ج132: قصة الإسراء والمعراج - هل صلى النبي محمد بالأنبياء الثلاثة موسى وعيسى وإبراهيم بعد عودته من المعراج وقبل العودة لمكة - ما الذي حكاه النبي للكفار عن رحلة الإسراء وما كان رد فعلهم تجاه ما حكاه - وماذا فعل أبو جهل لما سمع عن شجرة الزقوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والثاني والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والثاني والثلاثون :: بداية الجزء الثالث من رسالة الإسراء والمعراج – عن رحلة الرجوع من المعراج لمكة - صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس ومواجهة قريش برحلة الإسراء وتخويفهم شجرة الزقوم ::

1- س320: هل صلى النبي محمد بالأنبياء الثلاثة موسى وعيسى وإبراهيم بعد عودته من المعراج وقبل العودة لمكة ؟

2- س321: ما الذي حكاه النبي للكفار عن رحلة الإسراء وما كان رد فعلهم تجاه ما حكاه ؟ وماذا فعل أبو جهل لما أخافه النبي بشجرة الزقوم ؟

*******************

:: الفصل المائة والثاني والثلاثون ::

*******************

..:: س320: هل صلى النبي محمد بالأنبياء الثلاثة موسى وعيسى وإبراهيم بعد عودته من السماء وقبل العودة لمكة ؟ ::..

#- قلنا في فصل سابق من هذه الرسالة .. أنه محتمل أن يكون صلى بالأنبياء موسى وعيسى وإبراهيم بعد رجوعه من السماء .. حسب بعض الآراء .. وإن كنت عن نفسي لا أظن ذلك .. ويغلب على ظني كما قال بعض العلماء أنه لم يصلي بالأنبياء أصلا في ليلة الإسراء والمعراج في بيت المقدس حسب تحقيق الروايات على افتراض أن الإسراء والمعراج كانتا في ليلة واحدة .. وإنما صلى بهم في السماء .. ولجزئية مقابلة الأنبياء والصلاة بهم فيمكنك مراجعة الفصل الثلاثون تحت عنوان: (س86: هل صلاة النبي ليلة الإسراء بالأنبياء كانت قبل المعراج أم بعد نزوله من المعراج أم في السماء ؟).

 

#- وسبق وذكرنا في الفصل الثلاثون .. أن العلماء اختلفوا على ثلاثة أقوال:

أ- بعضهم قال: الصلاة كانت في بيت المقدس قبل المعراج ..

ب- والبعض قال:  كانت في السماء ..

ج- والبعض قال: كانت بعد النزول من المعراج وكانت ببيت المقدس ..

#- بل وهناك من قال: أن الصلاة كان قبل العروج وفي السماء وبعد العودة ..ولكن هذا رأي غريب ولا دليل عليه غير الظن المحتمل .. !!

 

@- ملاحظات على مسألة صلاة النبي بالأنبياء .. لو أحببت الرجوع إليها:

أ- جزئية مقابلة الانبياء والصلاة بهم فيمكنك مراجعة الفصل الثلاثون تحت عنوان: (س86: هل صلاة النبي ليلة الإسراء بالأنبياء كانت قبل المعراج أم بعد نزوله من المعراج أم في السماء ؟).

 

ب- والصلاة بالأنبياء كانت بالجسد أم بالروح .. راجع هذه الجزئية في الفصل الحادي والعشرون .. تحت عنوان: (س65: هل صلاة الأنبياء والرسل مع النبي في بيت المقدس كانت بالروح أم بإحيائهم له ؟) ..

 

ج- عدد الأنبياء الذين صلى معهم النبي .. راجع الفصل الثالث والعشرون .. تحت عنوان: (س71: كيف نعقل صلاة مائة وأربعة وعشرون ألف نبي خلف النبي في ساحة المسجد الأقصى الذي لا يتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلي ؟!! – البند رابعا: الثابت من عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام).

 

د- ولو كانت الصلاة التي صلاها بالأنبياء بعد نزوله من السماء .. فهي إما صلاة الفجر أو ركعتي قيام ليل .. وقد سبق الكلام على هذه الجزئية .. راجع الفصل الثالث والعشرون .. تحت عنوان: (س74: ما هي الصلاة التي صلاها النبي بالأنبياء ليلة الإسراء وما هي هيئتها وهل كان لها وضوء وما هيئته ؟).

- والله أعلم.

*******************

..:: س321: ما الذي حكاه النبي للكفار عن رحلة الإسراء ؟ وما كان رد فعلهم تجاه ما حكاه ؟ وماذا فعل أبو جهل لما أخافه النبي بشجرة الزقوم ؟ ::..

 - حينما رجع النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل إلى مكة .. ونام في المسجد الحرام .. حتى الصباح .. ومر عليه أبو جهل يستفسر عن أحواله .. فحكى له النبي رحلة الإسراء .. ثم جمع أبو جهل جماعة قريش ليسمعوا إلى ما قاله له النبي .. فكان رد فعلهم هو أن زادوا جحودا واستكبارا .. وإليك دليل ما سبق ..

 

1- (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي (أي تم تفظيع وتشنيع علي بما عرفوا من خبر الإسراء)، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ ..

- (ثم يقول بن عباس): فَقَعَدَ (أي النبي) مُعْتَزِلًا حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ عَدُوُّ اللهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ ..

- قَالَ: مَا هُوَ؟

- قَالَ (أي النبي): إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ ..

- قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟

- قَالَ (أي النبي): إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ ..

- قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا (أي رجعت فأصبحت في مكة هنا بيننا في ليلة) ؟

- قَالَ (أي النبي): نَعَمْ .. قَالَ: فَلَمْ يُرِه (أي لم يظهر أبو جهل أمام النبي) أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ .. مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ (أي مخافة أن ينكر النبي حديثه هذا لو رجع بعقلاء قريش إليه) ..

- قَالَ (أي أبو جهل): أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ.

- فَقَالَ (أي أبو جهل): هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ .. حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ (أي تحرك إليه القوم) .. وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا.

- قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ.

- قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟

- قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

- قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا (أي جالسا معنا هنا في مكة) ؟

- قَالَ: نَعَمْ.

- قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ (أي يستغرب الكلام بضرب الكفين) ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا .. لِلكَذِبِ زَعَمَ (أي لأنهم يظنوا أن ما يزعمه هو كذب).

- قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ (أي تصف) لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ (أي أوصف) حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ (أي اختلط عليه) بَعْضُ النَّعْتِ ..

- قَالَ: فَجِيءَ (أي أتاه جبريل) بِالْمَسْجِدِ (أي بصورة المسجد تفصيليا) وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ (أي كأنه موجود بتفاصيله تماما) دُونَ (أي ظهرت صورته بجوار) دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ .. فَنَعَتُّهُ (أي فوصفته كما رأيته) .. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ..

- قَالَ: وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ (أي لم أحفظ ما احكيه لهم لأحكيه لكم الآن).

- قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ لَقَدْ أَصَابَ) رواه أحمد والطبراني وغيرهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين ..، وقال الضياء الأعظمي: إسناده صحيح. (الجامع الكامل ج14 ص446).

 

- فقوله (بين ظهرانينا): دليل على أنه سأله عن الذهاب والإتيان بجسده .. وليس مناما بكل تأكيد .

 

#- ولو كان ما رآه النبي مناما كما زعم من قال بذلك .. فلماذا طلبوا توصيف بيت المقدس .. وطلب التوصيف لا يكون إلا لمن شاهد وعاين بنفسه الشيء ؟!!

 

2- وفي (حديث صحيح) .. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. قُمْتُ فِي الْحِجْرِ (أي حجر إسماعيل وهو الجزء النص دائري حول الكعبة) .. فَجَلَا اللهُ لِي (أي كشف وأظهر لي أمام عيني) بَيْتَ الْمَقْدِسِ .. فَطَفِقْتُ (أي فأخذت) أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ .. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ) رواه البخاري ومسلم وأحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

3- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِى هُرَيْرَة؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَاي، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبتْهَا (أي لم أكن منتبها لها وقت زيارتي) .. فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ (أي أصابني كرب أي ضيق لعجزي عن تذكر ما طلبوه مني)". قَالَ: فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيءِ إِلَّا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ ....) صحيح مسلم.

 

4- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ .. قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا .. فَارْتَدُّوا كُفَّارًا .. فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ ..

- قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ .. هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا تَزَقَّمُوا (أي املئوا به أفواهكم وبطونكم) رواه أبو يعلى في مسنده والطبري في تهذيب الآثار وأحمد والحارث في مسندهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح ..

 

#-وقد جاء في (أثر صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60 ..، قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ .. قَالَ: (وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) الإسراء:60 ..، قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) صحيح البخاري والطبري في تفسيره  ورواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح..، وفي رواية بلفظ: (هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح.

 

#- ملاحظات هامة أخي الحبيب على الرواية السابقة:

أ- قوله (رؤيا عين): للدلالة على أن ما رآه النبي كان عن يقظة وليس عن منام .

ب- الزَّقُّم: يقصد به الأكل بنهم والشرب المفرط حتى ملو البطون حتى آخرها ..

 

- وشجرة الزقوم: هي شجرة تخرج من الجحيم طعام للكفار والعصاة .. ثمارها كأنه رؤوس الشياطين .. (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ) الصافات:64-66 .. وتخيل من وصف الثمار بأنه كانه رؤوس الشياطين .. مدى بشاعة شكلها وطعمها .. يملئون منها بطونهم.

 

ج- لما كانت شجرة الزقوم من النار .. ولما كان النبي رأى الجنة والنار في المعراج فوق سبع سماوات .. كان هذا دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حكى لهم عما رآه في المعراج .. والله أعلم..، (ولمزيد من التفاصيل .. راجع الفصل الأربعون .. تحت عنوان: (س101: هل يوجد دليل من القرآن يشير لحادثة المعراج ؟).

 

- فلو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد حكى شيئا من المعراج وخاصة شجرة الزقوم التي رآها في النار .. ما كان أبو جهل أنكر على النبي ذلك وما كان قال له: (يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ) ..

 

د- فرواية ابن عباس تثبت لنا .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر الكفار عن بعض أحداث النار وشجرة الزقوم التي رآها ليلة المعراج وهي الشجرة الملعونة .. قد اتى وصفها في القرآن بما قاله تعالى: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) الدخان:43-46.

 

- وسورة الدخان من أواخر ما نزل على النبي بمكة .. أي قبل هجرته للمدينة وبعد حادثة الإسراء والمعراج ... والتحذير من عقوبة شجرة الزقوم أتى أولا في سورة الإسراء عند قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) الإسراء:60.

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- هو أن النبي لما أخبر قريشا بما حصل له فقد كذبوه .. وقد وصف الحق جل شأنه نفسية الكفار في ذلك الوقت بالطغيان الكبير أي تمادوا في الكفر وجحود الحق واتباعه .. إذ قال الله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً) الاسراء:60.

 

2- تنبيه مهم: سبق ومر في الرسالة معانا الكلام حول قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60 .. أن الرؤيا هنا المقصد منها رؤية يقظة وليس منام ..

 

#- وكان مما ذكرناه من كلام العلماء:

- قال ابن الأنباري رحمه الله: المختار في هذه الرؤية أن تكون يقظة .. ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا .. إِلا أن الرؤية يقلُّ استعمالها في المنام .. والرؤيا يكثر استعمالها في المنام .. ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.

 

- وقال الإمام السيوطي رحمه الله: رؤيا المنام لا يفتتن بها أحد ولا يُكَذَّب.

 

@- وعموما للمزيد من تحقيق آية: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60 .. وما قاله العلماء فيها بالتفصيل .. فيمكنك الرجوع إلى الفصل الثالث عشر تحت عنوان (س34: ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية ؟ - أولا: آية قرآنية: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60.) ..، وكذلك الفصل الثاني عشر تحت عنوان: (س33: هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناما وبالجسد أم الروح ؟).

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .