ج97: قصة الإسراء والمعراج - كيف رأى النبي ليلة المعراج مشاهد ناس من أمته يعذبون في النار بسبب ترك الصلاة والزكاة والربا في حين لم تكن الصلاة ولا الزكاة تم فرضهما ولم يكن الربا قد تم تحريمه - هل رأى النبي ليلة المعراج هادم اللذات ومفرق الجماعات وطرق كثيرة لتعذيب النساء والرجال العاصين لله - ما وجه التكريم للنبي في ليلة المعراج حينما رأى النار.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع والتسعون)

#- فهرس:

:: الفصل السابع والتسعون :: عن رحلة المعراج – ج11/ مسائل عن المعراج عند وصول النبي للسماء السابعة وسدرة المنتهى ::

1- س238: كيف رأى النبي ليلة المعراج مشاهد ناس من أمته يعذبون في النار بسبب ترك الصلاة والزكاة والربا في حين لم تكن الصلاة ولا الزكاة تم فرضهما ولم يكن الربا قد تم تحريمه ؟!!

#- أولا: هل يوجد حديث صحيح قال برؤية النبي ليلة المعراج لناس من أمته يتم تعذيبها في النار بسبب ترك الصلاة والزكاة وفعل الربا ؟

#- ثانيا: من أين اتى هؤلاء المنكرين للمعراج بخرافة رؤية النبي للمعذبين من أمته ليلة المعراج ؟

2- س239: هل رأى النبي ليلة المعراج هادم اللذات ومفرق الجماعات وطرق كثيرة لتعذيب النساء والرجال العاصين لله ؟

3- س240: ما وجه التكريم للنبي في ليلة المعراج حينما رأى النار ؟!!

 *******************

:: الفصل السابع والتسعون ::

*******************

 ..:: س238: كيف رأى النبي ليلة المعراج مشاهد ناس من أمته يعذبون في النار بسبب ترك الصلاة والزكاة والربا في حين لم تكن الصلاة ولا الزكاة تم فرضهما ولم يكن الربا قد تم تحريمه ؟!! ::..

 

- المنكرين للمعراج أتوا بنموذج آخر من شبهاتهم وقالوا: جاء في أحاديث المعراج ان النبي رأى ناس من أمته يعذبون بسبب ترك الصلاة والزكاة وفعل الربا .. في حين أن فرض الصلاة والزكاة لم يحدث إلا بعد المعراج .. وتحريم الربا حدث في المدينة بعد الهجرة .. يبقى كيف يكون النبي شاف مشاهد المعذبين من أمته في النار بسبب أشياء لم يكن لها فرض في الدين حتى ليلة المعراج ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: هل يوجد حديث صحيح قال برؤية النبي ليلة المعراج لناس من أمته يتم تعذيبها في النار بسبب ترك الصلاة والزكاة وفعل الربا ؟

 

- الجواب: لا يوجد حديث صحيح يقول بهذا الكلام ..

 

#- ثانيا: من أين أتى هؤلاء المنكرين للمعراج بحكاية رؤية النبي للمعذبين من أمته ليلة المعراج ؟

- من الروايات التالية .. وانتبه جيدا لها .. حتى تعرف أن هذه النفوس المنكرة للمعراج لا يأتون إلا بالضعيف ليحتجوا به ويرجفوا به نفوس البسطاء ..

1- الرواية الأولى: (حديث ضعيف ومنكر جدا) .. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ شَكَّ أَبُو جَعْفَرٍ: (فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

- قَالَ: جَاءُ جِبْرَائِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جَبْرَائِيلُ لِمِيكَائِيلَ: ائْتِنِي بِطَسْتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ كَيْمَا أُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَأَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، قَالَ: فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ، فَغَسَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِيكَائِيلُ بِثَلَاثِ طِسَاتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ .. وَمَلَأَهُ حِلْمًا وَعِلْمًا وَإِيمَانًا وَيَقِينًا وَإِسْلَامًا، وَخَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ..

- ثُمَّ أَتَاهُ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهُ مُنْتَهَى طَرَفِهِ وَأَقْصَى بَصَرِهِ.

- قَالَ: فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

- فَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَزْرَعُونَ فِي يَوْمٍ وَيَحْصُدُونَ فِي يَوْمٍ، كُلَّمَا حَصَدُوا عَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جَبْرَائِيلُ مَا هَذَا؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَا أَنْفَقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَخْلُفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ..

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَتَثَاقَلُ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ ..

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ، يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَيَأْكُلُونَ الضَّرِيعَ وَالزَّقُّومَ وَرَضَفَ جَهَنَّمَ وَحِجَارَتَهَا، قَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يُؤَدُّونَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ، وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ شَيْئًا، وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ..

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ نَضِيجٌ فِي قُدُورٍ، وَلَحْمٌ آخَرُ نِيءٌ قَذِرٌ خَبِيثٌ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنَ النِّيءِ، وَيَدَعُونَ النَّضِيجَ الطَّيِّبَ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَئِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ، تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ، فَيَأْتِي امْرَأَةً خَبِيثَةً فَيَبِيتُ عِنْدَهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَالْمَرْأَةُ تَقُومُ مِنْ عِنْدِ زَوْجِهَا حَلَالًا طَيِّبًا، فَتَأْتِي رَجُلًا خَبِيثًا، فَتَبِيتُ مَعَهُ حَتَّى تُصْبِحَ.

- قَالَ: ثُمَّ أَتَى عَلَى خَشَبَةٍ فِي الطَّرِيقِ لَا يَمُرُّ بِهَا ثَوْبٌ إِلَّا شَقَّتْهُ، وَلَا شَيْءٌ إِلَّا خَرَقَتْهُ، قَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا مَثَلُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِكَ يَقْعُدُونَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقْطَعُونَهُ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصَدُّونَ} [الأعراف: 86] الْآيَةَ.

- ثُمَّ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ جَمَعَ حُزْمَةَ حَطَبٍ عَظِيمَةً لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ تَكُونُ عِنْدَهُ أَمَانَاتُ النَّاسِ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَحْمِلَهَا، فَلَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ.

- ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا قُرِضَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، قَالَ: «مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَائِيلُ؟» فَقَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ خُطَبَاءُ الْفِتْنَةِ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ .

- ثُمَّ أَتَى عَلَى جُحْرٍ صَغِيرٍ يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَجَعَلَ الثَّوْرُ يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَبْرَائِيلُ؟» قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ، ثُمَّ يَنْدَمُ عَلَيْهَا، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرُدَّهَا .. إلى آخر الرواية ..) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره وأبو حاتم وذكره الهيثمي في زوائد البزار .. وقال ابن كثير عن هذه الرواية: وأبو جعفر الرازي قال فيه الحافظ أبو زرعة الرازي يهم في الحديث كثيرا .. وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم .. والظاهر أنه سيء الحفظ ..ففيما تفرد به نظر ..، وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة .. وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري .. ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء. (تفسير ابن كثير ج5 ص36)..، وقال الذهبي: تفرد به أبو جعفر الرازي، وليس هو بالقوي، والحديث منكر يشبه كلام القصاص (تاريخ الإسلام ج1 ص180) ..، وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره - فَتَابِعِيُّهُ مجهول. (مجمع الزوائد ج1 ص72)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذه الرواية من قبل وأنها ضعيفة ولم تصح .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟ ).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بغض النظر عن ضعف سند الرواية أو ما يحمله متنها من نكارة شديدة .. فمن  أقبح وأوقح ما جاء في هذه الرواية هو جزئية (وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ) .. ولا أدري كيف لمؤمن أن يصدق هذا الكذب .. بل وكيف لمؤمن أن ينطق به ..؟!!

 

#- فكيف يظن إنسان مؤمن هذا الظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

- إذ كيف يقال أن باطن النبي كان فيه غل وهو من قبائح الصفات النفسية لإنسان .. ولا يمكن أن تكون في باطن أي نبي .. فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد قال فيه الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم:4 ..، وقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) الشورى:52-53..، وقال تعالى أن جبريل نزل بالقرآن على قلب النبي: (نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:97 ..

- فهل صاحب الخلق العظيم .. بل والذي هو ينزل القرآن على قلبه .. أيعقل أن يكون فيه غل يا مؤمن ؟

- هل غابت العقول أم على القلوب أقفال ؟!!

 

@- إذن جزئية (وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ) هي باطل وكذب ولا يصح في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن يصدق أن باطن النبي وقت الإسراء كان فيه غل .. فقد خالف القرآن وضل بعيدا .. ولا أشك أن هذه الرواية تم تركيب هذا السند لها ..!!

 

- أما عن مسألة ختم النبوة .. فالمشهور عنه أنه إما ولد به النبي أو حدث له بعد شق صدره وهو صغير .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة: هذه الرواية تسمى برواية "أبي العالية عن أبي هريرة" .. وهي من أكبر الروايات التي جمعت بين الإسراء والمعراج .. وهي رواية ضعيفة جدا .. وسبق الإشارة إليها كثيرا في هذه الرسالة.

 

2- الرواية الثانية .. (حديث ضعيف جدا) .. جاء عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي .. ومما جاء في الرواية حين العروج للسماء: (قَالَ: فَصَعَدْتُ أَنَا وَجِبْرِيلُ، فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ صَاحِبُ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ يَدَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ جُنْدُهُ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ قَالَ: وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31] ..

- فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ بَابَ السَّمَاءِ، قِيلَ: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ كَهَيْئَةِ يَوْمِ خَلَقَهُ اللهُ عَلَى صُورَتِهِ ..

- تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ وَنَفْسٌ طَيِّبَةٌ، اجْعَلُوهَا عَلَى عِلِّيِّينَ .. ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْفُجَّارُ، فَيَقُولُ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَنَفْسٌ خَبِيثَةٌ اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ.

- ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ فَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ - يَعْنِي الْخِوَانَ: الْمَائِدَةُ الَّتِي يُؤْكَلُ عَلَيْهَا لَحْمٌ مُشَرَّحٌ - لَيْسَ يَقْرَبُهَا أَحَدٌ، وَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ أُخْرَى عَلَيْهَا لَحْمٌ قَدْ أَرْوَحَ وَنَتِنَ، عِنْدَهَا أُنَاسٌ يَأْكُلُونَ مِنْهَا، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلَ ‍ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ يَتْرُكُونَ الْحَلَالَ وَيَأْتُونَ الْحَرَامَ.

- قَالَ: ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ بُطُونِهِمْ أَمْثَالِ الْبُيوتِ، كُلَّمَا نَهَضَ أَحَدُهُمْ خَرَّ يَقُولُ: اللهُمَّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ قَالَ: وَهُمْ عَلَى سَابِلَةِ آلَ فِرْعَوْنَ قَالَ: فَتَجِيءُ السَّابِلَةُ فَتَطَأَهُمْ قَالَ: فَسَمِعْتُهُمْ يَضِجُّونَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ. قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

- قَالَ: ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ مَشَافِرُهُمْ كَمَشَافِرِ الْإِبِلِ قَالَ: فَتُفْتَحُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَيُلَقَّوْنَ ذَلِكَ الْحَجَرَ؛ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ أَسَافِلِهِمْ، فَسَمِعْتُهُمْ يَضِجُّونَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا .

- قَالَ: ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ يُعَلَّقْنَ بِثُدِيِّهِنَّ فَسَمِعْتُهُنَّ يَصِحْنَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ النِّسَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الزُّنَاةُ مِنْ أُمَّتِكَ.

- قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيَّةً فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ تُقْطَعُ مِنْ جُنُوبِهِمِ اللَّحْمُ فَيُلْقَمُونَ فَيُقَالُ لَهُ: كُلْ كَمَا كُنْتَ تَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ أَخِيكَ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ مِنْ أُمَّتِكَ اللَّمَّازُونَ... إلى آخر الرواية) رواه البيهقي في الدلائل،.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية ضعيفة جدا لأن فيها (أبي هارون العبدي – وهو عمارة بن جوين) وهو متروك الحديث ضعيف جدا والبعض تحامل عليه فكذبه - وأظن نسبته للتكذيب خطأ .. (راجع تهذيب الكمال ج21 ص232 ترجمة رقم4178) ، (تهذيب التهذيب ج7 ص413).

 

3- الرواية الثالثة: جاء في (حديث ضعيف) .. عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا فَوْقِي بِرَعْدٍ وَصَوَاعِقَ .. ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا.

- فَلَمَّا نَزَلْتُ .. وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا .. فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ .. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ .. أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَتِ (أي أعين بني آدم) الْعَجَائِبَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أبي الصلت.

 

4- الرواية الرابعة: جاء في (حديث ضعيف فيه نكارة) .. عَبْدُ الْوَهَّابِ (بن عطاء الخفاف) ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (ابن أبي جميلة الأعرابي) ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (عمران بن مِلْحان العُطاردي) ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَجُلًا يَسْبَحُ فِي نَهَرٍ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ .. فَسَأَلْتُ مَا هَذَا: فَقِيلَ لِي: آكِلُ الرِّبَا) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح .. وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفّاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به..، ثم قال محققو المسند في ختام تحقيق الرواية: وهو مما تفرّد به عبد الوهاب، فقد رواه أصحاب عوف عنه، فلم يذكروا أن ذلك كان في ليلة الإسراء، بل هي رؤيا رآها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه.. (راجع تخريج المسند عند الحديث رقم 20101 طبعة الرسالة) .

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة): بالرغم من أن محققو المسند ذكروا أن هذا جزء من حديث الرؤيا وأن أصحاب عوف رووه بدون لفظ (ليلة الإسراء) إلا أن محققو المسند كتبوا أنه حديث صحيح ..!! فكيف يكون صحيح دون أن يشيروا لنكارة لفظ (ليلة أسري بي) ..!! لأن عبد الوهاب لا يحتمل تفرده بحديث ..، فضلا عن أن (عبد الوهاب بن عطاء الخفاف) قد قال فيه البخاري والنسائي والبزار ليس بالقوي وضعفه أحمد بن حنبل .. ووثقه يحيى بن معين بالرغم من روايته له حديث موضوع ..!! وعلى افتراض أنه صدوق يخطيء كما قال ابن حجر .. فهذه الرواية بكل تأكيد من أخطآءه ولا علاقة لها بحديث الإسراء والمعراج .

 

#- وجزء الربا من الرواية السابقة .. قد قاله سمرة بن جندب في رؤيا منامية مطولة في صحيح البخاري دون لفظ (ليلة أسري بي) .. وهذا مما جاء فيه حديث الرؤيا .. وبداية الحدث أن النبي قال: (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا.. (إلى أن قال في الرواية) : (وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا) صحيح البخاري .

 

#- ويتبين لك أخي الحبيب مما سبق أن هذا الجزء لا علاقة له بليلة الإسراء وإنما قيل في رؤيا منامية .. فانتبه.

 

#- خلاصة القول:

1- أن الروايات التي استند لها هؤلاء المنكرون للمعراج .. ما هي إلا روايات مضللة للحقائق المروية في صحيح الأحاديث .. والتي يتعمد هؤلاء المنكرون عدم ذكر الاحاديث الصحيحة فيها لتضليل المؤمنين .. وإلا لماذا يذكرون الروايات الضعيفة دون أن يظهروا هذا للناس بأنها روايات لم تصح .. ويحكمون بها على قصة المعراج بالبطلان ؟!!

 

- فمن وراء معرفتك بما يقوله هؤلاء المنكرين للمعراج .. ستدرك شيء مهم وهو أنهم يبحثون على أي وسيلة لإبطال كرامة النبي بالمعراج .. حتى لو بالكذب على المؤمنين وخيانتهم في الأمانة العلمية وتضليلهم في الأخبار الدينية .. فهذه هي حقيقة نفسية هؤلاء ..

 

2- وحتى لو افترضنا صحة هذه الأحاديث .. فليس فيها ما يؤكد كلام أصحاب هذه الشبهة .. لأن الذي رآه النبي هو صورة تمثيلية لكيفية عقاب المذنب عن بعض الخطايا .. وصورة تمثيلية لتكريم بعض المجاهدين ..

- فلا هؤلاء كانوا موجودين في النار ولا هؤلاء كانوا موجودين في الجنة ..

- ولذلك لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج أسماء أي أشخاص صادفهم في الجنة أو في النار أثناء رؤيته للجنة والنار.

 

- والله أعلم .

 

*************************

 

..:: س239: هل رأى النبي ليلة المعراج هادم اللذات ومفرق الجماعات وطرق كثيرة لتعذيب النساء والرجال العاصين لله ؟ ::..

 

- من خرافات الأحاديث التي تم تزويرها على قصة المعراج .. سرد عقوبات للنساء والرجال في النار كثيرة جدا .. وخاصة عن النساء .. !!

 

- وإليك بيان هذه الخرافات على قصة المعراج .. حتى لا تجد أحد منكري المعراج يستدل بمثل هذه الخرافات ويجعل منها حديث بجد ..!!

 

#- فمما جاء في رواية منسوبة بالباطل لابن عباس:

- (ثم صعدنا إلى السماء الرابعة .. في أسرع من طرفة عين .. وبينها وبين السماء الثالثة .. خمسمائة عام .. وسمكها مثل ذلك .. فطرق جبريل بابها .. فقالو: من هذا؟

- فقالوا: من هذا ؟

- قال: جبريل.

- قالوا: ومن معك ؟.

- قال : محمد صلى الله عليه وسلم

- قالوا: مرحبا بك وبمن معك.

 - ففتحوا لنا الباب .. فدخلناها فإذا هي سماء من فضه يقال لها (الزاهرة) رأيت فيها من عجائب ربى عز وجل أصنافا من الملائكة .. رأيت رجلا على وجهه نور ساطع .. وله قلب خاشع .. فقلت: من هذا يا أخي يا جبريل؟

- قال: هذا أخوك إدريس رفعه الله مكانا عليا .. إدن منه وسلم عليه-

- فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام واستغفر الله لي ولأمتي....

- ثم رأيت ملكا عظيم الخلقة .. والمنظر.. قد بلغت قدماه .. تخوم الأرض السابعة .. ورأسه تحت العرش .. وهو جالس على كرسي .. من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله .. ينتظرون أمر الله تعالى عز وجل.

- وعن يمينه لوح وعن شماله شجره عظيمه .. إلا أنه لم يضحك أبدا فقلت: يا أخي يا جبريل من هذا ؟.

- قال جبريل: هذا هازم اللذات .. ومفرق الجماعات .. ومخرب البيوت .. والدور المعمرة .. وميتم الأطفال .. ومرمل النساء .. ومفجع الأحباب .. ومغلق الأبواب .. ومسود الأعتاب .. وخاطف الشباب .. هذا ملك الموت عزرائيل .. فهو ومالك خازن النار لا يضحكان أبدا .. إدن منه وسلم عليه.

- فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد السلام .. فقال له جبريل: لمَ لم ترد السلام على سيد الخلق ؟.

- فلما سمع كلام جبريل .. وثب قائما ورد السلام .. وهنأني بالكرامة من ربى وقال: أبشر يا محمد فإن الخير فيك وفى أمتك إلى يوم القيامة........)

 

#- إلى أن قالت الرواية:

 

- (ثم ارتقينا إلى السماء الخامسة .. وبينها وبين السماء الرابعة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك. .. .فطرق جبريل بابها ..

- فقالوا: من هذا ؟

- قال: جبريل.

- قالوا: ومن معك ؟.

- قال : محمد صلى الله عليه وسلم

- قالوا: مرحبا بك وبمن معك.

- ففتحوا لنا الباب فدخلناها فإذا هي سماء من الذهب الأحمر .. واسمها (المنيرة) .. ورأيت فيها من خلق الله عز وجل ملكا عظيما لو أمره الله أن يبلع السموات السبع في دفعه واحده لهان عليه لعظم خلقته . وهو ينادى:-  (سيدى ومولاي ما عرف قدرك من عصاك سبحانك ما أحلمك على خلقك).

 

- ورأيت بابا عليه سطران مكتوبان يُزهران ويلمعان (لا إله الا الله محمد رسول الله) .. فلما قراته سقط القفل وانفتح الباب فنظرت فيه مشرق من السماء الخامسة إلى تخوم الأرض السابعة السفلى ..، وإذا بملك عظيم الخلقة مرهب النظر ظاهر الغضب شديد البأس صعب المراس بين عينيه عقدة لو أشرف بها على الأرض لماتوا عن آخرهم وغارت منه البحار وتقطرت منه الجبال.

 

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أخي يا جبريل من هذا الذى اقشعر منه جلدي ورجف منه فؤادي ؟

 

- فقال يا حبيب الله: هذا مالك خازن النار .. خلقه الله من غضبه وسخطه ولم يزل منذ خلقه الله ..، وولاة جهنم لا يزداد إلا غضبا على أعدائه..، هذا وملك الموت عزرائيل لا يضحك أبدا ..، ادن منه وسلم عليه فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد عليا السلام.

 

- فقال جبريل: لم لا ترد على حبيب الله وسيد العالمين وهو أعز الخلق على الله ونبي الرحمة ؟

- فلما سمع مالك ذلك نهض قائما على قدميه .. وقال: الله الله العذر لك يا حبيب الله.

 

- فقلت له: أرنى جهنم ..

- فقال مالك: ليس الأمر لي وإذا بالنداء من العلى الأعلى لا تخالف حبيبي محمدا.

- فعند ذلك كشف الغطاء .. فإذا هي سوداء مظلمة ممتزجة بغضب الله ..، وقيل إن نار الدنيا لها ضياء لأنها غمست في بحر القدرة سبعين مرة حتى صار شعاع ونور ينتفع به ..، فرأيت فيها سبعين ألف بحر من غسالين ..، وسبعين ألف بحر من غساق ..، وسبعين ألف بحر من قطران ..، وسبعين ألف بحر من رصاص مذوب ..،  على ساحل كل بحر ألف مدينة من نار ..، في كل مدينة ألف قصر من نار ..، في كل قصر سبعون ألف تابوت من نار ..، وفى كل تابوت سبعون ألف صندوق من نار ..، في كل صندوق سبعون ألف صنف من العذاب ..

 

- ورأيت فيها حيات كأمثال النخل الطويل وعقارب كأمثال البغال ..، ورأيت سبعين ألف بئر من الزمهرير.

 

- ورأيت نساء باكيات حزينات ينادين .. فلا يجبن .. ويتضرعن فلا يرحمن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال: هؤلاء اللواتي يتزين لغير أزواجهن.

 

- ورأيت نساء عليهن سراويل من قطران وفى أعناقهم السلاسل والأغلال .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء المستخفات بأزواجهن .. اللاتي تقول لزوجها ما أشنع وجهك وما أقبح شكلك وما انتن ريحك.

- ألم تعلم بأن الذى خلقها خلقه .. وهو إله واحد ؟!

 

- ورأيت نساء قد احترقت وجوههن وألسنتهن مُندَلِعات (أي متدلي من أفواههن) على صدورهن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء اللاتي يقولن لأزواجهن طلقنا من غير سبب.

 

- ورأيت نساء معلقات من شعورهن ويغلى دماغهن كغلي القدور .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء النساء اللواتي لا يغطين شعورهن من الأجانب.

 

- ورأيت نساء معلقات بشعورهن ومكبلات بثديهن بكلاليب من نار .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- فقال هؤلاء اللاتي كن يرضعن أولاد الناس بغير إذن أزواجهن.

 

- ورأيت نساء أرجلهن إلى ألسنتهن وأيديهن إلى نواصيهن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء اللاتي لا يحسن العشرة ولا يحسن الوضوء .. قذرات الثياب والجسد .. لا يغتسلن من الحيض والجنابة ويتهاون في صلاتهن حتى تفوت.

 

- ورأيت نساء صما بكما عميا في تابوت من نار يخرج من دماغهن مثل الدهن من مناخيرهن وأبدانهن مُنتَّنَة تتقطع من الجذام والبرص .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء اللاتي أولادهن من غير أزواجهن .

 

- ورأيت نساء معلقات من أرجلهن في تنور من نار .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء اللاتي يشتمن أزواجهن.

 

- ورأيت نساء سود الوجوه يأكلن أمعائهن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء القوادات اللاتي تجمع بين أثنين على الحرام .

 

- ورأيت امرأة رأسها كرأس الخنزير وبدنها كبدن الحمار وعليها ألف نوع من العذاب .. فقلت من هذه المرأة يا أخي يا جبريل؟

- قال هذه النمامة التي توقع العداوة بين زوجها والجيران .. وتسعى بين الناس بالنميمة والكذب .

 

- ورأيت امرأة على صورة الكلب .. والنار تدخل من فوقها وتخرج من تحتها .. والملائكة يضربون رأسها بمقامع من حديد .. فقلت من هذه يا أخي يا جبريل ؟

- قال هذه المُحرِّضة بين الناس بالبغضاء .

 

- ورأيت رجالا منقلبين على وجوههم وعلى ظهورهم صخرة من نار .. والملائكة يضربوهم بمقامع من حديد .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء اللوطية الذين يأتون الذكران من العالمين.

 

- ورأيت رجالا ونساء مُصفَّدَات بأصفاد من نار .. وجباههم قد اسودت والحيات مطوقات .. بأعناقهن تلدغهم فتهرى لحومهم ثم يعودون خلقا جديدا .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة .. ولا ينفقون في سبيل الله.

 

- ورأيت أقواما بين ايديهم لحم طيب ولحم خبيث .. وهم يأكلون الخبيث ويتركون الطيب .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال: هؤلاء الذين تكون لأحدهم امرأة فيتركها ويميل إلى الحرام .. والتي تكون مع زوجها بالحلال وتميل إلى الحرام.

 

- ورأيت رجالا ونساء رُدَّت أقبالهم إلى أدبارهم وأدبارهم إلى أقبالهم .. والمقامع ترشقهم والملائكة تسحبهم على وجوههم كلما ضربوا تلهب في أجسادهم النار .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء الذين استكبروا على الناس بغير الحق.. ألا ترى إبليس لما أستكبر على آدم .. فقال أنا أخير منه .. تقطعت أجنحته وخرج من الجنة ملعونا.

 

- ورأيت رجالا ونساء .. سفافيد النار تدخل من أدبارهم وتخرج من أفواههم .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء الهمَّازون اللمَّازون الغمَّازون.

 

- ورأيت رجالا يرمون بشهب من نار فتقع في أفواههم وأبصارههم وتخرج من أقفيتهم .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء الذين يبتهون الناس ويرمون بينهم الفتنه.

 

- ورأيت نساء معلقات بشعورهن في شجرة الزقوم والحميم .. يصب عليهن فتهرى لحومهن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء النساء اللاتي كانوا يشربون الأدوية حتى يقتلن أولادهن خوفا من مطعمهم ومشربهم وتربيتهم ألم يعلمن أن الله يطعمهم ويسقيهم .. وقد قال الله تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).

 

- ورأيت نساء مقيدات بقيود من نار وقد فتحت أفواههن ولهيب النار يخرج من بطونهم .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال: هؤلاء المغنيات اللاتي يمتن من غير توبة ..

 

- ورأيت نساء على رؤوسهن قطران والحيات تنهشهن .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال: هؤلاء النواحات بالكراء اللاتي يفعلن ما نهى الله عنه وقد متن بغير توبه .

 

- ورأيت رجالا ونساء في السعير والنار لها دوى في بطونهم تدخل من أدباهم وتخرج من أفواههم .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.

 

- ورأيت رجالا ونساء يسقون من القيح والصديد كلما حصل في بطونهم شيء تمزقت جلودهم ثم يعودون خلقا جديدا .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا.

 

- ورأيت رجالا ونساء رؤوسهم مغمورة في نار جهنم .. ويصب عليهم الحميم والزمهرير يلفحهم .. فيهرى لحومهم .. فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟

- فقال: هؤلاء الذين يلقون العداوة بين الناس.

 

- ورأيت نساء قد مسخن وأجسادهن سود كالقطران .. فقلت: من هؤلاء يا أخي يا جبريل ؟

- فقال: هؤلاء اللاتي يصبغن شعورهن ويغيرن خلق الله.

 

- ورأيت النار وأهوالها وعقابها شديد لا تقوى لها الحجارة ولا الحديد.

 

- ورأيت فيها أهوالا .. فداخلني منها رعب على ضعاف أمتى .. وإذا بأكثر أهلها النساء ..

- ثم انطبق الباب .. وعاد كما كان.

- ونظرت إلى السماء الخامسة وما فيها من العجائب ..

- ثم اصطفت الملائكة وتقدمت وصليت بهم ركعتين .. ثم ارتقينا إلى السماء السادسة) من رواية منسوبة لابن عباس قام بوضعها بعض المؤلفين بجمعها من عدة روايات وهذه الرواية مكونة من خمسين صفحة .. ولا أعلم هل كان يعلم هذا المؤلف المجهول اسمه .. بكذب ما كتبه على ابن عباس أم لا .. ولكن في النهاية الحكم على الرواية هي أنها رواية مكذوبة على ابن عباس وعلى النبي .. وراجع ما سبق ذكره من عقوبات وغيره في هذه الرواية المكذوبة على الصحابي ابن عباس من ص17 وحتى ص23

 

*********************

 

..:: س240: ما وجه التكريم للنبي في ليلة المعراج حينما رأى النار ؟!! ::..

 

- بعض المحبين للنبي قال بما معناه: يصعب أن نصدق أن الله عرج بنبيه في تلك الرحلة المباركة ليريه النار والجحيم .. لأنها رحلة تشريف وتكريم .. وليست رحلة تخويف وإرهاب ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الله لم يدخل نبيه النار .. بل أكرمه برؤية قدرته في خلق النار .. وتكريمه برؤيتها والتعريف بها ليست للتخويف أو للإرهاب .. حتى يقال أين التكريم في ذلك .. وإنما ليريه من آياته الكبرى مثل رؤيته لشجرة الزقوم التي تطلع في أصل الجحيم ..

 

- إذن: الله أكرم نبيه .. بأن جعله يرى من آيات ربه الكبرى والتي منها خلق النار وما فيها من بيان قدرته جل شأنه ..

- بل ولعل الله أراد أن ينقل نبيه من مقام علم اليقين بقدرة الله إلى مقام عين اليقين وحق اليقين بقدر الله .. من خلال رؤية المشاهدات الغيبية والتحقيق بها ومن هذه المشاهدات رؤية السموات والملائكة والجنة والنار والأنبياء وعجائب خلق الله في كونه .. ففرق بين من يعلم .. وبين من يرى ويتحقق ..

- ومثال ذلك: أن هناك من يعلم بوجود قصر للملك .. وهناك من يكرمه الملك بدخول قصره ليستضيفه فيه فيرى ويتحقق من هذا القصر بالفعل وليس مجرد سماع سمعه عنه ..

 

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .