ج96: قصة الإسراء والمعراج - هل الجنة في السماء السابعة وكيف رآها النبي - كيف يدخل النبي ليلة المعراج الجنة ويرى ناس تعذب في النار في حين أن الجنة والنار غير موجودتان الآن - قوله (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) وقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) - دليل الإثبات على وجود الجنة والنار - كيف يرى النبي مشاهد لبعض المعذبين والمنعمين في الجنة والنار ليلة المعراج ولم يأتي يوم القيامة مثل رؤية بلال و"أم سليم - الرُّميصاء" وقاتل الناقة وماشطة آل فرعون .

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السادس والتسعون)

#- فهرس:

:: الفصل السادس والتسعون :: عن رحلة المعراج – ج10/ مسائل عن المعراج عند وصول النبي للسماء السابعة وسدرة المنتهى ::

1- س235: هل الجنة في السماء السابعة ؟ وهل رآها النبي في الرؤيا أم رآها كصورة تمثيلية لما سيكون ؟ أم كانت جنة مؤقتة ؟ أم مجرد جنة وليست جنة الخلد ؟

2- س236: كيف يدخل النبي ليلة المعراج الجنة ويرى ناس تعذب في النار في حين أن الجنة والنار غير موجودتان الآن وإلا كيف يلحقهما الفناء بدلالة قوله (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) وقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ؟

#- أولا: دليل الإثبات على وجود الجنة والنار الآن.

#- ثانيا: أين دليل النفي حتى تقرر إنكار وجود الجنة والنار ؟!!

#- ثالثا: أنت افترضت كل شيء سيتم هلاكه في الدنيا وأن هذا لا يصح مع وجود الجنة والنار لأن من صفاتهما الخلود والبقاء.

#- رابعا: أما عن استدلالك بالآيات على هلاك وفناء كل شيء.

#- خامسا: أما عن قولك أن بقاء الجنة والنار في الدنيا دون استخدام هو نوع من العبث .. ولا يليق بفعل الله.

3- س237: كيف يرى النبي ليلة المعراج مشاهد لبعض المعذبين في النار والمنعمين في الجنة ولم يأتي يوم القيامة مثل رؤية بلال وأم سليم وقاتل الناقة وماشطة آل فرعون ؟

#- أولا: هل رأى النبي أحد بعينه من المعذبين في النار ليلة المعراج ؟

#- ثانيا: هل رأى النبي أحد بعينه من المنعمين في الجنة ليلة المعراج ؟

*******************

:: الفصل السادس والتسعون ::

*******************

..:: س235: هل الجنة في السماء السابعة ؟ وهل رآها النبي في الرؤيا أم رآها كصورة تمثيلية لما سيكون ؟ أم كانت جنة مؤقتة ؟ أم مجرد جنة وليست جنة الخلد ؟ ::..

 

- هذه مجموعة أسئلة عن مكان الجنة وحقيقتها .. أحببت أن أجمعها لك أخي الحبيب عن الجنة في سؤال واحد .. حتى تكون على بينة منها .. وأجيبك عليها بصورة مختصرة إذ لا تحتاج لأكثر من ذلك لأنه قد سبق الإجابة عليها في أجزاء متفرقة من الرسالة وبتوسع .. وهذا ما أردت أن اجيبك عليه:

- ستجد في بعض الكتب التراثية رأي يقول: أن سدرة المنتهى في السماء السابعة .. نتيجة بعض ألفاظ الروايات .. وقد سبق وناقشنا هذه الجزئية في الفصل الثالث والخمسون تحت عنوان: (س126: هل سدرة المنتهى في السماء السادسة أم السابعة أم فوق السابعة ؟).

- ثم قد تجد رأي يقول: أن رؤية النبي للجنة كانت عن رؤيا منامية ..

- ثم ستجد البعض يقول: أن رؤية النبي للجنة كانت كصورة تمثيلية لما ستكون عليه الجنة .

- ثم قد تجد رأي يقول: أن رؤية النبي للجنة إنما هي كانت رؤية لجنة مؤقتة وتنتهي بانتهاء الحياة.

- ثم قد تجد رأي يقول: أن رؤية النبي للجنة ليست هي جنة الخلد لأن الله لم يخلقها بعد.

- فأحببت أن أجمع كل هؤلاء في سؤال وأجيب عليه باختصار ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لو قيل أن النبي رأى الجنة في السماء السابعة ..

- فيقال لهم: كيف يقول بعض العلماء أن جنة المأوى هي جنة الخلد وتوجد في السماء السابعة .. ؟!!

 

- إذ أن هذا شيء غير معقول أصلا .. لسببين:

- الأول: لأنه الجنة بنص القرآن عرضها السموات والأرض .. فكيف تكون جنة الخلد حينئذ في حيز أي سماء ؟!!

- إذ قال تعالى: (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمرات:133 .. وبموجب هذه الآية لا يصح أن يقال حينئذ أن الجنة في أي سماء من السموات السبع أو في الأرض .. ليه ؟

- لأن الجنة حسب الآية السابقة .. تفوقهم مساحة وسعة وبالتالي لا تكون فيهم .. ونفهم من ذلك بأنها في مكان مطلق المساحة بما لا محدودية معلومة له وهو مكان ما فوق السموات السبع ..

 

- الثاني: ولو كانت الجنة في السماء السابعة .. فهذا معناه أن الجنة ستتبدل يوم القيامة مع الذي سيتبدل يوم القيامة .. ولو كانت هي جنة الخلد فعلا ما كانت تتبدل .. إذ أن الله قال: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) إبراهيم:48.

 

2- ولو قيل أن النبي رأى جنة مؤقته:

- فهنا يقال: ولماذا مؤقتة ؟ ولماذا قال النبي بأنه دخل الجنة .. ولماذا دخلها بذاته ولمسها أشياء فيها بيده كنهر الكوثر .. وبالتالي أكيد مشى عليها بقدمه إذ لم يرد أنه دخلها طائرا ؟!!

- فإذا كان الدليل على أن جنة الخلد دائمة وهي ما دخلها النبي ليلة المعراج .. فأين الدليل على كونها مجرد شيء مؤقت ؟!!

 

3- ولو قيل رؤية النبي للجنة إنما ذلك عن رؤيا:

- فهل يقال في الرؤيا أنه رأى من آيات ربه الكبرى ورآها ببصره ؟!! كيف يعقل ذلك ؟!! لأنه المرائي قد يراها أي شخص وبأي وصف .. ولا توصف بأن الشخص يقال عنه بأنه رأي من آيات ربه الكبرى ولا بأنه رآها ببصره ..!!

 

4- ولو قيل أن ما رآه النبي هو مجرد جنة تمثيلية .. أي مجرد رؤيا بالعين لنموذج لما ستكون عليه الجنة ..

- فهذا كلام غير صحيح .. لأن النبي دخلها .. ونظر إليها بعين رأسه .. ورأى من آيات ربه الكبرى كما قلنا .. فلا داعي لمخالفة ظاهر ما عليه كلام الله في سورة النجم .. فضلا عن تأكيد الصحابة على ذلك ..

- ولكن الذي رآه النبي كصورة تمثيلية هو أحوال بعض المعذبين وقد يكون أحوال بعض المنعمين .. كأحوال وليس كأشخاص .. أي رأي وهو في مقام الجنة أو النار مشاهد تم تصويرها له بما سيحدث لهؤلاء أو هؤلاء .. كرؤيتك لأحداث فيلم تصور لك مشاهد تعذيب أو تنعيم ولكن في الحقيقة هي مجرد صور والممثلين ليسوا معذبين او منعمين .. وإنما فقط مجرد صور فيلميه للدلالة على حدث.. أو كعالم الأحلام بصورة أبسط لك حتى تتصور مسألة مشاهدات عالم المثال.

 

5- ولو قيل أن ما رآه النبي ليس هو جنة الخلد وإنما جنة أخرى ..

- فنقول له: فماذا عن نهر الكوثر الذي رآه النبي في رحلة المعراج .. وهذا النهر من عطاء الله له في جنة الخلد ؟!!

- أما عن كونك من منكري الأحاديث النبوية .. ومن محبي المجادلة في كون الجنة موجودة الآن أم غير موجودة .. فهذه مسألة يمكنك الرجوع فيها إلى الفصل السابع والأربعون تحت عنوان: (س114: هل الجنة موجودة الآن على الأرض بدلالة حديث (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .. وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي) ؟) ..، وكذلك الرجوع إلى الفصل الثامن والأربعون تحت عنوان: (س116: هل الجنة ستكون يوم القيامة في الأرض كما قال بعض العلماء وما دليلهم في ذلك ؟)..، وكذلك تحت عنوان (س118: ما الدليل على أن الجنة في السماء وليس في الأرض ؟).

 

- أو يمكنك المتابعة للسؤال التالي ثم الرجوع إلى ما سبق الإشارة إليه .

- والله أعلم.

 

*************************

..:: س236: كيف يدخل النبي ليلة المعراج الجنة ويرى ناس تعذب في النار في حين أن الجنة والنار غير موجودتان الآن وإلا كيف يلحقهما الفناء بدلالة قوله (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) وقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ؟ ::..

 

- قال بعض المنكرين للمعراج .. كيف يدخل النبي الجنة ويرى النار .. وكلاهما غير موجود .. لأنهما لو كانتا موجودتان الآن ما كان يلحقهما فناء .. ودليل الفناء لكل شيء في الوجود هو ما أثبته القرآن في آيتين:

 

- الأولى: قوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:88.

- الثانية: قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن26-27.

- فهذا يدل على إهلاكها يوم القيامة .. فما الفائدة من وجودها ؟!!

- ولو كانت جنة الخلد أي البقاء والخلود .. فكيف تفنى ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: دليل الإثبات على وجود الجنة والنار الآن ..

1- قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: 13-18.

 

- وهذه الآية واضحة على أن جنة المأوى موجودة الآن .. بدليل رؤية النبي لها ببصره .. وكانت من الآيات الكبرى التي رآها النبي في ليلة المعراج.

- وفي حديث المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دخلها قبل صعوده لسدرة المنتهى.

 

2- قوله تعالى: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر:45-46.

 

- فلو لم تكن النار مخلوقة فعلا وموجودة .. فما الذي يعرضون عليه آل فرعون الآن صباحا ومساءا ؟  تفتكروا "صور سيلفي لهم مع النار" .. أكيد لا ..

- أفلا تعقلون ؟!!

 

3- قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران:169-171.

 

- ثم نجد النبي صلى الله عليه وسلم يشرح كيفية رزق هؤلاء الشهداء .. من خلال الحديث التالي:

- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: (سَأَلنَا عَبْدَ اللهِ - هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ - عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).

- قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلنَا عَنْ ذَلِكَ.

- فَقَالَ: أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ .. لهَا قَنَادِيلُ مُعَلقَةٌ بِالعَرْشِ .. تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ .. ثُمَّ تَأَوِي إِلَى تِلْكَ القَنَادِيلِ .. فَاطَّلعَ إِليْهِمْ رَبُّهُمُ اطَّلاعَةً.

- فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالوا: أَي شَيءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟

- فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ .. فَلمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلوا ..

- قَالوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى .. فَلمَّا رَأَى أَنْ ليْسَ لهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا) صحيح مسلم.

 

- إذن فلو لم تكن الجنة موجودة الآن .. فما الجنة التي يتمتع فيها الشهداء من رزق ربهم ؟!!

 

4- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يُعْرَضُ عَلَى ابْنِ آدَمَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي قَبْرِهِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

- فلو لم تكن الجنة والنار مخلوقتان الآن .. فأي جنة ونار يتم عرضهم على ابن آدم في قبره ؟!

 

5- وجاء في (حديث حسن) في ليلة المعراج .. عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ .. فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ (أي لم ننزل عن ظهر البراق) أَنَا وَجِبْرِيلُ .. حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ .. فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ .. وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده حسن .

 

6- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّمَا نَسَمَةُ (أي روح) الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط في تخريجه لسنن بن ماجه حديث رقم4271: حديث صحيح.

 

- وهذا يثبت أن الجنة موجودة فعلا الآن .. وإلا فما هي الجنة التي يدخلها روح المؤمن ؟!!

 

7- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَنَسٍ بن مالك قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) صحيح مسلم.

- فإذا لم تكن الجنة والنار موجودتان .. فما الذي رآه النبي في صلاته ؟!! "لأن هذه الرؤية حدثت أثناء صلاته بالناس ".

 

8- جاء في  (حديث صحيح) .. عن البراء بن عازب قال: (خَرَجْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، في جِنازةِ رَجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القَبرِ ..

 

- إلى أن تقول الرواية: حتى يَنتَهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَستَفتِحون له، فيُفتَحُ لهم فيُشيِّعُه(أي يأخذه جماعة من الملائكة) مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ التي تَليها، حتى يُنتَهى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبوا كِتابَ عبدي في عِلِّيِّينَ، وأعيدوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي منها خَلَقتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أُخرِجُهم تارةً أُخرى.....

 

- إلى أن تقول الرواية: فيُنادي مُنادٍ في السَّماءِ: أنْ صَدَقَ عبدي فأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وألْبِسوه مِن الجنَّةِ، وافْتَحوا له بابًا إلى الجنَّةِ، قال: فيَأتيه مِن رَوْحِها، وطِيبِها، ويُفسَحُ له في قَبرِه مَدَّ بَصرِه .....

 

- إلى أن تقول الرواية: وإنَّ العَبدَ الكافرَ إذا كان في انقِطاعٍ مِن الدُّنْيا، وإقْبالٍ مِن الآخِرةِ، نَزَلَ إليه مِن السَّماءِ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم المُسوحُ، فيَجلِسونَ منه مَدَّ البَصرِ، ثُمَّ يَجيءُ ملَكُ المَوتِ، حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه، فيَقولُ: أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثة ، اخْرُجي إلى سَخطٍ مِن اللهِ وغَضبٍ ......

 

- إلى أن تقول الرواية: حتى يُنتَهى به إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيُستفتَحُ له؛ فلا يُفتَحُ له، ثُمَّ قَرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ( الأعراف:40 ..، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبوا كِتابَه في سِجِّينٍ في الأرضِ السُّفلى، فتُطرَحُ رُوحُه طَرحًا، ثُمَّ قَرَأَ: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) الحج:31 ..، فتُعادُ رُوحُه في جَسدِه .....

 

- إلى أن تقول الرواية: فافْرِشوا له مِن النَّارِ، وافْتَحوا له بابًا إلى النَّارِ، فيَأتيه مِن حَرِّها، وسَمومِها، ويُضيَّقُ عليه قَبرُه حتى تَختلِفَ فيه أضْلاعُه ....) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح..، (قلت خالد صاحب الرسالة): قد اختصرت في الرواية لطولها وأضفت جزئية "إلى أن تقول الرواية:" لتعرف أنني أختصر في الرواية.

 

- فالذي يتم فتحه للمؤمن .. من باب للجنة .. وللكافر باب للنار .. هو دليل على وجود الجنة والنار الآن .. بما لا يحتمل أدنى شك ..

 

9- جاء في  (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ .. وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ .. وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) صحيح مسلم.

- وهذا الحديث لا يحتاج لتعليق إذ واضح وجود الجنة والنار الآن ..

 

#- ثانيا: أين دليل النفي حتى تقرر إنكار وجود الجنة والنار ؟!!

- إذا قد علمنا أن هناك أدلة لإثبات وجود الجنة والنار الآن .. بدليل القرآن والحديث الصحيح .. فلنا أن نسأل الآن المنكر على النبي دخول الجنة ليلة المعراج ورؤية النار .. لأنه يقول بعدم وجود الجنة والنار:

 

#- ما دليل النفي على عدم وجود الجنة والنار ..؟!!

- يعني هل يوجد دليل نفي واحد من القرآن يقول بنفي وجود الجنة والنار الآن ؟!!

- في حين يوجد أكثر من دليل على ثبوت وجود الجنة والنار الآن ..!!

- يا عم الحاج .. أين دليل النفي ؟!!

- طيب عموما .. من أدلة الإثبات السابق ذكرها .. يمكنك مراجعة أدلة خلاف ما سبق عند السؤال رقم (108) ورقم (118) من هذه الرسالة.

 

#- ثالثا: أنت افترضت كل شيء سيتم هلاكه في الدنيا وأن هذا لا يصح مع وجود الجنة والنار لأن من صفاتهما الخلود والبقاء ..

1- من قال بأن الخلود لا زوال معه .. إذا كان الخلود نفسه هو محكوم بزمان ومكان أي له مخلوقية .. والمخلوقية يجوز عليها الفناء ..؟!!

- ولكن الذي أبقاها على الدوام هو تجلي الله عليها لتبقى وتدوم .. ولكن لا بقاء للخلود من ذاته .. وإنما من ربه لأنه أراد ذلك .. فلا يوجد خلود ولا أبدية مع مخلوق إلا لأن الله أراد له ذلك .. وهذا من بديهيات العقل ..!!

 

#- إذن: مسألة أن الجنة لها الخلود .. وكأنه لا يمكن زوالها .. فهذا في وهم من يقول بذلك ..!!

 

2- أما عن المقصد من بقاء الجنة والنار وخلودها .. فلعلك لم تنتبه للقرآن .. إذ أن البقاء والخلود للجنة والنار .. فهذا باعتبار المقيمين فيها .. وليس باعتبار مجرد وجودها .. وراجع آيات القرآن وستجد أن الخلود مرتبط بالمقيمين فيها وليس بذاتها ..!!

 

- إذن: يمكن فناء الجنة والنار وإعادة خلقهما مرة أخرى بكن فيكون .. لأنها لم يدخلها أحد من الموصوفين بالخلود والأبدية .. وهم المذكورين في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) النساء:37 ..، وكما قال تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) الجن:23 .. والمقصود بالعصيان هنا هو الكفر بالله ورسوله.

 

#- رابعا: أما عن استدلالك بالآيات على هلاك وفناء كل شيء ..

1- ما المشكلة: لو أهلك الله كل شيء حتى الجنة والنار ؟!!

- ثم ما المشكلة: في إعادتهما مرة أخرى ؟!! 

 

- يعني لو افترضنا .. وقلنا أن الجنة والنار موجودتان الآن كما نقول .. ثم تم إهلاكها يوم القيامة .. فما المشكلة في أن يفعل الله في ملكه ما يريد ؟!!

- هل سيحاسب أحد الله على فعله في بقاء أو إهلاك شيء ؟!!

- أكيد .. لا ..!!

- إذن: ما وجه الإعتراض على وجود الجنة والنار الآن ؟!!

- وهذا سؤال مهم جدا لأنه يظهر حقيقة ما يضمره هؤلاء المنكرين في أنفسهم ..

 

#- بمعنى آخر: سواء أوجد الله الجنة الآن ثم أفناها ثم أعادها .. فهل يوجد مشكلة في ذلك مع القدرة الإلهية ؟

- أكيد .. لا ..

- إذن: طالما هو .. لا ..، فما مشكلتك حينئذ مع وجود الجنة والنار الآن ثم فنائها ثم إعادتها ؟!!

- إلا لو كانت لك مشكلة مع القدرة الإلهية في شيء ..!! ..

- فهذا معناه أنك لست مؤمنا بان الله هو القدير – فالمسألة حينئذ تتعلق بأن الله قدير أم غير قدير ؟!!

- وهذا سؤال أنت من تجيب عليه أيها المنكر ..!!

 

2- ثم من قال لك أن الآيات التي ذكرتها هي تشير إلى فناء كل شيء .. مثل قوله تعالى: ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) وقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ؟!!

- فالهلاك والفناء لكل شيء مرتبط بما في الأرض والسموات .. أما ما فوق السموات فلم يأت فيه نص .. ولذلك يقول تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) إبراهيم:48.

 

#- وجنة المأوى فوق السموات السبع وتحت العرش .. كما سبق وظهر ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وكذلك رؤية النار في مكان فوق السموات كما سبق وذكرت ذلك ..

 

- فهل تظن معنى الآيات هو فناء كل شيء من وجهة نظرك حتى أنه يشمل الكرسي والعرش .. "وهذا ما لم يقل به أي نص" .. ولكن سنفترض ذلك .. وحينئذ أقول لك:

- ما فائدة وجودهم في الأصل على حسب منطقك الذي تكلمت به مسبقا .. طالما سيهلكهم ثم يعيدهم مرة أخرى ؟!!

- فأنت حينئذ منطقك غير مستقيم العقل .. إذ أنت تختار فقط ما تخدم به شيطان هواك .. ولا يوجد تحقيق علمي لما تنطق به .. وإنما فقط تخدم شيطانك ..

- حسنا .. فلتكن أنت وشيطانك .

 

3- لو كان فهمك للآيات بأن كل شيء هالك إلا ذات الله .. "على اعتبار أن الوجه يقصد به الذات الإلهية" .. فحينئذ على هذا التفسير فإن كل شيء هالك بما في ذلك الحسنات والخيرات وكل عمل صالح قام به الإنسان والجان .. بل والسيئات والشرور قد هلكت أيضا .. لأن الشر والخير من الأشياء .. والحسنات والسيئات من الأشياء .. وطالما هلكت .. فلا جنة ولا نار .. !!

 

- ولذلك بعض العلماء قالوا: أن كل شيء هالك إلا ما كان فيه ابتغاء وجه الله أي طلبا لرضاه .. مثل الإيمان به والعمل الصالح والخير والثواب .

 

4- (وعن رأي خاص بي) .. قد يكون المعنى أن كل شيء هالك إلا وجه الله .. وما كان محل عناية الوجه الإلهي .. أي اختصه الله بالبقاء .. أي الهلاك لكل شيء إلا وجه الله وما هو كان وجه الله ناظر إليه بعناية البقاء .. سواء كان من الماديات الكرسي والعرش والجنة والنار أو المعنويات كالإيمان والعمل الصالح .. إذ أن من رفع الله عنه وجهه فقد هلك إذ لا بقاء لهذه الشيء حينئذ .. كما كان سيدنا محمد بعين الله أي محل عنايته الله .. كما قال تعالى: (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور:48.. أي بحفظنا ورعايتنا .

- والله أعلم .

 

5- أما عن آية الفناء (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) الرحمن: 26 .. أي على الأرض وهذا واضح جدا من سياق الآيات .. ونحن نقول أن الجنة فوق السموات السبع ..  فما علاقة هذه الآية بما أنت نقول ؟!!

 

#- خامسا: أما عن قولك أن بقاء الجنة والنار في الدنيا دون استخدام هو نوع من العبث .. ولا يليق بفعل الله ..

@- ليه يا سيدي بقاء الجنة والنار يعتبر من العبث ؟

- هو ربنا كان كاتب عليهم مدة انتهاء صلاحية ومش هيعرف يخلقهم مرة تانية ولا إيه ؟

- أم تظن أن التراب هيدخل الجنة والنار ويوسخهم ومش هيلاقوا في الملأ الأعلى حد ينظفهم ؟

- روح الله يهديلك نفسك ويحررك من شيطانك الذي ارتضيته معلما لك ..

- واتقي الله .. فالأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب.

- غريب أمرك .. !!

 

***************************

..:: س237: كيف يرى النبي ليلة المعراج مشاهد لبعض المعذبين في النار والمنعمين في الجنة ولم يأتي يوم القيامة مثل رؤية بلال وأم سليم وقاتل الناقة وماشطة آل فرعون ؟  ::..

 

#- قال المنكرين للمعراج .. كيف تكون الجنة والنار موجودتان الآن وفيهما أحداث حقيقية تحدث لناس .. في حين أن هذا مخالف للقرآن لأن العذاب والنعيم سيكون يوم القيامة بعد المحاسبة ؟!!

- فكيف يقال: أن النبي رأى مشاهد عذاب لبعض الناس أو مشاهد نعيم لبعض الناس .. إذا كانت الأرواح منتظرة يوم القيامة للحساب ؟!!

 

#- فمثلا: جاء في الأحاديث أن النبي رأى في النار أناساً ولم تقم القيامة بل لم يموتوا بعد كخطباء أمته الذين يقولون ما لا يفعلون ..، ورأى ماشطة آل فرعون في الجنة ..، ورأى قاتل الناقة .. ، ورأى في الجنة بلال بن رباح ولم يكن بلال قد مات أصلا ..

- ولو سلمنا جدلا أن المعراج كان بجسد النبي كمعجزة للنبي فكيف ذهب بلال للجنة مع أنه كان نائما في مكة .. أم هو أيضا تم العروج به ودخل الجنة ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: هل رأى النبي أحد بعينه من المعذبين في النار ليلة المعراج ؟

1- لم يأت حديث صحيح: يقول بأن النبي رأى أحد بعينه أي بذاته وشخصه وهو يعذب في النار ليلة المعراج .. وإنما رأى كيف سيكون العذاب لبعض المخطئين ..

- وقد رأى من مشاهد النار شجرة الزقوم فيها .. ورؤية مشاهد لبعض المعذبين على سبيل ضرب المثال لبعض أحوال المعذبين .. ولكنه لم يحدد أحد بعينه أنه يعذب في النار..

- وحتى لو حدث هذا ورأى شخص معين .. فيكون على سبيل حال هذا الشخص وما يراه في قبره الآن من عرضه على النار إن كان من أصحابها كما هو حال آل فرعون ..

 

- وعموما: ما جاء في الصحيح هو أن النبي رأى بعض أحوال المعذبين كيف ستكون .. وذلك على سبيل تبليغ ما رآه للمؤمنين ليكون لهم عبرة وعظة وتخويف لردع الأنفس عن فعل السوء حتى لا يتعرضوا للعقوبات التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم..

 

- وقد سبق مناقشة تفصيلية لضرب المثال في أحوال المعذبين في الفصل الخامس والأربعون تحت عنوان: (س110: ما هي المشاهد الصحيحة التي رآها النبي ليلة الإسراء والمعراج عن أحوال المعذبين في الآخرة ؟ ) .. ومناقشة المنكرين للمعراج في بعض كلامهم .. وكذلك يمكنك الرجوع إلى الفصل الرابع والأربعون عند السؤال رقم (109) .. لمراجعة الروايات الضعيفة التي قيلت عن المعذبين وسببت لخبطة لبعض أهل العلم لعدم معرفتهم التمييز بين الصحيح والضعيف..

 

2- أما عن قولهم رؤية ماشطة آل فرعون في الجنة .. فهذا لم يحدث ولم يأت ذكره في الروايات .. وإنما قيل في رواية يغلب عليها الضعف أنه شم رائحة طيبة أثناء إسراءه وليس في معراجه وذلك كما في الرواية التالية:

أ- جاء في (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا وَجَدْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تَمْشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا ... إلى آخر الرواية) رواه الطبراني وغيره .. وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط ..، وقال محققو المسند: إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة..، وضعفه الألباني في الضعيفة .

 

ب- الرواية الثانية: في (حديث ضعيف جدا ومتن فيه نكارة) .. عن سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (شَمَمْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَائِحَةً طَيْبَةً .. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ ؟ قَالَ: هَذَا رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَتِهَا وَزَوْجِهَا .. إلى آخر الرواية ) رواه الطبراني في مسند الشاميين واللفظ له ورواه ابن ماجه والخرائطي في اعتلال القلوب والفسوي في المعرفة والتاريخ .. قال الأرنؤوط في تخريج سنن ابن ماجه: إسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير..، وذكره الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه.

 

#- ويمكنك مراجعة كل أحاديث ماشطة آل فرعون .. في الفصل السادس والثلاثون تحت عنوان: (س95: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في قصة الإسراء الخاصة بتعذيب المذنبين والعصاة والتي قيلت أن النبي رآها قبل وصوله لبيت المقدس ؟) - المشهد الثاني عشر.

 

3- وأما عن رؤية النبي لقاتل الناقة .. فلعل المقصد هو ما جاء في الرواية التالية:

جاء في (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. عَنْ قَابُوسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. دَخَلَ الْجَنَّةَ .. فَسَمِعَ مِنْ جَانِبِهَا وَجْسًا ( أي صوت خفي) ..، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ "، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ، رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ...

- قَالَ: فَلَقِيَهُ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، فَقَالَ: وَهُوَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ، سَبْطٌ شَعَرُهُ مَعَ أُذُنَيْهِ، أَوْ فَوْقَهُمَا فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ..

- قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ عِيسَى، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى ..

- قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ شَيْخٌ جَلِيلٌ مَهِيبٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَكُلُّهُمْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ .. قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ.

 

- قَالَ (أي ابن عباس):  فَنَظَرَ (أي النبي نظر) فِي النَّارِ فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ (لحوما مُنتَّنة) ، قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ..، وَرَأَى رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ (لعل المقصود أحمر العينين أزرق الوجه والجسد من شدة الإختناق) جَعْدًا (أي كثير تجاعيد الوجه أو شعره مجعد خشن) شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ (أي شعره متفرق أي منكوش الشعر) .. قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ .. قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ (أي قاتل ناقة النبي صالح).

 

- قَالَ (أي ابن عباس): فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي ..

- ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ ..

- فَلَمَّا انْصَرَفَ جِيءَ بِقَدَحَيْنِ .. أَحَدُهُمَا عَنِ الْيَمِينِ، وَالْآخَرُ عَنِ الشِّمَالِ .. فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ .. فَأَخَذَ اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ مَعَهُ الْقَدَحُ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ) رواه أحمد .. وقال ابن كثير: إسناده صحيح (تفسير ابن كثير ج5 ص25) ..، وذكره الضياء المقدسي على أنه صحيح في (الأحاديث المختارة ج9 ص551) ..، وقال الهيثمي في المجمع: وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج8 ص92) ..، وذكر السيوطي تصحيحه (في الدر المنثور ج5 ص214) ..، وقال أحمد شاكر في تحقيق مسند أحمد: إسناده صحيح (راجع تحقيقه على المسند: ج3 ص64 حديث رقم2324) ..، وقال الضياء الأعظمي في الجامع الكامل: وإسناده حسن من أجل قابوس وهو ابن أبي ظبيان مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف أو لم يأتي بالمناكير، ولفقرات حديثه هذا شواهد كثيرة. (الجامع الكامل ج14 ص450)..، وقال الألباني تعقيبا على من صحح الحديث: وهو تساهل واضح فإن قابوس - وهو ابن أبي ظبيان - فيه لين كما قال في "التقريب". (الإسراء والمعراج ص74)..، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف، قابوس مختلف فيه (مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرون ج4 ص167).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- استدلال منكري المعراج بهذه الرواية هو في حد ذاته اعتراف منهم على حدوث المعراج .. وإذا كان لا يعترفون بالمعراج فلماذا يحتجون به أو بغيره .. ؟!!

 - لكن بعيدا عن هذه النفوس المريضة قلوبهم بجحود كرامة المعراج للنبي .. فأقول:

أ- أن هذا الحديث بالرغم من ضعف سنده .. إلا أن المشكلة في نكارة متنه ومخالفتها للأحاديث الصحيحة .. فمن ذلك:

- قوله (فلقيه موسى) .. فهذا ليس في الجنة وإنما في سعيه وصعوده في السموات كما جاء في الروايات

- مع وجود نكارة في ترتيب مقابلة الأنبياء إذ من المفترض أنه قابل عيسى أو لا ثم موسى وليس العكس ..

 

ب- وقوله (فنظر في النار) .. أي وكان من المشاهد التي رآها في النار هي كذا .. وهو مشهد روحاني تمثيلي وليس أن صاحب الناقة كان داخل النار .. وإنما هذه هي صورته التي تعرض عليه في القبر .. (هذا على افتراض صحة الرواية التي لم تصح) ..!!

 

ج- بعض من صحح رواية قابوس السابق ذكرها عن بن عباس .. قد ذكر أمرا عجيبا وهو الإمام الضياء الاعظمي رحمه الله إذ قال عن قابوس أنه: "حسن الحديث إذا لم يخالف أو لم يأتي بالمناكير، ولفقرات حديثه هذا شواهد كثيرة" ..

- قلت خالد: ما ذكره الإمام الأعظمي فيه نظر .. لأن رواية قابوس قد خالفت الحديث الصحيح في ترتيب الأحداث .. وذكر فيها ما ليس من حديث المعراج كسماع حركة بلال في الجنة .. وفي الرواية مخالفة ترتيب لقاء الأنبياء في السموات .. ، بل والأغرب قول الإمام الاعظمي: (ولفقرات حديثه شواهد كثيرة) .. !! فأين هي هذه الاحاديث الدالة على حديث قابوس ؟!! لا يوجد .. بل هذا هو الحديث الوحيد المنفرد بذكر رؤية قاتل الناقة ..!!

 

4- ومما صح عن النبي في رؤيته لبعض احوال المعذبين هما حديثين فقط وهما:

أ- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي .. مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ (أي يخدشون فيجرحون) وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ .. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ .. وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.

 

- وقوله (لما عُرِج بي ربي) .. أي في الليلة التي صعد بي جبريل فيها للسماء.

 

ب- وفي (حديث صحيح) .. جاء فيه عن النبي أنه قال: (أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيَ .. عَلَى قَوْمٍ تُقْرَصُ (أي تقص) شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ (أي بأداة للقطع مثل المقص) مِنْ نارٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ .. وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللهِ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ) رواه البيهقي في الشعب وأبو نعيم في الحلية .. وأشار محققو المسند إلى كونه صحيح في تخريج مسند أحمد عند كلامهم على الحديث رقم 12211 ج19 ص244 طبعة الرسالة.

 

- فيظهر مما سبق أنها مجرد مشاهد مرئية للنبي لما سيحدث .. للمعذبين في النار .. وإلا لو كان رأى أحدا بعينه يعذب في النار لكان قال على الأقل اسم أي شخص من المعذبين كفرعون وغيره .. وأما ما جاء عن ذكر قاتل الناقة فالحديث ضعيف السند ومنكر المتن ولا يحتج بمثله أبدا .  

 

5- وقد تسأل فتقول: وهل يمكن رؤية ضرب المثال في مكان مادي ؟

- قلت لك: الذي جعل النبي يرى الجنة والنار في مشاهد كشفية وهو على الأرض كما كان النبي يراهما في صلاته .. أكيد لا يعجزه ان يريه مشاهد كشفية وهو في السماء .. مش كده ولا إليه ؟!!

 

- ثم لماذا تتعجب .. وبيننا من يرى أمور كشفية سواء في المنام أو في اليقظة ؟!!

 

- وإذا عجز تصورك عن فهم ما سبق .. فيمكنك الفهم في ذلك من خلال رؤيتك للتلفاز الذي يعرض عليك أفلام فيها مشاهد تعذيب وأذى .. في حين أن ما تراه انت تعلم انه فقط دليل أو إشارة لكيفية أساليب التعذيب بين البشر .. وفي النهاية هذه المشاهد غير حقيقية وإنما كمثال لطرق التعذيب.

 

 #- ثانيا: هل رأى النبي أحد بعينه من المنعمين في الجنة ليلة المعراج ؟

 1- لم يأت مشهد صحيح مما رآه النبي عن المنعمين في داخل الجنة ليلة المعراج .. بل كل ما جاء هو أن النبي دخل الجنة .. ورأى ما فيها مما أذن الله له برؤيته من مخلوقات الجنة مثل نهر الكوثر.

 

2- ولكن منكري المعراج يقول: أن النبي رأى بلال في الجنة .. وبعضهم زاد فقال أنه رأي أم سليم بنت ملحان الأنصارية في الجنة .. في حين أن بلال بن رباح وأم سليم كلاهما كان حيا وقت المعراج ؟!!

 

- تعالوا نشوف كده إيه حكاية اللي قالوه .. يا ترى كذبوا فيه ولا كانوا أمناء في نقل العلم.

 

أ- جاء في (حديث مختلف عليه بين الصحة والضعف) .. عَنْ قَابُوسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. دَخَلَ الْجَنَّةَ .. فَسَمِعَ مِنْ جَانِبِهَا وَجْسًا ( أي صوت خفي) ..، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ .. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ، رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا ...) رواه أحمد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذا الحديث بالتفصيل وهو يغلب حديث يغلب عليه الضعف .. راجع الفصل الثالث والثلاثون - تحت عنوان (س90: هل شرب النبي ضيافة اللبن من جبريل في ليلة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصا أم بعد السماء السابعة أم بعد النزول من السماء ؟)

 

ب- جزئية "بلال" المذكورة في الرواية السابقة أظنها من منكرات الرواية .. وقد خلطها أحد رواة إسناد هذا الحديث .. لأن هذا قيل في رؤيا منامية أو كشفية في اليقظة .. ولكن ليس له علاقة بالإسراء والمعراج.. ودليل ذلك قوله في آخر الرواية (رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا) .. وكذلك ما يكشف ذلك بوضوح هو ما جاء في الصحيح:

 

- (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ: عِنْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ (أي بعد صلاة الفجر) .. يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ .. عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْفَعَةً .. فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ (أي صوت) بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ .. قَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً .. مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا (أي لا أتوضأ وضوءا) فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ .. إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ .. مَا كَتَبَ اللهُ لِي (أي ما قُدِّر لي) أَنْ أُصَلِّيَ) صحيح مسلم والبخاري .. ولكن عند البخاري لا يوجد كلمة (الليلة) .

 

#- إذن: فالحديث أشبه ما يكون رؤيا رآها النبي مناما أو رؤيا كشفية رآها يقظة .. ولكن بكل تأكيد ليس ليلة الإسراء .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانا بعد صلاة الفجر يسأل أصحابه من رأى منكم رؤيا فيحكيها علينا ليفسرها النبي لهم .. وإن لم يرى أحد شيئا فهو صلى الله عليه وسلم يحكي لهم ما رآه.

 

- وقول النبي (الليلة) .. ثم ذكره لهذه الحكاية بعد صلاة الفجر .. فهذا معناه أنها كانت رؤيا منامية أو كشفية "أي يقظة".

 

#- ولذلك قال الإمام التوربشتي رحمه الله (المتوفى: 661 هـ): وهذا شيء كوشف به من عالم الغيب في نومه أو يقظته. (الميسر في شرح المصابيح ج1 ص325).

- والله أعلم.

 

ج- أما عن جزئية رؤية السيدة أم سليم بنت ملحان الأنصارية (الْغُمَيْصَاءُ)  .. وهي أم الصحابي أنس بن مالك .. وقد جاء عن أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً (أي صوت حركة) .. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) صحيح مسلم.

 

- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَأَيْتُنِي (أي في المنام) دَخَلْتُ الجَنَّةَ .. فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ .. وَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ .. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ (أي فتاة)، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ) صحيح البخاري.

 

#- يعني خلاصة ما سبق .. أن ما رآه النبي لبعض الصحابة في الجنة .. إنما كان عن رؤيا منامية ولا علاقة له بالإسراء والمعراج ..

- وحتى الحديث الضعيف الذي استدل به البعض على أن النبي رأى بلال في الجنة .. كذبوا فيه .. لأنه لم يأت في الرواية الضعيفة أن النبي رأى بلال .. وإنما سمع صوتا وسأل جبريل عن هذا الصوت.

 

@- وهنا السؤال: لماذا يتعمد المنكرين للمعراج الإتيان بأحاديث ضعيفة يحتجون بها .. ولا يأتون بأحاديث صحيحة ؟ ولماذا لم يكشفوا أن هذه المشاهد عن مرائي منامية ولا علاقة لها بالإسراء والمعراج ؟!!

#- الجواب: لأن من اعتاد أن يخون في أمانة العلم بل والعلم الديني تحديدا .. ماذا تنتظر منه وهذه هي نفسيته دالة عليه ؟!! 

 

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .