ج101: قصة الإسراء والمعراج - هل القرآن نفى حدوث المعراج بدلالة قوله تعالى (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) - هل قول القرآن (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) فيه دلالة على استحالة حدوث المعراج - هل المعراج ممنوع حدوثه بدلالة قوله تعالى (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ).

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وواحد)

#- فهرس:

:: الفصل المائة وواحد :: عن رحلة المعراج – ج1/ شبهات المنكرين للمعراج بالقرآن ::

1- س251: هل القرآن نفى حدوث المعراج بدلالة قوله تعالى (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) ؟

#- أولا: ليه الكذب في تفسير كلام الله ؟

#- ثانيا: كيف يخدعوك ويتم التزوير في تفسير كلام الله ..؟

#- ثالثا: نفيهم للمعراج بدلالة آية (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) هو تكذيب للقرآن نفسه .

#- رابعا: جحدوا عروج الله بأنبياءه .. وارتضوه لإبليس والشياطين ..!!

2- س252: هل قول القرآن (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) فيه دلالة على استحالة حدوث المعراج ؟

#- أولا: أين في الآية استحالة حدوث المعراج ؟

#- ثانيا: هل عرج الله بنبيه للسماء ليأتي الكفار بآية ؟

3- س253: هل المعراج ممنوع حدوثه بدلالة قوله تعالى (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) ؟

*******************

:: الفصل المائة وواحد ::

*******************

..:: س251: هل القرآن نفى حدوث المعراج بدلالة قوله تعالى (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) ؟ ::..

 

- أتى المنكرين للمعراج بأكذوبة جديدة من خلال التزوير في تفسير كلام الله بما ليس فيه .. وزعموا أن القرآن نفى حدوث المعراج .. واستدلوا في ذلك بقوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) الإسراء:90-93.

- ثم قالوا ما ملخصه: لو كان يمكن للنبي العروج للسماء .. ما كان أظهر في رده عليهم عجزه عن فعل ذلك .. فتبين من ذلك أن المعراج للسماء لا يمكن حدوثه .. وهذا دليل نفي على إمكانية حدوث المعراج للنبي ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: ليه الكذب في تفسير كلام الله ؟

1- هل الآيات فيها دليل نفي لحدوث المعراج .. أو أي معراج من أي نوع ؟!!

- لا يوجد أثر لنفي حدوث المعراج ..

- يبقى ليه التزوير في تفسير كلام الله والتقول على الله بما لم يقل به جل شأنه ؟!!

- بل أن قوله تعالى: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) .. يشهد على تزويركم في تفسير كلام الله .. ليه ؟

- لأن الله أمر النبي أن يرد على الكفار فيقول: أنزه ربى عن أن يتحكم فيه أحد .. أو يشاركه في قدرته، ما كنت إلا بشراً كسائر الرسل .. (كما جاء في تفسير المنتخب).

 

- فالنبي بنفسه البشرية لا يستطيع فعل شيء من خوارق العادات ..

 

2- إذن: الآية تكشف عدم استطاعة فعل النبي لخوارق العادات من ذاته .. وتثبت قدرة الله على الفعل إن أراد لأن هذا هو المختص به جل شأنه ..

- فالآية شاهده بإمكانية حدوث المعراج بالله .. ولكن ليس بقدرة النبي لأنه مجرد رسول من البشر ..

 

- والآن نقول للمنكرين: بموجب هذه الآية يثبت إمكانية فعل الله لهذا الخوارق التي طلبها الكفار .. فكيف تنكرون أن يفعل الله العروج بنبيه وهو القدير جل شانه .. أم أن الله غير قادر من وجهة نظركم ؟!!

 

- عموما: الذي يتجرأ على كلام الله بمحض الهوى فيكذب على الله بما لم يقل به جل شأنه .. اعرف أن حجز لنفسه مكان من قوله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) الزمر:60 .

 

#- ثانيا: كيف يخدعوك ويتم التزوير في تفسير كلام الله ..؟

- أخي الحبيب لو انتبهت لألفاظ الآيات ستفهم شيء مهم .. فانتبه لقوله (حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا) وقوله (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ) وقوله (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ) وقوله (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) وقوله (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) .. ستنتبه إلى أن الألفاظ كلها مطالب طلبوها من النبي أن يفعلها لهم بنفسه في الوقت الذي سألوه فيه .. ولذلك كان توجيههم له بأن يفعل لهم كذا وكذا .. فهم طلبوا منه الرقي بنفسه وليس بربه .. فحينئذ أمر الله نبيه أن يرد فيقول: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) ..

 

#- ولذلك في آية الإسراء قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده) .. ولم يقل "لقد أسرى النبي بنفسه" ..!!

- فتأمل وكن بصير يا مؤمن .. حتى تعرف كيف يتلاعب منكري المعراج بتزوير تفسير كلام الله بهواهم ليضلوا المؤمنين في كلام الله.

 

- فماذا تنتظر يا مؤمن ممن تجرأ على كلام الله وفسره بهواه ليجحد كرامة معراج النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

- أكيد لا تجد منه إلا الكذب .. !!

 

#- ثالثا: نفيهم للمعراج بدلالة آية (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) هو تكذيب للقرآن نفسه .

- عشان تعرف أنهم كذبوا على كلام الله في تفسير الآية .. التي استدلوا بها على إنكار حدوث المعراج وهي قوله (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) .. هو أنهم بنفيهم لإمكانية حدوث المعراج فهذا فيه تكذيب لكلام الله .. في أن الله رفع عيسى وإدريس إليه .. ؟!!

 

#- رابعا: جحدوا عروج الله بأنبياءه .. وارتضوه لإبليس والشياطين ..!!

- وأخيرا دون إطالة عليك أخي الحبيب .. وعشان تعرف أيضا مدى بطلان ما زعموه في تفسير قوله (أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ) .. فلا يخفى عليك أن إنكارهم بصعود الله لنبيه للسماء بموجب الآية التي استدلوا بها .. قد جعلوا لإبليس شرفا فوق شرف الأنبياء .. إذ كان وجوده في السماء قبل أن يطرده الله جل شأنه منها بسبب كفره .. فكان لإبليس شرف البقاء في السموات بالله حتى طرده الله .. ولكنهم يجحدون حدوث ذلك للأنبياء ..!!

 

#- بل ويعترفون بقدرة الشياطين على الصعود إلى السماء وأن لهم مقاعد للسمع فيها لأن القرآن قال بذلك .. وأنكروا قدرة الله بصعود الأنبياء للسموات .. وكأن الله أعطى للشياطين ما لا يستطيع وهبه للأنبياء ..!!

- فعجبا لهذه النفوس الحاقدة على الأنبياء والرسل .. حتى أثبتوا للشيطان ما أنكروه على الأنبياء ..!!

- فماذا تنتظر يا مؤمن ممن هذا هو حالهم مع الله وأنبياء الله ؟!!

- والله أعلم .

 

************************

 ..:: س252: هل قول القرآن (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) فيه دلالة على استحالة حدوث المعراج ؟ ::..

 

- من أباطيل المنكرين للمعراج في تزوير تفسير آيات القرآن عما هي عليه .. إذ ذكر بعضهم عن قوله تعالى: (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) الأنعام:35.

 

- فقالوا ما معناه: قوله (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) .. فيه دلالة على أن هذا ليس من استطاعة النبي وكوننا نظن أن هذا حدث للنبي فهذا معناه أننا من الجاهلين لأن الآية ختمت بالجهالة لمن يظن إمكانية حدوث ذلك .. وهذا فيه دلالة على استحالة المعراج للنبي .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: أين في الآية استحالة حدوث المعراج ؟

- إذا لم يكن يوجد في الآية استحالة حدوث للمعراج .. فلماذا الكذب في تفسير كلام الله .. ؟!!

- ليه بنقول كده ؟ عشان زوروا في تفسير الآية .. إزاي ؟

- لأن الله قال لنبيه (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ): أي لو أنت تقدر من نفسك أن تأتيهم بآية من باطن الأرض أو تصعد للسماء فتأتيهم بآية حتى تثبت لهم أنك رسول .. فافعل لو استطعت .

 

#- إذن: الآية تتكلم عن استطاعة النبي من نفسه بأنه لن يستطيع أن يفعل ذلك ..

- ولكن هل الآية تكلمت عن استحالة ذلك من فعل النبي هذا بربه ؟

- لا .. لم يقل الله ذلك ..

- يبقى ليه الكذب في تفسير كلام الله خلاف ما هو عليه ؟!!

 

#- ثانيا: هل عرج الله بنبيه للسماء ليأتي الكفار بآية ؟

  - في رحلة الإسراء والمعراج النبوي .. لم يصعد النبي للسماء حتى يأتي للكفار بآية .. بل صعوده للسماء كانت تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم ولا علاقة للكفار بالأمر.

 

- يبقى ليه الكذب في تفسير كلام الله .. ولماذا تخلطوه مع معراج النبي الذي لا وجود له في الآية التي استدللتم بها لا من قريب ولا من بعيد وليس في الآية نفي لحدوث المعراج بالله ؟!!

- فسبحان من جعل القرآن شاهدا عليكم بأنكم تكذبون.

 

#- خلاصة القول:

- ماذا تنتظر .. ممن استباح الكذب في تفسير كلام الله ؟!!

- فهذه هي الحقيقة النفسية لمنكري المعراج .. فأبصر يا مؤمن كيف يتلاعبون بتزوير تفسير كلام الله .. وكن بصير.

 

************************

 ..:: س253: هل المعراج ممنوع حدوثه بدلالة قوله تعالى (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) ؟ ::..

 - مما قاله منكري المعراج لينكروا المعراج .. أن قوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) الأنعام:125.

- فالآية توضح أن الصعود للسماء يسبب ضيق للصدر .. ولذلك لا يمكن أن يكون للنبي قدرة على صعود السماء .. فكيف يكون حدث المعراج للنبي ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- إيه الكلام الأهبل اللي بتقوله ده يا عم المنكر .. هو في حد ضحك عليكم وقالكم أن الصعود للسماء هيسبب ضيق صدر النبي ؟!!

- ما هو تبقى مصيبة لو أنت افتكرت كده .. ليه ؟

- لأنك بهذا التصور تكون شابهت النبي بحال الكافر .. فتكون ساويت النبي سيد العالمين في الخلق بأدنى الكفار في الخلق ..!!

- فيا لك من حقير حينئذ .. لأنك تكون قد سَبَبتَ النبي ..!!

- فكونكم أغبياء فهذا قلنا فيه لعل هذا نصيبكم من العقل .. ولكن تكذبون في تفسير كلام الله .. ثم ساويتم النبي بحال الكافر .. فماذا تركتم لنلتمس لكم العذر ..؟!!

 

#- ولو انتبهت اخي الحبيب .. سيتبين لك أمر  من الآية .. أنها تتكلم عمن هو في ضلال .. وأن ما يحدث من ضيق الصدر حينئذ فإنما هو للذين لا يؤمنون .. إذ قال تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) الأنعام:125.

 

- فهل النبي .. كان في ضلال مبين وأن الله جعل الرجس على النبي لأنه من الذين لا يؤمنون ؟!!

- أكيد .. لا .. لكن الحقيقة أنهم كذبوا على الله في التفسير .. فساووا النبي بالذين عليهم الرجس .. وحاشاه صلى الله عليه وسلم ..

 

#- خلاصة القول:

- هذه هي الحقيقة النفسية لهؤلاء المنكرين للمعراج .. وكيف يستخدمون كلام الله للوصول لأغراضهم الخبيثة كإنكار المعراج بالكذب في تفسير كلام الله .. حتى ساووا مكانة ومقام رسول الله بمن ختم الله عليهم بالضلال في قوله تعالى: (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) ..

- والله من ورائهم محيط ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .