ج120: قصة الإسراء والمعراج - ما وجه الحكمة في مقابلة النبي محمد في معراجه لأنبياء محددين بصفة خاصة - وما سبب تواجد الأنبياء بهذا الترتيب في كل سماء - كيف نفهم نزول جبريل من سقف بيت النبي في بداية الإسراء والمعراج مع ان الله يقول (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) - هل كلم النبي محمد ربه بدون واسطة ليلة المعراج - ما خلاصة حكمة وسبب وفائدة معراج النبي حتى مقابلة ربه بعد السماوات العلا.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والعشرون)

- الحمد لله على عونك ومددك يارب -

وأسألك القبول ومحبة سيدنا الرسول 

#- فهرس:

:: الفصل المائة والعشرون :: عن رحلة المعراج – ج3/ ختام المسائل على قصة المعراج بأكملها – والحمد لله على عونه ::

1- س305: ما وجه الحكمة في مقابلة النبي محمد في معراجه لأنبياء محددين بصفة خاصة ؟ وما سبب تواجد هؤلاء الأنبياء بهذا الترتيب في كل سماء ؟

@- لي رأي خاص في فهم مقابلة الأنبياء وسبب ترتيب وجودهم في كل سماء:

#- أولا: عن حكمة مقابلة هؤلاء الأنبياء تحديدا .. فهو لأحد أمرين حسب ما خطر ببالي.

#- ثانيا: أما عن ترتيب وجودهم في السموات .. فذلك لأحد أمرين أحدهما قول بعض العلماء والثاني عن خاطر خاص بي.

2- س306: كيف نفهم نزول جبريل من سقف بيت النبي في بداية الإسراء والمعراج مع ان الله يقول (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) ؟

3- س307: هل كلم النبي محمد ربه بدون واسطة ليلة المعراج ؟

4- س308: ما خلاصة حكمة وسبب وفائدة معراج النبي حتى مقابلة ربه بعد السماوات العلا ؟

*******************

:: الفصل المائة والعشرون ::

*******************

..:: س305: ما وجه الحكمة في مقابلة النبي محمد في معراجه لأنبياء محددين بصفة خاصة ؟ وما سبب تواجد هؤلاء الأنبياء بهذا الترتيب في كل سماء ؟ ::..

 

#- من المسائل التي بحث عنها العلماء .. هو الحكمة من مقابلة أنبياء معينين في كل سماء حين معراج النبي صلى الله عليه وسلم .. أي ما وجه الحكمة في مقابلة آدم وعيسى ويحيى ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم دون غيرهم ؟!! أو لماذا هؤلاء الأنبياء على وجه التحديد الذين قابلهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

#- وقد أجتهد بعض العلماء في معرفة الحكمة من وراء ذلك .. فمن أقوالهم:

 

1- قال الإمام محمد عز الدين الكرماني ابن الملك رحمه الله (المتوفى: 854 هـ) نقلا عن البعض:

- ورؤيتهم على الترتيب المذكور .. تدل على تفاوت منازلهم وعروجهم، وعبورُه - صلى الله عليه وسلم - عن جميعهم يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلى منهم درجةً ورتبةً وعروجاً. (شرح مصابيح السنة لابن الملك ج6 ص279-280).

 

2- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):

- الأضبط في الروايات في محل الأنبياء:

- أن آدم: في السماء الأولى.

- ويحيى وعيسى: في الثانية.

- ويوسف: في الثالثة.

- وإدريس: في الرابعة.

- وهارون: في الخامسة.

- وموسى: في السادسة.

- وإبراهيم: في السابعة. (الآية الكبرى في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص28).

 

#- وقال السيوطي: اختلف في الحكمة في اختصاص كل منهم بالسماء التي التقاه فيها.

أ- فقيل: لا حكمة .. وإنما أمروا بملاقاته فمنهم من سبق ومنهم من لحق.

 

ب- وقيل: بل للإشارة الى تفاصيل درجاتهم.

 

ج- وقيل: الحكمة في الاقتصار على المذكورين الإشارة الى ما سيقع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع قومه من نظير ما وقع لكل منهم.

- فأما آدم: فوقع التنبيه لما وقع له من الخروج من الجنة الى الأرض، بما سيقع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الهجرة الى المدينة .. والجامع بينهما ما حصل من المشقة وكراهة ما ألفه من الوطن ثم كان عاقبة كل منهما أن رجع الى وطنه الذي أخرج منه.

 

- وبعيسى ويحيى: على ما وقع له أول الهجرة من عداوة اليهود واشتراكهم على البغي عليه، وإرادتهم وصول السوء اليه.

 

- وبيوسف: على ما وقع له من أخوته من قريش من نصبهم الحرب له وإرادتهم هلاكه .. وكانت العاقبة له .. وقد أشار الى ذلك بقوله لقريش يوم الفتح أقوال .. كما قال أخيه يوسف: (لا تثريب عليكم) من يوسف 92.

 

- وبإدريس: على رفع منزلته عند الله.

 

- وبهارون: على أن قومه رجعوا الى محبته بعد أن آذوه.

 

- وبموسى: على ما وقع له من معالجة قومه وقد أشار الى ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:" لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر".

 

- وبإبراهيم: في استناده الى البيت المعمور بما ختم له صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آخر عمره من إقامة منسك الحج وتعظيم البيت.

-  ذكر ذلك السهيلي .. واستحسنه شيخ الاسلام ابن حجر. (الآية الكبرى في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص28).

 

#- وقال السيوطي: وقال ابن أبي جمرة ..

- الحكمة في كون آدم في الأولى أنه أول الأنبياء وأول الآباء وهو أصل فكان أولا في الآباء .. ولأجل تأنيس النبوة بالأبوة وعيسى في الثانية لأنه أقرب الأنبياء عهدا من محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

- ويليه يوسف لأن أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدخلون الجنة على صورته

- وإدريس قيل: لأنه أول من قاتل للدين فلعل المناسبة فيها الاذن للنبي عليه الصلاة والسلام بالمقاتلة ورفعه بالمعراج لقوله تعالى: {ورفعناه مكانا عليّا}.

- والرابعة من السبع وسط معتدل وهارون لقربه من أخيه موسى وموسى أرفع منه لفضل كلام الله.

- وإبراهيم لأنه الأب الأخير فناسب أن يتجدد للنبي بلقياه أنس لتوجهه بعده الى عالم آخر ..

- وأيضا فمنزلة الخليل تقتضي أن تكون أرفع المنازل ومنزلة الحبيب أرفع .. فلذلك ارتفع عنه الى قاب قوسين أو أدنى. (الآية الكبرى في شرح قصة الأسراء للسيوطي ص28-29).

 

4- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. لي رأي خاص في فهم مقابلة الأنبياء وسبب ترتيب وجودهم في كل سماء:

- أولا: عن حكمة مقابلة هؤلاء الأنبياء تحديدا .. فهو لأحد أمرين حسب ما خطر ببالي:

- الأول: ذلك لأنهم أصحاب أعلى مقام في كل سماء .. فتقدم سادة هذا المقام لمقابلة سيد الأنبياء والمرسلين.

 

- الثاني: وقد يكون هؤلاء الذين قابلوا النبي فقط لأن هؤلاء الأنبياء هم من أذن لهم الله بلقاءه دون غيرهم .. ليظهر له بصيرة أفهمها الله له من وراء مقابلة كل واحد فيهم .. وقد فهم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. ويفهمها من يبصره الله بذلك ..

 

- ثانيا: أما عن ترتيب وجودهم في السموات .. فذلك لأحد أمرين أحدهما قول بعض العلماء والثاني عن خاطر خاص بي:

- الأول: باعتبار مقاماتهم ودرجاتهم كما قال بعض العلماء. (وهذا عن نفسي لا أظنه).

 

- الثاني "وهو ما جال بخاطري وعن رأي خاص بي": أو باعتبار ما تلاقيه أمته في معراجها لربها .. وهذا حينئذ أمر يتعلق بالمعراج الروحي لأمته .. وأنها تنتقل من قدم أو حال نبي إلى آخر .. فتكتسب من أحوالهم التي كانت غالبة عليهم في حال حياتهم .. حتى تصعد روحك لمقامات النبوة المحمدية لما بعد السبع سموات.

 

#- "توضيح أكثر": والمقصد من مقام الأنبياء ليس أنك تكون مثلهم .. لا .. وإنما الله يكسبك نورا من أنوار هذا النبي أي صفة نورانية كانت في ذلك النبي فيكسبك شيئا منها بقدر استعدادك ومقامك السابق لإسراءك إليه حال مجاهدتك لنفسك أولا .. فيكسبك الله من نور صفات هؤلاء الأنبياء فيمكنك من صفة لأخرى .. فمثلا آدم رمز لنور صفة التوبة الذي اختصه الله به فيكسبك الله من نور هذا المقام كما كان لآدم ولكن لن تكون في مثل مقام آدم أبدا .. حتى تصل للمقام الإبراهيمي وهو مقام الطمأنينة الكاملة والسكون ويرزقك الله من صفة الحلم .. ثم من جميع أنوار الصفات  التي كانت عند كل نبي من هؤلاء الأنبياء .. تكون أصبحت مؤهلا للوقوف عند سدرة المنتهى فيتجلى الله عليك بجميل أنواره كرامة لصدق اتباعك لنبيك صلى الله عليه وسلم ولذلك يرتقي بك في مستويات أخرى وتنكشف لك من الحقائق ما لم يكن يخطر ببالك ببركة اتباعك لنبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

- هذا ما جال بخاطري .. والله أعلم.

 

*************************

 ..:: س306: كيف نفهم نزول جبريل من سقف بيت النبي في بداية الإسراء والمعراج مع ان الله يقول (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) ؟ ::..

 

- قد تسأل أخي الحبيب فتقول: لماذا نزل جبريل عليه السلام على النبي من سقف بيته في بداية الإسراء والمعراج .. ولم يدخل من باب منزله .. خاصة وان الله يقول: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) البقرة:189 .. ؟!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بالرغم من أن أحكام القرآن تتعلق بالمكلفين وهم الإنس والجن .. وبالتالي هذه الآية لا تنطبق على الملائكة .. وأيضا الملائكة تتصرف بإذن ربها وليس عن نفسها .. وبهذا تكون المسألة انتهت ..

 

- ولكني وجدت كلام طيب .. قد ذكره الإمام القسطلاني رحمه الله بخصوص هذه المسألة .. وأحببت ان أنقله لكم ..   

 

#- قال الإمام أبو العباس القسطلاني رحمه الله (المتوفى: 923هـ):

- فإن قيل: لم فرج سقف بيته- صلى الله عليه وسلم- ونزل منه الملك، ولم لم يدخل عليه من الباب، مع قوله تعالى: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) .

- أجيب: بأن الحكمة من ذلك أن الملك انصب من السماء إنصبابة واحدة .. ولم يعرج على شيء سواه .. مبالغة في المفاجأة ..، وتنبيها له على أن الطالب وقع على غير ميعاد ..كرامة له- صلى الله عليه وسلم-.

 

- وهذا بخلاف موسى عليه الصلاة والسلام .. فكانت كرامته بالمناجاة عن ميعاد واستعداد بخلاف نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه حمل عنه ألم الانتظار..، كما حمل عنه ألم الاعتذار.

- ويؤخذ من هذا: أن مقام نبينا- صلى الله عليه وسلم- بالنسبة إلى مقام موسى- عليه السّلام- مقام المراد بالنسبة إلى مقام المريد.

- ويحتمل: أن يكون توطئة وتمهيدا لكونه فرج عن صدره .. فأراه الملك بإفراجه عن السقف .. ثم التأم السقف على الفور كيفية ما يصنع به .. وقرب له الأمر في نفسه بالمثال المشاهد في بيته .. لطفا في حقه- صلى الله عليه وسلم- وتثبيتا لصبره .. والله أعلم. (المواهب اللَّدُنِّيَّة بالمِنَح المُحَمَّدِيَّة ج2 ص438).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا لشرح بعض ما ذكره الإمام القسطلاني:

1- يقصد الإمام القسطلاني بقوله (ألم الإنتظار): وهو الموعد الذي حدده له الله .. وهو ما جاء في قوله تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) الأعراف:142.

 

2- ويقصد بقوله (ألم الإعتذار): وهو طلب موسى رؤية الله ومنع الرؤية عنه ثم اعتذار موسى .. وذلك إشارة لقوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف:143.

- والله أعلم.

 

**********************

 ..:: س307: هل كلم النبي محمد ربه بدون واسطة ليلة المعراج ؟ ::..

 

- قد تسأل سؤال من المفترض أنك تعرف إجابته مسبقا .. ولكن تريد إجابة مباشرة على سؤال مباشر وهو: هل كلم النبي محمد ربه بدون واسطة ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- يكفيك قوله تعالى: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) النجم:10-11 .

 

2- وفي الحديث: (فَأَوْحَى اللهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى .. فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ .. ) صحيح مسلم.

- قال الإمام بن حجر رحمه الله: "وكلام أكثر المفسرين من السلف يدل على أن الذي أوحى هو الله أوحى إلى عبده محمد". (فتح الباري ج8 ص611).

 

3- وبالعقل: هل يصعد الله بنبيه كل هذه المسافات دون أن يكلمه وقد بلغ به لمقام الخصوصية ما لم يبلغه غيره في العالمين ؟!!

- وإذا كان النبي قد رأى ربه فؤاده .. فكيف لا يكون كلمه .. وإلا فما فائدة الرؤية ؟!!

 

@- ولزيادة المعرفة والعلم.. فيمكنك التحقق من الآتي في هذه الرسالة:

أ- راجع الفصل السادس والستون تحت عنوان: (س156: هل كان جبريل مع النبي حاضرا في مقام الخصوصية حينما تكلم الله مع النبي ؟).

 

ب- وراجع الفصل الثامن والسبعون تحت عنوان: (س192: هل جاء في روايات الإسراء والمعراج عن الصحابي أنس بن مالك أن الله أوحى لنبيه ما أوحاه وقد دنا النبي وتدلى لرب العزة ؟) .. تحت عنوان فرعي: (أولا: من روايات الإسراء والمعراج التي أشارت بوضوح عن وحي الله لنبيه بدون واسطة).

- والله أعلم.

 

*****************************

 ..:: س308: ما خلاصة حكمة وسبب وفائدة معراج النبي حتى مقابلة ربه بعد السماوات العلا ؟ ::..

 

1- ومن أسباب اختصاص الله نبيه بالمعراج حتى مقام الخصوصية هو أن يظهر للعالمين علو مقام النبي .. وعلمه ومعرفته وتفضيله على جميع الأنبياء وتخصيصه بما لم يحظى به نبيا ولا رسول .. فكان علو النبي فوق جميع الانبياء والرسل ليلة المعراج فيه دلالة على علو مقامه عليهم .. فيعلم المؤمنين مكانة نبيهم ويعلم الأنبياء والرسل علو قدر النبي الأمي عليهم ... إذ خص الله جل شأنه كل نبي ورسول بفضيلة ودرجة ومقاما ورفع بعضهم درجات فوق بعض .. كما قال جل شانه: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) البقرة:253.

 

2- ليمتع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة ويسعده بها .. ولذلك قال الحق جل شأنه (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) .. فجعله يرى مشاهدات أرضية وعلوية ليتمتع بجمال قيومية الله في الكون .. وإلا لو كان المقصد هو انتقال النبي من مكان لمكان لإظهار كمال القدرة الإلهية فقط لكان نقل النبي في لحظة بكن فيكون .. وإنما أراد الله لنبيه أن يريه من جماله ما يشرح به صدره ويطيب به خاطره ويعلم من خلاله علو قدره ومكانه عند ربه.

 

- ولذلك الذي يربط قدرة الله بوجود زمن في الإسراء والمعراج .. هو قد أخطأ وبعيد بعيدا عن الفهم .. لأنه كان عليه أن يربط قدرة الله بالغرض الذي ارتبط بهذه القدرة وهو قوله تعالى (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) .. فحينئذ كان فهم أنه لابد أن يكون هناك زمن لتحقيق متعة المشاهدة للنبي .. لأن بشرية النبي تتطلب زمن ليتحقق من الرؤية .. فافهم.

 

3- وليجعله يرى ربه بعين قلبه .

 

4- وليريه من آيات ربه الكبرى والتي منها أن يعلم حقيقة مقامه عند ربه.

5- وليريه من آيات ربه الكبرى والتي منها أن يؤنسه بالكلام معه في مقام الخصوصية.

6- وليريه من آياته الكبرى والتي منها رؤية حقيقة جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح.

7- وليسمعه من آياته الكبرى في مستوى صريف الأقلام فيطلعه على ما خفي من جليل علمه.

8- وليكاشفه من آياته الكبرى والتي منها الدخول في حجب الأنوار الإلهية فيكاشفه فيها بما كاشفة ..

9- وليهديه من عظيم فضله عليه بإعطاءه الصلوات الخمس لتكون معراجا روحيا له ولأمته في خمس أوقات من اليوم والليلة.

10- وليجعل المؤمنين يعرفون كيف تكون كرامة ربهم لمن يحبهم .. فإن صبروا على الإبتلاء وساروا إليه بالإفتقار .. نالوا من مواهب السعداء معراجا من نور في القلب ليزيد فيه الحب حتى يرتقي بهم إلى مقام كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وعينه التي يرى بها .. فيكون موصولا بالحق في كل أحواله ..

- والله أعلم .

@- وبهذا يكون ختام الكلام على المعراج .. من حيث مسائله وتذوقاته ولطائفه وشبهاته ... وقد بدأت الكتابة في الجزء الثاني من هذه الرسالة عن المعراج بداية من الفصل الأربعون وبداية من السؤال (س101: هل يوجد دليل من القرآن يشير لحادثة المعراج ؟) وكان ذلك بتاريخ 10/يونيو/2024 .. وكان ختام الكلام على مسائله وإشكالياته وشبهاته بتاريخ 31/ديسمبر/2024 عند الفصل المائة وعشرون مع ختام السؤال (س308: ما خلاصة حكمة وسبب وفائدة معراج النبي حتى مقابلة ربه في السماوات العلا ؟) .. فكان تمام الفترة الزمنية بدون انقطاع في الكتابة عن المعراج هو ستة أشهر وعشرون يوما .. بعون الله وتوفيقه .. والحمد لله .

 

#- وقد تم كتابة الجزء الثاني من هذه الرسالة وهو "المعراج" في ثمانين فصلا .. بعدد أسئلة مائتي وثمانية سؤال .. وهو ما يزيد على ضعف مسائل الجزء الأول من الرسالة والخاص بالإسراء والذي بلغت مسائله مائة سؤال تم تدوينهم في عدد فصول قدرها تسعة وثلاثون فصلا .. وكان تم كتابة الجزء الأول من هذه الرسالة وهو "الإسراء" بداية من تاريخ 1/فبراير/2024 .. وحتى تاريخ 6/يونيو/2024 .. في حوالي خمسة أشهر وخمسة أيام بدون توقف .. بعون الله وتوفيقه .. والحمد لله.

- أي بإجمالي فترة زمنية للجزئين .. مقدارها أحد عشر شهرا للجزئين .. وأرجو من الله التوفيق فيما بقى..

 

#- هذا ويتبقى لدينا في المعراج .. مسائل تتعلق بالتعريف بالاحاديث الضعيفة كالتي ذكرناها في الإسراء .. لكمال الموضوع ولتكون محيطا بها علما .. وبها سيكون إن شاء الله ختام الجزء الثاني كاملا للمعراج .. وبعده ننتقل للجزء الثالث من الرسالة وهو عن عودة النبي من رحلة الإسراء والمعراج وما حدث مع قريش .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .