ج103: قصة الإسراء والمعراج - هل معنى قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) رؤية النبي من الأرض لجبريل في السماء وهو بشكل طائر صغير يقف جنب شجرة - هل المعراج النبوي الإسلامي مأخوذ من خرافات المجوس أو الديانة الزرادشتية أو الدولة الفارسية - هل الإسلام أخذ الصلاة والوضوء والمعراج من الديانة الزرادشتية - هل البراق منقول من خرافة هندوسية عن الآلهة أم البقر - هل البراق مأخوذ من الأسطورة اليونانية بيجاسوس الحصان المجنح - كيف يربط النبي البراق وهو كائن روحاني وليس جسماني.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وثلاثة)

#- فهرس:

:: الفصل المائة وثلاثة :: عن رحلة المعراج – ج3/ شبهات المنكرين للمعراج بالقرآن وبالمعتقدات الهندوسية والمجوسية ::

1- س258: هل معنى قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) رؤية النبي من الأرض لجبريل في السماء وهو بشكل طائر صغير يقف جنب شجرة ؟

2- س259: هل المعراج النبوي الإسلامي مأخوذ من خرافات المجوس أو الديانة الزرادشتية أو الدولة الفارسية ؟

#- الردُّ على شُبهةِ التشابهِ بينَ الإسلامِ والزرادشتيّةِ لنفسُ المُعتقدِ بالإسراءِ والمِعراج، نفسُ الصّلواتِ، نفسُ فكرةِ الوضوءِ، نفسُ فكرةِ الجنّةِ والنارِ والبرزخِ.

3- س260: هل البراق منقول من خرافة هندوسية عن الآلهة أم البقر ؟

4- س261: هل البراق مأخوذ من الأسطورة اليونانية بيجاسوس الحصان المجنح ؟

5- س262: كيف يربط النبي البراق وهو كائن روحاني وليس جسماني ؟

*******************

:: الفصل المائة وثلاثة ::

*******************

 ..:: س258: هل معنى قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) رؤية النبي من الأرض لجبريل في السماء وهو بشكل طائر صغير يقف جنب شجرة ؟ ::..

 

- بعض منكري المعراج .. ممن بلغ بهم الجرأة في تفسير كلام الله بالباطل لينكر المعراج .. إذ قد ذكر في موقعه الإلكتروني فيد بداية مقاله ما ملخصه على صفحته الخاصة ما هو لفظه: ("ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى" ..  النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان على الارض .. فرأى منظرا بعيدا .. رأى شجرة ويطير بجانبها ما يشبه الطائر الصغير .. فألقى الله في نفسه ان ما يراه هو سدرة المنتهى .. وان هذا الطائر هو الملاك جبريل .. لا علاقة لهذه الآية بما يُسمى المعراج .. معراج البشر الى السماء خرافة فارسية من الديانة المجوسية .. ادخلها بعض المسلمين في دينهم من باب المباهاة التفاخر .. بأن نبينا ليس أقل من نبيكم). " انتهى النقل". 

 

#- ثم فسر سورة النجم هكذا: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) جبريل، وهو المذكور في سورة التكوير "ولقد رآه في الافق المبين"] .. ذُو مِرَّةٍ [ذو قوة] فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى . ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [لم تلامس قدمه الارض] . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى . فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى . مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى . أَفَتُمَارُونَهُ [أتجادلونه أو تشككونه] عَلَى مَا يَرَى . وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى [وهذه هي الرؤية الثانية يراه ينزل] . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى [النبي محمد على الارض وجبريل هو الذي عند سدرة المنتهى، والمشهد بعيد ولكن قربه الله اليه، وفي النزلة الأولى كان جبريل في الافق الاعلى] . عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى [مشهد ضبابي غير واضح المعالم] . مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النبي محمد تفاجأ بالمشهد وظل مركز فيه، ما زاغ البصر: لم ينحرف عنه بصره] . لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [المشاهد التي ذكرتها السورة هي المقصودة بـ "آيات ربه الكبرى"، سدرة المنتهى وجبريل ينزل بجوارها، ولو كان هناك شيء آخر أعظم منها لذكرته الآيات]." انتهى النقل". 

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بغض النظر عن كونه من المنكرين للحديث النبوي الصحيح .. وبغض النظر عن كذبه في تأويل آيات الله بما لم يقل بها أي عالم من علماء المسلمين .. بأن النبي وقف على الأرض ورب العالمين قرب للنبي رؤية جبريل يشبه طائر صغير يطير حول شجرة .. وهذا من الكذب الذي لا يقبله عاقل ولا سفيه .. ليه ؟

 

1- لأن الكفار .. أكيد لن يجادلوا النبي على رؤيته لما يشبه طائر يطير عند شجرة ويراها وهو واقف على الأرض .. بل لكانوا سخروا به واستهزؤا به .. !!

 

2- ثم كذب على كلام الله بما ليس فيه حتى نسب (النزلة الأخرى) لجبريل .. فكيف ذلك وقوله (ولقد رآه) تعود إلى النبي ؟!!

 

3- ثم كذب على كلام الله في تفسير قوله (رأى من آيات ربه الكبرى) فهذا ما سبق هو ما رآه النبي أن جبريل يشبه طائر يقف بجوار شجرة وألقى الله في نفسه انها سدرة المنتهى .. وهذه هي الآيات الكبرى ..!!

- بل ومن غشاوة قلبه جعل من هذا المشهد البائس الذي رسمه .. أنه كان سبب دهشه للنبي في رؤيته جبريل في شبه طائر وسدرة المنتهى شجرة يقف عندها الطائر .. وتم تقريب هذا المشهد للنبي .. ليكون هذا المشهد من آيات ربنا الكبرى للنبي ..!!

- أهذه هي الآيات الكبرى من وجهة نظره .. عبارة عن جبريل يشبه طائر وسدرة المنتهى شجرة مصغرة يقف بجوارها الطائر ؟!!

 

4- ومن أين اتى بمعرفته الخارقة للعادة بجملته: " والمشهد بعيد ولكن قربه الله اليه" .. أين هذا في كلام الله ؟!! أليس هذا كذب صريح على كلام الله ؟!!

 

5- ثم كذب في قوله (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) وقال أنه: [مشهد ضبابي غير واضح المعالم] .. كيف يكون غير واضح المعالم والآية صريحة بحدوث تجلي من الله بالغشيان .. فهل هذا التجلي بالغشيان كان ايضا عبارة عن توهم ألقاه الله في عقل النبي ؟!! أكيد .. لا .. صاحب التفسير المغلوط هو من يكذب..

 

6- لو كان جبريل رآه فيما يشبه الطائر الصغير عند سدرة المنتهى .. كما قال هذا الشخص في تفسير كلام الله .. لكان أيضا ما رآه في الرؤية الأولى قد رآه بما يشبه الطائر الصغير .. فيكون جبريل عليه السلام كان شكلا متوهما في النفس وليس حقيقة حينئذ في المرتين ؟!! لأن الرؤية الثانية تأكيد وتحقيقا بمزيد فضل من الله عن الرؤية الأولى .. فهل كان الله يري نبيه الوهم والغير حقيقي ؟!!

- حاشاه جل شأنه .. بل جعله يرى ما في السموات تحقيقا بدلالة قوله (ولقد رآه) إذ أكد سبحانه الرؤية بلام التوكيد و (قد) التحقيق المؤكدة للرؤية العينية يقظة بإثبات البصر بعد ذلك في تلك الرؤية.

 

7- لو كان ما رآه النبي توهما في عينه في الرؤية الثانية من سورة النجم .. لكانت الرؤية الأولى توهما أيضا في قلب النبي .. وفي كلا الحالتين يكون الله أثبت صورة متوهمة وليس حقيقة في قلب النبي أو عينه .. في حين أن آيات سورة النجم قد أثبتت صحة رؤية فؤاد النبي لما رآه حقا .. وأثبتت رؤية صحة ما رأته عينه حقا .. وبذلك يظهر كلام هذا الذي يكذب على كلام الله بما ليس فيه.

- بل وظنه هذا المتلاعب في تفسير كلام الله .. أن النبي رأى شيئا متخيلا له من الله أو متصورا .. فهذا فيه اتهام صريح لفؤاد النبي وعينه بأنه رأى باطلا ولم يرى حقا .. وحاشاه صلى الله عليه وسلم وحاشاه جل شأنه أن يكون فعل ذلك .

 

@- واعلم أخي الحبيب:

1- أن هذا الشخص الذي كذب في تفسير كلام الله بمحض هواه وأتى بتفسير مغلوط لا وجود له .. حتى فسره حسب ما يمليه عليه شيطانه .. وقد تجرأ لهذا الفعل المشين لينكر المعراج ..

- إنما أحسبه فعل ذلك لأنه أراد للملحدين (ولعله نقل عنهم) .. الإستخفاف بالنبي والإستهزاء به ليقولوا أن نبي الإسلام وقف على الأرض ينظر لما يشبه الطائر بجوار شجرة .. ثم جعل المسلمين منها كرامة لهذا النبي ..!!

- ولا ندري ما تفسيره لجنة المأوى .. هل كانت أيضا شبه حديقة الحيوان الأرضية ولا إيه تفسيره لها لأنه نسى يذكره في تفسيره أو ملخصه ؟!!

- ولا أستبعد أنه فعل فعلته تلك .. حقدا وحسدا وغلا طفح في صدره للنبي صلى الله عليه وسلم .. لطمس حقيقة عروج النبي ..

 

2- واعلم أخي الحبيب أن أعداء الحديث النبوي الصحيح .. فيهم بغضا وحقدا وحسدا وغلا لكل ما هو جميل وفيه كرامة وخصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكثيرا ما يفسرون كلام الله بهواهم وكما يزين لهم الشيطان ..

#- ويكفينا قول ربنا جل شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) قصلت:40.

#- ومن يتعمد فيهم الكذب .. فسيتحقق فيه قوله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) الزمر:90.

 

3- أما عن كذب صاحب تفسير سورة النجم .. بأن المعراج النبوي هو خرافة فارسية من الديانة المجوسية .. فهذا لا يقل كذبا عما كذبه على كلام الله .. ولم يذكر لنا دليلا واحدا يؤيد به كلامه الذي كذب به على الله ورسول الله حتى جحد ألفاظ سورة النجم في معراج النبي لسدرة المنتهى وتأولها بالباطل وجحد أحاديث النبي الصحيحة .. بل لم يكتفي بذلك بل أضاف كذبة جديدة بأن هذا المعراج النبوي إنما هو مجرد خرافة فارسية ..!!

- نسأل الله له التوبة من هذا الكذب الكبير الذي كذبه .. فإن أصر على كذبه فالله كفيلا به وبمن ساعده في إرجاف المؤمنين .. ولعل الله جعله فتنة لغيره ليميز الخبيث من الطيب .. والله لا يظلم الناس شيئا ..

 

#- وبإجابة هذا السؤال .. حسب ما جمعته الإنترنت أو راسلني به بعض المحبين .. أكون قد ذكرت كل ما يتعلق من شبهات المنكرين للإسراء والمعراج من خلال التلاعب والتزوير في تفسير آيات القرآن .. والتي حاولوا استخدامها للتأثير على العوام والبسطاء مستغلين قلة معرفتهم .. في محاولة لتضليلهم بانه لا يوجد معراج حدث للنبي .. بل والبعض استخدم الآيات لمحو الإسراء عن النبي محمد جحودا منه ونسبه إلى موسى ..!!

 

*************************

 

..:: س259: هل المعراج النبوي الإسلامي مأخوذ من خرافات المجوس أو الديانة الزرادشتية أو الدولة الفارسية ؟ ::..

 

- من أكاذيب المنكرين للمعراج .. قولهم أن المعراج النبوي الإسلامي مأخوذ من العقيدة الزرادشتية التي ظهرت من ثلاثة آلاف سنة .. وهي عقيدة أهل فارس من المجوس في الزمن السابق ويقدسون النار على أنها رمز للنور الإلهي .. ولم يتبقى من أتباعها إلا قلة في زماننا ..

 

- المهم أن المنكرين للمعراج قالوا أن المعراج مأخوذ من الديانة الزرادشتية .. وذكروا بعض القصص المشابهة للمعراج النبوي .. ثم يقولون أن هذه الديانة من ثلاثة آلاف عام .. حتى يوهموك أن هذا المعراج النبوي مسروق من الديانة الزرادشتية .. فتتوهم أن كلامهم صحيح ..

 

- والحقيقة أن كلامهم صحيح من حيث قدم هذه الديانة المجوسية .. ولكن ما أخفوه عنكم هو عدم وجود كتب أو مراجع كانت موجودة طوال الثلاثة آلاف سنة .. وإنما أقدم مرجع ظهر لهم وتم ذكر المعراج الزرادشتي فيه كان من حوالي ألف ومائة عام أي بعد الإسلام بثلاث مائة سنة ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: سأختصر الوقت بترك جزء من مقال قد كتبه أحد الأفاضل من دولة إيران "فارس" .. وهم أعلم بتاريخهم من غيرهم ..

 

#- ذكر الكاتب الأستاذ/ سيد حسن العلوي .. مقالا بتاريخ 3/9/2021 على موقع مركز الرصد العقائدي .. تحت عنوان (هل إقتبسَ الإسلامُ تعاليمَه منَ الزرادشتيّةِ؟) .. وذلك ردا على شبهة كتبها بعنوان: (511 – الرّجاءُ الردُّ على شُبهةِ التشابهِ بينَ الإسلامِ و الزرادشتيّةِ. نفسُ المُعتقدِ بالإسراءِ والمِعراج، نفسُ الصّلواتِ، نفسُ فكرةِ الوضوءِ، نفسُ فكرةِ الجنّةِ والنارِ والبرزخِ!)..

 

#- وكان مما جاء في رده على هذه الشبهة:

1- إنّ ما ذُكرَ مِن تشابهٍ بينَ الإسلامِ والزرادشتيّةِ، وأنّ الإسلامَ إقتبسَ منَ الزرادشتيّةِ بإعتبارِها سابقةً على الإسلامِ، فهذا الكلامُ غيرُ صحيحٍ، ولا يصمدُ أمامَ المُداققةِ التاريخيّةِ، وذلكَ لأنَّ مصدرَ هذا التشابهِ (الصّلوات الخمس والوضوء والجنّة والنار والإسراءِ والمعراجِ والبرزخِ) هوَ كتابُ الآفستا المنسوبِ لزرادشت  .. وكتابُ أردا فيراف للكاهنِ المجوسيّ فيراف.

 

 #- ملاحظة: إنّ المجوسَ والزرادشتيّينَ قد تعرّضوا لحملةٍ مِن قِبلِ الإسكندرِ فأحرقَ وأبادَ جميعَ كتبِهم الدينيّةِ، ومنعَ المجوسيّةَ والزرادشتيّةَ، فقاموا بكتابةِ الآفستا بعدَ عقودٍ طويلةٍ، وجُمعَ ما تبقّى مِنها مِن هُنا وهناكَ – حسبَ ما جاءَ في اردا فيراف.

 

- وأمّا كتابُ "الأردا فيراف" .. فلا يُعلمُ تاريخُ كتابتِه، ولكنّهُ كُتبَ – كما جاءَ في نفسِ الكتابِ - بعدَ أن فقدَت المجوسيّةُ والزرادشتيّةُ جميعَ كتبِها الدينيّةِ، فلم يبقَ بأيديهم شيءٌ يتأكّدونَ مِن صحّةِ عقائدِهم إلّا أن يُرسلوا شخصاً إلى السّماءِ! فشربَ فيراف الخمرَ والمُخدّراتِ! فدخلَ في غيبوبةٍ لمدّةِ سبعةِ أيّام .. وبعدَ إستيقاظِه إدّعى أنّهُ عُرِجَ بروحِه إلى السّماءِ، ليُخبرَهم عنِ الجنّةِ والنّار وو.

 

#- خلاصةُ الموضوعِ: إنّ هذينِ الكتابينِ لا يُعلمُ أنّهما كُتبا قبلَ الإسلامِ، فبعضُ الأدلّةِ تشيرُ إلى أنّهما كُتبا بعدَ إنتشارِ الإسلامِ، وبالتّحديدِ بعدَ فتحِ بلادِ فارس، وقامَ بعضُ الكهنةِ المجوسِ بكتابةِ الكتابينِ لحمايةِ المجوسيّةِ منَ الإندثار.

 

2- أمّا ما يرتبطُ بكتابِ "أردا فيراف" .. الذي جاءَت فيهِ قصّةُ العروجِ الرّوحيّ إلى السّماءِ: فالدّراساتُ التخصصيّةُ تؤكّدُ أنّ هذا الكتابَ أخذَ شكله الحاليَّ في القرنِ العاشرِ .. وأنّ للثّقافةِ الإسلاميّةِ الدورَ الكبير في صياغةِ هذا الكتابِ، وليسَ العكس.

 

#- ثم اخذ الكاتب يذكر المراجع العلمية والموسوعات التي تؤكد ما سبق في كلامه .. ثم قال:

- النّتيجةُ: الموسوعةُ الفارسيّةُ والمكتبةُ البريطانيّةُ كلاهُما يؤكّدانِ أنّ كتابَ أرادا فيراف، قد أخذَ شكلَهُ النهائيَّ ما بينَ القرنينِ التّاسعِ والعاشرِ الميلاديّ، يعني ما بينَ (801 م - 1000 م). 

- وتاريخُ وفاةِ نبيّنا محمّدٍ (صلى الله عليه وسلم) سنةَ 632 ميلادي ، فيكونُ كتابُ أردا فيراف قد أخذَ شكلَه الحاليَّ بعدَ ( 169 ) سنةٍ مِن وفاةِ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) على أقلِّ التقديرات.

 

#- بناءً على هذا: فلا يمكنُنا القولُ بأنّ الإسلامَ قد إقتبسَ قصّةَ المعراجِ منَ الزرادشتيّةِ والمجوسيّةِ .. لأنّ المصدرَ الذي وُجِدَت فيهِ قصّةُ المعراجِ عندَ الزرادشتيّةِ هوَ كتابُ أرادا فيراف فقَط .. وقد تبيّنَ أنّهُ بصيغتِه الحاليّةِ قد تمَّ كتابتُه بعدَ وفاةِ نبيّنا (صلى الله عليه وسلم) بفترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ جدّاً .. وهذا ممّا يورثُ الإطمئنانَ أنّ الزرادشتيّةَ هيَ التي اقتبسَت فكرةَ المعراجِ منَ الإسلام.

 

#- تنبيه: ليسَ لكتابِ أرادا فيراف أيُّ نسخٍ خطيّةٍ قديمةٍ تعودُ إلى ما قبلَ الإسلامِ، كي يمكنَ الإستدلالُ بتلكَ المخطوطاتِ على أنّ الإسلامَ قد إقتبسَ حادثةَ المعراجِ منها، فتنبّه. 

هذا ما يرتبط بحادثةِ المعراجِ، وحالُ كتابِ أرادا فيراف.

 

3- أمّا ما يرتبطُ بكتابِ آفستا: المنسوبِ إلى زرادشت: والتي يقالُ أنّ الصّلواتِ الخمسِ والوضوءَ وغيرَها، قد وردَ فيها. 

- فإنّ أقدمَ نسخةٍ مِن كتابِ الآفستا .. تعودُ إلى القرنِ العاشرِ الميلاديّ، يعني كُتبَت ما بينَ سنةِ 901 إلى 1000 ميلادي، وجدَت هذهِ النّسخة في الصّينِ، وهيَ محفوظةٌ في المُتحفِ البريطاني. 

- وهذا يعني أنّ أقدمَ نُسخةٍ بأيدينا .. مِن كتابِ الآفستا كُتبَت بعدَ ظهورِ الإسلامِ بأكثرِ مِن ثلاثمائةِ سنةٍ! 

- وثاني أقدمِ مخطوطةٍ تعودُ إلى القرنِ الرّابعِ عشرَ ميلادي .. يعني بعدَ أكثرِ مِن سبعمائةِ سنةٍ مِن ظهورِ الإسلامِ! 

 

#- ثم ذكر الكاتب المراجع التي تؤكد ما سبق وأشار إليه من التواريخ .. ثم قال:

- بناءً على هذا: فهل يمكنُ القولُ بأنَّ الإسلامَ إقتبسَ فكرةَ الصّلواتِ الخمسِ منَ الزرادشتيّةِ ؟! معَ العلمِ أنّ الإشتراكَ فقَط في العددِ .. وليسَ هناكَ أيُّ تشابهٍ في أفعالِ الصّلاةِ أبداً .. فصلاتُهم تختلفُ عَن صلاتِنا تماماً .. ولا تشبهُها لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيد. 

 

#- وهُنا نصٌّ ذكرَه ابنُ النّديمِ (ت 438 هـ) يكشفُ أنّ الصّلواتِ الخمسَ قد دخلَت على الديانةِ الزرادشتيّةِ في القرنِ الثاني الهجري .. وليسَ للصّلواتِ الخمسةِ أيُّ ذكرٍ قبلَ هذا التّاريخِ .. قالَ إبنُ النّديم:

- ظهرَ في صدرِ الدّولةِ العبّاسيّةِ وقبلَ ظهورِ أبي العبّاسِ رجلٌ يقالُ لهُ: "بها فريد" .. مِن قريةٍ يُقالُ لها روى مِن ابرشهر .. مجوسيٌّ يُصلّي الصّلواتِ الخمسَ بلا سجودٍ، مُتياسرٌ عنِ القبلة .. وتكهّنَ ودعا المجوسَ إلى مذهبِه .. فاستجابَ لهُ خلقٌ كثير.

- فوجَّه إليهِ أبو مسلمٍ شبيبٌ بنُ داح وعبدُ اللهِ بنُ سعيد .. فعرضا عليهِ الإسلامَ وأسلمَ وسود "أي أصبح سيدا ذي مكانة" .. ثمَّ لم يُقبَل إسلامُه لتكهّنِه فقُتلَ .. وعلى مذهبِه بخراسانَ جماعةٌ إلى هذا الوقت. (الفهرستُ لابنِ النّديم ص 407).

 

- هذا النّصُّ يكشفُ أنّ الصّلواتِ الخمسَ لم تكُن موجودةً عندَ المجوسِ والزرادشتيّةِ، وإنّما إبتدعَها شخصٌ إسمُه: "بها فريد" ..، وأدخلَها في الديانةِ المجوسيّةِ، في القرنِ الثاني الهجري ..، وإستجابَ لهُ الكثيرُ منَ المجوس.

 

- فإذا لاحظنا هذا الحدثَ والذي وقعَ في القرنِ الثامنِ الميلادي .. ولاحظنا أقدمَ نُسخةٍ منَ الآفستا والذي يعودُ إلى القرنِ العاشرِ الميلادي ..، نعرفُ أنّ الصّلواتِ الخمس قَد أضيفَت إلى الآفستا .. وهيَ مِن تعاليمِ "بها فريد" ..، وليسَت مِن تعاليمِ الزرادشتيّةِ الأصليّةِ ..، وقد أخذَها "بها فريد" منَ الإسلامِ ..، لأنّهُ ظهرَ في بداياتِ القرنِ الثاني الهجري ..، وقد جاءَ بعدَ وفاةِ النبيّ (ص) بأكثر مِن مئةِ سنة. 

 

#- فمِن هُنا يُعلمُ أنّ الصّلواتِ الخمسَ والوضوءَ .. قد إقتبسَها علماءُ المجوسِ والزرادشت منَ الإسلامِ، وليسَ العكس. 

 

- وأمّا الجنّةُ والنّارُ والبرزخُ فهيَ مِن أبجديّاتِ جميعِ الأديان. 

- والحمدُ للهِ ربِّ العالمين. (انتهى النقل مع بعض التصرف فقط في ترقيم الفقرات وشرح كلمة "سود" .. ما عدا ذلك من ألفاظ الكاتب)..

 

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. يعني المقصد مما سبق ..

- أن هذا المرجع الزرادشتي المقدس المذكور فيه المعراج الزرادشتي .. قد ظهر بعد أن دخل الإسلام إيران واستوطنها لمدة أكثر من ثلاث مائة عام تقريبا .. ولا يشك عاقل في أنهم نقلوا معراج النبي محمد لدينهم ليجعلوا لزرادشت هذا كرامات .. 

 

- فمع احتكاك الفارسيين بالمسلمين وسماعهم لمعراج النبي .. فقد أخذوه ونسبوه لهذا الزرادشت .

 

@- إذن: الذي يقول بأن الديانة الزرادشتية تسبق الإسلام بألفي سنة .. لإيهام العوام أن الزرادشتية كان لها كتاب مقدس متداول وموجود طوال هذه المدة الألفية .. قبل الإسلام .. فهو شخص كذاب .. ليه ؟

1- لأن الكتاب المقدس للزرادشتية .. لم يظهر أول نسخة منه للعالم إلا بعد مائة وخمسون عاما تقريبا بعد دخول الإسلام لدولة الزرادشتية (دولة فارس – "إيران") ..

 

2- ثم يقال: كيف لم ينتبه المجوس الذين أسلموا بعد فتح فارس ولا حتى المسلمين الذين دخلوا فارس .. لقصة المعراج الزرادشتي ؟!! فهل غاب عن مئات الألوف من المسلمين والفارسيين أن ينتبه أحد لذلك منذ الفتح الإسلامي لفارس ؟!!

- أكيد لا يقول بهذا الكلام فيظنه .. إلا أحمق أو مغفل ..!!

- لأنه من الطبيعي لو كان يوجد تشابه لكان ظهر ذلك من كتابات المسلمين أو في كتابات الزرادشتية أنفسهم.

 

3- ثم يقال: كيف لم يذكر هذا المعراج الزرادشتي أعداء الإسلام ليشككوا الناس في دينهم في ذلك الوقت .. وكيف لم يكتشف أحد من المسلمين الذين نظروا في علوم اهل فارس وجود هذا المعراج الزرادشتي ؟!!

 

4- لماذا لم يتبع الناس الديانة الزرادشتية من ثلاثة آلاف سنة .. واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في عشرون سنة ؟!! طالما تكذبون وتقولون ان الإسلام اخذ من الزرادشتية ؟!!

- فما لكم كيف تحكمون أم على القلوب أقفال ..!!

 

5- هل يعقل يا عاقل .. أن بعد مئات السنين من ظهور الإسلام نكتشف فجأة أن هذا الزرادشت كان له معراج مشابه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟!! ثم تقول أن هذه المعلومة كانت مدونة ومكتوبة من ثلاثة ألاف سنة يا كذاب يا ضلالي وأول كتاب مقدس للزرادشتية ظهر فيه المعراج الزرادشتي كان ظهوره بعد ثلاث مائة عام من دخول الإسلام لفارس "إيران" ؟!!

 

- فلو كان هذا المعراج فعلا مكتوبا ومدونا .. لكان أول من طعن في الدين الإسلامي هم اليهود والملاحدة بل وأهل فارس أنفسهم ..!!

- مش كده ولا إيه يا منكري المعراج النبوي يا كذابين ؟!!

 

#- إذن أخي المسلم الحبيب .. تكون الآن قد عرفت كيف يتم الخيانة في الأمانة العلمية ويتم تزوير المعلومات لك .. لتضليلك حتى يتلاعبون بعقولك مستغلين ضعف معرفتك .. ؟!!

 

- فماذا تتوقع من جماعة الكذابين إلا الكذب ؟!!

 

6- ثم أحسبك لاحظت شيء أخي الحبيب: وهو أن المنكرين للمعراج صدقوا كتب لا سند لها ولا أساس في معرفة كاتبها إذ قد تم ظهور أقدم مخطوطة بعد موت زرادشت بألفي سنة تقريبا .. وارتضوا بتكذيب معراج النبي المثبت بآيات قرآنية وأحاديث صحيحة موصولة السند ومتصلة بقائليها ؟!!

- فماذا تنتظر من هذه النفوس ؟!!

 

 

#- خلاصة القول:

- اعلم أخي الحبيب .. أن المنكرين للمعراج يأتون بكل ما هو كذب وتدليس في المعلومات .. ومنها أنهم لم يذكروا لك أن الديانة الزرادشتية لم يكن لها كتاب موجود بعد الفتح الإسلامي لفارس أو إيران حاليا .. وإنما أقدم مرجع أو مخطوطة لهذه الديانة تم كتابة هذا المعراج فيه إنما قد ظهر بعد (300) سنة بعد انتشار الدين الإسلامي بفارس.

 

 - وبديهي جدا: يكون المصدر الذي نقل المعراج النبوي المحمد هم أصحاب العقيدة الفارسية ليجعلوا من نبيهم أن له كرامات .. فسرقوا ما هو للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونسبوه لنبيهم ..!! 

 

#- وغير مستبعد من المنكرين للمعراج النبوي .. بعد فترة يأتون بقصة جديدة .. ويقولون: أن المعراج النبوي مأخوذ من معراج الفراعنة .. وأنهم أول من عرجوا للسماء ؟!

- والله من ورائهم محيط ..

 

****************************

 

..:: س260: هل البراق منقول من خرافة هندوسية عن الآلهة أم البقر ؟ ::..

 

- بعض منكري المعراج قال: أن المعراج منقول عن خرافة هندوسية يقدسها الهندوس وهي البقرة .. إذ أن البقرة التي يعبدونها هي بقرة إلهية توصف بلفظ (Kamadhenu) .. "وقد نزلت من السماء .. كأم لكل البقر .. وهي معجزة تعرفها الديانة الهندوسية ب (بقرة الوفرةCow of Plenty - ) .. وتلبي لمن يمتلكها كل رغباته و متمنياته ..، و هاته الآلهة هي أصل تقديس البقر لدى أتباع الهندوسية ..، ويتم تصويرها كبقرة ذات جسد أبيض و وجه إنسان و أجنحة، و قد ذكرت هاته التفاصيل في كتب الفيدا الهندوسية قبل 5000 آلاف سنة". (انتهى النقل).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما علاقة .. البقرة الهندوسية .. بالبراق الذي ركب عليه النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

1- فهل قال حديث أن النبي ركب بقرة ؟

- لا .. لم يحدث ذلك .

 

3- هل هذه البقرة لها سرعة خارقة للزمان والمكان ؟

- لا .. فهي إذن ليست كالبراق.

 

3- هل البراق مقدس وأنه إله أو ام إله أو أبو إله ؟

- البراق ليس مقدس وليس له صفة ألوهية .. مثل أم البقر الهندوسية.

 

4- هل البراق يطير بأجنحة ؟

- لا .. البراق النبوي لم يكن يطير بأجنحة .. ولم يكن يطير أصلا لأنه لو كان يطير فلماذا كان يجري ويقطع المسافات بخطوات أقدامه ؟!!

- أما أم البقر آلهة الهندوس .. ما شاء الله اللهم لا حسد لها أجنحة بتطير بيهم .

 

5- وأخيرا حتى أفضح كذبكم يا كذابين .. هل قال أي حديث صحيح أن شكل البراق أن له وجه إنسان وجناحين وجسمه أبيض ؟

- لم يأتي في رواية واحدة صحيحة .. مثل هذا الوصف الموصوف للبقرة أم البقر بتاعتكم .. فأقصى ما قيل عن البراق أن جسمه أقل من الحصان وأكبر من البغل أي وسط بين هذا وذاك ..

 

#- والرواية الوحيدة التي قالت بأوصاف البراق بأن له وجه إنسان وأجنحة وغير ذلك .. فهي رواية مكذوبة بكل درجات الكذب سواء سندا او متنا .. وحتى هذه الروايات لم تقل أن البراق عبارة عن بقرة ..!!

- فمن ذلك اكتفى برواية واحدة ..

- جاء في (حديث موضوع أي مكذوب وملفق بالكذب لابن عباس) .. وجاء فيه :( فإذا بالبراق قائما وجبريل يقوده وإذا هو دابة لا تشبه الدواب- فوق الحمار ودون البغل- له وجه كوجه ابن آدم .. وجسده كجسد الفرس وهو دابة خير من الدنيا وما فيها .. عرفها من اللؤلوء الرطب .. منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور .. وأذناها من الزمرد الأخضر .. وعيناها مثل كوكب دري يوقد لها شعاع كشعاع الشمس .. شهباء بلاء (أي بيضاء فيها بعض السواد) عليها جل (أي السرج الذي يجلس عليه الشخص) مرصع بالدر والجواهر .. لا يقدر على وصفها إلا الله تعالى .. نفسها كنفس ابن آدم ..) (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه رواية منشورة في كتاب يباع من نشر المكتبة الثقافية بيروت لبنان "وهي النسخة المصورة والمتداولة على الإنترنت"-  تحت عنوان (الإسراء والمعراج لابن عباس) .. والبعض يسميه (بمعراج بن عباس) وهو كذب على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيها من الخرافات ما فيها .. !! وقد سبق الكلام على بعض خرافات هذه الرواية في الفصل العاشر تحت عنوان: (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

#- ولمزيد من معرفة الخرافات الخاصة بأشكال البراق المتنوعة من الزخارف التي أضافها الكذابين .. فارجع للفصل الرابع والثلاثين تحت عنوان: (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟)

 

#- خلاصة القول:

1- يتضح مما سبق أن المشكلة ليست في البقرة الهندوسية ولا البراق النبوي .. وإنما المشكلة في الكذاب الذي يخلط هذا بذاك ليرجف المؤمنين في دينهم .. ويأتي بقصص خرافية من عقائد السابقين ويشبهها ببعض أحداث من المعراج النبوي.

- مرة أخرى ما علاقة البقرة أم البقر .. بالبراق ؟!!

 

2- مما سبق يتبين لك أخي الحبيب بمدى كذب هؤلاء المنكرين للمعراج .. وكيف يأتون بقصص خرافية ويشابهونها بقصة المعراج .. وبعضهم يشير بها لبعض الاحاديث المكذوبة على النبي سندا ومتنا .. وهم يعلمون ببطلانها .. ولكن ماذا تتوقع من نفوس اعتادت الكذب حتى أصبح منهجا لهافي الحياة لإرجاف المؤمنين .. ؟!!

 

@- ختاما لهذه المسألة:

- يتبقى عندي كام سؤال بعيدا عن الموضوع ولكن أسئلة حابب أسألهم لمنكري المعراج:

- إذا كانت أم البقر هذه أوصافها أن وجهها وجه إنسان ولها جناحان وبيضاء .. فمن هو أبو البقر ولا مؤاخذة ؟!!

- ولماذا باقي البقر لم يأتوا على شكلها وظلوا بقر كما نراهم الآن ؟!!

- ولماذا أم البقر أفضل منكم لأنها لا تكذب .. في حين أنتم تحبون الكذب والخيانة في الأمانة العلمية ؟!!

- فهل أم البقر .. آلهة الهندوس أفضل منكم ؟!!

 

#- صحيح أصحاب العقول في راحة ..!!

- والحمد لله على نعمة الإسلام .

 

*********************

 ..:: س261: هل البراق مأخوذ من الأسطورة اليونانية بيجاسوس الحصان المجنح ؟ ::..

 

- من غرائب ما يذكره المنكرين للمعراج .. أن البراق المذكور في المعراج النبوي هو مجرد خرافة مأخوذة من أسطورة بيجاسوس الحصان المجنح الذي أتى ذكره في الأساطير اليونانية .. وهو حصان له جناحين يطير بهما .. وهذا كما جاء في وصف البراق ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ما ذكروه هو خليط من الكذب وليس بمستغرب عنهم .. ليه ؟

- لأن البراق النبوي .. لا هو حصان .. ولا هو مجنح أي ليس له أجنحة ..!!

 

- وكل ما جاء عن وجود أجنحة للبراق هو باطل ولم يصح .. وسبق توضيح ذلك في الرسالة .. ومن تلك الروايات المكذوبة والمعلوم عنها الكذب:

1- (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. روى السدي عن محمّد بن السائب عن باذان عن ابن عبّاس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما كانت ليلة أسري بي وأنا بمكة بين النائم واليقظان .... ثم جاء في بعض الرواية وصف للبراق هكذا: فإذا أنا بالبراق- دابة فوق الحمار ودون البغل- خدّه كخد الإنسان وذنبه كذنب البعير وعرفه كعرف الفرس - وقوائمه كقوائم الإبل - وأظلافه كأظلاف البقر - وصدره كأنه ياقوتة حمراء - وظهره كأنه درة بيضاء - عليه رحل من رحائل الجنة - وله جناحان في فخذيه ..... إلى آخر الرواية الطويلة جدا) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص56.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب.

 

2- وفي (حديث مكذوب) .. مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُلامُ خَلِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْيَمَامِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا هُبَيْرَةُ بن عبد الله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بن أَبى رَبَاح عَن عبد الله ابْن عَبَّاس ..... وجاء في الرواية وصف منقول عن النبي أنه قال عنه في مناظرة مع اليهود: (فَقَدْ سَخَّرَ لِيَ الْبُرَاقُ خير من الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، وَهِيَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَجْهُهُ كَوَجْهِ آدَمِيٍّ حوافيره كحوافر الْخَيل وذنبها كذب الْبَقَرَةِ .. فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ سِرْجُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَرِكَابُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ مَزْمُومٌ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مِنَ الذَّهَبِ، لَهَا جَنَاحَانِ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث لا نشك في وضعه، فما أجهل واضعه وما أرك لفظه وأبرده، ولولا أني أتهم به غلام خليل فإنه عامي كذاب لقلت إن واضعه قصد شين الإسلام بهذا الحديث..، وفى إسناده (محمد بن جابر) قال عنه يحيى بن معين: ليس بشئ..، وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا من هو شر منه وما كان مثل ذلك يبلغ به الجهل إلى وضع مثل هذا، وما هو إلا من عمل غلام خليل. (الموضوعات لابن الجوزي ج1 ص288).

 

3- وفي (حديث موضوع) .. عن عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ ابْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلّم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْحِجْرِ جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّانِيَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعُدْتُ لِمَضْجَعِي، فَجَاءَنِي الثَّالِثَةَ فَهَمَزَنِي بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ، فَأَخَذَ بِعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ، فَخَرَجَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ بَيْنَ الْحِمَارِ وَالْبَغْلِ، لَهُ فِي فَخِذَيْهِ جَنَاحَانِ يَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهِ، يَضَعُ يَدَهُ فِي مُنْتَهَى طَرَفِهِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مَعِي .. لا يَفُوتَنِي وَلا أَفُوتُهُ) رواه أبي جعفر الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وفي السند (عمرو بن عبيد) متروك الحديث .. فضلا عن انقطاع السند بين الحسن البصري وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

 

4- أما عن حديث حذيفة بن اليمان الذي قال أن البراق صعد بالنبي للسماء .. فهذا الحديث بالرغم من الكلام عليه من العلماء إلا أنه لم يأت وصف في ذلك الحديث بان البراق له أجنحة ..

 

@- إذن: مسألة أن البراق مأخوذ من الأسطورة اليونانية .. قد تبين لك مما سبق أنه لا وجه مقارنة بين هذا الحصان اليوناني وذاك البراق الرباني .. لا في الشكل .. ولا في القدرة "فخطوته بمد البصر بسرعة بارقة" .. ولا في استخدامه "لنقل الأنبياء" .. ولا في "التحكم فيه" إذ تتحكم فيه الملائكة ..!!

- فلماذا: يتعمد هؤلاء المنكرين للمعراج الكذب في قصة المعراج ؟!!

 

- ولكن المشكلة الحقيقة ليست في الحصان ولا البراق .. وإنما كذب المنكرين للمعراج إذ قد بلغ بهم الكذب حتى في التشبيه بين أحداث في المعراج وبين أساطير لا وجود لها ..!!

 

#- خلاصة القول:

- حقد المنكرين للمعراج النبوي .. قد بلغ بهم الكذب حتى في تشبيه أحداث من المعراج النبوي بأساطير لا وجود لها ..!!

- عموما هذه هي نفسيتهم ومنهجهم .. فأبصر يا مؤمن حقيقتهم.

 

**************************

..:: س262: كيف يربط النبي البراق وهو كائن روحاني وليس جسماني ؟ ::..

 

- من غرائب أقوال المنكرين للمعراج قولهم بما معناه: كيف يربط النبي البراق وهو كائن روحاني وليس جسماني ؟

- والمقصد من كلامهم: أن مثل هذه الأمور تجعل العقل يستبعد حدوث هذا المعراج لمخالفتها أن يقبلها العقل .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بغض النظر عن جهلكم الغامض بالمسائل الروحانية .. وانه فعلا يمكن ربط أي شيء روحاني .. ولكن:

1- في أي نص قيل: أن البراق كائن روحاني ؟

- لا يوجد .

 

2- ولو كان روحاني فكيف جلس النبي عليه بذاته .. وكيف سار البراق بالنبي بخطى يتحرك بها على الأرض ولم يطير به في السماء مثلا ؟!

- وبنمط التفكير الخاص بكم قد تقولوا: أن جبريل كان روحاني حينما أتى النبي بالبراق وركب معه وصعد به ..!!

- فلو كان كذلك: فلماذا تغيرت صورته للهيئة الملائكية عند سدرة المنتهى ؟!!

 

#- خلاصة الكلام:

- البراق لم يكن كيان روحاني .. ولا حتى جبريل يظهر من الروايات أنه كان بهيئته الملائكية حتى ظهر بذلك عند سدرة المنتهى .. عند تجلي الله بالنور العظيم.

- وطبعا صعود جبريل بالنبي كان بالله وليس بأجنحته ..!!

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .