ج130: قصة الإسراء والمعراج - ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في ليلة المعراج النبوي في مقام "فأوحى إلى عبده ما أوحى" أي عند مقام الخصوصية .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والثلاثون :: عن رحلة المعراج –ج10/ أحداث ومشاهد غير صحيحة في قصة المعراج ::

1- س318: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في ليلة المعراج النبوي في مقام "فأوحى إلى عبده ما أوحى" أي عند مقام الخصوصية ؟

#- المشاهد والأحداث الغير صحيحة التي تم رؤيتها ليلة المعراج عند وصول النبي عند العرش.

@- أولا: مشهد خلع النعال (في مقام الخصوصية).

#- من لطيف ما تذوقته في مسألة خلع النعال.

@- ثانيا: مشهد وقوف النبي بين يدي ربه وتحية النبي لله بقوله التحيات لله والصلوات والطيبات وحوار تشهد الصلاة .. وحديث اختصام الملأ الاعلى.

@- ثالثا: مشهد حوار مكذوب بين الله ورسوله – فيه سؤل النبي لربه ما الذي أعطاه له ؟

@- رابعا: مشهد كلام الله مع النبي وقوله له: هل غَمَّك أن جعلتك آخر النبيين وأن أمتك آخر الأمم – فهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم ولا أفضحهم عند الأمم.

@- خامسا: مشهد إعطاء الله لنبيه ليلة المعراج أربع آيات من سورة البقرة منهم آية الكرسي – وسورة الفاتحة - وخواتيم البقرة.

@- سادسا: مشهد الوحي للنبي في ليلة المعراج بأن علي بن أبي طالب هو سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

*******************

:: الفصل المائة والثلاثون ::

*******************

..:: س318: ما هي الأحداث والمشاهد الغير صحيحة في ليلة المعراج النبوي في مقام "فأوحى إلى عبده ما أوحى" ؟ ::..

 

- نستكمل معا الأحداث والمشاهدات التي تركها العلماء في قصة المعراج .. وهنا نتكلم عند وصول النبي إلى مقام العرش ودخوله مقام الخصوصية .. وما تصوره البعض من أحداث حصلت بين الله ورسوله .. ولا علاقة لها بقصة المعراج لأنها أحداث غير صحيحة .. ونذكر ما لم يصح .. والله ولي التوفيق.

 

================

 #- المشاهد والأحداث الغير صحيحة التي تم رؤيتها ليلة المعراج عند وصول النبي عند العرش.

 

#- أولا: مشهد خلع النعال (في مقام الخصوصية) .

 

1- جاء في (حديث الإسراء والمعراج المكذوب على بن عباس والنبي) .. عند وصول النبي لمقام الخصوصية:

 (- يا محمد: انظر إلى الموضع الذى كلمتك فيه .. فما بيني وبينك رسل ولا ترجمان.

- فرفعت رأسي وقلت: يا رب أين أنا.

- فقال: أنت على بساط الأنس.

- فرجعت .. وهممت أن أخلع نعلي.

- فناداني ربى سبحانه وتعالى: دس على بساطنا فقد اصطفيناك .. وأنت السيد المفضل .. إلى آخر الرواية) نقلا من كتيب اسمه الإسراء والمعراج لاين عباس .. عبارة عن رواية منسوبة بالكذب لابن عباس .. قام بوضعها بعض المؤلفين بجمعها من عدة روايات وهذه الرواية مكونة من خمسين صفحة .. ولا أعلم هل كان يعلم هذا المؤلف المجهول اسمه .. بكذب ما كتبه على ابن عباس أم لا .. ولكن في النهاية الحكم على الرواية هي أنها رواية مكذوبة على ابن عباس وعلى النبي ..

 

2- من الأمور التي يحلو للبعض أن يذكرها في ليلة الإسراء والمعراج .. فيحكي مشهد في مقام الخصوصية .. فيقول الآتي:

- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج - وأراد أن يخلع نعليه .. فنودي لماذا تخلع نعليك ؟

- فقال: إلهي علمت أن موسى لما أتاك فقد أمرته بخلع نعليه ..، فخلعت نعلي أدبا في حضرتك .. عسى أن أحظى برؤيتك .. ولا يقال لي كما قيل لأخي موسى لن تراني ..

- فنودي يا محمد: إن كان موسى أراد فأنت المراد .. وان كان موسى أحب فأنت المحبوب .. وان كان موسى طلب فأنت المطلوب .. وأنت القريب وأنت الحبيب . فسلني ما تحب فأني سميع مجيب".

 

- وحاولت أن أعرف مصدر هذا الحوار السابق .. أو من أين أتى به بعض الوعاظ والخطباء .. فوجدته مأخوذ من الرواية السابق ذكرها .. وهي كما رأيت رواية غير صحيحة.

 

#- لمزيد من المعرفة .. يمكنك الرجوع إلى الفصل السبعون .. تحت عنوان: (س167: هل حاول النبي أن يخلع نعليه في مقام الخصوصية كما خلعهما موسى عند جبل الطور فمنعه الله وقال له: ان كان موسى طالب فأنت المطلوب ؟)

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. من لطيف ما تذوقته في مسألة خلع النعال:

#- موسى عليه السلام لما ناداه ربه .. قيل له: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ) طه:12 ..، ولكن حينما حضر النبي لأعلى السموات وآخر مكان في خلق الكون وكان قاب قوسين أو أدنى فلم يأمره جل شأنه بخلع نعليه في مقام النور .. وكأن الله أراد إكرام نبيه حتى نعليه .. والله أعلم.

 

======================

 

#- ثانيا: مشهد وقوف النبي بين يدي ربه وتحية النبي لله بقوله التحيات لله والصلوات والطيبات وحوار تشهد الصلاة .. وحديث اختصام الملأ الاعلى ..

 

1- جاء في (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. روى السدي عن محمّد بن السائب عن باذان عن ابن عبّاس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. ومما جاء في الرواية .. بعد أن وصل لأعلى العرش ثم وقف في مقام الخصوصية ..

- (وتدلى لي قطرة من العرش فوقف على لساني .. فما ذاق الذائقون شيئا قط أحلى منها فأنبأني الله عزّ وجلّ بها نبأ الأولين والآخرين .

 

#- وأطلق الله لساني بعد ما كلّ (أي أخذته رهبة منعت لسانه من الكلام) من هيبة الرحمن ..

- فقلت: التحيات لله والصلوات الطيبات.

- فقال الله تعالى: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

- فقلت: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

 

#- فقال: يا محمّد هل تعلم فيم اختصم الملأ الأعلى؟

- فقلت: أنت أعلم يا رب بذلك وبكل شيء وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.

- قال: اختلفوا في الدرجات والحسنات..، فهل تدري يا محمّد ما الدرجات وما الحسنات؟

- قلت: أنت أعلم يا رب.

- قال: الدرجات: إسباغ الوضوء في المكروهات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة....، والحسنات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام، .....

- ثمّ قال: يا محمّد (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)؟

- قلت: نعم أي رب.

- قال: ومن؟

- قلت: والمؤمنين (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) .. كما فرقت اليهود والنصارى.

- فقال: ماذا قالوا؟

- قلت: قالُوا: (سَمِعْنا) قولك (وَأَطَعْنا) أمرك.

- قال: صدقت .. فسل (أي اطلب) تعط (أي يستجاب لك).

- فقلت: (غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)

- قال: قد غفرت لك ولأمتك ..، سل تعطه ؟

- فقلت: (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا)

- قال: قد رفعت الخطأ والنسيان عنك وعن أمتك وما استكرهوا عليه.

- قلت: (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ).

- قال: قد فعلت ذلك بك وبأمتك.

- قلت: ربنا (وَاعْفُ عَنَّا) من الخسف، (وَاغْفِرْ لَنا) من القذف، (وَارْحَمْنا) من المسخ، (أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ..

- قال: قد فعلت ذلك لك ولأمتك....... إلى آخر الرواية) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص63 وما بعده .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب.

 

2- جاء في (حديث الإسراء والمعراج المكذوب على بن عباس والنبي) .. عند وصول النبي بالرفرف الأخضر لمقام العرش:

- (وأخذ ذلك الرفرف يطير بي .. حتى قربني من حضرة سيدي ومولاي .. فأبصرت أمرا عظيما لا تناله الأوهام .. ولا تبلغه الخواطر سبحانه وتعالى .. مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..

 

#- فدنوت من ربى .. حتى صرت منه كقاب قوسين أو أدنى .. فوضع سبحانه تعالى يده بين كتفي .. ولم تكن يدا محسوسة كيد المخلوقين .. بل يد قدرة وارادة .. فوجدت بردها على كبدي .. فذهب عنى كل ما كنت أجده وأورثني علم الأولين والأخرين .. وملئت فرحاً وسروراً .. فأخذني عند الثبات والسكون .. فظننت أن من في السموات والأرض قد ماتوا إلا أنا .. لا أسمع هناك لا حسا ولا حركة.

 

- ثم رجع إلى عقلي وتفكرت فيما أنا فيه من الشرف العظيم ..

- فنوديت يا أحمد: ادن مني .. فقلت الهى وسيدي ومولاي أنت السلام ومنك السلام.

- فناداني ثانيا: ادن منى فدنوت منه .. وعليك السلام.

- فسمعت نغمة كنغمة أبى بكر الصديق رضى الله عنه ..

- فقلت: يا إلهى وسيدى أمعنا أبو بكر

- فقال: لا يا محمد أنت في مكان لا يصله أبى بكر ولا غيره .. لكن علمت أنه ليس في الناس أحب إليك من أبى بكر .. فأسمعتك مثل صوته كي لا تخاف وليطمئن قلبك.

 

#- قال النبي: فألهمني ربى عز وجل ..

- فقلت: التحيات لله والصلوات والطيبات.

- فقال الله تعالى: السلام عليك إيها ورحمة الله وبركاته

- فقلت: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

- فقالت الملائكة من ورائنا: أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ...

- قال الله تعالى: وأنا أشهد أن محمد عبدى ورسولي... فمن أحبك فقد أحببته .. ومن كذبك فقد باء بغضبي.

- وقال سبحانه وتعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بات بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا .. غفرانك ربنا وإليك المصير .. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ...

- أي لا تعاقبنا على النسيان الذى هو السهو .. وكان بنوا إسرائيل إذا نسوا شيئا مما أمروا به أو أخطأوا بذنب عجلت لهم العقوبة بنقص شيء .. من مطعم أو مشرب على حسب ذلك الذنب الذى نسوه أو أخطأوا به .. فرفع ذلك عن هذه الأمة ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا ولا تؤاخذنا مثلهم .. أي الأمم الذين تقدموا قبل أمتى.

- قال الله تعالى: يا حبيبي لا نؤاخذ كم مثلهم.

- فقلت: ربنا ولا تحمل علينا إصراً ... يعنى عهداً ثقيلا وميثاقا لا نستطيع حملة .. فتعذبنا بنقصه كما حملته على الذين من قبلنا يعنى اليهود فجعلت منهم القردة والخنازير.

 

- يعنى لا تشدد علينا فتغلظ الأمر .. كما شددت على الذين من قبلنا .. وكان بنو إسرائيل كل من أصاب منهم ذنبا أصبح ذنبه مكتوبا على عتبة داره .. وقيل على جبهته .. فقلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.

 

- قال الله تعالى: رفعت عنك التشدد.

- فقلت: واعف عنا .. قال الله تعالى عفونا وتجاوزنا .. فقلت واغفر لنا وارحمنا ..

- قال الله تعالى: غفرنا وسترنا ..

- فقلت: أنت مولانا ..

- قال: صدقت يا محمد .. أنا مولاكم ...

- قال: فانصرنا على القوم الكافرين ..

- قال الله تعالى: نصرتكم على القوم الكافرين إلى يوم القيامة.

 

#- فقال سبحانه وتعالى: هل تراني بعينك .. قلت سبحانك لا تدركك الأبصار ولا تحويك الأقطار .. ولا يغيرك الليل والنهار .. وأنت الواحد القهار .. إلهي وسيدي ومولاي .. غشى بصرى نورك وبهاؤك وجلالك .. فلا أراك إلا بقلبي.

 

- فقال الله تعالى: صفني يا محمد

- فقلت: سبحانك لا يصفك الواصفون ولا يحدك المارقون .. ولا يحويك الظنون .. وأنت الله الحى القيوم.

- قال الله تعالى: يا أحمد عَظُمَ شأني وعَزَّ سلطاني وارتفع مكاني .. لا إله غيري .. أنا ملك الملوك .. وقاضى الحاجات .. من دعاني أجبته .. ومن قصدني أعطيته .. ومن توكل على كفيته .. ومن قام على بابي قبلته .. ومن الآفات والعاهات نجيته.... إلى آخر الروية .....) نقلا من كتيب اسمه الإسراء والمعراج لاين عباس .. عبارة عن رواية منسوبة بالكذب لابن عباس .. قام بوضعها بعض المؤلفين بجمعها من عدة روايات وهذه الرواية مكونة من خمسين صفحة .. ولا أعلم هل كان يعلم هذا المؤلف المجهول اسمه .. بكذب ما كتبه على ابن عباس أم لا .. ولكن في النهاية الحكم على الرواية هي أنها رواية مكذوبة على ابن عباس وعلى النبي ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعليقا على ما سبق:

- الرواية لا خلاف في أنها مكذوبة على النبي  .. ولكن الحوار الذي يقال في جزئية "التحيات لله" حتى " أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له " هو صحيح المعنى .. ولا يقال عنه أنه حديث نبوي .. وإنما يقال أن هذا مشهد قيل في حالة كشفية ذوقية قد تصورها بعض العارفين .. وليس حديث نبوي .. وهو تذوق مقبول جدا .. ولكن اختلط على البعض وظنه جزء من حديث نبوي في ليلة المعراج.

- والله أعلم . 

======================

 

#- ثالثا: مشهد حوار مكذوب بين الله ورسوله – فيه سؤل النبي لربه ما الذي أعطاه له ؟

 

1- (حديث ضعيف ومتن باطل) .. عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ({سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] " قَالَ: " أُتِيَ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ..

 

- (إلى أن قال في الرواية): ثُمَّ انْتَهَى إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَقِيلَ لِي: هَذِهِ السِّدْرَةُ إِلَيْهَا مُنْتَهَى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِكَ، وَيَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ، وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ، وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى. قَالَ: وَهِيَ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي أَصْلِهَا عَامًا لَا يَقْطَعُهَا، وَإِنَّ الْوَرَقَةَ مِنْهَا مُغَطِّيَةُ الْخَلْقِ.

- قَالَ: فَغَشِيَهَا نُورُ الْخَالِقِ، وَغَشِيَهَا الْمَلَائِكَةُ.

- فَكَلَّمَهُ رَبُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ: سَلْ ((أي اطلب ما تريد يا محمد)) ..

- قَالَ: إِنَّكَ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا عَظِيمًا.

- وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا.

- وَأَعْطَيْتَ دَاوُدَ مُلْكًا عَظِيمًا، وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَدِيدَ وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ.

- وَأَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا عَظِيمًا وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَسَخَّرْتَ لَهُ الشَّيَاطِينَ وَالرِّيَاحَ وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ.

- وَعَلَّمْتَ عِيسَى التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، وَجَعَلْتَهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِكَ وَأَعَذْتَهُ وَأُمَّهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِمَا سَبِيلٌ.

- فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: قَدِ اتَّخَذْتُكَ خَلِيلًا قَالَ: وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، وَأَرْسَلْتُكَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ، فَلَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي، يَعْنِي بِذَلِكَ الْأَذَانَ، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ أُمَّةً وَسَطًا، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ هُمُ الْأَوَّلُونَ وَهُمُ الْآخِرُونَ، وَجَعَلْتُ مِنْ أُمَّتِكَ أَقْوَامًا قُلُوبُهُمْ أَنَاجِيلُهُمْ، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ لَا تَجُوزُ عَلَيْهِمْ خُطْبَةٌ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي، وَجَعَلْتُكَ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ خَلْقًا وَآخِرَهُمْ مَبْعَثًا، وَآتَيْتُكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي لَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ، وَأَعْطَيْتُكَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ .. وَجَعَلْتُكَ فَاتِحًا وَخَاتَمًا.

- قَالَ (أي أبي هريرة أو غيره): وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضَّلَنِي رَبِّي، أَرْسَلَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَأَلْقَى فِي قَلْبِ عَدُوِّي الرُّعْبَ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتِ الْأَرْضُ كُلُّهَا لِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُعْطِيتُ فَوَاتِيحَ الْكَلَامِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ .. وَعُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي فَلَمْ يَخْفَ عَلَيَّ التَّابِعُ وَالْمَتْبُوعُ.. وَرَأَيْتُهُمْ أَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ .. وَرَأَيْتُهُمْ أَتَوْا عَلَى قَوْمٍ عِرَاضِ الْوجُوهِ صِغَارِ الْأَعْيُنِ كَأَنَّمَا خُرِمَتْ أَعْيُنُهُمْ بِالْمِخْيَطِ .. فَلَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَا هُمْ لَاقُونَ مِنْ بَعْدِي .

- وَأُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً .. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى..... إلى آخر الرواية) رواه البيهقي في دلائل النبوة ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذه الرواية من قبل وأنها ضعيفة ولم تصح .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟ ).

#- وفي (حديث ضعيف ومتن باطل) ببلفظ آخر للحديث السابق عن أبي العالية عن أبي هريرة .. ومما جاء فيه: (فَقَالَ لَهُ: سَلْ.

- فَقَالَ: اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا عَظِيمًا ..

- وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا .. وَأَعْطَيْتَ دَاوُدَ مُلْكًا عَظِيمًا وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَدِيدَ .. وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ ..

- وَأَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا عَظِيمًا .. وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالشَّيَاطِينَ .. وَسَخَّرْتَ لَهُ الرِّيَاحَ .. وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ..

- وَعَلَّمْتَ عِيسَى التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ .. وَجَعَلْتَهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ .. وَيُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ .. وَأَعَذْتَهُ وَأُمَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِمَا سَبِيلٌ ..

- فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: قَدِ اتَّخَذْتُكَ حَبِيبًا وَخَلِيلًا .. وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: حَبِيبُ اللَّهِ .. وَأَرْسَلْتُكَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا .. وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ .. وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ .. وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ .. فَلَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي .. وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ أُمَّةً وَسَطًا .. وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ هُمُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ .. وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ لَا تَجُوزُ لَهُمْ خُطْبَةٌ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي .. وَجَعَلْتُ مِنْ أُمَّتِكَ أَقْوَامًا قُلُوبُهُمْ أَنَاجِيلُهُمْ .. وَجَعَلْتُكَ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ خَلْقًا .. وَآخِرَهُمْ بَعْثًا .. وَأَوَّلَهُمْ يُقْضَى لَهُ .. وَأَعْطَيْتُكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي لَمْ يُعْطَهَا نَبِيُّ قَبْلَكَ .. وَأَعْطَيْتُكَ الْكَوْثَرَ .. وَأَعْطَيْتُكَ ثَمَانِيَةَ أَسْهُمٍ: الْإِسْلَامَ وَالْهِجْرَةَ، وَالْجِهَادَ، وَالصَّدَقَةَ، وَالصَّلَاةَ، وَصَوْمَ رَمَضَانَ، وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ.. وَجَعَلْتُكَ فَاتِحًا وَخَاتَمًا.

#- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضَّلَنِي رَبِّي بِسِتٍّ: أَعْطَانِي فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِيمَهُ .. وَجَوَامِعَ الْحَدِيثِ .. وَأَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا .. وَقَذَفَ فِي قُلُوبِ عَدُوِّي الرُّعْبَ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ .. وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي .. وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ كُلُّهَا طَهُورًا وَمَسْجِدًا ..

- قَالَ: وَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً "، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُوسَى .. إلى آخر الحديث) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره وأبو حاتم وذكره الهيثمي في زوائد البزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف ومتنه منكر وباطل جزئية الحوار في العطاءات بين النبي وربه .. سبق تخريج هذه الرواية من قبل .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟ ).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذا من المشاهد التي لا أشك في كذبها .. إذ لا يمكن أن يتصور عقل أن النبي يسأل هذا السؤال في مقام الخصوصية وقد رفعه الله فوق جميع الأنبياء والرسل .. بل ولا يمكن أن يكون الذي قال: (إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي) فيقول في مقام الخصوصية بذكر نعم الله على أنبياء .. ثم يقول ماذا أنت أعطيتني يارب .. !!

- فبكل تأكيد الكذب طافح من هذا الجزء من الرواية .. فهذا ليس جزء ضعيف في الرواية بل مكذوب على الله والنبي ..  

2- جاء في (حديث مكذوب على بن عباس وعلى النبي) .. ومما جاء في الرواية .. بعد أن وصل لأعلى العرش ثم وقف في مقام الخصوصية وبعد حوار التحيات لله ..

(- ثمّ قيل لي: سَل.

#- فقلت: يا رب إنك اتخذت إِبْراهِيمَ خَلِيلًا، وكلمت مُوسى تَكْلِيماً، ورفعت إدريس مَكاناً عَلِيًّا، وآتيت سليمان مُلْكاً عَظِيماً، وآتيت داوُدَ زَبُوراً، فما لي يا رب؟

 

- قال ربي: يا محمّد اتخذتك خليلي كما اتخذت إِبْراهِيمَ خَلِيلًا، وكلمتك كما كلمت مُوسى تَكْلِيماً، وأعطيتك فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة وكانا من كنوز العرش ولم أعطها نبيا قبلك، وأرسلتك إلى أهل الأرض جميعا أبيضهم وأسودهم وإنسهم وجنّهم ولم أرسل إلى جماعتهم نبيا قبلك، وجعلت الأرض كلها برّها وبحرها طهورا ومسجدا لك ولأمتك وأطعمتك وأمتك الفيء ولم أطعمه أمة قبلهم، ونصرتك بالرعب على عدوك مسيرة شهر، وأنزلت عليك سيد الكتب كلها ومهيمنا عليها (قُرْآناً فَرَقْناهُ) ، ورفعت (لَكَ ذِكْرَكَ) فتُذكَر كلما ذكرت في شرائع ديني، وأعطيتك مكان التوراة المثاني، ومكان الإنجيل المئين (أي السور التي عدد آياتها مائة آية أو أزيد بعد السور السبع الطوال في المصحف) ، ومكان الزبور الحواميم (أي السور التي تبدأ ب (حم))... وفضلتك بالمفصّل (أي السور القرآنية التي تبدأ من سورة ق وإلى ختام المصحف) ...، وشرحت لك صدرك .. ووضعت عنك وزرك .. وجعلت أمتك (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) .. وجعلتهم (أُمَّةً وَسَطاً) .. وجعلتهم الأولين وهم الآخرون .. (فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) .

 

#- قال صلّى الله عليه وسلّم: ثمّ فوّض لي بعهد بعدها .. وأمور لم يؤذن لي أن أخبركم بها ..، ثمّ فرضت عليّ وعلى أمتي في كل يوم وليلة خمسون صلاة فلما شهد اليّ بعهده وتركني عنده ما شاء ...

- قال لي: ارجع إلى قومك فبلغهم عني....... إلى آخر الرواية) ذكره الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ج6 ص63 وما بعده .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع ومجموع من عدة أحاديث أخرى تجمع بين الصحيح والمكذوب .. وفي السند كذابان أحدهما (محمد بن مروان – السدي) وهو متهم بالكذب .. والآخر (محمد بن السائب) وهو متهم بالكذب.

3- وجاء في (حديث الإسراء والمعراج المكذوب على بن عباس والنبي) .. ومما قيل فيها:

- (يا محمد: انظر إلى الموضع الذى كلمتك فيه فما بيني وبينك رسل ولا ترجمان.

- فرفعت رأسي وقلت: يا رب أين أنا؟

- فقال: أنت على بساط الأُنس.

- فرجعت .. وهممت أن أخلع نعلي.

- فناداني ربى سبحانه وتعالى: دس على بساطنا فقد اصطفيناك .. وأنت السيد المفضل .. فالتفت إلى يميني وإذا بسيف النقمة يقطر دما .. وهو معلق بساق العرش.

 

#- فقلت: إلهي وسيدي ومولاي .. ارفع السيف عن أمتي.

- فقال يا محمد: سبق حكمي وقضائي .. لا يفنى أكثر أمتك إلا بالسيف

- وفى حديث آخر: لا يفنى أكثر أمتك إلا بالطعن والطاعون.

 

#- فقلت: إلهي وسيدي ومولاي إني أسالك شيئا ..

- قال الله تعالى: وعزتي وجلالي .. لقد آليت على نفسى من قبل أن أخلق آدم بألفي عام أن لا تسألني شيئا إلا وأعطيتك.

 

#- فقلت: إلهي وسيدي ومولاي .. خلقت آدم بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك .. ، واتخذت إبراهيم خليلا .. ، وكلمت موسى تكليما .. ، ورفعت إدريس مكانا عليا .. ، واعطيت داود زبورا وغفرت له ذنبا عظيما .. ، وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الأنس والجن والطير والوحش والريح .. ، وخلقت عيسى من كلمتك ....... فبم فضلتني كما فضلت هؤلاء؟!! إلى آخر الروية .....) نقلا من كتيب اسمه الإسراء والمعراج لاين عباس .. عبارة عن رواية منسوبة بالكذب لابن عباس .. قام بوضعها بعض المؤلفين بجمعها من عدة روايات وهذه الرواية مكونة من خمسين صفحة .. ولا أعلم هل كان يعلم هذا المؤلف المجهول اسمه .. بكذب ما كتبه على ابن عباس أم لا .. ولكن في النهاية الحكم على الرواية هي أنها رواية مكذوبة على ابن عباس وعلى النبي ..

=======================

#- رابعا: مشهد كلام الله مع النبي وقوله له: هل غَمَّك أن جعلتك آخر النبيين وأن أمتك آخر الأمم – فهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم ولا أفضحهم عند الأمم.

#- في (حديث مكذوب على النبي) .. جاء عن أنس رضي الله تعالى عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلّم: (لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ قَرَّبَنِي رَبِّي تَعَالَى حَتَّى كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كِقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، لا بَلْ أَدْنَى، وَعَلَّمَنِي السِّمَاتِ .. قَالَ: يَا حَبِيبِي يَا مُحَمَّدُ؟ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَبُّ، قَالَ: هَلْ غَمَّكَ أَنْ جَعَلْتَكَ آخِرَ النَّبِيِّينَ، قُلْتُ: يَا رَبُّ لا، قَالَ: حَبِيبِي فَهَلْ غَمَّ أُمَّتَكَ أَنْ جَعَلْتُهُمْ آخِرَ الأُمَمِ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ لا، قَالَ: أَبْلِغْ أُمَّتَكَ عَنِّي السَّلامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي جَعَلْتُهُمْ آخِرَ الأُمَمِ لأَفْضَحَ الأُمَمَ عِنْدَهُمْ (أي بمعرفة اخبارهم وما فعلوه بأنبيائهم وكتبهم المنزلة من تحريف) وَلا أَفْضَحُهُمْ عِنْدَ الأُمَمِ) ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: هذا حديث لا يصح.

 

========================

 #- خامسا: مشهد إعطاء الله لنبيه ليلة المعراج أربع آيات من سورة البقرة منهم آية الكرسي – وسورة الفاتحة - وخواتيم البقرة.

 

1- (حديث مكذوب) .. عن اسحاق بن بشر عن سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عطاء عن من يخبره عن كعب: (أن الله أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به أربع آيات ما أعطاها أحد قبله قول الله عز وجل " لله ما في السموات وما في الأرض "  إلى آخر السورة وهي ثلاث آيات .. وآية الكرسي .. وأعطى موسى غيرها حتى قربه نجيا وأمره أن يدعو بهن فدعا بهن فاطمأن وقوي على احتمال النبوة وحفظ ما ناجاه ربه قال قل يا موسى: "اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه ومن كل شر من أجل أن لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء والبقاء دهر الداهرين أبد الآبدين أبدا آمين آمين" .. فدعا بهن فاطمأن ثم ناجاه ربه عز وجل) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مكذوب .. وفيه (اسحاق بن بشر) وهو متهم بالكذب .. والمتن واضح عليه الكذب بقوة لأن آية الكرسي نزلت في المدينة وليست في مكة وذلك باتفاق العلماء.

 

2- وجاء في (حديث ضعيف ومتنه منكر يعني حديث باطل) .. من حديث أبي العالية عن أبي هريرة .. والذي جاء فيه أن الله أظهر فضيلته على النبي وقال له من جملة ما قال: (وَآتَيْتُكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي (أي سورة الفاتحة) لَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ .. وَأَعْطَيْتُكَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ .. وَجَعَلْتُكَ فَاتِحًا وَخَاتَمًا) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سبق تخريج هذه الرواية من قبل وأنها ضعيفة ولم تصح .. راجع الفصل الرابع والثلاثون .. تحت عنوان (س93: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء فقط من بداية القصة وحتى ركوب النبي للبراق ؟).

 

#- ملحوظة هامة جدا:

- سبق مناقشة مسألة خواتيم سورة البقرة في فصل خاص ..

- الفصل الرابع والخمسون .. تحت عنوان: (س127: كيف أعطى الله خواتيم سورة البقرة للنبي في ليلة المعراج إذا كان من المتفق عليه عند غالب العلماء أنها نزلت بعد هجرته للمدينة ؟).

 

=====================

 #- سادسا: مشهد الوحي للنبي في ليلة المعراج بأن علي بن أبي طالب هو سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

 

1- (حديث مكذوب على النبي) .. عن زكريا بن يحى الْكِسَائِيِّ ثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فيه فرائش من ذهب يتلألأ .. فأوحى إلي- أو فأمر بي- في علي بثلاث خصال: بأنه سَيِّدُ الْمُرْسَلِينُ وَإِمَامُ المَتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ) ذكره البوصيري في اتحاف الخيرة برقم 6353 ..، وذكره السيوطي في جمع الجوامع عن البارودي وابن قانع وأبو نعيم والبزار والحاكم ..، وذكر السيوطي أقوال العلماء فيه وممن ذكره: قال ابن حجر: ضعيف جدًّا ومنقطع ..، وقال الذهبي أحسبه موضوعًا، وقال العماد بن كثير: هذا حديث منكر جدًّا، ويشبه أن يكون موضوعًا من بعض الشيعة الغلاة، وإنما هذه صفات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا صفات علي. (انتهى النقل مختصرا من جمع الجوامع للسيوطي حديث رقم 17628)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مكذوب على النبي .. وفيه (زكريا بن يحيى الكسائي) متروك الحديث .. قال عبد الله بن أحمد: سألت ابن مَعِين عنه فقال: رجل سوء يحدث بأحاديث سوء ..، وقال النَّسَائي والدارقطني: متروك. انتهى. (مختصرا من لسان الميزان ترجمة رقم 3228) ..، وفيه (نضر بن مزاحم) وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب .. قال العقيلي: شيعي في حديثه اضطراب وخطأ كثير..، وقال أبو خيثمة: كان كذابا..، وقال أبو حاتم: واهي الحديث متروك..، وقال الدارقطني ضعيف. (راجع لسان الميزان ترجمة رقم 8127).

 

#- أما عن أكبر خدعة في سند الرواية .. وهو أن الصحابي (أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا أمامة) ... لم يكن له أولاد ذكور .. لا عبد لله ولا غيره .. إذ قال الإمام بن سعد في طبقاته: (ولم يكن لأسعد بن زرارة ذكر، وليس له عقب إلا ولادات بناته هؤلاء، والعقب لأخيه سعد بن زرارة. (الطبقات الكبرى ج3 ص608  طبعة دار صادر).

 

@- ملحوظة: معنى (الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ): الغر هو جمع الأغر وهو الأبيض الوجه .. والمحجَّل من الدواب التي قوائمها بيض لتمييزه وتكسبه جمالا .. والمقصد هو وجود النور في جسد المؤنين في أعلاهم وأسفلهم لتمييزهم عن غيرهم ببركة الوضوء .. وهذا لفظ جاء في حديث التنبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (إِنَّ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ؛ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ) صحيح مسلم.

- فالنبي صلى الله عليه وسلم هو قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم .. صلى الله عليه وسلم.

 

#- وجاء بلفظ آخر في (حديث باطل مكذوب على النبي) .. جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الْهِلالِ الصَّيْرَفِيِّ، ثنا أَبُو كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي انْتَهَيْتُ إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ تَتَلأْلأُ نُورًا، وَأُعْطِيتُ ثَلاثًا: إِنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ) رواه الهيثمي في زوائد البزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة) الحديث باطل ومتنه مكذوب لأن هذه أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ..، وأما ضعف إسناده ففيه (هلال بن أيوب الصيرفي) وهو مجهول الحال بالرغم من ذكر بن حبان له في الثقات ..، وفيه (أبو كثير الأنصاري) مجهول الحال ..، وهذه الرواية فيها انقطاع بين "عبد الله بن أسعد" وبين النبي .. فضلا عن أن الصحابي "أسعد بن زرارة" لم يكن له أولاد ذكور .. فمن هو "عبد الله بن أسعد" ؟!!

 

#- وجاء بلفظ آخر في (حديث باطل مكذوب على النبي) .. عن عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيُّ ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ ، ثنا هِلَالُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُوحِيَ إِلَيَّ فِي عَلِيٍّ ثَلَاثٍ: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .. (قلت خالد صاحب الرسالة): كلام الإمام الحاكم غير صحيح .. والحديث باطل ومكذوب على النبي .. وفيه (عمرو بن الحصين العقيلي) متروك الحديث .. و سئل أبو زرعة عنه عندما امتنع من التحديث عنه فقال : ليس هو في موضع يحدث عنه ، و هو واهي الحديث، وقال أبو أحمد بن عدي: حدث عن الثقات بغير حديث منكر وهو مظلم الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف جدا يتكلمون فيه، وقال الدارقطني: متروك. (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم6895) ..، وفيه (يحيى بن العلاء الرازي) وهو متروك الحديث.. واتهمه وكيع وبن عدي بالكذب والنسائي والدارقطني قالا متروك الحديث. (مختصر من تهذيب الكمال ترجمة رقم6895)..، فضلا عن أنه لا وجود لأبناء ذكور للصحابي أسعد بن زرارة ..!!

 

#- خلاصة القول في هذا الفصل:

- المشاهد التي قد تم ذكرها في هذا الفصل عددها (5) أي خمسة مشاهد .. وأسأل الله التيسير فيما تبقى ..

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .