ج95: قصة الإسراء والمعراج - كيف يدخل النبي وجبريل الجنة ليلة المعراج ودخولها في الآخرة - هل جنة آدم هي التي دخلها النبي ليلة المعراج أم جنة اخرى - وأين كانت جنة آدم في الأرض أم في السماء.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الخامس والتسعون)

#- فهرس:

:: الفصل الخامس والتسعون :: عن رحلة المعراج – ج9/ مسائل عن المعراج عند وصول النبي للسماء السابعة وسدرة المنتهى ::

1- س233: كيف يقال أن النبي وجبريل قد دخلا الجنة ليلة المعراج والجنة لم يرها أحد ولا يدخلها أحد إلا في الآخرة والحديث القدسي يقول (فيها ما لا عين رأت) ؟

#- أولا: الإحتجاج بالحديث القدسي حجة عليهم وليس لهم .. ليه ؟

#- ثانيا: أما عن مسألة كيف دخل جبريل الجنة والحديث القدسي يمنع ذلك ..

@- لماذا ذكر الحديث القدسي البشر تحديدا دون ذكر الجن معهم وكان من الممكن حذف كلمة البشر ؟

#- ثالثا: ما علاقة آية (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) بدخول النبي للجنة ورؤية ما فيها ..؟!!

#- رابعا: ما علاقة (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) بدخول جبريل للجنة  مع النبي ؟!!

#- خامسا: قيل من صاحب الشبهة أن الجنة لا يصح دخولها إلا في الآخرة .. فكيف دخلها النبي وجبريل ؟

#- سادسا: أما عن جزئية أن من يدخل الجنة لا يخرج منها ..

#- سابعا: حديث ليس بحديث وكمان ليس صحيح .. وجعلوه دليل على منع دخول النبي للجنة ..!!

2- س234: هل جنة آدم هي التي دخلها النبي ليلة المعراج أم جنة اخرى ؟

#-  وأين كانت جنة آدم في الأرض أم في السماء ؟

*******************

:: الفصل الخامس والتسعون ::

*******************

 ..:: س233: كيف يقال أن النبي وجبريل قد دخلا الجنة ليلة المعراج والجنة لم يرها أحد ولا يدخلها أحد إلا في الآخرة والحديث القدسي يقول (فيها ما لا عين رأت) ؟ ::..

 

- من شبهات المنكرين للمعراج .. قالوا بما معناه: كيف يقال أن النبي وجبريل دخلا الجنة في حين أن الجنة لم يرها أحد بعينه وجاء في حديث قدسي أنه لم يرى أحد الجنة بعينه ...؟!!

- بل ولا يدخلها أحد إلا في الآخرة .. ومن يدخل الجنة لا يخرج منها لأنها دار استقرار .. فكيف دخل فيها النبي وخرج منها ؟!!

- فلماذا نقبل رحلة المعراج .. وهي بالعقل لما سبق لا يمكن تصديقها .. وكذلك تخالف نصوص القرآن .. إذ كيف يكون النبي رأى الجنة ودخلها .. والله يقول: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة:17.. ؟!! (انتهى ملخص الشبهة ومجمل الأقوال).

 

#- والحديث القدسي المشار إليه في الشبهة .. هو ما جاء في (الحديث القدسي الصحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر) صحيح البخاري.

 

#- ثم ذكر البعض بخلاف ما سبق بحديث لتأكيد زعمهم السابق فذكروا الآتي:

- ما جاء عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: (أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: لَقَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لِلَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطِرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَلَا يَعْلَمُهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ " قَالَ: نَحْنُ نَقْرَؤُهَا {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .. ووافقه الذهبي وقال: صحيح .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث غير صحيح .. وسيأتي تحقيق ذلك بعد قليل.

 

- ويتم الإستدلال بهذه الرواية .. حتى ينفي أن يكون أي نبي ورسول يعلم ما في الجنة .. فكيف يكون النبي دخله ليلة المعراج ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: الإحتجاج بالحديث القدسي حجة عليهم وليس لهم .. ليه ؟

1- لأن النبي .. الذي نقل عن الله أنه قال أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. هو أيضا من قال عن الله أنه عرج به للسموات وأدخله الجنة وجعله يرى من آياته الكبرى ؟!

 

- فلماذا احتججت بالحديث الأول ولم تحتج بحديث المعراج .. إذ قائلهما واحد وهو النبي .. والذي طلب من النبي تبليغ وصف الجنة هو الله والذي عرج بالنبي هو الله ؟

 

- أم أن الغرض في نفسك هو فقط مجرد المجادلة بأي كلام وخلاص ؟!!

 

2- الحديث القدسي قال: (فيها ما لا عين رأت) .. وهذا باعتبار من لم يدخل الجنة فيرى ما فيها .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ورأى ما فيها .. أما من لم يدخلها فهي بالنسبة له فيها ما لا عين رأت ..

- فما الغرابة حينئذ أن يرى النبي الجنة .. ؟!!

 

3- هل الحديث القدسي قال بمنع دخول الجنة أو قال لن يدخلها أحد أو لن يراها أحد ؟

- لا .. لم يقل بذلك ..

- فدل ذلك: على أن الحديث القدسي نفي رؤية ما في الجنة .. بسبب أنه لم يصل أحد إلى الجنة ويأذن له الله بدخولها فيرى ما فيها ..!! "وده شيء بديهي ومش محتاج نباهة ولا ذكاء لفهمه".

- ولكن النبي وصل إلى الجنة وأذن الله له بدخولها .. "وده برضه شيء بديهي ومش محتاج نباهة ولا ذكاء لفهمه".

 

- فلماذا يا جاحد تنكر ذلك على الله ونبيه .. وتحرف في مفاهيم الحديث القدسي ؟!!

 

- أي لماذا الإستغراب والتعجب .. وأين وجه التعارض والتناقض بين دخول النبي الجنة .. وبين قول الحديث (فيها ما لا عين رأت) إذا كان هذا باعتبار أن الجنة لم يدخلها أحد ولم ترها عين أحد قد أذن الله له في ذلك .. ولكن الله أذن للنبي في رؤية ذلك ..؟!!

- فما لكم كيف تحكمون ؟!!

 

4- وبإجابة أخرى خلاف ما سبق .. فأقول لك:

- لما كانت الجنة من غيب الله .. وغيب الله له خصوصية عطاء للرسل .. كما قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) الجن26-27 ..

 

- إذن: الغيب من الممكن أن يظهره الله لبعض رسله .. قليل أو كثير .. في صورة مادية أو صورة مثالية .. فكل رسول حسب إستعداده وما قسمه الله له ..

 

- فالحديث القدسي (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ.....) وكذلك قوله تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة:17 ..... فهذا باعتبار الأصل .. ولكن باعتبار الفضل كما قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن26-27 .. وإلا فالأصل أن لا يعرف أحد الغيب .. ولكن الفضل شيء آخر.

 

- ويكفيك قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران:73-74.

 

#- إذن علينا أن نفرق بين أصل الحكم الإلهي والفضل الإلهي .. كما قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) يونس:26 .. فالحسنى لفظ جامع للعدل والفضل لأن إحسان الله لا يساوي إحسان العبد .. ولفظ (وزيادة) مزيد فضل فوق أصل الحكم .. فكان هناك أصل للحكم وهو الإحسان مقابل الإحسان .. ومزيد من الفضل بالزيادة ..

 

5- وبإجابة أخرى .. أبسط من كل ما سبق .. وهي أن الذي جعله يرى هو الله .. إذ قال تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: 13-18.

 

- إذن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤية عين .. أحداث عند سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى ورأى من آيات ربه الكبرى هناك .. وهذه الآيات الكبرى سواء رؤية جبريل على هيئته الملائكية أو رؤية سدرة المنتهى أو رؤية جنة المأوى .. مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..!!

 

- ماذا تريد أوضح من ذلك يا صاحب الشبهة .. بعد أن أخبرك الله بأنه هو من عرج به إلى هذا المستوى وجعله يرى من آيات ربه الكبرى ؟!!

 

#- وأخيرا (هذه الإجابة لمن له ذوق) .. ولا علاقة لها بالإجابة على صاحب الشبهة ..

- فأقول: إذا كان الحديث القدسي قال عن الجنة (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) .. فذلك باعتبار الإدراك البشري الطبيعي .. فإذا ارتقيت بحبك مع مولاك .. فتصبح بشريتك موصولة بنورانيته .. فترى به وتسمع به .. فما ظنك بمن يرى بمولاه ويسمع به جل شانه ؟!!

 

- ولذلك أخي الحبيب أحسبك أنت تفهم الآن: كيف كان النبي يرى الجنة والنار كشفا مرئيا في حياته بعد رحلة المعراج .. لأنه بعد أن تجلى عليه الحق جل شأنه بالنور العظيم .. فكان هذا النور كشفا لعوالم الحق والتي منها الجنة والنار .. لأنه يرى الحقائق بالحق في أي فلك كوني لأن الله أكسبه من نورانيته ما لم يمنحه لأحد ..

 

@- وقد تسألني أخي الحبيب فتقول: أليس كل الأنبياء والرسل بل والأولياء يرون ويسمعون بالحق ؟!

 

#- قلت لك: كلامك حق أخي الحبيب .. ولكن كل واحد بقدر ما يحمل في قلبه من النور الإلهي .. فكل واحد يكاشف بقدر نورانيته .. ولم يوجد إنسان حظى بنورانية مولاه مثل النبي صلى الله عليه وسلم .. فكانت معرفته بقدر النور الذي تجلى به مولاه عليه ظاهرا وباطنا .. فكان الأمي لا غيره .. حتى يعلم الوجود كله أنه المتلقي من مولاه في مقام الخصوصية تلقينا مباشرا لذاته الشريفة بما لم يحظى به مخلوق في الكون ولن يحظى به مخلوق ..

- والله أعلم .

 

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الذي فاق مقامه على كل رسول ونبي .. وعلى آله وسلم.

 

#- ثانيا: أما عن مسألة كيف دخل جبريل الجنة والحديث القدسي يمنع ذلك ..

أ- فهذا من عظيم تخاريف الحياة التي لم أسمعها من قبل .. لأن الحديث القدسي يقول: (ولم يخطر على قلب بشر) .. والحديث أصلا من أوله لآخره المقصود به جماعة المكلفين من الإنس والجن وعلى وجه الخصوص البشر ..

 

- فهل جبريل من البشر أو من الجن المكلف .. يا جدع أنت يا بتاع الشبهة ؟!!

- أكيد .. لا ..

- يبقى خلي عندك دم .. وكفاية تخريف وتجديف (إلقاء الباطل) على الحديث القدسي .. !!

 

ب- ملحوظة في صورة سؤال: لماذا ذكر الحديث القدسي البشر تحديدا دون ذكر الجن معهم وكان من الممكن حذف كلمة البشر ؟

- بالرغم من أن الجن مكلفين والمؤمن منهم يدخلون في هذا الحديث .. إلا أن الحديث ذكر كلمة البشر في ختام الحديث على وجه الخصوص .. وذلك لكون الرسل والأنبياء من البشر وهم أعلى الخلق المكلفين .. وأراد الله يعرفنا بذلك لنفهم أن حتى أقرب الخلق من الله وهم الرسل من البشر .. لم يبلغوا هذا المقام بدخول الجنة ولم يأذن الله لهم في ذلك .. طبعا إلا النبي صلى الله عليه وسلم.. والله أعلم .

 

#- ثالثا: ما علاقة آية (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) بدخول النبي للجنة ورؤية ما فيها ..؟!!

- وأيضا من الغرائب التي صادفتني .. هو الإستدلال بهذه الآية على منع النبي من رؤية الجنة .. !! ولكن اكتفي بتعليق بسيط هنا:

#- هذه الآية تتكلم عن نفي العلم بمعرفة ما أخفاه الله لكل نفس من متعة يسر بها عينه ويفرح بها في نفسه في الآخرة .. والسؤال الآن:

- هل كان النبي يعلم ما أخفاه الله له من قرة عين ؟

- لا .. لم يكن يعلم ..

 

#- وهل إذا أعلمه الله نبيه بشيء مما أخفاه عنه .. فيها مشكلة ؟

- أكيد .. لا .. لأن الله لم يقل: "فلن تعلم نفس" ..!! ولذلك أتى بلفظ (لا) للدلالة على أن هذا مقام خصوصية يمكن حدوثه لمن يأذن الله له .. ولو كان هذا ممنوعا لكان أتى بأداة النفي على التأبيد ليوم القيامة فكان ذكر (لن) بدلا من (لا) ..

 

#- ولذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم من أهل مقام الخصوصية .. فقد كاشفه الله بذلك كشفا مرئيا وحضوريا بجسده وأدخله فيها .. وذلك تكريما له على سبيل المحبة والتشريف به حينما عرج به للسموات وأدخله الجنة .. وذك من باب قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن26-27 ..، ومن باب قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران:73-74.

   

#- رابعا: هل قوله (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) تتكلم عن منع جبريل دخول الجنة ؟

- يعني بذمتك ودينك يا مؤمن .. هو ربنا قال (نفس) ولا قال (روح) ؟!!

- ربنا قال (نفس) .. يبقى إيه علاقة جبريل في الموضوع ده ؟!!

- يا جدع أنت يا بتاع الشبهة .. هو عندك مشكلة في فهم اللغة ولا أنت خواجة ؟!!

 

- وبعدين هو جبريل من المكلفين .. لأن باقي الآية تقول: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .. فالآية تتكلم عن جزاء المكلفين بالإيمان والعمل بالعبادة في الأرض .. فهل جبريل من جنس المكلفين ؟

- أكيد .. لا ..  

 

- يبقى ليه تحكم على جبريل بمنعه من دخول الجنة بموجب هذه الآية ..!!

- أفلا تعقل ما تنطق به يا صاحب الشبهة .. أم ربح اليوتيوب يتطلب منك أن تكون غبي ؟!

 

#- خامسا: قيل من صاحب الشبهة أن الجنة لا يصح دخولها إلا في الآخرة .. فكيف دخلها النبي وجبريل ؟

1- أما عن جزئية كيف دخلها جبريل في الآخرة .. فأكيد أنت شخص مش تمام في عقلك لأنك مش فاهم حتى الآن أن جبريل ليس مكلف حتى يتم معاملته كمعاملة المكلفين .. فضلا عن أن الملائكة لا شهوة فيهم أصلا لتكون الجنة مطمع لهم ..!!

 

2- أم عن جزئية كيف دخل النبي الجنة قبل الآخرة ؟

- فهنا أقول لك: هل عندك مشكلة مع فعل الله في الوجود بأنه يفعل ما يشاء كيفما أراد ؟!!

- أكيد ما عندك مشكلة ..

- إذن: لماذا تعترض وتنكر دخول النبي للجنة وقد أراد الله له ذلك ؟!!

 

#- سادسا: أما عن جزئية أن من يدخل الجنة لا يخرج منها ..

- فهذا كلام لا يقول به عاقل في مسألة دخول النبي للجنة ليلة المعراج .. ليه ؟

أ- هل قال أحد من المسلمين أن النبي دخل الجنة للإستقرار فيها .. حتى يقال كيف يخرج منها والداخل فيها لا يخرج ؟!!

- لا .. لم يقل أحد بذلك .. !!

ب- ثم يقال لك: وهل قال الله أن الجنة محرمة رؤيتها أو دخولها على الأنبياء وهم أحياء ؟

- أكيد لا ..

ج- وأخيرا يقال لك: ما الذي يضايقك أن يكرم الله نبيه بدخول جنته أو لقاءه في مقام الخصوصية .. أهذا حقد وحسد في نفسك أم غل كامن فيها للنبي وأنت تحاول أن تخفيه نظرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تخطى كل مكانة للأنبياء وخاصة موسى عليه السلام ؟!!

 

- الظاهر تكريم النبي ليلة المعراج .. وجعك قوي .. حتى مقالاتك يظهر منها أنك موجوع قوي وكأنك تصرخ وتقول آه .. من شدة ما تحمله من حسد وغل حتى طفح منك ذلك في مقالاتك بصفة خاصة ..!!

- مسكين .. ربنا يهديك .

- بس نصيحة .. بلاش تقول أنك تتكلم بالعقل وتستهزأ بالعلماء .. عشان الغباء كان سابق ليك عن أي منهجية عقلية يمكن أن يتكلم بها إنسان ..!!

 

#- سابعا: حديث ليس بحديث وكمان ليس صحيح .. وجعلوه دليل على منع دخول النبي للجنة ..!!

- بعض من يحتج في الأدلة بعدم دخول النبي للجنة يأتي برواية ويقول جاء في الحديث ..!! وبعدين يقولوا صحيح ..

- فين الحديث ده ؟!!

- تعالوا نشوفه كده ..

#- جاء في (أثر صحابي ضعيف) .. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: (أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: لَقَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لِلَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطِرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَلَا يَعْلَمُهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ " قَالَ: نَحْنُ نَقْرَؤُهَا {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .. ووافقه الذهبي وقال: صحيح .. (قلت خالد صاحب المدونة): الحديث غير صحيح .. لأنه يوجد انقطاع بين أبي عبيده وأبيه عبد الله بن مسعود لأن أبو عبيده لم يسمع من أبيه كما قال الترمذي وبن حبان .. ويوجد علة أخرى وهي (أبي اسحاق وهو السبيعي) وقد دلس في الرواية لأنه عنعن في الرواية ولم يصرح بالتحديث فيها من أبي عبيده .. فكيف تصح الرواية .. ؟!!

 

- ومجمل الكلام على جزئية (ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل) .. ليست من كلام النبي .. وهي منسوبة لعبد الله بن مسعود بإسناد ضعيف لم يصح ..

- فلا حجة في الاستدلال بهذه الجزئية أصلا ..!!

- فلا تغتر بالأحكام الصحيحة على بعض الروايات ..!!

 

#- خلاصة القول:

1- لا تظن أنه يوجد تعارض بين قوله (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) .. وقد رأى جبريل والنبي الجنة وسمعا مما فيها .. وكذلك أخبرنا القرآن فسمعنا مما سيكون فيها أي في الجنة.

 

- وهذا لا تعارض فيه مع الحديث .. لأن المقصد من أن الجنة فيها ما لا عين رأت في الدنيا ولا أذن سمعت ما بداخلها .. فذلك باعتبار عدم وصول أحد للجنة وتم الأذن له بدخولها من الله .. أما من أذن له الله بذلك فهو قد يدخلها بفضل من الله كما هو حال أرواح الشهداء .. يدخلونها ويرونها بأرواحهم.

 

- إذن: نفي الرؤية والسماع .. يتعلق باعتبار أن الجنة هي مكان مخفي عن الخلق لم يصله أحد ليعرف ما فيه .. إلا من أذن له الله بذلك .. وكان ممن أذن له الله بذلك هما جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم .

 

2- ونفي السماع ليس نفي لما تسمعه عن الجنة .. لا .. ولكن نفي لما تسمعه فيها باعتبار دخولك فيها .. ولذلك ما تسمعه من القرآن فأنت تسمعه عن الجنة .. والحديث القدسي يتكلم عن السماع وأنت فيها .. فانتبه.  

 

*************************

 ..:: س234: هل جنة آدم هي التي دخلها النبي ليلة المعراج أم جنة اخرى ؟ وأين كانت جنة آدم في الأرض أم في السماء ؟ ::..

 

- من المسائل التي قيلت لي: هل جنة آدم هي التي دخلها النبي ليلة المعراج أم جنة أخرى ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- جنة المعراج التي دخلها النبي .. ليست جنة آدم ..

- النبي قد دخل جنة المأوى .. و جنة المأوى لا تكليف فيها .. وآدم كان مكلف بترك الأكل من شجرة معينة .. (أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) الأعراف:22.

 

2- أما عن جزئية حقيقة جنة آدم:

أ- بعض العلماء قال: أن جنة آدم كانت في مكان سماوي .. وفسروا قوله (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) طه:121 .. على أن الهبوط هو هبوط من علو .. وهذا هو الراجح عند العلماء.. وعندهم ليست جنة آدم هي جنة الخلد .. لأن جنة الخلد لا اختبار فيها .. ومكانها ليس محل بحث ..

- وكأن لسان حال أصحاب هذا الرأي يقول: لو أراد الله ان يخبرنا بمكانها لأخبرنا .. فعلمنا أن معرفة مكانها ليس مراد لنا معرفته .. فهي حينئذ علم لا ينفع وجهل لا يضر.

 

ب- ولكن بعض العلماء: أشار إلى أن الهبوط هو هبوط مكانه وليس هبوط مكان ..

- ولكن هذا كلام فيه نظر .. لأنه فعلا حدث هبوط مكاني بدلالة الخروج فعلا ..

 

ج- والبعض قال: هو انتقال مكان على الأرض من مكان لآخر .. مثل قوله لبني إسرائيل: (اهْبِطُوا مِصْرًا) البقرة:61 ..

- ولكن هذا كلام فيه نظر .. لأن الله تعالى قال: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) البقرة:36 .. وهذا معناه أن الأرض لم تكن مستقر لآدم وحواء من قبل .. بل كانا في مكان سماوي ويستطيع إبليس الوصول إليه والوسوسة منه .. ولذلك بعد الخروج من الجنة قال الله: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) البقرة:36 .. 

 

@- وخلاصة القول في جنة آدم .. هو أنه لا علم لنا بها سوى أنها جنة من الجنان التي أوجدها الله في خفاء عن عيون البشر .. وكانت في مكان غير الأرض .. لعله مكان سماوي .. ولكنه ليس جنة الخلد .. وهذا أقصى حدود المعرفة بهذا الأمر ..

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .