ج124: قصة الإسراء والمعراج - ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في ليلة المعراج أو قصة المعراج النبوي من أول دخول السماء السادسة حتى نهاية السماء السابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والرابع والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والرابع والعشرون :: عن رحلة المعراج –ج4/ أحداث ومشاهد غير صحيحة في قصة المعراج ::

1- س312: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في ليلة المعراج أو قصة المعراج النبوي من أول دخول السماء السادسة حتى نهاية السماء السابعة ؟

#- المشاهد والأحداث الغير صحيحة التي تم رؤيتها ليلة المعراج في السماء السادسة والسابعة.

#- أولا: مشاهد غير صحيحة قيل أنها حدثت في السماء السادسة ..

@- مشهد: رؤية السماء السادسة وأن اسمها الخالصة.

@- مشهد: مقابلة ملكا عظيما جالس على كرسي من نور نصفه من ثلج ونصفه من نار.

@- مشهد: صلاة النبي بالملائكة ركعتين.

@- مشهد: رؤية النبي محمد لموسى عليه السلام وهو أسمر اللون وكثيف الشعر - مع نفر من قومه أي جماعة من قومه عددهم ما بين الثلاثة إلى العشرة.

@- مشهد: رؤية النبي محمد للنبي موسى وهو يرفع صوته على ربه متذمرا كأنه معترضا على ربه في اختياره ليكون النبي محمد أعلى منه.

@- مشهد: رؤية إبراهيم في السماء السادسة وموسى في السماء السابعة.

 

#- ثانيا: مشاهد غير صحيحة قيل أنها حدثت في السماء السابعة ..

@- مشهد: رؤية السماء السابعة وهي درة بيضاء ويقال لها العجيبة وهي العالية.

@- مشهد: رؤية آدم في السماء السابعة.

@- مشهد: توصيف أحجار البيت المعمور بأن فيه جواهر من ياقوت أصفر وزبرجد أخضر ولؤلؤ رطب .. ويزوره مائة وسبعون مليون ملك يوميا.

@- مشهد: رؤية عذاب آكلي الربا بأن الحيات تخرج من بطونهم.

@- مشهد: رؤية دخان وسماع أصوات ومعرفة أن الشياطين تضع حجاب من الخيال والوسوسة على أعين ومسامع بني آدم.

@- مشهد: عذاب من يأكل أموال اليتامى.

@- مشهد: عذاب النساء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن.

@- مشهد: جبريل يقول للنبي أن الله يصلي وصلاته هي: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ .. سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي".

@- مشهد: رؤية إبراهيم عليه السلام أشمط الشعر.

@- مشهد:  رؤية قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه اختلطت ألوانهم.

@- مشهد: رؤية نهر الرحمة – ونهر نعمة الله – ونهر سقاهم ربهم شرابا طهورا.

*******************

:: الفصل المائة والرابع والعشرون ::

*******************

..:: س312: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة والتي لم يوافق عليها العلماء من الصحيح في قصة ليلة المعراج أو قصة المعراج النبوي من أول دخول السماء السادسة حتى نهاية السماء السابعة ؟ ::..

 

- نستكمل معا الأحداث والمشاهدات التي تركها العلماء في قصة المعراج .. وهنا نبدأ من دخول السماء السادسة وحتى ختام السابعة .. والله ولي التوفيق.

================

 

#- المشاهد والأحداث الغير صحيحة التي تم رؤيتها ليلة المعراج في السماء السادسة والسابعة.

 

#- أولا: مشاهد غير صحيحة قيل أنها حدثت في السماء السادسة ..

 

#- مشاهد متعددة ذكرتها بعض الروايات الغير صحيحة ..

 

@- مشهد: رؤية السماء السادسة وأن اسمها الخالصة.

@- مشهد: مقابلة ملكا عظيما جالس على كرسي من نور نصفه من ثلج ونصفه من نار.

@- مشهد: صلاة النبي بالملائكة ركعتين.

 

#- جاء في  (حديث الإسراء والمعراج المكذوب على بن عباس والنبي) ..

- (ثم ارتقينا إلى السماء السادسة .. وبينها وبين السماء الخامسة خمسمائة عام .. وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل بابها فقال خزنتها من هذا؟ .. قال جبريل .. قالوا ومن معك؟ قال محمد قالوا مرحبا بك وبمن معك.

- ففتحوا لنا الباب ودخلناها فإذا هي سماء من ياقوت خضراء اسمها الخالصة ..

 

- ورأيت فيها من خلق ربى عز وجل ملكا عظيما جالسا على كرسي من نور .. نصفه من ثلج ونصفه من نار .. فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار .. وهو ينادى "سبحان من ألف بين الثلج والنار - اللهم ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك" .. والملائكة تقول آمين.

 

- فقلت يا جبريل من هذا؟

- قال هذا ملك خلقة الله ووكله بأكناف السموات وهو أنصح الملائكة إلى أمتك .. يدعو لهم بهذا الدعاء إلى يوم القيامة.

 

- ثم تقدمت إليه وسلمت عليه .. فرد على السلام .. وقال مرحبا بحبيب رب العالمين.

#- ورأيت رجلا كهلا طويلا الشعر .. عليه مدرعه من صوف أبيض يتوكأ على عصا يكاد شعره يغطى جسمه له لحية بيضاء على صدره.

- فقلت من هذا يا أخي يا جبريل؟

- قال هذا أخوك موسى بن عمران  ....

 

#- إلى أن قالت الرواية:

- واصطفت الملائكة صفوفا وصليت بهم ركعتين على ملة إبراهيم الخليل) نقلا من كتيب اسمه الإسراء والمعراج لاين عباس .. عبارة عن رواية منسوبة بالكذب لابن عباس .. وسبق الكلام عليها كثير في هذه الرسالة.

 

#- ملحوظة مهمة: أعلم انه سبق ذكر في رواية سابقة أن ذكرنا قصة الملاك الذي نصفه نار ونصفه ثلج .. ولكن هذا كان في رواية نقلها الإمام الثعلبي عن بن عباس  وذكر هذا المشهد داخل السماء الأولى ..، ولكن الرواية التي معنا هنا ذكرت هذا المشهد في السماء السادسة .. وهذا حتى لا يخبرك أحد بوجود اضطراب بين الروايات فيذكر لك مثل ما ذكرناه في الرواية السابقة .. إذ لا حجة له في ذلك .. لأن كلتا الروايتين أصلا مكذوب على الصحابي بن عباس .. فضلا عن أن كلتا الروايتين مجموعتين من عدة روايات مختلفة .

 

  ====================

 

(تابع السماء السادسة)

 

@- مشهد: رؤية النبي محمد لموسى عليه السلام وهو أسمر اللون وكثيف الشعر - مع نفر من قومه أي جماعة من قومه عددهم ما بين الثلاثة إلى العشرة.

 

1- وجاء في (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري .. ومما جاء في الحديث:

- (ثُمَّ صَعَدْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ: فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ - رَجُلٌ آدَمُ كَثِيرُ الشَّعْرِ، لَوْ كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ لَنَفِدَ شَعْرُهُ دُونَ الْقَمِيصِ - وَإِذَا هُوَ يَقُولُ: يَزْعُمُ النَّاسُ إِنِّي أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا، بَلْ هَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية ضعيفة جدا لأن فيها (أبي هارون العبدي – وهو عمارة بن جوين) وهو متروك الحديث ضعيف جدا والبعض تحامل عليه فكذبه - وأظن نسبته للتكذيب خطأ .. (راجع تهذيب الكمال ج21 ص232 ترجمة رقم4178) ، (تهذيب التهذيب ج7 ص413).

 

#- ملحوظة هامة: الخطأ في الرواية السابقة ليس في مقابلة موسى في السماء السادسة .. لا .. وإنما الخطأ هو عدم ورود نص صحيح يقول بان النبي قابل موسى مع نفر من قومه .. فجزئية نفر مع قومه لم يأت ذكرها في صحيح روايات المعراج .. وكذلك جزئية وجود شعر كثير حتى قد ينفذ من قميصه الذي يلبسه.

 

====================

 

(تابع السماء السادسة)

 

@- مشهد: رؤية النبي محمد للنبي موسى وهو يرفع صوته على ربه متذمرا كأنه معترضا على ربه في اختياره ليكون النبي محمد أعلى منه.

 

3- جاء في (حديث ضعيف وفيه نكارة) .. عَنْ علقمة عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ .. ومما جاء في الرواية: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُ خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَارَ بِنَا إِذَا ارْتَفَعَ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، قَالَ: فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ ..

- فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ .. ثُمَّ أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ .. قَالَ: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ.

- قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

- قَالَ: فَسِرْنَا فَسَمِعْتُ صَوْتًا وَتَذَمُّرًا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى.

- قُلْتُ: عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ؟

- قَالَ: عَلَى رَبِّهِ.

- قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟

- قَالَ: نَعَمْ، قَدْ عُرِفَ ذَلِكَ مِنْ حِدَّتِهِ.

- قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ وَ ضَوءً (أي منيرة) .. قَالَ: قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَدْنُو مِنْهَا ؟ قُلْتُ: نَعَمْ .. فَدَنَوْنَا فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ..

- ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبُطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ .. فَنُشِرَتْ لِيَ الْأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ .. فَصَلَّيْتُ بِهِمْ .. إِلَّا هَؤُلَاءِ النَّفْرِ الثَّلَاثَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) رواه الحاكم واللفظ له ورواه الطبراني والبزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث ضعيف جدا ومتن منكر .. وقد سبق تحقيق هذه الرواية في الفصل الثالث والعشرون تحت عنوان (س71: كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ؟!!).

 

#- ملحوظة: هذه الرواية تشير إلى الإسراء وليس المعراج .. وإنما ذكرتها هنا لأن البعض ممن ليس لهم ضمير في أمانة العلم يقصص جزئية اعتراض موسى في الرواية السابقة ويذكرها على أنها في المعراج للإنكار على قصة المعراج .. وهذه الجزئية هي (فَسِرْنَا فَسَمِعْتُ صَوْتًا وَتَذَمُّرًا - إلى قوله - هذا أخوك موسى) ...

- فانتبه يا مؤمن.

- وعموما .. الرواية كلها لا تصح سواء سندا أو متنا ..

 

2- جاء في (حديث ضعيف ومتن منكر) .. وذلك فيما رواه الحسن بن عرفة في جزئه المشهور: حدثنا مروان بن معاوية عن قتادة بن عبد الله التيمي، حدثنا أبو ظبيان الجنبي قال: (كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد الله يعني ابن مسعود، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وهما جالسان، فقال محمد بن سعد لأبي عبيدة: حدثنا عن أبيك ليلة أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقال أبو عبيدة: لا بل حدثنا أنت عن أبيك، فقال محمد: لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت، قال فأنشأ أبو عبيدة يحدث يعني عن أبيه (أي عبد الله بن مسعود) كما سُئِل (أي كما طُلب منه) .. فقال: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «أتاني جبريل عليه السلام بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَهْوِي بِنَا كُلَّمَا صَعِدَ عَقَبَةً استوت رجلاه كذلك يَدَيْهِ، وَإِذَا هَبَطَ اسْتَوَتْ يَدَاهُ مَعَ رِجْلَيْهِ ..

- حَتَّى مَرَرْنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ سَبْطٍ (أي شعره منبسط سهل) آدَمَ (أي لونه بشرته سمراء) كَأَنَّهُ من رجال "أزد شنوءة" (اسم قبيلة من اليمن) .. فَيَرْفَعُ صَوْتَهُ يَقُولُ: أَكْرَمْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ .. قَالَ: فَدُفِعْنَا إِلَيْهِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ .. فَقَالَ، مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟

- قَالَ: هَذَا أَحْمَدُ، قَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ الَّذِي بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ.

- قَالَ ثُمَّ انْدَفَعْنَا فَقُلْتُ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ هَذَا موسى بن عمران. قال: قلت ومن يعاتب؟ قال يعاتب ربه فيك .. قلت: ويرفع صوته على ربه؟ قال: إن الله قَدْ عَرَفَ لَهُ حِدَّتَهُ، .......) رواه الحسن بن عرفه في جزءه .. وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: إسناد غريب .. (تفسير ابن كثير ج5 ص28).

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الحديث السابق:

أ- في السند انقطاع .. بين أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وبين أبيه بن مسعود .. ذكر هذه العلة الشيخ الألباني في كتابه الإسراء والمعراج.

 

ب- وجود نكارة في المتن لمخالفتها ما جاء في الصحاح .. فضلا عن تشبيه حال معاتبه موسى في الرواية مع ربه وكأنه معترضا عليه - وحاشاه عليه السلام - ..!!

 

3- وجاء في (حديث ضعيف جدا) .. من رواية أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري .. ومما جاء في الرواية: (ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ... (إلى أن قالت الرواية): قَالَ مُوسَى: تَزْعُمُ النَّاسُ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ، فَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي .. وَلَوْ كَانَ وَحْدَهُ لَمْ أَكُنْ أُبَالِي .. وَلَكِنْ كُلُّ نَبِيٍّ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على الحديث السابق:

أ- الحديث ضعيف جدا .. فيه (أبي هارون العبدي – وهو عمارة بن جوين) وهو متروك الحديث ضعيف جدا والبعض تحامل عليه فكذبه - وأظن نسبته للتكذيب خطأ .. (راجع تهذيب الكمال ج21 ص232 ترجمة رقم4178) ، (تهذيب التهذيب ج7 ص413).

 

ب- قوله (تَزْعُمُ النَّاسُ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ، فَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي): فالقصد من هذا القول أن موسى يظهر كرامة النبي عليه .. إذ أن الناس تظن بكرامة موسى لأنه كليم الله كلمه على الأرض .. في حين ان النبي الأمي هو أكرم منه واعلا فضلا لأن الله كلمه فوق سبع سموات وكان بذاته الشريفة أي بجسمه وروحه وصعد به إلى مقام الخصوصية واخترق به عالم النور الأعظم.

 

@- وحتى لو صحت هذه الرواية .. فهي ليس فيها نقصا ولا ذما للنبي موسى .. ولفظ (هذا) هو للإشارة إليه تعظيما .. وليس تحقيرا كما تصور ذلك أحد الجهلاء على الإنترنت من منكري المعراج والجاحدين للحديث النبوي الصحيح..

- فانتبه يا مؤمن.

 

#- ويمكنك مراجعة ما سبق بتوسع .. في الفصل الثاني والتسعون .. تحت عنوان: (س226: هل كان موسى يرفع صوته على ربه وكان شديد التصرف مع النبي ووصفه بالغلام حينما رآه يعلو على مقامه فوق السماء السادسة في ليلة المعراج وقبل الوصول لمقام الخصوصية ؟).

 

**********************

 

(تابع السماء السادسة)

 

@- مشهد: رؤية إبراهيم في السماء السادسة وموسى في السماء السابعة.

 

1- وجاء في (حديث صحيح – عليه اعتراض من بعض العلماء) .. عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك .. ومما جاء في الرواية: (ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (أي الترحيب بالنبي) ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .. فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ ..

- فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ .. وَآخَرَ فِي الخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ ..

- وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ.

- وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلاَمِ ..... إلى آخر الرواية) صحيح البخاري.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) نجد في الحديث السابق أمرين:

أ- هذه الرواية فيها مشكلة عند العلماء ومما اعترضوا به على البخاري .. وسبب الإشكالية هي أن كثير من أجزائها مخالف لما جاء في الروايات الصحيحة الأخرى .. وقد سبق وناقشنا رواية البخاري السابقة عن (شريك بن عبد الله) في هذه الرسالة .. فارجع في الفصل الثالث عشر عند السؤال رقم (34)..، وكذلك ارجع للفصل الحادي والأربعون من السؤال (102- وحتى السؤال – 104).

 

ب- من اضطراب الرواية قول شريك الراوي عن أنس بن مالك: (كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ .. فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ ...) وهذا دليل على أنه لا يروي عن أنس بن مالك إلا بما في عقله هو وما يتذكره .. وليس عن تحقيق ما سمعه من أنس بن مالك ..، بل ونسى ما سمعه من أنس بن مالك في هذه الجزئية ودليل ذلك قوله (وَآخَرَ فِي الخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ) .. فتبين فساد حفظه لهذه الجزئية بالكامل .. لاضطراب وسوء حفظ "شريك بن أبي نمر" في جزئية ترتيب الأنبياء وأماكنهم في السموات .. بل واضطرابه في معرفة من قابلهم إذ قد نسى بعضهم ..!!

 

#- إذن مما سبق .. توجد أسباب تضعف الرواية وتمنع الأخذ بهذه الجزئية من هذه الرواية ..

 

2- وفي (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. ومما جاء في الرواية: (حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ .. فَقَالَ لِخَازِنِهَا (أي للملك الموكل بحراستها): افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ: فَفَتَحَ ..

- قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ (أي أبا ذر) أَنَّهُ (أي النبي) وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .. وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ (أي لم يبين مكان كل نبي في كل سماء) .. غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ..

- قَالَ أَنَسٌ - فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدْرِيسَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ .. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى.

- ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صحيح البخاري ومسلم.

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) نجد في الحديث السابق أمرين:

أ- رواية أبا ذر الغفاري عن النبي قد انتهت عند قوله (فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ: فَفَتَحَ) ... وبهذا انتهت ما يتذكره أبا ذر فيما يحفظه عن النبي ..

 

- ثم ذكر أبا ذر ما لم يتذكره جيدا .. وهو ترتيب وجود الأنبياء في السموات .. وهذا حكاه أنس بن مالك حينما قال: (فَذَكَرَ (أي أبا ذر) أَنَّهُ (أي النبي) وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ..

- ولذلك قال أنس بن مالك عن أبا ذر أنه: (َلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ) .. وإذا كان لم يثبت منازلهم .. إذن: هو لم يتذكر الترتيب جيدا.

 

ب- وحينما قال أنس بن مالك عن أبا ذر: (غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ) .. فأبا ذر قد قالها على الظن وليس عن قول النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا كان أسندها للنبي وقال أن النبي قال كذا .. وذلك كما أسند الرواية كلها عن النبي حتى آدم عليه السلام .. ولكنه اختلط عليه الأمر بعد ذلك في ترتيب منازل الأنبياء.. وأنس بن مالك أوضح ذلك بقوله: (وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ).

 

- يبقى منازل الأنبياء الموجود في هذه الرواية .. هي عن ظن الصحابي وليس عن قول النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الصحابي أبا ذر الغفاري قد اختلط عليه ترتيب منازل الأنبياء كما قال عنه أنس بن مالك الذي سمع منه بنفسه هذه الرواية ..

 

ج- قوله (قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي .....) هي رواية بالمعنى العام من أنس لتوضيح ما نسيه أبا ذر ولم يذكره .. وحينما ذكر أنس بن مالك مقابلة الأنبياء فقد ذكرها بدون ترتيب .. ولذلك لم يذكر أماكن السموات .. وإنما فقط ذكر من قابلهم من الأنبياء .. وإلا لو كان يقصد الترتيب لكان ذكر أماكنهم في السموات .. فانتبه وكن بصير.

 

#- ولفظ (ثم) ليس بالمعنى الترتيب الزمني للأحداث .. وإنما هي بمعنى (الواو) هنا .. يعني بمعنى الحكاية .. أي كأنه يقول: وكان من جملة من قابله في السموات هو فلان وفلان .. وذلك كما في قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) البلد: 17.

 

#- إذن مما سبق .. لا يوجد حجة في هذه الرواية للاستدلال بوجود الأنبياء في منازلهم كترتيب صحيح يوثق به .. فأبصر.

 

#- أخي الحبيب:

1- ذكرت لك الروايات السابقة كمشاهد لم تصح .. حتى تنتبه إلى أن ليس كل ما ذكره البخاري ومسلم هو حق مبين .. أو ليس فيهما خطأ .. لا .. بل الخطأ يكون في معتقدك أنت عنهما .. لو أنت ظننت أنهما حق مبين .. أو ليس فيهما خطأ.

 

2- وكذلك ذكرت ما سبق حتى تكون بصيرا بحقائق الروايات حتى لا يتلاعب بك أحد ويقول لك .. أن هذه الروايات موجودة في البخاري ومسلم .. ويقعد يغني على باطلة وكأنه وصل إلى ما ينتصر به عليك ويقهرك به .. في حين هو أقصى ما وصل إليه هو مزيد من الغل في نفسه لقصة المعراج ومزيد من الحقد للنبي من أنه يراه مكرما من الله ..

 

 #- لمزيد من تحقيق ما سبق بتوسع .. يمكنك الرجوع إلى الفصل الثالث والتسعون   .. تحت عنوان: (س227: هل موسى يسكن السماء السادسة أم السماء السابعة ؟)...، وخاصة عند جزئية (ثانيا: هل الاضطراب في اختلاف ذكر مكان الرسول في السماء يبطل الرواية ؟).

 

====================

 

#- ثانيا: مشاهد غير صحيحة قيل أنها حدثت في السماء السابعة ..

 

@- مشهد: رؤية السماء السابعة وهي درة بيضاء ويقال لها العجيبة وهي العالية.

@- مشهد: رؤية آدم في السماء السابعة.

@- مشهد: توصيف أحجار البيت المعمور بأن فيه جواهر من ياقوت أصفر وزبرجد أخضر ولؤلؤ رطب .. ويزوره مائة وسبعون مليون ملك يوميا.

@- مشهد: رؤية عذاب آكلي الربا بأن الحيات تخرج من بطونهم.

@- مشهد: رؤية دخان وسماع أصوات ومعرفة أن الشياطين تضع حجاب من الخيال والوسوسة على أعين ومسامع بني آدم.

@- مشهد: عذاب من يأكل أموال اليتامى.

@- مشهد: عذاب النساء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن.

@- مشهد: جبريل يقول للنبي أن الله يصلي وصلاته هي: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ .. سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي".

@- مشهد: رؤية إبراهيم عليه السلام أشمط الشعر.

@- مشهد:  رؤية قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه اختلطت ألوانهم.

@- مشهد: رؤية نهر الرحمة – ونهر نعمة الله – ونهر سقاهم ربهم شرابا طهورا.

 

1- توصيف أحجار البيت المعمور وأنه يدخله مائة وسبعون مليون ملك يوميا.

#- جاء في  (حديث الإسراء والمعراج المكذوب على بن عباس والنبي) ..

- (ثم ارتقينا إلى السماء السابعة .. في أسرع من طرفة عين .. ثم ارتقينا إلى السماء السابعة في أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء السادسة خمسمائة عام .. وسمكها مثل ذلك .. فطرق جبريل بابها .. فقالوا من هذا؟ قال جبريل .... قالوا ومن معك؟ ... قال محمد .. ، قالوا مرحبا بك وبمن معك .. فلنعم المجئ.

 

- ففتحوا لنا الباب .. ودخلناها .. فإذا هي سماء من درة بيضاء .. يقال لها العجيبة .. وهى العالية .. لم أسمع فيها صرير الأقلام .. ورأيت فيها من ملائكة يقال لهم الروحانيون.

 

#- قال النبي صلى الله عليه وسلم: فالتفت عن يميني .. فإذا أنا بشيخ حسن الوجه حسن الثياب جالس على كرسي من نور .. مسند ظهره إلى البيت المعمور .. وهو بلقاء الكعبة شرفها الله تعالى.

- قلت يا أخي يا جبريل من هذا؟

 

- قال هذا أبوك آدم صلوات الله عليه .. ادن منه وسلم عليه فدنوت منه وسلمت عليه .. فرد على السلام وهنأني بالكرامة من ربى عز وجل .. وقال مرحبا بالإبن الصالح .. والنبي الناصح .. أبشر يا محمد فالخير كله فيك وفى أمتك إلى يوم الدين .. وإنما يرفعك ربك إليه ليحيك ويكرمك.

 

#- ورأيت البيت المعمور .. وفيه قناديل من جواهر وأنوار .. مصطفة حوله بعضها من ياقوت أصفر .. وبعضها من زبرجد أخضر .. وبعضها من لؤلؤ رطب .. وإذا بالملائكة يطوفون حوله .. فقمت وطفت معهم سبعا .. وقلت للملائكة كم لكم تزورون هذا البيت؟

- فقالوا من قبل أن يخلق الله أباك آدم بألفي عام .. يزوره كل يوم مائه ألف ألف وسبعون ألف ألف من الملائكة .. لا ترجع النوبة إلى أولهم إلى يوم القيامة .... إلى آخر الرواية) نقلا من كتيب اسمه الإسراء والمعراج لاين عباس .. عبارة عن رواية منسوبة بالكذب لابن عباس .. وسبق الكلام عليها كثير في هذه الرسالة.

 

#- ملحوظة: البيت المعمور قد رآه النبي في ليلة المعراج .. ولكن الغير صحيح في جزئية البيت المعمور .. هو وجود توصيف للبيت المعمور من حيث أحجاره .. فهذا لم يأت في الرواية الصحيحة .. وكذلك الصحيح في دخول عدد الملائكة للبيت المعمور كل يوم هو سبعون ألف ملك فقط .. وليس مائة وسبعون مليون ملك كما كتبها صاحب الرواية المكذوبة على ابن عباس ..!!

#- (مائة ألف ألف): ألف ألف = مليون * مائة = مائة مليون ..، وكذلك حساب السبعين.

 

2- رؤية الشياطين وهي تلقي بالخيالات والوسوسة على أعين ومسامع بني آدم – ورؤية عذاب أكلة الربا.

- جاء في (حديث ضعيف) .. عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا فَوْقِي بِرَعْدٍ وَصَوَاعِقَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا.

- فَلَمَّا نَزَلْتُ .. وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ (أي سحاب رقيق كالغبار) وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ.. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ: الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ (أي يضعون غشاوة) عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ .. أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَتِ الْعَجَائِبَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابن جدعان- وجهالة أبي الصلت.

 

#- ملحوظة: هذا مشهد في هذه الرواية .. يقال بعد عودة النبي من مقام الخصوصية ورجوعة للأرض فمر على هذا المكان في السماء.. ويظهر من الرواية أن هذه المشاهد كانت في مكان ما في السماء السابعة أو عندها أو فوقها .. ولا فائدة من ذلك لأن الرواية أصلا غير صحيحة .. والله أعلم ..

 

3- رؤية المعذبين بسبب أكلهم الربا وأموال اليتامى واللاتي يزنين ويقتلن أولادهن.

- جاء في (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. عن ابن عبّاس  .. ومما قيل في الرواية: (ثمّ عرض عليّ النار .. حتّى نظرت إلى أغلالها وسلاسلها وحيّاتها وعقاربها وغساقها ويحمومها.

- فنظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر (أي شفاههم) كمشافر الإبل وقد وكّل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثمّ يجعل في أفواههم صخرا من نار تخرج من أسافلهم.

- قلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً.

- ثمّ انطلقت فإذا أنا بنفر لهم بطون كأنها البيوت وهم على سابلة (أي طريق) آل فرعون فإذا مرّ بهم آل فرعون ثاروا فيميل بأحدهم بطنه فيقع فيطأهم آل فرعون بأرجلهم وهم يعرضون على النار غُدُوًّا وَعَشِيًّا.

- قلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا ومثلهم كمثل (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ) «سورة البقرة: 275».

- ثمّ انطلقت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن منكسات أرجلهن. قلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هن اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص62.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب.

 

#- ملحوظة: هذا مشهد في هذه الرواية بالذات .. ذكره الراوي بعد عودة النبي من مقام الخصوصية .. تم دخوله النار ورأى هذه المشاهد .. ويظهر من الرواية أن هذه المشاهد كانت في مكان ما في السماء السابعة أو عندها أو فوقها .. ولا فائدة من ذلك لأن الرواية أصلا غير صحيحة .. والله أعلم ..

 

4- معرفة أن الله يصلي في السماء السابعة ..

- جاء في (حديث ضعيف) .. عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح كان يذكر في ركوعه بذكر وهو "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَقَتْ رَحْمَةُ رَبِّي غَضَبَهُ" وقال لابن جريج أنه عرف هذا الذكر من خلال الآتي: ("وَأَمَّا "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَقَتْ رَحْمَةُ رَبِّي غَضَبَهُ" .. فَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، كَانَ كُلَّمَا مَرَّ بسماء سَلَّمَتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا مَلَكٌ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَبَدَرَهُ المَلَكَ، فَبَدَأَهُ بِالسَّلاَمِ .. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَدِدْتُ لَوْ أَنِّي سَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَا صَلاَتُهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي" .. فَأَتَّبِعُ ذَلِكَ) رواه عبد الرزاق في مصنفه .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف لجهالة حال وعدم معلومية من أبلغ التابعي "عطاء" بهذا الحديث عن النبي ..!!

 

#- ملحوظة: سبق وناقشنا مفهوم صلاة الله .. وذلك في الفصل السبعون .. تحت عنوان: (س166: هل كان الله يصلي ويسبح نفسه حينما وصل النبي لمقام الخصوصية ليلة المعراج ؟).

 

5- رؤية إبراهيم عليه السلام أشمط الشعر – ورؤية قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه اختلطت ألوانهم .. ورؤية نهر الرحمة – ونهر نعمة الله – ونهر سقاهم ربهم شرابا طهورا. 

- جاء في (حديث ضعيف ومتن منكر) .. عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. ومما جاء في هذه الرواية: (ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ اللهُ مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الْأَخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ.

- فَدَخَلَ فَإِذَا بِرَجُلٍ أَشْمَطَ (أي اختلط البياض بسواد شعره) جَالِسٍ عَلَى كُرْسِيٍّ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ بِيضُ الْوجُوهِ وَقَوْمٌ سُودُ الْوجُوهِ .. وَفِي أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ ..

- فَأَتَوْا نَهْرًا فَاغْتَسَلُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وَقَدْ خَلَصَ مِنْ أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ ..

- ثُمَّ إِنَّهُمْ أَتَوْا نَهْرًا آخَرَ فَاغْتَسَلُوا فِيهِ فَخَرَجُوا وَقَدْ خَلَصَ مِنْ أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ.

- ثُمَّ دَخَلُوا النَّهْرَ الثَّالِثَ فَخَرَجُوا وَقَدْ خَلَصَتْ مِنْ أَلْوَانِهِمْ مِثْلُ أَلْوَانِ أَصْحَابِهِمْ .. فَجَلَسُوا إِلَى أَصْحَابِهِمْ.

- فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ ‍ مَنْ هَؤُلَاءِ بِيضُ الْوَجْهِ .. وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ فَدَخَلُوا النَّهْرَ فَخَرَجُوا وَقَدْ خَلَصَتْ أَلْوَانُهُمْ؟

- فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ هُوَ أَوَّلُ رَجُلٍ شَمِطَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .. وَهَؤُلَاءِ بِيضُ الْوجُوهِ قَوْمٌ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ..، قَالَ: وَأَمَّا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا .. فَتَابُوا فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ.

- فَأَمَّا النَّهْرُ الْأَوَّلُ فَرَحْمَةُ اللهِ .. وَأَمَّا النَّهْرُ الثَّانِي فَنِعْمَةُ اللهِ .. وَأَمَّا النَّهْرُ الثَّالِثُ فَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا . ) رواه البيهقي في الدلائل..، (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذه الرواية من قبل وأنها ضعيفة ولم تصح .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟).

#- خلاصة القول:

- أن عدد المشاهد الغير صحيحة (17) سبعة عشر مشهد .. تم ذكرهم في ليلة المعراج وقيلت أنها حدثت مع النبي عند السماء السادسة والسابعة .. وهذه المشاهد لم يصح منها شيئا وهي الأجزاء التي تم الكتابة عنها بأنها (مشهد: كذا) .. لأنه قد يكون في بعض الروايات أجزاء صحيحة من قصة المعراج .. وإنما فقط أشير لما هو غير صحيح أي لم يأت في أحاديث صحيحة بلفظ (مشهد: كذا) .. فانتبه.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .