ج139: قصة الإسراء والمعراج - كيف كانت هيئة موسى وهو يصلي بقبره وقت أن رآه النبي - كيف رأى النبي محمد موسى يصلي في قبره - ومتى تمت هذه الرؤية - وكيف عرفه ثم لم يعرفه في السماء أو بيت المقدس - وما حكمة رؤية النبي لموسى وهو يصلي في قبره.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والتاسع والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والتاسع والثلاثون :: ج3/ مسائل ختامية على هامش رحلة الإسراء والمعراج – عن ذكر مسائل خاصة برؤية موسى عليه السلام ::

1- س334: كيف كانت هيئة موسى وهو يصلي بقبره وقت أن رآه النبي ؟

2- س335: كيف رأى النبي محمد موسى يصلي في قبره فعرفه ثم لم يعرفه في السماء أو بيت المقدس - ومتى تمت هذه الرؤية ؟

3- س336: ما الإشارة والحكمة في رؤية النبي لموسى وهو يصلي في قبره ؟

*******************

:: الفصل المائة والتاسع والثلاثون ::

*******************

..:: س334: كيف كانت هيئة موسى وهو يصلي بقبره وقت أن رآه النبي ؟ ::..

 

- من المسائل الغريبة .. سؤال بعض الناس عن كيفية هيئة موسى وقت صلاته في قبره حين رآه النبي محمد في الإسراء ؟

- ويقصد أن يقول بذلك كما فسر ذلك .. أكان جسدا يصلي في قبره وبملابسه أم مجرد روحا قد تخيلها النبي محمد .. ولا إيه ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- عليك أن تنتبه يا أخي الفاصل لأمور ..

1- أن الأنبياء لا تبلى أجسادهم ولا تأكلها الأرض .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ) رواه ابو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود.

 

2- وأن أداء العبادات لبعض الناس في قبورها .. إنما هذا دليل على ما كان من عشق العبد لهذه العبادة .. حتى تعلقت روحه بها فيكون هذا حاله في برزخه ليس تكليفا يترتب عليه ثوابا وإنما هي تلذذ ومتعة .. كالذي كان يعشق القرآن في حياته وتمر على قبره فتسمعه يقرأ القرآن "إن كنت من أهل الكشف الصحيح" .. وهكذا .. وهذه أحوال الأرواح الخاصة بأصحابها في حال الدنيا .. (راجع الفصل الثالث والعشرون تحت عنوان (س67: كيف يصلي الأنبياء والمرسلين بعد موتهم والصلاة تكليف دنيوي والموت لا تكليف فيه لانتهاء الأجل ؟).

- وباختصار: هذه حالة تلذذ وتشريف وليست عبادة تكليف .. فافهم.

 

#- وإذا كانت الأرواح يتم رؤيتها بتعلقها بأعمالها الدنيوية في أخص أحوالها مع الله .. فكذلك الأرواح تأخذ من هيئات أصحابها .. لو حدث لك كشف ورأيتهم .. فما كان يلبسه في الدنيا ستجد عليه في حالته الروحانية.

 

3- الذي رآه النبي محمد لهيئة موسى عليه السلام في قبره إنما هي هيئة روحية وليس هيئة جسدية .. لأنه لا تكليف على الأجساد بالعبادات .. وإنما حال الأرواح مختلف لأنه حال محبة وتلذذ تعيشه الروح وليس حال تكليف ليؤديه الجسد.

 

4- وأما في الآخرة .. فهيئة المؤمنين كسوتهم بالنور الذي يضيء لهم الطريق إلى جنات النعيم .. كما في قوله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المؤمنون:47 ..

- فما بالك بحال الأنبياء كيف سيكون نورهم الذي يكسوهم حينئذ ؟!!

- والله أعلم.

#- ملحوظة هامة .. يمكنك مراجعة الآتي لمزيد من المعرفة ..

1- راجع الفصل الثاني والعشرين .. تحت عنوان: (س68: كيف نفهم وجود موسى يصلي بقبره ثم ظهوره يصلي في المسجد الأقصى ثم ظهوره في السماء السادسة ؟).

 

2- وراجع الفصل الحادي والعشرون .. تحت عنوان: (س65: هل صلاة الأنبياء والرسل مع النبي في بيت المقدس كانت بالروح أم بإحيائهم له ؟ ) ..، وكذلك تحت عنوان: (س67: كيف يصلي الأنبياء والمرسلين بعد موتهم والصلاة تكليف دنيوي والموت لا تكليف فيه لانتهاء الأجل ؟)- (كيف رأى رسول الله موسى يصلي في قبره؟)

****************************

..:: س335: كيف رأى النبي محمد موسى يصلي في قبره فعرفه ثم لم يعرفه في السماء أو بيت المقدس - ومتى تمت هذه الرؤية ؟ ::..

 

#- من المسائل التي قد تخطر ببالك .. كيف رأى النبي محمد موسى يصلي في قبره وعرفه .. ثم لم يعرفه في السماء أو عند بيت المقدس لو كان قابله هناك ؟

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاء في (حديث صحيح) عن النبي قال: (مَرَرْتُ- علَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي في قَبْرِ) صحيح مسلم.

- والكثيب الأحمر .. هو كوم من الرمال الحمراء .. وذلك في الطريق لبيت المقدس ..

 

#- وهذا الحديث منفرد على باقي أحاديث الإسراء والمعراج .. وأهل العلم على أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه يقظة وليس في رؤيا منامية .. وإن كان محتمل رؤيته في منام .. وبالتالي كانت رؤيته ليست في ليلة الإسراء والمعراج ..

 

#- ولكن سأجيب على السؤال .. باعتبار أنه رآه يقظة في ليلة الإسراء والمعراج .. ثم أذكر حكمة هذه الرؤية بما جال في خاطري .. فأقول وبالله التوفيق:

 

#- أولا: عن رؤية النبي محمد لموسى يصلي في قبره وكيف عرفه ثم لم يعرفه في السماء أو بيت المقدس ؟

1- إما أن يكون رآه النبي قبل وصوله لبيت المقدس أي في طريقه إلى هناك .. لأنه لا علم ولا معرفة مسبقة له برؤية موسى .. فيكون عرف أن الذي يصلي في قبره هو موسى من خلال جبريل عليه السلام إذ اخبره بأن هذا موسى أخيك يصلي .. وبما أن الحال كان ليلا فالنبي لم يتحقق من مظهره وشكله خاصة وهو راكبا للبراق مسرعا به .. فيكون ما رآه مجرد هيئة شخص يصلي في قبر ..

 

2- وإما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رآه حين عودته من المعراج .. فيكون قد تعرف عليه في السماء .. ولكنه أيضا يكون قد رآه شكل إنسان يصلي في قبره .. وجبريل هو من أخبره بأن هذا موسى ..

 

3- أي في الحالتين .. سواء في حال الذهاب أو حال العودة .. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتحقق من الشخص الذي يصلي في قبره .. لأن الوقت كان وقت ليل ولا تحقيق للملامح فيه .. فضلا عن سرعة البراق ..

 

4- وسبب قولي أن جبريل هو من أخبره بذلك: لأن جبريل هو من كان يخبر النبي عن الانبياء ويعرفه عليهم ويخبره بتفاصيل كل شيء في رحلته للإسراء والمعراج .. وهذا من بداهة العقل ولا حاجة لنا فيه لإثبات.

 

#- ثانيا: وأحسب ظنا مني: أن سبب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لموسى في قبره يصلي ..

- لأنه لمح شخصا في هيئة نورانية قوية .. وهو ما لفت انتباهه وسأل عنه جبريل .. فأخبره جبريل أن هذا موسى عليه السلام يصلي في قبره ..

 

#- أخي الحبيب .. لمزيد من المعرفة عن مسائل تتعلق برؤية سيدنا موسى ليلة الإسراء والمعراج .. فيمكنك مراجعة الآتي ..

- راجع الفصل الثاني والعشرون .. تحت عنوان: (س68: كيف نفهم وجود موسى يصلي بقبره ثم ظهوره يصلي في المسجد الأقصى ثم ظهوره في السماء السادسة ؟).

***********************

..:: س336: ما الإشارة والحكمة في رؤية النبي لموسى وهو يصلي في قبره ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أما عن حكمة رؤية النبي لموسى وهو يصلي في قبره.

- لعل الحكمة من رؤية موسى يصلي في قبره .. فهو لتعلم أن المؤيد بالله كما كانت له حياة مع الله طيبة فوق الأرض .. فله حياة طيبة تحت الأرض .. كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل:97.

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .