ج110: قصة الإسراء والمعراج - ما هي الأدلة الشرعية لمن قال بانفصال الإسراء عن المعراج في زمنين مختلفين ولماذا البخاري على قوة أدلتهم - كيف يسأل النبي محمد عن الأنبياء في السماء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم في الأرض قبل العروج إلا لأنه كان حدوث الإسراء والمعراج في زمنين مختلفين

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وعشرة)

#- فهرس:

:: الفصل المائة وعشرة :: عن رحلة المعراج – ج1/ مسائل عقلية ذكرها المنكرين للمعراج بجسد النبي ويجعلون المعراج مناما والإسراء منفصل عن المعراج ::

1- س283: ما هي الأدلة الشرعية لمن قال بانفصال الإسراء عن المعراج في زمنين مختلفين ولماذا البخاري على قوة أدلتهم ؟

2- س283: كيف يسأل النبي محمد عن الأنبياء في السماء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم في الأرض قبل العروج إلا لأنه كان حدوث الإسراء والمعراج في زمنين مختلفين ؟

*******************

:: الفصل المائة وعشرة ::

**********************

 ..:: س283: ما هي الأدلة الشرعية لمن قال بانفصال الإسراء عن المعراج في زمنين مختلفين ولماذا البخاري على قوة أدلتهم ؟ ::..

 

- بعض المنكرين للمعراج الجسدي للنبي ويجعلوه مناما .. وبالتالي يجعلوه منفصلا عن الإسراء .. أي يجعلون المعراج في يوم والإسراء في يوم .. وهو رأي شاذ في كتب أهل العلم يتم تداوله .. ودليلهم في ذلك أدلة شرعية وعقلية .. أذكر هنا الادلة الشرعية وفي أسئلة أخرى أناقش المسائل العقلية لأهميتها ..

 

#- الأدلة التي ذكرها بعض العلماء للدلالة على أن المعراج كان منفصلا عن الإسراء:

 

أولا: الأدلة الشرعية التي استدلوا بها في فصل الإسراء عن المعراج ..

1- الدليل الأول: أن كثير من أحاديث المعراج قد أتت منفصلة عن أحاديث الإسراء .. فغلب الظن على بعض العلماء أن هذا كان في يوم وذلك في يوم آخر .

- ولعل ما رجح ذلك عند أصحاب هذا الرأي .. هو فعل الإمام البخاري في صحيحه إذ ذكر تفاصيل روايات المعراج منعزلة عن تفاصيل روايات الإسراء ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على ما ظنوه في فعل البخاري:

أ- في حقيقة الأمر أن روايات الإمام البخاري .. وإن كانت منفصلة بتفصيل الإسراء والمعراج في أحاديث مختلفة .. ولكن لازال في أحاديث المعراج الجمع بين الإسراء والمعراج .. ونجد هذا في الآتي:

- جاء في (حديث صحيح) .. عن قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ، - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ - مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ ...... ثم ذكر قصة شق الصدر والبراق والمعراج ...) صحيح البخاري.

 

- والشاهد من الرواية السابقة هو ذكر (ليلة أسري به) .. أي أن مما حدث للنبي ليلة إسراءه كان كذا وكذا.. ثم أهتم بالتفاصيل الأولى للإسراء من شق الصدر والبراق .. ثم انتقل للبراق وتكلم عنه ..

 

- وكأن الإمام البخاري كان يهتم برواية المعراج على وجه الخصوص دون الإسراء .. لاشتهار الإسراء وذكر لفظه في القرآن .. ولذلك كان اهتمامه كان في تحقيق المعراج على وجه الخصوص لإبهامه في سورة النجم وعدم وضوحه في سورة الإسراء .. ولذلك اهتم بذكر المعراج على وجه الخصوص لبيان ثبوته وتحقيق حدوثه .. والله أعلم .

 

#-  ملحوظة هامة جدا:

- ليس أن البخاري لم يذكر في الروايات المطولة سوى المعراج فقط .. فهذا ليس معناه أنه لم يذكر الإسراء في روايات أخرى .. لا .. فقد ذكر روايات مختصرة للإسراء منها:

- جاء في (حديث صحيح) .. جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ "حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ" قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ (أي فأخذت) أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ) صحيح البخاري..، (قلت خالد صاحب الرسالة): جزئية (حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ) من طريق آخر في البخاري وكلاهما عن جابر بن عبد الله .. فجمعتهما في رواية واحدة للتسهيل على القاريء.

 

ب- ولماذا تم تجاهل ما جاء في صحيح مسلم .. إذ قد ذكر رواية جمعت بين الإسراء والمعراج وهي المعتمدة عند كثير من العلماء حتى زماننا هذا ..

- إذ جاء في (حديث صحيح) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِىُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ " .

- قَالَ: " فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْت الْمَقْدِسِ ". قَالَ: " فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ". قَالَ: " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ .. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفَطْرَةَ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ..

- فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ .. فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: جِبْرِيل . قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ . قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ.

- فَفُتِحَ لَنَا .. فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ بِى وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ.

- ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ .. إلى آخر الرواية ....) صحيح مسلم.

 

#- إذن: رواية الإمام مسلم دليل على حدوث الإسراء والمعراج معا في ليلة واحدة .. فإذا كانت هناك روايات ذكرت المعراج منفردا .. وروايات ذكرت الإسراء منفردا .. فهنا روايات جمعت بين الإسراء والمعراج ..

2- الدليل الثاني: بعض العلماء ظن أن الإسراء كان منفردا بدلالة رواية شداد بن أوس .. وإليك بيانها:

- جاء في (حديث ضعيف ومتن فيه نكارة) .. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ (إسحاق بن زبريق)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ: مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الجرشي) أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: (قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ؟ قَالَ صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتَمًّا .. وَأَتَانِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَقَالَ: ارْكَبْ فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ .. فَدَارَهَا بِأُذُنِهَا .. ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا: يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا ذات نخل فَأَنْزَلَنِي، فَقَالَ: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ اللهُ أَعْلَمُ* قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ ..

- فَانْطَلَقَتْ تَهْوَى (أي يقصد تسرع بنا) بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا فَقَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلَتْ، ثُمَّ قَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ..

- ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوَى بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا بَدَتْ لَنَا قُصُورٌ، فَقَالَ: انْزِلْ فَنَزَلَتُ فَقَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ، حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- المسيح بن مَرْيَمَ ..

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الْيَمَانِيِّ .. فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ فَرَبَطَ بِهِ دَابَّتَهُ .. وَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ .. فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللهُ وَأَخَذَنِي مِنَ الْعَطَشِ أَشَدُّ مَا أَخَذَنِي .. فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ .. أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا .. فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا .. ثُمَّ هَدَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ .. حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي (أي شربه كله حتى رفعه فلامس جبينه حتى لا يترك منه قطرة) .. وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى مَثْرَاةٍ لَهُ (أي عصا يسند عليها) فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ إِنَّهُ لَيُهْدَى .

- ثُمَّ انْطَلَقَ بي حَتَّى أَتَيْنَا الْوَادِي الَّذِي فِي الْمَدِينَةِ .. فَإِذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرَابِيِّ (أي أماكن محفورة لها سور عالي فيها نيران) .. قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟ قَالَ: مِثْلُ الْحُمَةِ السُّخْنَةِ (أي حرارة ساخنة صاعدة منها) ..

- ثُمَّ انْصَرَفَ بِي فَمَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا .. قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ .. فَجَمَعَهُ فُلَانٌ .. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ .. ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ .. فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ كُنْتَ اللَّيْلَةَ فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَكَانِكَ ؟!.

- فَقَالَ عَلِمْتَ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ ..

- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فَصِفْهُ لِي.

- قَالَ فَفُتِحَ لِي صِرَاطٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ فِيهِ لَا يَسَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُ عَنْهُ ..

- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ.

- فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: انْظُرُوا إِلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ، قَالَ فَقَالَ إِنَّ مِنْ آيَةِ مَا أَقُولُ لَكُمْ أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ فَجَمَعَهُ فُلَانٌ .. وَإِنَّ مَسِيرَهُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا ثُمَّ بِكَذَا وَيَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَقْدُمُهُمْ جَمَلٌ آدَمُ عَلَيْهِ مِسْحٌ أَسْوَدُ وَغِرَارَتَانِ سَوْدَاوَانِ .. فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ حَتَّى كان قريب مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ الَّذِي وَصَفَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ») رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. والمتن فيه نكارة مثل صلاة النبي في كذا مكان وسؤال أبي بكر الصديق عن وصف بيت المقدس .. وقد سبق تحقيق هذه الرواية بالتفصيل في الفصل الخامس والثلاثون تحت عنوان (س94: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء من بداية ركوب البراق وحتي قبل الوصول لبيت المقدس ؟).

#- وهذا الحديث ليس دليلا للإثبات شيء .. إذ أن ضعفه دليلا على استبعاد الإحتجاج به . 

3- الدليل الثالث: بعض العلماء ظن أن المعراج كان منفردا ومناما .. بدلالة رواية شريك بن نمر التي أتى ذكرها عند الإمام البخاري في صحيحه ..

- وقد سبق الكلام على هذه الرواية وجاءت كالتالي:

- في (حديث صحيح – اعترض عليه بعض العلماء لمخالفته في بعض أجزاءه لروايات أخرى قيلت عن أنس بن مالك وأهم المخالفات جعل الاسراء والمعراج نوما) .. عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ .. فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى .. فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .. فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ .. فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ .. فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ .. ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ .. مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أَطْبَقَهُ .. ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ ...) صحيح البخاري.

 

- وجاء في آخر تلك الرواية السابقة: (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ) صحيح البخاري.

 

- قوله (قبل أن يوحى إليه): أي قبل أن يُلهم بأنه في موعد مع هذه الرحلة المباركة .. والتي علمها في ليلة أخرى .. ولكن لو كان المقصد قبل نزول الوحي على النبي فهذا كلام خطأ .. ولذلك اعترض وأنكر بعض العلماء على هذه الجزئية .. ولكن البعض فسرها بالإلهام عن موعد رحلة الإسراء ..

 

#- ملحوظة: وهذه الرواية لم تذكر حديث الإسراء للمسجد الأقصى .. .. وإنما أشارت في بدايتها إلى أن المعراج حدث ليلة الإسراء .. وذكرت المعراج فكانت من الروايات التي جمعت الإسراء والمعراج عند البخاري .. ولكن البخاري اهتم بذكر أحداث المعراج.

 

#- وهذه الرواية بالرغم من أن البخاري رواها في صحيحه .. إلا أن كثير من العلماء اعترضوا على أجزاء منها .. وقد سبق الكلام على هذه الرواية .. فارجع للفصل الثالث عشر تحت عنوان (س34: ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية ؟) ..، وفي الفصل السادس عشر تحت عنوان (س46: كيف لم يتعرف الملائكة على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم جبريل موجود معهم ؟) ..، في الفصل الحادي والأربعون تحت عنوان: (س104: هل يمكن القول أن رواية شريك بن عبد الله قد تكلمت عن رؤيا منام أولا قبل حكاية رحلة المعراج يقظة بدلالة قوله (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ) ؟

 

#- وانتبه أخي الحبيب .. إلى أن العلماء الذين أنكروا رواية شريك لم ينكروها جملة وتفصيلا ..وإنما مجرد اعتراضات لمخالفتها بعض ما في الروايات الأخرى .. وأهم الاعتراضات .. جزئية أن الإسراء والمعراج كانا عن نوم وليس عن يقظة كما هو ظاهر الرواية ..، والجزئية الأخرى هي أن الذي دنا فتدلى في السماء كان رب العزة وليس جبريل عليه السلام ..

 

- ولكن الذي يحتج برواية شريك بن أبي نمر على أنها تشير للمعراج بأنه منام .. فعليه أن يشير أيضا للإسراء بأنه منام لأن الرواية ذكرت الإسراء في البداية .. ولما كان الإسراء بالجسد كان لابد للمعراج أن يكون بالجسد .. هذا ببداهة العقل ..!!

- أما ما جاء فيها من ذكر النوم في الرواية .. فهذا فيه خلط في الرواية وقد سبق وأوضحت ذلك في الفصل الحادي والأربعون تحت عنوان: (س104: هل يمكن القول أن رواية شريك بن عبد الله قد تكلمت عن رؤيا منام أولا قبل حكاية رحلة المعراج يقظة بدلالة قوله (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ) ؟.

 

4- الدليل الرابع: قد استدلوا بأدلة على ان المعراج كان مناما وليس يقظة مما يدل على أنه منفردا على رحلة الإسراء لأنه كان يقظة وبالجسد .. ومما استدلوا به على أن المعراج كان مناما ومنفردا عن الإسراء:

أ- قوله (وَمَا جَعَلْنَا الرؤيا التي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ... ) الإسراء:60.

- مع أن الإسراء والمعراج لا يمكن أن يكونا مناما .. إذ لا يكون الأمر فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً .. فالمنام لا يُكذِّبه أحد ولا يختلف فيه الناس.. فأبصر يا مؤمن.

 

ب- أثر عن معاوية بن بي سفيان وعن السيدة عائشة والحسن البصر .. وجميعهم آثار باطلة ..

- ويمكن الرجوع .. للكشف عن هذه الادلة بالتفصيل في الفصل الرابع عشر تحت عنوان: (س38: لماذا تم الإسراء والمعراج بالليل وليس بالنهار ؟!! وكيف الرد على شبهة من أنكر حدوث الإسراء وأنه ليس معجزة وإلا كانت حدثت بالنهار ؟ )

 

ج- ولمزيد من الأدلة التي ذكروها منكري المعراج بالجسد النبوي وأنه كان بالروح أو مناما .. فهذه مسألة قد تم الرد عليها باستفاضة كبيرة في عدة فصول من هذه الرسالة .. ويمكنك الرجوع إلى الفصل الثاني عشر ، والثالث عشر ، والرابع عشر .. عند الأسئلة من (س33: هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناما وبالجسد أم الروح ؟) إلى (س38: لماذا تم الإسراء والمعراج بالليل وليس بالنهار ؟).

#- وخلاصة القول:

1- عامة علماء المسلمين في كل زمان ومكان .. قالوا أن الإسراء والمعراج كانتا في ليلة واحدة .. وبالجسد .. وليستا مناما ولا حالة روحانية ولا في وقتين مختلفين ...

- وأدلتهم في ذلك كثيرة جدا خاصة من ألفاظ آية الإسراء على حدوث الإسراء وأنه كان بالجسد .. وقد سبق ذكرها في الفصل الثاني عشر تحت عنوان (س33: هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناما وبالجسد أم الروح ؟).

 

2- بعض العلماء قديما قد ظن أن المعراج كان مجرد حدث منفرد عن ليلة الإسراء .. وبعضهم ظن أن المعراج كان مناما وليس يقظة ..

- ولكن في حقيقة الأمر .. أن هذه الآراء ظهرت نتيجة روايات إما ضعيفة أو نقص في المعلومة أو عدم جمع للروايات بوجه صحيح .. وقد سبق الإشارة لما احتج به بعضهم وناقشته .. والبعض قد سبق مناقشته من قبل .. فارجع إليه في الرسالة لما أشرت إليك لمكانه ..

- والله أعلم.  

 

**********************

..:: س284: كيف يسأل النبي محمد عن الأنبياء في السماء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم في الأرض قبل العروج إلا لأنه كان حدوث الإسراء والمعراج في زمنين مختلفين ؟ ::..

 

- بعض المنكرين للمعراج الجسدي للنبي ويجعلوه مجرد منام روحاني .. وكذلك هم من الذين يجعلون معراج النبي منفردا عن الإسراء .. أي الإسراء في وقت والمعراج في وقت آخر ولكن مناما .. فيقال بما معناه:

- كيف يسأل النبي محمد عن الأنبياء في السماء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم في الأرض إلا لو قيل أن الإسراء غير المعراج وكان المعراج بالروح .. إذ لو كان قابلهم في بيت المقدس لكان علمهم في السماء .. ولكن لما ظهر سؤاله عنهم في السموات لعدم معرفتهم .. فدل ذلك على أن هذا المعراج كان في وقت آخر غير وقت الإسراء .. بل وكان مناما روحيا .. ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أنت افترضت مع نفسك ما تراه أنت .. دون تفكر في شيء إلا فيما تريد إثباته ..!!

- عموما أجيبك على ما ذهبت إليه .. فانتبه:

1- الروايات الصحيحة جمعت بين الإسراء والمعراج .. فكونك منكرا لذلك فهذا شيء يخصك أنت في نفسيتك .. ولا يلزم المسلمين في شيء ..!!

2- سؤاله عن الأنبياء إنما بدأ في السماء .. لأن الرواية الصحيحة وهي رواية ثابت البناني عن أنس بن مالك في صحيح مسلم ..

- جاء في (حديث صحيح) .. حدثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ..، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ..، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ..، قَالَ " ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .. ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ ... إلى آخر الرواية التي جمعت معها حديث المعراج كاملا) صحيح مسلم.

 

 #- إذن الرواية قالت: أنه صلى ركعتين ببيت المقدس ثم عرج جبريل بالنبي للسماء .. ولم يأت ذكر أنه صلى بأحد .. فضلا عن أنه لم تأتي رواية صحيحة تقول بأنه كلم الأنبياء ببيت المقدس وصلى بهم ثم صعد للسماء وقابلهم .. وإنما جاء ذلك في روايات غير صحيحة ..!!

 

#- والرواية الصحيحة الأخرى والتي ذكرت مقابلة الأنبياء وهي رواية أبي هريرة في صحيح مسلم .. فهي رواية مجملة الأحداث وليست مرتبة الأحداث .. فهي دون تحديد وقت ذلك قبل الصعود أم بعد الصعود حتى تظن أنه قابل الأنبياء في بيت المقدس ثم صعد للسماء .. بل وهل كانت المقابلة في السماء فقط أم في السماء والأرض ..!!

 

- وهذه هي رواية أبي هريرة إذ جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِى هُرَيْرَة؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَاي، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبتْهَا (أي لم أكن منتبها لها وقت زيارتي) .. فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ (أي أصابني كرب أي ضيق لعجزي عن تذكر ما طلبوه مني)". قَالَ: فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيءِ إِلَّا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ ..

- وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ منَ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِذَا مُوسَى قَائمٌ يُصَلى .. فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ (أي خفيف اللحم) جَعْدٌ (أي شعره ليس منبسطا) كَأَنَّهُ مِنْ رجَالِ شَنُوءَةَ (أي يشبه قبيلة من قبائل اليمن) ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوَةُ ابْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِي ..، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَائِمٌ يُصَلِّى، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِى نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ .. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَاَئِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا "مَالِكٌ" صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ .. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ) صحيح مسلم.

 

#- فظنك أنه قابل الأنبياء في بيت المقدس ثم صعد السماء وقابلهم .. فهذا كلامك أنت أو من قرأت له غير محققا للأدلة الشرعية من سابق العصور .. وقد ارتضى أخذه عن روايات ضعيفة كرواية أبي العالية عن أبي هريرة .. وقد سبق الكلام على هذه الروايات في الرسالة كثيرا ..

- فلا يصح الاحتجاج بأحاديث غير صحيحة .. أو بكلام علماء أخذوه من روايات غير صحيحة .. مش كده ولا إيه ؟!!

 

#- ملحوظة هامة: سبق وذكرت بحث مختصر لحديث أبي هريرة السابق ذكره في الفصل التاسع والثلاثون من هذه الرسالة .. تحت عنوان (س99: كيف نفهم حديث أبي هريرة الذي جاء فيه (فحانت الصلاة فأممتهم) طالما لم يقابل النبي الأنبياء وقت وصوله بيت المقدس ولم يصل بهم ؟ ).

 

3- ومن ناحية أخرى .. القول بإمكانية مقابلة النبي محمد للأنبياء في بيت المقدس والصلاة بهم قبل العروج للسماء .. فهذا يقال: باعتبار أن مقالبة للأنبياء في الأرض كان بهيئة مخالفة للهيئة التي رآهم بها في السموات.

- فلو افترضنا صحة ما قاله بعض العلماء من أن النبي قابل الأنبياء في بيت المقدس أولا ثم صعد للسماء وقابلهم .. فهذا له تفسير آخر في فهم الرؤية لكيفية التعرف عليهم في السماء في حين قد تعرف عليهم في الأرض ..

- وتفسير ذلك: هو أن ما يتم رؤيته على الأرض مخالف لما يتم رؤيته في السماء .. فجبريل في الأرض ليس هو جبريل في السماء .. فالصور تتبدل في السموات نتيجة تجليات الحق بمظاهر من الحق تكشف حقائق الأشياء على ما هي عليه في أصلها ..

 

#- ولذلك لو افترضنا مقابلة النبي للأنبياء في بيت المقدس أولا .. فهذا باعتبار هيئتهم المادية .. ولكن رؤيتهم في السماء فهذا باعتبار حقيقة أرواحهم ونورها حتى غلبتهم على مظهرهم الشكلي فغيرته بكل تأكيد كما تغيرت صورة جبريل لهيئة ملائكية .. وهذا ما لم يعرفه النبي في السماء لكسوتهم من نور الجمال الإلهي فكساهم شيئا من هذا النور كلا بقدر مقامه ... فرأهم النبي بحقيقة أنوارهم وليس بحقيقة أجسادهم .. وعلى هذا يتم تأويل كلام من ظن من العلماء أن النبي قابل الأنبياء قبل صعود السموات ثم صعد وقابلهم في السماء ..

 

- وهذا التفسير وإن كان خاص بي .. وإن كان هو محتمل .. ولكن لا أميل لذلك .. بل أميل إلى أن العروج تم أولا والتعرف على الأنبياء كان في السموات .. بل وأميل أيضا إلى أنه صلى بالأنبياء في السماء .. ولا مانع أن يكون صلى بهم في الأرض مرة أخرى .. والله أعلم.

 

#- خلاصة القول:

1- كونك تنكر أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة .. فهذا شأنك وقد قال به قلة من العلماء في رأي لهم .. وكونك تنكر أن المعراج كان بذات النبي ولكن كان مناما روحيا .. فهذا أيضا شأنك وقد قال به قلة من العلماء ..

- إذن هذا اختيارك أنت لرأي أنت أخذت به ..

 

- ولكن اختيارنا .. هو مع ما اتفق عليه عامة علماء المسلمين من أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة .. وكلاهما بالذات أي بالجسد والروح .. إذ لا يعقل أن يكون مناما روحيا .. لأنه كما كان الإسراء بالجسد فالمعراج بالجسد لكون كلاهما في ليلة واحدة ..

- والله أعلم .      

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .