ج114: قصة الإسراء والمعراج - كيف يصح معراج النبي ورؤيته للغيبيات إذا كان الله هو من يعلم الغيب - لماذا نؤمن بعروج أجساد الأنبياء من الأرض للسماء لمقابلة النبي في حين أن العقل يقول بأن الأوقع هو نزول الأرواح للأرض - كيف يجزم الصحابي حذيفة بأن جبريل عرج بالنبي على البراق حتى رأيا الجنة والنار في حين أن روايات أخرى قالت بأن جبريل هو من عرج بالنبي للسماء بعد أن تركا البراق في بيت المقدس.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وأربعة عشر)

#- فهرس:

:: الفصل المائة وأربعة عشر :: عن رحلة المعراج – ج5/ مسائل عقلية ذكرها المنكرين للمعراج بجسد النبي ويجعلون المعراج بالروح ::

1- س288: كيف يصح معراج النبي ورؤيته للغيبيات إذا كان الله هو من يعلم الغيب ؟

2- س289: لماذا نؤمن بعروج أجساد الأنبياء من الأرض للسماء لمقابلة النبي في حين أن العقل يقول بأن الأوقع هو نزول الأرواح للأرض ؟

3- س290: كيف يجزم الصحابي حذيفة بأن جبريل عرج بالنبي على البراق حتى رأيا الجنة والنار في حين أن روايات أخرى قالت بأن جبريل هو من عرج بالنبي للسماء بعد أن تركا البراق في بيت المقدس ؟

*******************

:: الفصل المائة وأربعة عشر ::

*******************

 ..:: س288: كيف يصح معراج النبي ورؤيته للغيبيات إذا كان الله هو من يعلم الغيب ؟ ::..

 

- من غرائب كلام المنكرين للمعراج النبوي قول بعضهم .. أن السموات وما فيها من غيب الله .. وغيب الله لا يعلمه إلا الله .. فكيف يكون للنبي معراج ورأي في الغيبيات .. فيكون بذلك مخالف للقرآن الذي ثبت فيه أنه لا يعلم الغيب إلا الله ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لو كان الأمر كما تزعم فأقول لك: كيف كان النبي يرى جبريل وهو من الغيبيات ؟!!

- إذن: أنت فاهم غلط مسألة رؤية الغيبيات وخلطتها بمعرفة الأقدار .. !!

- ورؤية الأنبياء للغيبيات لا مشكلة فيها .. لأنها رؤية عوالم غيبية وليس رؤية أقدار ..، بل حتى معرفة شيء من الأقدار .. يطلع الله عليها من يشاء من أنبياءه وأصفياءه .. بل وأحيانا يفتن بها الناس على يد أهل العرافة حتى ينكشف حال من يطيع الله فيبتعد عنهم أو يعصي الله فيقترب منهم ويصدقهم ..!!

 

2- أما عن القرآن .. فيقول جل شأنه: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن:26-27.

- فإذا كنت مؤمن أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من رسل الله .. فلا مشكلة حينئذ في أن يعرفه الله على ما في غيب السموات والأرض ..

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

3- أما عن أن الله عالم الغيب .. فهذا وصف ذاتي لله .. عالم الغيب بما كان ويكون وبما هو كائن .. فالمسألة تتعلق بإحاطة علمه بالأزمنة والأمكنة .. فما علاقة ذلك بأن الله يجعل النبي يرى من أمور ومشاهدات في السموات والأرض ؟!!

 

- ربنا يهدي لك نفسك يا بني .. ويحررك من الجهل اللي سكن فيك ..!!

 

*************************

..:: س289: لماذا نؤمن بعروج أجساد الأنبياء من الأرض للسماء لمقابلة النبي في حين أن العقل يقول بأن الأوقع هو نزول الأرواح للأرض ؟ ::..

 

- من غرائب منكري المعراج بالجسد .. هو تصور غريب جدا إذ قال بما معناه: كيف تم اللقاء بين جسد وأرواح في طباق السماء .. ومن المعلوم أن أجساد الأنبياء في قبورهم في الأرض .. ولاشك أن نزول الروح إلى الأرض أقرب إلى الواقع من صعود الجسد إلى السماء ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- حقيقة لم استوعب جيدا مقصده من وراء كلامه .. الذي يشير به إلى أنه يرى أن نزول الروح لاجتماعها بالجسد في الأرض أقرب للواقع من صعودها للسماء ..

 

- ولكن نقول له: من أين اتيت بهذه الواقعية ولا مؤاخذه ؟!! هل مقياسك هو خفة الروح وثقل الجسم ؟ أم ماذا ؟

 

- لأنه لو كان هذا هو المقياس عندك .. فهذا تخريف وكلام لا يصح أن يقول به مؤمن .. لأن الذي يأمر بنزول الروح لتجتمع بالجسد .. هو أيضا من يأمر برفع الجسد ليجتمع بالروح ؟!!

 

- فهل نزول الروح سهل بالنسبة لله .. وعروج الجسم للسماء هو صعب على الله ؟!!

- بقى ده كلام يا عم أنت ..!!

 

2- وطالما كلامك ده عشان تقصد تقول: أن عروجه النبي كان بروحه وليس بجسده .. ومقابلته مع الأنبياء كانت بأرواحهم وليس بأجسادهم .. ؟!!

- طيب ما كنت تقول كده مباشرة .. !!

 

- عشان كنا نقولك برضة مباشرة: وما المانع ودليل الإنكار من عروج النبي بجسده أو مقابلة الأنبياء بأجسادهم ؟!!

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

***************************

 ..:: س290: كيف يجزم الصحابي حذيفة بأن جبريل عرج بالنبي على البراق حتى رأيا الجنة والنار في حين أن روايات أخرى قالت بأن جبريل هو من عرج بالنبي للسماء بعد أن تركا البراق في بيت المقدس ؟ ::..

 

- ومما قاله منكري المعراج بالجسد لإثبات أنه منام .. اعترض أحدهم قائلا بما معناه: إذا كان البراق وسيلة العروج حتى رؤية الجنة والنار في السموات كما في رواية الصحابي حذيفة بن اليمان .. في حين تم العروج به بدون براق في روايات أخرى ؟!!

- وكل الروايات في صحيح الأحاديث .. سواء رواية حذيفة بن اليمان أو غيرها مما سبق الإشارة إليه .. ولذلك الأسلم أن يقال بأن المعراج كان بالروح دفعا لاضطراب الروايات .. إذ أن المنام لا مشكلة فيه ويحتمل التأويل ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لماذا أخذت الرواية التي فيها اضطراب وقد تكلم عليها العلماء كثيرا .. وهي التي أشرت إليها فقط متجاهلا الروايات التي ليس فيها اضطراب ولا إشكالية فيها كرواية ثابت البناني عن أنس بن مالك .. هذا على سبيل المثال .. ؟!!

 

2- دعني أفاجئك .. بأن رواية حذيفة بن اليمان فيها رواية تقول بأن النبي وجبريل تركا البراق عند بيت المقدس .. وإليك هذه المفاجئة :

- (حديث حسن) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ فَلَمْ يُزَايِلَا ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. فَصَعِدَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَأَرَاهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) رواه أبو داود الطيالسي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن ..

 

#- فيظهر من رواية الحديث أن الذي صعد بالنبي هو جبريل .. لأن قوله (فصعد به جبريل) لفظ (به) يتعلق بالنبي أي صعد جبريل بالنبي .. لأن جبريل ليس وسيلة الصعود بالبراق وإنما البراق هو من يتم الصعود به ..، وإضافة لما سبق .. أن لفظ (فأراه) متعلق بلفظ (به) .. فلفظ (فأراه) أي جبريل جعل النبي يرى الجنة والنار .. فيكون المقصد بلفظ (به) هو النبي أي صعد جبريل (به) اي بالنبي.

 

#- إذن: ليست كل روايات حذيفة بن اليمان تقول بأن جبريل والنبي ظلا على البراق حتى سبع سموات .. ولذلك هذه الرواية فيها اضطراب بسبب سوء حفظ الراوي (عاصم بن بهدلة) وهو إمام القراءات القرآنية .. ولكنه سيء الحفظ في رواية الحديث النبوي .

 

- يبقى بدل ما تظهر رواية حذيفة بن اليمان وكأنها الوحيدة التي تكلمت عن المعراج .. والتي أنت تعرف أن العلماء تكلموا عليها .. فضلا عن أنها حكاية صحابي وليس حديث نبوي .. فكان من المهم أن تقول ما فيها من اضطراب .. مع إظهار حقيقة باقي روايات المعراج الصحيحة التي لا اضطراب فيها ..

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

@- ملحوظة : تم الكلام على رواية حذيفة بن اليمان في الفصل التاسع والعشرون تحت عنوان: (س85: هل صعد النبي للسماء من بيت المقدس دون أن يصلي فيه كما قال الصحابي حذيفة بن اليمان ؟)..، وكذلك في الفصل التاسع عشر تحت عنوان: (س60: لماذا ربط النبي البراق في حلقة ببيت المقدس حينما وصل للمسجد الأقصى ؟ (هل لأنه سيهرب ؟).

 

@- أما عن مسألة ركوب البراق فسبق مناقشتها في مسألة خاصة وذلك في الفصل التاسع عشر .. تحت عنوان: (س58: هل ركب جبريل عليه السلام مع النبي على ظهر البراق حتى صعدا به إلى السماوات السبع ؟) ثم تحت عنوان فرعي: (ثانيا: هل ظل جبريل والنبي راكبين على البراق حتى صعدا للسماوات السبع ويتنقلون به ؟).

- وكذلك في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .