بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 28 ديسمبر 2024

Textual description of firstImageUrl

ج117: قصة الإسراء والمعراج - هل معراج النبي كان مناما روحيا بدلالة حديث رؤيا سمرة بن جندب المذكور في البخاري وكذلك حديث رؤيا علي بن أبي طالب - ما هي رؤيا النبي المشابهة للإسراء والمعراج والتي رواها الصحابي أبي أمامه الباهلي - هل يمكن لأي إنسان العروج للسماء كما يقول أصحاب الإسقاط النجمي ومروجي الطاقة الروحانية وأنه لا ميزة للنبي محمد في معراجه - هل معنى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) أنه يوجد في الكون إلهين أحدهما يُسبِّح الآخر .

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة وسبعة عشر)
هل معراج النبي كان مناما روحيا بدلالة حديث رؤيا سمرة بن جندب المذكور في البخاري - علاقة الإسراء والمعراج بالإسقاط النجمي والطاقة الروحانية

#- فهرس:

:: الفصل المائة وسبعة عشر :: عن رحلة المعراج – ج8/ مسألة عن المعراج ينشرها البعض للدلالة على أن المعراج كان مناما ::

1- س296: هل معراج النبي كان مناما روحيا بدلالة حديث رؤيا سمرة بن جندب المذكور في البخاري وكذلك حديث رؤيا علي بن أبي طالب ؟

#- أولا: ما علاقة الرؤيا بالمعراج الجسدي ؟

#- ثانيا: هل يصح أن يقال أن هذا الحديث كان رؤيا مسبقة كمقدمة للإسراء والمعراج أو أن المعراج هو رؤيا منام ؟

#- ثالثا: هل رؤية النبي للمعذبين في الرؤيا هو رؤيا تحقيق أم مثال لما سيتحقق لهؤلاء العصاة ؟

#- رابعا: لماذا في رؤية المعذبين كان يراهم النبي منفردين ما عدا الزناة رآهم مجتمعين وتأكلهم النار ؟

#- خامسا: ما هي الأرض المقدسة التي رآها النبي في المنام ؟

#- سادسا: كيف لم يعرف النبي سيدنا جبريل وميكائيل وإبراهيم وقد رآهم في رحلة الإسراء والمعراج من قبل ؟

#- سابعا: من هو الرجل الذي تعلم القرآن وكان يتم شق رأسه عقوبة له ..

#- ثامنا: ما هي رؤيا النبي المشابهة للإسراء والمعراج والتي رواها الصحابي أبي أمامه الباهلي ؟

2- س297: هل يمكن لأي إنسان العروج للسماء كما يقول أصحاب الإسقاط النجمي ومروجي الطاقة الروحانية وأنه لا ميزة للنبي محمد في معراجه ؟

3- س298: هل معنى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) أنه يوجد في الكون إلهين أحدهما يُسبِّح الآخر ؟

*******************

:: الفصل المائة وسبعة عشر ::

*******************

..:: س296: هل معراج النبي كان مناما روحيا بدلالة حديث رؤيا سمرة بن جندب المذكور في البخاري وكذلك حديث رؤيا علي بن أبي طالب ؟ ::..

 

- هناك حديث صحيح ظن منه بعض العلماء أن المعراج كان مناما روحيا .. ولعل البعض ظن منها أنه المعراج حدث بالمدينة .. ثم أتى بعض أهل زماننا وأخذ من هذا الظن الذي ذكره بعض العلماء وجعل منه حقيقة واقعية ونشروها بين الناس على أن معراج النبي كان مناما.. وهيهات لهم ذلك إذ لا يقول بذلك إلا من غلبه الجهل في التمييز بين الروايات .. حتى فقد التمييز بين ما هو رؤيا وما هو يقظة .. !!

 

- وهذا هو الحديث الذي توهم منه البعض أن يكون المعراج مناما وليس يقظة .. هو حديث الصحابي سمرة بن جندب .. وإليك بيان ذلك ..

 

أ- في (حديث صحيح) .. عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ: (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ؟ .. قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ .. وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ (أي بعد صلاة الصبح): إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ (أي ملكان وهما جبريل وميكائل) ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي (أي أرسلاني معهما) ، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ .. وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا..

- وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ .. وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ (أي يشقها بالحجر) ، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ (أي يتدحرج من اعلى لأسفل) هَا هُنَا (أي في مكان قريب من الرجل الضارب)، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ (أي الرجل المضطجع المضروب) كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " ..

- قَالَ: فَانْطَلَقْنَا .. فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ (أي خطَّاف من حديد) ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ (أي يقطع) شِدْقَهُ (أي من جانب فمه) إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، - "قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ - " ..، قَالَ: «ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى» ..، قَالَ: " قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ ..

- فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ (أي مثل الفرن الذي يصنع فيه الخبز) - قَالَ: فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ " قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا "أي صاحوا يصرخون)» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَءِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " .

- قَالَ: فَانْطَلَقْنَا .. فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ (أي يفتح له فمه) فَيُلْقِمُهُ (أي يضع فيه حجرا) حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " ..

- قَالَ: فَانْطَلَقْنَا .. فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ (أي كريه المنظر) .. كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً .. وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا (أي يحركها ويوقدها ويشعلها) وَيَسْعَى حَوْلَهَا .. قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا ..

- فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ (أي بستان وفيها شجرة عظيمة كما في رواية أخرى) مُعْتَمَّةٍ (أي شديدة الخضرة وطويلة النبات تخفي ما بداخلها) .. فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ (أي وسطها) الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ .. لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ .. وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ " قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ " ..

- قَالَ: فَانْطَلَقْنَا .. فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ (أي المقصد هنا شجرة أعظم من السابق رؤيتها كما في رواية النسائي بأنها دوحة أي شجرة) .. لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ.

- قَالَ: قَالاَ لِي: ارْقَ فِيهَا (أي أصعد فيها وكأنها وسيلة للصعود كالسلم والأسانسير في زماننا هذا) .. قَالَ: فَارْتَقَيْنَا فِيهَا (وفي رواية "فصعدا بي في الشجرة") فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ (أي بطوبة أو حجر من) ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ .. فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا .. فَدَخَلْنَاهَا .. فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ (أي نصف) مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ .. وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ .. قَالَ (أي النبي): قَالاَ (أي الملكان) لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ" .. قَالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ المَحْضُ فِي البَيَاضِ (أي كأنه لبنا بياضه قوي) .. فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ .. ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ .. فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ..

- قَالَ: قَالاَ لِي: هَذِهِ (أي المدينة) جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ " .. قَالَ: فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ (أي السحابة) البَيْضَاءِ .. قَالَ: " قَالاَ لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ " قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي (أي اتركاني) فَأَدْخُلَهُ .. قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ .. وَأَنْتَ دَاخِلَهُ (أي في الآخرة)..

- قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا .. فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ ؟

- قَالَ: قَالاَ لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ (أي يُشق) رَأْسُهُ بِالحَجَرِ .. فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ.

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ (أي يُقطع) شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ .. وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ .. وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ .. فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ.

- وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ (أي الفُرن) .. فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي.

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ (أي يتم حشو فمه بالحجر) .. فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا.

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ (أي المنظر) الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا .. فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ.

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ.

- قَالَ "سمرة بن جندب": فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ (أي الذين استمعوا لرؤية النبي وهو يحكيها لهم): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ (أي وأولاد المشركين الذين ماتوا أطفالا كانوا مع إبراهيم في الروضة) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ.

- (ثم اكمل النبي توضيح باقي الرؤية فقال) وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا .. فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا .. تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ) صحيح البخاري.

 

ب- رواية أخرى في (حديث صحيح) .. عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟

- قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ .. فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ .

- قُلْنَا: لاَ.

- قَالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي، فَأَخْرَجَانِي إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ، بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ ..

- قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى "أحد رواة الحديث": إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ .. ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ .. وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ .. قُلْتُ: مَا هَذَا؟

- قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ (أي حجرة بحجم قبضة الكف) - أَوْ صَخْرَةٍ - فَيَشْدَخُ (أي فيكسر) بِهِ رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ (أي تدحرج) الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟

- قَالاَ: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ (أي مثل فتحة موقد أو فرن النار الذي يتم خبز العيش بداخله)  .. أَعْلاَهُ ضَيِّقٌ (أي بداية فتحة الدخول) وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ .. يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا .. فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟

- قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ – (قَالَ "يَزِيدُ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ"): وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ .. فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ .. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ (أي فمه) ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا ؟

- قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ (أي بستان أو حديقة) .. فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ .. وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ .. وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا .. فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ .. وَأَدْخَلاَنِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا .. فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَنِسَاءٌ، وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا .. فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ .. فَأَدْخَلاَنِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وَشَبَابٌ.

- قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ (أي جعلتماني أرى أمورا) .. فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ .. قَالاَ: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ (أي جانب فمه) ..  فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ .. فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.

- وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ (أي يكسر) رَأْسُهُ .. فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ .. فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ .. يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.

- وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ.

- وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا.

- وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .. وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ، فَأَوْلاَدُ النَّاسِ  ..

- وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ.

- وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ.

- وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ.

- وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قَالاَ: ذَاكَ مَنْزِلُكَ.

- قُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي.

- قَالاَ: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ) صحيح البخاري.

 

ج- رواية أخرى جاء في (حديث صحيح) ..  عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ ..، فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ رَأَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَيْهِ فَيَقُولُ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ.

- فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ .. قَالَ: فَقُلْنَا: لَا ..

- قَالَ: لَكِنْ أَنَا رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي .. فَأَخَذَا بِيَدَيَّ .. فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ فَضَاءٍ .. أَوْ أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ .. فَمَرَّا بِي عَلَى رَجُلٍ .. وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ (أي خُطَّاف) مِنْ حَدِيدٍ .. فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ (أي في الفم من أسفل خده) .. فَيَشُقُّهُ .. حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ .. ثُمَّ يُخْرِجُهُ فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ الْآخَرِ .. وَيَلْتَئِمُ هَذَا الشِّدْقُ .. فَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ .. قُلْتُ: مَا هَذَا ؟

- قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا .. فَإِذَا رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ عَلَى قَفَاهُ .. وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ فِهْرٌ (أي حجرة بحجم قبضة الكف) .. أَوْ صَخْرَةٌ، فَيَشْدَخُ (أي فيكسر) بِهَا رَأْسَهُ .. فَيَتَدَهْدَى (أي فيتدحرج) الْحَجَرُ .. فَإِذَا ذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ عَادَ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ .. فَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا ؟

- قَالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا .. فَإِذَا بَيْتٌ مَبْنِيٌّ عَلَى بِنَاءِ التَّنُّورِ (أي على هيئة شكل مخبز الخُبز) .. أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ .. وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ .. يُوقَدُ تَحْتَهُ نَارٌ .. فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ .. فَإِذَا أُوقِدَتْ ارْتَفَعُوا .. حَتَّى يَكَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا .. فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا .. فَقُلْتُ: مَا هَذَا ؟

- قَالَا لِيَ: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ .. فَإِذَا نَهَرٌ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ .. وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ .. فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا دَنَا لِيَخْرُجَ .. رَمَى فِي فِيهِ (أي فمه) حَجَرًا .. فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ .. فَهُوَ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ .. فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟

- فَقَالَا: انْطَلِقْ فَإِذَا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ .. فَإِذَا فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ .. وَإِذَا شَيْخٌ فِي أَصْلِهَا حَوْلَهُ صِبْيَانٌ .. وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ .. فَهُوَ يَحْشُشُهَا (أي يجمعها) وَيُوقِدُهَا .. فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ .. فَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ دَارًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا .. فَإِذَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ .. وَفِيهَا نِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ .. فَأَخْرَجَانِي مِنْهَا .. فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ .. فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ .. وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ ..

- فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنَّكُمَا قَدْ طَوَّفْتُمَانِي (أي جعلتموني أرى أمورا) مُنْذُ اللَّيْلَةِ .. فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ .. فَقَالَا: نَعَمْ ..

- أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي رَأَيْتَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ كَذَّابٌ، يَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَتُحْمَلُ عَنْهُ فِي الْآفَاقِ (أي تنتشر فتحدث فتنة) .. فَهُوَ يُصْنَعُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .. ثُمَّ يَصْنَعُ اللهُ بِهِ مَا شَاءَ ..

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ مُسْتَلْقِيًا .. فَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ .. فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ .. وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ بِالنَّهَارِ .. فَهُوَ يُفْعَلُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ..

- وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ فِي التَّنُّورِ فَهُمُ الزُّنَاةُ .. وَأَمَّا الَّذِي رَأَيْتَ فِي النَّهَرِ .. فَذَاكَ آكِلُ الرِّبَا..

- وَأَمَّا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ (أي يجلس في وسطها) .. فَذَاكَ إِبْرَاهِيمُ .. وَأَمَّا الصِّبْيَانُ الَّذِي رَأَيْتَ .. فَأَوْلَادُ النَّاسِ ..

- وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ يُوقِدُ النَّارَ وَيَحْشُشُهَا فَذَاكَ "مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ" .. وَتِلْكَ النَّارُ.

- وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي دَخَلْتَ أَوَّلًا فَدَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ..

- وَأَمَّا الدَّارُ الْأُخْرَى فَدَارُ الشُّهَدَاءِ ..

- وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ ..

- ثُمَّ قَالَا لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي .. فَإِذَا كَهَيْئَةِ السَّحَابِ .. فَقَالَا لِي: وَتِلْكَ دَارُكَ .. فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَانِي أَدْخُلْ دَارِي .. فَقَالَا: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَكَ عَمَلٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ .. فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَهُ دَخَلْتَ دَارَكَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

2- وجاء في (حديث موضوع أي مكذوب) .. وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي خَالِد الوَاسِطِيّ عَن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر ذَات يَوْم بِغَلَس وَكَانَ يغلس ويسفر وَيَقُول: مَا بَين هذَيْن وَقت لكيلا يخْتَلف الْمُؤْمِنُونَ .. فصلّى بِنَا ذَات يَوْم بِغَلَس فَلَمَّا قضى الصَّلَاة الْتفت إِلَيْنَا كَأَن وَجهه ورقة مصحف فَقَالَ: أفيكم من رأى اللَّيْلَة شَيْئا قُلْنَا: لَا يا رسول الله.

- قَالَ: لكني رَأَيْت ملكَيْنِ أتياني اللَّيْلَة فأخذا بضبعي فَانْطَلقَا بِي إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فمررت بِملك وأمامه آدَمِيّ وَبِيَدِهِ صَخْرَة .. فَيضْرب بِهَامَّة (أي رأس) الْآدَمِيّ فَيَقَع دماغه جانباً وَتَقَع الصَّخْرَة جانباً.

- قلت: مَا هَذَا قَالَا لي: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بِملك وأمامه آدَمِيّ وبيد الْملك كَلوب (أي خطاف) .. من حَدِيد فيضعه فِي شدقه الْأَيْمن فيشقه حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى أُذُنه ثمَّ يَأْخُذ فِي الْأَيْسَر فيلتئم الْأَيْمن قلت: مَا هَذَا .. قَالَا: أمضه.

- فمضيت فَإِذا أَنا بنهر من دم يمور (يثور أو يغلي) كمور الْمرجل (الإناء الذي فيه الماء المغلي) .. على فِيهِ قوم عُرَاة على حافة النَّهر مَلَائِكَة بِأَيْدِيهِم مدرتان (أي قطعتين من الطين)  كلما طلع طالع قَذَفُوهُ بمدرة فَيَقَع فِي فِيهِ .. ويسيل إِلَى أَسْفَل ذَلِك النَّهر قلت: مَا هَذَا قَالَا: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بِبَيْت أَسْفَله أضيق من أَعْلَاهُ .. فِيهِ قوم عُرَاة توقد من تَحْتهم النَّار أَمْسَكت على أنفي من نَتن مَا أجد من ريحهم قلت: من هَؤُلَاءِ قَالَا: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بتل أسود عَلَيْهِ قوم مخبلون .. تنفخ النَّار فِي أدبارهم فَتخرج من أَفْوَاههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم .. قلت: مَا هَذَا قَالَا: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بِنَار مطبقة مُوكل بهَا ملك .. لَا يخرج مِنْهَا شَيْء إِلَّا أتبعه حَتَّى يُعِيدهُ فِيهَا قلت: مَا هَذَا قَالَا لي: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بروضة .. وَإِذا فِيهَا شيخ جميل لَا أجمل مِنْهُ وَإِذا حوله الْولدَان وَإِذا شَجَرَة وَرقهَا كآذان الفيلة

- فَصَعدت مَا شَاءَ الله من تِلْكَ الشَّجَرَة وَإِذا أَنا بمنازل لَا أحسن مِنْهَا من زمردة جوفاء وزبر جدة خضراء وياقوته حَمْرَاء

- قلت: مَا هَذَا قَالَا: أمضه

- فمضيت فَإِذا أَنا بنهر عَلَيْهِ جسران من ذهب وَفِضة على حافتي النَّهر منَازِل لَا منَازِل أحسن مِنْهَا من درة جوفاء وياقوته حَمْرَاء وَفِيه قدحان وأباريق تطرد .. قلت: مَا هَذَا قَالَا لي: أنزل .. فَنزلت فَضربت بيَدي إِلَى إِنَاء مِنْهَا فغرفت ثمَّ شربت فَإِذا أحلى من عسل وَأَشد بَيَاضًا من اللين وألين من الزّبد

- فَقَالَا لي: أما صَاحب الصَّخْرَة الَّتِي رَأَيْت يضْرب بهَا هامته فَيَقَع دماغه جانباً وَتَقَع الصَّخْرَة جانباً فَأُولَئِك الَّذين كَانُوا ينامون عَن صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة وَيصلونَ الصَّلَاة لغير مواقيتها يضْربُونَ بهَا حَتَّى يصيروا إِلَى النَّار.

- وَأما صَاحب الكَلُّوب الَّذِي رَأَيْت ملكا موكلاً بِيَدِهِ كَلوب (أي خطاف) من حَدِيد يشق شدقه الْأَيْمن حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى أُذُنه ثمَّ يَأْخُذ فِي الْأَيْسَر فيلتئم الْأَيْمن فَأُولَئِك الَّذين كَانُوا يَمْشُونَ بَين الْمُؤمنِينَ بالنميمة فيفسدون بَينهم فهم يُعَذبُونَ بهَا حَتَّى يصيروا إِلَى النَّار

- وَأما مَلَائِكَة بِأَيْدِيهِم مدرتان من النَّار كلما طلع طالع قَذَفُوهُ بمدرة فَتَقَع فِي فِيهِ فينفتل إِلَى أَسْفَل ذَلِك النَّهر فَأُولَئِك أَكلَة الرِّبَا يُعَذبُونَ حَتَّى يصيروا إِلَى النَّار

- وَأما الْبَيْت الَّذِي رَأَيْت أَسْفَله أضيق من أَعْلَاهُ فِيهِ قوم عُرَاة تتوقد من تَحْتهم النَّار أَمْسَكت على أَنْفك من نَتن مَا وجدت من ريحهم فَأُولَئِك الزناة وَذَلِكَ نَتن فروجهم يُعَذبُونَ حَتَّى يصيروا إِلَى النَّار

- وَأما التل الْأسود: الَّذِي رَأَيْت عَلَيْهِ قوما مخبلين تنفخ النَّار فِي أدبارهم فَتخرج من أَفْوَاههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم فَأُولَئِك الَّذين يعْملُونَ عمل قوم لوط الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ فهم يُعَذبُونَ حَتَّى يصيروا إِلَى النَّار

- وَأما النَّار المطبقة: الَّتِي رَأَيْت ملكا موكلاً بهَا كلما خرج مِنْهَا شَيْء أتبعه حَتَّى يُعِيدهُ فِيهَا فَتلك جَهَنَّم تفرق بَين أهل الْجنَّة وَأهل النَّار

- وَأما الرَّوْضَة: الَّتِي رَأَيْت فَتلك جنَّة المأوى

- وَأما الشَّيْخ: الَّذِي رَأَيْت وَمن حوله من الْولدَان فَهُوَ إِبْرَاهِيم وهم بنوه

- وَأما الشَّجَرَة: الَّتِي رَأَيْت فطلعت إِلَيْهَا فِيهَا منَازِل لَا منَازِل أحسن مِنْهَا من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوته حَمْرَاء فَتلك منَازِل أهل عليين من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا

- وَأما النَّهر: فَهُوَ نهرك الَّذِي أَعْطَاك الله: الْكَوْثَر وَهَذِه منازلك وَأهل بَيْتك

- قَالَ: فنوديت من فَوقِي: يَا مُحَمَّد سل تُعْطه

- فارتعدت فرائصي ورجف فُؤَادِي واضطرب كل عُضْو مني وَلم أستطع أَن أُجِيب شَيْئا

- فَأخذ أحد الْملكَيْنِ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فوضعها فِي يَدي وَالْآخر يَده الْيُمْنَى فوضعها بَين كَتِفي فسكن ذَلِك مني ثمَّ نوديت من فَوقِي: يَا مُحَمَّد سل تعط

- قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك أَن تثبت شَفَاعَتِي وَأَن تلْحق بِي أهل بَيْتِي وَأَن أَلْقَاك وَلَا ذَنْب لي

- قَالَ: ثمَّ ولي بِي

- وَنزلت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر وَيتم نعْمَته عَلَيْك ويهديك صراطاً مُسْتَقِيمًا}

- فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَكَمَا أَعْطَيْت هَذِه كَذَلِك أعطانيها إِن شَاءَ الله تَعَالَى) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومكذوب على الإمام (زيد بن علي بن الحسين) .. والذي كذب بهذا الحديث هو (أبو خالد الواسطي- وهو عمرو بن خالد القرشي) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب عند علماء الحديث .. قال عنه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأسحاق بن راهويه أنه يضع الأحاديث ..، وقال عنه يحيى بن معين: كذاب وليس بشيء ..، وقال عنه الحاكم: يروى عن زيد بن على الموضوعات (راجع تهذيب التهذيب ج8 ص27)..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: ما علاقة الرؤيا بالمعراج الجسدي ؟

- من المثير للدهشة .. أن يقوم البعض بقلب الرؤيا النبوية إلى كونها المعراج الجسدي في اليقظة الذي حدث للنبي .. بالرغم من اختلاف الأحداث ..!!

 

#- لو كان البخاري أو غيره .. يعلم أن الرؤيا المنامية هي مثل معراج اليقظة لكان جمعهما معا في باب واحد في صحيحه .. ولكن هذا لم يحدث .. بل ولم يقل أحد من علماء المسلمين أن هذه الرؤيا هي الخاصة بليلة الإسراء والمعراج ..

 

@- والاختلاف كبير بين ما حدث في الرؤية وفي اليقظة .. وإليك بعض الاختلافات:

1- الرؤيا حدثت في المدينة .. والإسراء والمعراج الجسدي حدث في مكة ونزل فيهما قرآن مكي وليس مدني .. فسورة الإسراء كلها مكية إلا بعض الآيات .. وسورة النجم كلها مكية ..

 

2- المرائي للمعذبين التي شاهدها النبي في الرؤيا لم يراها في المعراج الجسدي.

 

3- الرؤيا بدأت بأخذ النبي من منزله من مكان نومه في المدينة كما هو الظاهر من الحديث .. بخلاف إسراء اليقظة والعراج فكان من المسجد الحرام .

 

4- لم يأت في حديث الرؤيا .. كلام النبي مع ربه وأخذه تشريعا منه وهو الصلوات الخمسة.

 

5- تشابه بعض الأحداث ليس معناه ان كلاهما واحد .. فالرؤية مثال للدلالة على شيء .. والواقع حدوث شيء فعلا .. كما رأى إبراهيم في الرؤيا أنه يذبح ابنه إسماعيل .. ولكن كان هذا مجرد رؤيا كشفية .. ثم تحولت الرؤيا لتحقيق في الواقع .. فكانت الرؤيا مثال والواقع تحقيق وليس كلاهما شيء واحد.

 

#- ثانيا: هل يصح أن يقال أن هذا الحديث كان رؤيا مسبقة كمقدمة للإسراء والمعراج أو أن المعراج هو رؤيا منام ؟

1- لا يصح هذا القول من بعض العلماء .. إذ قال بعضهم أن هذه الرؤيا كانت مقدمة للإسراء والمعراج .. ولكن هذا القول لا يصح لأن راوي الحديث هو سمرة بن جندب وهو ممن كان بالمدينة وسمع الرؤيا من النبي في المدينة .. وليس في مكة ..

 

- وبالتالي لا يصح ان يقال أن هذه الرؤية كانت مقدمة للإسراء والمعراج ..

 

- وإنما هذه الرؤية حدثت بعد الإسراء والمعراج .. كرؤيا روحية للنبي رآها وحكاها للصحابة .. وليس أكثر من ذلك ولا أقل ..!!

 

2- ولو قيل أن هذه الرؤيا دليلا على أن المعراج كان مناما .. فيقال حينئذ وكذلك أن الإسراء كان مناما لأن المرائي للمعذبين حدثت في الإسراء المنامي .. ولو كان الأمر كذلك لكان ذلك تكذيبا للقرآن في آية الإسراء .. إذ أن التسبيح والعبودية لا يأتيان مع منام .. وسبق بيان ذلك أن الإسراء كان بالجسد اتفاقا بإجماع غالب علماء المسلمين.

- ولم ينكر أحد من علماء المسلمين تعدد حدوث الإسراء والمعراج مناما .. أو تعدد حدوث الإسراء يقظة .. أو تعدد حدوث المعراج يقظة ولكن كمشاهدات ومكاشفات علوية وليس كما حدث ليلة الإسراء والمعراج صعودا بالجسد النبوي.

 

#- قال بن حجر العسقلاني رحمه الله ( المتوفى:852 هـ):

- وفي هذا الحديث: من الفوائد أن الإسراء وقع مرارا يقظة ومناما .. على أنحاء شتى .. وفيه أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ ... (فتح الباري ج12 ص445).

 

#- ثالثا: هل رؤية النبي للمعذبين في الرؤيا هو رؤيا تحقيق أم مثال لما سيتحقق لهؤلاء العصاة ؟

- إذا كان بعض العلماء كالإمام بن حجر كما ذكرنا كلامه منذ قليل .. قد أشار إلى أن الحديث يشير إلى أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ .. إلا أن هذا الكلام فيه نظر .. ليه ؟

- لأنه ليس بالضرورة أن يكون رؤية العصاة يعذبون في البرزخ فعلا .. وإنما قد يكون مثال لما سيحدث لهم وهم يرون ذلك في قبورهم .. وإلا فالذين كان رآهم النبي هم مجرد أفرادا .. وبالتأكيد الذين يرتكبون هذا الذنب لم يكونوا واحد فقط .. وإنما هو ضرب مثال لما يراه فاعل هذا الذنب كمثال لما سيواجهه في الآخرة ..

- والله أعلم.

 

#- رابعا: لماذا في رؤية المعذبين كان يراهم النبي منفردين ما عدا الزناة رآهم مجتمعين وتأكلهم النار ؟

- أما عن قوله: (وفيه رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ) .. فأتى هنا باللفظ مجموعا وليس منفردا كما في كل المعاصي السابقة في الرؤيا .. وكأن هذه المعصية ذكر فيها الجماعة وذلك للدلالة على كثرة هذه المعصية في زمن حياة الإنسان وانتشارها حتى ستغلب عليهم .. احفظنا يا رب والمسلمين.

 

- أما عن سبب رؤيتهم بأن النار كأنها ستصيب كل أجسامهم .. بخلاف سائر المعاصي التي كانت مخصصة بأعضاء معينة .. وذلك لأن الزنا يشمل الإستمتاع المحرم بكامل الجسم .. ولذلك النار تأتي على كامل الجسم .. 

- والله أعلم .

 

#- خامسا: ما هي الأرض المقدسة التي رآها النبي في المنام ؟

- البعض قال أن الأرض المقدسة هي أرض الشام أو بيت المقدس على وجه التحديد .. ولكن لا يوجد رواية تؤكد ذلك .. وإنما الروايات قالت مرة (أرض مقدسة) أو (أرض فضاء) .. ولو كان المقصد هو بيت المقدس ما كان اختلف الرواة في اللفظ ..

 

- ولم أجد كلام للعلماء فيما هو متاح لدي من مصادر علمية .. عن سبب تسمية هذا المكان بكونه أرض مقدسة ..

- وإنما الذي أظنه هو الآتي: أنها أرض مُقدَّسة بمعنى مُطهَّرة من الظلم أي كل ما فيها هو عن حق وليس فيه اعتداء أو ظلم لأحد .. فالحساب فيها عن عدل ..

- والله أعلم .

 

#- سادسا: كيف لم يعرف النبي سيدنا جبريل وميكائيل وإبراهيم وقد رآهم في رحلة الإسراء والمعراج من قبل ؟

- لم يعرف النبي الملكين الذين زاراه في الرؤيا ولم يعرف سيدنا إبراهيم .. لاختلاف أوصاف المرائي عن الحقائق .. إذ أنها رؤية مثال لصور روحانية وليس رؤية تحقيق بالذات .. فليس ما تراه بروحك كما تراه بعينك .. فافهم وكن بصيرا . 

 

- فهو رآهم في هيئة ما رآهم بها من قبل وإلا كان عرفهم .. ولم يراهم في هيئتهم التي رآها عليهم من قبل في ليلة الإسراء والمعراج .. كما أن رؤية النبي لربه في المنام لم تكن كرؤيته لربه ليلة الإسراء والمعراج ..

 

- وأبسط مما سبق .. فأنت قد ترى أقارب لك في هيئات مختلفة عن أشكالهم التي تعرفها ثم تسأل عنهم في الرؤيا فتعرف أنهم فلان وفلان أقاربك ولكن رؤيتك لهم روحانيا كانت بصورة مختلفة عما كنت تراهم عليه ..

 

#- سابعا: من هو الرجل الذي تعلم القرآن وكان يتم شق رأسه عقوبة له ..

- قد تقرأ في رواية مما سبق: (فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ .. فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ).

 

- ولكن يوضح ذلك رواية أخرى وهي: (فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ)

 

#- إذن: المقصد بمن علمه الله القرآن .. هو شخص عرف أوامره ونواهيه واستكبر أن يطيع القرآن في عمل بليل أو نهار وكأن اتخذ القرآن مهجورا .. وكان عرف ان الصلاة مفروضة عليه فنام عنها تكاسلا ولم يؤديها ..

 

- وكما يتضح لنا أن هذه الروايات قيلت بالمعنى وليس باللفظ النبوي .. أي بعض الرواة تصرف في اللفظ ..  

 

#- ثامنا: ما هي رؤيا النبي المشابهة للإسراء والمعراج والتي رواها الصحابي أبي أمامه الباهلي ؟

- لقد رأى النبي رؤيا أخرى حكاها الصحابي أبي أمامة الباهلي .. وهي رؤية كشفية وقد حدث فيها إسراء ومعراج روحي للنبي وكان مما تم حكايته بالمدينة .. وهذه هي الرؤيا:

 

أ- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (بَيْنَا (أي بينما) أَنَا نَائِمٌ، إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ .. فَأَخَذَا بِضَبْعِي (أي بعَضُدي أو يدي) فَأَتَيَا بِي جَبَلًا (أي جبلا يمكن الصعود عليه سيرا) وَعْرًا (أي شاق وصعب السير عليه) ..

- فَقَالَا لِي: اصْعَدْ .. فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أُطِيقُ. فَقَالَا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ.

- فَصَعِدْتُ .. حَتَّى كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ (أي أعلاه أو منتصفه).. إِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ .. قُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ ؟ قَالُوا: هَذَا هُوَ عُوَاءُ (أي صريخ) أَهْلِ النَّارِ .. ثُمَّ انْطَلَقَ بِي .. فَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ (أي معلقين مما فوق جزء الكعب من قدم الإنسان) .. مُشَقَّقَةً أَشْدَاقُهُمْ (أي جانب الفم مما تحت الخد) .. تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا .. فَقُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ (أي قبل موعد أذان المغرب في صيام رمضان)..

- ثُمَّ انْطَلِقَا بِي .. فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدِّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا .. وَأَنْتَنِهِ (أي وأقذره) رِيحًا .. وَأَسْوَئِهِ (أي وأقبحه) مَنْظَرًا .. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي.

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي .. فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثَدْيَهُنَّ الْحَيَّاتُ .. فَقُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ ..

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي (أي في مكان آخر) فَإِذَا بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ .. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (أي الأطفال من ذرية المؤمنين الذين ماتوا قبل البلوغ) ..

- ثُمَّ شَرَفَ لِي (أي أظهرا لي) شَرَفٌ (أي موضعا ذو مكانة وشرف) .. فَإِذَا أَنَا بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ لَهُمْ (أي من خمر لذة للشاربين من خمر الجنة) .. قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ..

- ثُمَّ شَرَفَ لِي شَرَفٌ آخَرُ .. فَإِذَا أَنَا بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ (أي بثلاثة أفراد لم يميزهم النبي أول ما رآهم) ..

- قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ يَنْتَظِرُونَكَ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .. وقد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر وقد احتج به مسلم.. (انتهى كلامه) ..، ووافقه الذهبي وقال: على شرط مسلم.

 

ب- وفي (حديث صحيح) بنفس السند بلفظ آخر ومما جاء فيه زيادة عن الرواية السابقة: (ثُمَّ انْطَلَقَ، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا وَأَنْتَنِهِ رِيحًا .. وَأَسْوَئِهِ مَنْظَرًا .. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ قَتْلَى الْكُفَّارِ.

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي .. فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا .. وَأَنْتَنِهِ رِيحًا .. كَأَنَّ رِيحَهُمُ الْمَرَاحِيضُ.. قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي.

- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي .. فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثُدِيَّهُنَّ الْحَيَّاتُ .. قُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُن ..... إلى آخر الرواية السابقة) رواه بن خزيمة في صحيحه .. وقال الأعظمي محقق صحيح بن خزيمة: إسناده صحيح.

 

#- إذن: قد حدث للنبي مرائي منامية روحية شبيهة بالإسراء والمعراج .. ولكنها ليست بتفاصيل الإسراء والمعراج .. وكانت مناما ولم تكن يقظة .. وكانت هذه المرائي بالمدينة ولم تكن بمكة ..

 

# وخلاصة القول:

1- هناك فرق بين الرؤيا واليقظة .. فالإسراء والمعراج الذي رواه الصحابة ونزل فيه قرآن لا علاقة له بالمنام .. وإنما المرائي المنامية قد أتت في مرحلة تالية لتحذير المؤمنين من عاقبة بعض المعاصي التي تم الكشف عنها للنبي صلى الله عليه وسلم .. فمن أراد أن ينتبه ويأخذ حذره .. فقد نجا من هذه العواقب .. ومن أبى واستكبر وفعلها فلا يلوم سوى نفسه ..

 

2- رؤيا الأنبياء حق .. فما رآه النبي في الرؤيا هو عين الحق .. وهو ما سيحدث لبعض العصاة من العقاب جزاء أفعالهم .. ونحن نقر بما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الأنبياء لا يرون باطلا ..، ولا يتسلط عليهم الشيطان ليفسد عليهم ما يرونه من ربهم .. فانتبه .

- والله أعلم .  

*****************

..:: س297: هل يمكن لأي إنسان العروج للسماء كما يقول أصحاب الإسقاط النجمي ومروجي الطاقة الروحانية وأنه لا ميزة للنبي محمد في معراجه ؟ ::..

 

- من النفوس السيئة التي يمكن أن تصادفها في حياتك .. أن تجد من يزعم أنه مسلم ويساوي حال البوذيين والهندوس بحال النبي صلى الله عليه وسلم .. بل ويزعم بإمكانية حدوث المعراج لأي احد لو توافرت فيه بعض الأمور الروحانية الخاصة ويكون مثل النبي محمد .. إذ ليس في المعراج أي خصوصية نبوية ..!!

 

- وبعيدا عن الخوض في كون هذا الشخص مسلم أم يختبيء خلف قناع الدين ليسمعه الناس ويشكك في المعراج .. ولكن ما يهمنا هنا هو توضيح بعض الأمور التي يتلاعبون بها في عقول من لا علم له ..

 

#- ملحوظة عن معنى الإسقاط النجمي: هو البعد التخيلي لروح الإنسان والتي تكون بشكل هيئته الجسدية ولونها مثل لون النجوم .. إذ يتم تحرير روح الإنسان من جسمه والتحكم والتصرف فيها لإسقاطها أي تصريفها لأماكن يريدون الوصول إليها بالروح ..

- ولهم معاني أخرى .. ولكن يكفي هذا .. ولهم أيضا طرق وأفعال لتفعيل هذه الطريقة في الإنسان .. ولا داعي للكلام عنها ..


- ومفهوم خروج الروح من الجسد عندهم .. ليس المقصد منه هو الروح الكلي المسئولة عن تدبير الجسد ....، وإنما هو قدرة من قدرات الروح كالتي تدرك المنامات .. إلا أنه في حال الرغبة النفسية عند هؤلاء لفعل الانتقالات الروحانية ففي تلك الحالة قد يتم استيلاء أو مس من العالم الظلماني (كالقرين) عند البعض على هذه القدرة ويتم توجيهها لرؤية الباطل .. ولذلك نادرا ما يكون كشفهم صحيح وأحوالهم حق ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بغض النظر عن استحمارهم لمتابعيهم على اليوتيوب والتيك توك وغير ذلك .. ولكن نوضح الآتي للمؤمنين ..

1- المعراج النبوي هو معراج جسدي للسماوات العلا وما بعدها .. أما ما يسمونه بالإسقاط النجمي أو خروج الروح من الجسم .. هو مسألة روحانية لا علاقة لها بالإنتقال الجسدي .. لا من قريب ولا من بعيد ..!!

 

#- حتى لو افترضنا أن المعراج كان بالروح .. فهل كان بالله أم برغبة من النبي ؟

- أكيد بالله .. وما كان بالله فهو الحق يقينا ..

- أما عن خرافات الإسقاط النجمي التي تحكون عنها فهي من أنفسكم وتجارب تحكونها .. ولا علاقة لها بالله ولا بالحق .. وإنما لها علاقة بما تهواه أنفسكم ..

 

#- إذن: أنت كذاب في كل الأحوال .. سواء قلتم المعراج كان بالجسد او مناما .. ففي الحالتين أنت كذاب لتقارن حال النبي بحال عباد البقر ومتبعي بوذا .. ومن رأى في عباد البقر أنهم على الحق فهو منهم .. ومن كان هذا حاله فلماذا يتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

2- المعراج النبوي عن حق ويقين وتحقيق .. أما الإسقاط النجمي هو يختلط فيه الحق بالباطل وأكثره باطل .. وإلا ما كان الذين تكلموا فيه عبدوا البقر وآلهة غير الله ..!!

 

3- المعراج النبوي المتصرف فيه هو رب العالمين والواسطة في فعل ذلك هو رئيس الملائكة جبريل عليه السلام .. أما الإسقاط النجمي فالمتصرف فيه شيطان النفس ورغباتها وأهوائها ثم قد يفقد الإنسان القدرة على التصرف في نفسه وكيفية التعامل مع ما يراه ويحدث له وهو يرى نفسه وكأنه يفارق جسده ..!!

 

4- المعراج النبوي ترتب عليه مكالمة الأنبياء في السموات والكلام مع الله وأخذ تشريع منه جل شأنه .. أما هذا الإسقاط النجمي فلا شيء فيه من ذلك إلا من توهم عبادة الباطل كما هو معلوم من ممارسي هذا الأمر ..

 

 5- معراج النبي لم يتحكم في أي لحظة من لحظات الإسراء أو المعراج .. ولكن أنتم تزعمون التحكم في أرواحكم وفعل السياحة الروحانية .. وهنا نقول لكم:

- من يزعم أنه يستطيع أن يتحكم في شيء .. فعليه أن يكون عارفا بخصائصه .. وإلا فكيف يتحكم بما هو مجهول العلم به ؟

 

- وإذا قلتم أنكم لديكم علم بذلك .. فكيف تعلم بما تجهل حقيقته ولا تدرك إلا آثاره .. ؟ 

6- كم واحد منذ آدم حدث له معراج جسدي .. وصل به لمقام الخصوصية وكلمه ربه بعد مستوى صريف الأقلام كما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم ؟

- ولا واحد ..

 

#- إذن: ليه تكذب يا كذاب وتقول أنه يمكن لأي شخص لديه مهارات خاصة في الإسقاط النجمي ان يفعل معراج كالذي فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

- انتبه ممن يتكلمون في الطاقة الروحانية .. فما أكثر الكذب عندهم خاصة فيما يخلطونه بأمور الدين ليجذبوكم إليهم.

 

- والذي أدركه من غرض الذي قال بمساواة معراج النبي بمعراج بوذا وعباد البقر وغيرهم .. هو أن يجعلك تفكر وتقول: طالما ان الإسقاط النجمي يغلبه التوهم وليس الحق لأنه مجرد أحوال كشفية ولذلك اختلف الممارسين للإسقاط النجمي في عقائدهم .. فهذا يعبد بوذا وذاك يعبد البقر وهؤلاء انكروا الله وجعلوا من الوجود خالقا نفسه بنفسه ..!!

 

- إذن طالما الأمر كذلك: ما الذي يمنع النبي محمد أن يكون هو ايضا قد توهم وقوفه مع الله وتوهم تلقي الصلوات من الله .. وتوهم عالم الملائكة .. ومن ثمَّ فإن المسلمين لا يزالون يعيشون في هذا الوهم .. (هكذا يريدوك أن تظن) .

 

#- فخد بالك يا مؤمن من هؤلاء الكذابين على الله ورسوله .. والذين يخدعوك بمسائل الطاقة الروحانية ليستدرجوك .. فلا تفرح بهم .. فما أكثر الكذب فيهم على الدين الإسلامي إلا من رحم ربي .. وعز أن يكون فيهم صادقا أمينا.


#- ملحوظة أخي الحبيب:

- سبق وتكلمنا عن المعراج الروحاني في هذه الرسالة في عدة فصول ولكن كان عن كلام علماء وليس خدامين للفكر البوذي والهندوسي كما في هذا السؤال .. وناقشنا مسألة المعراج بالروح ردا على من استدل بذلك .. ويمكنك الرجوع إلى الآتي:

أ- ارجع إلى الفصل الثالث عشر .. تحت عنوان: (س35: هل أسرى الله بروح النبي وهو في حال اليقظة إلى القدس ثم السماء وكأنه كشف روحاني ؟).

 

ب- وناقشنا ما ذكره الشيخ المراغي فيما نقله في تفسيره عن البعض .. وذلك في الفصل المائة وثلاثة عشر .. تحت عنوان: (س287: ما هي الحجج والأدلة التسعة الغير معقولة والضعيفة جدا التي نقلها الشيخ المراغي شيخ الأزهر في تفسيره عن المنكرين للمعراج بجسد النبي ؟).

- والله أعلم.


****************************

..:: س298: هل معنى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) أنه يوجد في الكون إلهين أحدهما يُسبِّح الآخر ؟ ::..

 

- من أغرب ما راسلني به البعض .. أنه وجد بعض من يطعن في الإسراء والقرآن ويقول أن المسلمين يعبدون إلهين .. ودليل ذلك أن آية الإسراء والمعراج التي يفتخرون به وهي آية: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) دليل على وجود إلهين .. فالإله الأول هو الذي يُسِّح الإله الثاني الذي قام بالإسراء .. يعني إله أسرى بعبده .. وإله آخر يسبح الإله الذي أسرى بعبده .. !!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وكأن صاحب هذا الكلام قد بلغ به من مستوى الجهل والحماقة .. لم يبلغه غيره في العالمين .. إذ على منطق هذا الجاهل .. فالقرآن كله إنما هو تبليغ إله عن إله آخر .. وإلا فلماذا توقف فقط عند لفظ (سبحان) .. والقرآن يبدأ بصفات تمجيد الله لنفسه لنعرفه بأنه الموصوف بالكمال كما يقول عن نفسه (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) الملك:1 ..، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) سبأ:1 .. وغير ذلك في القرآن !!

 

- المهم أن هذا الشخص قد اعتقد .. أن قول (سُبْحَانَ) هو تنزيه إله لإله .. وهذا الشخص ولم يفهم أن التسبيح أصلا يقتضي نفي العجز والنقص وتعدد الآلهة ..!!

- فلم يستعمل عقله ويقول: ومن الذي ينزه الأول إذا كانت الأول ينزه الثاني ؟ ولو كان يوجد إلهين لكان كلاهما عاجز ولا يصح الوصف في أحدهما بالتسبيح أصلا .. لاحتياج أحدهما للآخر وثبوت النقص والعجز لكلاهما لاحتياجه لوجود غيره ليسانده في قدرته ..!!

 

- فكيف يعقل أصلا وجود صفة التسبيح لهما .. إذا كان كلاهما حينئذ عاجز وناقص ؟!!

 

- المسكين استسلم لوسوسة الشيطان الذي بال في أذنه .. بشيء مستحيل أن يقبله عاقل ولا مؤمن .. ولم يفهم هذا الجاهل المسكين أن التسبيح في الآية للمؤمنين هي دلالة على التعريف بقدرة الخالق الكاملة وأنه منزه عن أي نقص .. فضلا عن أن التسبيح ذكره في الآية لقيام المؤمنين بهذه العبادة وهي التسبيح .. أي كلما ذكروا الإسراء والمعراج وجب عليهم استحضار صفة التسبيح لله جل شأنه لأن ما حدث هو خصوصية قدرة إلهية وليس بقانون السببية .. أي فعل إلهي وليس فعل بشري.

 

#- خلاصة القول:

- لا أدري من أين أتى هذا التفكير لهذا الشخص .. الذي لا أعلم حقيقة عقيدته فقد يكون ملحد أو غير ذلك .. لأنه يتهم المسلمين بعبادة إلهين ..!!

 

-  وكأن الشيطان استغل جهل هذا الإنسان .. وبال في أذنه بهذا الجهل حتى نعلم أنه ممن احتنكه الشيطان فيسوقه يمينا ويسارا كالذي يركب حمارا ..!!

- وربنا يهدي الملحد والضال .. آمين .

 

@- وبهذا يكون ختام ما وجدته من شبهات في عقول الناس حتى زماننا هذا .. حول المعراج النبوي .. وبعده يتبقى بعض المسائل حول المعراج قد تخطر على بال البعض ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 18 تعليقًا:

  1. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    اكرمك الله وأحسن اليك استاذنا الفاضل
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم أستاذ خالد أتمنى أن تكون بصحة جيدة.
      أود سؤالك عبر الإيميل إذا أمكن.لدي سؤال عاجل أود معرفة إجابته.

      حذف
    2. السلام عليكم و رحمة الله طلب منا أستاذ في الفصل أن نقوم بتلخيص ما درسناه عنده في فيديو و نرسله إليه فما حكم تصوير الشابة فيديو لهذا الهدف دون لبس الخمار و ستر الوجه(فقط الحجاب الشرعي).المشكلة أننا مجبرون على فعل هذا لأن الأستاذ سينقطه(سيعطينا نقطة/20 على هذا العمل) و قال لنا أنه إن لا قدر الله و رسب أحد في الامتحان فسيساعده هذا العمل على النجاح لأن الأستاذ سيأخذه بعين الاعتبار.أنا لا أحب التصوير بهدف نشر صوري ليراها الرجال و أخاف أن يبقى الفيديو عنده و يريه لرجال اخرين (ربما تلامذته ليوضح لهم فكرة القيام بهذا العمل في المستقبل) أخاف أخذ الإثم كلما نظر رجل إلى ذلك الفيديو سواء الأستاذ أو رجل اخر.أنا لا أعلم هل هو ملتزم أم لا و هذا يقلقني.و شكرا على مجهوداتك من أجلنا يا أستاذ خالد.

      حذف
    3. - لماذا لا يناقشكم وجها لوجه في المكان التعليمي ؟
      - أم تقصدين ان التعليم اون لاين وليس في مكان تعليمي ؟ فلو كان الأمر كذلك فليس له إلا ما يثبت فقط هويتك -

      #- عموما لا ترسلين له فيديو مكشوف فيه وجهك كما طلب .. ليس لأنه حرام .. ولكن لأن في الأمر شبهة فعلا ..!!
      - خاصة لو كان المعلم من دولة عربية .. ولو صحت نواياه فلا مانع من ارسال الفيديو بنقابك أي بستر الوجه .. لأنه سيكون متفهم السبب بكل تأكيد ..!!

      - ولو قال أنه يريد أن يتأكد من الشخص بصورته .. فيمكنك ارسال هويتك التعليمية له .. وليس من حق أحد أن يجبرك على شيء .. فهذه خصوصيتك وليس من حقه ان ينتهكها .. بحجة التعليم ..

      - والشرط الذي ذكره هذا المعلم .. شرط غير مطمئن ..!!

      - والله أعلم.
      ===================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    4. نحن ندرس عنده في الفصل و فوق هذا يفرض علينا الحضور رغم أنه اختياري و لا أعلم لم لا يطرح علينا أسئلة هناك و يحسبها كفرض تجريبي.على حسب علمي هو من دولة عربية.سأناقشه في موضوع النقاب و أرى ما سيقول.

      حذف
  2. كن جوار كل متعب، وتفقد صمت الذي أسكته ألمه، واعلم أن أحد كواشف النور فيك: حبك الضعفاء والانحياز إليهم!

    ومظاهر الضعف الإنساني لا تدخل تحت الحصر، فمنا الضعيف ببدنه، ومنا الضعيف الذي لا يجد سكنا، ومنا الضعيف بقلبه، يحتاج من يؤازره في سيره إلى الله، ومنا الضعيف في إرادته، ومنا الضعيف في نظره للأمور، ومنا الضعيف في أخلاقه، ومنا الضعيف أمام ذنوبه، ومنا الضعيف في إبانته لا يحسن الكلام، ومنا الضعيف بين يدي حزنه!
    ومنا الضعيف الذي مل من عثراته..
    ولو تأمل الإنسان حكمة ربنا في خلق الإنسان لانفتح له باب عظيم من سعة رحمة الله وكرمه بالضعفاء وحبه لهم!

    " يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا"..
    تأملها طويلا..

    ردحذف
    الردود
    1. يحكى ان طائرا يتيم ظل طريقه ووجدته حمامة فقررت أن تتبناه
      عاش الطائر رفقة الحمامة و أبنائها وأصبح له بيت دافئ ونعم بسعادة وشعر بأنه وجد والدته مرة أخرى
      وفي أحد الأيام وهو يلعب أصيب جناحه ورجله فسبب له كسرا ولم يعد يستطيع الطيران ولا سير كما كان
      كتم وجعه عن الحمامة  لم يرد أن يسبب لها القلق وظن أنه سيعود كما كان عن قريب
      انزوى قليلا وحاول ان يبتعد عن ناظريها حتى لا تكتشف أمره
      مرت الأيام وهو يخفي ما يعانيه بصمت
      لمحه أحد طيور وعرف ما به لكنه طلب منه لا يخبر أمه
      بعد فترة الجرح أصبح غائرا
      وفي أحد الليالي ازداد الوجع عليه لدرجة لم يعد يتحمله
      لكنه وجد نفسه وحده
      كان في تلك الليلة وحيدا لم يكن أحد معه
      تذكر أمه التي ماتت وكيف كانت تسهر معه وقت مرضه حتى يشفى
      شعر بالوحدة و الألم ولأول مرة باليتم من جديد
      نظر حوله ولكنه اكتشف أنه لم يلحظ أحد اختفاؤه او تغيره سوى ذلك الطائر
      غرد بصوت مخنوق وقال:
      أين أمي كيف لم تلمح غيابي ولم تسأل عني
      سمعت الحمامة صوته  وردت من بعيد بغضب :
      مابك ومما تشكو  أين أنت اسمع صوتك ولا أراك
      لما لم تخبرني بأمرك وتخبر غيري
      صمت
      صمت لأن الوجع كان أقوى من أن يكمل التغريد
      فقد كل طاقته وتمكن منه الألم
      غضبت الحمامة وظنت انه لا يريد الرد او أنه يريد الرحيل او أنه يتهمها بالتقصير
      ..... غضبت من عتابه لها ظنت أنه اتهام لها 
      سمع تغريدها والتزم الصمت
      كان يعلم أنه فيها ما يكفيها لذا في بداية الأمر أخفى عنها
      لم يكن صمته نكرانا للجميل
      أو عتابه قلة أدب و عدم تقدير
      كان صمت ألم وعجز وحب
      كان  قلبه يقول: 
      كنت أغرد حتى لا تلمحي وجعي فلا اريد لقلبك أن يتوجع أو يحمل همي حبا لك وبرا بك
      لكني فجأة خارت قواي وتمنيت لو أنكي قربي لذا غردت حتى يصل صوتي إليك
      خانني صوتي وألمي  حين سألتي
      ألم الجرح مع غصة قلبي اخرصت صوتي
      كيف يغرد من ينزف ألمه لو فتح فمه لصرخ بدل التغريد
      وأغمي عليه من الألم:
      رأى نفسه في مكان جميل ورأى أمه فوق شجرة عالية
      كان تحت شجرة عاجزا لا يستطيع تحليق بسبب مرضه
      نظر إليها وقال لها :
      هل تنزلين عندي أم أصعد عندك
      ابتسمت له ونزلت عنده ارتمى في حضنها يبكى  وهي تبكي حين رأت جراحه
      ثم افاق من حلمه فرح بما رآه
      حين استعاد وعيه عاد إليها
      رأى الحزن  والألم في عينها
      نظر للأرض يخفي ألمه لم يستطع التبرير فقط اعتذر عن التقصير ارتمى في الأحضان
      وقال انا أحبك فإصفحي عني
      -----------
      أحيانا نخفي أحزاننا وآلامنا عن من نحب حبا لهم وخوفا على ألمهم وبرا بهم
      ولكن يأتي وقت نحتاج لحبهم حتى نتحمل ونتعافى
      أحيانا تكون لنا قدرة على تحمل والاخفاء
      و أحيانا أخرى يعترينا الضعف فنحتاج لمن يبعث الأمل في قلوبنا ويشد على أكتافنا
      نظرة حانية ،كلمة طيبة، نصيحة عابرة....
      أنا معك
      خلقنا من ضعف وخلقنا الله لنكون عونا وسندا لبعضنا
      في لحظات الضعف قد نخطأ دون قصد فالتمس العذر حين ترى أحد على غير طبيعته
      يحتاج الانسان مهما كان لرفيق يهون عليه الأحزان حتى الأنبياء وهم أنبياء
      الله لا يترك عبده أبدا والعبد المؤمن يعلم ويوقن أن الله دوما وأبدا معه
      لكن الله يحب أن يرى عباده محبين لبعضهم فيه
      قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
      الحب الصادق لا تزعزعه رياح والعواصف يبقى ثابتا بل تزيد من قوته و متانته
      يقول تعالى( " سنشد عضدك بأخيك " )
      ( "إذْ يَقولُ لصَاحبِهِ لَا تَحْزَن )
      يعلم الله أن عبده يحتاج لمن يهون عليه الطريق ويقول له الله معك ، وأنا معك
      ليس كل عتاب عقاب ولا جحود ولا نكران و اتهام لافتعال اشكال
      بعض عتاب معناه كنت احتاج إليك ، افقتدك ،أنا متعب تفقدني
      خلف كل صمت حكاية ومشهد أنت لا تعرف عنه شيئا
      بعض صمت حب
      والسلام لقلبك حتى يرضى
      عطر الجنة 🕊

      حذف
    2. حبيبتي عطر
      احزنتني جذا قصة هذا الطائر و ان لم اخطآ فقد مرت عليا من قبل و اليوم القصة تعيد نفسها مع ان الحمامة الام في المرة الاولى قد نجحت في جعل هذا الطائر يفهم بآن قصوتها لم تكن الا لتجعل منه طائر قويا مسؤولا يتحدى الصعاب ارادته ان يكون كالجبل الذي لا تهزه ريح لا يستسلم لاول عاصفة تواجهه فهذه الام تكره الضعف و تمقته فهي تعتبر هذا الطائر احد ابنائها او اكثر فقد وضعت فيه الثقة في مساعدتها في رعاية ابنائها و كم كان هذا الطائر جدير بهذه الثقة فقلبه يفيض محبة لاخوته، يشعر بمعانتهم و يقف الى جانبهم ، يتفاعل مع مشاعرهم و يضهر لهم الدعم و المساندة يسأل عن الغائب و يساعد المحتاج عطر روحه تصل الى الكل
      يبقى عتاب صغيرا على هذا الطائر الجميل لماذا لايشارك اخوته الامه فالكل يحبونه ويسعدهم مساعدته و عدم السؤال عنه ليس معنى انهم لم يلاحظوا غيابه بل ظنوها عزلة فآحترموها

      اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي و على آله وصحبه أجمعين

      حذف
    3. حبيبتي وردة البنفسخ وهل لطائر غير بيته وعشه وأمه وأبيه مجرد أضغاث مرت بسلام
      تأتي اوقات يشعر القوي ببعض الضعف فيستمد ممن يحبهم القوة
      دلال إبن ههههههه أولا يحق لنا أن نتدلل على من نحب
      البسط والقبض رسائل ربانية تأتي لتنفض غبار الوهن وتقوي نقاط الضعف
      قد تبدو تفاصيل مكررة لكنها مختلفة في حقيقة
      اطمني مر كل شيء بسلام
      السلام لقلبك صدقا اشتقت لك وافتقدتك كثيرا

      حذف
    4. حسناء المدونة الحمد لله اطمئن قلبي عليكي
      ان كنتى تريدين اختبار مشاعرنا بدلالك هههههه فإطمئني فلقد نجحتي في التربع على عرش القلوب
      ربنا يجعل لكي من كل هم فرجا، و من كل ضيق مخرجا و يجعل حياتك مليئة بالسلام الذاخلي و النجاح في الدنيا والآخرة

      اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي و على آله وصحبه أجمعين

      حذف
  3. ربنا يحفظنا بحفظه يارب ويختم بالصالحات أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ويقينا من عذاب القبر ويتوفنا مع الأبرار بحق أنه الرحمن الرحيم الغفور الرحيم وبحق أنه المجيب يارب العالمين.

    ربنا يبارك لحضرتك ياأستاذ خالد ويجعلك دائما من المحبين المحبوبين الراجين رحمة رب العالمين يارب العالمين.
    🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱
    اللهم صل على سيدنا محمد أبد الأبد مادام المدد وعلى آله وسلم.🌱💚

    ردحذف
  4. ‏" عندما تستيقظ صباحاً، وقد رُزِقت من الله يوما جديدا لتحيا، لتفكر، لتستمتع، لتحب .. اجعل أول كلمة لك هي "الحمد لله" ..
    احمد الله من كل قلبك على ليلتك الهادئة، ونومك الهانىء، وصباحك المشرق، وقد استيقظت بعافيتك وصحتك ..
    إن كل يوم جديد هو هدية رائعة من الكريم الوهاب"❤️

    ردحذف
  5. قال الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما لابنه :
    يا بني : إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرصَ منك على أن تقول.
    وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت.
    ولا تقطع على أحد حديثًا وإن طال حتى يمسك.❤️

    ردحذف
  6. كان رسول الله ﷺ يقول في الركوع والسجود "سبوح قدوس رب الملائكة والروح"

    سُنه مهجورة.

    ردحذف
  7. هناك قلوب جميلة كالورود..
    تضيف لحياتنا رائحة البهجة والإبتسام
    والمحبة والإطمئنان وحب الحياة والمضي بكل حب لله وعزم وإصرار وعدم استسلام ..
    تلك القلوب تستحق كل خير ولها منا كل امتنان وكل ود واحترام ولا نملك لها غير الدعاء ..
    فهناك مواقف وكلمات لا تنسى ولو مر عليها أعوام تبقى راسخة في الأذهان.
    جميل عندما ‏يهديك البعض نفحة ود
    ‏مـن عطر روحه لتسـعدك..
    ‏فالسعادة شعور..‏حتى لوكانت فقط حروف..
    ‏فكم وردة نبتت في القلب ‏وكانـت جـذورها رسالة..
    ‏" فبعض البشر"
    لا يأتونك إلا بخير ..
    ولا يجلبون معهم سوى الخير ..
    ولا ينقلون لك إلا كل خير ..
    حتى إذا نظرت إليهم وجدت لوجوههم ملامح البشرى الطيبة،
    وتجد أن حضورهم ارتبط عندك ذهنيًا بالسعادة .. 
    ما أجملهم .. وما أجمل وجودهم في حياتنا ! "

    لك ياوالدي وأستاذي الغالي خالد أبو عوف وربنا ما يحرمنا من وجودك معنا أبدا أبدا أبدا يارب ياوالدي😍🥳

    ردحذف
  8. أولا من يعترفون بالإسقاط النجمي و خروج الروح من الجسد فقد أنكروا أن الله هو المميت لأن الموت يكون بخروج الروح و إن كان الإنسان بإمكانه إخراج روحه و ردها إلى جسده متى شاء فإن هذا يعني أنه يستطيع إماتة نفسه و إحيائها و هذا من قدرات الله وحده.إذن من يقولون بهذا فهم كفرة قد خرجوا عن ملة الإسلام

    ردحذف
    الردود
    1. - مفهوم خروج الروح من الجسد عندهم .. ليس المقصد منها هو الروح الكلي المسئولة عن تدبير الجسد ..
      - وإنما هو قدرة من قدرات الروح .. وفي تلك الحالة يتم استيلاء أو مس من العالم الظلماني (القرين) عند البعض على هذه القدرة ويتم توجيهها لرؤية الباطل .. ولذلك نادرا ما يكون كشفهم صحيح وأحوالهم حق ..

      - والله أعلم.

      ========================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  9. ‏نحن يا الله، نحن الذين تعرفهم ويعرفونكَ
    نحن المجاهدون على ثُغور قلوبنا كي لا يتسللَ إليها خاطرٌ لا يُرضيكَ
    فإنْ تسللَ إليها شيءٌ عُدنا إليكَ مهرولين
    عودةَ الصَّبيِّ الذي مهما لعبَ في الطريق فإنه يعرفُ أن لا مكان له يأويه إلا بيته!

    ليس لنا من سُكنى غير بيت رحمتك، فنعوذُ بوجهكَ الذي أشرقت لنوره الظلمات أن نُطردَ إلى الطريق، وأن نكون من أبناء سبيل الدنيا!

    نحن الذين نسيرُ إليكَ على ما بنا من عَرَجٍ لأننا نعرفُ أنه يا ضَيْعَةَ السَّاعي إلى غير رضاك!

    نحن الذين تغلبُهم أنفسُهم مرَّةً، ويغلبونها مرَّةً، وفي كلِّ مرَّة نُعاهدكَ أن لا نعود، ونعود
    سبحانكَ، خلقتنا من ماء وطين
    احينا يغلبنا ماؤنا و أحيانا طيننا
    ولكننا وعزَّتِكَ لكَ مُحبِّين!

    نحن الذين نُلملمُ جراحنا ونمضي، طمعاً أن تُدخلنا مدخل العافين عن النَّاس!
    نحن الذين نمشي على رؤوسِ كلماتنا خشية أن تجرحَ أحداً، فاغفِرْ لنا سَوْرَة الغضب، كما غفرتها لكليمكَ حين ألقى الألواح!
    بشرٌ نحن يا الله، بشر، فاصلِحْ اعوجاج الضلع في قلوبنا!

    قوّم عوجنا ، فما من سائرٍ إلا له وعليه!

    نحن السائرون إليك على ما بنا من نزغاتِ أنفسنا، على ضعفنا نعرج لك
    وعلى ما في الطريقِ من وعثاء، فكلل مسيرنا بالقبول، وحُفَّ طريقنا بالصّبر
    ثم نسألكَ أن ترضى،
    فإنك إن رضيتَ هانَ كُلُّ شيء! 💚

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف