عجيبة .. وقال الشيخ الألباني: " آفته خالد بن يزيد فإنه ضعيف مع كونه فقيها وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب"" (راجع الاسراء والمعراج للألباني ص48).

 

5- في فضائل الصخرة قيل في (حديث مكذوب على النبي): عن محمد بن مخلد حدثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عَن ثعلبة بن مسلم عن شعوذ بن عبد الرحمن عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصخرة .. صخرة بيت المقدس على نخلة .. والنخلة على نهر من أنهار الجنة .. تحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران تنظمان سموط (أي قلائد) أهل الجنة إلى يوم القيامة) رواه الخطيب البغدادي في فضائل القدس .. وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير ج4 ص236: قال الهيثمي : فيه مخلد بن محمد الرعيني، وهذا الحديث من منكراته، وفي الميزان محمد الرعيني، قال ابن عدي : حدث بالأباطيل، فمن ذلك هذا الخبر، وساقه إلى آخر ما هنا ..، ثم قال أعني الذهبي: رواه الخطيب في فضائل القدس بإسناد مظلم وهو كذب ظاهر. (انتهى النقل)..، وكذلك قال الشيخ أحمد الغماري رحمه الله بقول الإمام الذهبي في كتابه المنير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير ص219 حديث رقم 262 ..

 

6- في فضائل الصخرة قيل في (أثر ضعيف جدا – وحكاية مكذوبة) .. عن يُونُسُ (ابن عبد الأعلى) ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ (التنيسي الكلاعي) ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ (محمد بن عبد الرحمن بن نوفل)، عَنْ عُرْوَةَ (ابن الزبير) ، قَالَ: (كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ الصَّخْرَةَ مَوْضِعُ قَدِمِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. فَقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ .. إِنَّمَا الصَّخْرَةُ جَبَلٌ مِنَ الْجِبَالِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) [طه: 105] .. فَسَكَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ) رواه الطبري في تفسيره.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا والحكاية كذب .. فيوجد انقطاع في أول السند بين (يونس بن عبد الاعلى) وبين (عبد الله بن يوسف التنيسي) .. إذ سقط من السند راويا بينهما وغالبا هو (عبد الله بن وهب) ..، وفي السند (عبد الله بن لهيعة) وهو ضعيف الحديث ..، والحكاية كلها عن كعب الاحبار كذب في كذب ولذلك كذبها عروة بن الزبير .. حينما وجد عبد الملك بن مروان يحكيها عن كعب ..، هذا ولا يخفى بطلان المتن على عاقل أو بصير ..!!

 

7- في فضائل الصخرة قيل في (أثر موضوع) .. قال الوليد: أنبأنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا داود، عن صدقة بن يزيد، عن ثور بن يزيد، عن عبد الله بن بشر عن كعب، قال: (إن في التوراة أنه يقول: لصخرة بيت المقدس أنت عرشي الأدنى .. ومنك ارتفعت إلى السماء . ومن تحتك بسطت الأرض كلها .. وكل ماء يسيل من ذروة الجبال من تحت) رواه بن الجوزي في فضائل القدس..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر مكذوب على كعب الأحبار .. والحديث منقطع في أول إسناده .. وفيه (إبراهيم بن محمد الفريابي) تكلم فيه الساجي واتهمه بأنه يحدث بالمناكير والكذب .. وقال الأزدي: ساقط .. وقال أبو حاتم: صدوق .. ، و (داود) مجهول .. (إلا لو كان المقصد هو (رواد بن الجراح) وتم الخلط بين (رواد ، وداود) و "رواد" وهو ضعيف لاختلاطه والبعض وثقه ..!!، و (صدقة بن يزيد) ليس من شيوخ (رواد) ...، (ثور بن يزيد) ليس من شيوخه (عبد الله بن بشر الحمصي) .. ولا يوجد دليل على أن (عبد الله بن بشر) قابل كعب الاحبار وروى عنه ..، هذا ولا يخفى بطلان المتن على عاقل أو بصير ..!!

 

@- ونفس الرواية السابقة قيلت وبدلا من الصخرة أتى بدلا منه بيت المقدس .. هكذا:

#- في فضائل بيت المقدس قيل في (أثر موضوع) عن أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل ابن مهاجر، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن إبراهيم، عن إبراهيم بن أعين، عن رديح بن عطية ابن النعمان، عن عبد الله بن بشر الحمصي، عن كعب الأحبار قال: (يقول الله عز وجل لبيت المقدس أنت عرشي الأدنى .. منك ارتفعت إلى السماء ومنك بسطت الأرض ومن تحتك جعلت كل ماء عذب يطلع في رؤوس الجبال) رواه بن الجوزي في فضائل القدس..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر مكذوب على كعب الأحبار .. والسند مهلهل بالمجاهيل والضعيف .. فمن المجاهيل الحال (محمد ابن أحمد الخطيب) وليس هو الخطيب البغدادي ..، و (عمر بن الفضل بن مهاجر بن جعشم) و (الوليد) و (عبد الله بن إبراهيم) ..، و (إبراهيم بن أعين) ضعيف الحديث ..، و (رديح بن عطية) ليس من شيوخ (إبراهيم بن أعين) .. ولا يوجد دليل على أن (عبد الله بن بشر) قابل كعب الاحبار وروى عنه ..، هذا ولا يخفى بطلان المتن على عاقل أو بصير ..!!

 

=====================

 

#- ثانيا: ما هي جميع الخرافات التي قيلت حول صخرة بيت المقدس ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- نظرا لكثرة القصص الخرافية والأحاديث المكذوبة على النبي وعلى الصحابة والتابعين فيما يتعلق بصخرة بيت المقدس .. فقد اكتفيت سابقا فقط بالمشهور والمنقول من الخرافات في بعض كتب أهل العلم .. ولكن يوجد خرافات كثيرة حول صخرة بيت المقدس ..  ولكن سأذكر لك جميع الخرافات في التالي لتكون على علم بها إن وجدتها في مكان .. وحتى لا يطعن أحد في معراج النبي بالقصص الخرافية والاحاديث المكذوبة على النبي التي تقال حول الصخرة التي في المسجد الأقصى بفلسطين .. وقد وجدت هذه الخرافات مجموعة عبر الموقع الإلكتروني لمركز بيت المقدس.

 

#- ففي الموقع الإلكتروني لمركز بين المقدس للدراسات التوثيقية .. وتحت عنوان: فضيلة صخرة بيت المقدس .. بتاريخ 18/9/2022 .. وجاء فيه:

#- قيل في صخرة بيت المقدس:

1- كان عليها ياقوته تضيء بالليل كضوء الشمس، ولا تزل كذلك حتى خرّبها بختنَصَّر.

2- أنها من صخور الجنّة.

3- تحول صخرة بيت المقدس مرجانه بيضاء.

4- إليها المحضر ومنها المنشر.

5- سيد الصخور صخرة بيت المقدس.

6- مياه الأرض كلها تخرج من تحت الصخرةّ.

7- صخرة معلّقة من كل الجهات.

8- عليها موضع قدم النبي محمد.

9- عليها أثر أصابع الملائكة.

10- الماء الذي يخرج من أصل الصخرة.

11- أنها على نهر من أنهار الجنّة.

12- المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة ببيت المقدس.

13- عرش الله الأدنى، ومن تحتها بسطت الأرض.

14- الصخرة وسط الدنيا، وأوسط الأرض كلها.

15- عرج بالنبي منها إلى السماء، وارتفعت وراءه، وأشار لها جبريل أن أثبتي.

16- لها مكانة الحجر الأسود في الكعبة.

 

#- وقد أنكر علماء المسلمين هذا التعلق بالصخرة .. وبينوا أنها صخرة من صخور المسجد الأقصى، وجزء منه، وليس لها أية ميزة خاصة. (انتهى النقل).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. ومما وجدته من الخرافات ولم يتم ذكره سابقا:

1- الصخرة موضع قدم الرحمن يوم القيامة.

2- صخرة بيت المقدس على نخلة .

3- عرج الله منها إلى السماء.

4-  تحت صخرة بيت المقدس مغارة صغيرة تسمى (مغارة الأرواح) أو بئر الأرواح .. وتم تسميتها كذلك لخرافة تقال في ذلك أنه يمكن سماع أرواح الموتى إلى يوم القيامة ..

 

- فيكون لدينا عشرون خرافة قيلت عن صخرة بيت المقدس ..

 

#- قال الإمام ابن القيم رحمه الله (المتوفى:751 هـ):

أ- وكل حديث في الصخرة: فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزورين. . (المنار المنيف ص79).

ب- وقد أكثر الكذابون .. من الوضع في فضائلها. (المنار المنيف ص80).

 

#- قال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ):

- من الأكاذيب المشهورة أنه لما أراد العروج صَعَدَ على صخرة بيت المقدس .. وركب البراق .. فمالت الصخرة وارتفعت لتلحقه .. فأمسكتها الملائكة .. ففي طرف منها أثر قدمه الشريف .. وفي الطرف الآخر أثر أصابع الملائكة عليهم السلام .. فهي واقفة في الهواء .. قد انقطعت من كل جهة .. لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض سبحانه وتعالى. (تفسير روح المعاني ج8 ص11).

 

=======================

 

#- ثالثا: هل عرج النبي من فوق الصخرة الموجودة في بيت المقدس ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- مسألة عروج النبي من على الصخرة .. لم يأت ذكر ذلك من حديث صحيح حسب ما تبين لي .. وكما ذكرت لك أخي الحبيب بعض الروايات التي لم تصح في ذلك ..  

 

#- وأقصى ما قيل في الصخرة .. في بعض روايات الإسراء والمعراج .. هو ما قيل في الروايات التالية:

 

1- في (حديث ضعيف) .. عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، حَمَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهَا يَنْتَهِي خُفُّهَا حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهَا .. فَلَمَّا بَلَغَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَبَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. أَتَى إِلَى الْحَجَرِ الَّذِي ثَمَّةَ (أي هناك) .. فَغَمَزَهُ (أي نَقَرَه) جِبْرِيلُ بِأُصْبُعِهِ فَثَقَبَهُ .. ثُمَّ رَبَطَهَا .. إلى آخر الرواية) قال ابن كثير قد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. ثم قال: هذا سياق فيه غرائب عجيبة .. وقال الشيخ الألباني: " آفته خالد بن يزيد فإنه ضعيف مع كونه فقيها وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب"" (راجع الاسراء والمعراج للألباني ص48).

 

2- (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ .. قَالَ (أي أشار) جِبْرِيلُ بِإِصْبَعِهِ .. فَخَرَقَ بِهِ الحَجَرَ .. وَشَدَّ بِهِ البُرَاقَ) رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .. وقد أشار لضعف الحديث الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تحقيق كتاب جامع الأصول عند الحديث رقم 8871 ..، وأشار الألباني إلى أن هذا الحديث صحيح الإسناد ..!!

 

#- وفي رواية بنفس الإسناد ولكن بلفظ: (لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي انْتَهَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بإصبعه .. وشد بها البراق) رواه ابن حبان .. والذي يظهر من كلام الأرنؤوط في تخريج صحيح ابن حبان عند الحديث رقم 47 أنه يراه حسنا .. وكذلك الشيخ الألباني يعتبره صحيحا كما ذكر ذلك في الصحيحة حديث رقم 3487 .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الروايات السابقة:

1- مسألة خرق جبريل بأصبعه في صخرة لربط البراق .. لو افترضنا صحة السند عند الترمذي .. إلا أن هذا الحديث متنه مخالف لما جاء في الحديث الصحيح .

 

- إذا جاء فيه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ .. قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ... قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ .. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ........) صحيح مسلم.

 

- فتبين من الرواية الصحيحة .. أن الذي ربط البراق هو النبي وليس جبريل .. وقد ربطها في حلقة موجودة بالفعل آنذاك أو في محل مهيأ لربط الدواب كان يعرفه الأنبياء.

 

@- وقد سبق تحقيق هذا الكلام في الفصل السابع والثلاثون تحت عنوان: (س96: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في قصة الإسراء التي تتعلق بلحظة وصول النبي لبيت المقدس ؟) عند البند الفرعي (ثالثا: مشاهد قيلت في قصة الإسراء عند وصول النبي لبيت المقدس .. (ربط البراق في الصخرة وقت الوصول لبيت المقدس).

 

2- يتبين مما سبق أخي الحبيب فيما يخصنا من مسألة هل وقف النبي على الصخرة وقت العروج للسماء أم لا .. ؟!! هو أنه لا يوجد نص صحيح يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد وقف على صخرة داخل بيت المقدس وصعد منها للسماء .. وإنما هو صعد من بيت المقدس بعد أن صلى ركعتين فيه .. ولم يتم تحديد مكان الصعود من أي مكان في بيت المقدس آنذاك .. بل كل الروايات أشارت فقط إلى أن جبريل عرج بالنبي للسماء .. دون تحديد من أي مكان داخل بيت المقدس .. ومثال ما قيل في لحظة عروج النبي من بيت المقدس هو قول النبي: ((ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ)) صحيح البخاري.

 

===================

 

#- رابعا: هل قدم النبي أو قدم الله هي المحفورة على صخرة بيت المقدس ؟

 

1- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الطبيعي أن نفهم .. أنه طالما لم يأت نص صحيح يقول بان النبي وقف على صخرة بيت المقدس وعرج منها .. فبداهة يجب أن ننكر كون الآثار المحفورة على صخرة بيت المقدس أنها أقدام النبي .. لأنه لا دليل على ذلك ..!!

 

2- قال الإمام بن تيميه رحمه الله (المتوفى:728 هـ) .. في الأماكن التي ابتدع الناس تعظيمها .. وكان مما ذكره:

أ- مواضع يقال إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، ويضاهي بها مقام إبراهيم الذي بمكة، كما يقول الجهال في الصخرة التي ببيت المقدس، من أن فيها أثرا من وطء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أن بعض الجهال يزعم أنها من وطء الرب سبحانه وتعالى! فيزعمون أن ذلك الأثر موضع القدم. (اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص163).

 

ب- وقال الإمام رحمه الله في نفس الكتاب: ولم يصل عمر ولا المسلمون عند الصخرة، ولا تمسحوا بها، ولا قبلوها، بل يقال: إن عمر صلى عند محراب داود عليه السلام الخارج.

- وقد ثبت أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كان إذا أتى بيت المقدس دخل إليه، وصلى فيه، ولا يقرب الصخرة ولا يأتيها، ولا يقرب شيئا من تلك البقاع .. وكذلك نقل عن غير واحد من السلف المعتبرين، كعمر بن عبد العزيز، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وغيرهم.

- وذلك أن سائر بقاع المسجد لا مزية لبعضها عن بعض .. إلا ما بنى عمر رضي الله عنه لمصلى المسلمين. (اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص346).

 

ج- ثم قال الإمام رحمه الله: كانت الصخرة مكشوفة، ولم يكن أحد من الصحابة، لا ولاتهم ولا علماؤهم يخصها بعبادة، وكانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما، مع حكمهما على الشام .. وكذلك في خلافة علي رضي الله عنه، وإن كان لم يحكم عليها .. ثم كذلك في إمارة معاوية، وابنه، وابن ابنه.

 

- فلما كان في زمن عبد الملك .. وجرى بينه وبين ابن الزبير من الفتنة ما جرى، كان هو الذي بنى القبة على الصخرة ..

- وقد قيل: إن الناس كانوا يقصدون الحج فيجتمعون بابن الزبير، أو يقصدونه بحجة الحج .. فعظم عبد الملك شأن الصخرة .. بما بناه عليها من القبة .. وجعل عليها من الكسوة في الشتاء والصيف .. ليكثر قصد الناس لبيت المقدس .. فيشتغلوا بذلك عن قصد ابن الزبير .. (والناس على دين الملك) .

 

- وظهر من ذلك الوقت من تعظيم الصخرة وبيت المقدس ما لم يكن المسلمون يعرفونه بمثل هذا، وجاء بعض الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها. (اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص347-348 - مختصرا).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): تعقيبا على القصة التي ذكرها بن تيمية عن بناء قبة الصخرة:

- فهي قصة مكذوبة دون أدنى شك .. ولا تصدق ولا دليل عليها .. وكان من الأولى لابن تيميه عدم ذكرها .. حتى هو يعلم أنه لا دليل عليها حتى ذكرها بلفظ (وقد قيل) ...!!

 

- فلا يمكن أن يعقل أن عبد الملك بن مروان .. وقد كان من جلساء العلماء وفقهاء المدينة قبل تولي الحكم .. أن يبني قبة على صخرة ويزخرفها ليصرف الناس عن حج بيت الله للكعبة .. فهذا من الكذب الخطير على عباد الله بلا بينة ولا دليل إلا فقط بمنتهى البساطة نخوض في الناس ونتبرأ بلفظ: (وقد قيل)..

 

- ولو كان حدث ذلك فعلا .. لكان التابعين ومن عاصروا القصة وبخاصة خِصمه في النزاع على الخلافة وهو عبد الله بن الزبير أذاعوا الخبر بأن عبد الملك بن مروان قد غير عبادة الله بالحج وأبدلها ...!!

 

- فلننتبه فيما نقرأه ونكتبه .. ولا تصدق كل ما يتم كتابته وكأنه حقيقة .. واحترم عقلك .. فما أكثر الخبائث فيما يكتبه الناس لأنهم ليسوا معصومين.

- هذا رأيي – والله أعلم .   

 

#- خلاصة القول:

1- لا يوجد نص صحيح .. يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على صخرة بيت المقدس مع جبريل وعرجا من عليها.

 

2- الآثار المحفورة على صخرة بيت المقدس .. لا يصح أن يقال عليها أنها آثار النبي لأنه لا دليل على ذلك .

 

3- لا يصح القول أن جبريل ربط البراق بصخرة بيت المقدس .. لأن الحديث الأصح يقول بأن جبريل ربط البراق على حلقة خارج باب المسجد وقبل الدخول للمسجد.

#- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .