ج133: قصة الإسراء والمعراج - ما العلامات التي ذكرها النبي لقريش حينما طلبوا منه الدليل على صدقه في قصة الإسراء - ماذا كان حال الناس بعد سماعهم قصة الإسراء من النبي صلى الله عليه وسلم ولماذا تم تسميه الصحابي أبا بكر بالصِّدِّيق.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والثالث والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والثالث والثلاثون :: ج2 – عن مواجهة قريش برحلة الإسراء – فتنة بعض الناس – وسبب تسمية الصحابي أبا بكر بالصِّدِّيق ::

1- س322: ما العلامات التي ذكرها النبي لقريش حينما طلبوا منه الدليل على صدقه في قصة الإسراء ؟ (مع توضيح الصحيح والضعيف من الروايات).

#- أولا: دليل الوصف الأول .. وهو وصف بيت المقدس.

#- ثانيا: دليل الوصف الثاني .. وهو البعير ..

2- س323: ماذا كان حال الناس بعد سماعهم قصة الإسراء من النبي صلى الله عليه وسلم ولماذا تم تسميه الصحابي أبا بكر بالصِّدِّيق ؟

#- أولا: ما جاء في الروايات الصحيحة عن الناس الذين ارتدوا بعد سماع قصة الإسراء.

#- ثانيا: ما جاء في الروايات الضعيفة عن الناس الذين ارتدوا بعد سماع قصة الإسراء.

#- ثالثا: ما جاء في الروايات عن موقف أبي بكر الصديق بعد سماع قصة الإسراء.

*******************

:: الفصل المائة والثالث والثلاثون ::

*******************

..:: س322: ما العلامات التي ذكرها النبي لقريش حينما طلبوا منه الدليل على صدقه في قصة الإسراء ؟ ::..

 

- هناك علامات طلبتها قريش من النبي للدلالة على صدق كلامه في أنه تم الإسراء به لبيت المقدس .. وتكلمت روايات عن هذا المشهد منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف .. ولكن الضعيف قد يشهد له ما في الصحيح .. فانتبه معي للآتي:

 

#- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ .. قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا .. فَارْتَدُّوا كُفَّارًا .. فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ ..

- قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ .. هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا تَزَقَّمُوا (أي املئوا به أفواهكم وبطونكم) رواه أبو يعلى في مسنده والطبري في تهذيب الآثار وأحمد والحارث في مسندهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح ..

 

@- انتبه هنا أخي الحبيب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر علامتين للدلالة على صدق إسراءه:

- الأولى: وصف بيت المقدس .

- الثانية: إخبارهم عن البعير أو القافلة التي كانت راجعة إلى مكة وتحمل بضاعتهم.

 

#- أولا: دليل العلامة الأولى .. وهو وصف بيت المقدس هو:

1- وفي (حديث صحيح) .. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. قُمْتُ فِي الْحِجْرِ (أي حجر إسماعيل وهو الجزء النص دائري حول الكعبة) .. فَجَلَا اللهُ لِي (أي كشف وأظهر لي أمام عيني) بَيْتَ الْمَقْدِسِ .. فَطَفِقْتُ (أي فأخذت) أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ .. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ) رواه البخاري ومسلم وأحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

2- (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  ومما جاء في الحديث: (قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ (أي تصف) لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ (أي أوصف) حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ (أي اختلط عليه) بَعْضُ النَّعْتِ ..

- قَالَ: فَجِيءَ (أي أتاه جبريل) بِالْمَسْجِدِ (أي بصورة المسجد تفصيليا) وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ (أي كأنه موجود بتفاصيله تماما) دُونَ (أي ظهرت صورته بجوار) دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ .. فَنَعَتُّهُ (أي فوصفته كما رأيته) .. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ..

- قَالَ: وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ (أي لم أحفظ ما رأيته لأحكيه لكم الآن).

- قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ لَقَدْ أَصَابَ) رواه أحمد والطبراني وغيرهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين ..، وقال الضياء الأعظمي: إسناده صحيح. (الجامع الكامل ج14 ص446).

 

#- ثانيا: دليل العلامة الثانية .. وهي البعير ..

- فهذا له عدة روايات وإن كانت ضعيفة .. ولكن يشهد لها حديث بن عباس الصحيح السابق ذكره منذ قليل وذكرناه في بداية السؤال.. والذي جاء فيه (ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ .. ) .. ولكنه لم يذكر أوصاف هذه البعير ..

- وإنما أتى وصفها في روايات أخرى في بعضها ضعف مقبول وفي بعضها شديدة الضعف .. وإليك بيان ذلك .

 

1- (حديث ضعيف – وهو مرسل صحيح) .. وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ (تابعي)، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (تابعي): (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُسْرِيَ بِهِ عَلَى الْبُرَاقِ، وَهِيَ دَابَّةُ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي كَانَ يَزُورُ عَلَيْهَا الْبَيْتَ الْحَرَامَ .. يَقَعُ حَافِرُهَا مَوْضِعَ طَرَفِهَا .. قَالَ: فَمَرَّتْ بِعِيرٍ مِنْ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ بِوَادٍ مِنْ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ .. فَنَفَرَتِ الْعِيرُ .. وَفِيهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ: سَوْدَاءُ، وَزَرْقَاءُ، .. حَتَّى أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِيلِيَاءَ (أي بيت المقدس) .. فَأُتِيَ بِقَدَحَيْنِ: قَدَحِ خَمْرٍ، وَقَدَحِ لَبَنٍ .. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدَحَ اللَّبَنِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرَئِيلُ: هُدِيتَ إِلَى الْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ قَدَحَ الْخَمْرِ غَوَتْ أُمَّتُكَ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سند الحديث صحيح حتى سعيد بن المسيب وأبو سلمة ولكن كلاهما تابعين ولم يسمعا من النبي صلى الله عليه وسلم .. فالحديث يكون مرسلا فيه انقطاع بين التابعي والنبي وقد سقط الصحابي .. إلا أن مراسيل سعيد بن المسيب على وجه الخصوص لها قبول عند العلماء لأن أحاديثه يكون لها أصل موصول في الصحيح ..

- إلا أنني لم اجد أصل موصول لهذه الرواية ..!! فضلا عن أن المشهور هو رؤية البعير كانت عند عودة النبي صلى الله عليه وسلم من رحلة الإسراء وليس حين الذهاب لهناك .. ولا دلالة في الصحيح على أن إبراهيم كان يركب البراق .. والله أعلم.

 

2- في (حديث ضعيف) .. عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ عن النبي .. ومما جاء في الرواية (ثُمَّ انْصَرَفَ بِي (أي رجع بي جبريل سالكا طريقنا لمكة) .. فَمَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا .. قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ .. فَجَمَعَهُ فُلَانٌ ..

- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ .. ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ .. فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ كُنْتَ اللَّيْلَةَ فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَكَانِكَ ؟!.

- فَقَالَ: عَلِمْتَ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ ..

- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فَصِفْهُ لِي.

- قَالَ فَفُتِحَ لِي صِرَاطٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ فِيهِ لَا يَسَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُ عَنْهُ ..

- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ.

- فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: انْظُرُوا إِلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ.

- قَالَ: فَقَالَ إِنَّ مِنْ آيَةِ مَا أَقُولُ لَكُمْ .. أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا .. قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ فَجَمَعَهُ فُلَانٌ .. وَإِنَّ مَسِيرَهُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا ثُمَّ بِكَذَا .. وَيَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا .. يَقْدُمُهُمْ جَمَلٌ آدَمُ (أي أسمر اللون) عَلَيْهِ مِسْحٌ أَسْوَدُ (أي ظهره عليه لون أسود) وَغِرَارَتَانِ سَوْدَاوَانِ (أي علامتان لونهما أسود في وجهه) ..

- فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ .. أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ حَتَّى كان قريب مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ .. حَتَّى أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ الَّذِي وَصَفَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ») رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. والمتن فيه نكارة مثل صلاة النبي في كذا مكان وسؤال أبي بكر الصديق عن وصف بيت المقدس .. وقد سبق تحقيق هذه الرواية بالتفصيل في الفصل الخامس والثلاثون تحت عنوان (س94: ما هي الأحداث الغير صحيحة التي قيلت في قصة الإسراء من بداية ركوب البراق وحتي قبل الوصول لبيت المقدس ؟).

 

3- (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي .. ومما جاء في الرواية: (ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّهُ لَا يَئُودُهُ شَيْءٌ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ , فَقُلْتُ: رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُهُ.

- ثُمَّ أَصْبَحَ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِالْعَجَائِبِ: أَنِّي أَتَيْتُ الْبَارِحَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَعُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، وَرَأَيْتُ كَذَا وَرَأَيْتُ كَذَا، فَقَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِمَّا يَقُولُ مُحَمَّدٌ ‍ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى الْبَارِحَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ .. ثُمَّ أَصْبَحَ فِينَا، وَأَحَدُنَا يَضْرِبُ مَطِيَّتَهُ مُصْعِدَةً شَهْرًا، وَمُنْقَلِبَةً شَهْرًا، فَهَذَا مَسِيرَةُ شَهْرَيْنِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ.

- قَالَ: فَأَخْبَرَهُمْ بَعِيرٍ لِقُرَيْشٍ .. لَمَّا كَنت فِي مَصْعَدِي (أي معراجي) رَأَيْتُهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا .. وَأَنَّهَا نَفَرَتْ (أي هربت) .. فَلَمَّا رَجَعْتُ رَأَيْتُهَا عِنْدَ الْعَقَبَةِ ..  وَأَخْبَرَهُمْ بِكُلِّ رَجُلٍ وَبَعِيرِهِ كَذَا وَكَذَا وَمَتَاعِهِ كَذَا وَكَذَا .. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخْبِرُنَا بِأَشْيَاءَ (أي ما نعلم عنها شيئا)..!!

- فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَيْفَ بِنَاؤُهُ؟ وَكَيْفَ هَيْئَتُهُ؟ وَكَيْفَ قُرْبُهُ مِنَ الْجَبَلِ؟ فَإِنْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ صَادِقًا فَسَأُخْبِرَكُمْ .. وَإِنْ يَكُنْ كَاذِبًا فَسَأُخْبِرَكُمْ.

 

-  فَجَاءَهُ ذَلِكَ الْمُشْرِكُ .. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ بِنَاؤُهُ ؟ وَكَيْفَ هَيْئَتُهُ ؟ وَكَيْفَ قُرْبُهُ مِنَ الْجَبَلِ ؟

 

- قَالَ: فَرُفِعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ مِنْ مَقْعَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ كَنَظَرِ أَحَدِنَا إِلَى بَيْتِهِ: بِنَاؤُهُ كَذَا وَكَذَا، وَهَيْئَتُهُ كَذَا وَكَذَا، وَقُرْبُهُ مِنَ الْجَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الْآخَرُ: صَدَقْتَ. فَرَجَعَ إِلَى الصَّحَابَةِ .

- فَقَالَ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ فِيمَا قَالَ .. أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْكَلَامِ) رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذه الرواية ضعيفة جدا لأن فيها (أبي هارون العبدي – وهو عمارة بن جوين) وهو متروك الحديث ضعيف جدا والبعض تحامل عليه فكذبه - وأظن نسبته للتكذيب خطأ .. (راجع تهذيب الكمال ج21 ص232 ترجمة رقم4178) ، (تهذيب التهذيب ج7 ص413).

 

4- وفي (حديث ضعيف) .. عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي: ومما جاء في الرواية: (ثم أمره موسى أن يرجع فيسأله التخفيف فقال: إني اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ تَعَالَى.

- قَالَ: ثُمَّ انْحَدَرَ (أي رجع نازلا للأرض) ..

- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: ما لي لم آت أهل سماء إلا رحبوا بي وضحكوا لي غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السلام ورحب بي ولم يضحك لي؟

- قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ذَاكَ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ خُلِقَ وَلَوْ ضَحِكَ إِلَى أَحَدٍ لَضَحِكِ إِلَيْكَ.

- قَالَ: ثُمَّ رَكِبَ (أي على البراق) .. مُنْصَرِفًا (أي لمكة).

- فبينا هو في بعض الطريق .. مَرَّ بِعِيرٍ (قافلة تحمل على دوابها بضاعة) لِقُرَيْشٍ تَحْمِلُ طَعَامًا .. مِنْهَا جَمَلٌ عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غِرَارَةٌ سَوْدَاءُ وَغِرَارَةٌ بَيْضَاءُ .. فَلَمَّا حَاذَى بِالْعِيرِ نَفَرَتْ مِنْهُ .. وَاسْتَدَارَتْ وَصُرِعَ (أي سقط) ذَلِكَ الْبَعِيرُ وَانْكَسَرَ ..

- ثُمَّ إِنَّهُ مَضَى فَأَصْبَحَ فَأَخْبَرَ عَمَّا كَانَ ..

- فَلَمَّا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ قَوْلَهُ .. أَتَوْا أَبَا بَكْرٍ فَقَالُوا يَا أَبَا بَكْرٍ: هَلْ لَكَ فِي صَاحِبِكَ (أي هل أتاك خبره) ؟ يُخْبِرُ أَنَّهُ أَتَى فِي ليلته هذه مسيرة شهر ورجع في ليلته.

- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ كَانَ قَالَهُ فَقَدْ صَدَقَ .. وَإِنَّا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا .. نصدقه عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ .

- فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا عَلَامَةُ مَا تَقُولُ؟

- قَالَ: مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَهِيَ فِي مكان كذا وكذا .. فنفرت الإبل مِنَّا وَاسْتَدَارَتْ .. وَفِيهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غِرَارَةٌ سَوْدَاءُ .. وَغِرَارَةٌ بَيْضَاءُ .. فَصُرِعَ (أي سقط) فَانْكَسَرَ.

- فَلَمَّا قَدِمَتِ الْعِيرُ .. سَأَلُوهُمْ فَأَخْبَرُوهُمُ الْخَبَرَ عَلَى مِثْلِ مَا حدثهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- وَمَنْ ذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ.

- وَسَأَلُوهُ وَقَالُوا هل كان فيمن حضر معك موسى وعيسى؟

- قال: نعم.

- قالوا : فصفهم لنا .

- قال: أَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَزْدِ عَمَّانَ، وَأَمَّا عِيسَى فَرَجَلٌ رَبْعَةٌ سَبْطٌ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ كَأَنَّمَا يَتَحَادَرُ مِنْ شَعْرِهِ الْجُمَانُ (أي اللؤلؤ والمقصد أن شعره فيه خصلات لونها أبيض فضي)) قال ابن كثير قد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. ثم قال: هذا سياق فيه غرائب عجيبة .. وقال الشيخ الألباني: " آفته خالد بن يزيد" .. فإنه ضعيف مع كونه فقيها .. وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب"" (راجع الاسراء والمعراج للألباني ص48).

 

5- (حديث ضعيف جدا وأحسبه مكذوب) .. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ قَالَ: (لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَأَخْبَرَ قَوْمَهُ بِالرِّفْقَةِ وَالْعَلَامَةِ فِي الْعِيرِ ..

- قَالُوا: فَمَتَى يَجِيءُ ؟

- قَالَ: يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ..

- فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَشْرَفَتْ قُرَيْشٌ يَنْظُرُونَ وَقَدْ وَلَّى النَّهَارُ .. وَلَمْ يَجِئْ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَزِيدَ لَهُ فِي النَّهَارِ سَاعَةٌ .. وَحُبِسَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ .. فَلَمْ تُرَدِ الشَّمْسُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ.

- وَعَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ حِينَ قَاتَلَ الْجَبَّارِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ .. فَلَمَّا أَدْبَرَتِ الشَّمْسُ خَافَ أَنْ تَغِيبَ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْهُمْ وَيَدْخُلُ السَّبْتُ فَلَا يَحِلُّ لَهُ قِتَالُهُمْ فِيهِ .. فَدَعَا اللهَ فَرَدَّ عَلَيْهِ الشَّمْسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ) .. قُلْتُ: وَقَدْ رُوِيَ فِي الْمِعْرَاجِ أَحَادِيثُ أُخَرُ ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وفيه (أحمد بن عبد الجبار العطاردي) وهو ضعيف الحديث .. (راجع تهذيب التهذيب ج1 ص52) ..، وفيه (أسباط بن نصر) مختلف عليه بين التوثيق والضعف ..، وفيه (إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي) ضعيف .. وقال عنه أبو حاتم والطبري لا يحتج بحديثه .. والبعض كذبه .. والبعض ارتضى حديثه .. (راجع تهذيب التهذيب ج1 ص314) ، والحديث مرسل مقطوع على قول (إسماعيل السدي) .. إذ أنه لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم.

6- (حديث موضوع "أي مكذوب") .. عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَسَاوِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ لما عرفت بحادثة الإسراء من النبي .. ومما جاء في الرواية: (قالَتْ (أي أم هانيء) : فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ (أي أمسكته حرصا عليه) .. وَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَشِيًّا (أي لا تحدث أحد من قريش بما حدث لك) .. فَيُكَذِّبَكَ مَنْ صَدَّقَكَ .

- فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ .. فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي .. فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ .. فَنَظَرْتُ إِلَى عُكَنِهِ (أي لحم بطنه) فَوْقَ إِزَارِهِ .. وَكَأَنَّهُ طَيُّ الْقَرَاطِيسِ (أي رأت جلدة وكأنه مطوي على بعضه – والمقصد هو رؤية لحام شق صدر النبي على بعضه) .. وَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ .. كَادَ يَخْتَطِفُ بَصَرِي .. فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً .. فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ،

- فَقُلتُ لِجَارِيَتِي "نَبْعَةَ": وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ؟ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ.

- فَلَّمَا رَجَعَتْ "نَبْعَةُ": أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مَنْ قُرَيشٍ فِي الحَطِيمِ فِيهِمُ: الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نُوفَلٍ وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ وَالوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ.

- فَقَالَ (أي النبي): إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا المَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ بِهِ الغَدَاةَ .. وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ المَقْدِسِ .. فَنُشِرَ لِي رهط من الأنبياء فيهم: إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى- صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ- فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ .

- فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ (أي أبو جهل) كالمستهزئ: صفهم لي؟

- فقال: أَمَّا عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَفَوَقَ الرِّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ عَرِيضُ الصَّدْرِ .. ظَاهِرُ الدَّمِ (أي أحمر الوجه) .. جَعِدُ الشَّعْرِ (أي قصير) يَعْلُوهُ صُهْبَةٌ (أي في لونه أصفر مخلوط بحمرة) .. كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ..

- وأما موسى- عليه السلام- فضخم آدَمُ طِوَالٌ .. كَأَنَّهُ مِنَ رِجَالِ شَنُوءَةَ (أي اسم قبيلة من اليمن) .. مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ .. مُقَلَّصُ الشَّفَّةِ .. خَارِجُ اللَّثَةِ .. عَابِسٌ ..

- وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ- عَلَيْهِ السّلَامُ- فَوَاللَّهِ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلقًا وخَلقًا ..

- فَضَجُّوا (أي انفعلوا) وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ (أي استكبروا أن تكون هذه الأوصاف صحيحة).

- قَالَ: فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوفَلٍ: كُلُّ أَمْرِكَ قبل اليوم كان أممًا (أي محتملا) غير قولك اليوم .. فأنا أشهد أنك كاذب .. نَحْنَ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ نصعد شهرًا وننحدر شهرًا .. تزعم أنك أتيته في ليلة ؟

- واللات والعزى لا أصدقك .. وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ ..، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ المطلب فَهَدَمَهُ .. وَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يُسْقَى مِنْهُ قَطْرَةٌ أَبَدًا ..

- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَا مُطْعِمُ بِئْسَ مَا قلت لابن أخيك جبهته وكذبته أنا أشهد أنه صادق.

- قالوا: تعال يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا بَيْتَ المَقْدِسِ.

- قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا.

- فَأَتَاهُ- جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَصَرَّهُ فِي جَنَاحِهِ ..، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا .. وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا ..

- وَأَبُو بَكْرٍ يقول: صدقت صَدَقْتَ.

- قَالَتْ نَبْعَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ يَومَئِذٍ: يَا أَبَا بكر إني قد أَسْمَيْتُكَ الصِّدِّيقَ.

- قَالُوا: يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عما هو أعنى لَنَا مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ ..

#- يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا ..

-  فَقَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ (أي الدواب التي تحمل بضاعة) بَنِي فُلَانٍ بِالرَّوحَاءِ .. قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا .. فَانْتَهَيتُ إِلَى رِحَالِهِمْ لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ .. وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ .. فسألوهم عَنْ ذَلِكَ.

- قَالُوا: هَذَا وَالْإِلَهُ آيَةٌ (أي علامة).

- ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ فَنَفَرَتْ مِنِّيَ الْإِبِلُ .. وَبَرَكَ (أي سقط على الأرض جالسا) مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ عَلَيْهِ جَوَالِيقُ (أي جراب أو كيس كبير) مخلط ببياض .. لا أدري أكسر البعير أم لا .. فسألوهم عَنْ ذَلِكَ .

- قَالُوا: هَذِهِ وَالْإِلَهُ آيَةٌ (أي علامة).

- ثُمَّ انتهيت إلى عير بني فُلَانٍ فِي التَّنْعِيمِ (أي اسم منطقة).. يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ (أي في لونه أبيض إلى سواد) .. هَا هي هذه تطلع عليكم من الثَّنْيَةِ (أي تأتي من طريق الجبل).

- فَقَالَ الوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ (أي أخبرتكم من قبل أنه ساحر).

- فَانْطَلَقُوا فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ .. فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ .. وَقَالُوا: صَدَقَ الوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ.

- فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القرآن} .. قلت لأم هانئ: ما الشجرة المَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتْ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع وفي متنه نكارة شديدة .. راجع تحقيق هذا الحديث بالتفصيل للرواية كاملة .. في الفصل العاشر تحت عنوان (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن توصيف النبي لبيت المقدس .. أتى ذكره في حديث صحيح ..

 

2- والعلامة التي ذكرها النبي لهم وهي العير .. أو القافلة التي تحمل بضاعتهم على الدواب .. هي أيضا علامة أتت في حديث صحيح ..

 

3- ولكن توصيف هذه العير بألوان دوابها وأماكن تواجدها هو ما لم يأت في حديث صحيح .. وإنما في أحاديث ضعيفة ولكن يغلب على الظن صدقها لأنه ليس فيها مخالفات غير معقولة ..

- بخلاف جزئية إيقاف الشمس للنبي .. فهذه جزئية لا مثيل لها في أي رواية من روايات الإسراء وهي زيادة منكرة إذ أن إخبار النبي بالحق لا يكون إلا عن تحقيق حدوث وليس عن ظن .. إذ لو كان قال ستاتي القافلة نهارا فستأتي نهارا .. وكذلك جزئية نزوله على القافلة وشربه من الماء دون إذن من أصحابها..، وجزئية سلام النبي على القافلة بصوته حتى قالوا هذا صوت محمد فهذا يؤكد في نفسية الكفار أنه ساحر وقد أرسل هاتف إليهم بصوته .. فهذه زيادات منكرة قد انفردت بها هذه الروايات ولا يصح قولها ..

- والله أعلم .

 

*************************

 ..:: س323: ماذا كان حال الناس بعد سماعهم قصة الإسراء من النبي صلى الله عليه وسلم ولماذا تم تسميه الصحابي أبا بكر بالصِّدِّيق ؟ ::..

 

#- أولا: ما جاء في الروايات الصحيحة عن الناس الذين ارتدوا بعد سماع قصة الإسراء.

@- وجاء في (حديث صحيح) .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. ومما جاء في الحديث: (فَقَالَ (أي أبو جهل): هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ .. حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ (أي تحرك إليه القوم) .. وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا.

- قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي.

- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ.

- قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟

- قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

- قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا (أي جالسا معنا هنا في مكة) ؟

- قَالَ: نَعَمْ.

- قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ (أي يستغرب الكلام بضرب الكفين) ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا .. لِلكَذِبِ زَعَمَ (أي لأنهم يظنوا أن ما يزعمه هو كذب)) رواه أحمد والطبراني وغيرهما .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين ..، وقال الضياء الأعظمي: إسناده صحيح. (الجامع الكامل ج14 ص446).

 

#- تعليقا على الرواية الصحيحة السابقة:

أ- هذه الرواية تثبت فقط حال الناس الحاضرين وقت سماعهم قصة الإسراء .. فكانوا ما بين مستغربا يضرب كفا على كف .. وبين متعجبا واضعا يده على رأسه .. وأحوالهم تدل على تكذيبهم للنبي .. ولكن لم يظهر من القصة أنه كان بينهم مؤمنين.

- ولم أجد رواية أخرى في صحيح الروايات ذكرت مسألة الإرتداد .. والله أعلم .

 

ب- ولماذا يرتد بعض المؤمنين ولا يصدقون النبي في قدرة الله التي فعلها لنبيه .. ومن شروط الإيمان هو الإيمان بالله القدير ..

 

ج- ثم لماذا لما يأتينا خبر من الصحابة .. بأن هناك من ارتد من أهل الإيمان عند معرفتهم بالإسراء .. في حين كان عدد المؤمنين حوالي ثمانون شخصا بعضهم من أهل المدينة ؟!!

 

د- وأخيرا قول بن عباس: (قَالَ أُنَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا .. فَارْتَدُّوا كُفَّارًا .. فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ) .. أظن أن الذين ضربت أعناقهم مع أبو جهل يوم موقعة بدر الكبرى .. لم يكن منهم مؤمن قد سبق إيمانه بالنبي ثم كفر .. وإلا كان ظهر ذلك في أقوال الصحابة .. والله أعلم.

 

هـ- وغير ممتنع أن يكون من الموجودين من كان يفكر في الإسلام .. ثم سمع بقصة الإسراء وكانت فتنة له حتى ارتد عن عزيمة الإيمان مع الذين ارتدوا إلى ضلالهم كما كانوا ..

 

#- ثانيا: ما جاء في الروايات الضعيفة عن الناس الذين ارتدوا بعد سماع قصة الإسراء.

1- (حديث ضعيف – وهو مرسل صحيح) .. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقِيَ هُنَاكَ إِبْرَاهِيمَ وَعِيسَى، فَنَعَتَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «فَأَمَّا مُوسَى فَضَرْبٌ رَجْلُ الرَّاسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ .. وَأَمَّا عِيسَى فَرَجُلٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ ((أي الحمام ويقصد به نضارة الوجه وجماله) .. فَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ..

- وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ ..

- فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .. حَدَّثَ قُرَيْشًا أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَارْتَدَّ نَاسٌ كَثِيرٌ بَعْدَمَا أَسْلَمُوا) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سند الحديث صحيح حتى سعيد بن المسيب ولكنه تابعي ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم .. فالحديث مرسلا فيه انقطاع بين التابعي والنبي ..

- ولا يوجد شاهد من الصحيح على جزئية ارتداد ناس كثيرين بعدما أسلموا .. والله أعلم .

 

2- وجاء في (حديث ضعيف) .. عن الزهري قال: (فَلَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ النَّاسُ يُخْبِرُ أَنَّهُ قَدْ أُسْرِيَ بِهِ ..

- فَارْتَدَّ أُنَاسٌ مِمَّنْ كَانَ قَدْ صَدَّقَهُ وَآمَنَ بِهِ .. وَفُتِنُوا وَكَذَّبُوهُ بِهِ) رواه عبد الرزاق في مصنفه والآجري في الشريعة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. ويوجد انقطاع بين الإمام الزهري وبين النبي صلى الله عليه وسلم .

 

3- جاء في (حديث ضعيف) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (لمَّا أُسْريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَسجِدِ الأقْصى أصبَحَ يَتحدَّثُ النَّاسُ بذلك ..

- فارتَدَّ ناسٌ ممَّن كانوا آمَنوا به وصَدَّقوه.

- وسعَوْا بذلك إلى أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه.

- فقالوا: هل لكَ إلى صاحِبِكَ يَزعُمُ أنَّه أُسْريَ به اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ.

- قالَ: أو قالَ ذلك ؟

- قالوا: نعمْ.

- قالَ: لَئنْ كانَ قالَ ذلك لقد صدَقَ ..

- قالوا: وتُصدِّقُه أنَّه ذهَبَ اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ وجاءَ قبلَ أنْ يُصبِحَ ..

- قالَ: نعمْ إنِّي لأُصدِّقُه فيما هو أبعَدُ من ذلك .. أُصدِّقُه بخَبرِ السَّماءِ في غَدْوةٍ (أي صباحا) أو رَوْحةٍ (أي مساء) ..

- فلذلك سُمِّيَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقَ) ورواه البيهقي في دلائل النبوة وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ورواه الحاكم .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر غير صحيح لأن فيه (محمد بن كثير الصنعاني) وهو مجروح عند العلماء وروايته عن معمر ضعيفة جدا .. ومن أقوال العلماء فيه: قال البخاري: لين جدا ..، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ذكر أبى محمد بن كثير فضعفه جدا ، وضعف حديثه عن معمر جدا ، وقال : هو منكر الحديث ، و قال يروى أشياء منكرة ..، وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبى : محمد بن كثير لم يكن عندي ثقة ، بلغني أنه قيل له : كيف سمعت من معمر ؟ قال : سمعت منه باليمن ، بعث بها إلى إنسان من اليمن !! ..، وقال حاتم بن الليث الجوهري عن أحمد بن حنبل : ليس بشيء يحدث بأحاديث مناكير ليس لها أصل ..، وقال عنه يحيى بن معين مرة صادقا ومرة ثقة ..، وقال الساجي: صدوق كثير الغلط ..، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم ..، وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه عليها أحد .. وغير ذلك من أقوال. (مختصرا من تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم 5570 ج26 ص329) – (تهذيب التهذيب ج9 ص417).

 

#- ثالثا: ما جاء في الروايات عن موقف أبي بكر الصديق بعد سماع قصة الإسراء.

1- جاء في (أثر ضعيف) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (لمَّا أُسْريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَسجِدِ الأقْصى أصبَحَ يَتحدَّثُ النَّاسُ بذلك ..

- فارتَدَّ ناسٌ ممَّن كانوا آمَنوا به وصَدَّقوه.

- وسعَوْا بذلك إلى أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه.

- فقالوا: هل لكَ إلى صاحِبِكَ يَزعُمُ أنَّه أُسْريَ به اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ.

- قالَ: أو قالَ ذلك ؟

- قالوا: نعمْ.

- قالَ: لَئنْ كانَ قالَ ذلك لقد صدَقَ ..

- قالوا: وتُصدِّقُه أنَّه ذهَبَ اللَّيلةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ وجاءَ قبلَ أنْ يُصبِحَ ..

- قالَ: نعمْ إنِّي لأُصدِّقُه فيما هو أبعَدُ من ذلك .. أُصدِّقُه بخَبرِ السَّماءِ في غَدْوةٍ (أي صباحا) أو رَوْحةٍ (أي مساء) ..

- فلذلك سُمِّيَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقَ) ورواه البيهقي في دلائل النبوة وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ورواه الحاكم .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. وسبق تحقيق هذه الرواية منذ قليل.

 

2- (حديث ضعيف – وهو مرسل صحيح) .. وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ (تابعي)، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (تابعي) ... ومما جاء في الرواية:  

- قَالَ أَبُو سَلَمَةَ (التابعي): فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ رَجَعَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ..

- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَقَالَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا: نَعَمْ ..

- قَالَ: فَأَشْهَدُ إِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ ..

- قَالُوا: أَفَتَشْهَدُ أَنَّهُ جَاءَ الشَّامَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ؟

- قَالَ: إِنِّي أُصَدِّقُهُ بِأَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ.

- قَالَ أَبُو سَلَمَةَ (التابعي): سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فَمَثَّلَ اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْه) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): سند الحديث صحيح حتى أبو سلمة ولكنه تابعي لم يسمع من النبي .. فالحديث مرسلا فيه انقطاع بين التابعي والصحابي ..، ما عدا الجزء الأخير فقط وهو ما جاء عن أبي سلمة عن الصحابي عبد الله بن جابر فهذا موصول صحيح .. والله أعلم .

 

3- جاء في (حديث ضعيف) .. عن الزهري قال: .. ومما جاء في الرواية: (وَسَعَى رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟

- قَالُوا: نَعَمْ.

- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَشْهَدُ إِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ.

- فَقَالُوا: أَتُصَدِّقَهُ بِأَنَّهُ جَاءَ الشَّامَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟

- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: نَعَمْ إِنِّي أُصَدِّقُهُ بِأَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ .. أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا.

- فَلِذَلِكَ سُمَيَّ أَبُو بَكْرٍ بِالصِّدِّيقِ) رواه عبد الرزاق في مصنفه والآجري في الشريعة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. ويوجد انقطاع بين الإمام الزهري وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

 

4- وفي (حديث ضعيف) .. عن خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ومما جاء في آخر الرواية: (فَأَصْبَحَ فَأَخْبَرَ عَمَّا كَانَ ..

- فَلَمَّا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ قَوْلَهُ .. أَتَوْا أَبَا بَكْرٍ فَقَالُوا يَا أَبَا بَكْرٍ: هَلْ لَكَ فِي صَاحِبِكَ (أي هل أتاك خبره) ؟ يُخْبِرُ أَنَّهُ أَتَى فِي ليلته هذه مسيرة شهر ورجع في ليلته.

- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ كَانَ قَالَهُ فَقَدْ صَدَقَ .. وَإِنَّا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا .. نصدقه عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ .

- فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا عَلَامَةُ مَا تَقُولُ؟

- قَالَ: مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَهِيَ فِي مكان كذا وكذا .. فنفرت الإبل مِنَّا وَاسْتَدَارَتْ .. وَفِيهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غِرَارَةٌ سَوْدَاءُ .. وَغِرَارَةٌ بَيْضَاءُ .. فَصُرِعَ (أي سقط) فَانْكَسَرَ.

- فَلَمَّا قَدِمَتِ الْعِيرُ .. سَأَلُوهُمْ فَأَخْبَرُوهُمُ الْخَبَرَ عَلَى مِثْلِ مَا حدثهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- وَمَنْ ذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ.... إلى آخر الرواية) قال ابن كثير قد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره .. ثم قال: هذا سياق فيه غرائب عجيبة .. وقال الشيخ الألباني: " آفته خالد بن يزيد" .. فإنه ضعيف مع كونه فقيها .. وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب"" (راجع الاسراء والمعراج للألباني ص48).

 

5- (حديث موضوع "أي مكذوب") .. عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ لما عرفت بحادثة الإسراء من النبي .. ومما جاء في الرواية: (قالوا: تعال يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا بَيْتَ المَقْدِسِ.

- قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا.

- فَأَتَاهُ- جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَصَرَّهُ فِي جَنَاحِهِ ..، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا .. وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا ..

- وَأَبُو بَكْرٍ يقول: صدقت صَدَقْتَ.

- قَالَتْ نَبْعَةُ (خادمة أم هانيء): فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ يَومَئِذٍ: يَا أَبَا بكر إني قد أَسْمَيْتُكَ الصِّدِّيقَ.... إلى آخر الرواية) رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع وفي متنه نكارة شديدة .. راجع تحقيق هذا الحديث بالتفصيل للرواية كاملة .. في الفصل العاشر تحت عنوان (س31: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟).

 

6- وفي (حديث ضعيف جدا) .. عن أبي معشر، عَن أبي وهب مولى أبي هُرَيْرَة: قَالَ: (لما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ بلغ - قَالَ: " يَا جِبْرِيل إِن قومِي لَا يصدقوني .. قَالَ: يصدقك أَبُو بكر وَهُوَ صدِّيق) رواه بن ابي خيثمة في تاريخ المكيين .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. فيه (نجيح بن عبد الرحمن السندى ، أبو معشر المدنى ) وهو ضعيف الحديث .. (راجع تهذيب التهذيب ج10 ص422) ..، وفيه (أبو وهب مولى أبي هُرَيْرَة) مجهول الحال ..، الحديث فيه انقطاع بين "أبو وهب" وبين النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- مسألة أن المؤمنين أو بعض من أسلموا قد ارتدوا بعد سماع قصة الإسراء من النبي .. فهذا لم يأت به خبر صحيح .. وإنما أتى في روايات ضعيفة.

- والذي يظهر لي .. أن من اجتمع حول النبي هم سادة قريش وكبرائها ممن لم يؤمنوا .. وذلك المشهد لم يكن فيه أحد المؤمنين وإلا كان أولهم حضورا هو أبو بكر الصديق .. بل سادة قريش ذهبوا لأبي بكر الصديق ليخبروه بخبر هذه الرحلة ..  

 

2- أن قصة تصديق أبي بكر الصديق للنبي فيما قاله عن الإسراء .. وإن كانت اتت في آثار ضعيفة إلا أن تعدد مصادرها وشواهدها يثبت صحتها وأن لها أصلا .. فضلا عن اتفاق الصحابة على لقبه بالصديق .. فهذا كافي جدا لبيان صدق هذه القصة .. والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .