ج106: قصة الإسراء والمعراج - هل قصة المعراج من الإسرائيليات - ما الميزة في المعراج النبوي إذ قبل الإسلام حدثت معاريج - كيف يكون المعراج معجزة للتحدي ولا يراه أحد - لماذا عرج الله بنبيه للسموات وكان بإمكانه أن يكلمه على الأرض كما كلم موسى.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وستة)

#- فهرس:

:: الفصل المائة وستة :: عن رحلة المعراج – ج6/ شبهات المنكرين للمعراج بما استخفوا به متابعيهم ::

1- س269: لماذا عرج الله بنبيه للسموات وكان بإمكانه أن يكلمه على الأرض كما كلم موسى ؟

2- س270: كيف يكون المعراج معجزة للتحدي ولا يراه أحد في حين كل معجزات الأنبياء رآها الناس وآمنوا بها ؟

3- س271: ما الميزة في المعراج النبوي إذ قبل الإسلام حدثت معاريج تم ذكرها في السومارية والزرادشتية والمانوية والغنوصية وفي التراث اليهودي والمسيحي  وغير ذلك ؟

4- س272: هل قصة المعراج من الإسرائيليات ؟

*******************

:: الفصل المائة وستة ::

**********************

 ..:: س269: لماذا عرج الله بنبيه للسموات وكان بإمكانه أن يكلمه على الأرض كما كلم موسى ؟ ::..

- حينما تجد بعض المنكرين للمعراج على اليوتيوب ينفعل بإنكار المعراج .. فتتعجب من هذا الإنفعال الغريب .. حتى يتبين بعد ذلك حقيقة هذا الإنفعال بما ينطق به ومن ذلك .. أن الله ليس في حاجة ليعرج بنبيه فوق سبع سموات ليكلمه .. لأن الله حاضر في كل مكان وزمان .. فلماذا يعرج به وكان يمكن أن يكلمه على الأرض كما كلم موسى .. فلا داعي لاختراع قصة عروج النبي محمد للسماء ليكلمه الله في حين يمكن أن يكلمه في الأرض ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- أما عن قولك أن الله ليس ف حاجة ليعرج بنبيه للسموات ..

- فأقول لك: وأنت إيه اللي حارق دمك قوي كده ؟!! وكأن نار التنين ستخرج من فمك من شدة الغل وحرقة الدم ..!!

- ثم أن الله ليس في حاجة ليكلم نبيه فوق سبع سموات .. وإنما أراد الله ان يشهد الوجود بأكمله على علو مقام النبي صلى الله عليه وسلم في العالمين .. وليؤمن بذلك أهل الإيمان وليجحد ذلك من كان الكفران عقيدة له ..

 

2- أما عن قولك : فلماذا يعرج به وكان يمكن أن يكلمه على الأرض كما كلم موسى ..؟

- فالسؤال مردود عليك أصلا .. ليه ؟

- لأنه يقال لك: وما المانع أن يكلم الله نبيه في السماء ؟ أو لماذا الله يكلم النبي في الأرض ولا يكلمه في السماء ؟

 

- أهذا لأنك تظن أن الله عاجز عن العروج بنبيه ليكلمه في مقام خصوصية ؟ أم لأنك تريد مساواة النبي موسى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لهوى في نفسك ؟

- أعتقد الإحتمال الثاني أقرب للصواب ..

 

#- إذن: كونك حاسد وحاقد على النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذه مشكلتك النفسية والإيمانية .. ولا تهمنا في شيء ..

- لكن كونك تتبع أسلوب المرجفين فهذا هو ما نكلمك فيه .. فاتقي الله حتى لا تحمل أوزار من تقوم بتضليلهم ..

#- ورحم الله الإمام عبد الله سراج الدين الحسيني (المتوفى:2002 م) إذ قال:

- فهو سبحانه أسرى بعبده صلى الله عليه وآله وسلم .. وعرج به إلى السماوات .. فلا تعجب من ذلك ولا تستبعده .. فإن الله قادر على كل شيء ..

 

- وليست قضية المعراج مجرد اعتلاء لطبقات الجو حتى السماء .. فإن ذلك يتمكن منه كل جني بحكم نشأتهم التي أنشأهم الله عليها .. فيصعد أحدهم حتى يقترب من السماء ليسترق السمع من الملائكة .. فترميه الملائكة بالشهب .. فينهزم أو يحترق .. كما أخبر سبحانه: (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن:9 .

 

- ولكن الأمر العجب أنه صلى الله عليه وآله وسلم دخل في عالم السموات .. ورأى ما رأى .. ثم ارتقى إلى ما فوق السموات حتى سدرة المنتهى .. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام) .. وهي الأقلام الإلهية التي تجري في تسطير القضاء الإلهي والعطاء الإلهي. (محاضرات في الإسراء والمعراج ص166-167). 

3- أما عن مسألة أن قصة المعراج مجرد اختراع .. فأكيد تبين أنها ليست اختراع بدلالة سورة النجم وواضحة وضوح الشمس لأعمى القلب قبل البصير بالحق .. ولكن كذبك على النبي صلى الله عليه وسلم وشهادتك عليه بالزور بأنه لم يعرج للسماء .. فهذا هو ما أنت اخترعته لتكذب به الناس وتجحد فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

@- ملحوظة هامة:

- تم مناقشة هذا السؤال بصيغة أخرى وأسلوب آخر .. تجده في الفصل الرابع والستون تحت عنوان: (س146: هل كان الله في حاجة ليعرج بالنبي إليه ليقابله ؟  أو يقال: ما حكمة وفائدة العروج بالنبي للقاء الله إذا كان يمكن أن يوحي إليه ما يشاء وكما يريد في أي وقت ؟).

 

**************************

 

..:: س270: كيف يكون المعراج معجزة للتحدي ولا يراه أحد في حين كل معجزات الأنبياء رآها الناس وآمنوا بها ؟ ::..

 

#- من أكاذيب المنكرين لمعراج النبي صلى الله عليه وسلم .. قولهم:

أ- أن المعراج إذا كان معجزة للتحدي فكيف لا يراهما أحد ؟؟ والمعجزة تعني أنه لم يقوم أحد بها من قبل ؟!

ب- وإذا كانت المعجزة يترتب عليها الإيمان بها .. فالمعراج لم يؤمن به أحد .. بل والإسراء ترتب عليه جحود البعض وارتد عن الإيمان ..

ج- في حين نجد بعض معجزات الأنبياء ترتب عليه الإيمان مثل معجزات عيسى في الشفاء فقد آمن به الناس ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كل ما قيل في تلك الشبهة نوع من الكذب الصريح .. ليه ؟

1- الإسراء والمعراج لم يكونا معجزة للتحدي مع الكفار .. فهذا لم يحدث مطلقا .. وكيف يحدث ذلك والله قد ذكر سبب الإسراء وهو (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) الإسراء:1.

 

- فضلا عن أن مفهوم المعجزة الذي تم ذكره أصحاب هذه الشبهة .. بأن المعجزة معناها: لم يقم بها أحد من قبل .. هو تعريف غير صحيح .. لأن المعجزة هو حدوث حدث بقدرة الله خارج قانون الأسباب وهذا الحدث قد يكون للتحدي أو لثبوت قدرة الله.

 

- وتعريف المعجزة الذي ذكره هؤلاء المنكرين للمعراج .. هو تعريف لا يليق بإنسان مؤمن عاقل أن يذكره أصلا .. لأن جبريل نزل بالوحي على جميع الأنبياء فكانت معجزة متكررة لكل الأنبياء ..

 

2- الإسراء والمعراج عند بعض العلماء يصفونها بالمعجزة  .. فذاك من حيث قدرة الله على قهر قانون الأسباب للنبي لتكريمه وتشريفه بمقابلته وتكليمه في مقام الخصوصية .. ولذلك قهر الله الزمان وطوى له المكان تكريما وتشريفا للنبي ليريه من آياته الكبرى .. فالأصل هو (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) الإسراء:1..

 

- إذن: المسألة لا علاقة لها بتحدي الكفار في الأساس لأنها خاصة بتشريف النبي وإكرامه ..

- ولكن لما سأله الكفار عن الإسراء ووصف لهم المسجد الأقصى .. فقد تحولت الآية الخاصة بالنبي لمعجزة تثبت نبوته أمام الكفار إذ كيف يذهب لفلسطين في ليلة ويرى المسجد الأقصى ؟!!

- إذن من حيث التحدي .. فالنبي تحداهم من حيث التعريف ووصف ما رآه هناك كما طلبوا هم منه أن يصف لهم ما رآه في بيت المقدس ..

 

3- أما عن مسألة أن الإسراء والمعراج .. لما سمعه الناس كفروا به .. والبعض من المؤمنين ارتدوا ..

- فلا هذا حدث ولا ذاك حصل ..!!

- لأن النبي لم يحكي للكفار عن المعراج إلا إشارة برؤيته لشجرة الزقوم .. ولم يرتد أحد من المؤمنين حينما حكى أنه ذهب بيت المقدس ورجع .. ولعل من يقول بذلك لوجود بعض الروايات التالفة التي لا صحة لها .. حيث لم يثبت ارتداد أحد من المؤمنين ممن علموا بالإسراء والمعراج .. فإذا كانوا يؤمنون بالله ورسوله أيعجز عليهم الإيمان بما هو أقل من ذلك ؟!! ثم لماذا لما يأتينا خبر من الصحابة بأن هناك من ارتد من أهل الإيمان عند معرفتهم بالإسراء في حين كان عددهم حوالي ثمانين شخص ؟!!

 

4- أما عن ظنكم أن المعجزة يترتب عليها وجوب الإيمان بها .. كما آمن الناس بمعجزة عيسى على الشفاء .. فهذا من الكذب الصريح والوقح والذي لم يقل به عاقل ولا غبي .. ليه ؟

- لأن المعجزة كانت تحدث ويكفر الناس بها .. كناقة النبي صالح التي كفر بها قبيلة ثمود .. وككفر اليهود بعيسى عليه السلام وهو منهم أي من اليهود ويعلمون بحاله وحال مريم الصديقة أمه .. ومع ذلك تآمروا عليه لقتله .. ولم يؤمن به إلا اثنى عشر شخصا من الحواريين ..

- إذن: مسألة أن المعجزة يترتب عليها الإيمان هو مفهوم كذب .. وأن الأنبياء الذين ظهر منهم المعجزة قومهم آمنوا بهم .. هذا أيضا كذب ..

- فما بقى لكم سوى الكذب أيها المنكرين للمعراج النبوي ؟!!

 

 #- ملحوظة هامة أخي الحبيب:

- قد تم الإجابة على سؤال مشابهة لما أجبنا عليه هنا .. وذلك في الفصل الرابع عشر .. تحت عنوان: (س38: لماذا تم الإسراء والمعراج بالليل وليس بالنهار ؟ وكيف الرد على شبهة من أنكر حدوث الإسراء وأنه ليس معجزة وإلا كانت حدثت بالنهار ؟).

- والله أعلم .

 

***************************

 

..:: س271: ما الميزة في المعراج النبوي إذ قبل الإسلام حدثت معاريج تم ذكرها في السومارية والزرادشتية والمانوية والغنوصية وفي التراث اليهودي والمسيحي  وغير ذلك ؟ ::..

 

- من شبهات المنكرين للمعراج .. وهي شبهة غريبة جدا .. إذ بتم التشبيه فيها بين معراج النبي صلى الله عليه وسلم بمعارج روحانية قام بها البعض عبر التاريخ .. وذكروا أن المعراج النبوي ليس خصوصية إسلامية .. وإنما سبقه إليه آخرون مثل الزرادشتية والمانوية والغنوصية وفي التراث اليهودي والتراث المسيحي .. فحتى على افتراض حدوث المعراج النبوي فهو ليس له أي خصوصية دينية .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- استكمالا للأكاذيب التي ينشرها المنكرين للمعراج .. هو مشابهة المعراج النبوي بغيره في حضارات سابقة أو عقائد حالية .. ولكن في الحقيقة ما قالوه .. هو في ظاهره صحيح .. ولكن حقيقته كذب .. لأنهم أرادوا التلاعب بمن يقرأون ويسمعون لهم ويستحمروهم كعادتهم .. ليه ؟

 

1- إذا كان الاعتراض على حدوث معراج النبي وعدم وجود خصوصية فيه هو لوجود معارج أخرى .. فبنفس المنطق لماذا لم تعترضوا على صلاة النبي وتقولوا أن الديانات من قبله كانت تصلي ..!!

 

- وكأن التشابه اللفظي لكلمة (المعراج) استوجب التشابه الحقيقي في أحداث (المعراج) .. وهذا لون من التزوير في الحقائق .. لأن هناك فرق بين المعارج الروحية والنبوية .. فمعارج أهل الصفاء تكون بالروح ..

- ومعارج أهل النبوة قد تكون بالروح من خلال المنامات أو اليقظة .. وقد تكون عروج بالذات كما حدث مع النبي عيسى والنبي إدريس والنبي محمد صلى الله عليه وسلم..

 

2- المعارج التي ذكروها في العقائد الأخرى وشبهوها بمعراج النبي محمد .. ليس فيها عروج ذاتي أي الجسم والروح .. وليس فيها مقابلة أنبياء وليس فرض صلوات .

 

3- المعارج التي ذكروها .. ومنها ما ذكرناه في رسالتنا مثل معراج زرادشت ومعراج أخنوخ .. وقد أظهرت لكم كمية الكذب المحاطة بهذه المعارج ليصبغوها بمشابهة المعراج النبوي بكل ما هو كذب ..

 

4- المعارج التي سبق الإشارة إليها في العقائد الأخرى .. هي معارج روحية وليس معارج ذاتية .. وطالما نتكلم عن المعارج الروحية فحدث ولا حرج عن معارج المؤمنين من أمة النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يحظى به العقائد الأخرى .. وأشهرها معارج أبي يزيد البسطامي ومعارج محي الدين بن عربي والنفري وغيرهم.

 

- فلو كان المقياس هو مشابهة المعارج الروحية بالمعراج النبوي الذاتي .. فهذا غباء ظاهر على عقلية من قال بهذا الكلام ..!!

 

5- والمعارج الروحية هي تجربة شخصية لمكاشفات تحدث للرآئي .. وتحتمل للصواب وللخطأ .. ولكن المعراج النبوي لا يحتمل إلا الصواب لأنه حق يقين .. أما المعارج الروحية فيختلط فيها الحق بالباطل لعدم وجود عصمة النبوة في المتلقي روحيا .. فافهم.

- والله أعلم .

**********************

 

..:: س272: هل قصة المعراج من الإسرائيليات ؟ ::..

 

- قال بعض الجاحدين للمعراج النبوي أن قصة المعراج من الإسرائيليات .. لأن بطل القصة هو موسى عليه السلام .. !!

- وبالتالي لا نصدق أحاديث الإسرائليات ولا نؤمن بها ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا كلام كذب بنسبة مائة في المائة .. ليه ؟

1- هذا الشخص كذب لما قال أن قصة المعراج من الإسرائيليات .. لأنه رأى أن يستحمر متابعيه لعلمه بجهلهم .. إذ أن رواية أو حديث الإسرائليات تقال على قصص تكلمت في العهد الإسرائيلي في زمن سيدنا موسى أو أحد أنبياء أو صالحي بني إسرائيل .. ولا علاقة لها بما يقال في الإسلام ..!!

- وإنما هذا الشخص استخف متابعيه فأطاعوه .. حتى استحمرهم..!!

 

2- الإشارة بلفظ البطولة لموسى عليه السلام في قصة المعراج .. لأنه يريدك أن تفهم أن هذه مجرد القصة مجرد فيلم قصصي من خيال إنسان ..

- وهذا أسلوب وضيع وليس أسلوب علمي .. ولكن اعلم أيها الكذاب أن قصة المعراج من تدبير إلهي بصحبة ملائكية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. وما موسى في القصة إلا مجرد مشهد في القصة .. إذ أن موسى ظهر في مشهد سماوي منفرد .. أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظهر في عشرة مشاهد سماوية ..

- أما لو كونك تستهزيء من الله وتجعل من فعل الله فيلم قصصي .. فهذا يكشف لنا حقيقتك النفسية من الدين بأكمله وليس من قصة المعراج ..!!

 

#- وختاما أقول لك .. من شرف الإنسان أن لا يكذب .. ولكن من الواضح أنك فقدت هذا الشرف من زمن بعيد ..

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .