ج121: قصة الإسراء والمعراج - ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في قصة المعراج النبوي من بيت المقدس وحتى دخول الوصول للسماء الأولى.

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والحادي والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والحادي والعشرون :: عن رحلة المعراج –ج1/ أحداث ومشاهد غير صحيحة في قصة المعراج ::

1- س309: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في قصة المعراج النبوي من بيت المقدس وحتى قبل دخول السماء الأولى ؟

# أولا: حديث غير صحيح عن سبب حدوث المعراج ووقته وأن المعراج تم وقت الظهر وليس ليلا.

@- مشهد: فيه معرفة سبب حدوث المعراج وأنه كان في ليلة السابع عشر من رمضان وكان وقت الظهر.

#- ثانيا: حديث غير صحيح بأن المعراج بالنبي كان من خلال طيران جبريل وميكائيل بالنبي.

@- مشهد: رؤية جبريل وميكائيل يطيرا بالنبي للسماء.

#- ثالثا: حديث وآثار غير صحيحة قيلت عن أن العروج كان من فوق صخرة بيت المقدس .. وخرافات قيلت عن صخرة بيت المقدس.

@- مشهد: العروج من صخرة بيت المقدس ووصفها وما قيل عنها من خرافات.

- عشرون خرافة في أوصاف صخرة بيت المقدس.

#- رابعا: أحاديث غير صحيحة عن وصف المعراج الذي عرج عليه النبي للسماء.

@- مشهد: رؤية المعراج وأنه كالسلم ودرجات هذا السلم من ذهب ومن فضة ومن زمرد .. وجانبي السلم أحدهما من ياقوت أحمر والآخر من زبرجد أخضر.

#- خامسا: أحاديث غير صحيحة عن كيفية صعود جبريل بالنبي للسماوات داخل المعراج.

@- مشهد: ضم جبريل للنبي بجناحيه والصعود به في المعراج .

#- سادسا: أحاديث صحيحة اعترض عليها العلماء عن الصعود بالبراق للسماوات .

@- مشهد: صعود النبي بالبراق حتى السماوات والرجوع به مرة أخرى لمكه.

#- سابعا: أحاديث غير صحيحة عن العروج وقبل الوصول للسماء الأولى.

@- مشهد: رؤية مَلَك من الملائكة اسمه إسماعيل ومع سبعون ألف مَلَك ومع كل مَلَك مائة ألف جندي من الملائكة تحت سيطرته.

@- مشهد: رؤية النجوم كالقناديل المعلقة في المساجد ولكن أصغرها بحجم الجبال.

@- مشهد: عفريت من الجن يحاول الإعتداء على النبي بشعلة من نار.

*******************

:: الفصل المائة والحادي والعشرون ::

*******************

..:: س309: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في قصة المعراج النبوي من بيت المقدس وحتى قبل الوصول للسماء الأولى ؟ ::..

 

- سأبدأ في سرد المشاهد التي أتت في المعراج النبوي .. وتم ذكرها في أحاديث ضعيفة أو موضوعة لتكون على علم بها أخي الحبيب .. وذلك كما فعلت في الجزء الأول من رسالة الإسراء .. وسأكتفي بالروايات المشهورة  في لكتب التي تكلمت عن المعراج أو التي يتم الإشارة إليها على الإنترنت .. وهذا من باب الإحاطة بالمعلومة الكاملة إن شاء الله .. والله ولي التوفيق.

===============

 

# أولا: حديث غير صحيح عن سبب حدوث المعراج ووقته وأن المعراج تم وقت الظهر وليس ليلا.

 

@- مشهد: فيه معرفة سبب حدوث المعراج وأنه كان في ليلة السابع عشر من رمضان وكان وقت الظهر.

 

- في (حديث ضعيف جدا أو موضوع) .. مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِهِ قَالُوا: ( كَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ شهر رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ ظُهْرًا. أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَقَالا: انْطَلِقْ إِلَى مَا سَأَلْتَ اللَّهَ ... فَانْطَلَقَا بِهِ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ (أي داخل الحرم بين بئر زمزم ومقام إبراهيم) .. فَأُتِيَ بِالْمِعْرَاجِ فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ مَنْظَرًا. فَعَرَجَا بِهِ إِلَى السماوات سَمَاءً سَمَاءً. فَلَقِيَ فِيهَا الأَنْبِيَاءَ. وَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. وَأُرِيَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ.... إلى آخر الرواية) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث موضوع .. وسبق تحقيق هذه الرواية في الفصل العاشر .. تحت عنوان: (س30: متى كان زمن الإسراء والمعراج من حيث السنة والشهر والليلة ؟) وكذلك تحت عنوان (من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

@- ملحوظة: وفي هذه الرواية أثبتت وجود الجنة والنار في السموات .. إلا أن الرواية ضعيفة .

  ===============

 

#- ثانيا: حديث غير صحيح بأن المعراج بالنبي كان من خلال طيران جبريل وميكائيل بالنبي.

 

@- مشهد: رؤية جبريل وميكائيل يطيرا بالنبي للسماء.

 

- في (حديث ضعيف) .. عن عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. فَلَمَّا رَجَعَ كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وزَمْزَمَ .. وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ .. فَطَارَا بِهِ .. حَتَّى بَلَغَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ .. فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: سَمِعْتُ تَسْبِيحًا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى مَعَ تَسْبِيحٍ كَثِيرٍ .. سَبَّحَتِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى مِنْ ذِي الْمَهَابَةِ مُشْفِقَاتٍ من ذي العلا لمَا عَلَا: سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى .. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى...) رواه سعيد بن منصور في سننه برقم1257... وعنه رواه الطبراني في الدعاء والأوسط .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. وقد سبق تحقيقه في الفصل العاشر تحت عنوان: (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

@- وهذه الرواية بالرغم من ضعفها .. إلا أنها ملفتة للنظر في نفس الوقت .. لأن هذه الرواية قالت بالإسراء لبيت المقدس .. ثم العودة للمسجد الحرام .. ومن المسجد الحرام حدث المعراج .. وهذه تقريبا الرواية الوحيدة التي قالت بذلك ..

===============

 

#- ثالثا: حديث وآثار غير صحيحة قيلت عن أن العروج كان من فوق صخرة بيت المقدس .. وخرافات قيلت عن صخرة بيت المقدس.

 

@- مشهد: العروج من صخرة بيت المقدس ووصفها وما قيل عنها من خرافات.

 

1- جاء في (حيث موضوع – أي مكذوب) .. عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَرَّ بِي جِبْرِيلُ إِلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .. فَقَالَ: انْزِلْ صَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَهُنَا قَبْرَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .. ثُمَّ مَرَّ بِي بِبَيْتِ لَحْمٍ فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَهُنَا وُلِدَ أَخُوكَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .. ثُمَّ أَتَى بِي الصَّخْرَةَ فَقَالَ: مِنْ هَهُنَا عَرَجَ رَبُّكَ إِلَى السَّمَاءِ .. فَأَلْهَمَنِي اللَّهُ أَنْ قُلْتُ: نَحْنُ بِمَوْضِعٍ عَرَجَ مِنْهُ رَبِّي إِلَى السَّمَاءِ .. فَصَلَّيْتُ بِالنَّبِيينَ ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاء) رواه بن الجوزي في فضائل بيت المقدس .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وسبق تخريجه في الفصل الخامس والثلاثون تحت عنوان: (س94: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء من بداية ركوب البراق وحتي قبل الوصول لبيت المقدس ؟ ) – تحت عنوان فرعي (ثالثا: مشاهد قيلت في طريق الإسراء قبل الوصول لبيت المقدس).

 

2- في فضائل الصخرة قيل في (حديث مكذوب على النبي): عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصخرة .. صخرة بيت المقدس على نخلة .. والنخلة على نهر من أنهار الجنة .. تحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران تنظمان سموط (أي قلائد) أهل الجنة إلى يوم القيامة) رواه الخطيب البغدادي في فضائل القدس .. (قلت خالد صاحب الرسالة) الحديث موضوع .. وسبق تخريج هذا الحديث في الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟) ..

 

3- في فضائل الصخرة قيل في (أثر ضعيف جدا – وحكاية مكذوبة) .. عَنْ عُرْوَةَ (ابن الزبير) ، قَالَ: (كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ الصَّخْرَةَ مَوْضِعُ قَدِمِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. فَقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ .. إِنَّمَا الصَّخْرَةُ جَبَلٌ مِنَ الْجِبَالِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) [طه: 105] .. فَسَكَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ) رواه الطبري في تفسيره.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا والحكاية كذب .. وسبق تخريج هذا الأثر في الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟) ..

 

4- في فضائل الصخرة قيل في (أثر موضوع) .. عن عبد الله بن بشر عن كعب، قال: (إن في التوراة أنه يقول: لصخرة بيت المقدس أنت عرشي الأدنى .. ومنك ارتفعت إلى السماء . ومن تحتك بسطت الأرض كلها .. وكل ماء يسيل من ذروة الجبال من تحت) رواه بن الجوزي في فضائل القدس..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر مكذوب على كعب الأحبار .. وسبق تخريج هذا الأثر في الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟) ..

 

#- إجمالا: قيل في صخرة بيت المقدس عشرون خرافة:

1- كان عليها ياقوته تضيء بالليل كضوء الشمس، ولا تزل كذلك حتى خرّبها بختنَصَّر.

2- أنها من صخور الجنّة.

3- تحول صخرة بيت المقدس مرجانه بيضاء.

4- إليها المحضر ومنها المنشر.

5- سيد الصخور صخرة بيت المقدس.

6- مياه الأرض كلها تخرج من تحت الصخرةّ.

7- صخرة معلّقة من كل الجهات.

8- عليها موضع قدم النبي محمد.

9- عليها أثر أصابع الملائكة.

10- الماء الذي يخرج من أصل الصخرة.

11- أنها على نهر من أنهار الجنّة.

12- المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة ببيت المقدس.

13- عرش الله الأدنى، ومن تحتها بسطت الأرض.

14- الصخرة وسط الدنيا، وأوسط الأرض كلها.

15- عرج بالنبي منها إلى السماء، وارتفعت وراءه، وأشار لها جبريل أن أثبتي.

16- لها مكانة الحجر الأسود في الكعبة.

17- الصخرة موضع قدم الرحمن يوم القيامة.

18- صخرة بيت المقدس على نخلة .

19- عرج الله منها إلى السماء.

20- تحت صخرة بيت المقدس مغارة صغيرة تسمى (مغارة الأرواح) أو بئر الأرواح .. وتم تسميتها كذلك لخرافة تقال في ذلك أنه يمكن سماع أرواح الموتى إلى يوم القيامة ..

 

- فيكون لدينا عشرون خرافة قيلت عن صخرة بيت المقدس ..

 

@- ملحوظة هامة: قد سبق الكلام عن صخرة بيت المقدس والروايات المشهورة التي ذكرتها .. فلمزيد من التفاصيل .. فارجع إلى الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟) ..

===============

 

#- رابعا: أحاديث غير صحيحة عن وصف المعراج الذي عرج عليه النبي للسماء.

 

@- مشهد: رؤية المعراج وأنه كالسلم ودرجات هذا السلم من ذهب ومن فضة ومن زمرد .. وجانبي السلم أحدهما من ياقوت احمر والآخر من زبرجد أخضر.

 

1- وجاء في (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي سعيد الخدري .. ومما جاء في الرواية: (ثُمَّ أُتِيتُ بِالْمِعْرَاجِ الَّذِي تَعْرُجُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ .. فَلَمْ يَرَ الْخَلَائِقُ أَحْسَنَ مِنَ الْمِعْرَاجِ، مَا رَأَيْتُمُ الْمَيِّتَ حِينَ يُشَقُّ بَصَرُهُ طَامِحًا إِلَى السَّمَاءِ فَإِنَّمَا يُشَقُّ بَصَرُهُ طَامِحًا إِلَى السَّمَاءِ عَجَبٌ بِالْمِعْرَاجِ .. إلى آخر الرواية) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية ضعيفة جدا لأن فيها (أبي هارون العبدي – وهو عمارة بن جوين) وهو متروك الحديث ضعيف جدا والبعض تحامل عليه فكذبه - وأظن نسبته للتكذيب خطأ .. (راجع تهذيب الكمال ج21 ص232 ترجمة رقم4178) ، (تهذيب التهذيب ج7 ص413).

 

#- وفي رواية بلفظ آخر في (حديث موضوع) .. عن داود بن المحبر ثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم .. وجاء في الرواية: (... ثم أُتينا بالمِعراجِ .. فإذا أحسَنُ ما خَلَقَ اللهُ، ألم تَرَ إلى الميِّتِ إذا شُقَّ بَصَرُه، إنَّما يَتبَعُه المِعراجُ عَجَبًا به، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 4]، قال: فقَعَدتُ في المِعراجِ أنا وجِبريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .. حتى انتَهَينا إلى بابِ الحَفَظةِ .. إلى آخر حديث المعراج) رواه الحارث في مسند الذي حققه الهيثمي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وسبق تحقيق الرواية في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

2- وجاء في (حديث موضوع – أي مكذوب) .. عن كعب الأحبار: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به .. وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء قبل .. قال: ثم دخل جبريل أمامه، فأذَّن جبريل .. ونزلت الملائكة من السماء، وحشر الله له المرسلين .. ثم أقام الصلاة .. وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين .. ثم تقدم فوضع له مرقاة (أي درجة) من ذهب .. ومرقاة من فضة .. وهو المعراج) رواه بن الجوزي في فضائل القدس ص119..، ورواه أبو المعالي المشرف بن المرجى في فضائل بيت المقدس ص160 .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وقد سبق تحقيق هذه الرواية في الفصل الثالث والعشرون تحت عنوان (س71: كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ؟!!).

 

3- جاء في (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. عن ابن عبّاس  .. ومما قيل في الرواية: (ثم أخذ جبريل بيدي فانطلق بي إلى الصخرة فصعدني عليها .. فإذا معراج إلى السماء لم أر مثله حسنًا وجمالًا .. لم ير الناظرون إلى شيء قط أحسن منه، ومنه تعرج الملائكة، أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه ملصق في السماء .. إحدى عارضتيه ياقوتة حمراء .. والأخرى زبرجدة خضراء .. درجة من فضة .. ودرجة من ذهب .. ودرجة من زمرد .. مكلل بالدر والياقوت .. وهو المعراج الذي يبدو منه ملك الموت -عليه السلام- لقبض الأرواح) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص59-60.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مكذوب على بن عباس .. وسبق تخريج هذا الحديث في الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟) ..

 

4- (حديث مكذوب) .. إذ جاء في رواية منسوبة بالكذب للصحابي بن عباس: (ثم أن جبريل عليه السلام أتى بي إلى الصخرة .. وإذا بالمعراج قد نُصب إلى الصخرة من عنان (أي تم نصب المعراج من أعلى السماء نزل حتى وصل الصخرة) .. فلم أر شيئا أحسن من المعراج .. وهو مرقاة من الذهب ومرقاة من الفضة ..  ومرقاة من الزبرجد .. ومرقاة من الياقوت الأحمر .. فضمني جبريل إلى صدره .. ولفني بجناحه .. وقبَّل ما بين عيني .. وقال ارق يا محمد .. فصعدت أنا وجبريل ........ إلى آخر الرواية المكذوبة) .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا جزء من الرواية المنسوبة بالكذب لابن عباس من كتاب الإسراء والمعراج لابن عباس .. وأظن أن صاحب هذا الكتاب أخذ هذا الجزء مما رواه الثعلبي في تفسيره واضاف إليه ظنونه الخاصة .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة جدا:

- لم يأت نص صحيح .. عن التعريف بوصف مظهر هذا المعراج التي ذكرته الروايات الضعيفة .. أي لا نعرف حقيقة وصف هذا المعراج الذي تم العروج من خلاله إلى السماء ..

===============

 

#- خامسا: أحاديث غير صحيحة عن كيفية صعود جبريل بالنبي للسماوات داخل المعراج.

 

@- مشهد: ضم جبريل للنبي بجناحيه والصعود به في المعراج .

 

1- جاء في (حديث مكذوب) .. عن ابن عباس .. ومما جاء في الرواية: (فاحتملني جبرئيل حتّى وضعني على جناحه ثمّ ارتفع بي إلى سماء الدنيا من ذلك المعراج، فقرع الباب فقيل: من؟ قال: أنا جبرئيل. قال: ومن معك؟ قال: محمّد ... إلى آخر الرواية) ذكره الثعلبي (المتوفى:427 هـ) في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص56.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وسبق تحقيق الرواية في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

2- وجاء في (حديث موضوع) .. عن عكرمة عن ابن عباس .. ومما جاء في الرواية: (قَالَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ ..... وبعد حديث طويل بين اليهود والنبي للمقارنة بين فضائل الأنبياء .. وجاء في منتصف الحديث:

- (قَالَتِ الْيَهُودُ: مُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ ..

- قَالَ: وَلِمَ ؟

- قَالُوا: لَأَنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعِ مِائَةِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعِ وَأَرْبَعِينَ كَلِمَةً وَلَمْ يُكَلِّمْكَ بِشَيْءٍ.

- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ.

- قَالُوا: وَمَا ذَاكَ .

- قَالَ: قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} فَحَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِ جِبْرِيلَ .. حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .. وَجَاوَزْتُ سِدْرَة الْمُنْتَهى عِنْدهَا جنة الْمَأْوَى .. حَتَّى تَعَلَقْتُ بِأَسْتَارِ الْعَرْشِ .. فَنُودِيتُ مِنْ فَوْقِ الْعَرِشِ .. يَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا .. أَرَى رَبِّي بِقَلْبِي وَلَمْ أَرَهُ بِعَيْنِي .. فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ..

- قَالُوا: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ... إلى آخر الحديث الطويل) رواه اسماعيل الأصبهاني "قوَّام السنة" في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا حديث موضوع .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وسبق تحقيق الرواية في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

#- ملحوظة هامة جدا:

- لو يأت في حديث صحيح أن جبريل بسط جناحيه وحمل النبي عليها وصعد به في المعراج .. لأن جبريل لم يكن بهيئته الملائكية وإنما تحول لهيئته الملائكية عند سدرة المنتهى ..

- وإنما صحيح الروايات تقول: أن جبريل عليه السلام قد أمسك يد النبي وعرج به ..

- إلا أننا نعرف فقط .. أنه تم العروج بقدرة الله التي يعطيها الله لملائكته للعروج إلى السماء من خلال المعارج التي خلقها لهم .. وقد يكون العروج في هذا المعراج من خلال اسم من أسماء الله يذكره الملائكة أو غير ذلك .. فلا علم لنا في ذلك .. والله أعلم 

 

#- وقد سبق مناقشة تلك المسألة في الفصل الثامن والثمانون .. تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

===============

 

#- سادسا: أحاديث صحيحة اعترض عليها العلماء عن الصعود بالبراق للسماوات .

 

@- مشهد: صعود النبي بالبراق حتى السماوات والرجوع به مرة أخرى لمكه.

 

1- جاء في (حديث صحيح اعترض العلماء على بعض متنه) .. هي رواية الصحابي حذيفة بن اليمان التي أتى فيها لفظ: (قَدْ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم بِدَابَّةٍ طَوِيلِ الظَّهْرِ مَمْدُودٍ .. هَكَذَا خَطْوُهُ مَدُّ بَصَرِه .. فَمَا زَايَلاَ (أي فما فارقا ونزلا عن) ظَهْرَ البُرَاقِ .. حَتَّى رَأَيَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ .. وَوَعْدَ الآخِرَةِ أَجْمَعَ (أي رأى جميع ذلك) .. ثُمَّ رَجَعَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ..

 

#- وفي رواية بلفظ عن حذيفة بن اليمان قال: (وَاللهِ مَا زَايَلَا الْبُرَاقَ حَتَّى فُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَوَعْدَ الْآخِرَةِ أَجْمَعَ .. ثُمَّ عَادَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا) رواه أحمد والترمذي .. وقال محققو المسند: إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

 

- فيتم الفهم من تلك الرواية .. أن النبي وجبريل عليه السلام ظلا راكبين على ظهر البراق من بداية الإسراء وحتى صعدا للسماء ودخلا به السماء ثم عادا به إلى مكه ..!!

 

- ولكن رواية حذيفة بن اليمان بالرغم من صحة سندها إلا أن رواية حذيفة نفسها فيها مشكلة .. وهي أن حذيفة بن اليمان حكاها عن ظنه واجتهاده الخاص وليس نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد سبق وناقشنا هذه الرواية بالتفصيل في الفصل التاسع والعشرون تحت عنوان (س84: هل صعد النبي للسماء من بيت المقدس دون أن يصلي فيه كما قال الصحابي حذيفة بن اليمان ؟) .. فارجع إليها .

 

#- ملحوظة هامة: رواية حذيفة بن اليمان فيها رواية تقول بأن النبي وجبريل تركا البراق عند بيت المقدس ..

- إذ جاء (حديث حسن) .. عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ فَلَمْ يُزَايِلَا ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. فَصَعِدَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَأَرَاهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) رواه أبو داود الطيالسي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن ..

 

#- فيظهر من رواية الحديث أن الذي صعد بالنبي هو جبريل .. لأن قوله (فصعد به جبريل) لفظ (به) يتعلق بالنبي أي صعد جبريل بالنبي .. لأن جبريل ليس وسيلة الصعود بالبراق وإنما البراق هو من يتم الصعود به ..، وإضافة لما سبق .. أن لفظ (فأراه) متعلق بلفظ (به) .. فلفظ (فأراه) أي جبريل جعل النبي يرى الجنة والنار .. فيكون المقصد بلفظ (به) هو النبي أي صعد جبريل (به) اي بالنبي.

 

#- إذن: ليست كل روايات حذيفة بن اليمان تقول بأن جبريل والنبي ظلا على البراق حتى سبع سموات .. ولذلك هذه الرواية فيها اضطراب بسبب سوء حفظ الراوي (عاصم بن بهدلة) وهو إمام القراءات القرآنية .. ولكنه سيء الحفظ في رواية الحديث النبوي .

 

@- ملحوظة : تم الكلام على رواية حذيفة بن اليمان في الفصل التاسع والعشرون تحت عنوان: (س85: هل صعد النبي للسماء من بيت المقدس دون أن يصلي فيه كما قال الصحابي حذيفة بن اليمان ؟)..، وكذلك في الفصل التاسع عشر تحت عنوان: (س60: لماذا ربط النبي البراق في حلقة ببيت المقدس حينما وصل للمسجد الأقصى ؟ (هل لأنه سيهرب ؟).

 

@- أما عن مسألة ركوب البراق فسبق مناقشتها في مسألة خاصة وذلك في الفصل التاسع عشر .. تحت عنوان: (س58: هل ركب جبريل عليه السلام مع النبي على ظهر البراق حتى صعدا به إلى السماوات السبع ؟) ثم تحت عنوان فرعي: (ثانيا: هل ظل جبريل والنبي راكبين على البراق حتى صعدا للسماوات السبع ويتنقلون به ؟).

- وكذلك في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

2- جاء في (حديث صحيح) .. عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به: وجاء في الرواية: (ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وَفَوْقَ الحِمَارِ أَبْيَضَ، - البُرَاقُ - يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ .. فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ .. حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ....) صحيح البخاري ... (قلت خالد صاحب الرسالة): حذفت من المتن بعض ألفاظه التي كانت بين رواة السند لعدم أهميتها للقاريء.

 

- وهذه الرواية الظاهر منها: أن البراق كان وسيلة المعراج للسماء .. إذ لم يأت فيها كلام عن الإسراء.

 

#- وهنا تعقيب على الرواية السابقة: أن هذه الرواية ذكرت فقط جانب المعراج دون الإسراء .. فأتت مختصرة الأحداث .. ولكن في روايات أخرى عن أنس ابن مالك تم ذكر أنه حمله على البراق حتى وصلا بيت المقدس الإسراء والمعراج فيها .. كرواية ثابت البناني عن أنس ابن مالك .. في صحيح مسلم ..، وربطا البراق خارج المسجد .. وصعد جبريل بالنبي من خلال إمساك يد النبي كما في صحيح البخاري .. وانطلقا صعودا لأعلى من بيت المقدس ولم يأت ذكر البراق ... والله أعلم.

 

@- وسبق وذكرت قول الإمام بن حجر رحمه الله عند كلامه على جزئية: "فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا" إذ قال رحمه الله: وفي سياقه أيضا حذف تقديره: حتى أتى بي بيت المقدس ثم أتى بالمعراج .. كما في رواية ثابت عن أنس رفعه: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتى بي بيت المقدس فربطته .. ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء". (فتح الباري ج13 ص481-482).

 

#- ملحوظة: يمكنك الرجوع فيما سبق إلى الفصل الثامن والثمانون .. تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

===============

 

#- سادبعا: أحاديث غير صحيحة عن العروج وقبل الوصول للسماء الأولى.

 

1- مشهد: رؤية ملك من الملائكة اسمه إسماعيل ومع سبعون ألف مَلَك ومع كل ملك مائة ألف جندي من الملائكة تحت سيطرته.

- إذ جاء في (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي سعيد الخدري .. ومما جاء في الرواية: (قَالَ: فَصَعَدْتُ أَنَا وَجِبْرِيلُ، فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ صَاحِبُ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ يَدَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ جُنْدُهُ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ قَالَ: وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31] .... إلى آخر الرواية) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وقد سبق تحقيقه في رواية سابقة منذ قليل.

 

#- وفي لفظ آخر للرواية السابقة: (فقَعَدتُ في المِعراجِ أنا وجِبريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .. حتى انتَهَينا إلى بابِ الحَفَظةِ .. فإذا عليه مَلَكٌ يُقالُ له: إسماعيلُ معه سَبعون أَلْفَ مَلَكٍ، ومع كُلِّ مَلَكٍ سَبعون أَلْفَ مَلَكٍ.... إلى آخر حديث المعراج) رواه الحارث في مسند الذي حققه الهيثمي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وسبق تحقيق الرواية في الفصل الثامن والثمانون تحت عنوان: (س217: هل العروج من بيت المقدس كان بالبراق أم بجبريل ؟ وهل كان العروج من خلال معراج نوراني أم من خلال ركوب النبي على جناح جبريل أم غير ذلك ؟).

 

2- مشهد: رؤية النجوم كالقناديل المعلقة في المساجد ولكن أصغرها بحجم الجبال.

- إذ جاء في (حديث مكذوب) .. عن ابن عباس .. ومما جاء في الرواية: (فضمني جبريل إلى صدره .. ولفني بجناحه .. وقبَّل ما بين عيني .. وقال ارق يا محمد .. فصعدت أنا وجبريل .. فحار نظري من مقامات المتعبدين .. وإذا بملائكة لا يحصى كثرتهم إلا الله تعالى يسبحون الله تعالى لا يفترون .. ورأيت النجوم متعلقات كتعليق القناديل في المساجد أصغر ما يكن منها أكبر من جبل عظيم .. ثم صعد بي إلى سماء الدنيا في أسرع من طرفة عين ...... إلى آخر الرواية المكذوبة) .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وقد سبق تحقيقه في رواية سابقة منذ قليل.

 

3- مشهد: عفريت من الجن يحاول الإعتداء على النبي بشعلة من نار.

- إذ جاء في (حديث ضعيف) .. وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ: (أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ .. فَرَأَى عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَطْلُبُهُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ .. كُلَّمَا الْتَفَتَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ رَآهُ .. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ .. إِذَا قُلْتَهُنَّ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ، وَخَرَّ لِفِيهِ (أي سقط على فمه ويقصد انكب على وجهه)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: بَلَى ..

- فَقَالَ جِبْرِيلُ: فَقُلْ: "أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْكَرِيمِ .. وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ .. مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ .. وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا .. وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ .. وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا .. وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ .. وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ .. إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ") رواه مالك في الموطأ .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف وإسناده معضل .. إذ يوجد انقطاع بين (يحيى بن سعيد الأنصاري) وبين النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا الإسناد يسمى اسناد معضل .. وهو ما يكون في الإسناد سقوط اثنين من الرواة في السند أو أكثر .. وفي الرواية السابقة يوجد سقوط راويان بين النبي و(يحي بن سعيد) وهو من تابعي التابعين .. فسقط راويان وهم التابعي والصحابي ..، وقال محققو المسند: هو معضل . (راجع تخريج المسند ج24 ص201 عند الحديث رقم 15460 - طبعة الرسالة).

 

#- وخلاصة القول:

- ما ذكرته هنا .. هو تسعة مشاهد غير صحيحة أو أحداث لم يوافق عليها غالب العلماء في أحداث قصة المعراج .. وذلك حتى قبل الدخول للسماء الأولى ..

- ولازال يوجد مشاهد أخرى غير صحيحة أو اعترض عليها العلماء .. تأتي في فصول قادمة إن شاء الله .. من أول دخول السماء الأولى.. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .